سؤال عن صحة حديث: اللهم إني أسألك بحق السائلين عليك وبحق ممشاي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته....
مشايخنا الكرام هل هذا الحديث صحيح؟
"مَنْ قَالَ حِينَ يَخْرُجُ إِلَى الصَّلَاةِ : اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ بِحَقِّ السَّائِلِينَ عَلَيْكَ، وَبِحَقِّ مَمْشَايَ، فَإِنِّي لَمْ أَخْرُجْ أَشَرًا ، وَلَا بَطَرًا ، وَلَا رِيَاءً، وَلَا سُمْعَةً، خَرَجْتُ اتِّقَاءَ سَخَطِكَ، وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِكَ، أَسْأَلُكَ أَنْ تُنْقِذَنِي مِنَ النَّارِ، وَأَنْ تَغْفِرَ لِي ذُنُوبِي، إِنَّهُ لَا يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا أَنْتَ. وَكَّلَ اللَّهُ بِهِ سَبْعِينَ أَلْفَ مَلَكٍ يَسْتَغْفِرُونَ لَهُ، وَأَقْبَلَ اللَّهُ عَلَيْهِ بِوَجْهِهِ، حَتَّى يَفْرَغَ مِنْ صَلَاتِهِ ".
ج: وعلیکم السلام ورحمة الله وبركاته
هذا الحديث روي عن بلال وأبي سعيد رضي الله عنهما.
أما حديث بلال رضي الله عنه أخرجه ابن السني بسند ضعيف جدا، فيه الوازع بن نافع، وهو متفق على ضعفه وإنه منكر الحديث، فالحديث ضعيف ،قاله النووي في الأذكار. وقال الحافظ في نتائج الأفكار : واه جدا.
وأما حديث أبي سعيد رواه ابن ماجه في سننه، وأحمد في مسنده وابن خزيمة في كتاب التوحيد وأبو نعيم الأصفهاني في كتاب الصلاة عن عطية العوفي عن أبي سعيد، والعوفي ضعيف.
واختلف في رفعه ووقفه، فقد تابع وكيعا على وقفه أبو نعيم الفضل بن دكين كما يستفاد من علل أبي حاتم.
ورفعه عبد الله بن صالح عند الطبراني ويحي بن أبي بكير عند ابن الجعد ومحمد بن فضيل بن غزوان وأبو خالد الأحمر كلاهما عند ابن خزيمة فهولاء أربعة كلهم ثقات أو ما بين ثقة وصدوق، يضاف إليهم الفضل بن الموفق عند ابن ماجه وفيه ضعف والوزاع بن نافع عند ابن السني متفق على ضعفه، وبهذا يحكم بترجيح رفع الحديث على وقفه، لا كما قال أبو حاتم لابنه الموقوف أشبه، على أنه من الواضح من ألفاظ الحديث أن مثله لا يقال بالرأي، فالموقوف كالمرفوع. قاله الشيخ محمد عوامه حفظه الله في تعليقاته على مصنف ابن أبي شيبة.
ضعف هذا الحديث جماعة من الأئمة لأجل العوفي. منهم : البوصيري في الاتحاف وقال : هذا إسناد ضعيف لضعف عطية والراوي عنه. وقال أيضا في الزوائد: هذا إسناد مسلسل بالصعفاء عطية وهو العوفي وفصيل بن مرزوق والفضل بن الموفق كلهم ضعفاء، لكن رواه ابن خزيمة في صحيحه من طريق فضيل بن مرزوق فهو صحيح عنده. وأبو حاتم في العلل. والمنذري في الترغیب. والمغلطائي في شرح سنن ابن ماجه. والنووي في الأذكار. وقال الشيخ محمد عوامة : أما ابن خزيمة فلا ينبغي أن يعد ببن مصححيحه كما فعل البوصيري.
وحسنه جماعة من الأئمة : منهم العراقي في تخريج الإحياء. والحافظ في نتائج الأفكار. والحافظ عبدالغني المقدسي في النصيحة. وأبو الحسن شيخ المنذري كما في الترغیب. والدمياطي في المتجر، ولفظه : حسن إن شاء الله.
فالحديث حسن إن شاء الله تعالى.
لأن عطية تكلم فيه لتشيعه وتدليسه، لكنه صدوق في نفسه. وقال ابن سعد : ثقة إن شاء الله، وحسن له المزي والترمذي أحاديث، وقال ابن عدي : مع ضعفه يكتب حديثه.
هذا وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد وعلى آله وصحبه وبارك وسلم.
أبو الخير عارف محمود الجلجتي دار التصنيف بالمدرسة الفاروقية بجلجت ٢٤ ذي الحجة ١٤٤٠ھ ٢٦/٨/٢٠١٩