أوی الشيخ عبدالوهاب إلی ربه
عـبدالــســـلام الـعــمـري
فقد تلقينا بقلوب مفعمة بقضاء الله تعالی و قدره، نبأ وفاة الداعي الكبير الشيخ عبدالوهاب رحمه الله تعالی. قد أصيبت الأمة المسلمة بفقد أحد من أبرز و أشهر رجالها الدعوي الإسلامي، و كان هذا المصاب الوخّاز جللا و خسارة كبيرة فادحة مؤلمة جداً، بل كان رحيله مفاجأة أليمة و صدمة كبيرة و ثلمة لا تردم، و ارتوی الدعاة المسلمون من منهله الدعوي الرباني العذب و انتهلوا من ينبوعه الإيماني برهة من الزمن، و كان رمزاً من رموز الله تعالی في هذا الكون، و هو الشيخ الصامد الداعي الإسلامي الشيخ عبدالوهاب رحمه الله تعالی، الذي اتفق العلماء و الدعاة بعلو همته و فضله و تواضعه و جهوده المكثفة في مسيرة الدعوة و التبليغ.
ثمرة جهوده بلغت إلی أصقاع العالم، و كانت حياته حافلة بالجهود الدعوية علی مستوی العالم، نبأ وفاته شجن كلَ مسلم متحمس واعي في أرجاء العالم الإسلامي، توفي عن عمر ناهزه إلی 96 عاماً، قضی جُلَّها في سبيل الدعوة و التبليغ.
نِعم ما قال الشاعر: موت الفتی حياة لا نفاد لها / قد مات قوم و هم في الناس أحياء. قد كان شيخنا رحمه الله تعالی أسوة ساطعة لامعة في كثير من ميادين الحياة الإسلامية و الدعوية و الإصلاحية و الإجتماعية، حقاً الكلمات لَتعجز، و القلم لَيتعثر، و اللسان ليعتقل عن أن تصف شخصية بارزة مثله، و كان قلبه يرفرف عندما يری واجه المسلمون المشاكل الصعبة القارسة، و بأنهم قد نسوا دورهم الدعوي و القيادي و الريادي، و في مسيرة الدعوة و إرشاد الناس و إصلاحهم و نشر توحيد الله تعالی كان لا يكل و لا يمل، و كلما شاهد نقصاً أو إعواجاً في الدين أو أثيرت فتنة بين المسلمين، لَثارت حميته و غيرته الفياضة الدينية، لم يقر قراراً حتی يؤدي رسالته و مسؤوليته الدعوية التي وضعها الله تعالی علی عاتقه و يخمد نار الفتنة. شيخنا كان مغواراً و باسلاً في ميدان بيان توحيد الله تعالی، كان يحمل لواء التوحيد النقي الصافي، و ينقذ البشرية من مخالب الشرك و الكفر و البدعات،كان قاهر الأعمال و المعتقدات الشركية المهلكة.
الحق أن مكانة شخصيته السآمية و حياته الفياضة المليئة بالجهود و التضحيات الكبيرة الجبارة تستحق أن تُكتب الكتبُ في بيان حياته العطرة.
الشيخ الفقيد رحمه الله تعالی أنار باكستان و إيران و أفغانستان و العالم بنور الإيمان، و جهوده المكثفة عمت العالم، حقاً أن نقول: فقدت الأمة الإسلامية داعياً كبيراً مشفقاً، العيون لَتبكي، و القلوب لَتحزن، و لا نقول إلا ما يرضي ربنا الكريم إنا لله و إنا إليه راجعون.
و بهذه المناسبة الوخازة المؤلمة نعرب لإخوانا المسلمين عن أحرّ تعازينا القلبية و صادق مواساتنا ومشاطرين أحزانكم و آلامكم، و بدورنا نواسي و نعزي الأمة المسلمة علی وفاة شيخنا الفقيد الداعي الكبير عبدالوهاب رحمه الله تعالی.
نرجو ربنا أن يضمد جراحات قلوبنا في وفاة شيخنا رحمه الله تعالی، و نتمنی منه تعالی الصبر و السلوان و الإستقامة لأسرة الفقيد رحمه الله تعالی و أقربائه سيما الأمة المسلمة في أرجاء المعمورة، بل نبتهل إلی الله تعالی أن يتغمد الفقيد بواسع رحماته و يدخله و يسكنه فسيح جناته، و أن يلهم أهله و ذويه و محبيه الصبر و السلوان.