أيتها العير إنكم لسارقون!
ما أكثر ما كنت أمضي سريعا، وأنا أمر على فرسان السطو والسرقات العلمية والأدبية، أرى أدباء وعلماء أصلاء يصيحون ويتبرمون ويستغيثون، في مقالات وجرائد ومجلات، فكنت أقول: مجرد سرقة نظرية، لم يسلبهم السارق ملكا ولا كنز قارون، إنما هي تحفة فنية، أو فائدة علمية، سلبهم أحد الناس نسبتها إليهم وألصقها بذاته.
ولم أكن أدري أن الطفل إذا اختطف، ليس يتألم إنسان أيا كان، إنما يخيل له أنه يتألم، المتألم الوحيد هي الأم المسكينة! وإني إذ أتصفح صفحات، طلعت لي فقرات، فأوجست في نفس ريبة، فهي شديدة التشبه بأسلوبي، فأعدت النظر، وتأملت، وتدبرت، ودققت، وحاولت وجاهدت، فخسرت أن أقنع نفسي أنها ليست كتابتي.. حينها علمت علما يقينا، أن للقلم حرمة، و أن العلم أمانة.. وإذا تشبعت بما لم يعطنيه الله فأنا لئيم خبيث النفس.. وأنا لا محالة مفضوح أمري عما قليل..! ولو بعث حراس عزيز مصر في زماننا.. لالتفتوا إلى معشر المتطفلين على موائد الآخرين قبل إخوة العزيز، ولصاحوا بهم: أيتها العير إنكم لسارقون!