3 ثلاث خطوات تساعدك على تنظيم وقتك وحياتك

ليس من إنسان إلا ويخلو بنفسه في ساعة من ساعات حياته، فيعاهد نفسه بأشياء، ويعزم على أشياء، ويندم على مافات من عمره، ومن بين تلك الساعات: انتهاء سنة، وابتداء سنة جديدة، النجاة من حادثة اصطدام عنيف، بداية دراسة أو دورة تعليمية جديدة.

ويتمنى الإنسان في مثل هذه اللحظات أن لو استفاد من كل لحظة من حياته الباقية ويستثمر كل جزء من لحظاته في شيء لم يقدر فيما مضى أن يستفيد منه.

ولا يمكن للإنسان أن يستفيد من وقته إلا إذا أعدّ له العُدَّة وقيّد نفسَه بقيود، واستفاد من تجارب الآخرين وإن شقّ عليه ذلك.

ولا تنس أنك لن تستفيد من وقتك كل الاستفادة إلا بذلت بعض وقتك وطاقات ذهنك في ترتيبه.. فعليك قبل كل شيء أن تستفرغ وقتا من أشغالك، وتقف فيه وقفة تأمل؛ تحاسب فيها وتفكر وتخطط: تحاسب نفسك على ما مضى من أيام حياتك، وتفكر في أهدافك في الحياة ومقصدك الذي تسعى له، وتخطط لتحقيق أهدافك.

1- تعيين الأهداف:

وإليك خطة سير تساعدك على تعيين هدفك والتخطيط له:

  1. حاول أن تعرف مقصد حياتك، يمكنك الاستعانة بالقرآن والحديث لمعرفة مقاصد الحياة.
  2. فإذا حددتَ المقصد الحقيقي للحياة. فتقدّم خطوة، وعيّن أهدافا ومقاصد لحياتك مراعيا المقصد الرئيسي، ثم قسّم هذه الأهداف والمقاصد إلى أقسام حسب نوعيتها، وعلى سبيل المثال: نقسم الأهداف إلى ثلاثة أقسام: أهداف خاصة بعلاقتك مع الله، وأهدافك الشخصية، وأهداف متعلقة بالناس، تدخل فيها حقوق الأسرة والمعارف. (وهذا التقسيم قسمناه على سبيل المثال، يمكنك أن تزيد من أنواع الأهداف من أو تغيّر، واعلم أن الأهداف يسهل إنجازها على قدر وضوحها لديك).
  3. وبعد أن حددت الأهداف، وقسّمتها، رتّبها حسب أولويّاتها وترجيح بعضها على بعض؛ لتصبح لديك في الأخير قائمة واضحة لأهدافك في الحياة. وليس عليك الآن سوى التخطيط المنظَّم... والعمل.
  4. حاول أن تستفيد من أوقاتك الفارغة كل الاستفادة، ولا تنس أن الجوال ابتكره المبتكرون للتيسير، لا للعب، فطوّر نفسك، ونظّم حياتك!

2- التخطيط للوصول إلى الهدف:

التخطيط هو الاستعداد الذهني للوصول إلى الهدف. وتقييد النفس على طريق معين وأعمال معينة.

إذا بدأت سفرك، ولم تعرف الطريق، ولم تحاول معرفته، ولم تبحث عن الخريطة، ولا اطلعت على العقبات، وطريقة تفاديها، لن تصل إلى الهدف، أما إذا عرفت صعاب الطريق، وحفظت الخريطة، وعرفت طبيعة السفر، واستعددت استعدادا تاما لرحلتك، تصل الهدف بأمان.

والتخطيط له أنواع كثيرة، وما يهمنا منها هو التخطيط الشهري، والأسبوعي، واليومي، لأداء المسؤوليات والواجبات والمهام.

التخطيط اليومي:

أكثر التخطيطات الثلاثة السالفة ذكرها أهميةً هو التخطيط اليومي، وطريقتها أن تعيّن وقتا لكتابة أعمالك الواجبة أو التي نويت أداءها في يومك، وأفضل الأوقات هو الصباح الباكر قبل أن تبدأ أعمالك، أو قبل النوم ليلا عندما تحاسب أعمالك.

وفي هذا الوقت، تأخذ (يومياتك) أو مذكّرتك، أو كراسة عادية خصصتها لهذا الغرض، أو بطاقة على حجم الجيب، وتكتب فيها أعمالك ومسؤولياتك لهذا اليوم في كل سطر. وتترك بجانب السطر دائرتين، أو مربعين،  تجعل على إحداها علامة (صح √)  أو أي علامة أخرى تدل على اكتمال العمل، بعد أن تنجز العمل، وفي الثانية: تكتب إحدى أوليات العمل الثلاثة:

  1. مهم وفوري: هذا النوع من العمل تنجزه في أقرب وقت.
  2. غير مهم و فوري: هذا النوع من العمل تنجزه أيضا في أقرب وقت، وإذا تعارض مع 1، فالترجيح للـ 1
  3. مهم وغير فوري: هذا العمل تجعله في الأخير، إلا إذا تعارض مع 2، فالترجيح لـ 3، أي للمهم على غير المهم.
  4. غير مهم وغير فوري:  إياك أن تقوم بهذا العمل.. فهو إما من اللايعني وإما مكروه، وإما حرام.

هذا تقسيم مميز للأولويات وينصح به مهرة إدارة الوقت، ويمكنك أن تقسم الترجيحات تقسيما آخر حسب نوعيتك ومزاجك أنت، مثلا، العمل الأكثر أهمية علامته رقم 1، والعمل الذي أهميته متوسطة جعلته برقم 2، والعمل الذي يليه في الأهمية، أعطيته رقم 3.

وأهم الأشياء، أن ترجع إلى قائمتك هذه في آخر اليوم، لترى ما أنجزت، وما لم تنجزه. فالذي أنجزته، اجعل عليه علامة (صح)، والعمل الذي لم تقدر على إكماله، أو كان عمل يومين أو أكثر، اجعل عليه بدل علامة صح، علامة تدل على الاستمرار (←)، واكتبه في قائمة الغد من جديد.

الكلمة الأخيرة:

إنها حقيقة صادقة أنك في بداياتك على هذ الترتيب، قد تسهو عن بعض الأعمال، ولن تقدر على إكمال كل الأعمال تماما.. فالعزيمة في هذه الحالة أن لا تيأس ولا تتبرم، بل ابحث عن المشكلة، والسبب الذي أخّرك عن أداء مهام والاستفادة من وقتك، وإليك بعض الأسباب التي نواجهها عادة:

  • ربما كنت تحاول إنجاز أشياء كثيرة في وقت قليل.
  • ربما لم تهتم بأمر الأولويات.
  • ربما لم تؤد بعض أعمالك راغبا فيه، لأنك تستصعبه أو تظنه عبئا عليك.
  • ربما اشتغلت بأعمال لا تعنيك وتأخذ من وقتك بلا فائدة دينية ولا دنيوية.
  • ربما تخاف مواجهة المشاكل، وتريد أن تحلها من بعيد بدل أن تخوضها.
  • ربما أردت أن تحل جميع مشاكل حياتك في يوم واحد!

 

3- أدوات تساعدك على تنظيم وقتك والتخطيط:

1 = كراسة يوميات (Diary)

2- جداول تصنعها لترتيب الوقت، وتقوم بتجليدها وتستخدمها.

3- بطاقات مهام بحجم الجيب، المسماة بـ Daily memo ٲو To Do Cards.

4- كراسة عادية تخصصها لهذا الغرض.

5- المذكرات الإلكترونية، في الجوالات، أو الحاسوب.

وأفضلها ما تستطيع أن تستخدمه بأحسن طريقة ويكون في متناول يدك دائما.

فخطط، وابدأ المسير في طريق النجاح، ولا يُلهِيَنَّك عن هدفك أي شيء، وحاسب نفسك بين فترات وفترات، وافحص اتجاه سيرك؛ لكيلا تتوجه إلى اتجاه معاكس وأنت لا تشعر، ولازم جانب الاعتدال في حياتك. وبادر بأداء حقوق الله والعباد، واجعل نصب عينيك في جميع معاملاتك القبرَ والآخرة.

وختاما؛ ردّد معي قول الشاعر:

الوَقْتُ أنْفَسُ مَا عُنِيْتَ بِحِفْظِهِ ** وَأَرَاهُ أسْهَلَ مَا عَلَيْكَ يَضِيْعُ

 

أمل ورجاء: إذا أعجبك أيها القارئ الكريم، هذا الموضوع أو استفدت منه، فاجعل خيره يتعدى إلى أصدقائك ومعارفك، لعل آلافا من الساعات تصان من الضياع بسببك، ولعل خيرا كثيرا تجتنيه! 

أسامة محمود

عضو إداري في شبكة المدارس الإسلامية، متخصص في الفقه الإسلامي، محب العربية والفن، طالب العلم
مجموع المواد : 95
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن

اكتب معنا


يمكننا نشر مقالك على شبكة المدارس الإسلامية، دعنا نجرب!

أرسل من هنا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024