فكرة ذهبية للحياة السعيدة: لا تحاول كشف المخفي
هذا الكلام مبني على الحقيقة، فلو قلت: إنه ذَهبٌ نادر الوجود في مجتمعنا وثقافتنا، فمن عادتنا أننا نحاول الكشف عن عيوب الآخرين، وإن لم ترى، فلذا أحببت أن أنقل إلى أحبتي كلاما يجعل من يقبله دنياه وآخرته سعيدتين.
تبدأ الحكاية من أحد العرب، الذي يقول: إنني لم أتمكن من الرد على كلام امرأة كان في يدها طبق مغطى بقطعة قماش، فسألتها ما ذا في داخله؟
فقالت لي: إذا كان لابد من إخباره فما هي الحاجة إلى تغطيته؟ فأحرجتني بكلامها.
فاستنتجت من كلامها فكرة حكيمة ليست ليوم واحد، وإنما هي للحياة كلها. ألا وهي إذا كان هنالك أي شيء مخفيا فلا تحاول الكشف عنه، هذه هي الفكرة الجميلة التي تجعلك سعيدا في ميادينك كلها، أينما حللت وطبقتها على نفسك تجدها سعيدة.
فنظرا إلى هذه الفكرة الحكيمة لا تحاول العثور على الوجه الآخر لشخص ما، ولا تصدق أنه من السوء حتى ولو كنت تعتقد أنه سيئ, ويكفيك أنه قد احترمك وقدم أمامك وجهه ببساطة،
ولا ننسى أن كل واحد منا له وجه آخر بدوره السيء، أسأل الله سبحانه وتعالى أن يغفر لنا جميعا.
فلو عرف بعضنا بعضا بخطيئاتنا لما دفن بعضنا بعضا، لكن الله سبحانه وتعالى قد وضع الستائر عليها وأخفاها عن أعين الناس جميعا. فهذا كرمه وفضله.
فإذا كنت على علم من عيب في أحد الإخوة فلا تتحدث عنه أمام أي واحد، وذلك لأنه من الممكن يخجل بسببك، ثم لا تنسى لو سألك الله سبحانه وتعالى أمام الجميع يوم القيام بأنني سترت عيوبه وخطيئاته وأخفيتها عن أعين الناس فلماذا كشفت عنها؟ فماذا تجيب إذن.
أسأل الله سبحانه وتعالى أن يستر عيوبنا وخطيئاتنا يوم القيامة كما أنه عزوجل سترها عن أعين الناس في دنيانا، ويغفر لنا خطايانا. آمين يا رب العالمين.