نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- في ميادين الجهاد وساحات المعركة
إن الله تعالى بعث رسوله ونبيه محمدا -صلى الله عليه وسلم- رحمةً للعالمين، ومعلِّما ومربِّياً للأولين والآخرين، كما قال الله تبارك وتعالى في الكتاب المبين: (وَمَآ أَرۡسَلۡنَٰكَ إِلَّا رَحۡمَةٗ لِّلۡعَٰلَمِينَ) [الأَنبِيَاء] وقال تعالى في مقام آخر: (يَٰٓأَيُّهَا ٱلنَّبِيُّ إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا، وَدَاعِيًا إِلَى ٱللَّهِ بِإِذۡنِهِۦ وَسِرَاجٗا مُّنِيرٗا) [الأَحۡزَاب].
فقد أدى نبينا الكريم -صلى الله عليه وسلم- هذه الأمانة التي وضعها الله تعالى في قلبه، والمسؤولية التي ألقاها على عاتقه، حيث علَّم أمته فأحسن تعليمهم وربَّاهم فأحسن تربيتهم، وما ترك ناحية من نواحي حياتهم إلا وقد أرشدهم إلى أقوم سبيل وأحسن طريق، وبيَّن لهم آداب الحياة، وفتح أمامَهم طرق التمدن والتحضر!
وتعليم النبي -صلى الله عليه وسلم- لأصحابه وأمته لم يكن مقتصرا بناحية من نواحي الحياة أو بجانب من جوانبها، بل كان عاما شاملا يتناول حياة الإنسان والمجتمع من جميع أطرافها، فما من قول يقوله الإنسان ولا من عمل يعمله إلا وقد بيَّن له رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حكماً وأدباً، وما من ناحية نواحي حياة الإنسان إلا وقد أرشده فيها إلى طريق صحيح ومنهج سليم يضمن له سعادة الدنيا والآخرة.
وحديثي اليوم سيكون عن حياة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وسننه وآدابه وخططه وتدابيره في ميادين المعركة وساحات القتال، وسأقدم إليكم بعض الجوانب من حياة النبي -صلى الله عليه وسلم- في ميادين القتال، كيف كان يقود أصحابه في أرض المعركة، وكيف كان يتخذ تدابيره في ساحات القتال؟
1- رسم الخطط الكفيلة بالوصول إلى الهدف:
لا شك في أن اختيار القرارت الحاسمة والتدابير الصائبة مهم جدا في قيادة المعركة، ومن أجل ذلك كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يتخذ التدابير القوية المؤثرة في ميدان الحرب، وقد قال النبي -صلى الله عليه وسلم- وهو يبين حقيقة الحرب: «الخرب خدعة» [صحيح مسلم، كتاب الجهاد والسير، باب جواز الخداع في الحرب: 4539] أي إن خداع الكفار والمَكر بهم في الحرب جائز، لأجل إصابتهم وإلحاق الضرر بهم، مع انعدام الخسائر بين المسلمين، ولا يُعَدُّ هذا مذموماً في الشرع، بل هو من الأمور المطلوبة.
وكان قصده -صلى الله عليه وسلم- من اختيار التدابير المؤثرة هو أن يكف شرَّ الكفار من غير أن تهرق الدماء وتزهق الأرواح.
وكان كفار قريش يسعون كل السعي لإرهاب المسلمين وتخويفهم، فكانوا يؤذون المسلمين بشتى الأساليب والطرائق، فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يختار تدابير مؤثرة لدفع صولتهم وكف أذاهم، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد هيَّأ كتيبةً من المجاهدين للدفاع عن المدينة وأهلها، يدفعون صولة الصائلين ويمنعون هجوم المهاجمين.
2- الإعداد والتأَهُّب للجهاد في كلِّ آنٍ وحينٍ:
إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يؤكد على أصحابه أن يتأهبوا للجهاد في كل آن، وأن يستعدوا للغزوة في كل حين، وكان يوصيهم بالاهتمام بالقوة الجسمانية وممارسة الرياضة البدنية، ويحثهم على إتقان استخدام السلاح بمداومة التدريب عليه، وكان يأمر أصحابه بالتدريب الجيد للرماية؛ عملاً بقوله تعالى: (وَأَعِدُّواْ لَهُم مَّا ٱسۡتَطَعۡتُم مِّن قُوَّةٖ) [الأَنفَال]، وكان يقول لأصحابه: «ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي، ألا إن القوة الرمي».
وكان يهيِّئ جيشَه بعدته وعتاده بكل سرية وخفاء؛ لئلا يعلم العدو عن خططه وتدابيره، وعندما كان يخرج للغزوة فكان يستخلف أحداً من أصحابه في المدينة ليسوس أهل المدينة ويراعي مصالحهم.
وأما أوقات الخروج فلم تكن محددة، فتارة كان يخرج في الغداة وأخرى كان يخرج في الرواح، وعندما كان يرسل سريةً للجهاد فكان يخرج لتشييعهم إلى مكان بعيد، وكان يودعهم على اسم الله وبركته، وكان يدعو لهم بتضرع وإلحاح لينصرهم الله تعالى في إحقاق الحق وإزهاق الباطل.
3- المحافظة على المدينة المنورة:
كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يهتم اهتماما بالغاً للدفاع عن المدينة المنورة وأهله، فعندما كان يخرج للغزو، فكان يستخلف فيهم أميراً لينظر إلى أمور أهل المدينة، وعندما تكون الغزوة في قرب من المدينة فكان يعين كتيبةً من المجاهدين للدفاع عن المدينة، وكان ينقل الصبيان والشيوخ والنساء إلى مكان آمن؛ لكي لا يلحقهم أذى ولا يصيبهم مكروه.
ثم كان يوزِّع الصحابة إلى جماعات متعددة وكتائب مختلفة، فمنها مقدمة الجيش، ومنها الميمنة ومنها الميسرة، وكان يرسل كتيبة أمام الجيش ليراقبوا تحركات الأعداء وينظروا إلى عدتهم وعتادهم، كما كان يُرسل بعض الأشخاص لمراقبة الأخبار المهمة من أجل الحصول على المعلومات المفيدة، كما حدث في غزوة بدر أرسل أشخاصا لمراقبة عودة قافلة أبي سفيان، وتأكد بنفسه من قوة قريش وأماكن تمركزهم.
وأما في السير فكان يختار طريقاً غير مألوف، لكي لا يعلم الأعداء عن سيره، وكان ينزل في مكان آمن، ويمنع أصحابه عن الصيحة والضجيج أثناء السير وفي معارك القتال.
4- الاهتمام بالمشورة مع أصحابه:
كان من سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- الشريفة أنه كان يشاور أصحابه في الأمور المهمة، عملاً بقول الله تبارك وتعالى: (وَشَاوِرۡهُمۡ فِي ٱلۡأَمۡرِۖ) [آل عِمۡرَان] ، وبقوله تعالى: (فَإِذَا عَزَمۡتَ فَتَوَكَّلۡ عَلَى ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُتَوَكِّلِينَ) [آل عِمۡرَان]، وفي نهاية الأمر كان يقدم قولَه الفصل ورأيه السديد من بين الآراء المختلفة، وعند ما كان يقضي أمرا أو يعزم على أمرٍ فكان يتوكل على الله، وكان لا يثنيه عن عزمه شيء.
من فوائد الشورى:
لا شك في أن للمشورة أهمية كبيرة، وفوائد عظيمة؛ لأن المشورة عبارة عن الآراء المتبادلة بين أهل المعرفة والمتخصّصين وأصحاب الخبرة والمفكّرين بشأن موضوعٍ معيّنٍ، لأنّ أفضل طريقٍ للوصول إلى النتيجة هو البحث والنقاش بينهم ومن خلال تبادل هذه الأفكار، يسطع نورٌ يستنير به الناس، وسبيلٌ يمكنهم سلوكه.
والنبي -صلى الله عليه وسلم- رغم أنه كان يمتلك قدرةً فكريّةً كبيرةً تؤهّله لتسيير الأُمور وتصريفها من دون حاجةٍ إلى مشاورة أحد، ولكنّه -صلى الله عليه وسلم- مع ذلك كان يشاور أصحابه ليشعرهم عن أهمية المشورة في اختيار التدابير وتسيير الأمور. وكان من فوائد المشورة أن تجتمع الآراء وتتوحد القلوب ويزداد الألفة والمحبة بين المسلمين، ويعلم مدى اتحادهم في وجه أعدائهم.
فكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يشاور أصحابه في كل أمرٍ يداهمهم أوجيشٍ يغزوهم، فكان هذا الأمر المطروح يُبحث فيه عن جميع جوانبه بأفكار صالحة وآراء دقيقة، فكانت تحل المشكلة بأحسن ما يمكن، وفي النهاية كانوا يجتمعون على رأي واحد ويبرمون أمرهم ويأخذون تدابيرهم وفق ما اتفقوا عليه.
5- تأمين المراكز الدفاعية وكيفية الدفاع عن المدينة:
المركز الدفاعي مهما يكون قريباً من ساحة الحرب يكون مؤثرا ومفيدا، ومن اللازم أن يكون نقل الأسلحة والأغذية إليه سهلا، وأن يكون اتصال قوي وارتباط وثيق بين النقاط الدفاعية وبين ساحة القتال.
فالنبي -صلى الله عليه وسلم- كان يهتم بدفاع المدينة المنورة اهتماماً بالغاً؛ لأن المدينة كانت تقع على نقطة التواصل بين البحر المتوسط وبين الطرق العامة التي تذهب إلى مصر والشام، وكانت تمر بها القوافل التجارية، فنظراً إلى هذه الأهمية الجغرافية استفاد أهل المدينة أمرين مهمين وفائدتين عظيمتين:
1- سد المنافذ والطرق التجارية أمام قريش، حتى اضطروا إلى اختيار أبعد الطرق وأخطرها في ذهابهم إلى الشام وإيابهم.
2- إن الغزوات والمعارك كلها وقعت قرب المدينة، غير غزوة بدر وغزوة تبوك، فكان الارتباط قويا وثيقا بين المدينة التي كانت بمثابة المركز الدفاعي وبين ساحات القتال.
6- رحمته -صلى الله عليه وسلم- في ميادين الجهاد:
مع أن الجهاد مهم جدا، والأمة تحتاج إليه دائماً للذود عن أراضيها والدفاع عن حرماتها، ورد الظلم عن أفرادها، والجهاد يقتضي أحيانا الشدة والغلظة، إلا أن رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- كان رحيما شفيقا حتى في ميادين الجهاد، وكان يتعامل مع المجاهدين بشيء عظيم من الرحمة، فيسأل عن أحوالهم، ويخفف عن آلامهم، ويرحمهم ويرفق بهم، وكان يمنع المرضى والضعفاء والشيوخ والصغار والنساء من الخروج في القتال، وكان يخاف على جنوده من شدة التعب والإرهاق، فكان يتعهدهم ويسأل عن أحوالهم ويخفف عنهم، ومن ذلك ما فعله في غزوة فتح مكة، وكانت في رمضان، وصام رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصام المسلمون، ثم بلغه أن الناس أُرْهِقُوا من الصيام، فدعا النبي -صلى الله عليه وسلم- بقدح من ماء فرفعه، حتى نظر الناس إليه، ثم شرب، فقيل له بعد ذلك: إن بعض الناس قد صام. فقال: «أولئك العصاة، أولئك العصاة» [رواه مسلم].
وهذا يدل على تمام رحمته وكمال شفقته على الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين-؛ حيث أراد لهم الراحة، فلا يجمع عليهم جهد الجهاد وجهد الصيام.
7- هندسة الميدان واختيار ساحةٍ مناسبةٍ للقتال:
إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يتحرَّى انتقاء الساحات المناسبة للقتال، ولم يكن يكتفي بمجرد انتقاء الساحة المناسبة، بل كان يهتم إلى ذلك ببعض الأمور المهمة المؤثرة في قلب موازين الحرب، فكان يسبق عدوَّه على الموارد المائية والحواحز الدفاعية المهمة، فكان العدو يأتي إليه مظطرا لكون الساحة ذاخرة بالماء والعيون، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- يخرج للغزوة على طرق خفية وسبل غير مألوفة، لا يعرف عنها الأعداء، ليفاجئهم بغتةً، كما كان يبعث بسرايا كثيرة فيوصيهم بالسير ليلاً والاستخفاء نهاراً حتى يباغتوا عدوهم. وذلك كما اختار في غزوة خيبر طريقا بعيدا غير مألوف، وأصبح في ديارهم في وقت الفجر الصادق، فبهت أهل خيبر من هذه المفاجأة، وانتشر فيهم الخوف والذعر ولم يستطيعوا أن يستعدوا للحرب والدفاع، فسقطت خيبر في يد المسلمين بكل سهولة.
8- اختيار قرارت حكيمة وتدابیر دقيقة:
إن غزواته -صلى الله عليه وسلم- تدل على أنه -صلى الله عليه وسلم- كان يتمتع بقدرات خارقة ومواهب عظيمة في قيادة الجيش، وتدل على تلك القرارات الحكيمة والتدابير الدقيقة التي كان يختارها النبي -صلى الله عليه وسلم- في ساحات القتال.
ألا ترى إلى أنه كيف خطَّط النبي -صلى الله عليه وسلم- لحرب طويلة الأمد في غزوة الأحزاب، وحفر الخنادق العظيمة في أطراف المدينة، واختار الحواحز الدفاعية القوية المتينة للدفاع عن المدينة، فلم يستطع الأعداء أن يصبروا على هذه الحالة طويلاً، ورجعوا عن المدينة خائبين خاسرين، فلو جلسوا في حصار المدينة طويلا؛ لكانت عاقبتهم الموت والهلاك بسبب الجوع والعطش؛ لأن ذخيرة الطعام لم تكن كافية لهم ولجيشهم الكبير.
وهذا إن كان يدل على شيء فإنما يدل على حكمته الدقيقة وتدابيره الحكيمة ومواهبه العظيمة وقدراته الخارقة في قيادة الجيش وإدارة القتال في ساحات الحرب.
9- الاهتمام بقدراتِ مَنْ حولَه:
إن النبي -صلى الله عليه وسلم- كان يختار لقيادة الجيش من يكون مؤهلا للقيادة متمتعا بمواهبها متصفا بصفاتها، مثل العلم والتقوى والوعي والأمانة والحنكة والتجربة والجرأة والشجاعة والحماسة، وكان يقدِّم الرجال الأوفياء الذين يريقون دماءهم الزكية ويضحُّون بأرواحهم الغالية في سبيل إعلاء كلمة الله، فكان على طليعة هولاء العباقرة النابغين أبو بكر وعمر وعثمان وعلي وأبو عبيدة بن الجراح وسعد بن أبي وقاص وخالد بن الوليد وزيد بن حارثة، وزبير بن العوام ومعاذ بن جبل وطلحة وأبو دجانة وغيرهم من أبطال الصحابة وشجعانهم، رضي الله عنهم أجمعين.
وهذا يدل على أهمية معرفة القائد لمواهب مَن حوله وقدراتهم التي يتمتعون بها في إنجاز المهمات الموكَّلة إليهم.
10- في ميدان المعركة:
وقبل بداية المعركة في ساحة القتال كان النبي -صلى الله عليه وسلم- يختار كتيبةً من المجاهدين الرماة، ويعينهم على نقطة مهمة يستطيعون من خلالها رمي الأعداء بالحراب والسهام، كما كان يعين كتيبة من المجاهدين في الأماكن المهمة التي يخشى عليها من جيش الأعداء.
وكان ينصب لنفسه عريشاً في مكان مرتفع من ساحة المعركة؛ ليشرف منه على قيادة الجيش والإجراءات الحربية.
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم يسوي صفوف أصحابه قبل بدأ المعركة، ويخطب فيهم خطبةً وجيزةً مؤثرة يرشدهم فيها إلى آداب الجهاد والقتال في ميادين الحرب، وينفخ فيهم روح الإيمان وحماسة الجهاد، ويرشدهم إلى التوكل على الله تعالى وحده، ويشوقهم إلى الشهادة في سبيل الله لإعلاء كلمة الله.
وفي وسط المعركة عندما يرى اضطراباً في صفوف المجاهدين فكان يثبت أقدامهم، وينظمهم مرة أخرى تنظيماً مستحكماً.
وكان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أشجع الناس، فقد كان يتقدم ساحة القتال بحماسة تامة وشجاعة كاملة ويتصدر المواقف والمصاعب بقلب ثابت وإيمان راسخ، وقد كان الصحابة -رضوان الله عليهم أجمعين- إذا حمي الوطيسُ واشتد البأسُ يحتمون برسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول سيدنا علي -رضي الله عنه-: "كنا إذا اشتدَّ البأس ولقي القوم القوم، اتَّقَينا برسول الله -صلى الله عليه وسلم-، فما يكون منا أحد أدنى من القوم منه" [رواه أحمد].
فهذه أيها الإخوة القراء، بعض الجوانب من حياة رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- في ميادين المعركة وساحات الجهاد، تنبئنا عن بطولته وبسالته، وقيادته الحكيمة وقراراته الحاسمة ومواهبه العظيمة وكفاءاته العالية في تسيير أمور الحرب وفي قيادة الجيش.
لقد فاق رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أهل عصره، فقد طبق في غزواته أكثر المبادئ القتالية والقواعد الحربية التي تطبق في هذا العصر الحديث، وقد وضع رسولنا الكريم -صلى الله عليه وسلم- أسس الحرب وقواعدها قبل أن تكتشفها الأكاديميات العسكرية الحديثة.
وقد ربَّى النبي -صلى الله عليه وسلم- أصحابه تربيةً إيمانيةً حكيمة وزوَّدهم بالتقنيات الحربية والتجارب القتالية وصقل مواهبهم العسكرية وحصَّنهم بعقيد الجهاد في سبيل الله، وبفضل هذه التربية الحكيمة استطاعوا أن يهزموا إمبراطوريتي الفارس والروم، رغم قلة عددهم وضآلة عُدتهم وعتادهم.
بقلم: أ. محمد قاسم الجوهري