كيف كان احتفال جامعة بابونغر، بنغلاديش على رأس مائة سنة؟
الاحتفال المئوى العالمي لإناطة الخريجين بعمائم الفضيلة بالجامعة الإسلامية عزيزالعلوم بابونغر، شيتاغونغ، بنغلاديش محمد هارون العزيزي الندوي عقد "الجامعة الإسلامية عزيزالعلوم بابونغر، فتكصري، شيتاعونغ، بنغلاديش" مهرجانها الكبير الشأن على مررور مائة سنة منذ إنشائها، في تاريخ 4، 5 و 6 من شهر يناير سنة 2023م، في ساحتها الفسيحة الواسعة الجامعة، واستمر إلى ثلاثة أيام، قد تم فيها تكريم الخريجين بإناطة "عمائم الفضيلة"، وتوزيع حقائب الشرف على جميع الفضلاء والخريجين في الجامعة، طوال مائة سنة، تكريما لهم وتقديرا لهم، فيهم المحدثون الكبار والفقهاء العظام والمفتون الكرام والدعاة الأجلاء والمدرسون والكتاب والمؤلفون والصحفيون وأئمة المساجد والخطباء والأدباء وزعماء الإصلاح وقادة الحركات الإسلامية وما إلى ذلك من العلماء الأفاضل، بإدارة كل من سعادة الأستاذ الشيخ أيوب البابونغري نائب رئيس الجامعة، وراقم السطور محمد هارون العزيزي الندوي، والأستاذ الشيخ المفتي رحيم الله، والأستاذ الشيخ المفتي محمد إقبال العظيمفوري والأستاذ الشيخ محمد بن حبيب البابونغري.
لقد مضت على "الجامعة الإسلامية عزيزالعلوم بابونغر، فتكصري، شيتاعونغ، بنغلاديش" أكثر من مائة سنة، ولهذه المناسبة السعيدة السارة أخذت الجامعة قرارها الحاسم بعقد هذا الاحتفال المئوى العالمي العظيم الشأن، كما فعلت قبلها دارالعلوم ديوبند، ودارالعلوم ندوة العلماء لكناؤ، الهند، ودارالعلوم معين الإسلام هاتهزاري ، رأس الاحتفال في الأيام الثلاثة فضلية رئيس الجامعة الداعية الجليل العارف الرباني، مجاهد الملة وأمير منظمة حفاظت إسلام بنغلاديش العلامة الشيخ محمد محب الله الموقر، حفظه الله تعالى ورعاه، تلميذ شيخ الإسلام السيد حسين أحمد المدني، رحمه الله تعالى.
لقد شارك المسلمون المتدينون والعلماء والطلاب من مختلف أنحاء البلد في الذكرى المئوية والمهرجان المئوي لجامعة بابونغر، حيث أصبحت بابونغر والمنطقة المحيطة بها بحرًا من الناس.
وكانت إدارة الجامعة مستعدة منذ البداية لتخفيف معاناة الضيوف القادمين.
لذلك تم إجراء الترتيبات المناسبة للطعام والسكنى والراحة للجميع.
وبمناسبة هذه الحفلة المباركة تم تزيين الجامعة كلها بطريقة جديدة.
كما تم جعل المؤتمر المئوي أكثر حيوية من خلال نشر الكتب والمجلة التذكارية المسماة بـ" الهارون" حول مواضيع مختلفة تتعلق بتاريخ الجامعة، وتاريخ بانيها، وتراجم مشائخها الكرام وتاريخ رئيسها الحالي وبيان أحوال أساتذتها وماإلى ذلك من المواضيع.
رأينا الناس صباح يوم الأربعاء يتهافتون على الاحتفال تهافت الفراش على النور وتهافت الظمآن على الماء، وبدؤا يتحصنون في ميدان الاحتفال الوسيع أفواجاً وأمواجاً، فاكتظت الحفلة بالناس، ولقد توسل الناسل للوصول إليه بأنواع الوسائل، من السيارات والحافلات الخصوصية وغير ذلك، فكان حشداً كبيراً، ومشهداً عظيماً، شهده تاريخ جامعة بابونغر، وقلما رأت أرض بنغلاديش مثل هذا الاجتماع.
كان عدد الحضور زهاء مائة ألف أو أكثر، وكان يرى في الناس الزهد والتقوى والعاطفة الجياشة والنشاط والحيوية والحماس المتدفق والرغبة والشوق الزائد إلى الدين وعلى التضحية في سبيل الله لإعلاء كلمته وإقامة حدوده عز وجل، كما حضر الاحتفال كثير من العلماء والدعاة من داخل البلد وخارجه، فمن المملكة العربية السعودية سعادة الشيخ الأستاذ الدكتور محمد بن مطر السهلي مفتي الحرم المكي وأستاذ الفقه والدراسات الإسلامية بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، ومن الهند اشترك الكاتب الإسلامي العالم الشهير سعادة الشيخ خالد الندوي الغازيبوري شيخ الحديث بجامعة دارالعلوم ندوة العلماء لكناؤ، ومن باكستان الخطيب المصقع النبيل الشيخ حنيف الجالندهري الموقر، السكرتير العام لوفاق المدارس العربية باكستان، والشيخ أحمد حنيف جالندهري الموقر، نائب الرئيس بجامعة خير المدارس ملتان باكستان .
ولقد ألقى كثير من العلماء والدعاة كلماتهم للشعب والجمهور والفضلاء المتخرجين في الجامعة، فمن أفذاذ علماء البلد فضيلة رئيس الجامعة مجاهد الملة العلامة الشيخ محمد محب الله البابونغري حفظه الله، وفضيلة الكاتب الإسلامي الشهير الأديب الأريب العلامة محمد سلطان ذوق الندوي حفظه الله رئيس جامعة دار المعارف الإسلامية، وفضيلة الشيخ العلامة يحي الموقر رئيس الجامعة الأهلية دار العلوم معين الإسلام هاتهزاري، وفضيلة الشيخ العلامة محمود حسن رئيس الهيئة العليا للجامعات القومية ورئيس جامعة جاتراباري داكا، وفضيلة الشيخ العلامة عبيد الله حمزة رئيس الجامعة الإسلامية فتية، وفضيلة الشيخ عبد الحميد بير صاحب مادهوبوري، وفضيلة الشيخ العلامة المفتي ميزان الرحمن سعيد، وفضيلة الشيخ صلاح الدين رئيس الجامعة العبيدية نانوفور، وفضيلة الخطيب الشهير الشيخ جنيد الحبيب، وفضيلة الشيخ فرقان الله خليل المدير المساعد لجامعة دار المعارف الإسلامية شيتاغونغ، وفضيلة الشيخ المفتي جسيم الدين نائب الرئيس بجامعة هاتهزاري، وفضيلة الشيخ المفتي حبيب الرحمن القاسمي رئيس جامعة نصير الإسلام ناظرهات، وفضيلة الشيخ خبيب رئيس جامعة جيري، وفضيلة الشيخ لقمان رئيس جامعة مظاهر علوم شيتاغونغ، وفضيلة الشيخ العلامة شيخ أحمد شيخ الحديث بجامعة دارالعلوم هاتهزاري، وفضيلة الشيخ العلامة إمداد الله النانوبوري، وفضيلة الشيخ الدكتور مصطفى كامل المدني عميد كلية الشريعة بالحامعة الإسلامية العالمية شستاغونغ، وفضيلة الشيخ الحافظ عبد الحق الحقاني، وفضيلة الشيخ المفتي عزيزالحق المدني، وفضيلة الشيخ المفتي مشتاق النبي، وفضيلة الباحث الإسلامي الشيخ غازي ثناء الله رحماني، وفضيلة الشيخ مصطفى نوري، وفضيلة الشيخ المفتي رضاء الكريم أبرار وغيرهم من العلماء والدعاة والخطباء.
وكانت المواضيع موزعة فيما بين الخطباء، فاستعرضوا للحياة الإنسانية، والأوضاع الراهنة للشعب البنغالي، والحركات الهدامة الهادفة إلى تشويه صورة الإسلام، وجميع الفتن والمؤامرات القديمة والحديثة ضد الإسلام والمسلمين، وتناول أكثر الخطباء قضية ضج العلماء في السجن بدعوى إحداث الفتنة وإثارة البلبلة، وعقيدة ختم النبوة ورد القاديانية، وحركات التنصير التي هي من أصعب القضايا بالبحث والفحص والاستعراض، وحصربعضهم كلمتهم في موضوع خاص، مثلا دور أبناء عزيزالعلوم في نشر الحديث، وتاريخ بناة عزيزالعلوم، ودور أبناء عزيزالعلوم في قمع الشرك والبدع والخرافات، و دور أبناء عزيزالعلوم ضد الإلحاد واللادينية الفاشية في البلد، ودور المدارس القومية في غرس التوحيد النقي الخالص وتثبيته في قلوب المسلمين ونشر تعاليم الدين الحنيف في الناس.
قال فضيلة رئيس الجامعة الشيخ العلامة محب الله البابونغري الموقر: في كلمته الإفتتاحية: "لقد أسست هذه الجامعة سنة ١٣٤٥هـ الموافق ١٩٢٤م بيد الوالد المرحوم العالم الغيور العارف الرباني الشيخ محمد هارون البابونغري رحمه الله رحمة واسعة وقاية للأمة الإسلامية من المعتقدات الشركية والبدعية، والرسوم الجاهلية وإثباتا للتوحيد النقى المشرق والدين الخالص وإبقاء للتراث الإسلامي وسيرة السلف الصالحين إلى الأبد.
لقد أنجبت هذه الجامعة في عمرها هذه علماء، ومفتين، ومحدثين، ومدرسين، وصحفيين، وكتابا، وأئمة، وخطباء، ووعاظا، ودعاة، ومنشئي المدارس وغيرهم لايحصون بحد وعد، ولازال هؤلاء المتخرجون في نشر الدين وخدمة الإسلام ولايزالون إن شاء الله تعالى، ثم دعا فضيلته جميع المتخرجين إلى تبليغ الدين بصورة كاملة إلى الجمهور باللغة البنغالية وترجمة الكتب الدينية المؤلفة بالعربية والأردية والفارسية إلى البنغالية، ونشر التوحيد والسنة، وإنشاء دور الافتاء في كل مديرية، وتأسيس اللجان الدينية وهيئات الإغاثة الإسلامية في كل قرية، وإقامة الصلات العميقة الوطيدة بين الذين توزعوا على أحزاب، تاكيداً لهم على خدمة الإسلام.
ولهذه الجامعة أثر كبير في بنغلاديش وأطرافها، حيث تعد أم المدارس والجامعات الأهلية فيها، ولها خدمات لانهاية لها، في سبيل نشر الدين والعلم، وهذا الذي أسلفت ذكره، غيض من فيض، ونقطة من بحر.
وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.