ارجع فصل فإنك لم تصل..!

حقيقة الخشوع في الصلاة

في يوم ما كنت أصلي الظهر ،، وبعد أن أنهيت صلاتي ،، شعرت أنني لم أكن أصلي ،،،،لقد خطرت لي أثناء صلاتي خواطر جمة لو جمعتها في كتاب لوسعهاذلك الكتاب ،، سبحان الله كيف حملت تلك الدقائق المعدودة  كل تلك الاحاديت النفسبة والخواطر والذكريات وأحلام  المستقبل،، ثم تمر سريعا كالحلم لأستيقظ،، وانا أحرك   السبابة ايذانا،، بانتهاء،، الركعات ، التي لا أكاد أذكر منها حتى السور التي قرأتها،،،، فتذكرت حديث الرسول صلى الله عليه وسلم ارجع فصل فإنك لم تصل،،
هنا قررت أن أعيد  صلاتي ،، بحذر شديد كنت أحاول أن أصلي دون ان تخطر في بالي فكرة من أفكار الدنيا فتشوش،، علي صلاتي كما حدث في المرة الفائتة ،،، وعلى كل المهم ان أخرج من صلاتي وأن استشعر ما قرأت فيها،،، 
كنت هكذا مع كل صلاة ،،
بقدر ما نستطيع نحاول أن لا نكون أسوأ الناس،،،

قال صلى الله عليه وسلم: أَسوأ الناس سرقةً الذي يَسرق في صلاته؛ فتعجب الصحابة الكرام وقالوا: يا رسول الله، كيف يسرق أحدنا في صلاته؟ فقال: لا يتم ركوعها ولا سجودها ولا خشوعها،،،
نحن تعلمنا ماهي الصلاة ،، كيف نصلي وعدد الركعات وأوقاتها ،، واركانها وسننها،، ومبطلاتها،، ومكروهاتها
ومع هذا ،، كله  ،، فلا بد من الخشوع في الصلاة ،،
نسمع عن الخشوع ولكن هل تعلمنا كيف تخشع في صلاتنا ،
ام أننا نعتقد أن الخشوع مجرد كلمة تقال أثناء الحديث عن الصلاة وعندما ندخل في صلواتنا،، سرعان ما نتظاهر بذلك ،، وسرعان ما تنقلب أنفسنا،،، لتخرجنا إلى عالم غير الصلاة ،،،
هل حقا نحن خاشعون،،في صلوتنا،،  ثم نقول أن ذلك بسبب الشيطان وفي الحقيقة أن أنفسنا هي من تختار تلك الطريق فلماذا لا نحصن،،أنفسنا ،،
من يستطيع أن يعترف لنفسه 
فالأمر ليس بسيطا إلى هذا الحد،،،  

• قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: "إن الرجل ليشيب في الإسلام ولم يُكمِل لله ركعة واحدة". قيل: كيف يا أمير المؤمنين قال: "لا يتم ركوعها ولا سجودها"
وانظروا،، إلى هذه القصة عن الخشوع،،

دخل رجل على عبد الله بن الزبير   ، فإذا به يصلي، فسقطت حية على ابنه ،، فصاحوا: الحية! الحية! ثم قتلوها، وما قطع صلاته، ولما سئل بعد الصلاة قال:  ما شعرت بشيء من ذلك

 ووقع حريق في بيت على بن الحسين، وهو ساجد، فقالوا له يا ابن رسول الله النار.. النار، فما رفع رأسه حتى أطفأت، فقيل له في ذلك قال: ألهتني عنها النار الأخرى 
. وكان مسلم بن يسار يقول لأهله إذا دخل في صلاته:  تحدثوا فلست أسمع حديثكم،،،وتلك مقتطفات لبيان أحوال بعض السلف في خشوعهم ،،،
نحن نحتاج إلى تعلم الخشوع فكيف نتعلم الخشوع ومن يستطيع أن يعلمنا الخشوع ،، 
الخشوع ،،، باب عظيم  كالصلاة،، إن لم يكن هو الصلاة بدونه لا تكون الصلاة صحيحة ،، تكون جوفاء ،، حركات واجساد،،تقف وتهوي،، 
دون شيء،، ولهذا قال الله تعالى ان الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ،،فمن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر فليراجع  صلاته 
ان من دواعي تعلم الخشوع هو تربية النفس ،، النفس التي تتأثر بكل مجريات الحياة ومحدثاتها،، فتربية،،،النفس،، عمل كبير ويسير،، على من يسره الله عليه،، يكفي فيه الإخلاص،، والتوكل،، وأنك تريد بذلك وجه الله ،،،  وحتى يدرك الإنسان قيمة هذا الباب ،،،فإن هناك أمور كثيرة يحتاجها حين يتعلم الخشوع ،،، من بينها كثرة الذنوب ،، هي العائق الأكبر أمام خشوعنا،، وهذه علاجها التوبة والاستغفار،
وأنواع ،هذه الذنوب، منها كبائر ومنها صغائر ومنها ما ، بين العبد،،وربه وأخرى بين العبد والبشر،، بل بين العبد وحتى المخلوقات الأخرى ،، 
فإذا أردنا الخشوع علينا ان نعيد حساباتنا،،
تربية النفس تحتاج إلى علاج القلب من أمراضه،، وعلى هذا فعلينا ان نعرف ما هي أمراض القلب ،، الغل ،، الحسد الضغينة ،، الخ كل هذه عائق من عوائق الخشوع ،،،
الخشوع ليست مجرد كلمة تقال عندما نتحدث عن الصلاة
بقدر ماهو جهاد يقضي بترك الذنوب والمعاصي ،نسأل الله ان ، يشرح،، صدورنا ويفتح،،  علينا من فضلة في صلاتنا،، فتصيبنا، نفحات الخشوع ،،، 
نفعنا، الله وإياكم وجعلنا،، من الخاشعين،،
 
نجمة الورفلي 

نجمة الصيد الورفلي

استاذة لغة عربية
كاتبة وشاعرة من ليبيا
مجموع المواد : 1
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
وسوم متعلقة
  • #الصلاة
  • #الخشوع
  • اكتب معنا


    يمكننا نشر مقالك على شبكة المدارس الإسلامية، دعنا نجرب!

    أرسل من هنا

    المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
    الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
    شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024