ميلاد جديد في التاريخ الإنساني

في الثاني عشر من ربيع أول قبل 1400عام، كانت البشرية برمتها على موعد هام ونقطة تحول في تاريخها، وبميلاده صلى الله عليه وسلم ودعت البشرية أسوأ حقبة في تاريخها ودخلت مرحلة جديدة مشرقة مضيئة مستنيرة بنور الإسلام الذي ارتضاه الله تبارك وتعالى لعباده المؤمنين. فكان هذا اليوم تمديدا لحياة الإنسان على هذا الكوكب، وفرصة جديدة في البقاء والازدهار. هذا هو اليوم ولد فيه محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم. هذا هو اليوم الذي وجدت فيه الإنسانية الإيمان الذي فقدته وأفلسته من مدة طويلة. 

إن ربيع الأول هو شهر ربيع في الإسلام. هو شهر ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم وشهر هجرته العظيمة. ليس شهر ربيع الأول باسم الربيع إلا عنوانا لكل هذه الخيرات الإنسانية لما اشتمل عليه من أحداث تاريخية جبارة. فالأحداث كلها بمثابة عنوان لعهد جديد وثورة عنيفة في الأعمال والأحوال وأوضاع الحياة. فقد ولد في هذا الشهر الأمن والأيمان بمولد الرسول الأفخم محمد صلى الله عليه وسلم. فغير مجرى التاريخ وتحولت معايير الإنسانية. فقد كان ميلاده ميلاد أعظم رجل في التاريخ اإنساني. قد بدأت هذه السلسلة الذهبية من أبي البشر آدم عليه الصلاة والسلام وانتهت إلى سيدنا محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم نبي آخر الزمان وخاتم الأنبياء والمرسلين.

هذا الرسول عليه الف ألف الصلوات والتسليم، الذي انقذ الإنسانية المنكوبة من الظلم والفساد والمهانة. وهذا الرسول الذي اخرج الناس من الظلام إلى النور. وهذا الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أخرج الناس من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده. وهذا الرسول سلى الله عليه وسلم الذي أخرج الناس من ضيق الدنيا إلى سعيتها. وهذا الرسول صلى الله عليه وسلم الذي أعطى حقا كل ذي حق. وهذا الرسول الذي قال لا فضل لعربي على عجمي ولا لأبيض على الأسود. وهذا الرسول صلى الله عليه وسلم الذي قال النساء شقائق الرجال ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف. وهذا الرسول الذي أعاد إلى الإنسانية إلى مكانتها من الشرف والكرامة وإلى الأمن والسلام.

إن شهر ربيع الأول هو في واقع أمره ربيع الحياة البشرية، وذلك بما امتاز به من عطاء وإغاثة للإنسانية بميلاد شخصية فذة في التاريخ الإنساني. وإن تعاليم الرسول صلى الله عليه وسلم ورسالته إلى البشرية قد أحدثت انقلابا عطيما في التاريخ الإنساني، بل أنما اصبحت منارة شامخة للعالم في كل عصوره وأزمانه.

لقد كان ميلاد الرسول صلى الله عليه وسلم فجرا جديدا لليل مظلم حالك. وهذا هو العالم الجديد الذي يعيش فيه الناس ويغتبطون به ويتمتعون بالعدل والحرية والمساواة. فإذا رأوا بدعا من البشر أو مثالا جديدا للإنسانية، لم تلد مثله أم ولم تنجب مثله الإنسانية. افتتح هذا المولد في العالم دورا جديدا وأطلع فجرا جديدا. ومن طلوع فجر هذا اليوم تجدد الأمل في الإنسانية ومستقبلها حيث وجد المتجمع الرشيد السعيد الفاضل الكامل الذي لا يوجد له نظير في التاريخ.

دكتور معراج أحمد معراج الندوي

الأستاذ المساعد ، قسم اللغة العربية وآدابها ، جامعة عالية، كولكاتا- الهند
مجموع المواد : 3
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن
المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025