يوم استقلال باكستان و مقتضياته نحو المجتمع الباكستاني...
لنرجع مع القراء لوقت يسير إلى زمن الأربعينات في القرن السابق ، لنجد هناك أناسا يسعون لبلدة إسلامية تحكمها الشريعة الإسلامية الغراء ، أناسا يفكرون في رئاسة كرئاسة المدينة المنورة التي أسست على أساس الدين ، منهم من يعيش في ديار الهند عيشة هناء ورخاء ، بعلاقات مرتاحة مع المسلمين والهندوس والسيخ على السواء، من بين متوسطي المعيشة والأثرياء، إلا أنهم سمعوا أن المسلمين يسعون لبلدة تستقل بالشريعة الإسلامية بأكملها ، فشاركوا في حركة تحرير بلد إسلامي.... ومن المسلمين من كانوا على خوف دائم و وجل مستمر من الجيران الهنادكة الذين يظهرون علاقات الود والإخاء ويبطنون الكيد والمكر لهم كعادتهم المتوارثة....
كان المسلمون قد أخذهم حماس قوي على أساس الدين وكلمة التوحيد ، فصارت الكلمة جزءا من نعرات المسلمين يهتفون بها في كل مكان ، ويرفعون بها معنويات إخوانهم. وكان كل واحد منهم لا يتصور إلا دينا خالصا يسود جوَّ بلد جديد للمسلمين... كانوا مستعدين لترك كل شيء لهذه البلدة الطيبة ، ترك ديارهم التي سكنوها أبا عن جد ، ومناطقهم التي ألفوا سككها وشققها و جيرانهم الذين عاشوا معهم ، وتجاذبوا أطراف الحديث مسامرين على سرر متکئین ، أولئك الأبرياء العزل الذين ما تصوروا وخزة إبرة فضلا عن بعج الرماح والخناجر ، ولم يتصوروا سبا شنيعا فضلا عن اغتصاب نساءهم ......
لكنهم تحملوا كل ذلك من أجل بلد إسلامي حر يشاد فيه دين الله الجبار، وتتحكم فيه سنة النبي المختار صلى الله عليه وسلم، فلأجله هاجروا ونالوا به في سبيل الله ما نالوا من ألوان التعذيب من قتل وشرد وانتهاك حرمات .... رفعت جماجم الأطفال أمام آباءهم وأمهاتهم تحت ضجة نعرات الهندوس والسيخ ، وحرمت العوائل من بناتها تحت ضحكات ذئاب الإنس، وسمعنا بالتواتر أن القطارات المتوجهة إلى باكستان كانت توقف بكسر السكك الحديدية ، ويهجمها أعداء الإنسانية مدججين بالسلاح ، ولا يتركون حجرا على حجر ، ولا روحا تتنفس ، ولا قلبا ينبض ، ولا عينا تلمع.... نهر دجلة ارتوت من دماء المسلمين واحمرت وحملت أشلاء الموتى بين طياتها حفاظا على هذه الأمانة لتشهد عليها يوم القيامة...
ارجع أيها الشاب المسلم إلى واقعك ، كل سنة نجدد ذكرياتنا في 14 من شهر أغسطس ونتذكر دماء الشهداء التي أريقت في سبيل نيل هذا البلد القيم ، والأرواح التي زهقت في سبيل الأماني المقدسة والآمال المشرقة لإحياء الشريعة الإسلامية الغراء..... ولكن أفي الواقع تهدف أفعالنا أمانيهم ؟ أ تصرفاتنا تكفل بتسجيل أهدافهم؟ أهذه الأناشيد المصحوبة بالموسيقى توحي إلى أدنى مقاصدهم؟ لا شك أن الهتافات والنعرات إذا كانت تحت مقاصد واضحة ترفع معنويات الناس بشكل كبير وواضح، ولكن حاليا لا نرى الهتافات إلا أصواتا ليست ترمز إلى مشاعر وأماني واضحة....
فإلى متى أيها القوم.....؟؟؟ إلى متى نتجاهل الأمور التي لا بد من التمسك بها ...؟ إلى متى نرضي الغرب ونفتخر بمواكبته؟؟؟ تفكروا إن شئتم أن الأناشيد الوطنية الآن معظمها مصحوبة بالموسيقى ، وهي التي تعتبر دليلا لحب الوطن في قلوب العامة ، فيشغلونها بلا تردد ويتمتعون بها، تصوروا الآن أن يرتطم بمسامع أحدهم نشيد وطني لم يُزوَّد بآلات الموسيقى، ترى كيف تكون مشاعره وأحاسيسه؟؟؟ أيقبله كنشيد وطني ؟؟؟ لا، وكلا... لماذا....؟ الجواب واضح، وهو أن القوم سُقيت حب الدنيا بما فيها من المزامير، وحبب إليه التمسك بتقاليد الغرب، حتى صارت أمور الدين أوحش شيئ لديهم....
حتى متى أيها الفتى...!!! حتى متى نرقص على نبرات أصوات أهل الدنيا، أنرضي ربنا بهذه التصرفات...؟ بل هل تشعر أنك أديت حق أولئك الأرواح التي زهقت في سبيل بلدة مسلمة....
أما أنا فوراء هذه الأغاني والموسيقى أحس بالقتلى ترتفع صيحاتهم وعويلهم... و أجدهم يصيحون لإيقاظ المجتمع الباكستاني ولينتبه عن غفلته و يرفع راية الإسلام وانقياد التام للشريعة المطهرة وينشر الخيرات والبركات في هذه البقاع المقدسة الطاهرة.... إنهم يريدون أن ترفرف راية لا إله إلا الله بحقيقتها... لنُفِقْ من نومنا ونجدد عزائمنا ونقْدِم نحو الأمثل لنا، فإن الأرض المقدسة تنتظر تعبير أحلامها....