الصلاة على مذهب الشافعية
بسم الله الرحمن الرحيم
الصلاة
الحمد لله الذي خلقنا في أحسن تقويم، وهدانا إلى صراط المستقيم، الصلاة والسلام على محبوب العلي العظيم، الذي أرشدنا إلى المنهج القويم، سيدنا محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم، وعلى آله وأصحابه المتمسكين بسنة نبينا الكريم، أما بعد.
قال الله تعالى في القرآن الكريم "إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا" (سورة النساء الآية: 103)
وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أرأيتم لو أن نهرا بباب احدكم يغتسل فيه كل يوم خمساً، هل يبقى من درنه شيءٌ؟" قالوا: لايبقى من درنه شيءٌ. قال: " فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا" (متفق عليه)
إن هذه الأرض الخضرة قد ملأت بأديان شتى. أناس يقال لهم نصرانيون وأناس يقال لهم هندوسيون وبعض يهوديون وبوذيون ومجوسيون وكذا وكذا. ونحن المسلمون يتبعون دين الإسلام، دين محمد صلى الله عليه وسلم. وهو المقبول عند الله تعالى ديناً وشريعةً كما قال الله تعالى في كلامه المجيد "إن الدين عند الله الإسلام" (سورة آل عمران الآية:19).
أركان الإسلام:-
فللإسلام خمسة أركان:
- شهادتان:- شهادة أن لا إلاه إلا الله وشهادة أن محمدًا عبد الله ورسوله
- الصلاة
- الزكاة
- الصوم
- الحج
عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، والحج، وصوم رمضان". (متفق عليه)
فالصلاة هي الثانية من أركان الإسلام وإنها قد فرضت على المسلمين ليلة الإسراء والمعراج، لان الله تعالى قد خلقنا للعبادة وقال مخبرا "وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون" (سورة الذاريات الآية: 56) فغاية خلقنا هي العبادة له وهناك كثير من الوسائل للعبادة منها الصلاة والزكاة والصوم والصدقة واحترام الكبار ورحم الصغار وما إليها من العبادات والتطوعات.
فنبحث إن شاء الله في هذه المقالة الموجزة عن الصلاة. إنها فرضت ليلة الإسراء والمعراج. وفي هذه الليلة رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربَّه ذا الجلال والإكرام برأي العين مرات بعد مرات. وحصل محمد صلى الله عليه وسلم من الله تعالى هدية خمسين صلاة في يوم ونقصت من الخمسين خمسة وأربعون صلاة وبقي خمس صلوات وهذه الخمسة تقوم مقام الخمسين.
وإن الصلاة مفتاح الجنة وأول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة فإذا نجح في الأول ينجح إن شاء الله في ما بعد وإن لم ينجح فيكون أمره أمراً مشكلاً. اللهم اجعلنا من الفائزين ولاتجعلنا من الخاسرين، آمين.
أهمية الصلاة:
قال الله تعالى "إن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر" (سورة العنكبوت الآية: 45) أي إن مداومة الصلاة تحمل على ترك الفحشاء والمنكر "ومن لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر، لم تزده من الله إلا بعداً" (رواه ابن عباس رضي الله عنه) وهناك قصة مشهورة: رأى رجل شاب امرأةً ذات حسن وجمال فاشتاق قلبه إليها وأراد أن يتزوجها فذهب إلى أبيها – وكان أبوها إماما في المسجد- وقال له عن أحوال القلب فقال الأب إني إن شاء الله سأزوجك إبنتي لكن بشرط، سأل الرجل ما هو الشرط؟، قال أن تصلي معي الصلوات الخمس بجماعة مع التخشع والتضرع أربعين يوما. قال الرجل: نعم يا شيخ، إن شاء الله أصلى معك بجماعة أربعين يوما. وبدأ الرجل أن يصلي بالجماعة مع الخشوع والخضوع وفي آخر الأيام من الأربعين كانت صلواته في أعلى التخشع والتضرع ولما انتهى اربعون يوما جاء الأب وقال الآن أزوجك إبنتي إن شاء الله فرد الرجل عفوا يا شيخ قد وجدت في هذه الأيام حلاوة العبادة ما لم أجد من قبلها، ووجدت فيها طمأنينة لقلبي ما لم أجد من قبلها، والآن قد غلب شوقي إلى الصلاة على شوقي إلى ابنتك ، وحبى للعبادة على حبي لابنتك. فلا أريد الآن نكاحها بل أريد أن أزيد العبادة والصلاة لله. فهذه القصة تحكي لنا أن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر.
وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "أرأيتم لو أن نهرا بباب احدكم يغتسل فيه كل يوم خمساً، هل يبقى من درنه شيءٌ؟" قالوا: لايبقى من درنه شيءٌ. قال: " فذلك مثل الصلوات الخمس، يمحو الله بهن الخطايا" (متفق عليه)
فإن الصلاة تنهانا عن الفحشاء والمنكر وتطهرنا من الخطايا والسيئات. اللهم وفقنا أداء الصلاة لأوقاتها. آمين.
ولكننا نصلي الصلوات الخمس ونفعل الفحشاء والمنكر أيضا، لانترك السيئات بل نفعلها بشوق ولذة. لماذا؟ لماذا لا تنهانا صلاتنا والحال نصلى الصلوات المكتوبة في أوقاتها، نستيقظ صباحا ونصلى الصبح مع الجماعة ولكن لانبعد عن السيئات والمكروهات، لماذا؟ علينا أن نفكر عن هذا السؤال لماذا لانبعد عن السيئات ونحن نصلى الصلوات بالمواظبة؟ والجواب : نعم نصلى الصلوات في أوقاتها ولكن ليس الخشوع والخضوع فيها، إن صلاتنا كصلاة المصلين الذين هم في صلاتهم ساهون، نصلى وليس لنا أي شوق، نصلى مع الكسل، نصلى ونفكر فيها عن أحوال الدنيا ولانذكر الله فيه. وإن الشيطان يفوز في منع حضور الإخلاص في قلوبنا. إذا نبدأ أن نصلي يهجم الشيطان من يميننا ويسارنا ومن أمامنا وخلفنا ومن كل جهات بالأفكار التي تبعدنا عن الإخلاص اللهم وفقنا أن نؤدي الصلاة مع الخشوع والخضوع، وأعذنا من شر الشيطان آمين.
عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: سألت النبي صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أحب إلى الله تعالى؟ قال: "الصلاة لوقتها" قلت: ثم أي؟ قال: " بر الوالدين" قلت ثم أي؟ قال: " الجهاد في سبيل الله" قال: حدثني بهن ولو استزدته لزادني. (متفق عليه)
فعلى هذا الحديث، الصلاة في وقتها من أهم الأعمال وكما علمنا إن الصلاة هي الثانية من أركان الإسلام وإنها من فرائض الدين وإذا تركها أحد متعمدا فيخرج من دين الإسلام كما روي عن جابر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "بين العبد وبين الكفر ترك الصلاة" (رواه مسلم) وعلم أن الصلاة في غاية الأهمية فلذا أمرنا النبي صلى الله عليه وسلم أن نؤمر أبنائنا إذا بلغوا من عمرهم السبع بالصلاة وأن نضربهم على تركها إذا بلغوا من عمرهم العشر. وقد روي عن عمرو بن شعيب عن ابيه عن جده قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع سنين، واضربوهم عليها وهم أبناء عشر سنين، وفرقوا بينهم في المضاجع" (رواه أبو داؤد).
شروط الصلاة:
إن شرط الصلاة هي ما يتوقف عليه صحتها وليس منها وهي خمسة:
- طهارة عن حدث وجنابة، فطهارة عن حدث هي الوضوء وطهارة عن جنابة هي الغسل
- طهارة بدن وملبوس ومكان عن نجس
- ستر العورة
- دخول الوقت
- إستقبال القبلة
صفة الصلاة أي فرضها:
- النية
- تكبيرة الإحرام
- قيام قادر في فرض
- قراءة الفاتحة
- الركوع
- الإعتدال
- السجود مرتان
- الجلوس بين السجدتين
- الطمأنينة،
- التشهد الأخير
- الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم بعده
- القعود لهما
- السلام
- الترتيب بين الأركان
وهذا مع الإختصار ولاأريد التفصيل ههنا، وما توفيقي إلا بالله، وأدعو الله أن يجعل هذه المقالة الموجزة نافعا للقراء والمستفيدين وأن يجعل على إعجابكم آمين. يارب العالمين.
الكاتب: عبد المجيب الهدوي (الشافعي)
من جزائر أندمان ونيكوبار، الهند.
abdulmujeebhudawi@gmail.com