كيف تختار عنوانا جيدا لموضوعك؟
للعنوان أهمية كبيرة، فبه يتعرف القارئ على موضوع المقال، ويساعد الكاتب على البقاء داخل الموضوع، ولذلك ينبغي أن يكون العنوان محددا، ولا يتحقق ذلك إلا عندما يكون الهدف واضحا في ذهن الكاتب.
تحديد الهدف من الموضوع:
واختيار العنوان مهارة، لا سيما إذا كان الموضوع متداخل الأفكار، فإذا أردت ـ مثلا ـ أن تكتب عن زيارتك لمكة المكرمة، فإنه يتضمن أكثر من ناحية، وعلينا أن نختار العنوان المناسب من الناحية التي نهدف الكتابة عنها.
أتريد أن تجعل القارئ يشاركك التجربة الوجدانية التي هزتك، والإيمان العميق الذي اعتراك، وأنت تقبل على الحرم الشريف، وتطوف بالكعبة المشرفة وتسعى بين الصفا والمروة، وتصلي في مقام إبراهيم ـ عليه السلام ـ مسبحا، مستغفرا، تائبا إلى.
أم تريد أن تصف له الحرم المكي الشريف، وتوسعته الأخيرة، والتسهيلات المقدمة إلى الحجاج الكرام؟
أم إنك تريد أن تقارن بين مكة في الوقت الحاضر، ومكة قبل أربعين عاما؟
فلا بد أن يكون عنوانك في كل موضوع من هذه المواضيع مختلفا، ولا يناسب البتة أن تقول: "زيارة مكة"، وتكتفي به. بل ينبغي أن تضع عنوان الهدف الأول ـ مثلا ـ : "حج مبرور"، والثاني: "الحرم المكي الشريف والتوسعات الجديدة"، والثالث: "مكة المكرمة بين الأمس واليوم"
سمات العنوان الجيد:
-وينبغي أن يكون العنوان واضحا مباشرا، وبعيدا عن الغموض.
-وكذا ينبغي أن يكون العنوان مطابقا لمحتوى النص، إذ ليس هناك ما هو أسوأ للقارئ من المحتوى الذي لا يحتوي على ما وعد به العنوان، حيث يخيب أمله، ويسوء ظنه بالكاتب الذي أجبره على قراءة شيء غير الذي أراد أن يقرأ.
- وكذا ينبغي أن يكون العنوان جاذبا ومميَّزا، باختيار الكلمات والتراكيب بشكل ذكي، وتقديم فكرة في غاية الجمال.
-وكذا ينبغي أن يتصف العنوان بالإيجاز والتركيز، بحيث لا يتجاوز 10 كلمات حسب رأي الخبراء، وكلما كانت أقل كانت أفضل وأكثر قوة وأسهل استيعابا للقارئ.
هل يوضع العنوان قبل الكتابة أم بعده؟
هذا الخيار متروك لرأي الكاتب وسهولته، ويرى بعض الكُتّاب أنه من الأفضل تحديد العنوان بعد أن الانتهاء من كتابة المقال، بعد أن يكون هدف المقال قد تحدد، ليكون الكاتب أكثر قدرة على اختيار العنوان المناسب.