قصة الهجمات الاستشهادية
لا أعرف منذ متى عرف العالم الانفجارات الانتحارية أو الهجمات الاستشهادية ! ولكنها فيما أظن ليست بقديمة العهد ؛ فقد سمعت بأول انفجار انتحاري وقع في كشمير قبل قرابة عشرين سنة وكنتُ لا أزال بعدُ ناعم الأظفار !
و الخبراء ما زالوا يبحثون الأسباب التي تؤدي بشاب قوي متدفق الفتوة موفور الشباب لم ينعم بأمتع أيام حياته إلى هلاك نفسه ! و طال النقاش و كثرت الأحاديث حول هذه الهجمات و أسبابها !!
و قد قرأت قبل سنوات (حين كنت في دارالعلوم بديوبند) مقالا لأحد من الكتاب العرب و أثبت الكاتب أن الهجمات الاستشهادية — على حد تعبيره كما أتذكر — جائزة تستحق التقدير و منفذها شهيد !!
وكنت أنا آنذاك أفرح و أصفق لمثل هذه الهجمات التي كانت تقع في مختلف بقاع العالم بين فينة و أخرى و معظمها في الهند أو في فلسطين المحتلة ؛ فكنت أعتقد أن هؤلاء الفدائيين (كما يقال لهم في الصحف الأردية) أكبر شجعان العالم و أنهم أعظم أبطال الإسلام و أنهم هم المجاهدون الذين يدافعون عن الإسلام و حدوده !
أما الآن فأنا واثق كل الثقة بأن هذا النوع من القتال اخترعه الغرب الماكر الخبيث و استغل الشباب المسلم لأجل ذاك ليتأتى له تشويه صورة الإسلام في العالم من جهة و زعزعة الاستقرار في الدول المسلمة من جهة أخرى وتبرير الهجوم النهائي على الإسلام و المسلمين حتى في عقر دارهم .
و قد انتشرت هذه الهجمات الانتحارية في العالم كله حتى وصلت إلى أمريكا في الغرب و إلى المملكة العربية السعودية في الشرق و اللتين تصنفان ضمن الدول الأكثر حصانة !
يمكن أن يكون رأي خطأ ، ولكنه عندي صواب يحتمل الخطأ !
و هنا نوع آخر من الهجمات هو أحدث اختراع للغرب — كما هو المعروف عالميا باختراعاته العجيبة — و هو الهجوم بالشاحنة على الجماهير لدهسهم ؛ كما حدث في ألمانيا و فرنسا و إسرائيل قبل بضعة أيام .
لا أدري ماذا سيحكم المفتون في مثل هذه الهجمات التي يودي منفذو ها بنفسه و كثير من الأبرياء و فيهم النساء و الشيوخ والأطفال !!!!