كنه المرأة
ما زالت المنظمات تدعو بحقوق المرأة و السبب ، أنه ليس لأن المرأة لا تعرف حقوقها ، باعتقادي أن هذه المنظمات تدعو المرأة لهذه الحقوق للتكسب المادي من ورائها لا أقل ولا أكثر ، في حين أن المرأة لو نظرت لعمق كنهها لأدركت أنها بالفعل حقوقها كاملة و على أتم و جه ، إلا أنها لا تنظر للب الحقوق بل تنظر لقشورها ..
لنفصل أكثر ؛ عندما خلقت أمنا حواء من ضلع أبونا آدم ، هنا اكتملت حقوقها لأن الله سبحانه خلق كل شيء في الوجود و سخره لسيدنا آدم ثم خلقه ثم استخرج أمنا حواء منه فهي آخر ما وجد في الكون وانتهت إليه الخليقة ، فهي الحبيبة و المحترمة و المصونة و المقدرة و السيدة و الآمرة و الناهية في بيتها.
إلا أنها لا تقدر كل هذه النعم العظيمة ، ولا تشكر الله عليها لذا ترى أن حقوقها ليست كاملة و ليست على أتم وجه ، لأنها تنظر إليها كمادة ، لذا اختارت الخروج للعمل و المهانة وخلع ثوب أنوثتها الحقيقية -إذا كانت فعلا لا تقدر ذاتها ولا تحيطها بأي عناية ولا توليها أي اهتمام - فخروجها للعمل بحد ذاته هو مدعاة لخلل عشها مالم تبنيه وفق القواعد السليمة ، فهو مبني على الخوف ( المهدد للأمن و الاستقرار) و عدم الحب و الصراعات من أجل العيش.
في مقامي هذا لا أدعو لعدم العمل ، فأنا أحيا بالعمل ، لكن ليكن العمل نابعا من قواعد مبنية على الحب ، و التفاهم و معرفة كنهي التي هي لب كل شيء .. فتعمل من وسط دارها في إيجاد الشغف الخاص بها مع العودة في كل مرة إلى العمق و السؤال ما هو كنهي ؟ كيف أتعرف على كينونتي التي إذا وجدتها ، تفعلت لي كن فيكون الربانية التي تجعلني أنال كل حقوقي من غير أي تعب و مشقه ..
عزيزتي المرأة، نحن في أيام جليلة و أيام أقسم الله بلياليها ، تفردي مع خالقك في كل ليله اسأليه بحوار ودي و علاقة حب و تصافي وتصالح بين العبد و خالقه عن كنهك ؟ ووجودك ؟ وغايتك ؟ و رسالتك ؟ ومن تكوني بالفعل ؟ حتما ستجدين السكون و الشعور بالقوة لعدم رغبتك في شيء ، و كل شيء متواجد في داخلك ، فقط اسألي الله في أن يقودك لحقيقتك السامية و استشعري أهمية السكينة و الهدوء و الاستقرار الداخلي وثقي أن هذا كل ما تريدينه بالفعل ، و لتكن لك بداية مشرقة مع الليالي العشر في استشعار هذا الكنه !
الكاتبة: عفاف فؤاد البدر