قصيدة: سلوا الأقوام عنا، عن إبانا!
ألا هُبِّيْ هُبُـــوبَ العاشقينـــا
و زِيْدِيْنِيْ هَوًى بِكِ أو جُنُوْنَـــا
يَتُوْقُ لِقُرْبِكِ الْمَعْسُوْلِ قَلْبِيْ
و بَاتَ يَئِنُّ مُشْتَاقًا أنِيْنـــا
فَجُوْدِيْ بِالْوِصَالِ و لا تُجَافِيْ
فَقَلْبِيْ لِلْفِـــرَاقِ غَدَا حَزِيْنَـــا
هبي لي كأس حبّك أسكريني
بخمر شفاهكِ اللعس اثملينـــا
و كُفِّيْ عَنْ صُدُودِيْ عَنْ فِرَاقِـــيْ
وَ لَا تَزِدِيْ مُتَيَّـــمَكِ الشُّجُوْنَـــا
فَقَلْبِيْ فِيْ هَوَاكِ يَذُوْبُ عِشْقًا
و تَجْعَلُه صَبَابَـــاتِيْ طَحِيْنَـــا
فَكَمْ غَيْدٍ تَرَكْتُ ذَوَات حُسْنٍ
لِحُبِّـــكِ صَافِيًـــا وُدًّا أمِيْنَـــا
سَلِيْ عَنِّيْ بَنَاتِ الْحُسْنِ طُرًّا
سُعَادَ و بُثْنَـــةً و الْيَاسمينـــا
سَلِيْ تُخْبِرْكِ عَنِّيْ كُلَّ غَيْدٍ
فَلَمْ أرَهُنَّ فَاتِنَتِيْ يَقِيْنَـــا
أَ قَلْبُكِ مِنْ حَدِيْدٍ أم رَصَاصٍ
فَيَأبَى مِنْ هُيَامِيْ أن يَلِيْنَـــا
و رَبُّكِ ما نَظَرْتُ إلى فَتَـــاةٍ
سِوَاكِ فَلَا تَظُنِّيْ بِيْ الظُّنُوْنَـــا
سلِيْ عَنِّيْ تُخَبِّرْكِ الْغَوَانِيْ
أعَفَّ العاشقين الصادقينـــا
ذكرتكِ و الهوى فاشتقت وجدا
دياركِ و الزيارة ان تكونــــــــــا
معذبتي أقلّي الصدّ عني
اشاب الرأس صدّكِ و الجبينا
أضَاءتْ كُلَّ باكستان نورًا
كَرشمة تُسْعِدُ القلبَ الحَزينَا
ذَوائِبُهَا كَمشنقةٍ رمَتْنِى
بِحبلِ غَرَامِها عبدًا سَجينَا
إذَا خَطرَتْ تحرُّكَها جَنوب
ترنّ كعزفِ أوتارٍ رَنِينَـــا
ألا أبلغ جُبَانَ الْهِنْدِ عَنَّـــا
بِأنَّا لَمْ نَـــزَلْ مُتَفَوِّقُونـــا
ألا لا تَحْسِبَ الْأعْدَاءُ أنَّـــا
تَضَعْضَعْنَا لَهُمْ مُسْتَصْغَرِيْنَـــا
و لَكِنَّا نُحِبُّ الْأمْـــنَ دَوْمًـــا
و نَكْرَهُ بَيْنَنَا الْحَرْبَ الضَّغِيْنَـــا
بأي مشيئَةٍ سفهاء قـــوم
تسود كرامنا متكبرينـــا
سَلُوْا الأقْوَامَ عَنَّا عَنْ إبَانَا
و نَخْوَتِنَا فَلَسْنَا خَائفِينَـــا
إذا رَأتِ الأعَادِي طفلَ قَومِيْ
فَوَلُّوا مُدبِرِيْنَا و صَاغِرِيْنَـــا
عن البشتون و الأفغان طرّا
و يوسفزئي و عن كلّ اللذينا
خلوا فينا بنو كرم و عزّ
و مجد أكرمين معزّزينا
سلوا الدنيا تخبّرْكم يقينا
بأنّا لا نلين و إن ونينـــا
و أنا في الحروب أشد سطوا
و إقداما على المتفذلكينا
و أنا كلما اشتعلت حروب
فكنا الفارسين المقبلينا
و أنا لا نزال لكلّ سبٍّ
و منقصة أشد الكارهينا
و نشكر في الرخا ربا كريما
و أنا الصابرون إذا ابتلينا
إذا اشتدت بنا البأساء يوما
تصبّرنا لها مسترجعينا
و إن ما جاد بالسراء ربي
فصرنا الحامدين الشاكرينا
لنا وطن تحنّ له ملوكٌ
و إن ساد الطغاة المفسدونا
تهبّ نسائم منـــها بعطر
يضاهي في شذاه الياسمينا
و ذا وطن لنا فرح سعيد
مجاليها تروق الزائــــــــرينا
سيبقى حسنها ما دام دهر
و رونقها برغم الكارهينا
و إني سيد الشعراء فيها
رفيع الشأن رغم الحاسدينا
أنا العجمي و العربي نطقا
بديع الشعر ضدّ الحاقدينا
و لست بآمن من شر قومي
و شر الحاقدين الضاغنينا
فيقصدني بشرّ أهل حقد
و ذو حسد فبئس الصاحبينا
و في كل البلا يمّمت ربي
و إن اللّٰه خير الحافظينا
سأبقي عاليا ما شاء ربي
رفيعا رغم انف الشامتينا
و لست بخائف قوما لئاما
و إن هم بالإساءة يزمعونـــا
تمتع بالقراءة من قصيدي
قد استودعتها الكنز الثمينـــا
معلقتي ابتكرت لها معانٍ
روائع مطربات القارئينا
ستضرب يا كرشمة ذات يوم
بها الأمثال في المتأخرينـــا