واجبات العلماء المسلمين في الأيام الحاضرة
علماء الإٍسلام هم روّاد الأمة في كل عصر ومصر، ينوبون عن الأنبياء في إبلاغ رسالة إلهية، هم مصابيح الهدى وزينة المجتمع البشري، يعرفون حقوق الله والعباد، ويتمثلون محاسن الإسلام ويطبقون شرائعه، فيختار الله تعالى أفرادا من كل قوم ليفقههم ...
علماء الإٍسلام هم روّاد الأمة في كل عصر ومصر، ينوبون عن الأنبياء في إبلاغ رسالة إلهية، هم مصابيح الهدى وزينة المجتمع البشري، يعرفون حقوق الله والعباد، ويتمثلون محاسن الإسلام ويطبقون شرائعه، فيختار الله تعالى أفرادا من كل قوم ليفقههم في الدين، ويريد بهم خيرا.
نهض العلماء المسلمون في كل زمان بترشيد الأمة وإصلاح الانحرافات الاجتماعية والسياسية، ونفث نفحات الإيمان والجهاد في قلوب الناس، وتليين القلوب القاسية، فهؤلاء العلماء المجاهدون الأصفياء صنعوا التاريخ وغيروا تيار المجتمع، ووجهوا الملوك والإمبراطوريين، وأناروا نفوس الناس الضالين، وأصلحوا السياسيين بكتابهم الربانية، ومواعظهم البليغة الساحرة، وسلوكهم الباهر ، ونصائحهم الغالية، ولم يخافوا لومة لائم في نشر الفضائل ولم يسكتوا عن نطق الحق، ولم يداهنوا مع المتجبرين القاهرين، هذه هي خصال علماء السلف الصالح.
الأيام التي تمر بنا عصر العولمة والغزو الإعلامي والفكري، ويلقب العصر الحاضر بالانفتاح العالمي، الأشرار من الناس يبثون الخبائث والفتن بكل الوسائل الحديثة، ويصلون بدعواتهم الشنيعة إلى بيوت البشر في المدر والوبر على السواء، حتى أن الصالحين لم يستطيعوالاجتناب عنها. فإخوتنا العلماء هل فكروا في هذا الموضوع الخطير؟ أم هم يكتفون فيما تعلموا من الكتب المنهجية في المدارس الدينية، ويحرصون أعمالهم في المساجد والمدارس دون التفات إلى أوضاع الأمة؟ فأذكر بدورهم في توجيه الأمة والحكومة، فإن الذكرى تنفع المؤمنين.
دورهم عظيم جدا يتبين من مراجعة تاريخ حياة أهل العلم، مثل شيخ الاسلام ابن تيمية، والشيخ إسماعيل الشهيد والشيخ قاسم نانوتوي والشيخ الإمام حسن البناء والشيخ إلياس الكاندهلوي والشيخ السيد أبو الحسن على الندوي –رحمهم الله وغيرهم- ، صلاح الأمة يقوم على صلاح أهل العلم، وفئة العلماء هم من ولاة الأمور الذين أمر الله تعالى بطاعتهم، وتأثير أولي العلم في الشعوب أشد وأعظم وأبلغ وأنفع، فعلى العلماء أن يبادروا إلى إعادة دورهم في إصلاح المجتمع ودفع الفساد ورد البدعات وقمع تيار الفساد الحاضر متمسكين بزمام القيادة الرشيدة ومتحدين دون متفرقين، كما هو شأن علماء القرون الأولى المشهود بها بالخير، وأن يسارعوا إلى اتخاذ الخطوات الجادة الهادفة للجيل الحاضر والقادم...