الإرهاب لامستقبل له في تركيا!

بعد فشل مؤامرة جذب تركيا إلى مستنقع الحرب الدّاخلي، وعدم الاستقرار السياسي، قام الأعداء بمحاولة ضرب اقتصاد تركيا، عبر العمليات الإرهابية، فأرسلوا المتفجريّن إلى ساحة تركيا بأسماء مختلفة، مرة باسم العنصرية والطائفية، وأخرى باسم الد ين والاسلام - وهو برئ منهم - ولكن الحمدلله – السّياحة وإن كانت مصدر كبير وأساسي لكن ليس بوحيد للاقتصاد تركيا، بل تمتلك تركيا عددا هائلا من الموارد الأخرى، و رغم الهجمات الإرهابية، التي استهدفت بعض مدن تركيا، وخلّفت ضحايا غير قليل، قد ارتفع عدد السّياحين عن 37 مليون سياح تقريبا، وكلّ ذلك يوحي بأن الحاقدين لم تتثمر جهودهم، وفشلت محاولاتهم عن بثّ الخوف، ومن ناحية أخرى، أن الجماعات الإرهابيّة الّتي شنت الحرب ضدّ الدّولة في مناطق شرق تركيا، المسمّى بكوردستان، بالهجوم على العسكر الوطني التركي، و حاولت أن تؤدي الوضع إلى التوتر وعدم الاستقرار، وإن نال بعض طمو حها بشكل بسيط وموقّت، لكنها لم تنتج كثيرا ماينفعها، و في نفس الوقت هذه الأحزاب خسرت دعم الشعب الكردي - والله قادر على أن يخرج النور من الظلمات، والخير من النشر، فنرى النّاس، الذين كانوا يد عمون هذه الجماعات سياسيا، رافعين شعارهم، اليوم - يهرعون منها، بعدالكشف عن وجوهها الحقيقة، وإن كانت هذه الأحزاب لم تزل تحاول تدجين الشعب الكردي وترويضه باسم القومية، لكن - حسب ما أثبت الظّروف- أنّ أحفاد صلاح الدين الأيّوبي لا يلدغون عن جحر واحد مرتين .

ثمّ الشعب الكردي والدين، يتلازمان، رغم محاولا ت الحادية وفكرية، قلّما تجد كورديّا ينفصل عن الدّين وعلى العكس، إضافة إلى قيم أخلاقية رائعة، والحمية الشعبيّة، الّتي أشربت في قلوبهم، فالكوردي مهما يكون بعيدا عن الدّين، قلبه ينبض بوفورالأدب والاحترام لذوي العلم والتقوى، فالذي أرى أنّ كل محاولة سحب الدين عن حياة الأكراد، لا مستقبل لها ! وأرى - كطالب - أن هذه الأحزاب تستغلّ القوميّة خصوصا في العوّام والشباب، الذين ليس ليهم فهم الموضوع، ووعيه، فينبغي للحكومة التركية الرّشيدة، أن تحاول في إيجاد الوعي في العوّام عبر الاجتماعات الدّينيّة والمهرجانات الثّقافيّة، و ترسل العلماء البارزين - من داخل تركيا وخارجها- لإ لقاء المحاضرات، وتقنعهم بأن كل رجل يحمل جنسية تركية لا يختلف عن الأخر، بل يستحق كغيره من المواطن، دون فرق بين قوم وقوم، كما أنّه يلزم من مراقبة اللّاجئين والمستوطنين، دون تعرض يؤدّي إلى شيئ غير مرضي، وبكلمات أخرى، تراقبهم الدّولة كالأم الحنون أو الأب الشفيق، أولادهم وقاية عن الشرّ، فلو استمرّت الدّولة على المنهج الذي اختارته، إن شاء الله - ليس يبعد ذلك اليوم أن الارهاب بجميع أقسامه، لايجد شجرا ولا حجرا يلوذ إليه، بل ستنادي كل بقعة من أرض بايزيد يلدرم " الإرهاب لا مستقبل له في تركيا !

    شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025

    التعليقات

      يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

      إنشاء حساب

      يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

      سجل حسابا جديدا

      تسجيل الدخول

      تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

      سجل دخولك الآن
      المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
      الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
      شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025