رسالة من الحب إلى أبناء وبنات آدم وحواء!
(رسالة)
من الحب إلى أبناء وبنات آدم وحواء!
السلام على من اتبع الهدى، وبقي على المودة، وبعد'
أنا الذي أنزل كل حين من السماء إلى الأرض في صورة الرحمة من رب العالمين.
أنا الذي أعرج من الأرض إلى السماء كل حين في صورة الحنين إلى رب العالمين.
أنا الذي خلقني ربي، بفضله، ليبقى الوجود بعد الوجود...
انا الذي أنشأني ربي، بكرمه، ليربط الوجود بالوجود...
أنا الذي جعلني ربي، بمنه، مخازن الجود للوجود...
أنا الذي قسمني ربي، مع كماله وجلاله، بينه وبين خلقه 99/1...
أنا الذي جعلني ربي، بجوده، مظهر فضله على عباده فوق الأرض، وتحتها، ويوم يقوم الناس لرب العالمين...
أنا الذي كنت ، يا بني آدم، مع أبيكم آدم وأمكم حواء في الجنة.
أنا الذي لم أتركهما وهو يستعدان للنزول إلى الأرض امتثالا لأمر ربي الحكيم...
أنا الذي لم أفترقهما، حتى بعد أن تفرقا في الأرض تائهين باحثين؛ كل منهما صاحبه...
أنا الذي شحنتهما بالزاد حين يئس كل منهما في صاحبه بعد طول بحث وعناء؛ فقاما يجران خطاهما نحو الآخر في مجاهيل الأرض وغياهب الظلمات... حتى التقيا!
أنا الذي احتفلت بلقائهما في وادي عرفات حين لم يكن معهما أحد من سلالته.
أنا الذي بقيت وفيا بعهدي لصديقي آدم وصديقتي حواء حتى بعد أن ارتحلا إلى رفيقهما الأعلى...
أنا الذي ودعني أبوكم وأمكم ميراثهما قبل الرحيل من هذه الدنيا، فطفقت أوصله إليكم واحدا واحدا دون بخس وجور، وكلل وملل...
فهل تستطيعون إنكار صدقي ووفائي؟
وهل تشكون في أمانتي ونزاهتي؟
نعم، أنا هو! هو أنا!
مظهر رحمة ربي وربكم! وصديق أبيكم وأمكم!
ولكن، قولوا، هل طلبت منكم يوما جزاء على كل قدمته لكم؟
وهل مننت عليكم يوماً بأني قد فعلت ما فعلت؟
وهل عبست وجههي لكم يوماً من الدهر؟
وهل بخلت عليكم يوماً من أن أعطيكم مما أملك؟
قولوا لي، بكل صراحة، إن خبرتم مني ما ساءكم.
ولا أنكر، وليس ذاك من طبعي وخلقي والحمد لله، أن وجدت الكثير الكثير من بعض أبناء وبنات آدم وحواء دون أن أطلب ذاك منهم...
فالحمد لله الذي وفقهم بهذا، وهداهم لهذا...
والشكر لهم على تبادلهم الود بالور، وتقابلهم البر بالبر...
وأدعو الله تعالى لهم مزيد الخير والبر في دنياهم وأخراهم.
أما البعض الآخر، فقد اساؤوا إلي، حين جعلوا لي يوماً يخصونه بالشكر لي! والوفاء بعهدي!
يوم واحد فقط! وأنا الساهر، الباذل، الكال في مصالحهم!
يوم واحد! إي والله، يومً واحد!
وقد جعلوا يوماً واحداً، كذلك، للقطط، والكلاب، والخنازير!
يا ليتهم لم يفعلوا!
وإن لم يكن بد من الشكر، فيا ليتهم شكروا المنعم، ربي وربهم في هذا اليوم الذي خصصوه لي!
فازدادوا بذلك تقربا من ربي، ومودة مني...
ولكنهم! لم يفعلوا ذلك!
لم يحمدوا ربهم على أن من عليهم بصديق مثلي!
ولم يشكروا صديقهم الذي قدم ما قدم!
بل جعلوا لي يوماً، جمعوا فيه معاصي الأولين والآخرين!
وخزايا الإنس والجن والشياطين!
معاص؛ يستحي الخبيث من ذكرها، بله الشريف!
رذائل بعضها فوق بعض!
نعم، هكذا أجازوا صانع المعروف سوءا، وصديق العمر شرا!
لقد شعرت بالإساءة بكل ما تملك الكلمة من معنى!
إي والله! استهزؤا بي! وقدحوا في شرفي!
فقررت أن أنتقم منهم لشرفي، وأنتصر لنفسي؛ فأغيب عنهم وعن حياتهم...
فليكن مصيرهم ما يكون،،،
وليلقوا حتفهم في هذه الدنيا، وجزاء عملهم في الآخرة عند ربي الذي لا يظلم أحدا.
علماً بأني لا أزال أؤدي واجبني، كما أمرني ربي لمن اتبع هدى ربي، والتزم شريعته، وبعد عن الشر، وبقي على عهدي.
والسلام
المرسل (نيابة عن الحب) حسين محمد نعيم الحق