بأبي أمرك وأمي يارسول الله!
إن محبة الأمة المحمّدية لنبيّها الكريم صلى الله عليه وسلم لا يدانيها أية محبة ولا يوازيها أية مودّة، وهذه الحقيقة لا يكاد يكذبها من له نبذة من اللب، وأن من اجترأ على الإساءة بشأنه فجعله أمته عبرةً للأولين والآخرين، ويتمنّى كل واحد من الأمة الإسلامية ـ رجلاً كان أو امرأة، شيخاً كان أو شابّاً، صغيراً كان أو كبيراً ـ أن يضحّي بنفسه على عرض نبيّه الحبيب صلى الله عليه وسلم، ووالله العظيم إن كلّ واحد منا يعد هذه التضحية أسمى السعادات وأحلى التمنيات، ولله الشكر، لكن للأسف الشديد إلى الجانب الآخر تواني الأمة الإسلامية في امتثال أوامر نبيّها العزيز صلى الله عليه وسلم وصل إلى مداه نخالف أوامره ليلاً ونهاراً، سرّاً وعلانيةً صباحاً ومساءً، في كل مجال من مجالات الحياة وفي كل ميدان من ميادين العمل إلا من رحم الله.
فيا إخواني في الله! إلى متى نبطل بأعمالنا أقوالنا، ونكذب بجوارحنا قلوبنا نهتف كل يوم: "فداك نفسي يارسول الله" لكن متى نهتف: "فدى أمرك نفسي يارسول الله"، ليس من شأن المحب أن يخالف حبيبه، كيف تجتمع المودّة مع العصيان ومن أين تصدق المحبة بلا إذعان؟
تعصي النبيّ وأنت تظهر حبّه ** هذا لعمري في الفعال بديع
لوكان حبك صادقاً لأطعته ** إن المحبّ لمن يحبّ مطيع
تعالوا لنعاهد أن لايكون حياتنا بعد اليوم إلا لمحمّد صلى الله عليه وسلم كما نتمنّى مماتنا له، نطيعه في كل ما أمرنا به أو نهانا عنه، وأن لايكون زِيّنا بعد اليوم إلا زِيّه الجميل، لن يكون لنا أسوة سواه ولن نرضى لنا قدوة غيره.
اللهم صل على محمّد وعلى آل محمد كما صليت عل إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد، اللهم بارك على محمّد وعلى آل محمّد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد.■
ملاحظة: سبق أن تم نشر المقالة على مجلة الفاروق الغراء، كراتشي