إن مع العسر يسرا

إن مع العسر يسرا بقلم ذاكر حسين ✍️

الحياة مربوطة بالاحتفال والهدوء والفرح والسرور والبهجة وكذلك بالكرب والكدر واليأس والقنوط والحزن. نعيش بها في كل مرحلة من مراحل في الحياة و نعيش بها إلى الأبد حتى آخر أنفاسنا. هذه هي حقيقة الحياة رغم ذلك على الناس أن يعيش بالفرح و السرور مع الحزن والكرب. فحينئذ كلنا نذوق الطمأنينة الحقيقية في حياتنا.

القصة لكم الآن :

كان يسكن في قرية صديقان صغيران اسم أحدهما شاكر والآخر عثمان. كان عثمان عمالا وليس بذكي ولكنه مجتهد وهو يؤمن ب "أن مع العسر يسرا" ولكن شاكر كان ذكيا وكسلانا جدا وهو يفتخر بنفسه لأنه يريد أن يكون غنيا و ماهرا بالعلم في المستقبل ولكن ماكان يعمل حسب غايته وهو يبحث دائما عن طريقة مختصرة. وعثمان كان يجتهد كثيرا ما بوسعه للوصول إلى مرامه؛ و على العكس شاكر يستمتع بحياته مع أصدقائه ذهابا من مكان إلى مكان ويسخر من عثمان دائما ويقول له "لن تستطيع النجاح أبدا لأنك لا تعلم كيفية الاجتهاد ولكني أعلمها رائعا". بعد مرور الأشهر الأربعة، حان الموعد لاختبار تنافسي؛ وكان عثمان يواجه كثيرا من المصائب والمشاكل خلال القراءة رغم هذه استمر قراءته بدون تركها، وشاكر يتبع طريقا مختصرة في الاختبار دائما لكي يسبق شاكرا. ذات يوم، مات أبو عثمان وأصابه الحزن الشديد جدا جدا لأن أباه كان أول من يكتسب الرزق بشراء البضائع المختلفة ويبذل المال في قراءة أبنائه لأنه له هدف ليعطي أولاده العلم العالي، فبكى بكاء شديدا جدا لأن أباه لا يجعل أولاده الشعور بأي مشقة في حياتهم في اكتساب العلم وفي أي شيء. أما الآن هو فكر بنفسه "فمن الذي يساند على هذه كلها لأن أباه غادر هذه الدنيا وذهب إلي الدنيا مستحيل الرجوع منها؟". حاصرته هذه الفكرات المؤلمة ولكنه فجأة يتذكر أية من آيات القرآن الكريم "إن مع العسر يسرا" ويؤمن بها أن تزول هذه المشقات وهدأ قلبه وألهم نفسه على أن الحياة تكون هكذا وأصبح قويا جدا إلى حد لا تستطيع المشاكل أن تضعفه، ففي هذه الحالة جلس في الاختبار التنافسي وأكمل الاختبارات بطريقة جيدة. لقد انتهت الاختبارات التنافسية، فظهرت النتيجة وبحث عثمان عن نتيجته في الموقع وما رأى إليه إلا نظرة واحدة فأصبح مسرورا جدا جدا حيث لا يستطيع اختفاء مشاعره داخل قلبه فأظهر سروره خارج قلبه وسجد سجدتين لشكر الله تبارك وتعالى لأنه أصبح أولا في الاختبار التنافسي وفرح جدا جدا لأنه آمن بأية القرآن الكريم "إن مع العسر يسرا" فأصبح هذا تحقيقا في حياته. أما صديقه شاكر فشل بهذا الاختبار لأنه افتخر بنفسه كثيرا بدون اجتهاد ولو كان ذكيا فندم ندامة شديدة على هذا. فنتهت القصة بأن مع العسر يسرا.

طالب في جامعة اللغة الانجليزية واللغات الأجنبية، حيدر آباد، تيلانجانا، الهند.

التاريخ: ١٤/٠٣/٢٣

شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024

التعليقات

يجب أن تكون عضوا لدينا لتتمكن من التعليق

إنشاء حساب

يستغرق التسجيل بضع ثوان فقط

سجل حسابا جديدا

تسجيل الدخول

تملك حسابا مسجّلا بالفعل؟

سجل دخولك الآن

اكتب معنا


يمكننا نشر مقالك على شبكة المدارس الإسلامية، دعنا نجرب!

أرسل من هنا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2024