المجموع : 77
أدر الزجاجة فالنسيم قد انبرى
أدر الزجاجة فالنسيم قد انبرى / والنجم قد صرف العنان عن السرى
والصبح قد أهدى لنا كافوره / لما استرد الليل منا العنبرا
والروض كالحسنا كساه زهره / وشياً وقلده نداه جوهرا
أو كالغلام زها بورد رياضه / خجلا وتاه بآسِهنّ مُعذِّرا
روض كأن النهر فيه معصم / صاف أطل على رداء أخضرا
وتهزه ريح الصبا فتخاله / سيفَ ابن عبّاد يبدِّد عَسكرا
الحاجب المنصور سيف الدولة الـ / ـمعطي من الحباء الاكبرا
علق الزمان الأخضر المهدى لنا / من ماله العلق النفيس الاخطرا
ملك اذا ازدحم الملوك بمورد / ونحاه لا يردون حتى يصدرا
أندى على الاكباد من قطر الندى / وألذ في الأجفان من سنة الكرى
قداح زند المجد لا ينفك من / نار الوغى إلا الى نار القرى
نختار إذ يهب الخريدة كاعباً / والطرف أجرد والحسام مجوهرا
أيقنت أني من ذراه بجنة / لما سقاني من نداه الكوثرا
وعلمت حقاً أن روضي مخضب / لما سألت به الغمام الممطرا
يا سائلي ما حمص إلا حاتم / أبصرت اسماعيل فيه خنصرا
من لا توازنه الجبال اذا احتبى / من لا تسابقه الرياح اذا جرى
ماض وصدر الرمح يكهم والظبا / تنبو وأيدي الخيل تعثر في البرى
لا شيء أقرأ من شفار حسامه / إن كنت شبهت الكتائب أسطرا
قاد المواكب كالكواكب فوقهم / من لامهم مثل السحاب كنهورا
من كل أبيض قد تقلد أبيضاً / عضباً وأسمر قد تقلد أسمرا
لله مرسلة بآفاق العدى / برقاً تصوب عارضاً مثعنجرا
عباد المخضر نائل كفه / والجو قد لبس الرداء الاغبرا
ملك يروقك خلفه أو خلقه / كالروض يحسن منظراً او مخبرا
أعلمت بالايمان حتى شمته / فرأيته في بردتيه مصورا
وجهلت معنى الجود حتى زرته / فقرأته في راحتيه مفسرا
فاح الثرى متعطراً بثنائه / حتى حسبنا كل ترب عنبرا
وتتوجت بالزهر صلع هضابه / حتى حسبنا كل هضب قيصرا
هصرت يدي غصن الغنى من دوحه / وجنت به روض السرور منورا
حسبي على الصنع الذي أولاه أن / أسعى بشكر أو أموت فأعذرا
يا أيها الملك الذي أصل المنى / منه بوجه مثل حمدي ازهرا
السيف افصح من زياد خطبة / في الحرب إن كانت يمينك منبرا
مازلت تغني من غدالك راجياً / نيلا وتفنى من طغى وتجبرا
حتى حللت من الرياسة محجرا / رحباً وضمت منك طرفاً أحررا
شقيت بسيفك أمة لم تعتقد / الا اليهود وإن تسمت بربرا
أثمرت رمحك من رؤوس كماتهم / لما رأيت الغصن يعشق منمرا
وصبغت درعك من دماء ملوكهم / لما علمت الحسن يلبس أمرا
واليك يا منصور قادت همتي / بزمامها جرد المذاكي الضمرا
مدت سنابكها الفوادح للصفا / مرطاً على متن الظلام معصفرا
يجعلن قبلتك البهية قبلة / وبردن ساحتك البهية مشعرا
خذها اليك وروضها لك ناظر / أسقيته ماء النعيم فنورا
نمقتها وشيا بذكرك مذهباً / وفتقتها مسكاً بحدك أذفرا
من ذا ينافحني وذكرك مندل / اوردته من نار فكرى مجمرا
ولئن وجدت نسيم حمدي عاطرا / فلقد وجدت نسيم برك أعطرا
وهناك عيد النحر لازالت به / حرم الأعادي كي تطوف فتنحرا
واليكها كالروض زارته الصبا / وحنا عليه الطل حتى نورا
ألا للمعالي ما تعيد وما تبدي
ألا للمعالي ما تعيد وما تبدي / وفي اللَه ما تخفيه عنا وما تبدي
نوال كما اخضر العذار وفتكة / كما خجلت من دونه صفحة الخد
جنيت ثمار النصر طيبة الجني / ولا شجر غير المثقفة الملد
وقلدت أجياد الربى رائق الحلى / ولا درر غير المطهمة الجرد
بكل فتى عاري الأشاجع لابس / الي غمرات الموت محكمة السرد
يكر فكم طعن كسامعة الفرا / يضاف إلى ضرب كحاشية البرد
نجوم سماء الحرب إن يدج ليلها / يدور بهم أفواجها فلك السعد
خميس تردى من بنيك بمرهف / حكاك كما قد الشراك من الجلد
ببدر ولكن من مطالعه الوغى / وليث ولكن من براثنه الهندي
فتى ثقف بين الحمائل مقدم / جنى الموت من كفيه أحلى من الشهد
سقيت به ديناً عفاتك مخصباً / فأجناك من روض الندى زهر الحمد
وجندته نحو الملوك محارباً / فوافاك يقتاد الملوك من الجند
ورب ظلام سار فيه إلى العدى / ولا نجم الا ما تطلع من غمد
اطل على قرمونة متبلجاً / مع الصبح حتى قيل كانا على وعد
فأرملها بالسيف ثم أعارها / من النار أثواب الحداد على الفقد
فيا حسن ذاك السيف في راحة الندى / ويا برد تلك النار في كبد المجد
لك اللَه إن كانت عداتك بعضها / لبعض فكل منهم جميعاً إلى فرد
يهوداً وكانت بربراً فانتض الظبي / وأنبئهم منها بالسنة لسد
اقول وقد نادى ابن اسحاق قومه / لأرضك يرتاد المنية من بعد
لقد سلكت نهج السبيل إلى الردى / ظباء دنت من غابة الاسد الورد
كأني تباديس وقد حط رحله / إلى الفرس الطاوي عن الفرس المهند
إلى الفرس الجاري به طلق الردى / سريعاً غنياً عن لجام وعن لبد
يحن إلى غرناطة فوق متنه / كما حن مقصوص الجاح إلى الورد
ظفرت بهم فارنح وأومض كؤسها / بروقاً لها من عودها ضجة الرعد
معتقة أهدت إلى الورد لونها / وجادت برياها على العنبر الورد
فاكثر ما يلهيك عن كأسها الوغى / وعن غمات العود نغمة مستجدي
وما الملك الا حلية بك حسنها / والا فما فضل السوار بلا زند
ولا عجب ان لم يدن بك مارق / فليس جمال الشمس في الاعين الرمد
هنيئاً ببكر في الفتوح نكحتها / وما قبضت غير المنية في النقد
تحلت من السيف الخضيب بصفحة / وقامت من الرمح الطويل على قد
ودونكها من نسج فكري حلة / مطرزة العطفين بالشكر والحمد
ألذ من الماء القراح على الصدى / واطيب من وصل الهوى عقب الصد
وما هذه الاشعار الامجامر / تضوع فيها للندى قطع الند
وكنت نشرت الفضل في وانما / نشرت سقيط الطل في ورق الورد
وها أنا باغ من نداك بقدر ما / يضاف لتأميلي ويعزى إلى ودي
فأقسم لو قسمت جودك في الورى / على قدر التأميل فزت به وحدي
قنعت بما عندي من النعم التي / يفسرها قولي قنعت بما عندي
وفيت لربك فيمن غدر
وفيت لربك فيمن غدر / وانصفت دينك ممن كفر
وقمت تطالب في الناكثي / ن مر الحفاظ يحلو الظفر
بعاطلة من ليالي الحرو / ب اطلعت رأيك فيها قمر
ولم تتقدم بجيش الرجا / ل حتى تقدم جيش الفكر
فان يجنك الفتح ذاك الاصي / ل فمن غرس تدبير ذاك الشجر
تعالي الخوارج حتى برز / ت تقوم من خدها ما صعر
واقبلتها الخيل حمر البنو / د دهم الفوارس بيض الغرر
فكروا فلم يغنهم من مكر / ر وفروا فلم ينجهم من مفر
ودارت دماؤهم كالكؤو / س وفاحت نفوسهم كالزهر
فعاقر سيفك حتى انحنى / وعربد رمحك حتى انكسر
وكم نبت في حربهم عن علي / ى وناب عن النهروان النهر
تمتع فقد ساعفتك الحيا / ة بريح الحديقة غب المطر
وعش في نعيم ودم في سرو / ر ولا سر ربك من لا يسر
الكأس ظامية الى يمناكا
الكأس ظامية الى يمناكا / والروض مرتاح الى لقياكا
والدهر جار في عنانك لم تقل / هات المنى إلا أجاب بها كا
فأدرر بآفاق السرور كواكباً / تخذت أكف سقاتها أفلاكها
راحاً اذاهب النسيم حسبتها / مسروقة الانفاس من رياكا
في مجلس بسط الربيع بساطه / زهراً ورقرقه عليك أراكا
سقط الندى فيه سقوط نداكما / وجلت عليه الشمس مثل سناكا
روض تفتح زهره فكأنه / مقل العذارى حدقت لتراكا
يسرى على ريحانه نفس الصبا / سحراً فيوهم انه ذكراكا
رد مورد اللذات عذبا صافياً / فلقد وردت المجد قبل كذاكا
لم ترو من راح ولا من راحة / حتى ارتوت بدم العداة قناكا
دع الساعات تبسطه
دع الساعات تبسطه / ستقبضه يد الفجر
أنا عبيدك او يقول مصدق
أنا عبيدك او يقول مصدق / الحق مذموم وأنت بخيل
أترى القبول سرت اليك بنفحة / مما ادعته فكان منك قبول
وهل استمالك من ثنائي عاطف / إن الكريم إلى الثناء يميل
أشاقك برق أم جفاك حبيب
أشاقك برق أم جفاك حبيب / فليلك فضفاض الرداء رحيب
إلى الله اشكو أن مالك في دمي / شريك ومالي في هواك نصيب
أتدرين من كلفت عينيك قتله / وقلت فتى لا يستفيد غريب
ستنصره من مهرة الخيل ترتمي / بأعلام نصر في الوغى وتؤوب
تساموا بلخم فاستهلت سماؤهم / بغيين منها ذائب ومذيب
بدور ولكن السماء محارب / وأسد ولكن العرين حروب
مزحت فاني يا ابنة الفيل لم أكن / لأفشي سراً ضمنته قلوب
سأشهد قومي أن طرفك من دمي / بريء وإن كان الفتور يريب
وكيف أرى في الغدر نهجاً لسالك / وعهدي بالملك الوفي قريب
فتى نسخ الغدر اقتضاء وفائه / فلا تحكمي أن الوفاء غريب
أغر يغير الملك منه بكوكب / له في سماء المشكلات تفوب
تأملت منك البدر في ليلة الخطب
تأملت منك البدر في ليلة الخطب / ونلت لديك الخصب في زمن الجدب
وجردت من محروس جاهك مرهفا / تولت به خيل الحوادث عن حربي
وما زلت من نعماك في ظل لذة / تذكرني أيامها زمن الحب
إذ العيش في أفياء ظلك بارد / فمن مرتع خصب إلى مورد عذب
أحين سقي صوب اعتنائك ساحتي / فنعمها واهتز روضي في تربي
ثنيت لعطف قد ثنيت مدائحي / عليه وسرب قد بدلت به سربي
أما أنه لولا عوارفك التي / جرت في جري الماء في الغصن الرطب
لما ذدت طير الود عن شجر القلى / ولا صنت وجه الحمد عن كلف العتب
ولكن سأكنى بالوفاء عن الجفا / وأرضى ببعد بعدما كان من قربي
وإن لفحتني من سمائك حرجف / سأهتف يا برد النسيم على قلبي
وإني إذا قلدت جاهك مطلبي / وأخفقت فيه قلت يا زمني حسبي
أيظلم في عيني كذا قمر الدجى / وتنبو بكفي شفرة الصارم العضب
على وإلا ما بكاء الغمائم
على وإلا ما بكاء الغمائم / وفي والا ما نياح الحمائم
وعني أنار الرعد صرخة طالب / لثأر وهز البرق صفحة صارم
وما لبست زهر النجوم حدادها / لغيري ولا قامت له في مآتم
وهل شققت هوج الرياح جيوبها / لغيري او حنت حنين الروائم
خذوا بي إن لم تهدأوا كل سابح / لريح الصبا في إثره أنف راغم
من العابسات الدهم إلا التفاتة / إلى غرة أهدت له ثغر باسم
طوى بي عرض البيد فوق قوائم / توهمتني منهن فوق قوادم
وخاض بي الظلماء حتى حسبته / له مربط بين النجوم العواتم
الا قاتل اللَه الجياد فانها / نأت بي عن أرض العلى والمكارم
أشلب ولا تنساب عبرة مشفق / وحمص ولا تعتاد زفرة نادم
كساها الحيا برد الشباب فانها / بلاد بها عق الشباب تمائمي
ذكرت بها عهد الصبا فكأنما / قدحت بنار الشوق بين الحيازم
ليالي لا ألوى على رشد لائم / عناني ولا أثنيه عن غي هائم
أنال سهادي عن عيون نواعس / وأجني عذابي من غصون نواعم
وليل لنا بالسد بن معاطف / من النهر ينساب انسياب الأراقم
بحيث اتخذنا الروض جاراً تزورناذ / هداياه في أيدي الرياح النواسم
تبلغنا أنفاسه فنردها / باعطر أنفاس وأذكى مناسم
تسر إلينا ثم عنا كأنها / حواسد تمشي بيننا بالنمائم
سقتنا به الشمس النجوم ومن بدت / له الشمس في جنح من اليل فاحم
وبتنا ولا واش يحس كأنما / حللنا مكان السر من صدر كاتم
هو العيش لا ما اشتكيه من السر / الي كل ثغر آهل مثل طاسم
وصحبه قوم لم يهذب طباعهم / لقاء أديب أو نوادر عالم
صعاليك هاموا بالفلا فتدرعوا / جلود الافاعي تحت بيض النعائم
ندامى ولا غير السيوف أزاهرى / لديهم ولا غير الغمود كما نمى
ومال حال من ربته أرض أعاريب / وألقت به الاقدار بين الأعاجم
يقمح لي قوم مقامي بينهم / وقد رسفت رجل السرى في الأداهم
يقولون لي دع أيدي العيس إنها / تؤدي إلى أيدي الملوك الخضارم
فديتهم لم يبعثوا حرص عاجز / ولا نهوا إذ نبهوا طرف نائم
ولكنها الأيام غير حوافل / بأرب أريب أو حزامة حازم
وإني لأدعوا لو دعوت لسامع / واني لاشكو لو شكوت لراحم
أريد حياة البين والبين قاتلي / وأرجو انتصار الدهر والدهر ظالمي
ونبئت اخوان الصفاء تغيروا / وذموا الرضى من عهدي المتقادم
لقد سخطوا ظلماً على غير ساخط / عليهم ولاموا ضلة غير لائم
ولو أن عفواً من هنالك زارني / لزرت وما عدو الزمان بدائم
أجر ذيول الليل سابغة الدجى / واركب ظهر العزم صعب الشكائم
فاورد ودي صافياً كل شارب / وألبس حمدي ضافياً كل شائم
وأغضي لمن يلقي وجه مكاره / حياء فانقاه بوجه مكارم
وما هو الا لثم كف محمد / وتمكين كفي من نواصي المظالم
إن اتفقت لي فالعدو موافقي / على كل حال والزمان مسالمي
على لنفسي من مناها ألية / تهز رحال اليعملات الرواسم
إلى الحاجب الاعلى الى العضد الذي / تطول بيمناه قصار الصوارم
فتى ثقف ما بين الحمائل مقدم / اذا كر كر الموت ضربة لازم
يضيء سرير الملك منه اذا استوى / عليه ببدر محتب بعمائم
ويهفو للهواء الورد منه إذا غزا / على أسد دامي البراثن حاطم
صقيل رداء العرض من غدر خلة / وطاهر ماء الوجه من رد عادم
له هزة في الجود معتضدية / تهز إلى تشتيت شمل الدراهم
واي حياء طيه أي سورة / كما كمنت في الروض دهم الاراقم
سما بأبيه ذروة الشرف الذي / اباطحه سهل الندى والمكارم
بمعتضد بالله يمناه مرتع / مريع لآمال النفوس السوائم
إذا نشرت لخم بذكراء فخرها / طوت طيء من خجلة ذكر حاتم
مليك سنى الحالتين متيم / ببيض الأيادي أو بحمر الملاحم
أبي أن براه الله غير مقلد / حملة سيف او حمالة غارم
يعين على حمد العفاة فينثني / براحة مغنوم ولذة غانم
ويبني بهدم المال شامخة العلا / لقد ساس ما باني العلا غير هادم
مهيب التفات الطرف سام موقر / عظيم إذا لاحت وجوه العظائم
يذيب بعينيه العدى غير ناظر / ويسبي بكفيه السها غير قائم
اذا نظرت فيه الملوك تساقطت / له نكس الابصار مثل العمائم
يغادر من لثم المباسم في ثرى / مواكبه أمثال ثلم المناسم
له الخير ما أعطى الى كل صارم / يميناً وما أسطى بكل ضبارم
اذا جر أذيال الجيوش إلى العدى / أطاعته أو جرت ذيول الهزائم
ومن مثل عباد ومن مثل قومه / ليوث حروب او بدور مواسم
ملوك مناخ العز في عرصاتهم / ومثوى المعالي بين تلك المعالم
هم البيت ما غير الهدى لبنائه / بأس وما غير القنا بدعائم
إذا قصر الروع الخطى نهضت بهم / طوال العوالي في طوال المعاصم
وأيد أبت من أن تؤوب ولم تفز / يجز النواصي او بحز الغلاصم
ندامي الوغى يجرون بالموت كأسها / إذا رجعت أسيافهم في الجماجم
هناك القنا مجرورة من حفائظ / وثم الظبا مهزوزة من عزائم
ألكني منهم بالسلام الى فتى / تهادى به جرد العتاق الصلادم
إلى الحاجب السامي إلى المجد ناشئاً / وإن لم تثبت فاعتبر بالمياسم
اذا ركبوا فانظره أول طاعن / وإن تركوا فارصده آخر طاعم
أغر مكين في القلوب محبب / اليها عظيم في نفوس الأعاظم
تبوأ من لخم وناهيت مقعداً / مكان رسول الله من آل هاشم
رقيق حواشي الطبع يجلو بيانه / وجوه المعاني واضحات المباسم
وبارع حسن الخط حتى كأنما / يصرف في القرطاس راحة راسم
يهز من الأقلام أمثلة الفنا / لها من لطوخ المسك مثل اللهاذم
اذا نثرت جاءت ببدعة ناثر / وإن نظمت جادت بحكمة ناظم
أبا القاسم اقبلها اليك فانما / ثناؤك مسكي والقوافي لطائمي
محملة عذراً فانك جملة / من الفضل لم أستوفها بتراجم
فديتك ما حبل الرجاء على النوى / بواء ولا ربع الوفاء بقاتم
أنا العبد في ثوب الخضوع لوأنني / أرى البدر تاجي والنجوم خواتمي
وماعز في الدنيا طلاب لماجد / ولا اعتاص في الأيام ورد لحائم
ولكن ذاك الظل أندى غضارة / لضاح وذاك البرق أوفى لشائم
وإني اذا أنصفت بعدك خادم / لدهري وكان الدهر عندك خادمي
تراك تنسمت الدي قد أذعته / فارضاك أم عابت لديك مقادمي
لعمري لقد أفحمت كل مفاخر / بما فيك من تلك السجايا الكرائم
أنازعه فيك الثناء فينثني / كأني نازعت الكؤوس منادمي
ولا غرو أن حيتك بالطيب روضة / سمحت لها بالعارض المتراكم
وثقت بحظي منك لم أخس نبوة / عليه وأرم بالظنون الرواجم
ولو نهضت بي قدرة كل ساعة / لأديت من تقبيل كفك لازمي
لعل الذي أقذى بترحة راحل / عيونا سيجلوها بفرحة قادم
فترجع أيام مضت وكأنها / اذا امتثلتها النفس لذة حالم
وإن غالني من دونهن منيتي / فأقدار رب بالمنيه حاكم
توالي عليك السعد ألزم صاحب / وكان لك الرحم أكلأ عاصم
جاه الهوى فاستشعروه عاره
جاه الهوى فاستشعروه عاره / ولعبه فاستعذبوه أواره
لا تطلبوا في الحب عزاً إنما / عبداه في حكمه أحراره
قالوا أضر بك الهوى فأجبتهم / يا حبذاه وحبذا أضراره
قلبي هو اختار السقام لجسمه / زيا فخلوه وما يختاره
عيرتموني بالنحول وإنما / شرف المهند أن ترق شفاره
وشمم لفراق من آلفته / ولربما حجب الهلال سراره
أحسبتم السلوان هب نسيمه / او أن ذاك النوم عاد غراره
إن كان أعيى القلب من حر الجوى / خذلته من دمعي إذن أنصاره
من قد قلبي إذ انثنى قده / وأقام عذري إذ أطل عذاره
أم من طوى الصبح المنير نقابه / وأحاط باليل البهيم خماره
غصن ولكن النفوس رياضه / رشأ ولكن القلوب عراره
سخرت ببدر التم غرته كما / أزرت على آفاقه أزراره
ما زال ليل الوصل من فتكاته / تسري الى بعرفه أسحاره
وبجود روض الحسن من وجناته / دمعي فيندى رنده وبهاره
حتى سقاني الدهر كأس فراقه / فسكرت سكراً لا يفيق خماره
ووقفت في مثل المحصب موقفاً / للبين من حب القلوب جماره
حيران أعمى الطرف وهو سماؤه / وأذاب فيه القلب وهو قراره
ولئن يذبه وهو مثواه فكم / قد أحرقت عود العفارة ناره
إن يهنه أني أضعت لحبه / قلبي وذاعت عنده اسراره
فليهن قلبي أن شكاه وشاحه / لسواره فاقتص منه سواره
فوحسنه لقد انتدبت لوصفه / بالبخل لولا أن حمصاً داره
لد رمتني بالمنى أغصانه / وتفجرت لي بالندى أنهاره
بلد متى أذره هيج لوعتي / واذا قدحت الزند طار شراره
كيف اعززت على الدليل
كيف اعززت على الدليل / وقطعت أسبال الوصول
وقتلتني وزعمت أن / ن الذنب منا للقتيل
وعليك جاهدت العدا / واليك ملت عن العذول
يا قاتلي ودمي بصف / حة خده أهدى دليل
ما أليق الفعل الجمي / ل بذلك الوجه الجميل
أبرزت في خلق الكري / م وراءه خلق البخيل
ودعوتني حتى أجب / تك ثم حدت عن السبيل
جد بالقليل فان نف / سي منك تقنع بالقليل
واذكر على زمن قطع / ناه بصافية شمول
اذ نسحب الأذيال ما / بين الخليج الى النخيل
ونحل من سيف الغدي / ر بقبة الظل الظليل
والروض ممطور تنم / عليه أنفاس القبول
والشمس ترمقنا خلا / ل الغيم عن طرف كليل
إبان يحدو الرعد من / ورق السحائب كالحمول
ويهز كف البرق ال / آفاق مرهفة النصول
زمن ستبكيه الحما / م معي وتذهل عن هديل
يا برق أد رسالتي / تفديك نفسي من رسول
واطلع على شرفات حم / ص قراره الشرف الاثيل
فاذا اجتلاك ابو الولي / د بناظر اليقظ النبيل
فاقرأه من قلبي سلا / م يقتضي حسن القبول
يا غرة الزمن البهي / م وعزة الأدب الذليل
ومحكم القلم القصي / ر على شبا الرمح الطويل
أعلمت أني خادم / ذكراك بالشكر الجزيل
لم استحل عما عهد / ت مع الزمان المستحيل
اشفع عنايتك الجلي / لة لي لدى الملك الجليل
ولئن أجبت لراغب / وأفلت عثرة مستقيل
فلكم أبيت بمثلها / وهي الصنيمة من مثيلي
يا أنس بدر في الظلا / م وبرد ظل في المقيل
على اليمن والطائر السانح
على اليمن والطائر السانح / نزلت وغيرك للبارح
وما اهتجت إلا وقد هيجت / ك دواع الى البلد النارح
وإلا فكم خف من خف جه / لا فماهز من حلمك الراجح
تطلب حقوقك لا لائم / فقد بين الصبح للامح
ومن يعترضك بأوداجه / فكله الى سعدك الذابح
وكم يزجرون وكم ينصحو / ن فما يقبلون من الناصح
وما كان أنصفهم لو رموا / زناد الوغى ليد الفادح
ولا عجب لثبوت القلا / ع على بأسك الهادم الناطح
فلولا امتناع الفتاة الكعا / ب لما كملت لذة الناكح
خلعت الكرى في طلاب العلا / على نائم دونها طافح
هنيئاً فانت مليك الملو / ك قد صرح الجد للمازح
وما أخرتني عنك النجو / م يا غرة القرمر اللائح
ولا النهر لم يثنني عن ورو / د ندى بحرك الزاخر الطافح
أفي كل يوم تحفة وتفقد
أفي كل يوم تحفة وتفقد / بفضل نوال واهتبال يؤكد
لقد فاز قدحي في هواك وقابلت / مطالع حالي في سمائك أسعد
تبرعت بالمعروف قبل سؤاله / وعدت بما أوليت والعود أحمد
فأتأق حوضي من نداك تبجس / ونمق روضي من رضاك تعهد
أما وصنيع زارني بجماله / حديث كما هب النسيم المغرد
لقد هز أعطاف القوافي وهزني / الى شكر إحسان أغيب فيشهد
فان أنا لم أشكرك صادق نية / قوم عليها آيه الفصح تعضد
فلا صح لي دين ولا بر مذهب / ولا كرمت نفسي ولا طاب مولد
وجارية مثل الهلال ألفتها
وجارية مثل الهلال ألفتها / على نهر مثل السماء رقيق
تجلى لنا الاصباح وهو زمرد / فالقت عليه الشمس ثوب عقيق
وسماء من الغنى قد أسالت
وسماء من الغنى قد أسالت / ذهباً في قرارة من لجين
فاجتنت حولها العيون بلطف / زهر الحسن من بنان اليدين
لما رأيت الناس يحتشدون في
لما رأيت الناس يحتشدون في / إتحاف يومك جئته من بابه
فبعثت نحو الشمس شبه إهابها / وكسوت متن البحر بعض ثيابه
هبة أتتك من النضار ألوفها
هبة أتتك من النضار ألوفها / فاغنم جزيل المال من وهابه
فلو أن بيت المال يحوي قفله / أضعافها لكسرته عن بابه
وملأت منه يديك لا مستأثراً / فيه عليك لكي ترى أولائه
فالبحر يطفح جوده لك زاخراً / لما كسوت البحر بعض ثيابه
تجهم وجه الأفق واعتلت النفس
تجهم وجه الأفق واعتلت النفس / بأن لم تلح للعين أنت ولا الشمس
فإن كان هذا منكما عن توافق / وضمكما أنس فيهنيكما العرس
هذا المؤذن قد بدا بأذانه
هذا المؤذن قد بدا بأذانه / يرجو بذاك العفو من رحمانه
طوبى له من شاهد بحقيقة / إن كان عقد ضميره كلسانه
ما ضر أن قيل إسحق وموصله
ما ضر أن قيل إسحق وموصله / ها أنت أنت وذي حمص وإسحاق
أنت الرشيد ودع من قد سمعت به / وإن تشابه أخلاق وأعراق
لله درك داركها مشعشعة / واحفز بساقيك ما قامت لنا ساق