المجموع : 228
إِذا أَعطاكَ قَتَّرَ حينَ يُعطي
إِذا أَعطاكَ قَتَّرَ حينَ يُعطي / وَإِن لَم يُعطِ قالَ أَبى القَضاءُ
يُبَخِّلُ رَبَّهُ سَفَهاً وَظُلماً / وَيَعذِرُ نَفسَهُ فيما يَشاءُ
تَنَقَّلَ عَن فعالِ الخَيرِ جَهلاً / مَخافَةَ أَن يُضِرَّ بِهِ العَناءُ
يُحِبُّ الفَتى طولَ البَقاءِ وَإِنَّهُ
يُحِبُّ الفَتى طولَ البَقاءِ وَإِنَّهُ / عَلى ثِقَةٍ أَنَّ البَقاءَ فَناءُ
زِيادَتُهُ في الجِسمِ نَقصُ حَياتِهِ / وَلَيسَ عَلى نَقصِ الحَياةِ نَماءُ
إذا ما طَوى يَوماً طَوى اليَومُ بَعضَهُ / وَيَطويهِ إِن جَنَّ المَساءُ مَساءُ
جَديدانِ لا يَبقى الجَميعُ عَلَيهِما / وَلا لَهُما بَعدَ الجَميعِ بَقاءُ
وَإِذا مَرِضتَ مِنَ الذُنوبِ فَداوِها
وَإِذا مَرِضتَ مِنَ الذُنوبِ فَداوِها / بِالذِكرِ إِنَّ الذِكرَ خَيرُ دَواءِ
وَالسُقمُ في الأَبدانِ لَيسَ بِضائِرٍ / وَالسُقمُ في الأَديانِ شَرُّ بَلاءِ
لَولا مُفارَقَةُ الرِيَب
لَولا مُفارَقَةُ الرِيَب / ما كُنتَ مِمَّن يَحتَجِب
أَو لا فَعِيٌّ فيكَ أَو / بُخلٌ عَلى أَهلِ الطَلَب
فَاِكشِف لَنا وَجهَ العِتا / بِ وَلا تُبالِ مَن عَتَب
اُصدُق حَديثَكَ إِنَّ في الص
اُصدُق حَديثَكَ إِنَّ في الص / صِدقِ الخَلاصَ مِنَ الكَذِب
صابِرِ الدَهرَ عَلى كَرِّ النوائِب
صابِرِ الدَهرَ عَلى كَرِّ النوائِب / مِن كُنوزِ البرِّ كِتمانُ المَصائِب
وَالبسِ الدَهرِ عَلى عِلّاتِهِ / تَجِدِ الدَهرَ مَليئاً بِالعَجائِب
وَكَم مِن مَريضٍ نَعاهُ الطَبيبُ
وَكَم مِن مَريضٍ نَعاهُ الطَبيبُ / إِلى نَفسِهِ وَتَوَلّى كَئيبا
فَماتَ الطَبيبُ وَعاشَ المَريضُ / فَأَضحى إِلى الناسِ يَنعى الطَبيبا
وَمُنتَصِحٍ يُكَرِّرُ ذِكرَ نَشوى
وَمُنتَصِحٍ يُكَرِّرُ ذِكرَ نَشوى / عَلَى عَمدٍ لِيَبعَثَ لي اِكتِئابا
فَقُلتُ وَعدَّ ما كانَت تُساوي / سَيَحسُبُ ذاكَ مَن خَلَقَ الحِسابا
عَطِيَّتُهُ إِذا أَعطى سُرورٌ / وَإِن أَخَذَ الَّذي أَعطى أَثابا
فَأَيُّ النِعمَتَينِ أَعَمُّ فَضلاً / وَأَحمَدُ في عَواقِبِها إِيابا
أَنِعمَتُهُ الَّتي أَهدَت سُروراً / أَم الأُخرى الَّتي أَهدَت ثَوابا
بَلِ الأُخرى وَإِن نَزَلَت بِكُرهٍ / أَحَقُّ بِشُكرِ مَن شَكَرَ اِحتِسابا
أَما عَجَبٌ أَن يكفَلَ الناسُ بَعضهُم
أَما عَجَبٌ أَن يكفَلَ الناسُ بَعضهُم / بِبَعضٍ فَيَرضى بِالكَفيلِ المُطالِبُ
وَقَد كَفَلَ اللَهُ الوَفِيُّ بِعَهدِه / فَلَم يرضَ وَالإِنسانُ فيهِ عَجائِبُ
عَليمٌ بِأَنَّ اللَهَ موفٍ بِوَعدِهِ / وَفي قَلبِهِ شَكٌّ عَلى القَلبِ دائِبُ
أَبى الجَهلُ إِلّا أَن يَضُرَّ بِعِلمِهِ / فَلَم يُغنِ عَنهُ عِلمهُ وَالتَجارِبُ
يا عامِرَ الدُنيا عَلى شَيبِهِ
يا عامِرَ الدُنيا عَلى شَيبِهِ / فيكَ أَعاجيبُ لِمَن يَعجَبُ
ما عُذرُ مَن يَعمُرُ بُنيانُهُ / وَعُمرُهُ مُستَهدَمٌ يُخربُ
لا يَحسُنُ النُسكُ وَالشَبابُ
لا يَحسُنُ النُسكُ وَالشَبابُ / وَلا البَطالاتُ وَالخِضابُ
كُلُّ نَعيمٍ وَكُلُّ عَيش / قَبلَ الثَلاثينَ يُستَطابُ
يَشيبُ الناسُ في زَمَنٍ طَويلٍ
يَشيبُ الناسُ في زَمَنٍ طَويلٍ / وَلي في كُلِّ ثالِثَةٍ مَشيبُ
وَأُخفي الشَيبَ جهدي وَهوَ يَبدو / كَما غَطّى عَلى الرَيبِ المُريبُ
إِذا ما الشَيبُ جارَ عَلى الشَبابِ
إِذا ما الشَيبُ جارَ عَلى الشَبابِ / فَعاجِلهُ وَغالِط في الحِسابِ
وَقُل لا مَرحَباً بِكَ مِن نَزيلٍ / وَعَذِّبهُ بِأَنواعِ العَذابِ
بِنَتفٍ أَو بِقَصّ كُلّ يَومٍ / وَأَحياناً بِمَكروهِ الخِضابِ
فَإِن هُوَ لَم يحر وَأَتى لِوَقتٍ / فَقُل في رُحبِ دارٍ وَاِقتِرابِ
وَلا تَعرِض لَهُ إِلّا بِخَيرٍ / وَإِن عَدّى عَلى شَرخِ الشَبابِ
وَخُذ لِلشَيبِ أُهبَتَهُ وَبادِر / وَخَلِّ عِنانَ رَحلِكَ لِلذهابِ
فَقَد جَدَّ الرَحيلُ وَأَنتَ مِمَّن / يَسيرُ عَلى مُقَدِّمَةِ الرِكابِ
شادَ المُلوكُ حُصونَهُم وَتَحَصَّنوا
شادَ المُلوكُ حُصونَهُم وَتَحَصَّنوا / مِن كُلِّ طالِبِ حاجَةٍ أَو راغِبِ
عالَو بِأَبوابِ الحَديدِ لِعِزِّها / وَتَنَوَّقوا في قُبحِ وَجهِ الحاجِبِ
فَإِذا تَلَطَّفَ لِلدُخولِ إِلَيهِمُ / راجٍ تَلَقّوهُ بِوَعدٍ كاذِبِ
فَاِضرَع إِلى مَلِكِ المُلوكِ وَلا تَكُن / بادي الضَراعَةِ طالِباً مِن طالِبِ
الصِدقُ مَنجاةٌ لِأَربابِه
الصِدقُ مَنجاةٌ لِأَربابِه / وَقُربَةٌ تُدني مِنَ الرَبِّ
فَإِن يَكُنِ المَشيبُ طَرا عَلَينا
فَإِن يَكُنِ المَشيبُ طَرا عَلَينا / وَوَلّى بِالبَشاشَةِ وَالشَبابِ
فَإِنّي لا أُعاقِبُهُ بِشَيءٍ / يَكونُ عَلَيَّ أَهونَ مِن خِضابِ
رَأَيتُ بِأَنَّ ذاكَ وَذا عَذابٌ / فَيَنتَقِمُ العَذابُ مِنَ العَذابِ
أَتَفرَحُ أَن تَرى حُسنَ الخِضابِ
أَتَفرَحُ أَن تَرى حُسنَ الخِضابِ / وَقَد وارَيتَ بَعضَكَ في التُرابِ
أَلَم تَعلَم وَفرطُ الجَهلِ أَولى / بِمِثلِكَ أَنَّهُ كَفَنُ الشَبابِ
لَقَد أَلزَمتَ لهزمَتَيكَ هَوناً / وَذُلاً لَم يَكُن لَك في الحِسابِ
أَحينَ رَمى سَوادَ الرَأسِ شيبٌ / فَغَيَّرَهُ فَزِعتَ إِلى الخِضابِ
فَكُنتَ كَمَن أَطَلَّ عَلى عَذابٍ / فَفَرَّ مِنَ العَذابِ إِلى العَذابِ
تَهَيَّ لِنُقلَةٍ لا بُدَّ مِنها / فَقَد أَثبَتَّ رِجلَكَ في الرِكابِ
لِلضَيفِ أَن يُقرى وَيُعرَفَ حَقُّهُ
لِلضَيفِ أَن يُقرى وَيُعرَفَ حَقُّهُ / وَالشَيبُ ضَيفُكَ فَاِقرِهِ بِخِضابِ
وافى بِأَكذَب شاهِدٍ وَلَرُبَّما / وافى المَشيبُ بِشاهِدٍ كَذّابِ
فَاِفسَخ شهادَتَهُ عَلَيك بِخَضبِهِ / تَنفي الظُنونَ بِهِ عَنِ المُرتابِ
فَإِذا دَنا وَقتُ المَشيبِ فَخَلِّهِ / وَالشَيبُ يذهَبُ فيهِ كُلَّ ذَهابِ
اِصطَبِح كَأسَ شَرابِ
اِصطَبِح كَأسَ شَرابِ / وَاِغتَبِق كَأسَ تَصابِ
وَاِجعَلِ الأَيّامَ قَسماً / بَعدَ عَتبٍ وَعِتابِ
وَاِجتِنابٍ في دُنُوٍّ / وَدُنُوٍّ في اِجتِنابِ
وَرَسولٍ بِكِتابٍ / وَاِنتِظارٍ لجَوابِ
وَقُنوعٍ مِن حَبيبٍ / بِالمَواعيدِ الكِذابِ
لَيسَ في الحُبِّ وَلا الصَ / صَبوَةِ حَظٌّ لِلصَوابِ
إِذا ما اِنتَسَبتَ إِلى آدَمٍ
إِذا ما اِنتَسَبتَ إِلى آدَمٍ / فَلَم يَكُ بينَكُما مِن أَبِ
وَجازَت سِنُوكَ بِكَ الأَربعين / وَصِرتَ إِلى الجانِبِ الأَجنَبِ
وَدَبَّ البَياضَ خِلالَ السَوادِ / فَأَصبَحتَ في شِيَةِ الأَشهبِ
وَكَيفَ تُؤَمِّلُ طولَ الحَياةِ / إِذا كانَ حِلمُكَ لَم يَعزُبِ