المجموع : 30
لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ
لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ / فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ
وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ / وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ
يُمَزِّقُ الدَهرُ حَتماً كُلَّ سابِغَةٍ / إِذا نَبَت مَشرَفِيّات وَخرصانُ
وَيَنتَضي كُلَّ سَيفٍ للفَناء وَلَو / كانَ ابنَ ذي يَزَن وَالغِمد غمدانُ
أَينَ المُلوكُ ذَوي التيجانِ مِن يَمَنٍ / وَأَينَ مِنهُم أَكالِيلٌ وَتيجَانُ
وَأَينَ ما شادَهُ شَدّادُ في إِرَمٍ / وَأينَ ما ساسَه في الفُرسِ ساسانُ
وَأَينَ ما حازَهُ قارونُ من ذَهَبٍ / وَأَينَ عادٌ وَشدّادٌ وَقَحطانُ
أَتى عَلى الكُلِّ أَمرٌ لا مَرَدّ لَهُ / حَتّى قَضوا فَكَأنّ القَوم ما كانُوا
وَصارَ ما كانَ مِن مُلكٍ وَمِن مَلكٍ / كَما حَكى عَن خَيالِ الطَيفِ وَسنانُ
دارَ الزَمانُ عَلى دارا وَقاتِلِهِ / وَأَمَّ كِسرى فَما آواهُ إِيوانُ
كَأَنَّما الصَعبُ لَم يَسهُل لَهُ سببٌ / يَوماً وَلا مَلَكَ الدُنيا سُلَيمانُ
فَجائِعُ الدُهرِ أَنواعٌ مُنَوَّعَةٌ / وَلِلزَمانِ مَسرّاتٌ وَأَحزانُ
وَلِلحَوادِثِ سلوانٌ يُهوّنُها / وَما لِما حَلَّ بِالإِسلامِ سلوانُ
دهى الجَزيرَة أَمرٌ لا عَزاءَ لَهُ / هَوَى لَهُ أُحُدٌ وَاِنهَدَّ ثَهلانُ
أَصابَها العينُ في الإِسلامِ فاِرتزَأت / حَتّى خَلَت مِنهُ أَقطارٌ وَبُلدانُ
أَصابَها العينُ في الإِسلامِ فاِرتزَأت / حَتّى خَلَت مِنهُ أَقطارٌ وَبُلدانُ
فاِسأل بَلَنسِيةً ما شَأنُ مرسِيَةٍ / وَأَينَ شاطِبة أَم أَينَ جيّانُ
وَأَين قُرطُبة دارُ العُلُومِ فَكَم / مِن عالِمٍ قَد سَما فِيها لَهُ شانُ
وَأَينَ حمص وَما تَحويِهِ مِن نُزَهٍ / وَنَهرُها العَذبُ فَيّاضٌ وَمَلآنُ
قَوَاعد كُنَّ أَركانَ البِلادِ فَما / عَسى البَقاءُ إِذا لَم تَبقَ أَركانُ
تَبكِي الحَنيفِيَّةُ البَيضَاءُ مِن أَسَفٍ / كَما بَكى لِفِراقِ الإِلفِ هَيمَانُ
عَلى دِيارٍ منَ الإِسلامِ خالِيَةٍ / قَد أَقفَرَت وَلَها بالكُفرِ عُمرانُ
حَيثُ المَساجِدُ قَد صارَت كَنائِس ما / فيهِنَّ إِلّا نَواقِيسٌ وصلبانُ
حَتّى المَحاريبُ تَبكي وَهيَ جامِدَةٌ / حَتّى المَنابِرُ تَبكي وَهيَ عيدَانُ
يا غافِلاً وَلَهُ في الدهرِ مَوعِظَةٌ / إِن كُنتَ في سنَةٍ فالدهرُ يَقظانُ
وَماشِياً مَرِحاً يُلهِيهِ مَوطِنُهُ / أَبَعدَ حِمص تَغُرُّ المَرءَ أَوطانُ
تِلكَ المُصِيبَةُ أَنسَت ما تَقَدَّمَها / وَما لَها مِن طِوَالِ المَهرِ نِسيانُ
يا أَيُّها المَلكُ البَيضاءُ رايَتُهُ / أَدرِك بِسَيفِكَ أَهلَ الكُفرِ لا كانوا
يا راكِبينَ عِتاق الخَيلِ ضامِرَةً / كَأَنَّها في مَجالِ السَبقِ عقبانُ
وَحامِلينَ سُيُوفَ الهِندِ مُرهَفَةً / كَأَنَّها في ظَلامِ النَقعِ نيرَانُ
وَراتِعينَ وَراءَ البَحرِ في دعةٍ / لَهُم بِأَوطانِهِم عِزٌّ وَسلطانُ
أَعِندكُم نَبَأ مِن أَهلِ أَندَلُسٍ / فَقَد سَرى بِحَدِيثِ القَومِ رُكبَانُ
كَم يَستَغيثُ بِنا المُستَضعَفُونَ وَهُم / قَتلى وَأَسرى فَما يَهتَزَّ إِنسانُ
ماذا التَقاطعُ في الإِسلامِ بَينَكُمُ / وَأَنتُم يا عِبَادَ اللَهِ إِخوَانُ
أَلا نُفوسٌ أَبيّاتٌ لَها هِمَمٌ / أَما عَلى الخَيرِ أَنصارٌ وَأَعوانُ
يا مَن لِذلَّةِ قَوم بَعدَ عِزّتهِم / أَحالَ حالَهُم كفرٌ وَطُغيانُ
بِالأَمسِ كانُوا مُلُوكاً فِي مَنازِلهِم / وَاليَومَ هُم في بِلادِ الكُفرِ عُبدانُ
فَلَو تَراهُم حَيارى لا دَلِيلَ لَهُم / عَلَيهِم من ثيابِ الذُلِّ أَلوانُ
وَلَو رَأَيت بُكاهُم عِندَ بَيعهمُ / لَهالَكَ الأَمرُ وَاِستَهوَتكَ أَحزانُ
يا رُبَّ أمٍّ وَطِفلٍ حيلَ بينهُما / كَما تُفَرَّقُ أَرواحٌ وَأَبدانُ
وَطفلَة مِثلَ حُسنِ الشَمسِ إِذ برزت / كَأَنَّما هيَ ياقُوتٌ وَمُرجانُ
يَقُودُها العِلجُ لِلمَكروهِ مُكرَهَةً / وَالعَينُ باكِيَةٌ وَالقَلبُ حَيرانُ
لِمثلِ هَذا يَبكِي القَلبُ مِن كَمَدٍ / إِن كانَ في القَلبِ إِسلامٌ وَإِيمانُ
يا سالبَ القَلبِ مِنّي عِندَما رَمَقا
يا سالبَ القَلبِ مِنّي عِندَما رَمَقا / لَم يُبقِ حُبُّكَ لِي صَبراً وَلا رَمَقا
لا تَسألِ اليَومَ عَمّا كابدت كَبدي / لَيتَ الفِراقَ وَلَيتَ الحُبَّ ما خُلِقا
ما باِختياريَ ذُقتُ الحبَّ ثانيةً / وَإِنّما جارَتِ الأَقدارُ فاتّفَقا
وَكنتُ في كَلَفي الداعي إِلى تَلَفي / مِثلَ الفراشِ أَحَبَّ النارَ فَاِحتَرَقا
يا مَن تَجَلّى إِلى سرّي فَصيّرني / دَكّاً وَهزَّ فُؤادي عِندَما صعقا
اِنظُر إِليَّ فَإِنَّ النَفس قَد تَلِفت / وَارفُق عَليَّ فإنَّ الرُوحَ قَد زهِقا
أَلثامٌ شفَّ عَن وردٍ ندِ
أَلثامٌ شفَّ عَن وردٍ ندِ / أَم غمامٌ ضحكت عَن بَرَدِ
أَم عَلى الأَزرارِ مِن حُلَّتها / بَدرُ تمٍّ في قَضيبٍ أَملَدِ
بِأَبي لِينٌ لَهُ لَو أَنَّهُ / نُقلت عِطفَتُه للخَلَدِ
لا وَأَلحاظٍ لَها ساحِرَة / نَفَثَت في القَلبِ لا في العُقدِ
لا طَلَبتُ الثَأرَ مِنها ظالِماً / وَأَنا القاتلُ نَفسي بِيَدي
نَظَرت عَيني لِحَيني نَظرةً / أَخَذت روحي وَخلَّت جسدي
هاتها بِاللَه في مَرضاتِها / قَهوةً فيها شفاءُ الكمدِ
عُصِرت بِاللُطفِ في عَصرِ الصِبا / فَرمت بِالمسكِ لا بِالزبدِ
ما دَرى مديرُها في كَأسِها / وَهيَ مثلُ البارِقِ المتّقدِ
دُرّةٌ ضمَّت عَلى ياقوتةٍ / أَم لجينٌ فيهِ ثَوبٌ عسجدي
سقّني غَيرَ مُليمٍ إِنّني / حَنفيُّ الرَأي وَالمعتقدِ
لا أَرى بالسُكرِ إِلّا من هوى / أو هِبات الملك المُؤيَّدِ
مَلِكُ العَليا وَلَو أَنصفتُهُ / فَفَتحتُ اللام لَم أُفنَّدِ
خليلي بالود الذي بيننا اجعلا
خليلي بالود الذي بيننا اجعلا / إذا مت قبري عرضة للترحم
عسى مسلم يدنو فيدعو برحمة / فإني محتاج لدعوة مسلم
بحياة ما ضمّت عرى الأزرار
بحياة ما ضمّت عرى الأزرار / بذمام ما في الحب من أسرار
بشعرك يا محمد عزدين
بشعرك يا محمد عزدين / له بعد الإلاه بك اعتصام
وباسمك تم للاسلام سلم / وغلب السلم نصر مستدام
أهلا بذا الملك النصري محتده
أهلا بذا الملك النصري محتده / والفارس البطل ابن الفارس البطل
واحسرتا من ذكر أيام الصبا
واحسرتا من ذكر أيام الصبا / ها قد بدا شيبي فأين وقاري
أطال ليلى الكمد
أطال ليلى الكمد / فالدهر ليل سرمد
وما أظن أنه / لليلة الهجر غد
يا نائما عن لوعتي / عوفيت مما أجد
أرقد هنيئا إنني / لا استطيع أرقد
جوانح لا تنطفي / وأدمع تطرد
وكبد في كبد / لهفي واين الكبد
ولا تسل عن جلدي / واللّه ما لي جلد
وليل وصل عنّ من هاجر
وليل وصل عنّ من هاجر / اقصر من تلفّت الناظر
استدبر الدهر به غلطا / فأدغم الأول في الاخر
سرى والحب أمر لا يرام
سرى والحب أمر لا يرام / وقد أغرى به الشوق الغرام
وأغفى أهلها إلا وشاة / ذا نام العواذل لا تنام
وما أخفاه بين القوم إلا / ضناه وربما نفع السقام
فنال بها على قدر مناه / وبين القبض والبسط القوام
واشهى الوصل ما كان اختلاسا / وخير الحب ما فيه احتشام
وما أحلى الوصال لو انّ شيئا / من الدنيا للذّته دوام
بكيت من الفراق بغير أرضي / وقد يبكي الغريب المستهام
ألائمي وقد فارقت إلفي / أمثلي في صبابته يلام
أأفقده فلا أبكي عليه / يكون ارق من قلبي الحمام
أأنساه فأحسبه كصبري / وهل ينسى لمحبوب ذمام
رويدا إن بعض اللوم لؤم / ومثلي لا ينهنهه الملام
ويوم نوى وضعت الكف فيه / على قلب يطير به الهيام
ولو لا أن مسحت به جفونا / تفيض دما لأحرقها الغرام
وليل بته كالدهر طولا / تنكر لي وعرفه التمام
كأن سماءه روض تجلى / بزهر الزهر والشوق الكمام
كأن البدر تحت الغيم وجه / عليه من ملاحته لئام
كأن الكوكب الدري كأس / وقد رق الزجاجة والمدام
كأن سطور أفلاك الدراري / قسي والرجوم لها سهام
كأن مدار قطب بنات نعش / نديّ والنجوم به ندام
كأن بناته الكبرى جوار / جوار والسهى فيها غلام
كأن بناته الصغرى جمان / على لباتها منه نظام
كواكب بت ارعاهنّ حتى / كأني عاشق وهي الذمام
إلى أن مزقت كف الثريا / جيوب الأفق وانجاب الظلام
فما خلت انصداع الفجر إلا / قرابا ينتضى منها حسام
وما شبهت وجه الشمس إلا / بوجهك أيها الملك الهمام
وإن شبهته بالبدر يوما / فللبدر الملاحة والتمام
أما ترى حسن هلال الأفق
أما ترى حسن هلال الأفق / كالتاج أو كالقوس أو كالزورق
أو خط نون بمداد ذهب / مترجم على زجاج أزرق
وجدول كلما مر النسيم به
وجدول كلما مر النسيم به / كساه درعا لها حبابه حلق
حتى إذا انطبعت ليلا به شهب / لم تمتر العين فيه أنه الأفق
الورد سلطان كل زهر
الورد سلطان كل زهر / لو أنه دائم الورود
بعد خدود الملاح شيء / ما أشبه الورد بالخدود
وذي ظمإ لو كان يسقي لذمة
وذي ظمإ لو كان يسقي لذمة / لسقيته رعيا ولكن بسلسل
إذا هب رياه وجدت حقيقة / نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
وأزرق اللون كلون السما
وأزرق اللون كلون السما / فيه لمن ينظر سر عجيب
شع مع الصبح بأنفاسه / كأنما الصبح عليه رقيب
وباح في الليل بأسراره / لما رأى الليل نهار الأريب
إذا أردت لو صف الاقحوان فقل
إذا أردت لو صف الاقحوان فقل / كأنما هو ثغر فيه دينار
أو مقلة من فتيت التبر محكمة / لها من الفضة البيضاء أشفارُ
وبهار حكى كؤوس لجين
وبهار حكى كؤوس لجين / حملتها أناملٌ من زبرجد
سامرتها الكواكب الزهز حتى / سمرت وسطها كواكب عسجد
وباهر التصنيف مستغرب
وباهر التصنيف مستغرب / يعجب من غريب تصنيفه
تفرعت عن أصله ستة / كأنها أحرف تصحيحه
فتح الحب نوره فحسبنا
فتح الحب نوره فحسبنا / أن في الروض قبة من شقيق
ثم أجرى نواره عن سلوك / من حرير فيها فصوص عقيق