القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو البقاء الرّندي الكل
المجموع : 30
لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ
لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ / فَلا يُغَرَّ بِطيبِ العَيشِ إِنسانُ
وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ / وَلا يَدُومُ عَلى حالٍ لَها شانُ
يُمَزِّقُ الدَهرُ حَتماً كُلَّ سابِغَةٍ / إِذا نَبَت مَشرَفِيّات وَخرصانُ
وَيَنتَضي كُلَّ سَيفٍ للفَناء وَلَو / كانَ ابنَ ذي يَزَن وَالغِمد غمدانُ
أَينَ المُلوكُ ذَوي التيجانِ مِن يَمَنٍ / وَأَينَ مِنهُم أَكالِيلٌ وَتيجَانُ
وَأَينَ ما شادَهُ شَدّادُ في إِرَمٍ / وَأينَ ما ساسَه في الفُرسِ ساسانُ
وَأَينَ ما حازَهُ قارونُ من ذَهَبٍ / وَأَينَ عادٌ وَشدّادٌ وَقَحطانُ
أَتى عَلى الكُلِّ أَمرٌ لا مَرَدّ لَهُ / حَتّى قَضوا فَكَأنّ القَوم ما كانُوا
وَصارَ ما كانَ مِن مُلكٍ وَمِن مَلكٍ / كَما حَكى عَن خَيالِ الطَيفِ وَسنانُ
دارَ الزَمانُ عَلى دارا وَقاتِلِهِ / وَأَمَّ كِسرى فَما آواهُ إِيوانُ
كَأَنَّما الصَعبُ لَم يَسهُل لَهُ سببٌ / يَوماً وَلا مَلَكَ الدُنيا سُلَيمانُ
فَجائِعُ الدُهرِ أَنواعٌ مُنَوَّعَةٌ / وَلِلزَمانِ مَسرّاتٌ وَأَحزانُ
وَلِلحَوادِثِ سلوانٌ يُهوّنُها / وَما لِما حَلَّ بِالإِسلامِ سلوانُ
دهى الجَزيرَة أَمرٌ لا عَزاءَ لَهُ / هَوَى لَهُ أُحُدٌ وَاِنهَدَّ ثَهلانُ
أَصابَها العينُ في الإِسلامِ فاِرتزَأت / حَتّى خَلَت مِنهُ أَقطارٌ وَبُلدانُ
أَصابَها العينُ في الإِسلامِ فاِرتزَأت / حَتّى خَلَت مِنهُ أَقطارٌ وَبُلدانُ
فاِسأل بَلَنسِيةً ما شَأنُ مرسِيَةٍ / وَأَينَ شاطِبة أَم أَينَ جيّانُ
وَأَين قُرطُبة دارُ العُلُومِ فَكَم / مِن عالِمٍ قَد سَما فِيها لَهُ شانُ
وَأَينَ حمص وَما تَحويِهِ مِن نُزَهٍ / وَنَهرُها العَذبُ فَيّاضٌ وَمَلآنُ
قَوَاعد كُنَّ أَركانَ البِلادِ فَما / عَسى البَقاءُ إِذا لَم تَبقَ أَركانُ
تَبكِي الحَنيفِيَّةُ البَيضَاءُ مِن أَسَفٍ / كَما بَكى لِفِراقِ الإِلفِ هَيمَانُ
عَلى دِيارٍ منَ الإِسلامِ خالِيَةٍ / قَد أَقفَرَت وَلَها بالكُفرِ عُمرانُ
حَيثُ المَساجِدُ قَد صارَت كَنائِس ما / فيهِنَّ إِلّا نَواقِيسٌ وصلبانُ
حَتّى المَحاريبُ تَبكي وَهيَ جامِدَةٌ / حَتّى المَنابِرُ تَبكي وَهيَ عيدَانُ
يا غافِلاً وَلَهُ في الدهرِ مَوعِظَةٌ / إِن كُنتَ في سنَةٍ فالدهرُ يَقظانُ
وَماشِياً مَرِحاً يُلهِيهِ مَوطِنُهُ / أَبَعدَ حِمص تَغُرُّ المَرءَ أَوطانُ
تِلكَ المُصِيبَةُ أَنسَت ما تَقَدَّمَها / وَما لَها مِن طِوَالِ المَهرِ نِسيانُ
يا أَيُّها المَلكُ البَيضاءُ رايَتُهُ / أَدرِك بِسَيفِكَ أَهلَ الكُفرِ لا كانوا
يا راكِبينَ عِتاق الخَيلِ ضامِرَةً / كَأَنَّها في مَجالِ السَبقِ عقبانُ
وَحامِلينَ سُيُوفَ الهِندِ مُرهَفَةً / كَأَنَّها في ظَلامِ النَقعِ نيرَانُ
وَراتِعينَ وَراءَ البَحرِ في دعةٍ / لَهُم بِأَوطانِهِم عِزٌّ وَسلطانُ
أَعِندكُم نَبَأ مِن أَهلِ أَندَلُسٍ / فَقَد سَرى بِحَدِيثِ القَومِ رُكبَانُ
كَم يَستَغيثُ بِنا المُستَضعَفُونَ وَهُم / قَتلى وَأَسرى فَما يَهتَزَّ إِنسانُ
ماذا التَقاطعُ في الإِسلامِ بَينَكُمُ / وَأَنتُم يا عِبَادَ اللَهِ إِخوَانُ
أَلا نُفوسٌ أَبيّاتٌ لَها هِمَمٌ / أَما عَلى الخَيرِ أَنصارٌ وَأَعوانُ
يا مَن لِذلَّةِ قَوم بَعدَ عِزّتهِم / أَحالَ حالَهُم كفرٌ وَطُغيانُ
بِالأَمسِ كانُوا مُلُوكاً فِي مَنازِلهِم / وَاليَومَ هُم في بِلادِ الكُفرِ عُبدانُ
فَلَو تَراهُم حَيارى لا دَلِيلَ لَهُم / عَلَيهِم من ثيابِ الذُلِّ أَلوانُ
وَلَو رَأَيت بُكاهُم عِندَ بَيعهمُ / لَهالَكَ الأَمرُ وَاِستَهوَتكَ أَحزانُ
يا رُبَّ أمٍّ وَطِفلٍ حيلَ بينهُما / كَما تُفَرَّقُ أَرواحٌ وَأَبدانُ
وَطفلَة مِثلَ حُسنِ الشَمسِ إِذ برزت / كَأَنَّما هيَ ياقُوتٌ وَمُرجانُ
يَقُودُها العِلجُ لِلمَكروهِ مُكرَهَةً / وَالعَينُ باكِيَةٌ وَالقَلبُ حَيرانُ
لِمثلِ هَذا يَبكِي القَلبُ مِن كَمَدٍ / إِن كانَ في القَلبِ إِسلامٌ وَإِيمانُ
يا سالبَ القَلبِ مِنّي عِندَما رَمَقا
يا سالبَ القَلبِ مِنّي عِندَما رَمَقا / لَم يُبقِ حُبُّكَ لِي صَبراً وَلا رَمَقا
لا تَسألِ اليَومَ عَمّا كابدت كَبدي / لَيتَ الفِراقَ وَلَيتَ الحُبَّ ما خُلِقا
ما باِختياريَ ذُقتُ الحبَّ ثانيةً / وَإِنّما جارَتِ الأَقدارُ فاتّفَقا
وَكنتُ في كَلَفي الداعي إِلى تَلَفي / مِثلَ الفراشِ أَحَبَّ النارَ فَاِحتَرَقا
يا مَن تَجَلّى إِلى سرّي فَصيّرني / دَكّاً وَهزَّ فُؤادي عِندَما صعقا
اِنظُر إِليَّ فَإِنَّ النَفس قَد تَلِفت / وَارفُق عَليَّ فإنَّ الرُوحَ قَد زهِقا
أَلثامٌ شفَّ عَن وردٍ ندِ
أَلثامٌ شفَّ عَن وردٍ ندِ / أَم غمامٌ ضحكت عَن بَرَدِ
أَم عَلى الأَزرارِ مِن حُلَّتها / بَدرُ تمٍّ في قَضيبٍ أَملَدِ
بِأَبي لِينٌ لَهُ لَو أَنَّهُ / نُقلت عِطفَتُه للخَلَدِ
لا وَأَلحاظٍ لَها ساحِرَة / نَفَثَت في القَلبِ لا في العُقدِ
لا طَلَبتُ الثَأرَ مِنها ظالِماً / وَأَنا القاتلُ نَفسي بِيَدي
نَظَرت عَيني لِحَيني نَظرةً / أَخَذت روحي وَخلَّت جسدي
هاتها بِاللَه في مَرضاتِها / قَهوةً فيها شفاءُ الكمدِ
عُصِرت بِاللُطفِ في عَصرِ الصِبا / فَرمت بِالمسكِ لا بِالزبدِ
ما دَرى مديرُها في كَأسِها / وَهيَ مثلُ البارِقِ المتّقدِ
دُرّةٌ ضمَّت عَلى ياقوتةٍ / أَم لجينٌ فيهِ ثَوبٌ عسجدي
سقّني غَيرَ مُليمٍ إِنّني / حَنفيُّ الرَأي وَالمعتقدِ
لا أَرى بالسُكرِ إِلّا من هوى / أو هِبات الملك المُؤيَّدِ
مَلِكُ العَليا وَلَو أَنصفتُهُ / فَفَتحتُ اللام لَم أُفنَّدِ
خليلي بالود الذي بيننا اجعلا
خليلي بالود الذي بيننا اجعلا / إذا مت قبري عرضة للترحم
عسى مسلم يدنو فيدعو برحمة / فإني محتاج لدعوة مسلم
بحياة ما ضمّت عرى الأزرار
بحياة ما ضمّت عرى الأزرار / بذمام ما في الحب من أسرار
بشعرك يا محمد عزدين
بشعرك يا محمد عزدين / له بعد الإلاه بك اعتصام
وباسمك تم للاسلام سلم / وغلب السلم نصر مستدام
أهلا بذا الملك النصري محتده
أهلا بذا الملك النصري محتده / والفارس البطل ابن الفارس البطل
واحسرتا من ذكر أيام الصبا
واحسرتا من ذكر أيام الصبا / ها قد بدا شيبي فأين وقاري
أطال ليلى الكمد
أطال ليلى الكمد / فالدهر ليل سرمد
وما أظن أنه / لليلة الهجر غد
يا نائما عن لوعتي / عوفيت مما أجد
أرقد هنيئا إنني / لا استطيع أرقد
جوانح لا تنطفي / وأدمع تطرد
وكبد في كبد / لهفي واين الكبد
ولا تسل عن جلدي / واللّه ما لي جلد
وليل وصل عنّ من هاجر
وليل وصل عنّ من هاجر / اقصر من تلفّت الناظر
استدبر الدهر به غلطا / فأدغم الأول في الاخر
سرى والحب أمر لا يرام
سرى والحب أمر لا يرام / وقد أغرى به الشوق الغرام
وأغفى أهلها إلا وشاة / ذا نام العواذل لا تنام
وما أخفاه بين القوم إلا / ضناه وربما نفع السقام
فنال بها على قدر مناه / وبين القبض والبسط القوام
واشهى الوصل ما كان اختلاسا / وخير الحب ما فيه احتشام
وما أحلى الوصال لو انّ شيئا / من الدنيا للذّته دوام
بكيت من الفراق بغير أرضي / وقد يبكي الغريب المستهام
ألائمي وقد فارقت إلفي / أمثلي في صبابته يلام
أأفقده فلا أبكي عليه / يكون ارق من قلبي الحمام
أأنساه فأحسبه كصبري / وهل ينسى لمحبوب ذمام
رويدا إن بعض اللوم لؤم / ومثلي لا ينهنهه الملام
ويوم نوى وضعت الكف فيه / على قلب يطير به الهيام
ولو لا أن مسحت به جفونا / تفيض دما لأحرقها الغرام
وليل بته كالدهر طولا / تنكر لي وعرفه التمام
كأن سماءه روض تجلى / بزهر الزهر والشوق الكمام
كأن البدر تحت الغيم وجه / عليه من ملاحته لئام
كأن الكوكب الدري كأس / وقد رق الزجاجة والمدام
كأن سطور أفلاك الدراري / قسي والرجوم لها سهام
كأن مدار قطب بنات نعش / نديّ والنجوم به ندام
كأن بناته الكبرى جوار / جوار والسهى فيها غلام
كأن بناته الصغرى جمان / على لباتها منه نظام
كواكب بت ارعاهنّ حتى / كأني عاشق وهي الذمام
إلى أن مزقت كف الثريا / جيوب الأفق وانجاب الظلام
فما خلت انصداع الفجر إلا / قرابا ينتضى منها حسام
وما شبهت وجه الشمس إلا / بوجهك أيها الملك الهمام
وإن شبهته بالبدر يوما / فللبدر الملاحة والتمام
أما ترى حسن هلال الأفق
أما ترى حسن هلال الأفق / كالتاج أو كالقوس أو كالزورق
أو خط نون بمداد ذهب / مترجم على زجاج أزرق
وجدول كلما مر النسيم به
وجدول كلما مر النسيم به / كساه درعا لها حبابه حلق
حتى إذا انطبعت ليلا به شهب / لم تمتر العين فيه أنه الأفق
الورد سلطان كل زهر
الورد سلطان كل زهر / لو أنه دائم الورود
بعد خدود الملاح شيء / ما أشبه الورد بالخدود
وذي ظمإ لو كان يسقي لذمة
وذي ظمإ لو كان يسقي لذمة / لسقيته رعيا ولكن بسلسل
إذا هب رياه وجدت حقيقة / نسيم الصبا جاءت بريا القرنفل
وأزرق اللون كلون السما
وأزرق اللون كلون السما / فيه لمن ينظر سر عجيب
شع مع الصبح بأنفاسه / كأنما الصبح عليه رقيب
وباح في الليل بأسراره / لما رأى الليل نهار الأريب
إذا أردت لو صف الاقحوان فقل
إذا أردت لو صف الاقحوان فقل / كأنما هو ثغر فيه دينار
أو مقلة من فتيت التبر محكمة / لها من الفضة البيضاء أشفارُ
وبهار حكى كؤوس لجين
وبهار حكى كؤوس لجين / حملتها أناملٌ من زبرجد
سامرتها الكواكب الزهز حتى / سمرت وسطها كواكب عسجد
وباهر التصنيف مستغرب
وباهر التصنيف مستغرب / يعجب من غريب تصنيفه
تفرعت عن أصله ستة / كأنها أحرف تصحيحه
فتح الحب نوره فحسبنا
فتح الحب نوره فحسبنا / أن في الروض قبة من شقيق
ثم أجرى نواره عن سلوك / من حرير فيها فصوص عقيق

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025