المجموع : 33
أَبلِغ ضُبَيعَة أَنَّ البِلا
أَبلِغ ضُبَيعَة أَنَّ البِلا / دَ فيها لِذي حَسَبٍ مَهرَبُ
فَقَد يَجلِسُ القَومُ في أَصلِهِم / إِذا لَم يُضاموا وَإِن أَجدَبوا
فَإِنَّ الَّذي كُنتُمُ تَحذَرو / نَ جاءَت عُيونٌ بِهِ تَضرِبُ
فَلا تَجلِسوا غَرَضاً لِلمَنو / نِ حَذفاً كَما تُحذَفُ الأَرنَبُ
وَسيروا عَلى إِثرِ أولاكُمُ / وَلا تَنظُروا مِثلَها وَاِذهَبوا
فَإِنَّ مَواليكُمُ أَصفَقوا / فَكُلُّهُمُ جَنبُهُ أَجرَبُ
وَإِنَّهُمُ قَد دَعَوا دَعوَةً / سَيَتبَعُها ذَنَبٌ أَهلَبُ
سَتَحمِلُ قَوماً عَلى آلَةٍ / تَظَلُّ الرِماحُ بِهِم تَعلُبُ
وَلَولا عُلالَةُ أَرماحِنا / لَظَلَّت نِساؤُهُمُ تُجنَبُ
فَإِن لَم تَكُن بِكُمُ مُنَّةٌ / يُبَلِّغُها البَلَدَ الأَركَبُ
فَذيخوا عَبيداً لِأَربابِكُم / فَإِن ساءَكُم ذاكُمُ فَاِغضَبوا
وَهَل يَجلِسُ القَومُ لا يُنكِرونَ / وَكُلُّهُمُ أَنفُهُ يُضرَبُ
وَسيروا فَإِنّي لَكُم بِالرِضى / عَرانينَ شَيبانَ أَن تَقرَبوا
فَلا هاهُناكَ وَلا هاهُنا / لَكُم مَوئِلٌ غَيرُهُم فَاِنصِبوا
لِفَرعِ نِزارٍ وَهُم أَصلُها / نَما بِهِمُ العِزُّ فَاِغلَولَبوا
وَيَومَ العِيانَةِ عِندَ الكَثي / بِ يَومٌ أَشائِمُهُ تَنعَبُ
تَبيتُ المُلوكُ عَلى عَتبِها / وَشَيبانُ إِن غَضِبَت تُعتَبُ
وَكَالشُهدِ بِالراحِ أَخلاقُهُم / وَأَحلامُهُم مِنهُما أَعذَبُ
وَكَالمِسكِ تُربُ مَقاماتِهِم / وَرَيّا قُبورِهِمُ أَطيَبُ
وَقَد كانَ سامَةُ في قَومِهِ / لَهُ مَأكَلٌ وَلَهُ مَشرَبُ
فَساموهُ خَسفاً فَلَم يَرضَهُ / وَفي الأَرضِ عَن خَسفِهِم مَذهَبُ
فَقالَ لِسامَةَ إِحدى النِسا / ءِ ما لَكَ يا سامُ لا تَركَبُ
أَكُلُّ البِلادِ بِها حارِسٌ / مُطِلٌّ وَضِرغامَةٌ أَغلَبُ
فَقالَ بَلى إِنَّني راكِبٌ / وَإِنّي لِقَومِيَ مُستَعتِبُ
فَشَدَّ أَموناً بِأَنساعِها / بِنَخلَةَ إِذ دونَها كَبكَبُ
فَجَنَّبَها الهَضبَ تَردي بِهِ / كَما شَجَرَ القارِبُ الأَحقَبُ
فَلَمّا أَتى بَلَداً سَرَّهُ / بِهِ مَرتَعٌ وَبِهِ مَعزَبُ
وَحِصنٌ حَصينٌ لِأَبنائِهِم / وَريفٌ لِإِبلِهِمُ مُخصِبُ
تَذَكَّرَ لَمّا ثَوى قَومَهُ / وَمِن دونِهِم بَلَدٌ عُزَّبُ
فَكَرَّت بِهِ حَرَجٌ ضامِرٌ / فَآبَت بِهِ صُلبُها أَحدَبُ
فَقالَ أَلا فَاِبشِروا وَاِظعَنوا / فَصارَت عِلافٌ وَلَم يُعقِبوا
وَلَم يَنهَ رِحلَتَهُم في السَما / ءِ نَحسُ الخَراتَينِ وَالعَقرَبُ
فَبَلَّغَهُ دَلَجٌ دائِبٌ / وَسَيرٌ إِذا صَدَحَ الجُندَبُ
فَحينَ النَهارِ يَرى شَمسَهُ / وَحيناً يَلوحُ بِها كَوكَبُ
عُدَيَّةُ لَيسَ لَها ناصِرٌ / وَعَروى الَّتي هَدَمَ الثَعلَبُ
وَفي الناسِ مَن يَصِلُ الأَبعَدَينِ / وَيَشقى بِهِ الأَقرَبُ الأَقرَبُ
دَعا شَجَرَ الأَرضِ داعيهِمُ / لِيَنصُرَهُ السِدرُ وَالأَثأَبُ
فَإِنَّ لَنا إِخوَةً يَحدِبونَ / عَلَينا وَعَن غَيرِنا غَيَّبوا
أَصَرَمتَ حَبلَ الوَصلِ مِن فِترِ
أَصَرَمتَ حَبلَ الوَصلِ مِن فِترِ / وَهَجَرتَها وَلَجَجتَ في الهَجرِ
وَسَمِعتَ حَلفَتَها الَّتي حَلَفَت / إِن كانَ سَمعُكَ غَيرَ ذي وَقرِ
نَظَرَت إِلَيكَ بِعَينِ جازِئَةٍ / في ظِلِّ بارِدَةٍ مِنَ السِدرِ
كَجُمانَةِ البَحرِيِّ جاءَ بِها / غَوّاصُها مِن لُجَّةِ البَحرِ
صُلبُ الفُؤادِ رَئيسَ أَربَعَةٍ / مُتَخالِفي الأَلوانِ وَالنَجرِ
فَتَنازَعوا حَتّى إِذا اِجتَمَعوا / أَلقَوا إِلَيهِ مَقالِدَ الأَمرِ
وَغَلَت بِهِم سَجحاءُ جارِيَةٌ / تَهوي بِهِم في لَجَّةِ البَحرِ
حَتّى إِذا ما ساءَ ظَنُّهُمُ / وَمَضى بِهِم شَهرٌ إِلى شَهرِ
أَلقى مَراسِيَهُ بِتَهلُكَةٍ / ثَبَتَت مَراسيها فَما تَجري
فَاِنصَبَّ أَسقَفُ رَأسُهُ لَبِدٌ / نُزِعَت رَباعيتاهُ لِلصَبرِ
أَشفى يَمُجُّ الزَيتَ مُلتَمِسٌ / ظَمآنُ مُلتَهِبٌ مِنَ الفَقرِ
قَتَلَت أَباهُ فَقالَ أَتبَعُهُ / أَو أَستَفيدُ رَغيبَةَ الدَهرِ
نَصَفَ النَهارُ الماءُ غامِرُهُ / وَرَفيقُهُ بِالغَيبِ لا يَدري
فَأَصابَ مُنيَتَهُ فَجاءَ بِها / صَدَفِيَّةً كَمُضيئَةِ الجَمرِ
يُعطى بِها ثَمَناً وَيَمنَعُها / وَيَقولُ صاحِبُهُ أَلا تَشري
وَتَرى الصَراري يَسجُدونَ لَها / وَيَضُمُّها بِيَدَيهِ لِلنَحرِ
فَتِلكَ شِبهُ المالِكِيَّةِ إِذ / طَلَعَت بِبَهجَتِها مِنَ الخِدرِ
وَكَأَنَّ طَعمَ الزَنجَبيلِ بِهِ / إِذ ذُقتَهُ وَسُلافَةَ الخَمرِ
شِركاً بِماءِ الذَوبِ يَجمَعُهُ / في طَودِ أَيمَنَ في قُرى قَسرِ
بَكَرَت تَعَرَّضُ في مَراتِعِها / فَوقَ الهِضابِ بِمَعقِلِ الوَبرِ
سودُ الرُؤوسِ لِصَوتِها زَجَلٌ / مَحفوفَةٌ بِمَسارِبٍ خُضرِ
وَيَظَلُّ يَجري في جَواشِنِها / حَتّى تَرَوَّحَ مَقصِرَ العَصرِ
وَغَدَت لِمَسرَحِها وَخالَفَها / مُتَسَربِلٌ أَدَماً عَلى الصَدرِ
يَمشي بِمِحجَنِهِ وَقِربَتُهُ / مُتَلَطِّفاً كَتَلَطُّفِ الوَبرِ
فَهَراقَ في طَرَفِ العَسيبِ إِلى / مُتَقَبِّلٍ لِنَواطِفٍ صُفرِ
حَتّى تَحَدَّرَ مِن عَوازِبِهِ / أُصُلاً بِسَبعِ ضَوائِنٍ وُفرِ
فَأَصابَ ما حَذَرَت وَلَو عَلِمَت / حَدَبَت عَلَيهِ بِضَيِّقٍ وَعرِ
وَجَناهُ مِن أُفُقٍ فَأَورَدَهُ / سَهلُ العِراقِ وَكانَ بِالحَضرِ
وَإِلَيكَ أَعمَلتُ المَطِيَّةَ مِن / سَهلِ العِراقِ وَأَنتَ بِالقَهرِ
قَيساً فَإِنَّ اللَهَ فَضَّلَهُ / بِمَناقِبٍ مَعروفَةٍ عَشرِ
أَنتَ الرَئيسُ إِذا هُمُ نَزَلوا / وَتَواجَهوا كَالأُسدِ وَالنُمرِ
أَو فارِسُ اليَحمومِ يَتبَعُهُم / كَالطَلقِ يَتبَعُ لَيلَةَ البَدرِ
لَو كُنتَ مِن شَيءٍ سِوى بَشَرٍ / كُنتَ المُنَوِّرَ لَيلَةَ البَدرِ
وَلَأَنتَ أَجوَدُ بِالعَطاءِ مِنَ ال / رَيّانِ لَمّا جادَ بِالقَطرِ
وَلَأَنتَ أَشجَعُ مِن أُسامَةَ إِذ / يَقَعُ الصُراخُ وَلُجَّ في الذُعرِ
وَلَأَنتَ أَبيَتُ حينَ تَنطِقُ مِن / لُقمانَ لَمّا عَيَّ بِالأَمرِ
وَلَأَنتَ أَوصَلُ مَن سَمِعتُ بِهِ / لِشَوابِكِ الأَرحامِ وَالصِهرِ
وَلَأَنتَ أَحيا مِن مُخَبَّأَةٍ / عَذراءَ تَقطُنُ جانِبَ الكِسرِ
وَلَهُ جِفانٌ يَدلُجونَ بِها / لِلمُعتَفينَ وَلِلَّذي يَسرِ
وَشَربٍ كِرامٍ حِسانِ الوُجوهِ
وَشَربٍ كِرامٍ حِسانِ الوُجوهِ / تُغاديهُمُ النَشَواتُ اِبتِكارا
كُمَيتٍ تَكادُ وَإِن لَم تَذُق / تُنَشّي إِذا الساقِيانِ اِستَدارا
أَعاذِلَ لَمّا تَرَينَ الغَداةَ / وَقَنَّعَني الشَيبُ مِنهُ خِمارا
وَبانَ الشَبابُ فَوَدَّعتُهُ / وَطالَبتُهُ بَعدَ عَينٍ ضِمارا
بِبَيداءَ مَجهولَةٍ قُطِّعَت / بِعاهِمَةٍ تَستَخِفُّ الضِفارا
تُرامي النُسوعَ بِحَيزومِها / نُدوباً وَبِالدَفِّ مِنها سِطارا
جُمالِيَّةٍ أُجُدٍ سَهوَةٍ / يُلاحِمُ مِنها التَليلُ الفِقارا
كَأَنَّ عَلى الظَهرِ ديباجَةً / وَسودُ القَوائِمِ يُحسَبنَ قارا
أَرَحَلتَ مِن سَلمى بِغَيرِ مَتاعِ
أَرَحَلتَ مِن سَلمى بِغَيرِ مَتاعِ / قَبلَ العُطاسِ وَرُعتَها بِوَداعِ
مِن غَيرِ مَقلِيَةٍ وَإِنَّ حِبالَها / لَيسَت بِأَرمامٍ وَلا أَقطاعِ
إِذ تَستَبيكَ بِأَصلَتِيٍّ ناعِمٍ / قامَت لِتَفتِنَهُ بِغَيرِ قِناعِ
وَمَهاً يَرُفُّ كَأَنَّهُ إِذ ذُقتَهُ / عانِيَّةٌ شُجَّت بِماءِ وِقاعِ
أَو صَوبُ غادِيَةٍ أَدَرَّتهُ الصَبا / بِبَزيلِ أَزهَرَ مُدمَجٍ بِسَياعِ
فَرَأَيتُ أَنَّ الحُكمَ مُجتَنِبُ الصِبا / وَصَحَوتُ بَعدَ تَشَوُّقٍ وَرُواعِ
فَتَسَلَّ حاجَتَها إِذا هِيَ أَعرَضَت / بِخَميصَةٍ سُرُحِ اليَدَينِ وِساعِ
صَكّاءَ ذِعلِبَةٍ إِذا اِستَدبَرتَها / حَرَجٍ إِذا اِستَقبَلَتها هِلواعِ
وَكَأَنَّ قِنطَرَةً بِمَوضِعِ كورِها / مَلساءَ بَينَ غَوامِضِ الأَنساعِ
وَإِذا تَعاوَرَتِ الحَصا أَخفافُها / دَوّى نَواديهِ بِظَهرِ القاعِ
وَكَأَنَّ غارِبَها رَباوَةُ مَخرَمٍ / وَتَمُدُّ ثِنيَ جَديلِها بِشِراعِ
وَإِذا أَطَفتَ بِها أَطَفتَ بِكَلكَلٍ / نَبِضِ الفَرائِصِ مُجفَرِ الأَضلاعِ
مَرِحَت يَداها لِلنَجاءِ كَأَنَّما / تَكرو بِكَفَّي لاعِبٍ في صاعِ
فِعلَ السَريعَةِ بادَرَت جُدّادَها / قَبلَ المَساءِ تَهُمُّ بِالإِسراعِ
فَلَأُهدِيَنَّ مَعَ الرِياحِ قَصيدَةً / مِنّي مُغَلغَلَةً إِلى القَعقاعِ
تَرِدُ المِياهَ فَما تَزالُ غَريبَةً / في القَومِ بَينَ تَمَثُّلٍ وَسَماعِ
وَإِذا المُلوكُ تَدافَعَت أَركانُها / أَفضَلتَ فَوقَ أَكُفِّهِم بِذِراعِ
وَإِذا تَهيجُ الريحُ مِن صُرّادِها / ثَلجاً يُنيخُ النَيبَ بِالجَعجاعِ
أَحلَلتَ بَيتَكَ بِالجَميعِ وَبَعضُهُم / مُتَفَرِّقٌ لِيَحُلَّ بِالأَوزاعِ
وَلَأَنتَ أَجوَدُ مِن خَليجٍ مُفعَمٍ / مُتَراكِمِ الآذِيِّ ذي دُفّاعِ
وَكَأَنَّ بُلقَ الخَيلِ في حافاتِهِ / يَرمي بِهِنَّ دَوالِيَ الزُرّاعِ
وَلَأَنتَ أَشجَعُ في الأَعادي كُلِّها / مِن مُخدِرٍ لَيثٍ مُعيدِ وِقاعِ
يَأتي عَلى القَومِ الكَثيرِ سِلاحُهُم / فَيَبيتُ مِنهُ القَومُ في وَعواعِ
أَنتَ الوَفِيُّ فَما تُذَمُّ وَبَعضُهُم / تودي بِذِمَّتِهِ عُقابُ مَلاعِ
وَإِذا رَماهُ الكاشِحونَ رَماهُمُ / بِمَعابِلَ مَذروبَةٍ وَقِطاعِ
وَلِذاكُمُ زَعَمَت تَميمٌ أَنَّهُ / أَهلُ السَماحَةِ وَالنَدى وَالباعِ
بانَ الخَليطُ وَرُفِّعَ الخِرقُ
بانَ الخَليطُ وَرُفِّعَ الخِرقُ / فَفُؤادُهُ في الحَيِّ مُعتَلِقُ
مَنَعوا طَلاقَهُمُ وَنائِلُهُم / يَومَ الفِراقِ وَرَهنُهُم غَلَقُ
قَطَعوا المَزاهِرَ وَاِستَتَبَّ بِهِم / يَومَ الرَحيلِ لِلَعلَعٍ طُرُقُ
تَرعى رِياضَ الأَخرَمَينِ لَهُم / فيها مَوارِدُ ماؤُها غَدَقُ
بِكَثيبِ حَربَةَ أَو بِحَومَلَ أَو / مِن دونِهِ مِن عالِجٍ بُرَقُ
تامَت فُؤادَكَ إِذ لَهُ عَرَضَت / حَسَنٌ بِرَأيِ العَينِ ما تَمِقُ
بانَت وَصَدعٌ في الفُؤادِ بِها / صَدعُ الزُجاجَةِ لَيسَ يَتَّفِقُ
وَكَأَنَّ غِزلانَ الصَرائِمِ إِذ / مَتَعَ النَهارُ وَأَرشَقَ الحَدَقُ
وَمَهاً يَرِفُّ كَأَنَّهُ بَرَدٌ / نَزَلَ السَحابَةِ ماؤُهُ يَدِقُ
عانِيَّةٌ صِرفٌ مُعَتَّقَةٌ / يَسعى بِها ذو تومَةٍ لَبِقُ
يا اِبنَ الَّذي دانَت لِعِزِّهِمُ / بَذَخُ المُلوكِ وَدانَتِ السُوَقُ
بَحرٌ مِنَ المَدّادِ ذو حَدَبٍ / سَهلُ الخَليفَةِ ما بِهِ غَلَقُ
وَأَغَرُّ تُقصِرُ دونَ غايَتِهِ / غُرُّ السَوابِقِ حينَ تَستَبِقُ
قَبلَ اِمرِئِ تُرجى فَواضِلُهُ / قَد نالَني مِن باعِهِ طَلَقُ
قَد نالَني مِنهُ عَلى عَوَزٍ / مِثلُ النَخيلِ صِغارُها السُحُقُ
غُلُبُ العُذوقِ عَلى كَوافِرِهِ / مُتَلَفِّعٌ بِالليفِ مُنتَطِقُ
وَلَها إِذا لَحِقَت ثَمائِلُها / جَوزٌ أَعَمُّ وَمَشفَرٌ خَفِقُ
مَن لَيسَ فيهِ حينَ تَسأَلُهُ / بَخَلٌ وَلا في صَفوِهِ رَنَقُ
وَلَأَنتَ أَشجَعُ مِن أُسامَةَ إِذ / شُدَّ المَناطِقُ تَحتَها الحَلَقُ
وَتَنازَلوا شُعثاً مَقادِمُهُم / مُتَوَسِّمينَ وَبَينَهُم حَنَقُ
حَمَلوا السُيوفَ عَلى عَواتِقِهِم / وَعَلى الأَكُفِّ وَبَينَهُم عَلَقُ
وَتَزورُ أَرضَهُمُ بِذي لَجَبٍ / قَصدَ العَشِيِّ غُبوقُهُ المَرَقُ
كَغَماغِمِ الثيرانِ بَينَهُمُ / ضَربٌ تُغَمَّضُ دونَهُ الحَدَقُ
بَكَرَت لِتُحزِنَ عاشِقاً طَفلُ
بَكَرَت لِتُحزِنَ عاشِقاً طَفلُ / وَتَباعَدَت وَتَخَرَّمَ الوَصلُ
أَوَ كُلَّما اِختَلَفَت نَوىً وَتَفَرَّقوا / لِفُؤادِهِ مِن أَجلِهِم تَبلُ
وَإِذا تُكَلِّمُنا تَرى عَجَباً / بَرَداً تَرَقرَقَ فَوقَهُ ضَحلُ
وَلَقَد أَرى ظُعُناً أُخَيِّلُها / تَخدي كَأَنَّ زُهاءَها نَخلُ
في الآلِ يَرفَعُها وَيَخفِضُها / ريعٌ كَأَنَّ مُتونَهُ سَحلُ
عَقماً وَرَقماً ثُمَّ أَردَفَهُ / كِلَلٌ عَلى أَطرافِها الخَملُ
كَدَمِ الرُعافِ عَلى مَآزِرِها / وَكَأَنَّهُنَّ ضَوامِراً إِجلُ
وَلَقَد رَأَيتُ الفاعِلينَ وَفِعلَهُم / وَلِذي الرُقَيبَةِ مالِكٍ فَضلُ
كَفّاهُ مُخلِفَةٌ وَمُتلِفَةٌ / وَعطاؤُهُ مُتَخَرِّقٌ جَزلُ
يَهَبُ الجِيادَ كَأَنَّها عُسُبٌ / جُردٌ أَطارَ نَسيلَها البَقلُ
وَالضامِراتِ كَأَنَّها بَقَرٌ / تَقرو دَكادِكَ بَينَها الرَملُ
وَالدُهمَ كَالعَيدانِ آزَرَها / وَسطَ الأَشاءِ مُكَمَّمٌ جَعلُ
وَإِذا الشَمالُ حَدَت قَلائِصَها / رَتَكاً فَلَيسَ لِمالِكٍ مِثلُ
لِلضَيفِ وَالجارِ الغَريبِ وَلِل / طِفلِ التَريكِ كَأَنَّهُ رَألُ
وَلَقَد تَناوَلَني بِنائِلِهِ / فَأَصابَني مِن مالِهِ سَجلُ
مُتَبَعِّجُ التَيّارِ ذو حَدَبٍ / مُغرَورِبٍ تَيّارُهُ يَعلو
فَلَأَشكُرَنَّ فُضولَ نَعمَتِهِ / حَتّى أَموتَ وَفَضلُهُ فَضلُ
أَنتَ الشُجاعُ إِذا هُمُ نَزَلوا / عِندَ المَضيقِ وَفِعلُكَ الفِعلُ
كَلِفتُ بِلَيلى خَدينِ الشَبابِ
كَلِفتُ بِلَيلى خَدينِ الشَبابِ / وَعالَجتُ مِنها زَماناً خَبالا
لَها العَينُ وَالجيدُ مِن مُغزِلٍ / تُلاعِبُ في القَفَراتِ الغَزالا
كَأَنَّ السُلافَ بِأَنيابِها / يُخالِطُ في النَومِ عَذباً زُلالا
وَكَيفَ تَذَّكَرُها بَعدَما / كَبِرتَ وَحلَّ المَشيبُ القَذالا
فَدَع عَنكَ لَيلى وَأَترابَها / فَقَد تَقطَّعُ الغانِياتُ الوِصالا
فَإِمّا تَرَيني عَلى آلَةٍ / رَفَضتُ الصِبا وَلَبِستُ السِمالا
فَقَد أَقطَعُ الخَرقَ بَعدَ الخُروقِ / تَخالُ اليَرابيعَ فيهِ رِئالا
إِلى خَيرِ مُستَمطَرٍ كَفُّهُ / وَخَيرِ المَقاوِلِ عَمّاً وَخالا
تَخَلَّقَ في البَيتِ مِن حاشِدٍ / تَراهُ البَرِيَّةُ فيها هِلالا
وَأَفضَلُ ذي يَمَنٍ كُلِّها / إِذا اِفتَقَدَ المُسنِتونَ السِجالا
فَقَحطانُ تَعلَمُ أَن لَيسَ حَيٌّ / مِنَ الناسِ أَكرَمَ مِنكُم فِعالا
وَأَنَّكَ مَرسى حُروبِ النِزالِ / إِذا كَرِهَ المُعلِمونَ النِزالا
تَقودُ الجِيادَ بِأَرسانِها / يُغادِرنَ في الفَلَواتِ النِقالا
شَماطيطَ تَمزَعُ مَزعَ الظِبا / وَتَفري فَلا الأَرضِ مِنها السِخالا
إِذا ما اِنتَضى التاجَ فَوقَ السَريرِ / فَلَن يَعدِلَ الناسُ مِنهُ قِبالا
يَسومُ البَرِيَّةَ سَومَ العَزيزِ / وَقَد لَبِسَ الدَهرُ حالاً فَحالا
وَما مُزبِدٌ مِن خَليجِ الفُراتِ / يَحُطُّ الصُخورَ وَيَعلو الجِبالا
يَكُبُّ السِفينَ لِأَذقانِها / وَيَصرَعُ بِالعَبرِ أَثلاً وَضالا
بِأَجوَدَ مِنهُ إِذا جِئتَهُ / عَلى حادِثِ الدَهرِ يَوماً نَوالا
هَوَ الواهِبُ المِئَةَ المُصطَفاةَ / تُجاوِبُ مِنها العِشارُ الفِصالا
وَكُلَّ أَمينِ الشَظا سابِحٍ / يَقطَعُ مِنهُ النَحيطُ الجِلالا
كَأَنَّهُم إِذا خَرَجوا مِن عَرعَرِ
كَأَنَّهُم إِذا خَرَجوا مِن عَرعَرِ /
مُستَلئِمينَ لابِسي السَنَوَّرِ /
نَشءُ سَحابٍ صائِفٍ كَنَهوَرِ /
طالَ لَيلي بِشَطِّ ذاتِ الكُراعِ
طالَ لَيلي بِشَطِّ ذاتِ الكُراعِ /
إِذ نَعى فارِسَ الجَرادَةِ ناعي /
فارِساً في اللِقاءِ غَيرَ يَراعِ /
أَلَكَ السَديرُ وَبارِقٌ
أَلَكَ السَديرُ وَبارِقٌ / وَمَنابِضٌ وَلَكَ الخَوَرنَق
وَالقَصرُ مِن سِندادَ ذي ال / شُرُفاتِ وَالنَخلُ المُنَبَّق
وَالثَعلَبِيَّةُ كُلُّها / وَالبَدوُ مِن عانٍ وَمُطلَق
وَصَهباءَ يَستَوشي بِذي اللَبِّ مِثلَها
وَصَهباءَ يَستَوشي بِذي اللَبِّ مِثلَها / قَرَعتُ بِها نَفسي إِذا الديكُ أَعتَما
تَمَزَّزتُها صِرفاً وَقارَعتُ دَنَّها / بِعودِ أَراكٍ بَعدَهُ فَتَرَنَّما
يَمُدُّ إِلَيها جيدَهُ رَميَةَ الضُحى / كَهَزِّكَ بِالكَفِّ البَرِيِّ المُدَوَّما
لَعَمري لَئِن جَدَّت عَداوَةُ بَينِنا
لَعَمري لَئِن جَدَّت عَداوَةُ بَينِنا / لِيَنتَحِيَن مَنّي عَلى الوَخمِ مَيسَمُ
فَأُقسِمُ أَن لَوِ اِلتَقَينا وَأَنتُمُ / لَكانَ لَكُم يَومٌ مِنَ الشَرِّ مُظلِمُ
رَأَوا نَعَماً سوداً فَهَمّوا بِأَخذِهِ / إِذا اِلتَفَّ مِن دونِ الجَميعِ المُزَنَّمُ
وَمِن دونِهِ طَعنٌ كَأَنَّ رَشاشَهُ / عَزالى مَزادٍ وَالأَسِنَّةُ تَرذُمُ
أَلا تَتَّقونَ اللَهَ يا آلَ عامِرٍ / وَهَل يَتَّقي اللَهَ الأَبَلُّ المُصَمِّمُ
كَما اِمتَنَعَت أَولادُ يَقدُمَ مِنكُمُ / وَكانَ لَها وَلثٌ مِن العَقدِ مُحكَمُ
أَلا اِنعِم صَباحاً أَيُّها الرَبعُ وَاِسلَمِ
أَلا اِنعِم صَباحاً أَيُّها الرَبعُ وَاِسلَمِ / نُحَيّيكَ عَن شَحطٍ وَإِن لَم تَكَلَّمِ
وَقَد أَتَناسى الهَمَّ عِندَ اِحتِضارِهِ / بِناجٍ عَلَيهِ الصَيعَرِيَّةُ مُكدَمِ
كُمَيتٍ كِنازِ اللَحمِ أَو حِميَرِيَّةٍ / مُواشِكَةٍ تَنفي الحَصا بِمُلَثَّمِ
كَأَنَّ عَلى أَنسائِهِ عِذقَ خَصبَةٍ / تَدَلّى مِنَ الكافورِ غَيرَ مُكَمَّمِ
أَكَبَّت عَلَيها الهالِكِيَّةُ مُسلَماً / هُوَيلَةُ حَتّى زَيَّنَتهُ بِميشَمِ
لَقَد نَظَرَت عَنزٌ إِلى الجَزعِ نَظرَةً
لَقَد نَظَرَت عَنزٌ إِلى الجَزعِ نَظرَةً / إِلى مِثلِ مَوجِ المُفعَمِ المُتَلاطِمِ
إِلى حِميَرٍ إِذ وَجَّهوا مِن بِلادِهِم / تَضيقُ لَهُم لَأياً فُروجُ المَخارِمِ
رَأَت فَوقَ رَأسِ الكَلبِ شَخصاً بِكَفِّهِ / عَلى البُعدِ كِنفٌ أَو خَصيفَةَ لاحِمِ
فَكَذَّبَها سُكّانُ جَوٍّ فَصُبِّحوا / بِتِسعينَ أَلفاً كَالأُسودِ الضَراعِمِ
وَما كَذَبَت عَنزٌ وَلَكِن تَبَيَّنَت / كَما أَبصَرَتنا بِنتَ قَيسِ بنِ عاصِمِ
وَلَو أَنّي دَعَوتُ بِجَوِّ قَوٍّ
وَلَو أَنّي دَعَوتُ بِجَوِّ قَوٍّ / أَجابَتني بِعادِيَةٍ جِنابُ
مَصاليتٌ لَدى الهَيجاءِ صيدٌ / لَهُم عَدَدٌ لَهُ لَجَبٌ وَغابُ
إِنّي اِمرُؤٌ مُهدٍ بِغَيبٍ تَحِيَّةً
إِنّي اِمرُؤٌ مُهدٍ بِغَيبٍ تَحِيَّةً / إِلى اِبنِ الجُلَندى فارِسِ الخَيلِ جَيفَرِ
بِها تُنفَضُ الأَحلاسُ وَالديكُ نائِمٌ / إِلى مُسنِفاتٍ آخِرَ اللَيلِ ضُمَّرِ
إِذا حاجَةٌ وَلَّتكَ لا تَستَطيعُها
إِذا حاجَةٌ وَلَّتكَ لا تَستَطيعُها / فَخُذ طَرَفاً مِن غَيرِها حينَ تُسبَقُ
فَذَلِكَ أَحرى أَن تَنالَ جَسيمَها / وَلَلقَصدُ أَبقى في المَسيرِ وأَلحَقُ
خَلّو سَبيلَ بَكرِنا إِنَّ بَكرَنا
خَلّو سَبيلَ بَكرِنا إِنَّ بَكرَنا / يَخُذُّ سَنامَ الأَكحَلِ المُتَماحِلِ
هُوَ القَيلُ يَمشي آخِذاً بَطنَ عَرعَرٍ / بِتَجفافِهِ كَأَنَّهُ في سَراوِلِ
جَزى اللَهُ عَنّا وَالجَزاءُ بِكَفِّهِ
جَزى اللَهُ عَنّا وَالجَزاءُ بِكَفِّهِ / عُمارَةَ عَبسٍ نَضرَةً وَسَلاما
هُوَ المُشتَري مِن طَيِّءٍ بِخَميسِهِ / خُمَيسَ بنَ بَدرٍ رَجعَةً وَتَماما
فَلَو صادَموا الرَأسَ المُلَفَّفَ حاجِباً
فَلَو صادَموا الرَأسَ المُلَفَّفَ حاجِباً / لَلاقى كَما لاقى الحِمارُ وَجُندَبُ