القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : أبو العباس الجُراوي الكل
المجموع : 55
ضربت عليكَ لواءَها العلياءُ
ضربت عليكَ لواءَها العلياءُ / وتحيرت في وصفكَ الشعراءُ
وقضى الذي أعطاكَ سداً مقبلاً / ألا يُفارقبَ حاسديكَ شَقاءُ
ما شكَّ ذو النظرِ الصحيحِ ولا امترى / أنَّ الورى أرضٌ وأنتَ سماءُ
الأمرُ أمرُ اللَهِ ليسَ يَضُرّهُ / ما حاولت من كيدِهِ الأعداءُ
والحقُّ أبلجُ والمعانِدُ عينُهُ / عمياءُ عَنهُ وأذنُهُ صَمَّاءُ
لو كانت الجوزاءُ من أعدائِهِ / لم تنجُ من غاراتِهِ الجوزاءُ
سائِل إذا رَكَدَ الدُّجا وتحيرت / زُهرُ النجومِ ونامَتِ الرُّقَبَاءُ
يُهدي ويهدي منعماً ومعَلِّما / لا زالَ منهُ الهَديُ والإهداءُ
أوفَى بما تَرَك النَبيُّ مُحمَّدٌ / والقائِمُ المَهديُّ والخُلَفاءُ
وجلا الحقائق للورى / الأمواتُ والأحياءُ
أوليَّ عهدِ المؤمنينَ ومن بِهِ / كَمُلَ السُرورُ وتمتِ النعماءُ
العبدُ أولى أن أهنيهِ بكُم / فعليهِ منكُم بهجةٌ وبهاءُ
أنتم سنا الدنيا فلولا أنتمُ / ما فارقت آفاقَهَا الظلماءُ
ما شامَ برقَ جنبيهِ مُسترفِدٌ
ما شامَ برقَ جنبيهِ مُسترفِدٌ / إلا استهلّت كَفَّهُ أنواءُ
بسيفكَ صالَ الدينُ في الشرق والغربِ
بسيفكَ صالَ الدينُ في الشرق والغربِ / ودارت على الأعداءِ دائرَةُ الحربِ
وأذعنَ ناءٍ واستقامَ مُعانِدٌ / ولان قياداً كُلُّ مُمتَنِعٍ صَعبِ
لواؤكَ منصورٌ وسعدُكَ غالبُ
لواؤكَ منصورٌ وسعدُكَ غالبُ / وحزبكَ للأعداءِ عنكَ مُحارِبُ
لقد ثكلت أمُّ المناوي وغرَّرَت / مبادئُ من أحوالهِ وعواقِبُ
سما لاستراقِ السمعِ من وهداتِهِ / ودونَ سماءِ المُلكِ شُهبٌ ثواقِبُ
تلاقى عليه البرُّ والبحرُ تَرتَمي / سفينٌ إلى استئصالهِ وكتائِبُ
غريقٌ بِغَرقى مثلِهِ مُتمسِّكٌ / وموجُ المنايا مثلُهُم مُتَراكِبُ
هوت بِهُمُ الأطماعُ في هُوَّةِ الرَّدى / وغرتهُمُ جَهلاً بُروقٌ خَوالِبُ
أطاعُوا غوياً لم تُقَيِّدهُ شِرعَةٌ / وَلَم تُرِهِ وَجهَ الصَّوابِ التجارِبُ
مُغيبُ وجه الرأي والوَجهُ حائِرٌ / يُرى حاضِراً في أمرِهِ وهوَ غائِبُ
دعاهُم إلى آجالِهِم فتهافَتُوا / كما جمعَ الأعوادَ للنَّارِ حاطِبُ
تصامَمَ عن وَعظِ الزمانِ بِقَلبِهِ / وأعرضَ عن وَجهِ الهُدى وهو لاحِبُ
تخيلَ أن الناصِريَّةَ دارُهُ / يُطاعِنُ عَن ساحاتها وَيُضَاربُ
وفي الغيبِ من إنجادِ طائفةِ الهُدى / ونصر أميرِ المؤمنين غرائبُ
هو الامرُ أمرُ اللَهِ ليس يَفوتُهُ / مُناوٍ ولا ينأى عليه مناصب
وما هارِبٌ منهُ ولو بَلَغَ السُّها / بِناجٍ وهل ينجو من اللَه هارب
بناصرِها المنصورِ تاهت خِلافَةٌ / تُناسِبُهُ في حُسنِهِ ويناسِبُ
إمامٌ لَهُ فَضلٌ على الخلقِ باهِرٌ / ومَرتَبَةٌ تنحطُّ عنها المراتِبُ
مناقِبُهُ مثلُ الكواكِبِ كثرةً / ونُوراً ألا اللَهِ تلكَ المناقِبُ
هي الدوحةُ الشماءُ في الأرضِ أصلُها / وقد زاحَمَت مِنها السماءَ الذوائبُ
له نسبةٌ قيسيةٌ قدسيةٌ / تُقِرُّ لها بالمعلواتِ مُواهِبُ
بقيتم أميرَ المؤمنينَ وسعدُكُم / تُهَزُّ قناً منهُ وتنضى قواضِبُ
مشى اللومُ في الدُنيا طَريداً مُشرَّداً
مشى اللومُ في الدُنيا طَريداً مُشرَّداً / يَجوبُ بلادَ اللَهِ شَرقَاً ومَغرِبا
فلمَّا أتى فاساً تَلَقَّاهُ أهلُها / وقالوا لهُ أهلاً وسهلاً ومرحبا
بجدِّ عزمِكَ نالَ الدِّينُ ما طَلَبا
بجدِّ عزمِكَ نالَ الدِّينُ ما طَلَبا / وأحجمَ الشركُ عن إقدامِهِ رَهبا
وأيقنت مِلَّةُ الإسلامِ أنَّ لها / بِكَ الظُّهورِ على الأعداءِ والغلبا
وأنَّ كُلَّ بعيدٍ عندَها كَثَبٌ / ولو تُطالِبُ في أفلاكِها الشُّهيا
وأن أمركَ مستولٍ على أمدٍ / من السعادةِ فاتَ العجمَ والعَرَبا
إن الخلافةَ نالَت من محاسِنِكُم / أوفى الحُظوظِ فأبدت منظراً عَجَبَاً
أعلى المراتب من بعدِ النُبوَّةِ قَد / حَبابِهَا اللَه أعلى الخلقِ وانتخبا
سينظمُ السعدُ مِصراً في ممالِكِه / حتى تُدَوِّخَ مِنها خَيلُهُ حَلَبا
إلى العراقِ إلى أقصى الحجازِ إلى / أقصى خُراسانَ يلقى جَيشُهُ الرُّعبا
هُوَ الذي كانتِ الدُنيا تُؤمِّلُهُ / وكلُّ عصرٍ لهُ ما زالَ مُرتَقَبا
هَلِ ابنُ إسحاقِ إلا كالذين جَرَوا / إلى مصارِعِهم من قبلِهِ خَبَبَا
عن شرِّ مُنقَلَبٍ تُجلى عواقِبُهُ / وقلَّما حُمِدَ المغرورُ مُنقلبا
راقَ النضارُ عُيونَ الناظرينَ وقَد / غُدا اسمُكَ المُعتلي أعلاهُ مُكتتبا
قد حارَ في وصفِهَا تبريّةً جُدداً / رُب ناظِماً شِعراً وُمختَطِبا
ما ارتباَ مُبصِرُها في كَفِّ ذاكَ وذا / أن النجومَ استحالت للورى ذهبا
نداكَ عمَّ بني الدُنيا وألبسهُمك / في الشرقِ والغربِ أثوابَ الغنى القُشُبا
خليفةَ اللَهِ رحماكُم لمغترِبٍ / ناءٍ وما إن نأى داراً ولا اعترَبا
فتحٌ يُطاولُ فَتحُهُ الأحقابا
فتحٌ يُطاولُ فَتحُهُ الأحقابا / خَضَعَت لَهُ فِرَقُ الضَّلالِ رِقَابا
واستشعَرَ المُرَّاقُ مِنهُ مَخَافَةً / مَلَكَت عليهِم جيئَةً وذهابا
وغدا به ما قد صفا من عَيشِهِم / كدراً وما فيهِ الحلاوةُ صَابا
لِلّه يَومُ الأربعاءِ فإنَّهُ / أحيا النُفوسَ وتمَّمَ الآرابا
شَرُفَ الزمان بأن تكون أباً لهُ / ما إن إن جِبابا
وَسِعَ المُوالي والمُعادِي حُكمُهُ / في كُلِّ أرضٍ رَحمَةً وَعَذابا
وَسَمَ ابن إسحاقٍ على خُرطومِهِ / خِزياً يَنالُ حَدِيثُهُ الأحقابا
طَمحَ الشَقاءُ بأهلِ قَفصَةَ وارتقى / بِهمُ شواهِقَ صَعبَةً وعِقَابا
وأبى لهم إصرارُهم من قبلِ أن / رَأوُا العذابَ إنابَةً ومَتابا
لَم يُغن عَنهُم إذ أتاهُم مِن عَلٍ / أن يَحرسُوا الأسوارَ والأبوابا
طَلَبتهُمُ تحتَ التُرابِ وفوقَهُ / آجالُهُم فَتَولَّجُوا الأسرابا
نالتهمُ رُحمى الخليفةِ بَعدَما / نادى الرَّدى بِنُفوسِهِم وأهابا
آياتُ نصرٍ بيناتٌ كلها / بهرت بما جاءت بهِ الألبابا
وسعادةٌ عجبٌ تهدُّ قوى العدا / هداً وتقصِمُ منهمُ الأصلابا
خصت إماماً للبريةِ مجتبىً / براً تقياً خاشعاً أوابا
ملكٌ عليهِ مسحةٌ ملكيةٌ / لبسَ الزمانُ جمالها جلبابا
بهجوا على الأبصار بهجةَ يُوسفٍ / ويضيء داودُ بهِ المحرابا
مدحُ الإمامِ عبادةٌ نرجُو بها / عزَّ الحياةِ وأن تفوزَ مآبا
ما سافرَت أذهاننا في مدحهِ / إلا وكان لها القصورُ إيابا
لم يدرِ حقَّ مقامِهِ من لا يرى / من دُونِ حقِّ مقامِهِ الإطنابا
كانت محلَّ أناسٍ قبلنا فخلوا
كانت محلَّ أناسٍ قبلنا فخلوا / عنها وآثارُهُم فيها مُقيماتُ
تاللَهِ لو عَلِمت مقدارَ وارثها / هبت إليكَ رُباها والقراراتُ
قالوا العطياتُ أحياها فقلتُ لهم / بل لم تكن قبلَ أن كان العطياتُ
أما سمعتم جريراً عن هنيدته / يثني يرى أنها في الجودِ غاياتُ
وأينَ من حسبهُ الآلاف من ذهبٍ / هنيدةٌ من سواهُ أو هنيداتُ
وأين من قيسُ عيلانٍ أرومتهُ / وقيسُ عيلانَ أملاكٌ وساداتُ
ومن يكن من أميرِ المؤمنين فقد / قامت على فضلهِ منه الشهاداتُ
اهنأ إمامَ الهُدى فالعدلُ منبسطٌ / والدينُ منتظمٌ والكفرُ أشتاتُ
أعيت مآثركم من أن تنالَ وكم / شُنَّت عليها من الأقوالِ غاراتُ
وكم أرادت ولاةُ الشعر تحصرها / فأخفقت دونها منهم إرادات
هذي ابياتُ عبدٍ مخلصٍ لكم / محض اعتقاد وما تغني الأبياتُ
الأمر اعظم مقداراً وارفع من / أن قد تحيطُ به منا مقامات
دمتم ودام لكم إسعادُ سعدكُم / ما دامَتِ الأرض والسبعُ السماواتُ
غزوا فما امتنعوا صالوا فما انتفعوا
غزوا فما امتنعوا صالوا فما انتفعوا / كروا فما دفعوا فروا فما فاتوا
قد أصليت نارها العداةُ
قد أصليت نارها العداةُ / وأنجزت فيهم العداتُ
وعمهم بالدمار يومٌ / تقصر عن وصفهِ الرواةُ
في مشهدٍ لا تزالُ تُتلى / آياتُهُ وهي بيناتُ
فتحٌ مفاتيحُهُ المواضِي / والعزَمَاتُ المؤيَّداتُ
ردَّت حمى الفنشَ مُستباحاً / بيضٌ من الهندِ مُرهفاتُ
ذَلُّوا الأمرِ الإلِهِ قسراً / وهم أُولُو نجدةٍ أُباةُ
وغرَّقت جمعهم بحارٌ / أمواجها الخيلُ والكُماةُ
رأوا لحزبِ الإلهِ صبراً / والمَوتُ حُفَّت بِهِ الجهاتُ
فحاولوا منهمُ انفلاتاً / وليسَ للحائِنِ انفلاتُ
فلا تسل عن بناتِ ماءٍ / إن صَرصَرَت حَولَها البُزَاةُ
لهجت بذكرِك السن المداحِ
لهجت بذكرِك السن المداحِ / وسمت بذكرِك رُتبَةُ الأمداحِ
أزرى نداكَ بِكُلِّ بَحرٍ زاخِرٍ / هَبَّت عليهِ عواصِفُ الأرواحِ
بمحمدٍ وزرَ الورى وبما لهم / في كُلِّ يوم ندى ويوم كفاحِد
فرعٌ سيحكي أصلَهُ ولقد حكى / بمقاصدٍ قد سددت وسلاحِ
تأبى الخلافةُ من سوى أكفائِها / والجدُّ غيرُ مُقابَلٍ بمزاحِ
غُشيت بنورِكُم البلادُ فمن بها / أغنى عن الإصباحِ والمصباحِ
سكنت ببيعته القلوب ولم تزل / تهفو من الإشفاق دون جناحِ
عمَّ السُرورُ بها البسيطةَ كُلَّها / كالصبحِ فاض على رُباً وبطاحِ
لا زلت للأعياد تمنحُ بهجةً / يُعيي سناها أعينَ اللماحِ
مستوفياً عدداً إلى مددٍ بهِ / مددٌ طوالٌ لا تعدُّ فِساحِ
متسربلاً بالسعدِ متشحاً به / مستفتحاً بالواحدِ الفتاحِ
الدهرُ منا في مديحكَ أفصحُ
الدهرُ منا في مديحكَ أفصحُ / فعلامَ يُتعِبُ نفسَهُ من يمدحُ
أنت المُرشَّح للتي لا فوقها / إن العظيم لمثلها يترشحُ
يا من يجدي لمن يجدي
يا من يجدي لمن يجدي / أسرفت واللَ‍ه في التعدي
أنا أجدي الأنامَ طُرَّاً / وأنت تبغي النوالَ عندي
ما زلتُ أضرِبُ بالقنا المنآد
ما زلتُ أضرِبُ بالقنا المنآد / حلقَ الدروعِ وأنفسَ الحسادِ
عدوكُم بخطوبِ الدهرِ مقصودُ
عدوكُم بخطوبِ الدهرِ مقصودُ / وأمركُم باتصالِ النصرِ مَوعُودُ
وملككم مستمرٌّ مالَهُ أمدٌ / موقتٌ دونَ يومِ الحشرِ محدودُ
ألقى على كُلِّ جبارٍ كلا كِلَهُ / كأنهُ وهو في الأحياءِ مفقودُ
رأى الشقاءَ ابن إسحاقٍ أحقَّ بهِ / من السعادةِ والمحدودُ محدودُ
وكيفَ يحظى بدنيا أو بآخِرَةٍ / محلا عن طريق الحقِّ مطرُود
أعمى ونُورُ الهُدى بادٍ لَهُ وكذا / من لم يساعِدُ توفيقٌ وتسديدُ
لم يُصغِ للوعظِ لا قلباً ولا اذناً / وكيفَ تُصغي إلى الوعظِ الجلاميدُ
لجت ثَمُودُ وعادٌ ي ضلالِهُم / ولم يدع صالِحٌ نُصحاً ولا هُودُ
والسيفُ أبلغُ فيمن لَيسَ يَردَعُهُ / عن الغوايةِ إيعادٌ وتهديدُ
أولى له لو تراخى ساعةً لغدا / وريدُهُ وهوَ بالخطي مَورُودُ
أما درى لا درى عُقبى عداوتهم / كل بحدِّ حسامِ الحقِّ محصُودُ
ألقى السلاحَ وولى يبتغي أمداً / ينجيهِ وهوَ مروعُ القلبِ مَفؤودُ
ما مرَّ يوماً ببابٍ ظنَّهُ سبباً / إلى التخلص إلا وهو مسدودُ
وهبهُ عاشَ أليسَ الموتُ أهوَنَ من / عيشٍ يُخالِطُهُ همٌّ وتنكيدُ
أنحى الزمان على الأغزاز واجتهدت / في قطعِ دابرِهِم أحداثُهُ السُّودُ
ونازعتهم سُيوفُ الهند أنفسهُم / فلم يفدهم عن الهيجاءِ تعريدُ
فهم على التربِ صرعى مثلهُ عدداً / إن كان يقضى بأن التربَ معدودُ
ولوا فلا صاحبٌ عن نفسِ صاحبِهِ / يُغني ولا والدٌ يرجُوهُ مولُودُ
يَومٌ جديرٌ بتعظيمِ الأنامِ لَهُ / فما يُقاسُ بهِ في حُسنِهِ عِيدُ
أضحت على فضلِهِ الأيامُ تحسدُهُ / إن النبيهَ الرفيعَ القدرِ محسُودُ
إذا حمى الأسدُ الغضبانُ رابيةً / لم يفترس ثعلبٌ فيها ولا سيدُ
أنتم سليمانُ في المُلكِ العظيمِ وفي / طُولِ التهجدِ في المحرابِ داوُد
قد أبهج الدينَ والدنيا مقامُكُم / وكيفَ لا وهو عِندَ اللَهِ محمُودُ
جارى مناقبكُم شعري فقصَّرَ عن / بلوغِ أدنى مداها وهو مجهُودُ
من ليسَ معتقداً إيجابَ طاعتِكُم / فليسَ يُعنيهِ إيمانٌ وتوحيدٌ
رضاكُمُ الدينُ والدنيا وعدلُكُم / ظِلٌّ ظليلٌ على الأيامِ ممدُودُ
دُمتُم حياةَ بني الدنيا ودامَ لَكُم / نصرٌ وفتحٌ وتمكينٌ وتأييدُ
ببسيطِ العالمِ تعتضِدُ
ببسيطِ العالمِ تعتضِدُ / وعلى معبودكَ تعتمدُ
ماضرَّ عُلاكَ وقد بهرت / من يحجبُهُ عنها الرمَدُ
شقيَ الأعداءُ وإن حسبوا / بمروقِهِم أن قد سعدُوا
وردُوا غدرانَ الغدرِ وَلا / صدرٌ عنهُنَّ لمن يَرِدُ
كفروا لما كثروا وزَكَت / أموالُهُم ونما العدَدُ
نعمٌ رُزِقَت نعماً فطغت / وبغت فأتيحَ لها الأسدُ
ما غرَّهُمُ بهزبرِ وغىً / حلقُ الماذيِّ لهُ لِبَدُ
أسدٌ تنقادُ لهُ الآسا / دُ كما تنقادُ لها الفُهُدُ
تذكو نيرانُ حفيظتِهِ / فيكادُ يذوبُ لها الزرَدُ
فلهُ من عزمتِهِ عَدَدٌ / ولهُ من نجدتِهِ عُدَدُ
يلقى الأبطالَ فينقضُ ما / عقدوا ويناقِضُ ما اعتقدُوا
فدمٌ دفعٌ وطلى بددٌ / وظباً قددٌ وقناً قصدُ
يثقُ الأرضيُّ بصحبتِهِ / إن العلويَّ لهُ مددُ
ذخرَ الأملاكُ وأنتَ أبا / يعقوبَ تجودُ بما تجدُ
يعدونَ ولا يوفُونَ بما / وعدوا وتجودُ ولا تعِدُ
جمعت كفاكَ ندىً وردى / فتصوبُ يدٌ وتصولُ يدث
أصفيتَ العيشَ لا كدرٌ / وأقمتَ الدينَ فلا أودُ
لو قلتُ بأنكَ أوقرُ من / أحدٍ مما نازعني أحدُ
لم تأتِ بمشبهكَ الأيا / مُ ولا ولدتُه ولا تلدُ
ما كذبَ فيكَ فِراسَتَهُ / ملكٌ للعالمِ منتقدُ
ملكٌ أنوارُ بصيرتِهِ / ومناقِبُهُ سُرُجٌ تَقِدُ
أثوابُ الدينِ بهِ جُدُدٌ / وسبيلُ الحقِّ لهُ جددُ
أطاعَكَ صرفُ الدهرِ في مُهجِ العِدا
أطاعَكَ صرفُ الدهرِ في مُهجِ العِدا / وأصدرَ عمَّا شِئتَ فيهم وأورَدا
بعثتَ أمامَ الجيشِ جيشَ مهابةٍ / أقامَهُمُ في كُلِّ أرضٍ واقعدا
سعودك نبلٌ لو قصدت بها السها / لكان على بعدِ المسافة مقصدا
تركت بقايا السيفِ لفَ حصارِهِ / رماداً تهادته العواصف رمددا
جرى بهم الإمهالُ شأواً مغرباً / وأعمتهم عن رشدهم فسحة المدى
هو الفتحُ أعيا من أطالَ مرجزاً / وفات مداه من أطال مقصداً
قضى اللَه أن يحظى به أسعدُ الورى / فكان أمير المؤمنين محمداً
أدركت آمالَ الشريعة في العدا
أدركت آمالَ الشريعة في العدا / وتركت نظم جموعهم متبددا
وكففت من دون المدى جمحاتهم / من بعد ما راموا المزيد على المدى
وثنت عزائمهم عزائمك التي / أغنت عن الأسياف أن تتقلدا
وتضحضحت فرقاً بحورُ جيوشهم / لما أتاهم بحر جيشكَ مُزبدا
ألقوا بأيديهم مافةَ صولةٍ / تستأصِلُ الأدنى بها والأبعدا
واستسلموا إذ لم يروا تحت الثرى / نفقاً ولا فوقَ الثريا مصعداً
ما جاءت الدنيا بمثلكَ ناصراً / للدين منصورَ اللواءِ على العدا
أعلى الملوكِ يداً وأمنعهُم حمىً / واعمهم صفحاً وأبعدُهُم مدى
عمَّ الورى عدلاً وجوداً فاغتدى / هذا لهم ظِلا وهذا مورِدا
ما الجُودُ مما كان في طبعِ الحيا / لكن رأى منهُ المواهِبَ فاقتدى
والنجمُ لو لم يسرِ في جُنحِ الدجا / ورأى دليلاً من هُداهُ لما اهتدى
من حيثُ قابلتِ العيونُ جبينَهُ / حسبت سناهث نيراً متوقدا
لم ترتو الأبصارُ من لألأئه / إلا وعادت نحوهُ تشكو الصدى
خُلِعَت سريرتُهُ عليهِ فاغتدى / متحملاً منها بأجملِ مُرتدى
لا يعدمُ الإسلامُ منكَ حياطةً / ورعايةً وحمايَةً وتفقدا
وأراكَ رَبُّكَ في بنيكَ كفايةً / ترعى المضاعَ وتجمَعُ المتبددا
كملَ السُرورُ بهم وتمَّ وعمَّهم / فضلٌ إلهي وخصَّ محمدا
اهنأ أميرَ المؤمنينَ بأنجمٍ / منها تقابِلُ في المطالِعِ أسعدا
واللَه خَصَّكَ بالكمالِ وشاءَ أن / يبقى على الأيامِ أمرُكَ سَرمَدا
رؤيا لأمرِكُم العليِّ بعزِّهِ / تقضي وطُول بقائِهِ متجدِّدا
أضحى حبيبٌ كاسمِهِ لمَّا غدا / لي في المنامِ على امتداحِكَ مُنجِدا
أوصى إليَّ فقمتُ غيرَ مُضيِّعٍ / لوصايَةٍ منهُ أغني منشدا
أحاطَت بغاياتِ العُلا والمفاخِرِ
أحاطَت بغاياتِ العُلا والمفاخِرِ / على قدمِ الدنيا هِلالُ بنُ عامِرِ
وزانُوا سماءَ المجدِ بَدءاً وعودَةً / بِزُهرِ خِصالٍ كالنجومِ الزواهرِ
هُمُ المضريونَ الذينَ سُيُوفُهم / صَواعِقُ بأسٍ تنتحي كُلَّ كافِرِ
أوائِلُهُم في الجُودِ والبَأسِ غايَةً / وكَم تركُوا مِن غايةٍ للأواخِرِ
وكم فيهُمُ من مثلِ كعبٍ وهاشمٍ / وكم لَهُمُ من مثلِ عَمروٍ وعامِرِ
وكم قد أقامُوا من عُروشٍ موائلٍ / وكم قد أقالُوا من جُدُودٍ عَواثِرِ
وكم لَهُمُ من حكمَةٍ تبهرُ النُّهى / ومن مثلٍ في الشرقِ والغربِ سائِرِ
ومن خطبةٍ تستنزلُ العصمَ من علٍ / وتقضِي بتكبيلِ النفوسِ النوافر
هُم أطلعُوا في ليلٍ كُلِّ عجاجَةٍ / كواكبَ أطراف الرماحِ الخواطِرِ
هُمُ مزقوا بالبيضِ كُلَّ ممزقٍ / ممالِكَ شادتها مُلُوكُ الأكاسر
أجيبت بهم في آلِ ساسانَ دعوَةٌ / بخيرِ عبادِ اللَهِ بادٍ وحاضِرِ
مآثِرُ أسلافٍ تلاها بنوهُمُ / بأمثالها ألآكرم بها من مآثرِ
وآخرُ مجدٍ شفَّعُوه بأولٍ / وأولُ مجدٍ شفعوهُ بآخرِ
لهم كل جلدٍ في الجلادِ مشمر / سريعٍ إلى صوتِ الصريخِ مُبادِر
هِزبرٌ عليهِ لبدَةٌ من مفاضَةٍ / ونابٌ وظُفرٌ من سنانٍ وباتِرِ
إذا صالَ يومَ الروعِ أوردَ قرنَهُ / موارِدَ موتٍ مالَها من مصادِرِ
تُعاينُ منهُ مثلَ بازٍ مُصَرصِرٍ / على مثلِ فتخاءِ الجناحين كاسِرٍ
إذا شبَّتِ الهيجاءُ أولَ واردٍ / وإن خفَّتِ الأبطالُ آخِرَ صادِر
يُبادِرُ منهُ القرنُ أغلَبَ غالِبٍ / حديدَ شبا الأنيابِ دامي الأظافرِ
يَثورُ إليهِ حاسِرَاً غيرَ دارِعٍ / ويقضي عليه دارِعاً غيرَ حاسِرِ
بَني عامرٍ أنتُم صَميمٌ فَصَمِّمُوا / إلى الموتِ تصميمَ الليوثِ الخوادِرِ
ولا تتوانوا في حُظُوظِ نُفُوسِكثم / فإنكُم أهلُ النهى والبصائر
ومن شكرِ آلاء الخليفةِ صولةٌ / على الكفرِ تبقى غامِراً كلَّ عامِرِ
تميلُ الجبالُ الشمُّ منها مخافَةً / وتسكنُ أمواجُ البحارِ الزواخرِ
ولا بُدَّ من يَومٍ على الكُفرِ أيومٍ / تَعُمُّ بهِ الدنيا وفودُ البشائِرِ
دعاكُم لما يُحييكُمُ وارِثُ الهُدى / وجامِعُ أشتاتِ العُلا والمفاخرِ
وأحزَمُ من ساسَ الديانَةَ والدُّنا / وأكرَمُ مأمولٍ وأحلمُ قادِرِ
إلى امرِهِ في كُلِّ أمرٍ ونهيهِ / يَرُوحُ ويغدُو كُلُّ ناهٍ وآخِرِ
إذا نامَتِ الأملاكُ عمَّا يهمُّها / رعى الدينَ والدنيا لهُ طَرف ساهِرِ
فلا بَرَحَ الإسلامُ منهُ مؤيَّداً / بمنصُورِ راياتٍ على الكُفرِ ناصِرِ
قضى لكَ اللَه بالتأييدِ والظفَرِ
قضى لكَ اللَه بالتأييدِ والظفَرِ / وبالسعادَةِ في وردٍ وفي صَدَرِ
آثرتَ في نُصرَةِ الدينِ المسيرَ على / طيبِ المُقامِ وبعتَ النومَ بالسهرِ
مُظفَّرٌ مالمغرورِ يُطالِبُهُ / في الأرض من ملجأ عنهُ ولا وَزَرِ
جدَّ الجزيريُّ في إتلافِ مهجتِهِ / حَتَّى تَوَرطَ في وِردٍ بلا صَدَرِ
نارٌ من الفتنةِ العَمياءِ أطفأها / سَعدُ الإمامِ وحَدُّ الصارِمِ الذكرِ
ما زالَ إبليسُ في الأقطارِ يوقِدُها / وترتمي من شرارِ الخلقِ بالشرَرِ
زادَ الشقيُّ على الخفاشِ مشبهِهِ / ضعفَ البصيرةِ إذا ساواهُ في البصَرِ
جارى إلى سقرٍ أصحابَهُ فهووا / فيها سراعاً ووافاهُم على الأثرِ
إن الذي اتخذ الأهواءَ آلِهَةً / على الضلالِ مُصِرٌّ غَيرُ مُزدَجِرِ
والوَعظُ في الناسِ مقبولٌ ومُطَّرَحٌ / كالخطِّ في الماءِ أو كالنقشِ في الحَجَرِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025