المجموع : 37
أَتُترَكُ عارِضٌ وَبَنو عَدِيٌّ
أَتُترَكُ عارِضٌ وَبَنو عَدِيٌّ / وَتَغرَمُ دارِمٌ وَهُمُ بَراءُ
كَدَأبِ الثَورِ يُضرَبُ بِالهَراوي / إِذا ما عافَتِ البَقَرُ الظِماءُ
وَكَيفَ تُكَلِّفُ الشِعرى سُهيلاً / وَبَينَهُما الكَواكِبُ وَالسَماءُ
أَغَرُّ كَمِصباحُ الدُجُنَّةِ يَتَّقي
أَغَرُّ كَمِصباحُ الدُجُنَّةِ يَتَّقي / قَذى الزادِ حَتّى يُستَفادَ أَطايِبُه
وَهَوَّنَ وَجدي عَن خَليلِيَ أَنَّني / إِذا شِئتُ لاقيتُ اَمراً ماتَ صاحِبُه
وَمَن يَرَ بِالأَقوامِ يَوماً يَروا بِهِ / مَعَرَّةَ يَومٍ لا تُوارى كَواكِبُه
فَقُل لِلَّذي يُبدي الشَماتَةَ جاهِداً / سَيَأتيكَ كاسٌ أَنتَ لا بُدَّ شارِبُه
أَخٌ ماجِدٌ لَم يُخزِني يَومَ مَشهَدٍ / كَما سَيفُ عَمرٍو لَم تَخُنهُ مَضارِبُه
وَلَم تَرَ عَيني سوقَةً مِثلُ مالِكٍ / وَلا مُلكاً تُجبي إِلَيهِ مَرازِبُه
لَعَمري لَئِن أَمسى يَزيدُ بنِ نَهشَلٍ
لَعَمري لَئِن أَمسى يَزيدُ بنِ نَهشَلٍ / حَشا جَدَثٍ تَسفى عَلَيهِ الرَوائِحُ
لَقَد كانَ مِمَّن يَبسِطُ الكَفَّ بِالنَدى / إِذا ضَنَّ بِالخَيرِ الأَكُفُّ الشَحائِحُ
فَبَعدَكَ أَبدى ذو الضَغينَةِ ضَغنَهُ / وَسَدَّ لي الظَرفَ العُيونُ الكَواشِحُ
ذَكَرتُ الَّذي ماتَ النَدى عِندَ مَوتِهِ / بِعاقِبَةٍ إِذ صالِحُ العَيشِ طالِحُ
إِذا أَرَقٌ أَفنى مِنَ اللَيلِ ما مَضى / تَمَطّى بِهِ ثِنيٌ مِنَ اللَيلِ راجِحُ
لِيُبكَ يَزيدُ ضارعٌ لِخُصومَةٍ / وَمُختَبِطٌ مِمّا تُطيحُ الطَوائِحُ
سَقى جَدَثاً أَمسى بِدَومَةٍ ثاوِيا / مَنَ الدَلو وَالجَوزاءَ عادٍ وَرائِحُ
عَرى بَعدَما جَفَّ الثَرى عَن نِقابِهِ / بِعَصماءَ تَدري كَيفَ تَمشي المَنائِحُ
سَمَت لَكَ حاجَةٌ مِن حُبِّ سَلمى
سَمَت لَكَ حاجَةٌ مِن حُبِّ سَلمى / وَصَحبُكَ بَينَ عَروى وَالطواحِ
فَبِتُّ كَذي اللَذاذَةِ خالَسَتهُ / فُراتُ المَزجِ عاليَةُ الرِباحِ
سَباها تاجرٌ مِن أَذرِعاتٍ / بِأَغلاءِ العَطِيَّةِ وَالسَماحِ
وَلَستَ بِعازِفٍ عَن ذِكرٍ سَلمى / وَقَلبُكَ عَن تُماضِرَ غَيرُ صاحِ
تَبَسَّمُ عَن حَصى بَرَدٍ عَذابٍ / أَغَرَّ كَأَنَّهُ نورُ الأَقاحي
إِذا ما ذُقتَهُ عَسَلٌ مُصَفّى / جَنَتهُ النَحلُ في عَلَمٍ شَناحِ
وَقَد قَطَعَت تُماضِرُ بَطنَ قَوٍّ / يَمانِيَةِ التَهَجُّرِ وَالرَواحِ
كَأَنَّ حُمولَها لَمّا اِستَقَلَّت / بِذي الأَحزابِ أَسفَلَ مِن نَساحِ
خَلايا ذَنبَريٍّ عابِراتٍ / عَدَو لَي عامِداتٍ لِلقِراحِ
كَأَنَّ مِنازِلاً بِالفَأوِ مِنها / مِدادُ مُعَلِّمٍ يَتلوهُ واحي
وَما يَومٌ تُحييهِ سُلَيمى / بِخَبراءِ البِجادَةِ أَو صَباحِ
بِمَشؤومٍ زِيارَتُهُ طَويلٍ / وَلا نَحسٍ مِنَ الأَيّامِ ضاحي
وَما أَدماءُ مُؤَلِفَةٌ سَلاماً / وَسَدراً بَينَ تَنهِيَةٍ وَراحِ
تَضَمَّنَها مَسارِبُ ذي قِساءٍ / مَكانَ النَصلِ مِن بَدَنِ السِلاحِ
بِأَحسَنَ مِن تُماضِرَ يَومَ قامَت / تودِعُنا لِبَينٍ فَاِنسِراحِ
أَلا أَبلِغ بَني قَطَنٍ رَسولاً / كَلامَ أَخٍ يُعاتِبُ غَيرَ لاحِ
فَما فارَقتُهُم حَتّى اَظَنّوا / وَبَيَّنَ مِن شَواكِلِهِم نَواحي
وَما تُخلى لَكُم إِبِلي إِذا ما رَعَت / قُطمانَ أَو كَنَفَي رِكاحِ
وَلَم تَحموا عَلى نَعَمِ اِبنِ سُؤرٍ / صَوامَ إِلى اِذيَرعَ فَاللَياحِ
فَما لَهُم بِمَرتَعِهِ مُنَدّى / وَلا بِحِياضِهِ أَدنى نِضاحِ
تَشَمَّسُ دونَها عَوفُ بنِ كَعبٍ / بِبَيضِ المَشرَفِيَّةِ وَالرِماحِ
وَآلُ مُقاعِسٍ لَم يَخذُلوها / عَلى حَربٍ أُريدَ وَلا صَلاحِ
وَيَنصُرُها مِن الأَبناءِ جَمعٌ / حُماةُ الحَربِ مَكَروهو النِطاحِ
وَباني المَجدِ حِمّانُ بنُ كَعبٍ / وَباني المَجدِ وُكِّلَ بِالنَجاحِ
وَإِن أَدعُ الأَجارِبَ يُنجِدوني / بِجَمعٍ لا يُهَدُّ مِن الصِياحِ
أُولَئِكَ وَالدِي وَعَرَفتُ مِنهُم / مَكاني غَيرَ مُؤتَشَبِ المُراحِ
تُقادُ وَراءَها بَينَ الشَماني / وَبِصوَةَ كُلُّ سَلهَبَةٍ وَقاحِ
وَكُلُّ طِمِرَّةٍ شَنحٍ نَساها / وَعَجلى الشَدِّ صادِقَةِ المِراحِ
إِذا اِضطَرَبَ الحِزامُ عَلى حَشاها / مِنَ الأَعمالِ مُضطَرَبَ الوِشاحِ
وَخِنذيذٍ تَصيدُ الرَبدَ عَفواً / وَقُبَّ الأَخدَرِيَّةِ في الصَباحِ
كَأَنَّ مَجالَهُنَّ بِبَطنِ رَهبى / إِلى قُطمانَ آثارُ السِلاحِ
كَأّنَّ وَرايِدَ المُهراتِ فيهِم / جَواري السِندِ مُرسَلَةُ السِباحِ
كَأَنَّ الشاحِجاتِ بِبَطنِ رَهبى / لَدى قُنّاصِها بُدنُ الأَضاحي
فَمَن يَعمَل إَلَينا قَرضَ صِدقٍ / عَلى حينِ التَكُشُّفِ وَالشِياحِ
تَجِدهُ حينَ يَكشِفُ عَن ثَراهُ / كَذُخرِ السَمنِ في الأَدَمِ الصَحاحِ
وَمَن يَعمَل بِغُشٍّ لا يَضِرنا / وَتَأخُذُهُ الدَوائِرُ بِالجُناحِ
وَنَحنُ مَنَعنا الحَيَّ أَن يَتَقَسَّموا
وَنَحنُ مَنَعنا الحَيَّ أَن يَتَقَسَّموا / بِدارٍ وَقالوا ما لِمَن فَرَّ مَقعَدُ
غُلامانِ خاضا المَوتَ مِن كُلِّ جانِبٍ
غُلامانِ خاضا المَوتَ مِن كُلِّ جانِبٍ / فَآبا وَلَم يُعقَد وَراءَهُما يَدُ
مَتى يَلقَيا قِرناً فَلا بُدَّ أَنَّهُ / سَيَلقاهُ مَكروهٌ مِنَ المَوتِ أَسودُ
جَزى اللَهُ خَيراً وَالجَزاءُ بِكَفِّهُ
جَزى اللَهُ خَيراً وَالجَزاءُ بِكَفِّهُ / بَني الصَلتِ إِخوانَ السَماحَةِ وَالمَجدِ
أَتاني وَأَهلي بِالعِراقِ نَداهُمُ / كَما صابَ غَيثٌ مِن تِهامَةَ في نَجدِ
فَما يَتَغَيَّر مِن زَمانٍ وَأَهلِهِ / فَما غَيَّرَ الإِسلامُ مَجدَكُمُ بَعدي
طَرَقَت أُسَيماءُ الرِحالَ وَدونَها
طَرَقَت أُسَيماءُ الرِحالَ وَدونَها / ثِنيانِ مِن لَيلِ التِمامِ الأَسوَدِ
وَمَفاوِزٌ وَصلَ الفَلاةَ جُنوبُها / بِجُنوبِ أُخرى غَيرَ أَن لَم تُعقَدِ
رَملٌ إِذا أَيدي الرِكابِ قَطَعنَهُ / قُرِعَت مَناسِمُها بِقُفٍّ قَردَدِ
وَكَأَنَّ ريحَ لَطيمَةٍ هِندِيَّةٍ / وَذَكِيَّ جادِيٍّ بِنُصعٍ مَجسَدِ
وَنَدى خُزامى الجَوِّ جَوِّ سُوَيقَةٍ / طَرقَ الخيالُ بِهِ بُعَيدَ المَرقَدِ
وَمَولىً عَصاني وَاِستَبَدَّ بِرَأيِهِ
وَمَولىً عَصاني وَاِستَبَدَّ بِرَأيِهِ / كَما لَم يُطَع بِالبَقَّتَينِ قَصيرُ
فَلَمّا رَأى ما غِبُّ أَمري وَأَمرِهِ / وَوَلَّت بِأَعجازِ الأُمورِ صُدورُ
تَمَنّى نَئيشاً أَن يَكونَ أَطاعَني / وَقَد حَدَثَت بَعدَ الأُمورِ أُمورُ
ضَمِنَ القَنانُ لِفَقعَسٍ سَوآتِها
ضَمِنَ القَنانُ لِفَقعَسٍ سَوآتِها / إِن القَنانَ بِفَقعَسٍ لَمُعَمَّرُ
إِنَّ الخَليطَ أَجَدّوا البَينَ فَاِبتَكَروا
إِنَّ الخَليطَ أَجَدّوا البَينَ فَاِبتَكَروا / وَاِهتاجَ شَوقَكَ أَحداجٌ لَها زُمَرُ
إِذا فاتَ مِنكَ الأَطيَبانِ فَلا تُبَل
إِذا فاتَ مِنكَ الأَطيَبانِ فَلا تُبَل / مَتى جاءَكَ اليَومُ الَّذي كُنتَ تَحذَرُ
قَبَحَ الإِلَهُ الفَقعَسيَّ وَرَهطَهُ
قَبَحَ الإِلَهُ الفَقعَسيَّ وَرَهطَهُ / وَإِذا تَأَوَّهَتِ القَلاصُ الضُمَّرُ
وَلَحا الإِلَهُ الفَقعَسِيَّ وَرَهطَهُ / وَإِذا تَوَقَّدَ في النِجادِ الحَزوَرُ
فَلا تَأمَنِ النَوكى وَإِن كانَ دارُهُم
فَلا تَأمَنِ النَوكى وَإِن كانَ دارُهُم / وَراءَ عَدَولاتٍ وَكُنتَ بِقَيصَرا
أَرى كُلَّ عودٍ نابِتاً في أَرومَةٍ
أَرى كُلَّ عودٍ نابِتاً في أَرومَةٍ / أَبى نَسَبُ العيدانِ أَن يَتَغَيَّرا
بَنو الصالِحينَ الصالِحونَ وَمَن يَكُن / لآِباءِ سوءٍ يَلقَهُم حَيثُ سَيَّرا
أَبوكَ هِنابٌ سارقُ الضَيفِ بُردَهُ / وَجَدِّيَ يا حَجَّاجُ فارِسُ شَمَّرا
حَلَفتُ فَلَم أَفجُر بِحَيثُ تَرَقرَقَت
حَلَفتُ فَلَم أَفجُر بِحَيثُ تَرَقرَقَت / دِماءُ الهَدايا مِن مِنىً وَثَبيرِ
لَنِعمَ الفَتى عالى بَنو الصَلتِ نَعشَهُ / وَأَكفانُهُ يَخفِقنَ فَوقَ سَريرِ
كَأَنَّكَ يا اِبنَ الصَلتِ لَم تَحمِ مُجحِراً / مَضافاً وَلَم تَجبُر فِناءَ فَقيرِ
وَلَم تَقضِ حاجاتِ الوُفودِ وَلَم تَقُل / لِبيضٍ مَصاليتَ اِرحَلوا بِهَجيرِ
رَأى في المَطايا ذاتَ أَشعُبَ تامِكٍ / فَكاسَت بِرِجلٍ في المُناخِ عَقيرِ
فَظَلَّت عِباقُ الطَيرِ تَعفو مُناخَةً / عَلى سَقَطٍ مِن لَحمِها وَبَقيرِ
فَليتَ المَطايا كُنَّ عُرّينَ بَعدَهُ / وَلَم تُطلَبِ الحاجاتُ بَعدَ كَثيرِ
أَرِقتُ لِبَرقٍ بِالعِراقِ وَصُحبَتي
أَرِقتُ لِبَرقٍ بِالعِراقِ وَصُحبَتي / بِحَجرٍ وَما طَيَّاتُ قَومِيَ مِن حَجرِ
وَميضٌ كَأَنَّ الرَبطَ في حَجَراتِهِ / إِذا اِنشَقَّ في غُرٍّ غَوارِبُهُ زُهرِ
كَما رَمَحَت بَلقاءُ تَحمي فُلُوَّها / دَجوجِيَّةُ المَتنَينِ واضِحَةُ الخَصرِ
شَموسٌ أَتَتها الخَيلُ مِن كُلِّ جانِبٍ / بِمَرجٍ فُراتِيٍّ تَحومُ عَلى مُهرِ
فَإِنّي وَقَومي إِن رَجِعتُ إِلَيهِمُ / كَذي العِلقِ آلى لا يَنولُ وَلا يَشري
لَوَيتُ لَهُم في الصَدرِ مِنّي نَصيحَةً / وَوُدّاً كَما تُلوى اليَدانِ إِلى النَحرِ
أَلا أَيُّهذا المُؤتَلي إِنَّ نَهشَلاً / عَصَوا قَبلَ ما آلَيتُ مُلكَ بَني نَصرِ
فَلَمّا غَلَبنا المُلكَ لا يَقسِرونَنا / قَسَطنا فَأَقبَلنا مِنَ الهَيلِ وَالبِشرِ
وَصَدَّ اِبنُ ذي القَرنَينِ عَنّا وَرَهطُهُ / نَسيرُ بِما بَينَ المَشارِقِ وَالقَهرِ
وَقَد عَلِمَت أَعداؤُنا أَنَّ نَهشَلاً / مَصاليتُ حَلاّلو البُيوتِ عَلى الثَغرِ
تُقيمُ عَلى دارِ الحِفاظِ بُيوتُنا / وَإِن قيلَ مَرحاها نُصَبِّحُ أَو تَسري
لَنا هَضبَةٌ صَمّاءُ مِن رُكنِ مالِكٍ / وَأُسدُ كِراءٍ لا تُوَزَّعُ بِالزَجرِ
مَداريهُ ما يُلقى بِهِ أَو مَضيعَةٍ / أَخوهُم وَلا يُغضونَ عَيناً عَلى وَترِ
هُمُ القَومُ يَبنونَ الفَعالَ وَيَنتَمي / إِلَيهِم مُصابُ المالِ مِن عَنَتِ الدَهرِ
وَمَن عَدَّ مَسعاةً فَلا يَكذِبَنَّها / وَلا يَكُ كَالأَعمى يَقولُ وَلا يَدري
وَمُستَلحِمٍ قَد أَنقَذَتهُ رِماحُنا / وَقَد كانَ مِنهُ المَوتُ أَقرَبَ مِن شِبرِ
دَعانا فَنَجَّيناهُ في مُشمَخِرَّةٍ / مَعادَةِ جيرانٍ تَقَلَّصُ بِالغَفرِ
وَجارٍ مَنَعناهُ مِنَ الضَيمِ وَالخَنا / وَجيرانُ أَقوامٍ بِمَدرَجَةِ الدَهرِ
إِذا كُنتَ جاراً لاِمرِىءٍ فَاِرهَبِ الخَنا / عَلى عِرضِهِ إِنَّ الخَنا طَرَفُ الغَدرِ
وَذُد عَن حِماهُ ما عَقَدتَ حِبالَهُ / بِحَبلِكَ وَاِستُرهُ بِما لَكَ مِن سِترِ
وَخالي اِبنُ جَوّاسٍ سَعى سَعيَ ماجِدٍ / فَأَدّى إِلى حَيَّي قُضاعَةَ مِن بَكرِ
لَعَمري لَقَد أَعطى اِبنُ ضَمرَةَ مالَهُ / رِفاقاً مِن الآفاقِ مُختَلِفي النَجرِ
قَرى مِئَةً أَحمٍ لَها وَنُفوسَها / عَلى حينَ لا يُعطي الكَريمُ وَلا يَقري
أَلا إِنَّ قَومي واكزونَ رِماحَهُم / بِما بَينَ فَلجٍ وَالمَدينةِ مِن ثَغرِ
يَذودونَ كَلباً بِالرِماحِ وَطَيِّئاً / وَتَغلِبَ وَالصيدَ النَواظِرَ مِن بَكرِ
أَلا إِنَّ قَومي لا يَجُنُّ بُيوتَهُم / مَضيقٌ مِنَ الوادي إِلى جَبَلٍ وَعرِ
وَنَحنُ مَنَعنا بِالتَناضُبِ قَومَنا / وَبِتنا عَلى نارٍ تُحَرَّقُ كَالفَجرِ
تُضيءُ عَلى القَومِ الكِرامِ وُجوهُهُم / طِوالُ الهَوادي مِن وِرادٍ وَمِن شُقرِ
نَقائِذَ أَمثالَ القَنا أَعوَجِيَّةً / وَجُرداً تَداوى بِالغَريضِ وَبِالنَقرِ
نُعَوِّدُها الإِقدامَ في كُلِّ غَمرَةٍ / وَكَرّاً بِأَيدٍ لا قِصارٍ وَلا عُسرِ
وَيَومٍ كَأَنَّ المُصطَلينَ بِحَرِّهِ / وَإِن لَم تَكُن نارٌ قِيامٌ عَلى الجَمرِ
كَأَنَّ رِماحَ القَومِ في غَمَراتِهِ / نَواشِطُ فُرّاطٍ نُواضِحُ في بِئرِ
صَبَرنا لَهُ حَتّى يُريحَ وَإِنَّما / تُفَرَّجُ أَيّامُ الكَريهَةِ بِالصَبرِ
وَنَحنُ فَلَينا لِاِبنِ طيبَةَ رَأسَهُ / عَلى مَرِقِ الغالي بِأَبيَضَ ذي أَثرِ
وَنَحنُ خَضَبنا لِلخَطيمِ قَميصَهُ / بِدامِيَةٍ نَجلاءَ مِن واضِحِ النَحرِ
وَحَيَّي سَليطٍ قَد صَبَحنا وَوائِلاً / صَبوحَ مَنايا غَيرَ ماءٍ وَلا خَمرِ
وَلَيلَةَ زَيدِ الخَيلِ نالَت جِيادُنا / مُناها وَحَظّاً مِن أَسارى وَمِن ثَأرِ
وَنَحنُ ثَأَرنا مِن سُمَيِّ وَرَهطِهِ / وَظَبيانَ ما في حَيِّ ظَبيانَ مِن وَترِ
وَقاظَ اِبنُ ذي الجَدَّينِ وَسطَ بُيوتِنا / وَكَرشا في الإِغلالِ وَالحَلقِ السُمرِ
وَنَحنُ حَبَسنا الخَيلَ أَن يَتأَوَّبوا / عَلى شَجَعاتٍ وَالجِيادُ بِنا تَجري
حَبَسناهُمُ حَتّى أَقَرّوا بُحُكمِنا / وَأُدِّيَ أَثقالُ الخَميسِ إِلى صَخرِ
أَبي فارِسِ الجَونَينِ قَد تَعلَمونَهُ / وَيَومَ خِفافٍ سارَ في لَجَبٍ مَجرِ
وَنَحنُ رَأَينا بَينَ عَمرٍو وَمالِكٍ / كَما شُدَّ أَعضادُ المَهيضَةِ بِالجَبرِ
مِئينَ ثَلاثاً بَعدَما اِنشَقَّتِ العَصا / وَقَد أُسلِمَ الجاني وَأُتعِبَ ذو الوَفرِ
وَلَمّا رَأَى الساعونَ زَلخاً مَزِلَّةً / وَسُدَّ الثَنايا غَيرَ مُطَّلَعٍ وَعرِ
نَهَضنا بِأَثقالِ المِئينَ فَأَصبَحَت / عَشيرَتُنا ما مِن خَبالٍ وَلا كَسرِ
بِمَرجٍ يُسِمُّ الراعِبَينِ جَنينُهُ / وَيَجهَدُ يَومَ الوِردِ ثائِبَةِ الجَفرِ
وَمِنّا الَّذي أَدّى مِنَ المُلكِ مازِناً / جَميعاً فَنَجّاها مِنَ القَتلِ وَالأَسرِ
وَنَحنُ حَوَينا بِالقَنا يَومَ عانِطٍ / طَريفاً وَمَولاها طَريفَ بَني عَمرِو
وَمَولىً تَدارَكناهُ مِن سوءِ صَرعَةٍ / وَقَد قَذَفَتهُ الحَربُ في لُجَجٍ خُضرِ
كَما اِنتاشَ مَغموراً مِن المَوتِ سابِحٌ / بِأَسبابِ صِدقٍ لا ضِعافٍ وَلا بُترِ
لَنا هَضبَةٌ صَمّاءُ مِن صُلبِ مالِكٍ / وَأُسدُ فَراءٍ لا تُوَزَّعُ بِالزَجرِ
إِذا نَهشَلٌ ثابَت إِليَّ فَما بِنا / إِلى أَحَدٍ إِلاّ إِلى اللَهِ مِن فَقرِ
يُعارِضُ أَرواحَ الشَتآنِ جابِرٌ / إِذا أَقبَلَت مِن نَحوِ حَورانَ أَو مِصرِ
وَقَد عَلِمَت جَمخُ القَبائِلِ أَنَّني / إِذا ما رَمَيتُ القَومَ أُسمِعُ ذا الوَقرِ
بِرَجمِ قَوافٍ تُخرِجُ الخَبءَ في الصَفا / وَتُنزِلُ بَيضاتِ الأَنوقِ مِنَ الوَكرِ
وَمَولىً رَفَدتُ النُصحَ حَتّى يَرُدَّهُ
وَمَولىً رَفَدتُ النُصحَ حَتّى يَرُدَّهُ / عَلَيَّ وَحَتّى يَعذِرَ الرَأيَ عاذِرُه
إِذا كانَ لا يُرضى بِرَأيِكَ صَدرُهُ / وَلا أَنتَ إِن لَم يَرضَ رَأيَكَ قاسِرُه
فَصَبرٌ جَميلٌ إِنَّ في اليَأسِ راحَةً / إِذا الغَيثُ لَم يُمطِر بِلادَكَ ماطِرُه
أَجِدَّكَ شاقَتكَ الرُسومُ الدَوارِسُ
أَجِدَّكَ شاقَتكَ الرُسومُ الدَوارِسُ / بِجَنبَي قَساً قَد غَيَّرَتها الرَوامِسُ
فَلَم يَبقَ مِنها غَيرُ نُؤيٍ نَباهُ / مِن السَيلِ العَذارى العَوانِسُ
وَمَوقِدُ نيرانٍ كَأَنَّ رُسومَها / بِحَولَينِ بِالقاعِ الجَديدِ الطَيالِسُ
لَيالِيَ إِذ سَلمى بِها لَكَ جارَةٌ / وَإِذ لَم يُخَبِّر بِالفِراقِ العَواطِسُ
لَيالِيَ سَلمى دُرَّةٌ عِندَ غائِصٍ / تُضيءُ لَكَ الظَلماءَ وَاللَيلُ دامِسُ
تَناوَلَها في لُجَّةِ البَحرِ بَعدَما / رَأى المَوتَ ثُمَّ اِحتالَ حوتٌ مُغامِسُ
فَجاءَ بِها يُعطي المُنى مِن وَرائِها / وَيَأبى فَيُغليها عَلى مِن يُماكِسُ
إِذا صَدَّ عَنها تاجِرٌ جاءَ تاجِرٌ / مِنَ العُجمِ مَخشِيٌّ عَليهِ النَقارِسُ
يَسومونَهُ خُلدَ الحَياةِ وَدونَها / بُروجُ الرُخامِ وَالأُسودُ الحَوارِسُ
وَما رَوضَةٌ مِن بَطنِ فَلجٍ تَعاوَنَت / لَها بِالرَبيعِ المُدجِناتُ الرَواجِسُ
حَمَتها رِماحُ الحَربِ وَاِعتَمَّ نُبتُها / وَأَعشَبَ ميثُ الجانِبَينِ الرَوائِسُ
بِأَحسَنَ مِن سَلمى غَداةَ اِنبَرى لَنا / بِذاتِ الأَزاءِ المُرشِقاتُ الأَوانِسُ
نَواعِمُ لا يَسأَلنَ حَيّاً بِبَثِّهِ / عَلَيهِنَّ حَليٌ كامِلٌ وَمَلابِسُ
لَنا إِبِلٌ لَم نَكتَسِبها بِغَدرَةٍ / وَلَم يُغنِ مَولاها السُنونُ الأَحامِسُ
نُحَلِّيها عَن جارِنا وَشَريبِنا / وَإِن صَبَّحَتنا وَهيَ عوجٌ خَوامِسُ
وَيَحبِسُها في كُلِّ يَومٍ كَريهَةٍ / وَلِلحَقِّ في مالِ الكَريمِ مَحابِسُ
وَحَتّى تُريحَ الذَمَّ وَالذَمُّ يُتَّقى / وَيَروى بِذاتِ الجَمَّةِ المُتَغامِسُ
فَتُصبِحَ يَومَ الوِردِ غُلباً كَأَنَّها / هَضابُ شَرَورى مُسنَفاتٌ قَناعِسُ
تُساقِطُ شَفّانَ الصَبا عَن مُتونِها / لِأَكتافِها مِنَ الخَميلِ بَرانِسُ
تَلَبَّطَ ما بَينَ الثَماني وَقَلهَبٍ / بِحَيثُ تَلاقى خَمصُهُ المُتَكاوِسُ
يَصُكُّ العِدى عَنها فُتُوٌّ مَساعِرٌ / وَتَركَبُ عَوفٌ دونَها وَمُقاعِسُ
بِكُلِّ طُوالِ الساعِدَينِ شَمَردَلٍ / فَلا جِسمُهُ وَاِشتَدَّ مِنهُ الأَباخِسُ
بِأَيديهِمُ في كُلِّ يَومِ كَريهَةٍ / عَلى الأَعوَجِيّاتِ الرِماحُ المَداعِسُ
أَرِقتُ وَنامَ الأَخلِياءُ وَعادَني
أَرِقتُ وَنامَ الأَخلِياءُ وَعادَني / مَعَ اللَيلِ هَمٌّ في الفُؤادِ وَجيعُ
وَهَيَّجَ لي حُزناً تَذَكُّرُ مالِكٍ / فَما بِتُّ إِلّا وَالفُؤادُ مَروعُ
إِذا عَبرَةٌ وَرَّعتُها بَعدَ عَبرَةٍ / أَبَت وَاِستَهلَّت عَبرَةٌ وَدُموعُ
لِذِكرى حَبيبٍ بَعدَ هَدءٍ ذَكَرتُهُ / وَقَد حانَ مِن تالي النُجومِ طُلوعُ
إِذا رَقَأَت عَينايَ ذَكَّرَني بِهِ / حَمامٌ تُنادى في الغُصونِ وُقوعُ
دَعَونَ هَديلاً فَاِحتَرَقتُ لِمالِكٍ / وَفي الصَدرِ مِن وَجدٍ عَلَيهِ صُدوعُ
كَأَن لَم أُجالِسهُ وَلَم أُمسِ لَيلَةً / أَراهُ وَلَم نُصبِح وَنَحنُ جَميعُ
فَتىً لَم يَعِش يَوماً بِذَمٍّ وَلَم يَزَل / حَوالَيهِ مِمَّن يَجتَديهِ رُبوعُ
لَهُ تَبَعٌ قَد يَعلَمُ النَاسُ أَنَّهُ / عَلى مَن يُداني صَيِّفٌ وَرَبيعُ