المجموع : 57
قُل لِمَحشوءٍ أَخينا
قُل لِمَحشوءٍ أَخينا / يا أَميرَ الثُقَلاءِ
ما رَأَينا جَبَلاً / قَبلَكَ يَمشي بِالفَضاءِ
نَظَرُ العَينِ إِلَيهِ / يَكحُلُ العَينَ بِداءِ
رَبِّ قَد أَعطَيتَناهُ / وَهوَ مِن شَرِّ عَطاءِ
عارِياً يا رَبِّ خُذهُ / في قَميصٍ وَرِداءِ
أَوَحشَةَ نَدمانَيكَ تَبكي فَرُبَّما
أَوَحشَةَ نَدمانَيكَ تَبكي فَرُبَّما / تُلاقيهِما وَالحِلمُ عَنكَ عَزوب
تَرى خَلَفاً مِن كُلِّ نَيلٍ وَثَروَةٍ / سَماعَ قيانٍ عُودُهُنَّ قَريبُ
يُغَنِّيكِ يا بِنتي فَتَستَصحِبُ النُهى / وَتَحتازكِ الآفاتُ حينَ أَغيبُ
وَإِنَّ امرأً أَودى السَماعُ بِلُبَّهِ / لَعُريانُ مِن ثَوبِ الفَلاحِ سَليبُ
خَلا بَينَ نَدمانيَّ مَوضِعُ مَجلي
خَلا بَينَ نَدمانيَّ مَوضِعُ مَجلي / وَلَم يَبقَ عِندي لِلوصالِ نَصيبُ
وَرُدَّت عَلى الساقي تَفيضُ وَرُبَّما / رَدَدتُ عَلَيهِ الكأسَ وَهيَ سَليبُ
وَأَيُّ امرىءٍ لا يَستَهِشُّ إِذا جَرَت / عَلَيهِ بَنانٌ كَفُّهُنَّ خَضيبُ
رَكِبنَ الدُجى حَتّى نَزَحنَ غِمارَهُ
رَكِبنَ الدُجى حَتّى نَزَحنَ غِمارَهُ / ذَميلاً وَلَم تَنزَح لَهُنَّ غُروب
أَقِلل عِتابَ مَنِ اِستَرَبتَ بِوُدِّهِ
أَقِلل عِتابَ مَنِ اِستَرَبتَ بِوُدِّهِ / لَيسَت تُنالُ مَودَّةٌ بِعِتابِ
أَمسَت بِمَروٍ عَلى التَوفيقِ قَد صَفَقَت
أَمسَت بِمَروٍ عَلى التَوفيقِ قَد صَفَقَت / عَلى يَدِ الفَضلِ أَيدي العُجمِ وَالعَرَبِ
لِبَيعَةٍ لِوَليِّ العَهدِ أَحكَمَها / بِالنُصحِ مِنهُ وَبالإِشفاقِ وَالحَدَبِ
قَد وَكَّدَ الفَضلُ عِقداً لا اِنتِفاضَ لَهُ / لِمُصطَفىً مِن بَني العَبّاسِ مُنتَخَبِ
لَعَمرُكَ ما اَسقي البِلادَ لِحُبِّها
لَعَمرُكَ ما اَسقي البِلادَ لِحُبِّها / وَلَكِنَّما أَسقيكَ حارِ بنَ تَولَبِ
لَمّا رَأَيتِ سَوامَ الشَيبِ مُنتَشِراً
لَمّا رَأَيتِ سَوامَ الشَيبِ مُنتَشِراً / في لَمَّتي وَعُبَيدَ اللَهِ لَم يَشِبِ
سَلَلتِ سَهمَينِ مِن عَينَيكِ فاِنتَصلا / عَلى سَبيَّةِ ذي الاَذيال وَالطَرَبِ
كَذا الغَواني مَراميهِنَّ قاصِدَةٌ / إِلى الفُروعِ مُعَدّاةٌ عَنِ الخَشَبِ
لا أَنتِ أَصبَحتِ تَعتَدّينَنا أَرَباً / وَلاوَ عَيشِكِ ما أَصبَحتِ مِن أَرَبي
إِحدى وَخَمسينَ قَد أَنضَيتُ جِدَّتَها / تَحولُ بَيني وَبَينَ اللَهوِ وَاللَعِبِ
لا تَحسَبيني وَإِن أَغضَيتُ عَن بَصَري / غَفَلتُ عَنكِ وَلا عَن شأنِكِ العَجَبِ
لَو لَم يَكُن لِبَني شَيبانَ مِن حَسَبٍ / سِوىَ يَزيدَ لَفاقوا الناسَ في الحَسَبِ
لا تَحسَبِ الناسَ قَد حابوا بَني مَطَرٍ / إِذ أَسلَمَ الجودُ فيهِم عاقِدَ الطُنُبِ
الجودُ أَخشَنُ لماً يا بَني مَطَرٍ / مِن أَن تَبُزَّكُموه كَفُّ مُتَلِبِ
ما أَعرَفَ الناسَ أَنَّ الجودَ مَدفَعَةٌ / لِلذَّمِّ لَكِنَّهُ يأتي عَلى النَشَبِ
تأوي المَكارِمُ مِن بَكرٍ إِلى مَلِكٍ / مِن آلِ شَيبانَ يَحويهِنَّ مِن كَثَبِ
أَبٌ وَعَمٌّ وَأَخوالٌ مَناصِبُهُم / في مَنبِتِ النَبعِ لا في مَنبِتِ الغَرَبِ
إِنَّ أَبا خالِدٍ لَمّا جَرى وَجَرَت / خَيلُ النَدى أَحرَزَ الأُولى مِنَ القَصَبِ
لَمّا تَلَغَّبَهُنَّ الجَريُ قَدَّمَهُ / عِتقٌ مُبينٌ وَمَحضٌ غَيرُ مُؤتَشِبِ
إِنَّ الَّذينَ اِغتَزوا بِالحُرِّ غِرَّتَهُ / كَمُغتَزي اللَيثِ في عِرّيسَةِ الأَشِبِ
ضَرباً دِراكاً وَشَدّاتٍ عَلى عَنَقٍ / كَأَنَّ إِيقاعَها النِيرانُ في الحَطَبِ
لا تَقرَبَنَّ يَزيداً عِندَ صَولَتِهِ / لَكِن إِذا ما أَحتَبى لِلجودِ فاِقتَرِبِ
وَمُصلَتاتٍ كَأَنَّ حِقداً
وَمُصلَتاتٍ كَأَنَّ حِقداً / بِها عَلى الهامِ وَالرِقابِ
وَأَهدَت لَهُ الأَيّامُ عَنهُنَّ سَلوَةً
وَأَهدَت لَهُ الأَيّامُ عَنهُنَّ سَلوَةً / وَعُرّيَ مِن رَحلِ الصَبابَةِ غارِبُه
مَضى ابنُ سَعيدٍ حينَ لَم يَبقَ مَشرِقٌ
مَضى ابنُ سَعيدٍ حينَ لَم يَبقَ مَشرِقٌ / وَلا مَغرِبٌ إِلّا لَهُ فيهِ مادِحُ
وَما كُنتُ أَدري ما فَواضِلُ كَفِّهِ / عَلى الناسِ حَتّى غَيَّبَتهُ الصَفائِحُ
فَأَصبَحَ في لَحدٍ مِنَ الحَيِّ مَيِّتاً / وَكانَت لَهُ حَيّاً تَضيقُ الصَحاصِحُ
وَما أَنا مِن رُزءٍ وَإِن جَلَّ جازِعٌ / وَلا بِسُرورٍ بَعدَ مَوتِكَ فارِحُ
كَاَن لضم يَمُت حَيٌّ سِواكَ وَلَم تَقُم / عَلى أَحَدٍ إِلّا عَلَيكَ النَوائِحُ
لَئِن حَسُنَت فيكَ المَراثي وَذِكرُها / لَقَد حَسُنَت مِن قَبلُ فيكَ المَدائِحُ
سَأَبكيكَ ما فاضَت دُموعي فَإِن تَغِض / فَحَسبُكَ مِنّي ما تَفيضُ الجَوانِحُ
وَبَيتٍ كَمِثلِ جَناحِ العَقابِ
وَبَيتٍ كَمِثلِ جَناحِ العَقابِ / جَعَلناهُ لِلشَمسِ عَنّا سِدادا
جَعَلنا السُيوفَ بِأَغمادِها / عِماداً لَهُ إِذ عَدِمنا العِمادا
يَجولُ كَجَولِ فِلاءِ الرَبيطِ / تَرودُ مَعَ الخَيلِ يَوماً رِيادا
وَلَيسَ نَصيرُ الحَقِّ مَن صَدَّ دونَهُ
وَلَيسَ نَصيرُ الحَقِّ مَن صَدَّ دونَهُ / وَنَدَّ وَلا مَن شَكَّ فيهِ وَأَلحَدا
اندُب بَني بَرمَكٍ لِدُنيا
اندُب بَني بَرمَكٍ لِدُنيا / تَبكي عَلَيهِم بِكُلِّ وادِ
كانَت بِهِم بُرهَةً عَروساً / فَأَضحَتِ اليَومَ في حِدادِ
وَعَينٌ مُحيطٌ بِالبَريَّةِ طَرفُها
وَعَينٌ مُحيطٌ بِالبَريَّةِ طَرفُها / سَواءٌ عَلَيهِ قُربُها وَبَعيدُها
رَدَّت صَنائِعُهُ عَلَيهِ حَياتَهُ
رَدَّت صَنائِعُهُ عَلَيهِ حَياتَهُ / فَكَأَنَّهُ مِن نَشرِها مَنشورُ
مُضِزٌّ عَلى فأسِ اللِجامِ كَأَنَّهُ
مُضِزٌّ عَلى فأسِ اللِجامِ كَأَنَّهُ / إِذا ما اِشتَكَت أَيدي الجِيادِ يَطيرُ
فَظَلَّ عَلى الصَفصافِ يَومٌ تَباشَرَت / ضِباعٌ وَذؤبانٌ بِهِ وَنورُ
فَأُقسِمُ لا يَنسى لَهُ اللَهُ أَجرَها / إِذا نُسِيَت بَينَ العِبادِ أُجورُ
إِذا الغَيثُ أَكدى وَاِقشَعَرَّت نُجومُهُ / فَغَيثُ أَميرِ المُؤمِنينَ مَطيرُ
وَما حَلَّ هارونُ الخَليفَةُ بَلدَةً / فَأَخلَفَها غَيثٌ وَكادَ يَضيرُ
إِذا ما عَدَدتَ الناسَ بَعدَ مُحَمَّدٍ / فَلَيسَ لِهارونَ الإِمامِ نَظيرُ
مَنيعُ الحِمى لَكِنَّ أَعناقَ مالِهِ / يَظَلُّ النَدى يَسطو بِها وَيَسورُ
وَقَفتُ عَلى حالَيكُما فَإِذا النَدى / عَلَيكَ أَميرَ المؤمِنينَ أَميرُ
كَرِهنَ مِنَ الشَيبِ الَّذي لَو رَأَيتَهُ
كَرِهنَ مِنَ الشَيبِ الَّذي لَو رَأَيتَهُ / بِهِنَّ رَأَيتَ الطَرفَ عَنهُنَّ أَزوَرا
أَعُمَيرُ كَيفَ لِحاجَةٍ
أَعُمَيرُ كَيفَ لِحاجَةٍ / طُلِبت إِلى صُمِّ الصُخورِ
لِلَّهِ دَرُّ عِداتِكُم / كَيفَ اِنتَسَبنَ إِلى الغُرورِ
إِنَّ اللَيالي ضِمنَني / وَوَسَمنَني سِمَةَ الكَبيرِ
أَطفأنَ نورَ شَبيبَتي / وَفَرَشنَني كَنَفَ الغَيورِ
وَلَقَد تَبيتُ أَنامِلي / يَجنينَ رُمّانَ النُحورِ
أَميرَ المؤمِنينَ إِلَيكَ خُضنا
أَميرَ المؤمِنينَ إِلَيكَ خُضنا / غِمارَ المَوتِ مِن بَلَدٍ شَطيرِ
بِخوصٍ كالأَهِلَّةِ جانِفاتٍ / تَميلُ عَلى السُرى وَعَلى الهَجيرِ
حَمَلنَ إِلَيكَ آمالاً عِظاماً / وَمِثلَ الصَخرِ وَالدرِّ النَثيرِ
فَقَد وَقَفَ المَديحُ بِمُنتَهاهُ / وَغايَتِهِ وَصارَ إِلى المَصيرِ
إِلى مَن لا تُشيرُ إِلى سِواهُ / إِذا ذُكِرَ النَدى كَفُّ المُشيرِ
يَدٌ لَكَ في رِقابِ بَني عَليٍّ / وَمَنٌّ لَيسَ بالمَنِّ اليَسيرِ
مَنَتَ عَلى ابنِ عَبدِ اللَهِ يَحيى / وَكانَ مِنَ الحُتوفِ عَلى شَفيرِ
وَقَد سَخِطَت لِسَخطَتِكَ المَنايا / عَلَيهِ فَهيَ حائِمَةُ النسورِ
وَلَو كافأتَ ما اِجتَرَحَت يَداهُ / دَلَفتَ لَهُ بِقاصِمَةِ الظُهورِ
وَلَكِن حَلَّ حِلمُكَ واجتَباهُ / عَلى الهَفَواتِ عَفوٌ مِن قَديرِ
فَعادَ كَأَنَّهُ لَم يَجنِ ذَنباً / وَقَد كانَ اِجتَنى حَسَكَ الصُدورِ
لَهُمُ رَحِمٌ تُصَوِّرُكُم عَلَيهِم / وَتَكسِرُ عَنكُمُ حُمَةَ النَكيرِ
فَإِن شَكَروا فَقَد أَنعَمتَ فيهِم / وَإِلّا فالنَدامَةُ لِلكَفورِ
أَلا لِلَّهِ دَرُّ بَني عَليٍّ / وَزورٍ مِن مَقالَتِهِم كَثيرِ
يُسَمّونَ النَبيَّ أَباً وَيأبى / مِنَ الأَحزابِ سَطرٌ في سُطورِ
وَإِن قالوا بَنو بِنتٍ فَحَقٌّ / وَردّوا ما يُناسِبُ لِلذكورِ
وَما لِبَني بَناتٍ مِن تُراثٍ / مَعَ الأَعمامِ في وَرَقِ الزَبورِ
بَني حَسَنٍ وَرَهطَ بَني حُسَينٍ / عَلَيكُم بِالسَدادِ مِنَ الأُمورِ
أَميطوا عَنكُمُ كَذِبَ الأَماني / وَأَحلاماً يَعِدنَ عِداتِ زورِ
فَقَد ذُقتُم قِراعَ بَني أَبيكُم / غَداةَ الرَوعِ بالبيضِ الذَكورِ
أَحينَ شَفوكُمُ مِن كُلِّ وِترٍ / وَضَموكُم إِلى كَنَفٍ وَثيرٍ
وَجادوكُم عَلى ظَمإٍ شَديدٍ / سُقيتُم مِن نَوالِهِمُ الغَزيرِ
فَما كانَ العُقوقُ لَهُم جَزاءً / بِفِعلِهِمُ وآدى للثُؤورِ
وَإِنَّكَ حينَ تَبلُغُهُم أَذاةٌ / وَإِن ظَلَموا لَمَحزونُ الضَميرِ