المجموع : 71
إِذا ماتَ ابنُ خارجةَ بنِ حِصنٍ
إِذا ماتَ ابنُ خارجةَ بنِ حِصنٍ / فَلا مَطَرَت عَلى الأَرضِ السَماءُ
وَلا جاءَ البَشيرُ بِغُنمِ جَيشٍ / وَلا حملت َلى الطُهرِ النِساءُ
فيومٌ مِنكَ خَيرٌ مِن رِجالٍ / كَثيرٍ عِندَهُم نَعَمٌ وَشاءُ
فَبورِكَ في بَنيكَ وَفي أَبيهم / إِذا ذُكِروا وَنَحنُ لَكَ الفِداءُ
أَصرَمٌ بليلى حادِثٌ أَم تَجنُّبُ
أَصرَمٌ بليلى حادِثٌ أَم تَجنُّبُ / أَم الحَبلُ مِنها واهِنٌ مُتَقَضِّبُ
أَم الوِدُّ مِن لَيلى كَعَهدي مَكانَه / وَلَكِنَّ لَيلى تَستَزيدُ وَتَعتِبُ
أَلَم تَعلَمي يا لَيلَ أَنّيَ لَيِّن / هَضومٌ وَأَنّي عَنبَسٌ حينَ أَغضَبُ
وَأَنّي مَتى أُنفِق مِن المالِ طارِفا / فَإِنّي أَرجو أَن يَثوبَ المُثَوَّبُ
أَأَن تَلِفَ المالُ التِلادُ بِحَقِّهِ / تَشَمَّسُ لَيلى عَن كَلامي وَتٌقطِبُ
عَشيَّةَ قالَت وَالرِكابُ مُناخَةٌ / بِأَكوارِها مَشدودة أَينَ تَذهَبُ
أَفي كُلِّ مِصرٍ نازِحٍ لَك حاجَةٌ / كَذَلِكَ ما أَمرُ الفَتى المُتَشَعِّبُ
فَوَ اللَه ما زالَت تُلَبِّتُ ناقَتي / وَتُقسِمُ حَتّى كادتِ الشَمسُ تَغرُبُ
دعينيَ ما المَوتِ عَنيَ دافِعٌ / وَلا لِلَّذي وَلّى مِن العَيشِ مَطلَبُ
إِلَيكَ عُبيدَ اللَهِ تَهوي رِكابُنا / تَعسَّفُ مَجهولَ الفَلاةِ وَتَدأَبُ
وَقَد ضمرت حَتّى كأَنَّ عُيونَها / نِطافُ فَلاةٍ ماؤُها مُتَصَبِّبُ
فَقُلتُ لَها لا تَشتَكي الأينَ أَنَّهُ / أَمامَكِ قَرمٌ مِن أُميَّةَ مُصعَبُ
إِذ ذَكَروا فَضلَ امرىءٍ كانَ قَبلُهُ / فَفَضلُ عُبَيدِ اللَهِ أَثرى وَأَطيَبُ
وَأَنَكَ لَو يُشفى بك القَرحُ لَم يَعُد / وَأَنتَ عَلى الأَعداءِ نابٌ وَمِخلَبُ
تَصافى عُبيدُ اللَهِ وَالمَجدُ صَفوَةَ ال / حليفين ما أَرسى ثَبِرٌ وَيَثرِبُ
وَأَنتَ إِلى الخَيراتِ أَوَلُ سابِقٍ / فَأَبشِر فَقَد أَدرَكتَ ما كُنتَ تَطلُبُ
أَعِنّي بسَجلٍ مِن سِجالكَ نافِعٍ / فَفي كُلِّ يَومٍ قَد سَرى لَكَ مِحلَبُ
فانكَ لَو ايايَ تَطلُبُ حاجَةً / جَرى لَك أَهلٌ في المَقالِ وَمَرحَبُ
كَأَنّي بِعَبدِ اللَهِ يَركَبُ رَدعَهُ
كَأَنّي بِعَبدِ اللَهِ يَركَبُ رَدعَهُ / وَفيهِ سِنانٌ زاعِبيٌ مُحَرَّبُ
وَقَد فَرَّ عَنهُ المُلحِدونَ وَحَلَّقَت / بِهِ وَبِمَن آساهُ عَنقاءُ مُغرِبُ
تَوَلّوا فَخلَّوه فُشالَ بِشِلوِهِ / طَويلٌ مِن الأَجذاعِ عارٍ مُشَذَّبُ
بِكَفّي غُلامٍ مِن ثَقيفٍ نَمَت بِهِ / قريشٌ وَذو المَجدِ التَليدِ مُعَتَّبُ
أَقولُ لابراهيمَ لما لَقيتُهُ
أَقولُ لابراهيمَ لما لَقيتُهُ / أَرى الأَمرَ أَمسى مُنصِباً مُتَشَعِّباً
تجهَّز وَأَسرِع وَالحَق الجَيشَ لا أَرى / سِوى الجَيشِ إِلّا في المَهالِكِ مَذهَبا
تَخَيَّر فَأَمّا أَن تَزورَ ابنَ ضابىءٍ / عُمَيراً وَإِمّا أَن تَزورَ المُهَلَّبا
هما خُطَّتا خَسفٍ نَجاؤُكَ منهما / رُكوبُكَ حَوليّاً مِن الثَلجِ أَشهَبا
فَما أَن أَرى الحُجَّاجَ يَغمِدُ سَيفَهُ / يَدَ الدَهرِ حَتّى يتركَ الطِفلَ أَشيَبا
فَأَضحى وَلَو كانَت خُراسانُ دونَهُ / رآها مَكانَ السُوقِ أَو هيَ أَقرَبا
فَكائِن تَرى مِن مُكرِهِ العدوٍ مُسمِنٍ / تَحَمَّمَ حِنوَ السَرجِ حَتّى تَجنَبّا
سَأَبكي وان لَم تَبكِ فِتيانُ مَذحِجٍ
سَأَبكي وان لَم تَبكِ فِتيانُ مَذحِجٍ / فَتاها إِذا اللَيلُ التِمّامُ تأوَّبا
فَتى لَم يَكُن في مِرَّةِ الحَربِ جاهِلا / وَلا بِمُطيعٍ في الوَغى من تَهَيَّبا
أَبانَ أُنوفَ الحَيِّ قَحطانَ قَتلُهُ / وَأَنفَ نِزارٍ قَد أَبانَ فَأَوعَبا
فَمَن يَكُ أَمسى خائِناً لأَميرهِ / فَما خانَ ابراهيمُ في المَوتِ مُصعَبا
أَبا مَطَرٍ شَلَّت يَمينٌ تَفَرَّعَت
أَبا مَطَرٍ شَلَّت يَمينٌ تَفَرَّعَت / بِسَيفِكَ رأسَ ابنِ الحَواريّ مُصعَبِ
وَلا ظَفرت كَفّاكَ بِالخَيرِ بَعدَهُ / وَلا عِشتَ إِلّا في تَبارٍ مُخَيَّبِ
قَتَلتَ فَتىً كانَت يَداهُ بِفَضلِهِ / تَسُحّاِ سَحّ العارِضِ المُتَصَوِّبِ
أَغَرَّ كَضَوءِ البَدرِ صورَةُ وَجهِهِ / إِذا ما بَدا في الجَحفَلِ المتكثِّبِ
لا تَجعَلَنَّ مُبَدَّناً ذا سُرَّةٍ
لا تَجعَلَنَّ مُبَدَّناً ذا سُرَّةٍ / ضَخماً سَرادِقُهُ وَطيءَ المَركبِ
كَأَغَرَّ يَتَّخِذُ السُيوفَ سُرادِقاً / يَمشي بِرايَتِهِ كَمَشي الأَنكَبِ
فتحَ الالهُ بشدَّةٍ قَد شَدَّها / ما بَينَ مَشرِقِ أَهلِها وَالمَغرِبِ
جَمَعَ ابنُ مَروانَ الأَغَرُّ مُحمَّدٌّ / بَينَ ابنِ اشترِهم وَبَينَ المصعَبِ
حَنَّت قَلوصيَ وَهناً بَعدَ هَدأَتِها
حَنَّت قَلوصيَ وَهناً بَعدَ هَدأَتِها / فَهَيَّجَت مُغرَماً صَبّاً عَلى الطَرَبِ
حَنَّت إِلى خير من حُثَّ المَطيُّ لَهُ / كالبَدرِ بَينَ أَبي سُفيانَ وَالعُتبِ
تَذَكَّرَت بِقُرى البَلقاءِ نائِلَهُ / لَقَد تَذَكَّرتُه مِن نازِح عَزَبِ
وَاللَهِ ما كانَ بي لَولا زِيارَتُهُ / وَأَن أُلاقي أَبا حَسّانَ مِن أَرَبِ
حَنَّت لِترجعَني خَلفي فَقُلتُ لَها / هَذا أَمامِكِ فالقَيهِ فَتى العَرَبِ
لا يَحسَبُ الشَرَّ جاراً لا يُفارِقُهُ / وَلا يُعاقِبُ عِندَ الحِلمِ بالغَضَبِ
مِن خَيرِ بَيتٍ عَلِمناهُ وَأَكرَمهِ / كانَت دِماؤُهمُ تَشفي مِن الكَلَبِ
لِبشرِ بنِ مَروانِ على الناسِ نِعمَةٌ
لِبشرِ بنِ مَروانِ على الناسِ نِعمَةٌ / تَروحُ وَتَغدو لا يُطاقُ ثَوابُها
بِهِ أَمَّنَ اللَهُ النُفوسَ مِن الرَدى / وَكانَت بِحالٍ لا يَقَرُّ ذُبابُها
دفعتَ ذَوي الأَضغانِ يا بِشرُ عَنوَةً / بِسَيفِكَ حَتّى ذَلَّ مِنها صِعابُها
وَكُنتَ لَنا كَهفاً وَحِصناً وَمَعقِلاً / إِذا الفِتنَةُ الصَمّاءُ طارَت عُقابُها
وَكَم لَكَ يا بِشرَ بنَ مَروانَ مِن يَدٍ / مُهَذَّبَةٍ بَيضاءَ راسٍ ظِرابُها
وَطَدتَ لَنا دينَ النَبيِّ مُحَمَّدٍ / بحلمِكَ إِذ هَرَّت سِفاهاً كِلابُها
وَسُدتَ ابنَ مَروانٍ قُرَيشاً وَغيرَها / إِذا السنةُ الشَهباءُ قَلَّ سَحابُها
رَأَيتَ ثآنا واِصطنعتَ أَيادياً / إِلَينا وَنارُ الحَربِ ذاك شِهابُها
مَشى ابنُ الزُبَير القَهقَرى فَتَقَدَّمَت
مَشى ابنُ الزُبَير القَهقَرى فَتَقَدَّمَت / أُمَيَّةُ حَتّى أَحرَزوا القَصَباتِ
وَجِئتَ المُجَلذى يابنَ مَروانَ سابِقاً / أَمامَ قُرَيشٍ تَنفضُ العُذراتِ
فَلا زِلتَ سَبّاقاً إِلى كُلِّ غايَةٍ / مِنَ المَجدِ نَجّاءً مِن الغَمَراتِ
لا أَحسِبُ الشَرَّ جاراً لا يُفارِقُني
لا أَحسِبُ الشَرَّ جاراً لا يُفارِقُني / وَلا أحُزُّ عَلى ما فاتَني الوَدَجا
وَما نزلتُ مِن المَكروهِ مَنزِلَةً / إِلّا وَثِقتُ بأن أَلقى لَها فَرَجا
لا جَعَلَ اللَهُ قَلبي حينَ يَنزِلُ بي / هَمٌّ تَضيَّفَني ضَيفاً وَلا حَرجا
وَلا بأقوَدَ عِرقِ الأَخدَعينِ إِذا / مَرَّت عَليَّ ضَروسٌ تَخزِلُ الثَبَجا
وَلا تَراني عَلى ما فاتَ مكتَئِباً / وَلا تَراني إِلى ما قيدَ مُبتَهِجا
أَغادٍ أَو الحَدراء أَم متروِّحُ
أَغادٍ أَو الحَدراء أَم متروِّحُ / كَذاكَ النَوى مِمّا تُجِدُّ وَتَمزَحُ
لَعَمري لَقَد كانَت بِلادٌ عَريضَةٌ / ليَ الروحُ فيها عَنكَ وَالُتَسَرَّحُ
وَلَكِنَّهُ يَدنو البَغيضُ وَيبعدُ ال / جيبُ وَينأى في المَزارِ وَيَنزِحُ
أَلا لَيتَ شِعري هَل أَتى أَمَّ واصِلٍ / كُبولٌ أَعَضّوها بِساقيَّ تجرَحُ
إِذا ما صَرَفتُ الكعبَ صاحَت كَأَنَّها / صَريفُ خَطاطيفٍ بدَلوينِ تَمتَحُ
تُبَغّي أَباها في الرِفاقِ وَتَنثَني / وَألوى بِهِ في لُجَّةِ البَحر تِمسَحُ
أَمُرتَحِلٌ وَفدُ العِراقِ وَغودرَت / تَحِنُّ بِأَبوابِ المَدينَةِ صَيدَحُ
فانَّكِ لا تَدرينَ فيما أَصابَني / أَريشُكِ أَم تَعجيلُ سيرِكش أَنجَحُ
أَظنَّ أَبو الحَدراءِ سَجني تِجارَةً / تَرَجّى وَما كُلُّ التِجارَةِ تُربحُ
أَلَم تَرَ أَنّي قَد أَخَذتُ جَعيلَةً
أَلَم تَرَ أَنّي قَد أَخَذتُ جَعيلَةً / وَكُنتُ كَمَن قادَ الجَنيبَ فأسمَحا
وَأَوقَدَتِ الأَعداءُ يا مَيَّ فاِعلَمي / بِكُلِّ شَرىً ناراً فَلَم أَرَ مَجمَحا
وَلا يَعدم الداعي إِلى الخَيرِ تابِعاً / وَلا يَعدَم الداعي إِلى الشَرِّ مَجدَحا
أَلا طَرَقَت رُويمَةُ بَعدَ هَدءٍ
أَلا طَرَقَت رُويمَةُ بَعدَ هَدءٍ / تَخَطّى هَولَ أَنمارٍ وَأُسدِ
تَجوسُ رِحالَنا حَتّى أَتَتنا / طُروقاً بَينَ أَعرابِ وَجُندِ
فَقالَت ما فعلتَ أَبا كَثيرٍ / أَصَحَّ الودُّ أَم أَخلفتَ عَهدي
كَأَنَّ المِسكَ ضُمَّ عَلى الخُزامى / إِلى أَحشائِها وَقَضيبَ رَندِ
أَلا مَن مُبلِغٌ عَنّي نُعيماً / فَسَوفَ يُجَرِّبُ الأخوانَ بَعدي
رَأَيتُكَ كالشُموسِ تُرى قَريباً / وَتَمنَعُ مَسحَ ناصيَةٍ وَخَدِّ
فاني ان أَقَع بِكَ لا أُهَلِّل / كَوَقعِ السَيفِ ذي الأَثرِ الفِرِندِ
فَأَولى ثُمَّ أَولى ثُمَّ أَولى / فَهَل لِلدَّرِ يُجلَبُ من مَردِّ
فَلا يَصرِمِ اللَهُ اليَمينَ الَّتي عَلَت
فَلا يَصرِمِ اللَهُ اليَمينَ الَّتي عَلَت / عَلى البُغضِ وَالشَحناءِ أَنفَ لبيدِ
فآبَ بَنو ولدِ استِها بِمُضاعَفٍ / مِن اللطم لا يُحصونَهُ بِعَديدِ
نمت بِكَ أَعراقُ الزُبيرِ وهاشِمٍ / وَعَمروٌ نَمى مِن خالِدِ بن سَعيدِ
تأَوَّبَ عينَ ابنِ الزبيرِ سُهودُها
تأَوَّبَ عينَ ابنِ الزبيرِ سُهودُها / وَوَلّى عَلى ما قَد عَراها هُجودُها
كأن سوادَ العَينِ أَبطنَ نَحلَةً / وَعاوَدَها مِمّا تَذكَّرُ عِيدُها
مُخَصَّرةً مِن نَحلِ جيحانَ صعبَةً / لَوى بِجناحَيها وَليدٌ يَصيدُها
مِن اللَيلِ وَهناً أَو شَظيَّةَ سُنبلٍ / أَذاعَت بِهِ الأَرواحُ يُذري حَصيدُها
إِذا طُرِفت أَذرت دُموعً كَأَنَّها / نَثيرُ جُمانٍ بانَ عَنها فَريدها
وَبتُّ كَأَنَّ الصَدرَ فيهِ ذُبالَةٌ / شَبات حَرّها القِنديل ذاكٍ وَقودُها
فَقُلتُ أُناجي النَفسَ بَيني وَبَينَها / كَذاكَ اللَيالي نَحسُها وَسُعودها
فَلا تَجزَعي مِمّا أَلَمَّ فانَّني / أَرى سنةً لَم يَبقَ إِلّا شَريدُها
أَتاني وَعُرضُ الشامِ بَيني وَبَينَها / أَحاديثُ وَالأَنباءُ ينمي بَعيدُها
بِأَنَّ أَبا حَسّانَ تَهدمُ دارَهُ / لُكَيزٌ سَعَت فُسّاقُها وَعَبيدُها
جزت مُضَراً عَنّي الجَوازي بِفعلِها / وَلا أَصبحت الا بِشَرٍّ جُدودُها
فَما خَيرُكُم لا سَيِّداً تنصرونَهُ / وَلا خائِفاً ان جاءَ يَوماً طَريدُها
أَخذلانَهُ في كُلِّ يَومِ كَريهَةٍ / وَمسألة ما أَن يُنادي وَليدُها
لأمكُمُ الوَيلاتُ أَنّى أُتيتُمُ / جَماعاتِ أَقوامٍ كَثيرٍ عَديدُها
فَيالَيتَكُم مِن بَعدِ خُذلانِكم لَهُ / جوارٍ عَلى الأَعناقِ منها عُقودُها
أَلَم تَغضَبوا تَبّاً لَكُم إِذا سطت بكم / مَجوسُ القُرى في دارِكُم وَيَهودُها
تَرَكتم أَبا حَسّانَ تُهدَمُ دارُهُ / مُشَيَّدَةً أَبوابُها وَحَديدُها
يهدِّمُها العِجُليُّ فيكم بشُرطةٍ / كَما نَبَّ في شَبلِ التُيوسِ عتودُها
لَعَمري لَقَد لَفَّ اليَهويُّ ثَوبَهُ / عَلى غَدرةٍ شَنعاءَ باقٍ نَشيدُها
فَلَو كانَ مِن قَحطانَ أَسماءُ شَمَّرَت / كَتائبُ مِن قَحطانَ صُعرٌ خُدودُها
فَفي رَجَبٍ أَو غُرَّةِ الشَهرِ بَعدَهُ / تَزوركُمُ حُمرُ المَنايا وَسودُها
ثَمانونَ أَلفاً دينُ عُثمانَ دينُهم / كَتائِبُ فيها جبرَئيلُ يَقودُها
فَمَن عاشَ مِنكُم عاشَ عَبداً وَمَن يَمُت / فَفي النارِ سُقياهُ هناك صَديدُها
أَلَم تَرَ أَنَّ الدَهرَ أَخنَت صُروفُه
أَلَم تَرَ أَنَّ الدَهرَ أَخنَت صُروفُه / عَلى عَمروٍ السَهميّ تُجبى لَهُ مِصرُ
فَلَم يُغنِ عَنهُ حَزمُه وَاِحتيالُه / وَلا جَمعُهُ لَمذا أُتيحَ له الدهرُ
وَأَمسى مُقيماً بِالعَراء وَضللت / مَكايدُه عَنهُ وَأَموالُه الدَثرُ
أَلَم تَرَني وَالحَمدُ لِلَّه أَنَّني
أَلَم تَرَني وَالحَمدُ لِلَّه أَنَّني / بَرِئتُ وَداواني بِمَعروفِه بِشرُ
رَعى ما رَعى مَروانُ مِنّيَ قَبلَهُ / فَصحَّت لَهُ مِنّي النَصيحَةُ وَالشُكرُ
فَفي كُلِّ عامٍ عاشَهُ الدهرَ صالِحاً / عليَّ لِرَبِّ العالَمينَ له نَذرُ
إِذا ما أَبو مَروانَ خَلّي مَكانَهُ / فَلا تَهنأِ الدُنيا وَلا يُرسَلِ القَطرُ
وَلا يَهنىء الناسَ الوِلادَةُ بينَهُم / وَلا يَبقَ فَوقَ الأَرضِ مِن أَهلِها شَفرُ
فَلَيسَ البُحورُ بِالَّتي تُخبِرونَني / وَلَكِن أَبو مَروانَ بِشرٌ هُوَ البَحرُ
أَنّي لمن نَبعَةٍ صُمٍ مَكاسِرُها
أَنّي لمن نَبعَةٍ صُمٍ مَكاسِرُها / إِذا تَقادَمتِ القَصباءُ وَالعُشَرُ
وَلا أَلينُ لِغَيرِ الحَقِّ أَتبَعُهُ / حَتّى يَلينَ لِضِرسِ الماضِغِ الحَجَرُ
جُمَليَّةٌ أَو عَيهَلٌ شَدقَميَّةٌ
جُمَليَّةٌ أَو عَيهَلٌ شَدقَميَّةٌ / بِها مِن نُدوبِ النِسعِ وَالكورِ عاذِرُ