المجموع : 74
لئنْ كانَ يهديني الغُلامُ لوجهتي
لئنْ كانَ يهديني الغُلامُ لوجهتي / ويقتادُني في السير إذْ أنا راكبُ
لقد يَستضيءُ القومُ بي في أمورهم / ويخبو ضياءُ العين والرأيُ ثاقبُ
مدحتُ الأمير الفتحَ أطلُبُ عُرفَهُ
مدحتُ الأمير الفتحَ أطلُبُ عُرفَهُ / وهل يُستزادُ قائلٌ وهو راغبُ
فأفنى فنونَ الشعر وهي كثيرةٌ / وما فنيتْ آثارُه والمناقبُ
في كل يوم لي ببابك وقفةٌ
في كل يوم لي ببابك وقفةٌ / أطوي إليها سائر الأبواب
فإذا حضرت وغبتُ عنك فإنه / ذنبٌ عقوبتُهُ على البوَّابِ
أقمتُ ببابك في جفوةٍ
أقمتُ ببابك في جفوةٍ / يُلوِّن لي قولَه الحاجبُ
فيطمعني تارةً في الوصول / وربَّتَما قال لي راكبُ
فاعلم عند اختلاف الكلام / وتخليطه أنَّه كاذبُ
وأعزم عزماً فيأبى عليّ / امضاءَه رأيي الثاقبُ
وأني أراقب حتى يثو / بَ للحرِّ من رأيه ثائبُ
فإن تعتذرْ تُلِفِني عاذراً / صَفوحاَ وذاك هو الواجبُ
وإلا فإني إذا ما الحبا / ل رَثَّتْ قُواها لها قاضبُ
أبو جعفرٍ كالناس يرضى ويغضبُ
أبو جعفرٍ كالناس يرضى ويغضبُ / ويبعدُ في كل الأمور ويقربُ
ولكنْ رضاه ليس يُجدي قلامةً / فما فوقه إذْ سخطُهُ ليس يُرهبُ
لو تَخيَّرتُ ما هَوِيتُ ولو مُلّ
لو تَخيَّرتُ ما هَوِيتُ ولو مُلّ / كتُ أمري عرفتُ وجهَ الصواب
لم يشنها استحالةُ اللون عندي / أنها صبغة كلون الشباب
غناؤكِ عندي يُميت الطَرَبْ
غناؤكِ عندي يُميت الطَرَبْ / وضربُك بالعود يُحيي الكُرَبْ
ولم أرَ قبلكِ من قَيْنةٍ / تُغنِّي فأحسَبُها تنتحبْ
ولا شاهدَ الناسُ أنسيّةً / سواك لها بَدَنٌ من خشبْ
ووَجْهٌ رقيبٌ على نفسه / يُنفِّرُ عنه عيونَ الرّيب
فكيف تصُدِّين عن عاشق / يَوَدُّكِ لو كان كلباً كَلبْ
ولو مازجَ النارَ في حَرِّها / حديثُكَ أخْمَد منها اللَّهب
أسكرتني سكراً بغير شرابِ
أسكرتني سكراً بغير شرابِ / وأتتْ إذْ أتتْ بأمر عُجابِ
لم تُرجِّعْ بآيةٍ من كتاب الل / ه حتى نَسيتُ أُمَّ الكتابِ
أذكرتني بصوتها صوتَ داو / د يُقَرِّي الزَّبور في المحرابِ
آبَ أمرُ الإسلام خيرَ مآبهْ / وغدا الملكُ ثابتاً في نصابهْ
مستقرّاً قرارُهُ مطمئناً / آهلاً بعد نأيه واغترابهْ
فاحمد الله وحده والتمس بالعفو / عمن هفا جزيل ثوابهْ
كم من فتىً تُحمَدُ أخلاقُهُ
كم من فتىً تُحمَدُ أخلاقُهُ / وتسكنُ الأحرارُ في ذمّتهْ
قد كثَّرَ الحاجبُ أعداءَهُ / وأحقدَ الناسَ على نعمتهْ
لأبي العيناءِ أولا
لأبي العيناءِ أولا / دٌ هُمُ في الناس آيهْ
فأبو القوم سعيدٌ / وأبو العيناء دايهْ
أبلغْ خليلي أبا بكر مغلغلةً
أبلغْ خليلي أبا بكر مغلغلةً / إنْ وافقتْ منه إصغاء وانصاتا
ما بال أسماعكم عن دعوتي وقرتْ / وقد دعوتكم جمعاً وأشتاتا
كأنني يوم أدعوكم لنائبةٍ / أدعو لها من بطون الأرض أمواتا
لا تحسبوا سرمداً أمري وأمركم / فإن للعسر والإيسار ميقاتا
أقول له والجوسقُ الفرد لائحٌ
أقول له والجوسقُ الفرد لائحٌ / ونحن بغربي الصراة جوانح
وشيب البدر الدجى وترنمت / على شرفات القصر ورقٌ صوادحُ
وقد بردتْ كاساتنا وتنسمتْ / رياحٌ مريضاتُ الهبوبِ صحائحُ
إذا كنتَ مختاراً لنفسك صاحباً / فلا كان واشينا ولا كان كاشحُ
قلت لأهلي وراموا أن أميرهمُ
قلت لأهلي وراموا أن أميرهمُ / بماء وجهي فلم أفعلْ ولم أكدِ
لا تجمعوا أنْ تهينوني وأكرمكم / ولا تمدُّوا إلى نيل اللئام يدي
تبلغوا وادفعوا الحاجات ما اندفَعتْ / ولا يكن همكم في يومكم لغدِ
فربَّ ملتمسٍ ما ليس يُدركه / ومدرك ما تمنَّى غير مجتهدِ
وُصِفَ الصدُّ لمن أهوى فصدْ
وُصِفَ الصدُّ لمن أهوى فصدْ / وبدا يَمْزَح بالهجرِ فجدْ
مالهُ يعدل عني وجهَهُ / وهو لا يعدِلُهُ عندي أَحَدْ
لا تريدوا غرَّةَ الفضل ومن / يطلب الغِرَّة في خِيس الأسدْ
مَلِكٌ نَدْفعُ ما نخشى به / وبه نُصلِحُ منَّا ما فَسَدْ
يُنجزُ الناسُ إذا ما وَعَدوا / وإذا ما أنجَزَ الفضلُ وَعَدْ
سَمِعْنَا بأشعار الملوك فكلُّها
سَمِعْنَا بأشعار الملوك فكلُّها / إذا عَضَّ مَتْنيهِ الثِّقافُ تَأَوَّدا
سوى ما رأينا لامرئ القيس أننا / نراه متى لم يًَشْعُر الفتحُ أوحدا
أقامَ زماناً يَسمعُ القولَ صامتاً / ونحسبه إن رام أكْدى وأصلدا
فلما امتطاه راكباً ذلَّ صعبُهُ / وسارَ فأضحى قد أغار وأنجدا
قد أطلنا بالباب أمسِ القعودا
قد أطلنا بالباب أمسِ القعودا / وجُفِينا به جفاءً شديدا
وذممنا العبيدَ حتى إذا نح / ن بَلونا الموَلَى عَذَرنا العبيدا
وعلى موعدِ أتيناك معلو / م وأمر مُؤكَّدِ تأكيدا
فأقمنا لا الإذنُ جاء ولا جا / ءَ رسولٌ قال انصرفْ مطرودا
وصبَرنا حتى رأينا قُبيلَ ال / ظُهر برذونًَ بعضِهم مردودا
واستقرَّ المكانُ بالقوم والغ / لمانُ في ذاك يمنحونا صدودا
ويُشيرون بالمضيّ فلمّا / أُحرجوا جرَّدوا لنا تجريدا
فانصرفنا في ساعةٍ لو طرحت ال / لَّحمَ فيها نيّاً كُفيتَ الوقودا
فلعمري لقد كنت تعتدّ لي ذن / باً عظيماً وكنتَ فظّاً حقودا
وطلبتَ المزيدَ في عذابِ / فوق هذا لَمَا وَجدتَ مزيدا
كأنَ ظني بك الجميلَ فألفي / تُكَ من كلِّ ما ظننتُ بعيدا
فعليكَ السلامُ تسليمَ من لا / يضمن الدهرَ بعدها أن يعودا
ليس يرضى الحُرُّ الكريم ولو أق
ليس يرضى الحُرُّ الكريم ولو أق / طعتَه الأرضَ أنْ يذلَّ لعبدِ
فعليك السلام إلاّ على الطر / ق وحبِّي كما علمتَ وودّي
لواني بما وعد البحتريُّ
لواني بما وعد البحتريُّ / وما كان يلوي إذا ما وعَدْ
ولكنه قارَعَ النائبات / فأفنى التلاد وحلَّ العقدْ
وما زال يصبر صبرَ الكرامِ / في الحقِ في المال حتى نفدْ
ويعصي العواذل حتى أطاع / ويُسرف في البذل حتى اقتصد
وقد يرحل العَوْد بعد الكلالِ / ويحمد من بعد ما قيل قدْ
بك الله حاط الدين وانتاش أهله
بك الله حاط الدين وانتاش أهله / من الموقف الدَحْض الذي مثلهُ يردي
فولِّ ابنك العباسَ عهدَك أنه / له موضع واكتب إلى الناس بالعهد
فإن خلَفتُهُ السنُ فالعقلُ بالغٌ / به رتبة الشيخ الموفق للرشيد
وقد كان يحيى أوتي العلم قبله / صبيّاً وعيسى كلَّم الناسَ في المهد
جزى الله عني آل خاقانَ إنهم
جزى الله عني آل خاقانَ إنهم / أطالوا لساني بالثناء وبالشكر
هم استعتبوا لي الدهرَ والدهرُ ساخطٌ / فأعتبني بالكره منه وبالصعر
وهمْ نوّهوا باسمي ومدّوا إلى العلى / يديَّ وأحيوا كلّ ما مات من ذكري
وهم عرَّفوني قدر نفسي وعظّموا / بأحسابهم ما صغّر الناسُ من أمري
كفاني عبيد الله لا زال كافياً / به الله همّاً كان ضاق به صدري
كفاني ولم استكفه متبرعاً / فتىً غير ممنوع العطاء ولا نزر
فتى لا يريد المال إلاّ لبذله / ولا يتلقى صفحة الحق بالغدر