القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : كَعْب بنُ مالِك الأَنْصاري الكل
المجموع : 75
فأسأَلِ النّاسَ لا أَبا لكَ عنَّا
فأسأَلِ النّاسَ لا أَبا لكَ عنَّا / يومَ سَالَتْ بالمُعلَمينَ كداءُ
وتداعَتْ خَشْبَاؤُها إذْ رَأيْنَا / واستخَفّتْ من خَوْفِنا الخَشْباءُ
ورأى مَا لَقِينَ مِنّا حِراءٌ / فدَعَا ربَّه بأمنٍ حِراءُ
لقد طارتْ شَعاعاً كلَّ وجهٍ
لقد طارتْ شَعاعاً كلَّ وجهٍ / خَفَارةُ ما أَجَارَ أَبو بَراءِ
فَمِثْلُ مُسَهَّبٍ وبني أبيهِ / بجنبِ الرَّدْهِ من كنفيْ سَواءِ
بني أمِّ البنينَ أمَا سَمِعْتُم / دُعَاءَ المُسْتَغيثِ معَ المَسَاءِ
وتنويهَ الصّريخِ بلى ولكِنْ / عَرفتمْ أنّه صَدْقُ اللّقاءِ
فما صَفِرتْ عيابُ بني كلابٍ / ولا القُرَطَاءُ مِنْ ذمِّ الوفاءِ
أعامرَ عامرَ السَّوْءَاتِ قِدْماً / فلا بالعَقْلِ فُزْتَ ولا السّنَاءِ
أَأَخْفَرْتَ النّبيَّ وكنت قدِماً / إلى السّوْءاتِ تجري بالعراءِ
فلَسْتَ كجارِ جارِ أبي دؤادٍ / ولا الأسديّ جارِ أبي العلاءِ
ولكنْ عارُكُمْ داءٌ قديمٌ / وداءُ الغدْرِ فاعْلمْ شرّ داءِ
لَعَمْرُ أبيكُما يا ابْنَيْ لُؤَيٍّ
لَعَمْرُ أبيكُما يا ابْنَيْ لُؤَيٍّ / على زَهْوٍ لَدَيْكُمْ وانْتِخاءِ
لما حامَتْ فَوارِسُكُمْ بِبَدْرٍ / ولا صَبَرُوا بِهِ عِنْدَ اللِّقاءِ
وَرَدْناهُ بِنُورِ اللهِ يَجْلُو / دُجَى الظَّلْماءِ عَنَّا والغطاءِ
رسولُ اللهِ يُقْدِمُنا بأَمْرٍ / مِنَ امْرِ اللهِ أُحْكِمَ بالقَضاءِ
فَما ظَفِرَتْ فوارِسُكُمْ بِبَدْرٍ / وما رَجَعُوا إليكُمْ بالسَّواءِ
فلا تَعْجَلْ أبا أبا سُفْيانَ وارْقُبْ / جِيادَ اللهِ تطْلعُ مِنْ كَداءِ
بِنَصْرِ اللهِ رُوحُ القُدْسِ فيها / وميكالٌ فَيا طِيبَ الملاءِ
لَعَمْري لَقَدْ حَكَّتْ رَحَى الحرب بَعْدَما
لَعَمْري لَقَدْ حَكَّتْ رَحَى الحرب بَعْدَما / أطارَتْ لُؤَيّاً قَبْلُ شَرْقاً وَمُغْرِبا
بَقِيَّةَ آلِ الكاهنينَ وعَزَّها / فَعادَ ذَليلاً بَعْدَ ما كان أَغْلَبا
فَطَاحَ سَلامٌ وابنُ سَعْيَةَ عَنْوةً / وقيدَ ذَليلاً للمنايا ابن أخطبا
وأجْلَبَ يَبْغي العِزَّ والذلَّ يَبْتضغي / خِلافَ يَدَيْه ما جَنَى حِينَ أَجْلبا
كتارِكِ سَهْلِ الأرْضِ والحَزْنُ هُمُّهُ / وَقَدْ كانَ ذا في الناسِ أَكْدَى وَأَغْلَبا
وَشَأْسٌ وَعَزّالُ وَقَدْ صُلِيَا بِها / وما غُيِّبا عَنْ ذاكَ فِيمْنَ تَغَيَّبا
وَعَوْفُ بنُ سَلْمى وابنُ عوفٍ كلاهما / وكَعْبٌ رئيسُ القَومِ حانَ وخُيِّبا
فبُعْداً وَسُحْقاً للنَّضِير ومِثْلُها / إِنِ أعْقَبَ فَتْحٌ أَو إنِ اللهُ أَعْقَبَا
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنّي كَعْبُ
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنّي كَعْبُ /
مفرَّحُ الغَمَّا جريءٌ صُلْبُ /
إذ شَبَّتِ الحربُ تلتْها الحربُ /
معي حُسَامٌ كالعَقيقِ عَضْبُ /
نَطؤُكُمْ حَتّى يُذَلَّ الصَّعْبُ /
نُعطي الجزاءَ أو يفيء النَّهْبُ /
بكفِّ ماضٍ لَيْسَ فيه عَتْبُ /
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أنّي مَرْحَبْ
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أنّي مَرْحَبْ /
شَاكٍ سلاحي بَطَلٌ مُجَرَّبْ /
إذا الليوثُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبْ /
وأحْجَمَتْ عَنْ صولةِ المغَلَّبْ /
سَائِلْ قريشاً غداةَ السَّفْحِ مِنْ أُحُدِ
سَائِلْ قريشاً غداةَ السَّفْحِ مِنْ أُحُدِ / ماذا لَقِينا وما لاقوا من الهَرَبِ
كنّا الأُسُودَ وكانوا النُّمورَ إذ زَحَفُوا / ما إنْ نراقِبْ مِنْ آلٍ ولا نَسَبِ
فَكَمْ تَرَكْنا بِها مِنْ سَيِّدٍ بَطَلٍ / حامي الذِمارِ كريمِ الجَدّ والحَسبِ
فِينا الرسُولُ شِهابٌ ثُمَّ يَتْبَعُهُ / نُورٌ مُضيءٌ لَهُ فَضْلٌ على الشُّهُبِ
الحَقُّ مَنْطِقُهُ والعَدْل سِيرَتُهُ / فَمَنْ يُجبْهُ إليهِ يَنْجُ مِنْ تَبَبِ
نَجْدُ المقدَّمِ ماضي الهمِّ مُعْتَزِمٌ / حينَ القلوبُ على رجفٍ منَ الرُّعُبِ
يَمْضي ويذْمرُنَا عَنْ غيرِ مَعْصِيةٍ / كأَنَّه البَدْرُ لم يُطْبَعْ على الكَذِبِ
بَدَا لنا فاتَّبَعْناهُ نُصَدِّقُهُ / وَكَذَّبه فكُنَّاأسْعَدَ العَربِ
جالُوا وجُلْنا فَمَا فَاؤوا وما رَجَعوا / ونَحْنُ نَثْفُنُهُمْ لَمْ نَأْلُ في الطلبِ
ليسَا سواءً وشتَّى بين أمِرهمَا / حِزْبُ الإلهِ وأهْلُ الشِّركِ والنُّصبِ
أبْقَى لنا حَدَثُ الحروبِ بَقِيَّةً
أبْقَى لنا حَدَثُ الحروبِ بَقِيَّةً / مِنْ خَيْرِ نِحْلَةِ رَبِّنا الوَهَّابِ
بيضاءَ مُشْرِفةَ الذُّرَى وَمَعاطناً / صُمَّ الجذوعِ غَزيرةَ الأَحْلابِ
كاللُّوبِ يُبذل جمُّها وحَفيلُها / للجارِ وابنِ العمِّ والمنتابِ
ونزائعاً مثلَ السِّراحِ نَما بها / علَفُ الشَّعيرِ وجِزَّةُ المقضابِ
عَرِيَ الشَّوى مِنها وأرْدَفَ نَحْضَها / جُرْدُ المُتونِ وسائِرُ الآرابِ
قُوداً تُراحُ إلى الصيَّاحِ إذا غَدَتْ / فِعْلَ الضِّراءِ تَراحُ للكلاّبِ
وتحوطُ سائمةَ الدّيارِ وتارَةً / تُرْدِي العِدَى وتَؤُوبُ بالأَسْلابِ
حوشُ الوحوشِ مطارَةٌ عِنْدَ الوَغَى / عُبْسُ اللّقاءِ مُبِينَةُ الأَنْجابِ
عُلِفَتْ على دَعَةٍ فصارَتَ بُدَّناً / دُخْسَ البَضِيعِ خَفِيفَةَ الأَقْصابِ
يَغْدونَ بالزَّغْفِ المُضاعفِ شَكَّهُ / وبمُتْرصَاتٍ في الثقافِ صِيَابِ
وصوارمٍ نَزَعَ الصَّيَاقِلُ غَلبَها / وَبِكلِّ أرْوَعَ ماجدِ الأَنْسَابِ
يَصِلُ اليمينَ بمارنٍ متقاربٍ / وُكِلَتْ وَقيعَتُهُ إلى خَبَّابِ
وأعزَّ أزْرَقَ في القناةِ كَأَنَّهُ / في طُخْيةِ الظَّلْماءِ ضَوْءُ شِهابِ
وكتيبةٍ ينفي القِرَانَ قتيرُهَا / وتَرُدُّ حدَّ قَوَاحزِ النُّشَّابِ
جَأْوي مُلملَمَةٍ كأَنَّ رِمَاحَها / في كلِّ مُجْمَعَةٍ ضريمةُ غابِ
يَأْوي إلى ظِلِّ اللّواءِ كأَنَّهُ / في صَعْدَةِ الخَطّيّ فَيْءُ عُقابِ
أعْتَبَ أبا كَربٍ وأعْيَتْ تُبَّعاً / وأَبتْ بَسالتُها على الأَعرابِ
ومواعِظٍ مِنْ رَبِّنا نُهدي بها / بِلسانِ أزهرَ طيّبِ الأثوابِ
عُرِضَتْ عَلَينا فاشْتَهَينا ذِكْرَهَا / مِنْ بَعْدِ ما عُرِضَتْ على الأَحْزابِ
حِكْماً يراها المجرمونَ بِزَعْمِهِمْ / حَرَجاً ويَفْهَمُها ذَوُو الأَلْبابِ
جاءَتْ سَخينةُ كي تُغالِبَ رَبَّها / فَلْيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الغَلاَّبِ
أُقاتِلُ حَتِّى لا أَرَى لي مُقاتِلاً
أُقاتِلُ حَتِّى لا أَرَى لي مُقاتِلاً / وأَنْجُو إذا غُمَّ الجبانُ مِنَ الكَرْبِ
وأَغْضُوا عَنِ الفَحْشاءِ لا تَعْرِضُوا لها
وأَغْضُوا عَنِ الفَحْشاءِ لا تَعْرِضُوا لها / ولا تَطْلُبُوا حَرْبَ العَشِيرَةِ بالقَلْبِ
ولا تَقْضِبُوا أَعْراضَهَمُ في وُجُوهِهِمُ / ولا تَلْمسُوها في المجالسِ والرَّكْبِ
ولا تَأكُلُوا مالاً بإِثْمٍ ولا تَكُنْ / مُعانِدُهُ بالتُّرَّهاتِ وبِالغَضْبِ
إذا قَصُرَتْ أسيافُنا كانَ وَصْلُها
إذا قَصُرَتْ أسيافُنا كانَ وَصْلُها / خُطَانَا إلى أعْدَائِنَا فَنُضَارِبِ
طَعَنّا طَعْنَةً حَمْراءَ فِيهمْ
طَعَنّا طَعْنَةً حَمْراءَ فِيهمْ / حَرامٌ رَأْبُها حَتَّى المَماتِ
صَفِيَّةُ قُومي ولا تَعْجَزي
صَفِيَّةُ قُومي ولا تَعْجَزي / وَبَكّي النّسَاءَ على حَمْزَةِ
ولا تَسْأَمي أنْ تُطِيلي البُكَا / عَلَى أَسَدِ الله في الهِزَّةِ
فَقَدْ كَانَ عِزّاً لأَيْتامِنَا / وَلَيْثَ المَلاَحِمِ في البِزَّةِ
يُرِيدُ بذَاكَ رِضَا احْمَدٍ / وَرُضْوانَ ذي العرشِ والعِزَّةِ
نَشَجْتَ وَهَلْ لَكَ منْ مَنْشَجِ
نَشَجْتَ وَهَلْ لَكَ منْ مَنْشَجِ / وكنْتَ مَتَى تَذَّكِرْ تَلْجَجِ
تذكُّرَ قَومٍ أتاني لَهَمُ / أحاديثُ في الزَمَنِ الأَعْوَجِ
فَقَلْبُكَ مِنْ ذِكْرِهِم خافِقٌ / مِنَ الشَّوقِ والحَزَنِ المُنْضِجِ
وقَتْلاهُمُ في جِنانِ النَّعيمِ / كِرامُ المداخلِ والمَخْرَجِ
بما صَبَروا تَحْتَ ظِلِّ اللِّواءِ / لواءِ الرسولِ بذي الأَضْوَجِ
غداةَ أجابَتْ بأَسْيافِها / جميعاً بَنُو الأَوْسِ والخَزْرَجِ
وأشياعُ أَحْمَدَ إذ شايَعوا / على الحقِّ ذي النورِ والمَنْهَجِ
فما بَرِحُوا يَضْرِبُونَ الكُماةَ / ويمضونَ في القَسْطلِ المرْهجِ
كذلِكَ حَتَّى دَعَاهُمْ مَلِيكٌ / إلى جَنَّةٍ دَوْحَةِ المُولِجِ
فكلُّهُمُ مَاتَ حُرَّ البلاءِ / على مِلَّةِ اللهِ لَمْ يَحْرَجِ
كَحَمْزةَ لمّا وَفَى صادِقاً / بذي هِبَةٍ صارِمٍ سَلْجَجِ
فلاقاهُ عَبْدُ بَني نَوْفَلٍ / يُبرِبْرُ كالجَملِ الأَدْعَجِ
فأَوْجَزَهُ حَرْبَةً كالشِّهابِ / تَلَهَّبُ في اللَّهَبِ المُوهَجِ
ونَعمانُ أَوْفى بمِيثاقِهِ / وَحَنْظَلَةُ الخيرِ لَمْ يُحْنَجِ
عَنِ الحق حَتَّى غَدَتْ رُوحُهُ / إلى مَنْزِلٍ فاخِرِ الزِّبْرَجِ
أولئِكَ لا مَنْ ثَوَى مِنْكُمُ / مِنَ النّارِ في الدَّرَكِ المُرْتَجِ
وباكيةٍ حِراءَ تَحْزَنُ بالبُكا
وباكيةٍ حِراءَ تَحْزَنُ بالبُكا / وَتَلْطمُ مِنها خَدَّها والمُقلَّدا
على هالِكٍ بَعْدَ النَّبيّ مُحمَّدٍ / وَلَوَ عَلِمَتْ لَمْ تَبْكِ إِلاّ محمَّدا
فُجعْنا بخَيْرِ النّاسِ حَيّاً وَميِّتاً / وأدْناهُ مِنْ رَبِّ البَرِيَّة مِقْعَدا
وأفْظَعِهِمْ فَقْداً على كُلِّ مُسْلِمٍ / وأعْظَمِهمْ في النّاسِ كُلِّهمُ يَدا
إذا كان منْهُ القولُ كان مُوَفَّقاً / وإنْ كانَ حيّاً كان نوراً مجدَّدا
لقد وَرِثَتْ أخلاقُهُ المَجْدَ والتقى / فلم تتَلْقَهُ إلاّ رشيداً ومُرْشِدا
طَرَقَتْ هُمومُكَ فالرقادُ مسهَّدُ
طَرَقَتْ هُمومُكَ فالرقادُ مسهَّدُ / وَجَزِعْتُ أَنْ سُلِخَ الشَّبابُ الأَغْيَدُ
وَدَعَتْ فؤادَكَ للهَوَى ضمْريَّةٌ / فهواكَ غوريٌّ وصَحْبُكَ مُنْجِدُ
فدَعِ التَّمادِيَ في الغَوايَةِ سادِراً / قَدْ كُنْتَ في طَلَبِ الغَوايَةِ تُفْنَدُ
وَلَقَدْ أَنَى لَكَ أنْ تناهَى طائِعاً / أو تَسْتَفيقَ إذا نهاكَ المْرشِدُ
وَلَقَدْ هُدِدْتُ لفَقْدِ حَمْزَةَ هُدَّةً / ظَلَّتْ بَناتْ الجَوْفِ مِنْها تَرْعُدُ
وَلَوَ أنَّهُ فَجِعَتْ حِراءُ بمِثْلِهِ / لَرَأَيْتَ رأسَي صَخْرِها يَتَبَدَّدُ
قَرْمٌ تَمَكَّنَ في ذُؤابَةِ هاشِمٍ / حَيْثُ النُّبُوَّةُ والنَّدَى والسُّؤْدُدُ
والعاقِرُ الكُومَ الجِلادَ إذا غَدَتْ / ريحٌ يكادُ الماءُ مِنها يُجْمُدُ
والتارِكُ القِرْنَ الكَميَّ مُجَدَّلاً / يَوْمَ الكَرِيهَةِ والقَنا يَتَقَصَّدُ
وتَراهُ يَرْفُلُ في الحديدِ كَأَنَّهُ / ذُو لِبْدَةٍ شَثْنُ البراثِنِ أَرْبَدُ
عَمُّ النبيِّ مُحَمَّدٍ وَصَفِيُّهُ / وَردَ الحِمامَ فطابَ ذاكَ المَوْرِدُ
وَأَتَى المَنِيَّةَ مُعَلِماً في أُسْرَةٍ / نَصَرُوا النبيَّ ومِنْهُمُ المسْتَشْهِدُ
ولَقَدْ إخالُ بذاكَ هِنْداً بُشِّرَتْ / لتُميتَ داخِلَ غُصَّةٍ لا تَبْرُدُ
مِمّا صَبَحْنَا بالعَقَنْقَلِ قَوْمَها / يوماً تَغيَّبَ فيهِ عَنْها الأَسْعَدُ
وبِبِئرِ بَدْرٍ إذْ يَرُدُّ وُجُوهَهُمْ / جِبْريلُ تَحْتَ لوائِنا وَمُحَمَّدُ
حَتَّى رأيتُ لَدَى النَّبيِّ سَراتَهُمْ / قِسْمَيْنِ يَقتُلُ مَنْ نَشاء وَيطْرُدُ
فأقامَ بالعَطَنِ المُعَطَّنِ مِنْهُمُ / سَبْعون عتبةُ مِنْهمُ والأسْوَدُ
وابنُ المغيرَةِ قَدْ ضَرَبْنا ضَرْبَةً / فوقَ الوريدِ لها رَشاشٌ مُزْبِدُ
وَأُيَّةُ الجُمَحيُّ قَوَّمَ مَيْلَهُ / عَضْبٌ بأيدي المؤمنينَ مُهَنَّدُ
فأتاكَ فَلُّ المشرِكينَ كَأَنَّهُمْ / والخيلُ تَثْفُنُهمْ نَعامٌ شُرَّدُ
شتَّانَ مَنْ هُوَ في جَهَنَّمَ ثاوياً / أبداً وَمَنْ هُوَ في الجِنانِ مخلَّدُ
ألا أَبْلِغْ قُرَيشاً أَنَّ سَلْعاً
ألا أَبْلِغْ قُرَيشاً أَنَّ سَلْعاً / وما بينَ العُرَيْضِ إلى الصِّمادِ
نَواضِحُ في الحروبِ مُدرباتٌ / وخُوصٌ ثُقِبَتْ مِنْ عَهْدِ عادِ
رَواكدُ يَزْخَرُ المُرَّارُ فيها / فَلَيْسَتْ بالجِمامِ ولا الثِّمادِ
كأَنَّ الغابَ والبَرْدِيَّ فيها / أجشُّ إذا تَبْقَّعَ للحَصَادِ
ولَم نَجْعَلْ تجارَتَنا اشتِرَاءَ الْ / حَمِيرِ لأَرْضِ دَوْسٍ أو مرادِ
بلادٌ لَمْ تُثَرْ إِلاّ لِكَيْما / نُجالدُ أن نَشَطْتُمْ للجِلادِ
أَثَرْنا سِكَّةَ الأنباط فيها / فلم تَرَ مِثْلَها جَلَهاتِ وادِ
قَصَرْنا كلَّ ذي حُضْرٍ وطُلٍّ / على الغاياتِ مُقْتَدِرٍ جَوادِ
أَجِيبُونا إلى ما نَجْتَدِيكُمْ / مِنَ القولِ المُبَيَّنِ والسَّدادِ
وإلاَّ فاصْبِرُوا لجلادِ يَوْمٍ / لَكُمْ مِنَّا إلى شَطْرِ المَذادِ
نُصَبِّحُكُمْ بكُلِّ أخي حُرُوبٍ / وكُلِّ مُطَهَّمٍ سَلِسِ القِيادِ
وكلِّ طِمِرَّةٍ خَفِقٍ حَشَاهَا / تَذِفُّ ذَفيفَ صَفْراءِ الجرادِ
وكُلِّ مُقَلٍّصِ الآرابِ نَهْدٍ / تَميمِ الخَلْقِ مِنْ أُخَرٍ وهادي
خُيولٌ لا تُضاعُ إذا أُضيعَتْ / خُيولُ النّاسِ في السَّنَةِ الجَمادِ
يُنازِعْنَ الأَعِنَّةَ مُصْغياتٍ / إذا نادَى إلى الفزعِ المُنادي
إذا قالَتْ لنا النُّذْرُ اسْتَعِدُّوا / تَوَكَّلْنا على رَبِّ العِبادِ
وَقُلنا لَنْ يُفْرِّجَ ما لَقِينا / سِوَى ضَرْبِ القوانِسِ والجِهادِ
فلَمْ تَرَ عُصْبَةً فِيمَنْ لَقِينا / مِنَ الأقوامِ من قَارٍ وَبَادي
أشَدَّ بَسَالةً مِنّا إذا ما / أَرَدْناهُ وأَلْيَنَ في الوِدادِ
إذا ما نَحْنُ أشْرَجْنَا عَلَيها / جيادَ الجُدلِ في الأُرَبِ الشِّدادِ
قَذَفْنا في السَّوَابغِ كلَّ صَقْرٍ / كريمٍ غيرِ مُعْتَلِثِ الزِّنادِ
أَشَمَّ كأَنَّه أَسَدٌ عَبُوسٌ / غَداةَ نَدَى ببَطنِ الجِزعِ غادِي
يُغَشِّي هامَةَ البَطَلِ المُذَكّي / صَبِيَّ السَّيفِ مُسْتَرْخَى النّجادِ
لنُظْهِرَ دِينَكَ اللَّهمَّ إنَّا / بكفِّكَ فاهْدِنا سُبُلَ الرَّشادِ
ونَحْنُ وَرَدْنَا خيبراً وَفُرُوضَهُ
ونَحْنُ وَرَدْنَا خيبراً وَفُرُوضَهُ / بكلِّ فَتىً عَارِي الأشَاجعِ مِذوَدِ
جوادٍ لَدَى الغَايَاتِ لا وَاهِنِ القُوى / جَريءٍ عَلَى الأَعْدَاءِ في كُلِّ مَشْهدِ
عَظِيمِ رَمَادِ القِدْرِ في كُلِّ شَتْوَةٍ / ضَرُوبٍ بِنَصْلِ المَشْرَفيِّ المهنَّدِ
يَرَى القَتْلَ مَدْحاً إِنْ أَصَاب شهادةً / من اللهِ يرجُوهَا وفوزاً بأحمدِ
يَذُودُ ويحمي عَنْ ذِمَارِ مُحَمَّدِ / وَيَدْفَعُ عَنْهُ باللّسانِ وَبِاليَدِ
وَيَنْصُرُهُ من كُلّ أمرٍ يَريبُهُ / يَجُودُ بِنَفْسٍ دُونَ نَفْسِ محمَّدِ
يُصدِّقُ بالأنْباءِ بالغَيْبِ مُخْلصاً / يُرِيدُ بِذَاكَ الفَوْزَ والعِزَّ في غَدِ
بِمُذَرَّباتٍ بالأَكُفِّ نَوَاهلٍ
بِمُذَرَّباتٍ بالأَكُفِّ نَوَاهلٍ / وبِكلِّ أبيضَ كالغَدِيرِ مُهنَّدِ
تَعَلَّمْ رسولَ اللهِ أَنَّكَ مُدْرِكي
تَعَلَّمْ رسولَ اللهِ أَنَّكَ مُدْرِكي / وأَنَّ وعيداً منكَ كالأَخذِ باليدِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025