المجموع : 75
فأسأَلِ النّاسَ لا أَبا لكَ عنَّا
فأسأَلِ النّاسَ لا أَبا لكَ عنَّا / يومَ سَالَتْ بالمُعلَمينَ كداءُ
وتداعَتْ خَشْبَاؤُها إذْ رَأيْنَا / واستخَفّتْ من خَوْفِنا الخَشْباءُ
ورأى مَا لَقِينَ مِنّا حِراءٌ / فدَعَا ربَّه بأمنٍ حِراءُ
لقد طارتْ شَعاعاً كلَّ وجهٍ
لقد طارتْ شَعاعاً كلَّ وجهٍ / خَفَارةُ ما أَجَارَ أَبو بَراءِ
فَمِثْلُ مُسَهَّبٍ وبني أبيهِ / بجنبِ الرَّدْهِ من كنفيْ سَواءِ
بني أمِّ البنينَ أمَا سَمِعْتُم / دُعَاءَ المُسْتَغيثِ معَ المَسَاءِ
وتنويهَ الصّريخِ بلى ولكِنْ / عَرفتمْ أنّه صَدْقُ اللّقاءِ
فما صَفِرتْ عيابُ بني كلابٍ / ولا القُرَطَاءُ مِنْ ذمِّ الوفاءِ
أعامرَ عامرَ السَّوْءَاتِ قِدْماً / فلا بالعَقْلِ فُزْتَ ولا السّنَاءِ
أَأَخْفَرْتَ النّبيَّ وكنت قدِماً / إلى السّوْءاتِ تجري بالعراءِ
فلَسْتَ كجارِ جارِ أبي دؤادٍ / ولا الأسديّ جارِ أبي العلاءِ
ولكنْ عارُكُمْ داءٌ قديمٌ / وداءُ الغدْرِ فاعْلمْ شرّ داءِ
لَعَمْرُ أبيكُما يا ابْنَيْ لُؤَيٍّ
لَعَمْرُ أبيكُما يا ابْنَيْ لُؤَيٍّ / على زَهْوٍ لَدَيْكُمْ وانْتِخاءِ
لما حامَتْ فَوارِسُكُمْ بِبَدْرٍ / ولا صَبَرُوا بِهِ عِنْدَ اللِّقاءِ
وَرَدْناهُ بِنُورِ اللهِ يَجْلُو / دُجَى الظَّلْماءِ عَنَّا والغطاءِ
رسولُ اللهِ يُقْدِمُنا بأَمْرٍ / مِنَ امْرِ اللهِ أُحْكِمَ بالقَضاءِ
فَما ظَفِرَتْ فوارِسُكُمْ بِبَدْرٍ / وما رَجَعُوا إليكُمْ بالسَّواءِ
فلا تَعْجَلْ أبا أبا سُفْيانَ وارْقُبْ / جِيادَ اللهِ تطْلعُ مِنْ كَداءِ
بِنَصْرِ اللهِ رُوحُ القُدْسِ فيها / وميكالٌ فَيا طِيبَ الملاءِ
لَعَمْري لَقَدْ حَكَّتْ رَحَى الحرب بَعْدَما
لَعَمْري لَقَدْ حَكَّتْ رَحَى الحرب بَعْدَما / أطارَتْ لُؤَيّاً قَبْلُ شَرْقاً وَمُغْرِبا
بَقِيَّةَ آلِ الكاهنينَ وعَزَّها / فَعادَ ذَليلاً بَعْدَ ما كان أَغْلَبا
فَطَاحَ سَلامٌ وابنُ سَعْيَةَ عَنْوةً / وقيدَ ذَليلاً للمنايا ابن أخطبا
وأجْلَبَ يَبْغي العِزَّ والذلَّ يَبْتضغي / خِلافَ يَدَيْه ما جَنَى حِينَ أَجْلبا
كتارِكِ سَهْلِ الأرْضِ والحَزْنُ هُمُّهُ / وَقَدْ كانَ ذا في الناسِ أَكْدَى وَأَغْلَبا
وَشَأْسٌ وَعَزّالُ وَقَدْ صُلِيَا بِها / وما غُيِّبا عَنْ ذاكَ فِيمْنَ تَغَيَّبا
وَعَوْفُ بنُ سَلْمى وابنُ عوفٍ كلاهما / وكَعْبٌ رئيسُ القَومِ حانَ وخُيِّبا
فبُعْداً وَسُحْقاً للنَّضِير ومِثْلُها / إِنِ أعْقَبَ فَتْحٌ أَو إنِ اللهُ أَعْقَبَا
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنّي كَعْبُ
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أَنّي كَعْبُ /
مفرَّحُ الغَمَّا جريءٌ صُلْبُ /
إذ شَبَّتِ الحربُ تلتْها الحربُ /
معي حُسَامٌ كالعَقيقِ عَضْبُ /
نَطؤُكُمْ حَتّى يُذَلَّ الصَّعْبُ /
نُعطي الجزاءَ أو يفيء النَّهْبُ /
بكفِّ ماضٍ لَيْسَ فيه عَتْبُ /
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أنّي مَرْحَبْ
قَدْ عَلِمَتْ خَيْبَرُ أنّي مَرْحَبْ /
شَاكٍ سلاحي بَطَلٌ مُجَرَّبْ /
إذا الليوثُ أَقْبَلَتْ تَلَهَّبْ /
وأحْجَمَتْ عَنْ صولةِ المغَلَّبْ /
سَائِلْ قريشاً غداةَ السَّفْحِ مِنْ أُحُدِ
سَائِلْ قريشاً غداةَ السَّفْحِ مِنْ أُحُدِ / ماذا لَقِينا وما لاقوا من الهَرَبِ
كنّا الأُسُودَ وكانوا النُّمورَ إذ زَحَفُوا / ما إنْ نراقِبْ مِنْ آلٍ ولا نَسَبِ
فَكَمْ تَرَكْنا بِها مِنْ سَيِّدٍ بَطَلٍ / حامي الذِمارِ كريمِ الجَدّ والحَسبِ
فِينا الرسُولُ شِهابٌ ثُمَّ يَتْبَعُهُ / نُورٌ مُضيءٌ لَهُ فَضْلٌ على الشُّهُبِ
الحَقُّ مَنْطِقُهُ والعَدْل سِيرَتُهُ / فَمَنْ يُجبْهُ إليهِ يَنْجُ مِنْ تَبَبِ
نَجْدُ المقدَّمِ ماضي الهمِّ مُعْتَزِمٌ / حينَ القلوبُ على رجفٍ منَ الرُّعُبِ
يَمْضي ويذْمرُنَا عَنْ غيرِ مَعْصِيةٍ / كأَنَّه البَدْرُ لم يُطْبَعْ على الكَذِبِ
بَدَا لنا فاتَّبَعْناهُ نُصَدِّقُهُ / وَكَذَّبه فكُنَّاأسْعَدَ العَربِ
جالُوا وجُلْنا فَمَا فَاؤوا وما رَجَعوا / ونَحْنُ نَثْفُنُهُمْ لَمْ نَأْلُ في الطلبِ
ليسَا سواءً وشتَّى بين أمِرهمَا / حِزْبُ الإلهِ وأهْلُ الشِّركِ والنُّصبِ
أبْقَى لنا حَدَثُ الحروبِ بَقِيَّةً
أبْقَى لنا حَدَثُ الحروبِ بَقِيَّةً / مِنْ خَيْرِ نِحْلَةِ رَبِّنا الوَهَّابِ
بيضاءَ مُشْرِفةَ الذُّرَى وَمَعاطناً / صُمَّ الجذوعِ غَزيرةَ الأَحْلابِ
كاللُّوبِ يُبذل جمُّها وحَفيلُها / للجارِ وابنِ العمِّ والمنتابِ
ونزائعاً مثلَ السِّراحِ نَما بها / علَفُ الشَّعيرِ وجِزَّةُ المقضابِ
عَرِيَ الشَّوى مِنها وأرْدَفَ نَحْضَها / جُرْدُ المُتونِ وسائِرُ الآرابِ
قُوداً تُراحُ إلى الصيَّاحِ إذا غَدَتْ / فِعْلَ الضِّراءِ تَراحُ للكلاّبِ
وتحوطُ سائمةَ الدّيارِ وتارَةً / تُرْدِي العِدَى وتَؤُوبُ بالأَسْلابِ
حوشُ الوحوشِ مطارَةٌ عِنْدَ الوَغَى / عُبْسُ اللّقاءِ مُبِينَةُ الأَنْجابِ
عُلِفَتْ على دَعَةٍ فصارَتَ بُدَّناً / دُخْسَ البَضِيعِ خَفِيفَةَ الأَقْصابِ
يَغْدونَ بالزَّغْفِ المُضاعفِ شَكَّهُ / وبمُتْرصَاتٍ في الثقافِ صِيَابِ
وصوارمٍ نَزَعَ الصَّيَاقِلُ غَلبَها / وَبِكلِّ أرْوَعَ ماجدِ الأَنْسَابِ
يَصِلُ اليمينَ بمارنٍ متقاربٍ / وُكِلَتْ وَقيعَتُهُ إلى خَبَّابِ
وأعزَّ أزْرَقَ في القناةِ كَأَنَّهُ / في طُخْيةِ الظَّلْماءِ ضَوْءُ شِهابِ
وكتيبةٍ ينفي القِرَانَ قتيرُهَا / وتَرُدُّ حدَّ قَوَاحزِ النُّشَّابِ
جَأْوي مُلملَمَةٍ كأَنَّ رِمَاحَها / في كلِّ مُجْمَعَةٍ ضريمةُ غابِ
يَأْوي إلى ظِلِّ اللّواءِ كأَنَّهُ / في صَعْدَةِ الخَطّيّ فَيْءُ عُقابِ
أعْتَبَ أبا كَربٍ وأعْيَتْ تُبَّعاً / وأَبتْ بَسالتُها على الأَعرابِ
ومواعِظٍ مِنْ رَبِّنا نُهدي بها / بِلسانِ أزهرَ طيّبِ الأثوابِ
عُرِضَتْ عَلَينا فاشْتَهَينا ذِكْرَهَا / مِنْ بَعْدِ ما عُرِضَتْ على الأَحْزابِ
حِكْماً يراها المجرمونَ بِزَعْمِهِمْ / حَرَجاً ويَفْهَمُها ذَوُو الأَلْبابِ
جاءَتْ سَخينةُ كي تُغالِبَ رَبَّها / فَلْيُغْلَبَنَّ مُغَالِبُ الغَلاَّبِ
أُقاتِلُ حَتِّى لا أَرَى لي مُقاتِلاً
أُقاتِلُ حَتِّى لا أَرَى لي مُقاتِلاً / وأَنْجُو إذا غُمَّ الجبانُ مِنَ الكَرْبِ
وأَغْضُوا عَنِ الفَحْشاءِ لا تَعْرِضُوا لها
وأَغْضُوا عَنِ الفَحْشاءِ لا تَعْرِضُوا لها / ولا تَطْلُبُوا حَرْبَ العَشِيرَةِ بالقَلْبِ
ولا تَقْضِبُوا أَعْراضَهَمُ في وُجُوهِهِمُ / ولا تَلْمسُوها في المجالسِ والرَّكْبِ
ولا تَأكُلُوا مالاً بإِثْمٍ ولا تَكُنْ / مُعانِدُهُ بالتُّرَّهاتِ وبِالغَضْبِ
إذا قَصُرَتْ أسيافُنا كانَ وَصْلُها
إذا قَصُرَتْ أسيافُنا كانَ وَصْلُها / خُطَانَا إلى أعْدَائِنَا فَنُضَارِبِ
طَعَنّا طَعْنَةً حَمْراءَ فِيهمْ
طَعَنّا طَعْنَةً حَمْراءَ فِيهمْ / حَرامٌ رَأْبُها حَتَّى المَماتِ
صَفِيَّةُ قُومي ولا تَعْجَزي
صَفِيَّةُ قُومي ولا تَعْجَزي / وَبَكّي النّسَاءَ على حَمْزَةِ
ولا تَسْأَمي أنْ تُطِيلي البُكَا / عَلَى أَسَدِ الله في الهِزَّةِ
فَقَدْ كَانَ عِزّاً لأَيْتامِنَا / وَلَيْثَ المَلاَحِمِ في البِزَّةِ
يُرِيدُ بذَاكَ رِضَا احْمَدٍ / وَرُضْوانَ ذي العرشِ والعِزَّةِ
نَشَجْتَ وَهَلْ لَكَ منْ مَنْشَجِ
نَشَجْتَ وَهَلْ لَكَ منْ مَنْشَجِ / وكنْتَ مَتَى تَذَّكِرْ تَلْجَجِ
تذكُّرَ قَومٍ أتاني لَهَمُ / أحاديثُ في الزَمَنِ الأَعْوَجِ
فَقَلْبُكَ مِنْ ذِكْرِهِم خافِقٌ / مِنَ الشَّوقِ والحَزَنِ المُنْضِجِ
وقَتْلاهُمُ في جِنانِ النَّعيمِ / كِرامُ المداخلِ والمَخْرَجِ
بما صَبَروا تَحْتَ ظِلِّ اللِّواءِ / لواءِ الرسولِ بذي الأَضْوَجِ
غداةَ أجابَتْ بأَسْيافِها / جميعاً بَنُو الأَوْسِ والخَزْرَجِ
وأشياعُ أَحْمَدَ إذ شايَعوا / على الحقِّ ذي النورِ والمَنْهَجِ
فما بَرِحُوا يَضْرِبُونَ الكُماةَ / ويمضونَ في القَسْطلِ المرْهجِ
كذلِكَ حَتَّى دَعَاهُمْ مَلِيكٌ / إلى جَنَّةٍ دَوْحَةِ المُولِجِ
فكلُّهُمُ مَاتَ حُرَّ البلاءِ / على مِلَّةِ اللهِ لَمْ يَحْرَجِ
كَحَمْزةَ لمّا وَفَى صادِقاً / بذي هِبَةٍ صارِمٍ سَلْجَجِ
فلاقاهُ عَبْدُ بَني نَوْفَلٍ / يُبرِبْرُ كالجَملِ الأَدْعَجِ
فأَوْجَزَهُ حَرْبَةً كالشِّهابِ / تَلَهَّبُ في اللَّهَبِ المُوهَجِ
ونَعمانُ أَوْفى بمِيثاقِهِ / وَحَنْظَلَةُ الخيرِ لَمْ يُحْنَجِ
عَنِ الحق حَتَّى غَدَتْ رُوحُهُ / إلى مَنْزِلٍ فاخِرِ الزِّبْرَجِ
أولئِكَ لا مَنْ ثَوَى مِنْكُمُ / مِنَ النّارِ في الدَّرَكِ المُرْتَجِ
وباكيةٍ حِراءَ تَحْزَنُ بالبُكا
وباكيةٍ حِراءَ تَحْزَنُ بالبُكا / وَتَلْطمُ مِنها خَدَّها والمُقلَّدا
على هالِكٍ بَعْدَ النَّبيّ مُحمَّدٍ / وَلَوَ عَلِمَتْ لَمْ تَبْكِ إِلاّ محمَّدا
فُجعْنا بخَيْرِ النّاسِ حَيّاً وَميِّتاً / وأدْناهُ مِنْ رَبِّ البَرِيَّة مِقْعَدا
وأفْظَعِهِمْ فَقْداً على كُلِّ مُسْلِمٍ / وأعْظَمِهمْ في النّاسِ كُلِّهمُ يَدا
إذا كان منْهُ القولُ كان مُوَفَّقاً / وإنْ كانَ حيّاً كان نوراً مجدَّدا
لقد وَرِثَتْ أخلاقُهُ المَجْدَ والتقى / فلم تتَلْقَهُ إلاّ رشيداً ومُرْشِدا
طَرَقَتْ هُمومُكَ فالرقادُ مسهَّدُ
طَرَقَتْ هُمومُكَ فالرقادُ مسهَّدُ / وَجَزِعْتُ أَنْ سُلِخَ الشَّبابُ الأَغْيَدُ
وَدَعَتْ فؤادَكَ للهَوَى ضمْريَّةٌ / فهواكَ غوريٌّ وصَحْبُكَ مُنْجِدُ
فدَعِ التَّمادِيَ في الغَوايَةِ سادِراً / قَدْ كُنْتَ في طَلَبِ الغَوايَةِ تُفْنَدُ
وَلَقَدْ أَنَى لَكَ أنْ تناهَى طائِعاً / أو تَسْتَفيقَ إذا نهاكَ المْرشِدُ
وَلَقَدْ هُدِدْتُ لفَقْدِ حَمْزَةَ هُدَّةً / ظَلَّتْ بَناتْ الجَوْفِ مِنْها تَرْعُدُ
وَلَوَ أنَّهُ فَجِعَتْ حِراءُ بمِثْلِهِ / لَرَأَيْتَ رأسَي صَخْرِها يَتَبَدَّدُ
قَرْمٌ تَمَكَّنَ في ذُؤابَةِ هاشِمٍ / حَيْثُ النُّبُوَّةُ والنَّدَى والسُّؤْدُدُ
والعاقِرُ الكُومَ الجِلادَ إذا غَدَتْ / ريحٌ يكادُ الماءُ مِنها يُجْمُدُ
والتارِكُ القِرْنَ الكَميَّ مُجَدَّلاً / يَوْمَ الكَرِيهَةِ والقَنا يَتَقَصَّدُ
وتَراهُ يَرْفُلُ في الحديدِ كَأَنَّهُ / ذُو لِبْدَةٍ شَثْنُ البراثِنِ أَرْبَدُ
عَمُّ النبيِّ مُحَمَّدٍ وَصَفِيُّهُ / وَردَ الحِمامَ فطابَ ذاكَ المَوْرِدُ
وَأَتَى المَنِيَّةَ مُعَلِماً في أُسْرَةٍ / نَصَرُوا النبيَّ ومِنْهُمُ المسْتَشْهِدُ
ولَقَدْ إخالُ بذاكَ هِنْداً بُشِّرَتْ / لتُميتَ داخِلَ غُصَّةٍ لا تَبْرُدُ
مِمّا صَبَحْنَا بالعَقَنْقَلِ قَوْمَها / يوماً تَغيَّبَ فيهِ عَنْها الأَسْعَدُ
وبِبِئرِ بَدْرٍ إذْ يَرُدُّ وُجُوهَهُمْ / جِبْريلُ تَحْتَ لوائِنا وَمُحَمَّدُ
حَتَّى رأيتُ لَدَى النَّبيِّ سَراتَهُمْ / قِسْمَيْنِ يَقتُلُ مَنْ نَشاء وَيطْرُدُ
فأقامَ بالعَطَنِ المُعَطَّنِ مِنْهُمُ / سَبْعون عتبةُ مِنْهمُ والأسْوَدُ
وابنُ المغيرَةِ قَدْ ضَرَبْنا ضَرْبَةً / فوقَ الوريدِ لها رَشاشٌ مُزْبِدُ
وَأُيَّةُ الجُمَحيُّ قَوَّمَ مَيْلَهُ / عَضْبٌ بأيدي المؤمنينَ مُهَنَّدُ
فأتاكَ فَلُّ المشرِكينَ كَأَنَّهُمْ / والخيلُ تَثْفُنُهمْ نَعامٌ شُرَّدُ
شتَّانَ مَنْ هُوَ في جَهَنَّمَ ثاوياً / أبداً وَمَنْ هُوَ في الجِنانِ مخلَّدُ
ألا أَبْلِغْ قُرَيشاً أَنَّ سَلْعاً
ألا أَبْلِغْ قُرَيشاً أَنَّ سَلْعاً / وما بينَ العُرَيْضِ إلى الصِّمادِ
نَواضِحُ في الحروبِ مُدرباتٌ / وخُوصٌ ثُقِبَتْ مِنْ عَهْدِ عادِ
رَواكدُ يَزْخَرُ المُرَّارُ فيها / فَلَيْسَتْ بالجِمامِ ولا الثِّمادِ
كأَنَّ الغابَ والبَرْدِيَّ فيها / أجشُّ إذا تَبْقَّعَ للحَصَادِ
ولَم نَجْعَلْ تجارَتَنا اشتِرَاءَ الْ / حَمِيرِ لأَرْضِ دَوْسٍ أو مرادِ
بلادٌ لَمْ تُثَرْ إِلاّ لِكَيْما / نُجالدُ أن نَشَطْتُمْ للجِلادِ
أَثَرْنا سِكَّةَ الأنباط فيها / فلم تَرَ مِثْلَها جَلَهاتِ وادِ
قَصَرْنا كلَّ ذي حُضْرٍ وطُلٍّ / على الغاياتِ مُقْتَدِرٍ جَوادِ
أَجِيبُونا إلى ما نَجْتَدِيكُمْ / مِنَ القولِ المُبَيَّنِ والسَّدادِ
وإلاَّ فاصْبِرُوا لجلادِ يَوْمٍ / لَكُمْ مِنَّا إلى شَطْرِ المَذادِ
نُصَبِّحُكُمْ بكُلِّ أخي حُرُوبٍ / وكُلِّ مُطَهَّمٍ سَلِسِ القِيادِ
وكلِّ طِمِرَّةٍ خَفِقٍ حَشَاهَا / تَذِفُّ ذَفيفَ صَفْراءِ الجرادِ
وكُلِّ مُقَلٍّصِ الآرابِ نَهْدٍ / تَميمِ الخَلْقِ مِنْ أُخَرٍ وهادي
خُيولٌ لا تُضاعُ إذا أُضيعَتْ / خُيولُ النّاسِ في السَّنَةِ الجَمادِ
يُنازِعْنَ الأَعِنَّةَ مُصْغياتٍ / إذا نادَى إلى الفزعِ المُنادي
إذا قالَتْ لنا النُّذْرُ اسْتَعِدُّوا / تَوَكَّلْنا على رَبِّ العِبادِ
وَقُلنا لَنْ يُفْرِّجَ ما لَقِينا / سِوَى ضَرْبِ القوانِسِ والجِهادِ
فلَمْ تَرَ عُصْبَةً فِيمَنْ لَقِينا / مِنَ الأقوامِ من قَارٍ وَبَادي
أشَدَّ بَسَالةً مِنّا إذا ما / أَرَدْناهُ وأَلْيَنَ في الوِدادِ
إذا ما نَحْنُ أشْرَجْنَا عَلَيها / جيادَ الجُدلِ في الأُرَبِ الشِّدادِ
قَذَفْنا في السَّوَابغِ كلَّ صَقْرٍ / كريمٍ غيرِ مُعْتَلِثِ الزِّنادِ
أَشَمَّ كأَنَّه أَسَدٌ عَبُوسٌ / غَداةَ نَدَى ببَطنِ الجِزعِ غادِي
يُغَشِّي هامَةَ البَطَلِ المُذَكّي / صَبِيَّ السَّيفِ مُسْتَرْخَى النّجادِ
لنُظْهِرَ دِينَكَ اللَّهمَّ إنَّا / بكفِّكَ فاهْدِنا سُبُلَ الرَّشادِ
ونَحْنُ وَرَدْنَا خيبراً وَفُرُوضَهُ
ونَحْنُ وَرَدْنَا خيبراً وَفُرُوضَهُ / بكلِّ فَتىً عَارِي الأشَاجعِ مِذوَدِ
جوادٍ لَدَى الغَايَاتِ لا وَاهِنِ القُوى / جَريءٍ عَلَى الأَعْدَاءِ في كُلِّ مَشْهدِ
عَظِيمِ رَمَادِ القِدْرِ في كُلِّ شَتْوَةٍ / ضَرُوبٍ بِنَصْلِ المَشْرَفيِّ المهنَّدِ
يَرَى القَتْلَ مَدْحاً إِنْ أَصَاب شهادةً / من اللهِ يرجُوهَا وفوزاً بأحمدِ
يَذُودُ ويحمي عَنْ ذِمَارِ مُحَمَّدِ / وَيَدْفَعُ عَنْهُ باللّسانِ وَبِاليَدِ
وَيَنْصُرُهُ من كُلّ أمرٍ يَريبُهُ / يَجُودُ بِنَفْسٍ دُونَ نَفْسِ محمَّدِ
يُصدِّقُ بالأنْباءِ بالغَيْبِ مُخْلصاً / يُرِيدُ بِذَاكَ الفَوْزَ والعِزَّ في غَدِ
بِمُذَرَّباتٍ بالأَكُفِّ نَوَاهلٍ
بِمُذَرَّباتٍ بالأَكُفِّ نَوَاهلٍ / وبِكلِّ أبيضَ كالغَدِيرِ مُهنَّدِ
تَعَلَّمْ رسولَ اللهِ أَنَّكَ مُدْرِكي
تَعَلَّمْ رسولَ اللهِ أَنَّكَ مُدْرِكي / وأَنَّ وعيداً منكَ كالأَخذِ باليدِ