المجموع : 222
وكانَ له أخاً وأمينَ غيبٍ
وكانَ له أخاً وأمينَ غيبٍ / على الوحيِ المنزّلِ حينَ يُوحى
وكان لأحمَد الهادي وزيراً / كما هارون كان وزيرَ موسى
وصيُّ محمدٍ وأبو بنيهِ / وأوّلُ ساجدٍ للهِ صلَّى
بمكَّةَ والبريةُ أهلُ شركٍ / وأَوثانٍ لها البَدَناتُ تُهدى
سَمّاه جَبّارُ السما
سَمّاه جَبّارُ السما / صِراطَ حَقٍّ فسما
فقال في الذَّكرِ وما / كانَ حديثاً يُفتَرى
هذا صراطي فاتبعوا / وعنهم لا تُخْدَعوا
فخالَفوا ما سَمِعوا / والخُلفُ مِمَّنْ شَرَعا
واجتمعوا واتفقُوا / وعاهدوا ثم التقوا
إذا مات عنهم وبقوا / أن يَهدِموا ما قد بَنى
له البساط إذ سرى / وفتيةُ الكهف دَعا
فما أجابوا في النِّدا / سوى الوصيِّ المُرْتَضى
يا آل ياسينَ يا ثِقاتي
يا آل ياسينَ يا ثِقاتي / أنتم مَواليَّ في حياتي
وعُدّني إذ دنتْ وفاتي / بِكمْ لَديّ مَحشري نَجاتي
إذا يفصِلُ الحاكُم القضاءَ /
أَبرا إليكم من الأعادي / من آلِ حربٍ ومن زيادِ
وآل مروانَ ذي العَتادِ / وأولِ الناسِ في العنادِ
مجاهر أظهَر البَراءَ /
بيتُ الرسالةِ والنبوةِ والذ
بيتُ الرسالةِ والنبوةِ والذ / ينَ نُعِدُّهمْ لِذنوبِنا شفعاءَ
الطاهرينَ الصادقينَ العا / لمينَ السادةَ النجباءَ
إنّي علقتُ بحبهمْ متمسّكاً / أرجو بذاكَ من الإله رضاءَ
أَسِواهم أَبغي لنفسي قُدوةً / لا والذي فَطَر السماءَ سماءَ
مَن كان أوّلَ من أبادَ بسيفِهِ / كُفّارَ بدرِ واستباحَ دماءَ
مَن ذاكَ نوّهَ جُبرئيلٌ باسمِهِ / في يوم بدرٍ يَسمعونَ نداءَ
لا سيفَ إلاّ ذو الفقارِ ولا فتى / إلاّ عليٌّ رفعةً وعَلاءَ
مَن انزل الرحمنُ فيهمْ هل أتى / لما تَحدَّوْا للنذورِ وَفاءَ
من خمسةٍ جبريلُ سادِسهمْ وقد / مدَّ النبيُّ على الجميعِ عَباءَ
مَن ذا بِخاتَمهِ تَصَدَّقَ راكِعاً / فأثابه ذو العرشِ عنهُ وَلاءَ
يا رايةُ جبريلُ سارَ أمامَها / قِدماً واتبعَها النبيُّ دعاءَ
اللهُ فضّله بها ورسولُه / واللهُ ظاهَرَ عندَهُ اللآلاءَ
مَن ذا تَشاغل بالنبيِّ وغُسْلِه / ورأى عن الدنيا بذاكَ عَزاءَ
مَن كان أعلمَهمْ واقضاهمْ ومن / جعلَ الرعيةَ والرُّعاةَ سواءَ
مَن كان بابَ مدينةِ العلمِ الذي / ذكرَ النُّزولَ وفسَّر الأَنباءَ
مَن كان أخْطَبَهُم وأنْطَقَهُم ومن / قد كان يَشفي قولُه البُرَحاءَ
مَن كان أَنزعهم من الإشراكِ أو / للعلمِ كان البطنُ منه حَفاءَ
مَن ذا الذي أُمِروا إذا اختلفوا بأنْ / يَرضَوْا بهِ في أمرِهِمْ قَضَّاءَ
مَن كان أرسَله النبيُّ بسورةٍ / في الحجِّ كانت فَيْصَلاً وقضاءَ
مَن ذا الذي أوصى إليه محمدٌ / يَقضي العِداتِ فانفذَ الإيصاءَ
مَن ذا الذي حملَ النبيُّ برأفةٍ / ابنَيْهِ حتّى جاوزَ الغَمْضاءَ
مَن قال نعَم الراكبانِ هما ولم / يكنِ الذي قد كانَ منه خفَاءَ
مَن ذا مشى في لَمْعِ برقٍ ساطِعٍ / إذ راح من عندِ النبيِ عِشاءَ
سَميُّ نبيّنا لم يبقَ منهم
سَميُّ نبيّنا لم يبقَ منهم / سواه فعندَه حصلَ الرجاءُ
فغُيِّب غَيْبةً من غير موتٍ / ولا قتلٍ وصارَ به القضاءُ
إلى رَضْوى فحلَّ بها بشعبٍ / تجاوره الخوامعُ والظباءُ
وبين الوحشِ يرعى في رياضٍ / من الآفاق مرتَعُها خَلاءُ
فحلَّ فما بها بشرٌ سواهُ / بِعُقْوَتِه له عسلٌ وماءُ
إلى وقتٍ ومدّةٍ كلِّ وقتٍ / وإنْ طالتْ عليهِ لها انقضاءُ
فَقُلْ للنّاصبِ الهادي ضَلالاً / تقومُ وليس عندَهُمُ غَناءُ
فداءٌ لابنِ خولةَ كلُّ نذلٍ / يُطيف به وأنتَ له فِداءُ
كأنا بابنِ خولةَ عن قريبٍ / وربُّ العرشِ يفعلُ ما يشاءُ
يهزّ دوينَ عينِ الشمس سَيفاً / كلمعِ البرقِ أخلَصَهُ الجَلاءُ
تُشَبِّهُ وجهَهُ قمراً منيراً / تُضيءُ له إذا طلع السَّماءُ
فلا يَخفى على أحدٍ بصيرٍ / وهل بالشمس ضاحيةً خفَاءُ
هنالك تعلم الأحزابُ أنّا / ليوثٌ لا يُنَهنهِنا الكِفاءُ
فنُدركُ بالذّحولِ بَني أميٍّ / وفي ذاك الذحولِ لهم فناءُ
ألا يا أيّها الجَدِلُ المُعَنِّي
ألا يا أيّها الجَدِلُ المُعَنِّي / لنا ما نحنُ ويحَكَ والعَناءُ
أتبصُر ما نقول وأنتَ كهلٌ / تَراك عليكَ من وَرَعٍ رِداءُ
ألا إنّ الأئمّةَ من قريشٍ / ولاةُ الحقِّ أربعةٌ سواءُ
عليٌّ والثلاثةُ من بنيهِ / هم أسباطُه والأوصياءُ
فأنَّى في وَصيّته إليهمْ / يكونُ الشكُّ مِنّا والمِراءُ
بهم أوصاهُمُ ودعا إليهم / جميعَ الخلقِ لو سَمِعَ الدُّعاءُ
فَسِبطٌ سِبطُ إيمانٍ وحِلمٍ / وسبطٌ غَيَّبتْهُ كَرْبَلاءُ
سَقى جَدَثاً تضمّنه مُلِثٍّ / هَتوفُ الرَّعد مُرْتَجِز رِواءُ
تَظَلُّ مُظلّةً منها عَزالٍ / عليه وتَغتدي أُخرى مِلاءُ
وسبطٌ لا يذوقُ الموتَ حتى / يقودَ الخيلَ يَقْدُمها اللِّواءُ
من البيتِ المحجَّبِ في سَراةٍ / شُراةٍ لَفَّ بينهمُ الإخاءُ
عصائبُ ليسَ دونَ أغرَّ أجلى / بمكّةَ قائمٍ لهمُ انتهاءُ
ولقد عجبتُ لقائلٍ لي مرّةً
ولقد عجبتُ لقائلٍ لي مرّةً / عَلاّمَةٌ فَهْمٌ من الفُهَماءِ
أَهَجَرْتَ قومَك طاعِناً في دينِهم / وسلكتَ غيرَ مسالكِ الفُقَهاء
هلا فَرَجْتَ بحبٍّ آل محمد / حبَّ الجميعِ فكنتَ أهلَ وفاء
فأجبتُه بجوابِ غيرِ مباعدٍ / لِلحقِّ مَلبوس عليه غَطائي
أهلُ الكساءِ أحَبَّتي فهمُ الذينَ / فرضَ الإلُه لَهم عليَّ وَلائي
ولِمَنْ أَحَبَّهُمُ ووالى دينَهم / فَلَهمْ عليَّ مودّةٌ بِصفاء
والعاندونُ لهم عليهمْ لَعنتي / واخصُّهمُ مِنّي بقصدِ هِجاء
ولقد عَجِبُت لقائلٍ لي مَرّةً / علامةٍ فَهْمٍ من الفقهاء
سمَّاك قومُك سيّداً صدقوا بهِ / أنت الموفقُ سيدُ الشعراءِ
ما أنت حينَ تخصُّ آلَ محمدٍ / بالمدحِ منكَ وشاعرٌ بِسواء
مدَح الملوكَ ذوي الغِنى لِعطائِهمْ / والمدحُ منك لهم لغيرِ عَطاءِ
فابشِرْ فإِنّك فائزٌ في حُبِّهمْ / لو قد غدوتَ عليهِم بجزاءِ
ما تعدِلُ الدنيا جميعاً كُلُّها / من حوضِ أحمدَ شربةً من ماءِ
لم يزل بالقضيبِ يعلو ثنايا
لم يزل بالقضيبِ يعلو ثنايا / في جَناها الشِفاءُ من كلّ داءِ
قال زيدُ ارفعن قضيبَك ارفعْ / عن ثنايا غرٍّ غُذي باتِّقاءِ
طالما قد رأيتُ أحمدَ يَلثَمُها / وكم لي بذاكَ من شُهَداءِ
بكتِ الأرضُ فقدَه وبَكتْهُ / باحمرارٍ له نواحي السماء
بَكتا فقدَه أرْبعين صَباحاً / كلَّ يومٍ عند الضُّحى والمساءِ
إنّ يومَ التطهيرِ يومٌ عظيمٌ / خُصَّ بالفضلِ فيه أهلُ الكساءِ
وإن عليّاً قال في الصَّيدِ قبل أن
وإن عليّاً قال في الصَّيدِ قبل أن / يُنزَّلَ في التنزيلِ ما كان أَوْجَبا
قضى فيه قبل الوحي خير قضية / فأنزلها الرحمن حقاً مرتبا
على قاتلِ الصيدِ الحرامِ كمثلهِ / من النَّعَمِ المفروضِ كان مُعَقَّبا
إلى البيت بيتِ الله معتمِداً إذا / تعمَّده كيلا يَعودَ فَيعطَبا
وسلَّمَ جبريلٌ وميكالُ ليلةً / عليه وإسرافيلُ حيَّاه مُعْرِبا
أحاطوا به في روعةٍ جاءَ يَستقي / وكلٌّ علىْ ألفٍ بها قد تحزَّبا
ثلاثة آلاف ملائكَ سلَّموا / عليه فأدناهمْ وحَيّا ورحَّبا
وأعتقَ ألفاً من صُلبِ مالهِ / أراد بهم وجهَ الإلهِ وسيَّبا
وليلةَ قاما يَمشيان بِظُلمةٍ / يجوبان جِلباباً من الليلِ غَيْهَبا
إلى صنم كانت خُزاعة كلُّها / تُوَقِّرُه كي يَكسراه ويَهربا
فقال اعْلُ ظهري يا عليُّ وحُطَّه / فقامَ به خيرُ الأَنامِ مركَّبا
يُغادِرُه قضّاً جُذاذاً وقال ثُبْ / جزاكَ به ربي جَزاءً مؤرَّبا
أنت ابنُ عمّي الذي قد كان بعدَ أبي
أنت ابنُ عمّي الذي قد كان بعدَ أبي / إذا غابَ عني أبي لي حاضِنا وأَبا
ما إِن عَرفتُ سوى عَمّي أبيكَ أباً / ولا سِواك أخاً طِفلاً ولا شِيَبا
كم فرّجتْ يدُك اليُمنى بذي شُطَبٍ / في مأزَقٍ حرِجٍ عن وجهيَ الكُرَبا
وهؤلاء أهلُ شركٍ لا خلاقَ لهم / من ماتَ كان لنارٍ أُوقدتْ حَطَبا
نبئتُ أن أَباناً كانَ عن أنسٍ
نبئتُ أن أَباناً كانَ عن أنسٍ / يَروي حديثاً عجيباً مُعجباً عَجبا
في طائرٍ جاء مشويّاً به بَشَرٌ / يوماً وكان رسولُ الله مُحْتَجِبا
أدناه منه فلمّا أن رآه دَعا / ربّاً قريباً لأهلِ الخيرِ مُنْتَجِبا
أَدْخِل إليَّ أَحبَّ الخَلقِ كلهمِ / طرّاً إليكَ فأعطاهُ الذي طلبا
فاغترّ بالباب مُغترّاً فقالَ لهم / من ذا وكان وراءَ الباب مُرتَقِبا
من ذا فقال عليٌّ قال إن له / شأناً له اهتمَّ منه اليومَ فاحتَجَبا
فقال لا تحجِبَنْ منّي أبا حَسن / يَوماً وأبصرَ في أَسرارِه الغَضَبا
من رَدّهُ المرّةًَ الأولى وقال له / لُجْ وأحمدِ اللهَ واقبلْ كلَّ ما وَهَبا
أهلاً وسهلاً بِخُلصاني وذي ثقتي / ومن له الحبّ من ربِّ السّما وجبا
وقال ثمَّ رسولُ اللهِ يا أنسُ / ماذا أصابَ بك التخليطُ مكتَسَبا
ماذا دعاكَ إلى أن صارَ خالِصتي / وخيرُ قومي لديك اليومَ مُحْتَجِبا
فقال يا خيرَ خلقِ اللهِ كلّهمِ / أردتُ حين دعوتُ اللهِ مطَّلِبا
بأن يكونَ من الأنصارِ ذاك لكي / يكونَ ذاك لنا في قومِنا حَسبا
فقد دعا ربَّه المحجوبُ في أنسٍ / بأن يَحُلَّ به سُقم حَوى كَرَبا
فناله السوءُ حتى كان يَرفَعُهُ / في وجههِ الدهرَ حتى مات مُنْتَقِبا
إِنا وجدنا له فيما نخبِّرهُ / بعروةِ العرش مَوصولاً بها سببا
حبلاً متيناً بكفَّيه له طرفٌ / شدَّ العِراجُ إليه العَقدَ والكَرَبا
من يَعتصم بالقُوى من حبلِه فلهُ / أن لا يكونَ غداً في حالِ من عَطبا
قومٌ غلوا في عليٍّ لا أباً لهمُ / وجَشَّموا أنفساً في حُبّه تَعبا
قالوا هو اللهُ جلَّ اللهُ خالقُنا / من أن يكون ابنَ أمِّ أو يكونَ أبا
فمن أدار أمور الخلقِ بينَهمُ / إذ كان في المهدِ أو في البطنِ مُحتجِبا
أبو حسنٍ غُلامٌ من قريشٍ
أبو حسنٍ غُلامٌ من قريشٍ / أبرُّهم وأكرمُهم نِصابا
دَعاهم أحمدٌ لما أتتهُ / من اللهِ النبوّةُ فاستجابا
فأدَّبه وعلَّمه وأملى / عليهِ الوحيَ يكتُبه كِتابا
فأحصى كلَّما أملى عليهِ / وبيَّنه له باباً فبابا
لستُ أنساه حين أيقنَ بالمو
لستُ أنساه حين أيقنَ بالمو / تِ دعاهمْ وقامَ فيهم خَطيبا
ثم قال ارجعوا إلى أهلكم لي / سَ سِوائي أرى لهم مَطلوبا
فأجابوه والعيونُ سُكوبٌ / وحَشاهم قد شبّ منها لهيبا
أي عذر لنا غداً حين نَلقى / جَدَّك المصطفى ونحن حُروبا
أتتنا تُزفُّ على بَغلة
أتتنا تُزفُّ على بَغلة / وفوقَ رِحالتها قُبَّهْ
زبيريّةٌ من بنات الذي / أحلَّ الحرامَ من الكِعبَهْ
تُزفُّ إلى ملكٍ ماجدٍ / فلا اجتمعا وبها الوَجْبَهْ
لِعَلوةَ زارَ الزائرُ المتأوِّبُ
لِعَلوةَ زارَ الزائرُ المتأوِّبُ / ومن دون مَسراها الصِّفاحِ فَكبْكَبُ
تسدَّتْ إلينا بعد هَدو ودونَها / طويلُ الذُّرى من بطنِ نَخلَة أَغلب
فقلت لها أنَّى اهتديتِ ودونَنا / قِفارٌ تَرامى بالركائبِ سَبْسَبُ
مخوف الرّدى قفرٌ كأنّ نَعامه / عَذارى عليهنَّ المِلاءُ المجوَّبُ
إلى أهلِ بيتٍ أذهبَ الرجسَ عنهمُ / وصُفُّوا من الأَدناسِ طُرّاً وطُيِّبوا
إلى أهلِ بيتٍ ما لمن كان مؤمِناً / من النّاسِ عنهم في الولايةِ مَذهبُ
وكمْ مِن خَصيمٍ لامني في هَواهمُ / وعاذلةٍ هبّتْ بِلَيْلٍ تُؤنِّبُ
تقولُ ولم تقصِدْ وتعتِبُ ضَلَّةً / وآفةُ أخلاقِ النِّساءِ التعتُّبُ
تركتَ امتداحَ المُفضِلين ذوي النَّدى / ومَن في ابتغاءِ الخير يَسعى ويَرغَبُ
وفارقتَ جيراناً وأهلَ مَودّةِ / ومَن أنت منهم حينَ تُدعى وتُنْسَبُ
فأنتَ غريبٌ فيهمُ متباعدٌ / كأنّك مّما يَتَّقونَكَ أجربُ
تَعٍيبُهمُ في دِينِهم وهمُ بما / تَدينُ به أَزرى عليكَ وأَعْيَبُ
فقلتُ دَعيني لن أُحَبِّر مدحةً / لغيرهمِ ما حجَّ للهِ أَرْكُبُ
أتنهَينَني عن حُبِّ آل محمدٍ / وحُبُّهمُ ممّا بهِ أتقرَّبُ
وحبّهمُ مثلُ الصلاة وإنّه / على الناسِ من بعضِ الصلاةِ لأوْجَبُ
أيا شِعبَ رَضوى ما لمنْ بكَ لا يُرى
أيا شِعبَ رَضوى ما لمنْ بكَ لا يُرى / فحتى متى تَخفى وأنتَ قريبُ
يا ابن الوصيِّ ويا سميَّ محمدٍ / وكنيَّه نَفسي عليك تذوبُ
فلو غابَ عنّا عُمرَ نوحٍ لأيقَنَتْ / منّا النفوسُ بأنّهُ سيؤوبُ
أيا راكباً نحو المدينةِ جَسْرَةً
أيا راكباً نحو المدينةِ جَسْرَةً / عُذافِرَةً يَطوي بها كلَّ سبسب
إذا ما هداكَ الله عايَنت جَعفراً / فقل لوليِّ اللهِ وابن المهذبِ
ألا يا أمينَ الله وابنَ أمينِه / أتوبُ إلى الرحمن ثُمّ تأوُّبي
إليك من الأمر الذي كنتُ مُطنِباً / أحاربُ فيه جاهداً كلَّ مُعْرِبِ
إليكَ رددتُ الأمرَ غيرُ مخالِفٍ / وفِئتُ إلى الرحمنِ من كلّ مذهبِ
سوى ما تراه يا ابن بنتِ محمدٍ / فإنّه بِهِ عَقدي وزُلفى تَقرُِّبي
وما كان قولي في بن خولةَ مُبطِناً / معاندةً منّي لنسلِ المطيَّبِ
ولكنْ رَوينا عن وصيِّ محمدٍ / وما كان فيما قال بالمتكذِّبِ
بأن وليَّ الأمر يُفقد لا يُرى / ستيراً كفعل الخائف المترقِّبِ
فيقسِم أموالَ الفقيدِ كأنّما / تغيُّبه بينَ الصفيحِ المُنَصَّبِ
فيمكثُ حيناً ثم يُنْبعُ نَبعةً / كنَبعة جَدِّيٍّ من الأفق كوكبِ
يسيرُ بنصرِ اللهِ من بيت ربّهِ / على سؤدُدٍ منه وأمر مسبَّبِ
يسير إلى أعدائه بلوائه / فيقتلهم قتلاً كحران مغضب
فلمّا روى أنّ ابنَ خولةَ غائبٌ / صَرفنا إليه قولَنا لم نُكذِّبِ
وقلنا هو المهديُّ والقائمُ الذي / يَعيش به من عِدْلِه كلُّ مُجْدِبِ
فإن قلتُ لا فالحقُّ قولُك والذي / أمرتَ فَحتمٌ غيرُ ما مُتَعَصَّبِ
وأُشهِدُ ربّي أنّ قولَك حُجّةٌ / على الخَلق طُرّاً من مُطيعِ ومُذْنبِ
بأنّ وليَّ الأمرِ والقائمَ الذي / تَطَلَّعُ نَفسي نَحوَهُ بِتَطَرُّبِ
له غيبةٌ لا بدّ من أن يَغيبها / فصلّى عليه اللهُ من مُتَغَيِّبِ
فيمكثُ حيناً ثم يظهرُ حِينُه / فيملأُ عدلاً كلَّ شرقٍ ومَغْرِبِ
بذاك أدين اللهَ سِرّاً وجَهرةً / ولستُ وإنْ عُوتبتُ فيهِ بمُعْتِبِ
عليّ عليه رُدتْ الشمسُ مَرَّةً
عليّ عليه رُدتْ الشمسُ مَرَّةً / بِطَيْبَةَ يوم الوَحْيِ بعدَ مَغيبِ
ورُدّتْ له أُخرى ببابلَ بعدَما / عَفت وتدلّت عينُها لِغُروبِ
وقيلَ له أنذرْ عشيرَتكَ الأُولى / وهم من شبابٍ أربعينَ وشِيبِ
فقال لهم إنّي رسولٌ إليكمُ / ولست أراني عندكم بِكذوبِ
وقد جئتكمُ من عندِ ربٍّ مهيمنٍ / جَزيلِ العَطايا للجزيلِ وَهُوبِ
فأيُّكُم يَقفو مَقالي فأمْسِكوا / فقالَ ألا مِن ناطقٍ فَمُجِيبي
ففازَ بها منهم عليٌّ وسادَهُم / وما ذاكَ من عاداتهِ بغريبِ
عليٌّ أميرُ المؤمنينَ وعِزُّهُم
عليٌّ أميرُ المؤمنينَ وعِزُّهُم / إذا الناس خافوا مُهلكاتِ العَواقبِ
عليٌّ هو الحامي المرجَّا بفعلِهِ / لدى كلِّ يومٍ باسلِ الشرِّ عاصبِ
عليٌّ هو المرهوبُ والذائذُ الذي / يَذودُ عن الإسلامِ كلَّ مُناصِبِ
عليٌّ هو الغيثُ الربيعُ مع الحِبا / إذا نَزلت بالناسِ إحدى المصائبِ
عليٌّ هو العُدل الموفّق والرِّضا / وفارجُ لُبسِ المبهماتِ الغرائبِ
عليٌ هو المأوى لكلِّ مُطَرَّدٍ / شريدٍ ومنحوبٍ من الشرِّ هاربِ
عليٌّ هو المهديُّ والمُقتَدى به / إذا الناسُ حاروا في فنونِ المذاهبِ
عليٌّ هو القاضي الخطيبُ بقولِه / يجيءُ بما يعيا به كلّ خاطِبِ
عليٌّ هو الخَصمُ القؤولُ بحجّةٍ / يَرُدُّ بها قولَ العدوِّ المُشاغبِ
عليٌّ هو البدرُ المنيرُ ضِياؤه / يُضيء سَناه في ظلامِ الغياهبِ
عليٌّ أعزُّ الناسِ جاراً وحامياً / وأقتلُهم للقِرنِ يومَ الكتائبِ
عليٌّ أعمُّ الناس حِلماً ونائلاً / وأجودُهم بالمالِ حقّاً لطالبِ
عليٌّ أَكَفُّ الناس عن كلّ مَحْرمٍ / وأتقاهم للهِ في كلّ جانبِ
ألا أيّها اللاَّحي عَليّاً دعِ الخِنا
ألا أيّها اللاَّحي عَليّاً دعِ الخِنا / فما أنتَ من تأنيبِه بِمَصُوَّبِ
أتَلْحى وليَّ اللهِ بعد أَمينِهِ / وصاحبَ حوضٍ شُربُه خيرُ مَشْرَبِ
وحافاتُه دُرُّ ومِسكٌ تُرابُه / وقد حازَ ماءً من لُجينٍ مُذَهَّبِ
متى ما يُرِدْ مولاهُ يَشربْ وإن يُرِدْ / عدُوٌّ له يَرجعْ بِخِزيٍ ويُضْربِ