المجموع : 86
فَتىً لا يُراعي جارُهُ هَفَواتِهِ
فَتىً لا يُراعي جارُهُ هَفَواتِهِ / وَلا حُكمُهُ في النائِباتِ غَريبُ
حَليمٌ إِذا ما الجَهلُ أَذهَلَ أَهلَهُ / عَنِ الحِلمِ مَغشِيُّ الفَناءِ نَجيبُ
أَبا دُلَفٍ يا أَكذَبَ الناسِ كُلِّهِم
أَبا دُلَفٍ يا أَكذَبَ الناسِ كُلِّهِم / سِوايَ فَإِنّي في مَديحِكَ أَكذبُ
أَرانا مَعشَرَ الشُعَراءِ قَوماً
أَرانا مَعشَرَ الشُعَراءِ قَوماً / بِأَلسُنِنا تَنَعَّمَتِ القُلوبُ
إِذا اِنبَعَثَت قَرائِحُنا أَتَينا / بِأَلفاظٍ تُشَقُّ لَها الجُيوبُ
هَل يُبتَلى أَحَدٌ بِمِثلِ بَلِيَّتي
هَل يُبتَلى أَحَدٌ بِمِثلِ بَلِيَّتي / أَم لَيسَ لي في العالَمينَ ضَريبُ
قالَت عَنانُ وَأَبصَرَتني شاحِباً / يا بَكرُ ما لَكَ قَد عَلاكَ شُحوبُ
فَأَجَبتُها يا أُختُ لَم يَلقَ الَّذي / لاقَيتُ إِلّا المُبتَلى أَيّوبُ
قَد كُنتُ أَسمَعُ بِالهَوى فَأَظُنُّهُ / شَيئاً يَلَذُّ لِأَهلِهِ وَيَطيبُ
حَتّى اِبتُليتُ بِحُلوِهِ وَبِمُرِّهِ / فَالحُلوُ مِنهُ لِلقُلوبِ مُذيبُ
وَالمُرُّ يَعجَزُ مَنطِقي عَن وَصفِهِ / لِلمُرِّ وَصفٌ يا عَنانُ عَجيبُ
فَأَنا الشَقِيُّ بِحُلوِهِ وَبِمُرِّهِ / وَأَنا المُعَنّى الهائِمُ المَكروبُ
يا دُرّ حالَفَكِ الجَمالُ فَما لَهُ / في وَجهِ إِنسانٍ سِواك نَصيبُ
كُلُّ الوُجوهِ تَشابَهَت وَبَهَرتِها / حُسناً فَوَجهُكِ في الوُجوهِ غَريبُ
وَالشَمسُ يَغرُبُ في الحِجابِ ضِياؤُها / عَنّا وَيُشرِقُ وَجهُكِ المَحجوبُ
وَلَقَد طَلَبنا في البِلادِ فَلَم نَجِد
وَلَقَد طَلَبنا في البِلادِ فَلَم نَجِد / أَحَداً سِواكَ إِلى المَكارِمِ يُنسَبُ
فَاِصبِر لِعادتِنا الَّتي عَوَّدتَنا / أَو لا فَأَرشِدنا إِلى مَن نَذهَبُ
إِنّي اِمتَدَحتُكَ كاذِباً فَأَثَبتَني
إِنّي اِمتَدَحتُكَ كاذِباً فَأَثَبتَني / لما اِمتَدَحتُكَ ما يُثابُ الكاذِبُ
عَرَضتُ عَلَيها ما أَرادَت مِنَ المُنى
عَرَضتُ عَلَيها ما أَرادَت مِنَ المُنى / لِتَرضى فَقالَت قُم فَجِئني بِكَوكَبِ
فَقُلتُ لَها هَذا التَعَنُّتُ كُلُّهُ / كَمَن يَتَشَهى لَحمَ عَنقاء مغربِ
سَلي كُلَّ أَمرٍ يَستَقيمُ طِلابُهُ / وَلا تَذهَبي يا دُرُّ في كُلِّ مَذهَبِ
فَلَو أَنَّني أَصَبَحتُ في جودِ مالِكٍ / وَعِزَّتِهِ ما نالَ ذَلِكَ مَطلَبي
فَتىً شَقِيَت أَموالُهُ بِسَماحِهِ / كَما شَقِيَت قَيسٌ بِأَرماح تَغلِبِ
هَنيئاً لإخواني بِبَغدادَ عيدُهُم
هَنيئاً لإخواني بِبَغدادَ عيدُهُم / وَعيدي بِحُلوان قِراعُ الكَتائِبِ
فَلَيتَ جَدا مالِك كُلّه
فَلَيتَ جَدا مالِك كُلّه / وَما يُرتَجى مِنهُ مِن مَطلَبِ
أُصِبتُ بِأَضعافِ أَضعافِهِ / وَلَم أَنتَجِعهُ وَلَم أَرغَبِ
أَسَأتُ اِختِيارِيَ مِنكَ الثَواب / لِيَ الذَنبُ جَهلاً وَلَم تُذنِبِ
لَيسَ الفَتَى بِجَمالِهِ وَكَمالِهِ
لَيسَ الفَتَى بِجَمالِهِ وَكَمالِهِ / إِنَّ الجَوادَ بِمالِهِ يُدعى الفَتى
وَلَيلَة جَمعٍ لَم أَبِت ناسِياً لَكُم
وَلَيلَة جَمعٍ لَم أَبِت ناسِياً لَكُم / وَحينَ أَفاضَ الناسُ مِن عَرَفاتِ
وَلَم تُنسِنيكَ البيضُ بِالخيفِ مِن مِنىً / وَقَد رُمنَ ارسالاً إِلى الجَمَراتِ
فَطَوَّفنَ بِالبَيتِ العَتيقِ لَيالِيا / وَزُرنَ فِناءَ البَيتِ وَالعَرَصاتِ
كَأَنَّ الدُمى أُشرِبنَ دِرعا أَوانِس / بدونَ لَنا في القَزِّ وَالحَبَراتِ
يَغيبُ الدُجى ما لَم يَغِبنَ وَيَختَفي / إِذا كُنَّ مِنهُ الدَهر مُختَفِياتِ
جَمَعنَ جَمالاً في كَمال مُبَرِّز / وَسَددنَ سُلطاناً عَلى النَظَراتِ
فَزَوَّدَني شَوقاً إِلَيك وَحَسرَةً / عَلَيك إِلى ما بي مِنَ الحَسَراتِ
ذَهَبت بِديباجِ الجَمالِ وَوَشيِهِ / وَصِرنَ بِما خَلَّفت مُحتَفِياتِ
تَطاوَلَ لَيلي بِالحِجازِ وَلَم أَزَل / وَلَيلي قَصيرٌ آمِنُ الغَدَواتِ
فَيا حَبَّذا بَرُّ العِراقِ وَبَحرها / وَما يُجتَنى فيهِ مِنَ الثَمَراتِ
كَفى حَزَناً ما تَحمِلُ الأَرضُ دونَها / لَنا مِن ذرى الأَجبالِ وَالفَلَواتِ
أَبا مَريَم قيلوا بِعسفانَ ساعَةً / وَروحوا عَلى اسمِ اللَهِ وَالبَرَكاتِ
وَمُرّوا عَلى قَبرِ النَبِيِّ وَأَكثِروا / عَلَيهِ مِنَ التَسليمِ وَالصَلواتِ
وَتِلقاء مجدٍ فَاِستَحِثّوا رِكابَكُم / وَلا تَغفلوا فَالحَبس في الغَفَلاتِ
إِذا الغَمَراتُ اِستَقبَلَتنا وَأَمعَنَت / فَفي خَوفِها المَنجى مِنَ الغَمَراتِ
تَجاهَلَ عَبدُ اللَهِ وَالعِلمُ ظَنهُ / عَلى عالمٍ بِالمَرءِ ذي الجَهَلاتِ
أَلَست الخَليعَ الجامِحَ الرَأس وَالَّذي / يَرُدُّ الصبا عوداً عَلى البَدَآتِ
وَمازالَ لي إِلفاً وَأُنساً وَصاحِباً / أَخاً دونَ إِخواني وَأَهل ثِقاتي
تَناجَت بِما في قَلبِهِ عَصَبِيَّةٌ / يَمُرُّ لَها حر عَلى اللهَواتِ
نَديمُ مُلوكٍ يَحمِلونَ تَذَلُّلي / حَنيناً إِلى الفِتيانِ وَالفَتَياتِ
مَتى تَشتَمِل بَكرٌ عَلَيَّ بدارها / أَبت واثِقاً بِالجودِ والنجداتِ
وَفي أسدٍ وَالنِّمر أَبناء قاسِطٍ / أَمانٌ مِنَ الأَيّامِ وَالغيَراتِ
وَإِنَّ ذَوي الإِقدامِ وَالصَبرِ وَالنُهى / لإخوانِنا ذُهلٌ عَلى اللزباتِ
وَإِن تَشتَمِل قَيسٌ عَلَيَّ وَتَغلِب / أَبِت واثِقاً بِالمالِ وَالثَرَواتِ
وَأَن أَدعُ عَبدَ القَيسِ أَدعُ قَبِيلَةً / مُلَبِّيَةً في الرَّوعِ بِالدَّعواتِ
وَإِن أَدعُ عَمراً أَلقَ كُلَّ كَتِيبَةٍ / مُحَرَّمَةٍ مَمنُوعَةِ الجَنَباتِ
وَكَم مِن مَقامٍ في ضَبيعَة مَعمَرٍ / يُضافُ إِلى الأَشرافِ وَالسَرَواتِ
وَفي أَكلُب عِزّ تِلادٌ وَطارِفٌ / بعيد مِنَ التَقصيرِ وَالتَبراتِ
وَما الفَتكُ إِلا في رَبيعَةَ وَالغِنى / وَذَبّ عَنِ الأَحسابِ وَالحُرُماتِ
وَقادَ زِمامَ الجاهِلِيَّةِ مِنهُمُ / مَناجيبُ سَباقون في الجلباتِ
وَقادوا جُيوشاً أَولاً بَعدَ أَوَّل / أَقَرَّ لَها عادٍ بِكُثرِ أَداةِ
إذا زَفَّتِ الرِّيحُ الشتاءَ وَزَفَّها / وَلَفَّحَتِ الأَرواحَ بالشَّتَواتِ
رَأَيتَ مَعَدّا واليَمانِينَ عُوَّذا / بِبَكرٍ مِنَ اللأواءِ وَاللزَبَاتِ
مَفاتيحُ أَبوابِ النَدى بِأَكُفِّنا / فَسُؤالُنا يَدعونَ بِالشَهَواتِ
إِذا هَلَكَ البَكرِيُّ كانَ تُراثُهُ / سنانٌ وَسَيفٌ قاضِبُ الشَفَراتِ
وَلَم يدعوا مِن مالِ كِسرى وَجُندِهِ / عَلَى الأَرضِ شَيئاً بَعدَ طولِ بَياتِ
إِذا لَم يُسَلِّطنا القَضاءُ عَلى العِدى / منوا وَاِبتلوا مِن خَوفِنا بِخفاتِ
وَإِنَّ وَعيدَ الحَيِّ بَكرِ بنِ وائِلِ / إِلى المَوتِ يَرمي الروحَ بِالسَكَراتِ
وَمَن لَم تَكُن بَكرٌ لَهُ فَهوَ ضائِعٌ / إِذا الرَوعُ أَبدى أَسوق الخَفراتِ
إِذا عَدَّتِ الأَيّامُ بَكرَ بنَ وائِلِ / رَأَيت مَعَدّاً تَحتَها دَرَجاتِ
وَكُلُّ قَتيلٍ مِن رَبيعَةَ يَنتَمي / إِلى حَسَبٍ صَعبِ المَناكِبِ عاتِ
وَيَومَ خَزارٍ أَقطَعُوا خَيلَ تُبَّعٍ / وَسَاقُوا إِلَيهِ الشّرَّ في الفَرَطاتِ
لَهُم خُططٌ مِنها العِراقُ بِأَسرِها / تَوارَثَها الآباءُ خَيرَ رِثاتِ
وَأَوَّلُ ما اِختَطوا اليَمامَةَ وَاِحتَوَوا / قُصوراً وَأَنهاراً خِلالَ نَباتِ
وَعاجَت عَلى البَحرَينِ مِنهُم عِصابَةٌ / حَمَتها بِأَعلامٍ لَها وَسِماتِ
وَهُم مَنَعوا ما بَينَ حُلوانَ غَيرَةً / إِلى الدَربِ دَربَ الرومِ ذي الشُرُفاتِ
وَأَما بَنو عيسى فَماه دِيارِهِم / إِلى ما حَوَت جَوٌّ مِنَ القَرَياتِ
بَنَوا شَرَفاً فيها وَمَرَّت عَلَيهِمُ / هَنَاتٌ مِنَ الأَيَّامِ بَعدَ هَناتِ
بَنو حرَّة أَدَّت أُسوداً ضَوارِياً / عَلى الحَربِ وَهابينَ لِلبَدَراتِ
عَلى أَعظم بِالرايحانِ وَدايهِ / مُقَدَّسَة تَحتَ التُرابِ رُفاتِ
قِفا وَاِسأَلاها إِن أَجابَت وَجَرِّبا / أَبا دُلَفٍ في شَأنِها الحَسَناتِ
فَتىً ما أَقَلَّ السَيف وَالرُمح مُخرج / عداهُ مِنَ الدُنيا بِغَيرِ بَياتِ
هُوَ الفاضِلُ المَنصورُ وَالرايَةُ الَّتي / أَدارَت عَلى الأَعداءِ كَأسَ مَماتِ
أَذاقَ الرَدى جَلوَيهِ في خَيلِ فارِسٍ / وَنَصراً فَصاروا أَعظُماً نَخِراتِ
وَما قُتِلَ النُّعمَانُ إِلا وَحَولَهُ / مِنَ القَومِ أُسدٌ تَطلُبُ النزواتِ
وَما اِعتَوَرَت فُرسانُ قَحطان قَبلَهُ / عَلى أَحَدٍ في السِرِّ وَالجَهَراتِ
لَقُوهُ وَفيهِم حِيلَةُ الكودِ فانطَوَوا / عَلَى قَتلِ أَحرارٍ لَهُم وَثِقَاتِ
عَدَت خَيلُهُ حُمر النُحورِ وَخَيلُهُم / مُخَضَّبَةَ الأَكفالِ وَالرَبَلاتِ
وَصَبَّحَ صُبحاً عَسقَلان بِعَسكَر / بَكى مِنهُ أَهلُ الرومِ بِالعَبَراتِ
سَعى غَير وانٍ عَن عَقيلٍ وَما سَلا / وَلَم يَعدُ عَن حِرمان فَالسَلَواتِ
فَبَيَّتَهُم بِالنارِ حَتّى تَفَرَقوا / عَلى الحِصنِ بِالقَتلى أَشَدَّ بَياتِ
وَجاسَ تُخومات البِلادِ مُصَمِّماً / عَلى أَهلِها بِالخَيلِ وَالغَزَواتِ
نَفى الكُرد عَن شَعبَي نَهاوَندَ بَعدَما / سَقى فَرض القُربان بِالرَفَقاتِ
وَأَورَدَ ماءُ البِئرِ بِالبيضِ فَاِرتَوَت / وَعَلَّ رِماحاً مِن دَم نَهِلاتِ
وَلَم يُثنِهِ عَن شَهرَزورَ مَصيفُها / وَوردُ أجاجِ الشربِ غَير فُراتِ
وَمِن هَمَذانَ قارَعَتهُ كَتيبَةٌ / فَآبَت بِطَيرِ النَحسِ وَالنَكَباتِ
وَبِالحرشانِ اِستَنزَلَ القَوم وَحدهُ / يخرونَ لِلأَذقانِ وَالجَبَهاتِ
وَلَم يَنج مِنهُ طالِبٌ قَبلَ طالِبِ / وَقَد أَوسَعا في الطَعنِ هاكٍ وَهاتِ
فَقالَ أَسِيرٌ خالِعٌ بَعد طَاعِنٍ / سَآسُرُهُ والأَسرُ مِن فَعَلاتي
بِدينِ أَميرِ المُؤمِنينَ وَرَأيُهُ / نُدينُ وَنَنفي الشَكَّ وَالشُبُهاتِ
فَكُلُّ قَبيلٍ مِن مَعَدٍّ وَغَيرها / يَرى قاسماً نوراً لَدى الظُلُماتِ
وَلَو لَم يَكُن مَوتٌ لَكانَ مَكانهُ / أَبو دُلَفٍ يَأتي عَلى النَسَماتِ
أَبا دُلَفٍ أوقعت عِشرينَ وَقعَةً / وَأَفنَيت أَهل الأَرضِ في السَنواتِ
تَرَكت طَريقَ المَوتِ بِالسَيفِ عامِراً / تحزقهُ القَتلى بِغَيرِ وفاةِ
صَبَرت لأَنَّ الصَبرَ مِنكَ سَجِيَّةٌ / عَلى غَدَراتِ الدَهرِ ذي الغَدَراتِ
إِلى أَن رَفَعت السَيفَ وَالرُمحَ بَعدَما / سَمَوت فَنِلت النَجمَ بِالسَمَواتِ
وَلَبَّيتَ هارونَ الخَليفَةَ إِذ دَعا / فَأَلفَيتهُ في اللَّهِ خَير مُواتِ
فَأَمَّنتَ سِرباً خائِفاً وَرَدَدتَهُ / وَأَلَّفتَ عِجلاً بَعدَ طولِ شَتاتِ
أَعَدتَ اللَحا فَوقَ العَصا فَجَمَعتَها / وَقَد صَيَّروا عُجمَ العَصا عَبَراتِ
وَأَلبَستَ نُعماكَ الفَقيرَ وَغَيرَهُ / وَأَتبَعتَ بِرّاً واصِلاً بِصِلاتِ
فَعِزُّكَ مَقرونٌ بِعِلمٍ وَسُؤددٍ / وُجودُكَ مَقرونٌ بِصدقِ عِداتِ
وَما اِفتَقَدَت مِنكَ القَبائِلُ ساعَةً / جَواداً يبدّ الريحَ حِلفَ هِباتِ
وَما لَكَ في الدُنيا نَظيرٌ إِذا جَرَوا / وَطالَ مَدى الغاياتِ وَالغَلَواتِ
إِذا ظَلَّلَتنا مِنكَ بِالخَيرِ نِعمَةٌ / جَعَلتَ لَها أَمثالَها أَخَواتِ
بَسَطتَ الغِنى وَالفَتكَ وَالخَيرَ وَالنَدى / بِشِدَّةِ إِقدامٍ وَحُسنِ أناةِ
أَبو دُلَفٍ أَفنى صِفاتي مَديحُهُ / وَإِنّي لَيَكفي الناسَ بَعضُ صِفاتي
وَأَروَعَ مَسبُوكٍ تردَّدَ في العُلا / وَفي الجَوهَرِ المَكنُونِ وَالصَّفَواتِ
بِهِ اِرتَدَّ مُلكٌ كادَ يودي وَأسبِغَت / عَلى آلِ عيسى أَفضَلُ النعَماتِ
بَنى قاسِم مَجداً رَفيعاً بيوته / وَشادَ بُيوتَ المَجدِ بِالعَزَماتِ
وَأَشبَهَ عيسى في نَداهُ وَبَأسِه / وَفي حُبِّهِ الأَفضالَ وَالصَدَقاتِ
وَأشبَهَ إِدريس الَّذي حَدُّ سَيفِهِ / تشبُّ بِهِ النيران في الفَلَواتِ
كَأَنَّ جِيادَ المَعقِلِيّينَ في الوَغى / جَهَنَّمُ ذات الغَيظِ وَالزَفَراتِ
أَبوهُ عُمَيرٌ قادَ أَبناءَ وائِلٍ / إِلى العِزِّ وَالكَشّاف لِلكُرُباتِ
بَنو دُلَفٍ بِالفَضلِ أَولى لِأَنَّهُم / مَعادِنُ أَيقان بِما هُوَ آتِ
كَأَنَّ غَمامَ العِزِّ حَشوُ أَكُفِّهِم / إِذا طَبقَ الآفاق بِالدِيماتِ
إِذا زُرتَهُم في كُلِّ عامٍ تَباشَروا / وَلَم يغفَلوا الأَلطافَ وَالنَغَماتِ
فَكَم أَصلَحوا حالي وَأَسنَوا جَوائِزي / وَأَجرَوا عَلَيَّ البَذلَ وَالنَفَقاتِ
وَإِنّي عَلى ما في يَدي مِن حِبائِهِم / كَمَعنٍ وَمِثلي طَلحَةُ الطَلحاتِ
فَمُنيَةُ قَومي أَن أُخَلَّدَ فيهِم / وَمُنيَةُ أَعدائي نَفادُ حَياتي
أَنا الشاعِرُ المُملي عَلى أَلفِ كاتِبٍ / وَيَسبِق إِملائِي سَريعَ فُراتِ
فَأُبدي وَلا أروي لِخَلقِ قَصيدَةٍ / وَأحسَبُ إِبليساً لِحُسنِ رواتي
أَقولُ لِمُرتادٍ نَدى غَير مالِكٍ
أَقولُ لِمُرتادٍ نَدى غَير مالِكٍ / كَفى بَذلَ هَذا الخَلق بَعضُ عداتِهِ
فَتىً جادَ بِالأَموالِ في كُلِّ جانِبٍ / وَأَنهَبَها في عَودِهِ وَبداتِهِ
فَلَو خَذَلَت أَموالُهُ بَذلَ كَفِّهِ / لَقاسَم مَن يَرجوهُ شَطرَ حَياتِهِ
وَلَو لَم يَجِد في العُمرِ قِسمَةَ مالِهِ / وَجازَ لَهُ الإِعطاءُ مِن حَسَناتِهِ
لَجادَ بِها مِن غَيرِ كُفرٍ بِرَبِّهِ / وَشارَكَهُم في صَومِهِ وَصلاتِهِ
وَتَرى السِباعَ مِنَ الجَوا
وَتَرى السِباعَ مِنَ الجَوا / رِحِ فَوقَ عَسكَرِنا جَوانِح
ثِقَة بِأَنّا لا نَزا / لُ نميرُ ساغِبَها الذَبائِح
تَراهُم يَنظُرونَ إِلى المَعالي
تَراهُم يَنظُرونَ إِلى المَعالي / كَما نَظَرت إِلى الشيبِ المِلاحُ
يَحُدّونَ العُيونَ إِلَيَّ شَزراً / كَأَنَّ في عُيونِهم السَماحُ
أهدِي إِلَيك نَصيحَتي وَمَوَدَّتي
أهدِي إِلَيك نَصيحَتي وَمَوَدَّتي / قَبلَ اللِقاءِ شَواهِد الأَرواحِ
وَعَلى القُلوبِ مِنَ القُلوبِ دَلائِل / بِالوُدِّ قَبلَ تَشاهُدِ الأَشباحِ
يا ظَبيَةَ السيبِ الَّتي أَحبَبتُها
يا ظَبيَةَ السيبِ الَّتي أَحبَبتُها / وَمَنَحتُها لُطفي وَلينَ جَناحي
عَينايَ باكِيَتانِ بَعدَك لِلَّذي / أودعت قَلبي مِن نُدوبِ جِراحي
سَقياً لأَحمَد مِن أَخٍ وَلقاسِم / فَقَدا غُدُوّي لاهِياً وَرَواحي
وَتَرَدُّدي مِن بَيتِ فَرزٍ آمِناً / مِن قُربِ كُلِّ مُخالِفٍ وَملاحي
أَيّامَ تَغبِطُني المُلوكُ وَلا أَرى / أَحَداً لَهُ كَتَدَلُّلي وَمراحي
تَصِفُ القِيانُ إِذا خَلَونَ مجانَتي / وَيَصِفنَ لِلشربِ الكِرامِ سَماحي
يَتَلَقّى النَدى بِوَجهٍ حَيِيّ
يَتَلَقّى النَدى بِوَجهٍ حَيِيّ / وَصُدور القَنا بِوَجهٍ وَقاحِ
هَكَذا هَكَذا تَكونُ المَعالي / طرقُ المَجدِ غَيرُ طُرقِ المِزاحِ
بِكَ اِبتَعتُ في نَهرِ الأَبلة ضَيعَة
بِكَ اِبتَعتُ في نَهرِ الأَبلة ضَيعَة / عَلَيها قصيرٌ بِالرخامِ مَشيدُ
إِلَى جَنبِها أُختٌ لَها يَعرِضونَها / وَعِندَكَ مالٌ لِلهِباتِ عَتيدُ
وَكَم تَرحَةٍ لَم أَحتَسِبها لَقيتُها
وَكَم تَرحَةٍ لَم أَحتَسِبها لَقيتُها / وَكَم فَرحَةٍ جاءَت عَلى غَيرِ مَوعِدِ
أَلا يا قر لا تَكُ سامِرِيّاً
أَلا يا قر لا تَكُ سامِرِيّاً / فَتَترُكَ مَن يَزورُكَ في جِهادِ
أَتَعجَبُ إِن رَأَيتَ عَلَيَّ دَيناً / وَقَد أَودى الطَريفُ مَعَ التِلادِ
مَلأتُ يَدي مِنَ الدُنيا مِراراً / فَما طَمعَ العَواذِلُ في اِقتِصادي
وَلا وَجَبَت عَلَيَّ زَكاةُ مالٍ / وَهَل تَجِبُ الزَكاةُ عَلى جَوادِ