القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : وضّاح اليَمَن الكل
المجموع : 37
أَبَت بالشَّامِ نَفسِي أَن تَطيبَا
أَبَت بالشَّامِ نَفسِي أَن تَطيبَا / تَذَكَّرَت المنَازِلَ والحَبيبَا
تَذَكَّرَتِ المنازلَ مِن شَعُوب / وَحيّاً أَصبَحُوا قُطِعُوا شُعُوبا
سَبَوا قَلبي فَحَلَّ بحيث حلُّوا / ويُعظِمُ إِن دَعَوا أَلاَّ يُجيبَا
أَلا لَيتَ الرِياحَ لنا رَسُولٌ / إِلَيكُم إِن شَمالاً أَو جَنُوبَا
فَتَأتِيَكُم بما قُلنَا سَريعاً / ويبلُغَنا الذي قُلتُم قَرِيبَا
أَلا يا رَوضُ قَد عَذَّبتِ قَلبي / فَأَصبَحَ مِن تَذَكُّرِكُم كَئِيبَا
وَرَقَّقَني هَوَاكِ وكُنتُ جَلداً / وَأَبدى في مَفَارِقِيَ المَشيبَا
أَمَا يُنسيكَ رَوضَةَ شَحطُ دارٍ / وَلا قربٌ إِذَا كَانَت قَريبَا
صَدَعَ البَينُ والتفَرّقُ قَلبي
صَدَعَ البَينُ والتفَرّقُ قَلبي / وَتَولَّت أُمُّ البَنينِ بِلُّبِّي
ثَوَتِ النَفسُ من الحُمولِ لَدَيها / وَتَولَّى بالجِسمِ منّيَ صَحبي
وَلَقَد قُلتُ وَالمَدامعُ تَجري / بِدُمُوعٍ كَأنَّهَا فَيضُ غَربِ
جَزَعاً لِلفراقِ يَومَ تَوَلَّت / حَسِبيَ الله ذو المَعَارجِ حَسبِي
حَيِّ الَّتي أَقصَى فُؤَادِك حَلَّتِ
حَيِّ الَّتي أَقصَى فُؤَادِك حَلَّتِ / عَلِمَت بأَنَّكَ عَاشِقٌ فَأَدلَّتِ
وإِذَا رأتك تَقَلقَلَت أَحشَاؤُها / شَوقَاً إِلَيكَ فَأَكثَرَت وأّقَلَّتِِ
وَإِذَا دَخَلَتَ فَأُغلِقَت أَبوَابُها / غَرَمَ الغيورُ حِجَابَها فَاعتَلَّتِ
وَإِذَا خَرَجتَ بَكَت عَلَيكَ صَبَابةً / حَتَّى تَبُلَّ دُموعُها مَا بَلَّتِ
إِن كُنتَ يَا وَضَّاحُ زُرتَ فَمَرحَباً / رَحُبَت عَلَيكَ بِلادُنا وَأَظَلَّتِ
كُلُّ كَربٍ أَنتَ لاَقٍ
كُلُّ كَربٍ أَنتَ لاَقٍ / بَعدَ بَلوَاهُ انفِرَاجَا
أَغَدَوتَ أَم في الرَّائحين تَرُوحُ
أَغَدَوتَ أَم في الرَّائحين تَرُوحُ / أَم أَنتَ مِن ذِكرِ الحِسانِ صَحيحُ
إِذ قَالَتِ الحَسنَاءُ ما لِصَدِيقِنا / رثَّ الثيابِ وإنَّه لمَلِيحُ
لا تَسأَلِنَّ عنِ الثِّيابِ فَإِنَّني / يومَ اللِّقَاءِ على الكُماةِ مُشِيحُ
أَرمِي وَأَطعَنُ ثُمَّ أُتِبعُ ضَربَةً / تَدَعُ النساءَ على الرجالِ تَنُوحُ
أضاءت لهُ الآفاقُ حَتّى كأنمَا
أضاءت لهُ الآفاقُ حَتّى كأنمَا / رأينا بنصفِ الليلِ نورَ ضُحى الغَدِ
يَا أَيُّهَا القَلبُ بعضَ ما تَجِدُ
يَا أَيُّهَا القَلبُ بعضَ ما تَجِدُ / قَد يَعشَقُ المرءُ ثم يَتَّئِدُ
قَد يكتمُ المرءُ حُبَّه حِقَبَاً / وهوَ عَمِيدٌ وَقَلبُهُ كَمِدُ
مَاذَا تُريدين مِن فتىً غَزِلٍ / قَد شَفَّهُ السَّقَمُ فيكِ والسَّهَدُ
يُهّدِّدُنِي كَيما أَخَافَهُمُ / هَيهاتَ أَنَّى يُهَدَّدُ الأَسَدُ
أَعِنِّي عَلى بَيضَاءَ تَنكَلُّ عَن بَرَد
أَعِنِّي عَلى بَيضَاءَ تَنكَلُّ عَن بَرَد / وتَمشِي عَلى هَونٍ كَمِشيَةِ ذِي الحَرَد
وتَلبَسُ مِن بَزِّ العِرَاقِ مَناصِفاً / وأَبرادَ عَصبٍ من مُهَلهَلَةِ الجَنَد
إِذَا قُلتُ يَوماً نَوّلِيني تَبَسَّمَت / وقَالَت لَعَمرُ اللهِ لَو أَنَّهُ اقتَصَد
سَمَوتُ إِليهَا بَعدَ ما نَامُ بَعلُها / وقَد وسَّدَتهُ في لَيلَةِ الصَّرَد
أَشارت بطَرفِ العَينِ أَهلاً وَمَرحباً / ستُعطَى الَّذي تَهوَى عَلى رَغمِ مَن حَسَد
أَلَستَ تَرى مَن حَولَنا مِن عَدوِّنا / وكُلَّ غُلاَمٍ شَامخِ الأَنفِ قَد مَرَد
فَقُلتُ لَها إنّي أمرُؤٌ فَاعلَمِنَّهُ / إِذَا أخذتُ السَيفَ لَم أَحفِل العدَد
بَنَى ليَ اسماعِيلُ مَجداً مُؤَثَّلاً / وَعَبدُ كُلالٍ قَبلَهُ وَأَبُو جَمَد
تُطِيفُ عَلَينا قَهوَةٌ في زُجَاجةٍ / تُريكَ جَبَانَ القَومِ أَمضَى مِنَ الأَسَدُ
يا رَوضُ جيرانُكُمُ البَاكِرُ
يا رَوضُ جيرانُكُمُ البَاكِرُ / فَالقَلبُ لاَ لاَهٍ ولا صَابِرُ
قَالَت أَلاَ لاَ تَلِجَن دَارَنا / إِنَّ أَبَانا رَجُلٌ غَائِرُ
قُلتُ فَإِنّي طالبٌ غِرَّةً / مِنهُ وسَيفي صَارِمٌ باتِرُ
قَالَت فَإنَّ القَصرَ مِن دُنِنا / قُلتُ فَإِنّي فَوقَهُ ظَاهِرُ
قَالَت فَإِنّ البَحرَ مِن دُونِنَا / قُلتُ فإنّي سَابحٌ مَاهِرُ
قَالَت فَحَولِي إِخوَةٌ سَبعَةٌ / قُلتُ فَإنّي غَالِبُ قَاهِرُ
قَالَت فَلَيثٌ رابضٌ بَيننَا / قُلتُ فَإِنّي أَسَدٌ عَاقِرُ
قَالَت فَإِنّ الله بَيننَا / قُلتُ فَرَبيِّ رَاحِمٌ غَافِرُ
قَالَت لَقَد أَعيَيتَنا حِجَّةً / فَأتِ إِذَا مَا هَجَع السَّامِرُ
فَاسقُط عَلَينا كَشُقُوطِ النَّدى / لَيلَةَ لا نَاهٍ وَلا زَاجِرُ
طَرِبَ الفؤادُ لِطَيفِ رَوضَةَ غَاشِي
طَرِبَ الفؤادُ لِطَيفِ رَوضَةَ غَاشِي / والقومُ بين أَباطِحٍ وعِشاشِ
أَنَّى اهتَدَيتِ ودُونَ أَرضكِ سَبسَبٌ / قَفرٌ وَحَزنٌ في دُجىً ورِشَاشِ
قَالَت تَكَالِيفُ المَحَبِّ كَلِفتُها / إِنَّ المحِبَّ إِذَا أُخيفَ لَمَاشِي
أَدعُوكِ روضَةَ رَحبٍ واسمُكِ غَيرُه / شَفَقاً وأَخشَى أَن يَشِي بكِ واشِي
قالَت فَزُرنا قلتُ كيفَ أَزُورُكم / وأَنا امرُؤٌ لِخُرُوجِ سِرِّكِ خَاشي
قَالَت فَكُن لِعُمومَتي سَلماَ مَعَاً / والطُف لإِخوَتِيَ الَّذِينَ تُمَاشِي
فَتَزورَنا مَعَهُم زِيارَةَ آمنٍ / والسرُّ يا وَضَّاحُ لَيس بفَاشِي
وَلَقِيتُها تَمشِي بأَبطَحَ مَرَّةً / بِخَلاَخِلٍ وَبِحُلَّةٍ أَكبَاشِ
فَظَلِلتُ مَعمُوداً وبِتُّ مُسَهَّداً / وَدُموعُ عَيني في الرِّدَاءِ غَواشي
يَارَوضُ حُبُّكِ سَلَّ جِسمي وانتَحى / في العَظمِ حتى قَد بَلَغتِ مُشَاشِي
دَعَاكَ مِن شَوقِكَ الدَّوَاعي
دَعَاكَ مِن شَوقِكَ الدَّوَاعي / وأَنتَ وَضَّاحُ ذو اتّبَاعِ
دَعَتكَ مَيَّالةٌ لَعُوبٌ / أَسِيلَةُ الخَدِّ باللِّمَاعِ
دَلاَلُكِ الحُلو والمشهِّى / وَلَيسَ سَرِّيكِ بالمُضّاعِ
لاَ اَمنَعُ النَّفسَ عَن هَوَاها / وَكُلُّ شَيءٍ إِلَى انقِطَاعِ
بانَ الخَليطُ بمَن عُلِّقتَ فَانصَدَعُوا
بانَ الخَليطُ بمَن عُلِّقتَ فَانصَدَعُوا / فَدَمعُ عَينِكَ وَاهٍ واكِفٌ هَمِعُ
كَيفَ اللِّقَاءُ وَقَد أَضحَت وَمَسكَنُها / بَطنُ المَحِلَّةَ مِن صَنعَاءَ أَو ضَلَعُ
كَم دُونَها مِن فَيافٍ لا أنيسَ بها / إلاّ الظَلِيمُ وإِلاَّ الظِبيُ والسَّبعُ
وَمَنهَلٍ صَخِبِ الأَصدَاءِ وَارِدُه / طَيرُ السَّمَاءِ تَحومُ الحَينُ أَو تَقَعُ
لاَ مَاؤُهُ مَاءُ أَحسَاءٍ تُقَرِّظُهُ / أَيدي السُقَاةِ وَلا صَادٍ ولا كَرِعُ
إِلاَّ تَرَسُّخُ عِلبا دُونَهُ رَهَبٌ / مِن عِرمِضٍ فَأَبَاءٍ فَهيَ مُنتَقَعُ
تَقُولُ عَاذِلَتي مَهلاً فَقُلتُ لَها / عَنِّي إِلَيكِ فَهَل تدرِينَ مَن أَدَعُ
وكَيفَ أَترُكُ شَخصاً في رَوَاجِبِهِ / وَفي الأَنَامِلِ مِن حَنَّائِهِ لَمَعُ
وَأَنتِ لَو كُنتِ بي جُدُّ الخَبيرَةِ لَم / يُطمِعكِ في طَمَعٍ مِن شِيَمتي طَمَعُ
إِنِّي لَيُعوزُني جَدِّي فَأَترُكُهُ / عَمدَاً وَأَخدَعُ أَحيَاناً فَأَنخَدِعُ
وَأَكتُمُ السِرَّ في صَدرِي وَأَخزِنُهُ / حَتّى يكون لذاك القول مُطَّلَعُ
وَأَترُكُ القَولَ إِلاَّ في مُرَاجَعَةٍ / حَتَّى يَكُونَ لَهُ مُلحُ وَمُستَمِعُ
لاَ قُوَّتِي قُوَّةُ الرَّاعِي رَكَائِبَهُ / يَأوِي فَيَأوِي إِلَيهِ الكَلبُ وَالرَّبَعُ
وَلاَ العَسِيفِ الَّذِي يَشتَدُّ عُقبتَهُ / حَتَّى يَبِيتَ وَبَاقِي نَعلِهِ قِطَعُ
لاَ يَحمِلُ العَبدُ مِنَّا فَوقَ طَاقَتِهِ / وَنَحنُ نَحمِلُ ما لا تحمل القَلَعُ
مِنَّا الأَنَاةُ وَبَعضُ القَومِ يَحسَبُنَا / إِنَّا بِطَاءٌ وفي إِبطَائِنَا سَرَعُ
يا خليليّ قَد صفا كدر العي
يا خليليّ قَد صفا كدر العي / ش وقد أسعد الزمان الخريفُ
إنّ طرفي ممازح ولساني / وضميري عن الفسوق عفيفُ
لو سلا القلب كُنت من أسعد النا / س ولكنَّه المشوم ألوفُ
طرقتنا بِعَسقَلان ألوف / مرحباً بالخيال حين يطيفُ
يعلم الله أَنّ قلبي ضعيف / وفؤادي مع ضعف قلبي نحيفُ
طَرَقَ الخَيَالُ فَمَرحَباً أَلفَاً
طَرَقَ الخَيَالُ فَمَرحَباً أَلفَاً / بِالشَّاغِفَاتِ قُلُوبِنَا شَغفَا
وَلَقَد يَقُولُ لِيَ الطَبِيبُ وَما / نَبَّأتُهُ مِن شَأنِنَا حَرفَا
إِنَّي لأَحسَبُ أَنَّ دَاءَكَ ذا / مِن ذِي دَمَالِجَ يَخضِبُ الكَفَّا
إِنِّي أَنَا الوَضَّاحُ إِن تَصِلي / أُحسِن بِكِ التشبِيبَ وَالوَصفَا
شَطَّت فَشَفَّ القَلبَ ذِكرُكَها / وَدَنَت فَمَا بَذَلَت لَنا عُرفَا
أَرَاعكَ طَائِرٌ بَعَد الخُفوقِ
أَرَاعكَ طَائِرٌ بَعَد الخُفوقِ / بفَاجِعَةٍ مُشنَّعةِ الطُّروقِ
نَعَم وَلَهاً على رجلٍ عَميدٍ / أَظَلُّ كَأَنَّني شَرِقُ برِيقي
كَأَنِّي إِذ عَلِمتُ بها هُدُوّاً / هَوَت بي عاصفٌ مِن رَأسِ نِيقِ
أُعَلُّ بَزَفرَةٍ مِن بَعد أُخرى / لَهَا في القَلبِ حَرٌ كَالحَريقِ
وَتَردُف عَبرَةٌ تَهتَانَ أُخرى / كَفَائضِ غَربِ نَضَّاحِ فَتِيقِ
كأَنِّي إِذ أُكَفكِفُ دَمعَ عيني / وأَنهاها أَقُولُ لها هَرِيقي
ألاَ تِلكَ الحوادثُ غِبتُ عَنها / بأَرضِ الشَّامِ كَالفَردِ الغَريقِ
فما أَنفَكُّ أَنظُر في كتابٍ / تُدَاري النَّفسُ عَنهُ هَوى زَهُوقِ
يُخَبّرُ عَن وَفَاةِ أَخٍ كَريمٍ / بعيدِ الغَورِ نَفَّاعٍ طَليقِ
وقَرمٍ يُعرِضُ الخُصمان عَنهُ / كَمَا حَادَ البِكارُ عنِ الفَنيقِ
كريمٍ يملأُ الشّيزى وَيَقري / إِذا ما قَلَّ إيماضُ البُروقِ
وَأَعظَمُ ما رُميتُ به فَجُوعاً / كتابٌ جاءَ مِن فَجٍ عَميقِ
يُخَبِّرُ عَن وَفَاةِ أَخٍ فَصَبراً / تَنَجَّز وَعدَ مَنّانٍ صَدُوقِ
سَأَصبِرُ لِلقَضَاءِ فَكُلُّ حَيٍّ / سَيَلقَى سَكرَةَ المَوتِ المَذُوقِ
فما الدَّنيا بقَائِمةٍ وَفيها / مِن الأَحيَاءِ ذُو عَينٍ رَمُوقِ
وللأَحيَاءِ أَيّامٌ تَقضَّى / يَلُفُّ خِتَامُها سُوقاً بسُوقِ
فَأَعنَاهُم كَأَعدَمِهم إِذا مَا / تَقَضَّت مُدَّةُ العَيشِ الرَقيقِ
كذَلِكَ يُبعَثُنَ وَهُم فُرادى / ليومٍ فيهِ تَوفِيةُ الحُقُوقِ
أَبَعدَ هُمَامِ قَومِكِ ذي الأَيَادي / أَبي الوَضَّاحِ رَتَّاقِ الفُتُوقِ
وبَعدَ عُبَيدَةَ المحمودِ فِيهم / وبَعدَ سَمَاعةَ العَودِ العَتيقِ
وبَعدَ ابنِ المُفضَّلِ وابنِ كافٍ / هما أَخَواكَ في الزَّمنِ الأَنيقِ
تُؤَمِّلُ أَن تَعِيشَ قَرِيرَ عَينٍ / وأَينَ أَمامَ طَلاَّبٍ لَحُوقِ
وَدنيَاكَ الَّتي أَمسَيتَ فيها / مُزَايلةُ الشَقِيقِ عَنِ الشَّقيقِ
يَاقَلبُ وَيحكَ لا تَذهَب بِكَ الخُرُقُ
يَاقَلبُ وَيحكَ لا تَذهَب بِكَ الخُرُقُ / إِنَّ الأُلَى كُنتَ تَهوَاهُم قَد انطَلَقُوا
ما بالُهُم لَم يُبَالُوا إِذ هَجَرتَهُمُ / وأَنتَ مِن هَجرهم قد كِدتَ تَحتَرقُ
قد كنتُ أشفقُ مما قد فجعتُ به / إن كانَ يَدفعُ عن ذي اللوعةِ الشَّفقُ
يَامَن لِقَلبٍ لا يُطِي
يَامَن لِقَلبٍ لا يُطِي / عُ الزَّاجِرينَ وَلا يُفيق
تَسلُو قُلُوبُ ذَوِي الهَوى / وَهُوَ المُكَلَّفُ والمَشُوق
تَبَلَت حَبَابَةُ قَلبَهُ / بالدَّلِ والشَّكلِ الأَنِيق
وَبعَينِ أَحوَرَ يَرتَعي / سَقطَ الكثيبِ منَ العَقِيق
مَكحُولةً بالسِّحرِ تُن / شِي نَشوَةَ الخَمرِ العَتيق
هَيفاءَ إِن هي أَقبَلَت / لاَحَت كَطَالِعَةِ الشُروق
والرِّدفُ مثلُ نَقَاً تلَ / بَّدَ فهو زُحلوقٌ زَلُوق
في دُرَّةِ الأَصدافِ مُع / تَنِفاً بها رَدعُ الخَلُوق
دَاوي هَوايَ وَأَطفِئي / ما في الفُؤَادِ مِنَ الحَريق
وتَرَفَّقي أَمَلي فَقَد / كَلَّفتِني مَالاَ أُطِيق
في القلبِ مِنكِ جَوى المُحب / بِّ وَرَاحةُ الصَبِّ الشَقِيق
هَذَا يَقُودُ برُّمَتي / قَوداً إِلَيكِ وَذَا يَسُوق
يا نَفسُ قَد كَلَّفتِني / تَعَبَ الهَوى مِنها فَذُوق
إِن كُنتِ تَائِقةً لح / رِّ صَبَابةٍ منها فَتُوق
أَبَى القَلب اليَمانيّ ال
أَبَى القَلب اليَمانيّ ال / ذِي تُحمَدُ أَخلاقُه
وَيَرّفضُّ لَهُ اللَّحنُ / فما تُفتَق أَرتَاقُه
غَزَالٌ أَدعَجُ العَينِ / رَبيبُ خَدَلَّجِ ساقُه
رَمَاني فَسَبى قَلبي / وأَرمِيهِ فَأَشتَاقُه
أَيَا رَوضَةَ الوَضَّاحِ يا خَيرَ رَوضَةٍ
أَيَا رَوضَةَ الوَضَّاحِ يا خَيرَ رَوضَةٍ / لأَِهلِكِ لَو جَادُوا عَلَينا بمَنزِلِ
رَهِينُكِ وَضَّاحٌ ذَهَبتِ بِعَقلِهِ / فَإِن شِئتِ فَأَحييهِ وَإِن شِئتِ فَاقتُلِي
وَتُوقِدُ حِيناً بِاليَلَنجُوجِ نَارَها / وَتُوقِدُ أَحيَاناً بِمِسكِ وَمَندَلِ
مَالَكَ وَضَّاحُ دَائمَ الغَزَلِ
مَالَكَ وَضَّاحُ دَائمَ الغَزَلِ / أَلَستَ تَخشَى تَقَارُبَ الأَجَلِ
صَلِّ لِذِي العَرشِ وَاتَّخِذ قَدَمَاً / تُنجيكَ يَومَ العِثَارِ والزَّلَلِ
يَا مَوتُ ما إِن تَزَالُ مُعتَرِضَاً / لآِمِلٍ دُونَ مُنتَهى الأَمَلِ
لَو كَانَ مَن فَرَّ مِنكَ مُنفَلِتاً / إِذاً لأَسرَعتُ رِحلَةَ الجَمَلِ
لَكِنَّ كَفَّيكَ نَالَ طولُهُما / مَا كَلَّ عَنهُ نَجائبُ الإِبِلِ
تَنَالُ كَفَّاكَ كُلَّ مُسهِلَةٍ / وَحُوتَ بَحرٍ وَمَعقِلَ الوَعِل
لَولا حِذَارِي مِنَ الحُتُوفِ فَقَد / أَصبَحتُ مِن خَوفِها عَلى وَجَلِ
لَكُنتُ لِلقَلبِ في الهَوى تَبَعاً / إِنَّ هَواه رَبَائِبُ الحَجَلِ
حَرَميَّه تَسكُنُ الحِجَازَ لها / شَيخٌ غَيورٌ يَعتَلُّ بِالعِلَلِ
عُلِّقَ قَلبِي رَبِيبَ بَيتِ مُلو / كِ ذَاتَ قُرطَينِ وَعثَةُ الكَفَلِ
تَفتَرُّ عَن مَنطِقٍ تَضنُّ بهِ / يَجري رُضَاباً كَذَائِبِ العَسَلِ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025