المجموع : 37
أَبَت بالشَّامِ نَفسِي أَن تَطيبَا
أَبَت بالشَّامِ نَفسِي أَن تَطيبَا / تَذَكَّرَت المنَازِلَ والحَبيبَا
تَذَكَّرَتِ المنازلَ مِن شَعُوب / وَحيّاً أَصبَحُوا قُطِعُوا شُعُوبا
سَبَوا قَلبي فَحَلَّ بحيث حلُّوا / ويُعظِمُ إِن دَعَوا أَلاَّ يُجيبَا
أَلا لَيتَ الرِياحَ لنا رَسُولٌ / إِلَيكُم إِن شَمالاً أَو جَنُوبَا
فَتَأتِيَكُم بما قُلنَا سَريعاً / ويبلُغَنا الذي قُلتُم قَرِيبَا
أَلا يا رَوضُ قَد عَذَّبتِ قَلبي / فَأَصبَحَ مِن تَذَكُّرِكُم كَئِيبَا
وَرَقَّقَني هَوَاكِ وكُنتُ جَلداً / وَأَبدى في مَفَارِقِيَ المَشيبَا
أَمَا يُنسيكَ رَوضَةَ شَحطُ دارٍ / وَلا قربٌ إِذَا كَانَت قَريبَا
صَدَعَ البَينُ والتفَرّقُ قَلبي
صَدَعَ البَينُ والتفَرّقُ قَلبي / وَتَولَّت أُمُّ البَنينِ بِلُّبِّي
ثَوَتِ النَفسُ من الحُمولِ لَدَيها / وَتَولَّى بالجِسمِ منّيَ صَحبي
وَلَقَد قُلتُ وَالمَدامعُ تَجري / بِدُمُوعٍ كَأنَّهَا فَيضُ غَربِ
جَزَعاً لِلفراقِ يَومَ تَوَلَّت / حَسِبيَ الله ذو المَعَارجِ حَسبِي
حَيِّ الَّتي أَقصَى فُؤَادِك حَلَّتِ
حَيِّ الَّتي أَقصَى فُؤَادِك حَلَّتِ / عَلِمَت بأَنَّكَ عَاشِقٌ فَأَدلَّتِ
وإِذَا رأتك تَقَلقَلَت أَحشَاؤُها / شَوقَاً إِلَيكَ فَأَكثَرَت وأّقَلَّتِِ
وَإِذَا دَخَلَتَ فَأُغلِقَت أَبوَابُها / غَرَمَ الغيورُ حِجَابَها فَاعتَلَّتِ
وَإِذَا خَرَجتَ بَكَت عَلَيكَ صَبَابةً / حَتَّى تَبُلَّ دُموعُها مَا بَلَّتِ
إِن كُنتَ يَا وَضَّاحُ زُرتَ فَمَرحَباً / رَحُبَت عَلَيكَ بِلادُنا وَأَظَلَّتِ
كُلُّ كَربٍ أَنتَ لاَقٍ
كُلُّ كَربٍ أَنتَ لاَقٍ / بَعدَ بَلوَاهُ انفِرَاجَا
أَغَدَوتَ أَم في الرَّائحين تَرُوحُ
أَغَدَوتَ أَم في الرَّائحين تَرُوحُ / أَم أَنتَ مِن ذِكرِ الحِسانِ صَحيحُ
إِذ قَالَتِ الحَسنَاءُ ما لِصَدِيقِنا / رثَّ الثيابِ وإنَّه لمَلِيحُ
لا تَسأَلِنَّ عنِ الثِّيابِ فَإِنَّني / يومَ اللِّقَاءِ على الكُماةِ مُشِيحُ
أَرمِي وَأَطعَنُ ثُمَّ أُتِبعُ ضَربَةً / تَدَعُ النساءَ على الرجالِ تَنُوحُ
أضاءت لهُ الآفاقُ حَتّى كأنمَا
أضاءت لهُ الآفاقُ حَتّى كأنمَا / رأينا بنصفِ الليلِ نورَ ضُحى الغَدِ
يَا أَيُّهَا القَلبُ بعضَ ما تَجِدُ
يَا أَيُّهَا القَلبُ بعضَ ما تَجِدُ / قَد يَعشَقُ المرءُ ثم يَتَّئِدُ
قَد يكتمُ المرءُ حُبَّه حِقَبَاً / وهوَ عَمِيدٌ وَقَلبُهُ كَمِدُ
مَاذَا تُريدين مِن فتىً غَزِلٍ / قَد شَفَّهُ السَّقَمُ فيكِ والسَّهَدُ
يُهّدِّدُنِي كَيما أَخَافَهُمُ / هَيهاتَ أَنَّى يُهَدَّدُ الأَسَدُ
أَعِنِّي عَلى بَيضَاءَ تَنكَلُّ عَن بَرَد
أَعِنِّي عَلى بَيضَاءَ تَنكَلُّ عَن بَرَد / وتَمشِي عَلى هَونٍ كَمِشيَةِ ذِي الحَرَد
وتَلبَسُ مِن بَزِّ العِرَاقِ مَناصِفاً / وأَبرادَ عَصبٍ من مُهَلهَلَةِ الجَنَد
إِذَا قُلتُ يَوماً نَوّلِيني تَبَسَّمَت / وقَالَت لَعَمرُ اللهِ لَو أَنَّهُ اقتَصَد
سَمَوتُ إِليهَا بَعدَ ما نَامُ بَعلُها / وقَد وسَّدَتهُ في لَيلَةِ الصَّرَد
أَشارت بطَرفِ العَينِ أَهلاً وَمَرحباً / ستُعطَى الَّذي تَهوَى عَلى رَغمِ مَن حَسَد
أَلَستَ تَرى مَن حَولَنا مِن عَدوِّنا / وكُلَّ غُلاَمٍ شَامخِ الأَنفِ قَد مَرَد
فَقُلتُ لَها إنّي أمرُؤٌ فَاعلَمِنَّهُ / إِذَا أخذتُ السَيفَ لَم أَحفِل العدَد
بَنَى ليَ اسماعِيلُ مَجداً مُؤَثَّلاً / وَعَبدُ كُلالٍ قَبلَهُ وَأَبُو جَمَد
تُطِيفُ عَلَينا قَهوَةٌ في زُجَاجةٍ / تُريكَ جَبَانَ القَومِ أَمضَى مِنَ الأَسَدُ
يا رَوضُ جيرانُكُمُ البَاكِرُ
يا رَوضُ جيرانُكُمُ البَاكِرُ / فَالقَلبُ لاَ لاَهٍ ولا صَابِرُ
قَالَت أَلاَ لاَ تَلِجَن دَارَنا / إِنَّ أَبَانا رَجُلٌ غَائِرُ
قُلتُ فَإِنّي طالبٌ غِرَّةً / مِنهُ وسَيفي صَارِمٌ باتِرُ
قَالَت فَإنَّ القَصرَ مِن دُنِنا / قُلتُ فَإِنّي فَوقَهُ ظَاهِرُ
قَالَت فَإِنّ البَحرَ مِن دُونِنَا / قُلتُ فإنّي سَابحٌ مَاهِرُ
قَالَت فَحَولِي إِخوَةٌ سَبعَةٌ / قُلتُ فَإنّي غَالِبُ قَاهِرُ
قَالَت فَلَيثٌ رابضٌ بَيننَا / قُلتُ فَإِنّي أَسَدٌ عَاقِرُ
قَالَت فَإِنّ الله بَيننَا / قُلتُ فَرَبيِّ رَاحِمٌ غَافِرُ
قَالَت لَقَد أَعيَيتَنا حِجَّةً / فَأتِ إِذَا مَا هَجَع السَّامِرُ
فَاسقُط عَلَينا كَشُقُوطِ النَّدى / لَيلَةَ لا نَاهٍ وَلا زَاجِرُ
طَرِبَ الفؤادُ لِطَيفِ رَوضَةَ غَاشِي
طَرِبَ الفؤادُ لِطَيفِ رَوضَةَ غَاشِي / والقومُ بين أَباطِحٍ وعِشاشِ
أَنَّى اهتَدَيتِ ودُونَ أَرضكِ سَبسَبٌ / قَفرٌ وَحَزنٌ في دُجىً ورِشَاشِ
قَالَت تَكَالِيفُ المَحَبِّ كَلِفتُها / إِنَّ المحِبَّ إِذَا أُخيفَ لَمَاشِي
أَدعُوكِ روضَةَ رَحبٍ واسمُكِ غَيرُه / شَفَقاً وأَخشَى أَن يَشِي بكِ واشِي
قالَت فَزُرنا قلتُ كيفَ أَزُورُكم / وأَنا امرُؤٌ لِخُرُوجِ سِرِّكِ خَاشي
قَالَت فَكُن لِعُمومَتي سَلماَ مَعَاً / والطُف لإِخوَتِيَ الَّذِينَ تُمَاشِي
فَتَزورَنا مَعَهُم زِيارَةَ آمنٍ / والسرُّ يا وَضَّاحُ لَيس بفَاشِي
وَلَقِيتُها تَمشِي بأَبطَحَ مَرَّةً / بِخَلاَخِلٍ وَبِحُلَّةٍ أَكبَاشِ
فَظَلِلتُ مَعمُوداً وبِتُّ مُسَهَّداً / وَدُموعُ عَيني في الرِّدَاءِ غَواشي
يَارَوضُ حُبُّكِ سَلَّ جِسمي وانتَحى / في العَظمِ حتى قَد بَلَغتِ مُشَاشِي
دَعَاكَ مِن شَوقِكَ الدَّوَاعي
دَعَاكَ مِن شَوقِكَ الدَّوَاعي / وأَنتَ وَضَّاحُ ذو اتّبَاعِ
دَعَتكَ مَيَّالةٌ لَعُوبٌ / أَسِيلَةُ الخَدِّ باللِّمَاعِ
دَلاَلُكِ الحُلو والمشهِّى / وَلَيسَ سَرِّيكِ بالمُضّاعِ
لاَ اَمنَعُ النَّفسَ عَن هَوَاها / وَكُلُّ شَيءٍ إِلَى انقِطَاعِ
بانَ الخَليطُ بمَن عُلِّقتَ فَانصَدَعُوا
بانَ الخَليطُ بمَن عُلِّقتَ فَانصَدَعُوا / فَدَمعُ عَينِكَ وَاهٍ واكِفٌ هَمِعُ
كَيفَ اللِّقَاءُ وَقَد أَضحَت وَمَسكَنُها / بَطنُ المَحِلَّةَ مِن صَنعَاءَ أَو ضَلَعُ
كَم دُونَها مِن فَيافٍ لا أنيسَ بها / إلاّ الظَلِيمُ وإِلاَّ الظِبيُ والسَّبعُ
وَمَنهَلٍ صَخِبِ الأَصدَاءِ وَارِدُه / طَيرُ السَّمَاءِ تَحومُ الحَينُ أَو تَقَعُ
لاَ مَاؤُهُ مَاءُ أَحسَاءٍ تُقَرِّظُهُ / أَيدي السُقَاةِ وَلا صَادٍ ولا كَرِعُ
إِلاَّ تَرَسُّخُ عِلبا دُونَهُ رَهَبٌ / مِن عِرمِضٍ فَأَبَاءٍ فَهيَ مُنتَقَعُ
تَقُولُ عَاذِلَتي مَهلاً فَقُلتُ لَها / عَنِّي إِلَيكِ فَهَل تدرِينَ مَن أَدَعُ
وكَيفَ أَترُكُ شَخصاً في رَوَاجِبِهِ / وَفي الأَنَامِلِ مِن حَنَّائِهِ لَمَعُ
وَأَنتِ لَو كُنتِ بي جُدُّ الخَبيرَةِ لَم / يُطمِعكِ في طَمَعٍ مِن شِيَمتي طَمَعُ
إِنِّي لَيُعوزُني جَدِّي فَأَترُكُهُ / عَمدَاً وَأَخدَعُ أَحيَاناً فَأَنخَدِعُ
وَأَكتُمُ السِرَّ في صَدرِي وَأَخزِنُهُ / حَتّى يكون لذاك القول مُطَّلَعُ
وَأَترُكُ القَولَ إِلاَّ في مُرَاجَعَةٍ / حَتَّى يَكُونَ لَهُ مُلحُ وَمُستَمِعُ
لاَ قُوَّتِي قُوَّةُ الرَّاعِي رَكَائِبَهُ / يَأوِي فَيَأوِي إِلَيهِ الكَلبُ وَالرَّبَعُ
وَلاَ العَسِيفِ الَّذِي يَشتَدُّ عُقبتَهُ / حَتَّى يَبِيتَ وَبَاقِي نَعلِهِ قِطَعُ
لاَ يَحمِلُ العَبدُ مِنَّا فَوقَ طَاقَتِهِ / وَنَحنُ نَحمِلُ ما لا تحمل القَلَعُ
مِنَّا الأَنَاةُ وَبَعضُ القَومِ يَحسَبُنَا / إِنَّا بِطَاءٌ وفي إِبطَائِنَا سَرَعُ
يا خليليّ قَد صفا كدر العي
يا خليليّ قَد صفا كدر العي / ش وقد أسعد الزمان الخريفُ
إنّ طرفي ممازح ولساني / وضميري عن الفسوق عفيفُ
لو سلا القلب كُنت من أسعد النا / س ولكنَّه المشوم ألوفُ
طرقتنا بِعَسقَلان ألوف / مرحباً بالخيال حين يطيفُ
يعلم الله أَنّ قلبي ضعيف / وفؤادي مع ضعف قلبي نحيفُ
طَرَقَ الخَيَالُ فَمَرحَباً أَلفَاً
طَرَقَ الخَيَالُ فَمَرحَباً أَلفَاً / بِالشَّاغِفَاتِ قُلُوبِنَا شَغفَا
وَلَقَد يَقُولُ لِيَ الطَبِيبُ وَما / نَبَّأتُهُ مِن شَأنِنَا حَرفَا
إِنَّي لأَحسَبُ أَنَّ دَاءَكَ ذا / مِن ذِي دَمَالِجَ يَخضِبُ الكَفَّا
إِنِّي أَنَا الوَضَّاحُ إِن تَصِلي / أُحسِن بِكِ التشبِيبَ وَالوَصفَا
شَطَّت فَشَفَّ القَلبَ ذِكرُكَها / وَدَنَت فَمَا بَذَلَت لَنا عُرفَا
أَرَاعكَ طَائِرٌ بَعَد الخُفوقِ
أَرَاعكَ طَائِرٌ بَعَد الخُفوقِ / بفَاجِعَةٍ مُشنَّعةِ الطُّروقِ
نَعَم وَلَهاً على رجلٍ عَميدٍ / أَظَلُّ كَأَنَّني شَرِقُ برِيقي
كَأَنِّي إِذ عَلِمتُ بها هُدُوّاً / هَوَت بي عاصفٌ مِن رَأسِ نِيقِ
أُعَلُّ بَزَفرَةٍ مِن بَعد أُخرى / لَهَا في القَلبِ حَرٌ كَالحَريقِ
وَتَردُف عَبرَةٌ تَهتَانَ أُخرى / كَفَائضِ غَربِ نَضَّاحِ فَتِيقِ
كأَنِّي إِذ أُكَفكِفُ دَمعَ عيني / وأَنهاها أَقُولُ لها هَرِيقي
ألاَ تِلكَ الحوادثُ غِبتُ عَنها / بأَرضِ الشَّامِ كَالفَردِ الغَريقِ
فما أَنفَكُّ أَنظُر في كتابٍ / تُدَاري النَّفسُ عَنهُ هَوى زَهُوقِ
يُخَبّرُ عَن وَفَاةِ أَخٍ كَريمٍ / بعيدِ الغَورِ نَفَّاعٍ طَليقِ
وقَرمٍ يُعرِضُ الخُصمان عَنهُ / كَمَا حَادَ البِكارُ عنِ الفَنيقِ
كريمٍ يملأُ الشّيزى وَيَقري / إِذا ما قَلَّ إيماضُ البُروقِ
وَأَعظَمُ ما رُميتُ به فَجُوعاً / كتابٌ جاءَ مِن فَجٍ عَميقِ
يُخَبِّرُ عَن وَفَاةِ أَخٍ فَصَبراً / تَنَجَّز وَعدَ مَنّانٍ صَدُوقِ
سَأَصبِرُ لِلقَضَاءِ فَكُلُّ حَيٍّ / سَيَلقَى سَكرَةَ المَوتِ المَذُوقِ
فما الدَّنيا بقَائِمةٍ وَفيها / مِن الأَحيَاءِ ذُو عَينٍ رَمُوقِ
وللأَحيَاءِ أَيّامٌ تَقضَّى / يَلُفُّ خِتَامُها سُوقاً بسُوقِ
فَأَعنَاهُم كَأَعدَمِهم إِذا مَا / تَقَضَّت مُدَّةُ العَيشِ الرَقيقِ
كذَلِكَ يُبعَثُنَ وَهُم فُرادى / ليومٍ فيهِ تَوفِيةُ الحُقُوقِ
أَبَعدَ هُمَامِ قَومِكِ ذي الأَيَادي / أَبي الوَضَّاحِ رَتَّاقِ الفُتُوقِ
وبَعدَ عُبَيدَةَ المحمودِ فِيهم / وبَعدَ سَمَاعةَ العَودِ العَتيقِ
وبَعدَ ابنِ المُفضَّلِ وابنِ كافٍ / هما أَخَواكَ في الزَّمنِ الأَنيقِ
تُؤَمِّلُ أَن تَعِيشَ قَرِيرَ عَينٍ / وأَينَ أَمامَ طَلاَّبٍ لَحُوقِ
وَدنيَاكَ الَّتي أَمسَيتَ فيها / مُزَايلةُ الشَقِيقِ عَنِ الشَّقيقِ
يَاقَلبُ وَيحكَ لا تَذهَب بِكَ الخُرُقُ
يَاقَلبُ وَيحكَ لا تَذهَب بِكَ الخُرُقُ / إِنَّ الأُلَى كُنتَ تَهوَاهُم قَد انطَلَقُوا
ما بالُهُم لَم يُبَالُوا إِذ هَجَرتَهُمُ / وأَنتَ مِن هَجرهم قد كِدتَ تَحتَرقُ
قد كنتُ أشفقُ مما قد فجعتُ به / إن كانَ يَدفعُ عن ذي اللوعةِ الشَّفقُ
يَامَن لِقَلبٍ لا يُطِي
يَامَن لِقَلبٍ لا يُطِي / عُ الزَّاجِرينَ وَلا يُفيق
تَسلُو قُلُوبُ ذَوِي الهَوى / وَهُوَ المُكَلَّفُ والمَشُوق
تَبَلَت حَبَابَةُ قَلبَهُ / بالدَّلِ والشَّكلِ الأَنِيق
وَبعَينِ أَحوَرَ يَرتَعي / سَقطَ الكثيبِ منَ العَقِيق
مَكحُولةً بالسِّحرِ تُن / شِي نَشوَةَ الخَمرِ العَتيق
هَيفاءَ إِن هي أَقبَلَت / لاَحَت كَطَالِعَةِ الشُروق
والرِّدفُ مثلُ نَقَاً تلَ / بَّدَ فهو زُحلوقٌ زَلُوق
في دُرَّةِ الأَصدافِ مُع / تَنِفاً بها رَدعُ الخَلُوق
دَاوي هَوايَ وَأَطفِئي / ما في الفُؤَادِ مِنَ الحَريق
وتَرَفَّقي أَمَلي فَقَد / كَلَّفتِني مَالاَ أُطِيق
في القلبِ مِنكِ جَوى المُحب / بِّ وَرَاحةُ الصَبِّ الشَقِيق
هَذَا يَقُودُ برُّمَتي / قَوداً إِلَيكِ وَذَا يَسُوق
يا نَفسُ قَد كَلَّفتِني / تَعَبَ الهَوى مِنها فَذُوق
إِن كُنتِ تَائِقةً لح / رِّ صَبَابةٍ منها فَتُوق
أَبَى القَلب اليَمانيّ ال
أَبَى القَلب اليَمانيّ ال / ذِي تُحمَدُ أَخلاقُه
وَيَرّفضُّ لَهُ اللَّحنُ / فما تُفتَق أَرتَاقُه
غَزَالٌ أَدعَجُ العَينِ / رَبيبُ خَدَلَّجِ ساقُه
رَمَاني فَسَبى قَلبي / وأَرمِيهِ فَأَشتَاقُه
أَيَا رَوضَةَ الوَضَّاحِ يا خَيرَ رَوضَةٍ
أَيَا رَوضَةَ الوَضَّاحِ يا خَيرَ رَوضَةٍ / لأَِهلِكِ لَو جَادُوا عَلَينا بمَنزِلِ
رَهِينُكِ وَضَّاحٌ ذَهَبتِ بِعَقلِهِ / فَإِن شِئتِ فَأَحييهِ وَإِن شِئتِ فَاقتُلِي
وَتُوقِدُ حِيناً بِاليَلَنجُوجِ نَارَها / وَتُوقِدُ أَحيَاناً بِمِسكِ وَمَندَلِ
مَالَكَ وَضَّاحُ دَائمَ الغَزَلِ
مَالَكَ وَضَّاحُ دَائمَ الغَزَلِ / أَلَستَ تَخشَى تَقَارُبَ الأَجَلِ
صَلِّ لِذِي العَرشِ وَاتَّخِذ قَدَمَاً / تُنجيكَ يَومَ العِثَارِ والزَّلَلِ
يَا مَوتُ ما إِن تَزَالُ مُعتَرِضَاً / لآِمِلٍ دُونَ مُنتَهى الأَمَلِ
لَو كَانَ مَن فَرَّ مِنكَ مُنفَلِتاً / إِذاً لأَسرَعتُ رِحلَةَ الجَمَلِ
لَكِنَّ كَفَّيكَ نَالَ طولُهُما / مَا كَلَّ عَنهُ نَجائبُ الإِبِلِ
تَنَالُ كَفَّاكَ كُلَّ مُسهِلَةٍ / وَحُوتَ بَحرٍ وَمَعقِلَ الوَعِل
لَولا حِذَارِي مِنَ الحُتُوفِ فَقَد / أَصبَحتُ مِن خَوفِها عَلى وَجَلِ
لَكُنتُ لِلقَلبِ في الهَوى تَبَعاً / إِنَّ هَواه رَبَائِبُ الحَجَلِ
حَرَميَّه تَسكُنُ الحِجَازَ لها / شَيخٌ غَيورٌ يَعتَلُّ بِالعِلَلِ
عُلِّقَ قَلبِي رَبِيبَ بَيتِ مُلو / كِ ذَاتَ قُرطَينِ وَعثَةُ الكَفَلِ
تَفتَرُّ عَن مَنطِقٍ تَضنُّ بهِ / يَجري رُضَاباً كَذَائِبِ العَسَلِ