المجموع : 18
شَرَيتُ الأُمورَ وَغالَيتُها
شَرَيتُ الأُمورَ وَغالَيتُها / فَأَولى لَكُم يا بَني الأَعرَجِ
تَدِبّونَ حَولَ رِكِيّاتِكُم / دَبيبَ القَنافِذِ في العَرفَجَ
تَدارَكتُ عَبدَ اللَةِ قَد ثُلَّ عَرشُهُ
تَدارَكتُ عَبدَ اللَةِ قَد ثُلَّ عَرشُهُ / وَقَد عَلِقَت في كَفَّةِ الحابِلِ اليَدُ
سَمَوتُ لَهُ بِالرُكبِ حَتّى لَقيتُهُ / بِتيمارَ يَبكيهِ الحَمامُ المُغَرِّدُ
ما مَعَ أَنَّكَ يَومَ الوِردِ ذو لَغَطٍ
ما مَعَ أَنَّكَ يَومَ الوِردِ ذو لَغَطٍ / ضَخمُ الجُزارَةِ بِالَسلمَينِ وَكّارُ
تَكفي الوَليدَةَ في النادِيِّ مُؤتَزِراً / فَاِحلُب فَإِنَّكَ حَلّابٌ وَصَرّارُ
ما كُنتَ أَوَّلَ ضَبٍّ صابَ تَلعَتَهُ / غَيثٌ فَأَمرَعَ وَاِستَرخَت بِهِ الدارُ
أَنتَ الَّذي لا نُرَجّي نَيلَهُ أَبَداً / جَلدُ النَدى وَغَداةَ الرَوعِ خَوّارُ
تَدعو بُنَيَّيكَ عَبّاداً وَحَذيَمَةً / فا فَأرَةٍ شَجَّها في الجُحرِ مِحفارُ
إِن كُنتَ تَجهَلُ مَسعاتي فَقَد عَلِمَت
إِن كُنتَ تَجهَلُ مَسعاتي فَقَد عَلِمَت / بَنو الحَوَيرِثِ مَسعاتي وَتَكراري
وَالحَيُّ يَومَ أُشَيٍّ إِذ أَلَمَّ بِهِم / يَومٌ مِنَ الدَهرِ إِنَّ الدَهرَ مَرّارُ
لَولا يَجودَةُ وَالحَيُّ الَّذينَ بِها / أَمسى المَزالِفُ لا تَذكو بِها نارُ
تَذَكَّر ساداتُنا أَهلَهُم
تَذَكَّر ساداتُنا أَهلَهُم / وَخافوا عُمانَ وَخافوا قَطَر
وَخافوا الرَواطي إِذا عَرَّضَت / مَلاحِسَ أَولادِهِنَّ البَقَر
إِذا ما قامَ راعيها اِستَحَثَّت
إِذا ما قامَ راعيها اِستَحَثَّت / لِعَبدَةَ مُنتَهى الأَهواءِ لَيسُ
أَبَنِيَّ إِنّي قَد كَبِرتُ وَرابَني
أَبَنِيَّ إِنّي قَد كَبِرتُ وَرابَني / بَصَري وَفِيَّ لِمُصلِحٍ مُستَمتِعُ
فَلَئِن هَلَكتُ لَقَد بَنَيتُ مَساعِياً / تَبقى لَكُم مِنها مَآثِرُ أَربَعُ
ذِكرٌ إِذ ذُكِرَ الكِرامُ يَزينُكُم / وَوِراثَةُ الحَسَبِ المُقَدَّمِ تَنفَعُ
وَمَقامُ أَيّامٍ لَهُنَّ فَضيلَةٌ / عِندَ الحَفيظَةِ وَالمَجامِعُ تَجمَعُ
وَلُهىً مِنَ الكَسبِ الَّذي يُغنيكُمُ / يَوماً إِذا اِختَصَرَ النُفوسَ المَطمَعُ
وَنَصيحَةٌ في الصَدرِ صادِرَةٌ لَكُم / ما دُمتُ أُبصِرُ في الرِجالِ وَأَسمَعُ
أوصيكُمُ بِتُقى الإِلَهِ فَإِنَّهُ / يُعطي الرَغائِبِ مَن يَشاءُ وَيَمنَعُ
وَبِبِرِّ والِدِكُم وَطاعَةِ أَمرِهِ / إِنَّ الأَبَرَّ مِنَ البَنينَ الأَطوَعُ
إِنَّ الكَبيرَ إِذا عَصاهُ أَهلُهُ / ضاقَت يَداهُ بِأَمرِهِ ما يَصنَعُ
وَدَعوا الضَغينَةَ لا تَكُن مِن شَأنِكُم / إِنَّ الضَغائِنَ لِلقَرابَةِ توضِعُ
وَاِعصوا الَّذي يُزجي النَمائِمَ بَينَكُم / مُتَنَصِّحاً ذاكَ السَمامُ المُنقَعُ
يُزجي عَقارِبَهُ لِيَبعَثَ بَينَكُم / حَرباً كَما بَعثَ العُروقَ الأَخدَعُ
حَرّانَ لا يَشفي غَليلَ فُؤادِهِ / عَسَلٌ بِماءٍ في الإِناءِ مُشَعشَعُ
لا تَأمَنوا قَوماً يَشِبُّ صَبِيُّهُم / بَينَ القَوابِلِ بِالعَداوَةِ يُنشَعُ
فَضِلَت عَداوَتُهُم عَلى أَحلامِهِم / وَأَبَت ضِبابُ صُدورِهِم لا تُنزَعُ
قَومٌ إِذا دَمَسَ الظَلامُ عَلَيهِمُ / حَدَجوا قَنافِذَ بِالنَميمَةِ تَمزَعُ
أَمثالَ زَيدٍ حينَ أَفسَدَ رَهطَهُ / حَتّى تَشَتَّتَ أَمرُهُم فَتَصَدَّعوا
إِنَّ الَّذينَ تَرَونَهُم إِخوانَكُم / يَشفي غَليلَ صُدورِهِم أَن تُصرَعوا
وَثَنِيَّةٍ مِن أَمرِ قَومٍ عَزَّةٍ / فَرَجَت يَدايَ فَكانَ فيها المَطلَعُ
وَمَقامِ خَصمٍ قائِمٍ ظَلِفاتُهُ / مَن زَلَّ طارَ لَهُ ثَناءٌ أَشنَعُ
أَصدَرتُهُم فيهِ أُقَوِّمُ دَرأَهُم / عَضَّ الثِقافِ وَهُم ظِماءٌ جُوَّعُ
فَرَجَعتُم شَتّى كَأَنَّ عَميدَهُم / في المَهدِ يَمرُثُ وَدعَتَيهِ مُرضَعُ
وَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ قَصري حُفرَةٌ / عَبراءُ يَحمِلُني إِلَيها شَرجَعُ
فَبَكى بَناتي شَجوَهُنَّ وَزَوجَتي / وَالأَقرَبونَ إِلَيَّ ثُمَّ تَصَدَّعوا
وَتُرِكتُ في غَبراءَ يُكرَهُ وِردُها / تَسفي عَلَيَّ الريحُ حينَ أُوَدَّعُ
فَإِذا مَضَيتُ إِلى سَبيلي فَاِبعَثوا / رَجُلاً لَهُ قَلبٌ حَديدٌ أَصمَعُ
إِنَّ الحَوادِثَ يَختَرِمنَ وَإِنَّما / عُمرُ الفَتى في أَهلِهِ مُستَودَعُ
يَسعى وَيَجمَعُ جاهِداً مُستَهتِراً / جِدّاً وَلَيسَ بِآكِلٍ ما يَجمَعُ
حَتّى إِذا وافى الحِمامُ لَوقَتِهِ / وَلِكُلِّ جَنبٍ لا مَحالَةَ مَصرَعُ
نَبَذوا إِلَيهِ بِالسَلامِ فَلَم يُجِب / أَحَداً وَصَمَّ عَنِ الدُعاءِ الأَسمَعُ
كَأَنَّ اِبنَةَ الزَيدِيِّ يَومَ لَقيتُها
كَأَنَّ اِبنَةَ الزَيدِيِّ يَومَ لَقيتُها / هُنَيدَةَ مَكحولُ المَدامِعِ مُرشِقُ
تُراعي خَذولاً يَنفُضُ المُردَ شادِناً / تَنوشُ مِنَ الضالِ القِذافَ وَتَعلَقُ
وَقُلتُ لَهُ يَوماً بَوادي مَبايِضٍ / أَلا كُلُّ عانٍ غَيرَ عانيكَ يُعتَقُ
يُصادِفُ يَوماً مِن مَليكٍ سَماحَةً / فَيَأخُذُ عَرضَ المالِ أَو يَتَصَدَّقُ
وَذَكَّرَنيها بَعدَ ما قَد نَسيتُها / دِيارٌ عَلَيها وابِلٌ مُتَبَعِّقُ
بِأَكنافِ شَمّاتٍ كَأَنَّ رُسومَها / قَضيمُ صَناعٍ في أَديمٍ مُنَمَّقُ
وَقَفتُ بِها وَالشَمسُ دونَ مَغيبِها / قَريباً وَهاجَ الشَوقُ مَن يَتَشَوَّقُ
قَليلاً فَلَما اِستَعجَمَت عَن جَوابِنا / تَعَزَّيتُ عَنها وَالدُموعُ تَرَقرَقُ
فَلا الدارُ تُدنيها لَنا غَيرَ فَينَةٍ / وَلا حُبُّها عَن شاحِطِ النَأيِ يُخلِقُ
تَأَوَّبَ مِن هِندٍ خَيالٌ مُؤَرِّقُ
تَأَوَّبَ مِن هِندٍ خَيالٌ مُؤَرِّقُ / إِذا اِستَيأَسَت مِن ذِكرِها النَفسُ يَطرُقُ
وَأَكوارُنا بِالجَوِّ جَوِّ جُواذَةٍ / بِحَيثُ يَصيدُ الآبِداتِ العَسَلَّقُ
وَحَلَّت مُبيناً أَو رَمادانَ دونَها / إِكامٌ وَقيعانٌ مِنَ السِرِّ سَعلَقُ
شَآمِيَّةٌ تُجزي الجَنوبَ بِقَرضِها / مِراراً فَوافٍ كَيلُها وَمُحَلَّقُ
هَل حَبلُ خَولَةَ بَعدَ الهَجرِ موصولُ
هَل حَبلُ خَولَةَ بَعدَ الهَجرِ موصولُ / أَم أَنتَ عَنها بَعيدُ الدارِ مَشغولُ
حَلَّت خُوَيلَةُ في دارٍ مُجاوِرَةً / أَهلَ المَدائِنِ فيها الديكُ وَالفيلُ
يُقارِعونَ رُؤوسَ العُجمِ ضاحِيَةً / مِنهُم فَوارِسُ لا عُزلٌ وَلا ميلُ
فَخامَرَ القَلبَ مِن تَرجيعِ ذِكرَتِها / رَسٌّ لَطيفٌ وَرَهنٌ مِنكَ مَكبولُ
رَسٌّ كَرَسِّ أَخي الحُمّى إِذا غَبَرَت / يَوماً تَأَوَّبَهُ مِنها عَقابيلُ
وَلِلأَحِبَّةِ أَيّامٌ تَذَكَّرُها / وَلِلنَوى قَبلَ يَومِ البَينِ تَأويلُ
إِنَّ الَّتي ضَرَبَت بَيتاً مُهاجِرَةً / بِكوفَةِ الجُندِ غالَت وُدَّها غولُ
فَعَدِّ عَنها وَلا تَشغَلكَ عَن عَمَلٍ / إِنَّ الصَبابَةَ بَعدَ الشَبِّ تَضليلُ
بِجَسرَةٍ كَعَلاةِ القَينِ دَوسَرَةٍ / فيها عَلى الأَينِ إِرقالٌ وَتَبغيلُ
عَنسٍ تُشيرُ بِقِنوانٍ إِذا زُحِرَت / مِن خَصبَةٍ بَقِيَت فيها شَعاليلُ
قَرواءَ مَقذوفَةٍ بِالنَحضِ يَشعَفُها / فَرطُ المِراحِ إِذا كَلَّ المَراسيلُ
وَما يَزالُ لَها شَأوٌ يُوَقِّرُهُ / مُحَرَّفٌ مِن سُيورِ الغَرفِ مَجدولُ
إِذا تَجاهَدَ سَيرُ القَومِ في شَرَكٍ / كَأَنَّهُ شَطَبٌ بِالسَروِ مَرمولُ
نَهجٍ تَرى حَولَهُ بَيضَ القَطا قُبَصاً / كَأَنَّهُ بِالأَفاحيصِ الحَواجيلُ
حَواجِلٌ مُلِئَت زَيتاً مُجَرَّدَةً / لَيسَت عَلَيهِنَّ مِن خوصٍ سَواجيلُ
وَقَلَّ ما في أَساقي القَومِ فَاِنجَرَدوا / وَفي الأَداوى بَقِيّاتٌ صَلاصيلُ
وَالعيسُ تُدلَكُ دَلكاً عَن ذَخائِرِها / يُنحَزنَ مِنهُنَّ مَحجونٌ وَمركولُ
وَمُزجَياتٍ بِأَكوارٍ مُحَمًّلَةٍ / شَوارُهُنَّ خِلالَ القَومِ مَحمولُ
تَهدي الرِكابَ سَلوفٌ غَيرُ غافِلَةٍ / إِذا تَوَقَّدَتِ الحِزّانُ وَالميلُ
رَعشاءُ تَنهَضُ بِالذِفرى مُواكِبَةٌ / في مِرفَقَيها عَن الدَفَّينِ تَفتيلُ
عَيهَمَةٌ يُنتَحى في الأَرضِ مَنسِمُها / كَما اِنتَحى في أَديمِ الصَرفِ إِزميلُ
تَخدي بِهِ قُدُماً طَوراً وَتَرجِعُهُ / فَحَدُّهُ مِن وِلافِ القَبضِ مَفلولُ
تَرى الحَصى مُشفَتِرّاً عَن مَناسِمِها / كَما تُجَلجِلُ بِالوَغلِ الغَرابيلُ
كَأَنَّها يَومَ وِردِ القَومِ خامِسَةً / مُسافِرٌ أَشعَبُ الرَوقَينِ مَكحولُ
مُجتابُ نِصعٍ جَديدٍ فَوقَ نُقبَتِهِ / وَلِلقَوائِمِ مِن خالٍ سَراويلُ
مُسَفَّعُ الوَجهِ في أَرساغِهِ خَدَمٌ / وَفَوقَ ذاكَ إِلى الكَعبَينِ تَحجيلُ
باكَرَهُ قانِصٌ يَسعى بِأَكلُبِهِ / كَأَنَّهُ مِن صِلاءِ الشَمسِ مَملولُ
يَأوي إِلى سَلفَعٍ شَعثاءَ عارِيَةٍ / في حِجرِها تَولَبٌ كَالقِردِ مَهزولُ
يُشلي ضَوارِيَ أَشباهاً مُجَوَّعَةً / فَلَيسَ مِنها إِذا أُمكِنَّ تَهليلُ
يَتبَعنَ أَشعَثَ كَالسِرحانِ مُنصَلِتاً / لَهُ عَلَيهِنَّ قَيدَ الرُمحِ تَمهيلُ
فَضَمَّهُنَّ قَليلاً ثُمَّ هاجَ بِها / سُفعٌ بِآذانِها شَينٌ وَتَنكيلُ
فَاِستَثبَتَ الرَوعُ في إِنسانِ صادِقَةٍ / لَم تَجرِ مِن رَمَدٍ فيها المَلاميلُ
فَاِنصاعَ وَاِنصَعنَ يَهفو كُلُّها سَدِكٌ / كَأَنَّهُنَّ مِنَ الضُمرِ المَزاجيلُ
فَاِهتَزَّ يَنقُضُ مَدرِيَّينِ قَد عَتُقا / مُخاوِضٌ غَمَراتِ المَوتِ مَخذولُ
شَرَوى شَبيهَينِ مَكروباً كُعوبُهُما / في الجَنبَتَينِ وَغى الأَطرافِ تَأسيلُ
كِلاهُما يَبتَغي نَهكَ القِتالِ بِهِ / إِنَّ السِلاحَ غَداةَ الرَوعِ مَحمولُ
يُخالِسُ الطَعنَ إيشاغاً عَلى دَهَشٍ / بِسَلهَبٍ سِنخُهُ في الشَأنِ مَمطولُ
حَتّى إِذا مَضَّ طَعناً في جَواشِنِها / وَروقُهُ مِن دَمِ الأَجوافِ مَعلولُ
وَلّى وَصُرِّعنَ في حَيثُ اِلتَبَسنَ بِهِ / مُضَرَّجاتٌ بِأَجراحٍ وَمَقتولُ
كَأَنَّهُ بَعدَ ما جَدَّ النَجاءُ بِهِ / سَيفٌ جَلا مَتنَهُ الأَصناعُ مَسلولُ
مُستَقبِلَ الريحِ يَهفو وَهوَ مُبتَرِكٌ / لِسانُهُ عَن شِمالِ الشِدقِ مَعدولُ
يَخفي التُرابَ بِأَظلافٍ ثَمانِيَةٍ / في أَربَعٍ مَسُّهُنَّ الأَرضَ تَحليلُ
مُرَدَّفاتٍ عَلى أَطرافِها زَمَعٌ / كَأَنَّها بِالعُجاياتِ الثَآليلُ
لَهُ جَنابانِ مِن نَقعٍ يُثَوِّرُهُ / فَفَرجُهُ مَن حَصى المَعزاءِ مَكلولُ
وَمَنهَلٍ آجِنٍ في جَمِّهِ بَعَرٌ / مِمّا تَسوقُ إِلَيهِ الريحُ مَجلولُ
كَأَنَّهُ في دِلاءِ القَومِ إِذ نَهَزوا / حَمٌّ عَلى وَدَكٍ في القِدرِ مَجمولُ
أَورَدتُهُ القَومَ قَد رانَ النُعاسُ بِهِم / فَقُلتُ إِذ نَهِلوا مِن جَمِّهِ قيلوا
حَدَّ الظَهيرَةِ حَتّى تَرحَلوا أُصُلاً / إِنَّ السِقاءَ لَهُ رَمٌّ وَتَبليلُ
لَمّا وَرَدنا رَفَعنا ظِلَّ أَردِيَةٍ / وَفارَ بِاللَحمِ لِلقَومِ المَراجيلُ
وَرداً وَأَشقَرَ لَم يُنهِئهُ طابِخُهُ / ما غَيَّرَ الغَليُ مِنهُ فَهوَ ماكولُ
ثُمِّتَ قُمنا إِلى جُردٍ مُسَوَّمَةٍ / أَعرافُهُنَّ لِأَيدينا مَناديلُ
ثُمَّ اِرتَحَلنا عَلى عيسٍ مُخَدَّمَةٍ / يُزجي رَواكِعَها مَرنٌ وَتَنعِيلُ
يَدلَحنَ بِالماءِ في وُفرٍ مُخَرِّبَةٍ / مِنها حَقائِبُ رُكبانٍ وَمعدولُ
نَرجو فَواضِلَ رَبٍّ سَيبُهُ حَسَنٌ / وَكُلُّ خَيرٍ لَدَيهِ فَهوَ مَقبولُ
رَبٌّ حَبانا بِأَموالٍ مُخَوَّلَةٍ / وَكُلُّ شَيءٍ حَباهُ اللَهُ تَخويلُ
وَالمَرءُ ساعٍ لِأَمرٍ لَيسَ يُدرِكُهُ / وَالعَيشُ شُحٌّ وَإِشفاقٌ وَتَأميلُ
وَعازِبٍ جادَهُ الوَسمِيُّ في صَفَرٍ / تَسري الذِهابُ عَلَيهِ فَهوَ مَوبولُ
وَلَم تَسَمَّع بِهِ صَوتاً فَيُفزِعَها / أَوابِدُ الرُبدِ وَالعينُ المَطافيلُ
كَأَنَّ أَطفالَ خيطانِ النَعامِ بِهِ / بَهمٌ مُخالِطُهُ الحَفّانُ وَالحولُ
أَفزَعتُ مِنهُ وُحوشاً وَهيَ ساكِنَةٌ / كَأَنَّها نَعَمٌ في الصُبحِ مَشلولُ
بِساهِمِ الوَجهِ كَالسِرحانِ مُنصَلِتٍ / طِرفٍ تَكامَلَ فيهِ الحُسنُ وَالطولُ
خاظي الطَريقَةِ عُريانٍ قَوائِمُهُ / قَد شَفَّهُ مِن رُكوبِ البَردِ تَذبيلُ
كَأَنَّ قُرحَتَهُ إِذ قامَ مُعتَدِلاً / شَيبٌ يُلَوَّحُ بِالحِنّاءِ مَغسولُ
إِذا أُبِسَّ بِهِ في الأَلفِ بَرَّزَهُ / عوجٌ مُرَكَّبَةٌ فيها بَراطيلُ
يَغلو بِهِنَّ وَيَثني وَهوَ مُقتَدِرٌ / في كَفتِهِنَّ إِذا اِستَرغَبنَ تَعجيلُ
وَقَد غَدَوتُ وَقَرنُ الشَمسِ مُنفَتِقٌ / وَدونَهُ مِن سَوادِ اللَيلِ تَجليلُ
إِذ أَشرَفَ الديكُ يَدعو بَعضَ أُسرَتِهِ / لَدى الصَباحِ وَهُم قَومٌ مَعازيلُ
إِلى التِجارِ فَأَعداني بِلِذَّتِهِ / رِخوُ الإِزارِ كَصَدرِ السَيفِ مَشمولُ
خِرقٌ يَجِدُّ إِذا ما الأَمرُ جَدَّ بِهِ / مُخالِطُ اللَهوِ وَاللَذّاتِ ضِلّيلُ
حَتّى اِتَّكَأنا عَلى فُرشٍ يُزَيِّنُها / مِن جَيِّدِ الرَقمِ أَزواجٌ تَهاويلُ
فيها الدَجاجُ وَفيها الأُسدُ مُخدِرَةً / مِن كُلِّ شَيءٍ يُرى فيها تَماثيلُ
في كَعبَةٍ شادَها بانٍ وَزَيَّنَها / فيها ذُبالٌ يُضيءُ اللَيلَ مَفتولُ
لَنا أَصيصٌ كَجِذمِ الحَوضِ هَدَّمَهُ / وَطءُ العِراكِ لَدَيهِ الزِقُّ مَغلولُ
وَالكوبُ أَزهَرُ مَعصوبٌ بِقُلَّتِهِ / فَوقَ السِياعِ مِنَ الرَيحانِ إِكليلُ
مُبَرَّدٌ بِمِزاجِ الماءِ بَينَهُما / حُبٌّ كَجَوزِ حِمارِ الوَحشِ مَبزولُ
وَالكوبُ مَلآنُ طافٍ فَوقَهُ زَبَدٌ / وَطابَقُ الكَبشِ في السَفّودِ مَخلولُ
يَسعى بِهِ مِنصَفٌ عَجلانُ مُنتَطِقٌ / فَوقَ الخِوانِ وَفي الصاعِ التَوابيلُ
ثُمَّ اِصطَبَحتُ كُمَيتاً قَرقَفاً أُنُفاً / مِن طَيِّبِ الراحِ وَاللَذّاتُ تَعليلُ
صِرفاً مِزاجاً وَأَحياناً يُعَلِّلُنا / شِعرٌ كَمُذهَبَةِ السَمّانِ مَحمولُ
تُذري حَواشِيَهُ جَيداءُ آنِسَةٌ / في صَوتِها لِسَماعِ الشَربِ تَرتيلُ
تَغدو عَلَينا تُلَهّينا وَنُصفِدُها / تُلقى البُرودُ عَلَيها وَالسَرابيلُ
عَيرانَةٌ كَأَتانِ الضَحلِ ناجِيَةٌ
عَيرانَةٌ كَأَتانِ الضَحلِ ناجِيَةٌ / إِذا تَرقَّصُ بِالقَوزِ العَساقيلُ
مِن دونِها لِعِتاقِ العيسِ إِن طَلَبَت / خَبتٌ بَعيدٌ نِياطُ الماءِ مَجهولُ
وَلَيسَ أَخوكَ الدائِمُ العَهدِ بِالَّذي
وَلَيسَ أَخوكَ الدائِمُ العَهدِ بِالَّذي / يَذُمُّكَ إِن وَلّى وَيُرضيكَ مُقبِلا
وَلَكِن أَخوكَ النائِي ما كُنتَ آمِناً / وَصاحِبُكَ الأَدنى إِذا الأَمرُ أَعضَلا
يا أُمَّ عَمرٍو لا تَجُدّي صُرمَنا
يا أُمَّ عَمرٍو لا تَجُدّي صُرمَنا / وَكَيفَ تَصرِمينَ حَبلَ مَن يَصِل
وَذاكَ جَهلٌ بِكِ إِلّا أَنَّنا / قاتِلُنا حُبُّكِ إِن حُبٌّ قَتَل
باكَرني بِسُخرَةٍ عَواذِلي / وَلَومُهُنَّ خَبَلٌ مِنَ الخَبَل
يَلُمنَني في حاجَةٍ ذَكَرتُها / في عَصرِ أَزمانٍ وَدَهرٍ قَد نَسَل
يَحمِلنَ أُترُجَّةً نَضحُ العَبيرِ بِها
يَحمِلنَ أُترُجَّةً نَضحُ العَبيرِ بِها / كَأَنَّ تِطيابَها في الأَنفِ مَشموم
عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ قَيسَ بنَ عاصِمٍ
عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ قَيسَ بنَ عاصِمٍ / وَرَحمَتُهُ ما شاءَ أَن يَتَرَحَّما
تَحِيَّةَ مَن أَلبَستَهُ مِنكَ نِعمَةً / إِذا زارَ عَن شَحطٍ بِلادَكَ سَلَّما
فَما كانَ قَيسٌ هُلكُهُ هُلكُ واحِدٍ / وَلَكِنَّهُ بُنيانُ قَومٍ تَهَدَّما
خَليلَيَّ ما أَنصَفتُما إِذ وَجَدتُما
خَليلَيَّ ما أَنصَفتُما إِذ وَجَدتُما / بِذي الأَثلِ داراً ثُمَّ لا تَقِفانِ
وَلَو كُنتُما مِثلي إِذاً لَوَقَفتُما / عَلى الرَبعِ أَو وَجدي الَّذي تَجِدانِ
فَلا تَقبَلَنَّ الدَهرَ مِن ذي خَلاخِلٍ / حَديثاً وَلا تُؤمِن لَها بِأَمانِ
حَلَّت سُلَيمى بَطنَ وَجرَةَ فَالرَجا
حَلَّت سُلَيمى بَطنَ وَجرَةَ فَالرَجا / وَاِحتَلَّ أَهلُكَ بِالسِخالِ إِلى القُرى
صاحَبتُ قَيساً صُحبَةً فَوَمِقتُهُ
صاحَبتُ قَيساً صُحبَةً فَوَمِقتُهُ / بِتِعشارَ لَم أَسمَع لَهُ بَعدُ قالِيا