القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : عَبْدة بن الطبيب الكل
المجموع : 18
شَرَيتُ الأُمورَ وَغالَيتُها
شَرَيتُ الأُمورَ وَغالَيتُها / فَأَولى لَكُم يا بَني الأَعرَجِ
تَدِبّونَ حَولَ رِكِيّاتِكُم / دَبيبَ القَنافِذِ في العَرفَجَ
تَدارَكتُ عَبدَ اللَةِ قَد ثُلَّ عَرشُهُ
تَدارَكتُ عَبدَ اللَةِ قَد ثُلَّ عَرشُهُ / وَقَد عَلِقَت في كَفَّةِ الحابِلِ اليَدُ
سَمَوتُ لَهُ بِالرُكبِ حَتّى لَقيتُهُ / بِتيمارَ يَبكيهِ الحَمامُ المُغَرِّدُ
ما مَعَ أَنَّكَ يَومَ الوِردِ ذو لَغَطٍ
ما مَعَ أَنَّكَ يَومَ الوِردِ ذو لَغَطٍ / ضَخمُ الجُزارَةِ بِالَسلمَينِ وَكّارُ
تَكفي الوَليدَةَ في النادِيِّ مُؤتَزِراً / فَاِحلُب فَإِنَّكَ حَلّابٌ وَصَرّارُ
ما كُنتَ أَوَّلَ ضَبٍّ صابَ تَلعَتَهُ / غَيثٌ فَأَمرَعَ وَاِستَرخَت بِهِ الدارُ
أَنتَ الَّذي لا نُرَجّي نَيلَهُ أَبَداً / جَلدُ النَدى وَغَداةَ الرَوعِ خَوّارُ
تَدعو بُنَيَّيكَ عَبّاداً وَحَذيَمَةً / فا فَأرَةٍ شَجَّها في الجُحرِ مِحفارُ
إِن كُنتَ تَجهَلُ مَسعاتي فَقَد عَلِمَت
إِن كُنتَ تَجهَلُ مَسعاتي فَقَد عَلِمَت / بَنو الحَوَيرِثِ مَسعاتي وَتَكراري
وَالحَيُّ يَومَ أُشَيٍّ إِذ أَلَمَّ بِهِم / يَومٌ مِنَ الدَهرِ إِنَّ الدَهرَ مَرّارُ
لَولا يَجودَةُ وَالحَيُّ الَّذينَ بِها / أَمسى المَزالِفُ لا تَذكو بِها نارُ
تَذَكَّر ساداتُنا أَهلَهُم
تَذَكَّر ساداتُنا أَهلَهُم / وَخافوا عُمانَ وَخافوا قَطَر
وَخافوا الرَواطي إِذا عَرَّضَت / مَلاحِسَ أَولادِهِنَّ البَقَر
إِذا ما قامَ راعيها اِستَحَثَّت
إِذا ما قامَ راعيها اِستَحَثَّت / لِعَبدَةَ مُنتَهى الأَهواءِ لَيسُ
أَبَنِيَّ إِنّي قَد كَبِرتُ وَرابَني
أَبَنِيَّ إِنّي قَد كَبِرتُ وَرابَني / بَصَري وَفِيَّ لِمُصلِحٍ مُستَمتِعُ
فَلَئِن هَلَكتُ لَقَد بَنَيتُ مَساعِياً / تَبقى لَكُم مِنها مَآثِرُ أَربَعُ
ذِكرٌ إِذ ذُكِرَ الكِرامُ يَزينُكُم / وَوِراثَةُ الحَسَبِ المُقَدَّمِ تَنفَعُ
وَمَقامُ أَيّامٍ لَهُنَّ فَضيلَةٌ / عِندَ الحَفيظَةِ وَالمَجامِعُ تَجمَعُ
وَلُهىً مِنَ الكَسبِ الَّذي يُغنيكُمُ / يَوماً إِذا اِختَصَرَ النُفوسَ المَطمَعُ
وَنَصيحَةٌ في الصَدرِ صادِرَةٌ لَكُم / ما دُمتُ أُبصِرُ في الرِجالِ وَأَسمَعُ
أوصيكُمُ بِتُقى الإِلَهِ فَإِنَّهُ / يُعطي الرَغائِبِ مَن يَشاءُ وَيَمنَعُ
وَبِبِرِّ والِدِكُم وَطاعَةِ أَمرِهِ / إِنَّ الأَبَرَّ مِنَ البَنينَ الأَطوَعُ
إِنَّ الكَبيرَ إِذا عَصاهُ أَهلُهُ / ضاقَت يَداهُ بِأَمرِهِ ما يَصنَعُ
وَدَعوا الضَغينَةَ لا تَكُن مِن شَأنِكُم / إِنَّ الضَغائِنَ لِلقَرابَةِ توضِعُ
وَاِعصوا الَّذي يُزجي النَمائِمَ بَينَكُم / مُتَنَصِّحاً ذاكَ السَمامُ المُنقَعُ
يُزجي عَقارِبَهُ لِيَبعَثَ بَينَكُم / حَرباً كَما بَعثَ العُروقَ الأَخدَعُ
حَرّانَ لا يَشفي غَليلَ فُؤادِهِ / عَسَلٌ بِماءٍ في الإِناءِ مُشَعشَعُ
لا تَأمَنوا قَوماً يَشِبُّ صَبِيُّهُم / بَينَ القَوابِلِ بِالعَداوَةِ يُنشَعُ
فَضِلَت عَداوَتُهُم عَلى أَحلامِهِم / وَأَبَت ضِبابُ صُدورِهِم لا تُنزَعُ
قَومٌ إِذا دَمَسَ الظَلامُ عَلَيهِمُ / حَدَجوا قَنافِذَ بِالنَميمَةِ تَمزَعُ
أَمثالَ زَيدٍ حينَ أَفسَدَ رَهطَهُ / حَتّى تَشَتَّتَ أَمرُهُم فَتَصَدَّعوا
إِنَّ الَّذينَ تَرَونَهُم إِخوانَكُم / يَشفي غَليلَ صُدورِهِم أَن تُصرَعوا
وَثَنِيَّةٍ مِن أَمرِ قَومٍ عَزَّةٍ / فَرَجَت يَدايَ فَكانَ فيها المَطلَعُ
وَمَقامِ خَصمٍ قائِمٍ ظَلِفاتُهُ / مَن زَلَّ طارَ لَهُ ثَناءٌ أَشنَعُ
أَصدَرتُهُم فيهِ أُقَوِّمُ دَرأَهُم / عَضَّ الثِقافِ وَهُم ظِماءٌ جُوَّعُ
فَرَجَعتُم شَتّى كَأَنَّ عَميدَهُم / في المَهدِ يَمرُثُ وَدعَتَيهِ مُرضَعُ
وَلَقَد عَلِمتُ بِأَنَّ قَصري حُفرَةٌ / عَبراءُ يَحمِلُني إِلَيها شَرجَعُ
فَبَكى بَناتي شَجوَهُنَّ وَزَوجَتي / وَالأَقرَبونَ إِلَيَّ ثُمَّ تَصَدَّعوا
وَتُرِكتُ في غَبراءَ يُكرَهُ وِردُها / تَسفي عَلَيَّ الريحُ حينَ أُوَدَّعُ
فَإِذا مَضَيتُ إِلى سَبيلي فَاِبعَثوا / رَجُلاً لَهُ قَلبٌ حَديدٌ أَصمَعُ
إِنَّ الحَوادِثَ يَختَرِمنَ وَإِنَّما / عُمرُ الفَتى في أَهلِهِ مُستَودَعُ
يَسعى وَيَجمَعُ جاهِداً مُستَهتِراً / جِدّاً وَلَيسَ بِآكِلٍ ما يَجمَعُ
حَتّى إِذا وافى الحِمامُ لَوقَتِهِ / وَلِكُلِّ جَنبٍ لا مَحالَةَ مَصرَعُ
نَبَذوا إِلَيهِ بِالسَلامِ فَلَم يُجِب / أَحَداً وَصَمَّ عَنِ الدُعاءِ الأَسمَعُ
كَأَنَّ اِبنَةَ الزَيدِيِّ يَومَ لَقيتُها
كَأَنَّ اِبنَةَ الزَيدِيِّ يَومَ لَقيتُها / هُنَيدَةَ مَكحولُ المَدامِعِ مُرشِقُ
تُراعي خَذولاً يَنفُضُ المُردَ شادِناً / تَنوشُ مِنَ الضالِ القِذافَ وَتَعلَقُ
وَقُلتُ لَهُ يَوماً بَوادي مَبايِضٍ / أَلا كُلُّ عانٍ غَيرَ عانيكَ يُعتَقُ
يُصادِفُ يَوماً مِن مَليكٍ سَماحَةً / فَيَأخُذُ عَرضَ المالِ أَو يَتَصَدَّقُ
وَذَكَّرَنيها بَعدَ ما قَد نَسيتُها / دِيارٌ عَلَيها وابِلٌ مُتَبَعِّقُ
بِأَكنافِ شَمّاتٍ كَأَنَّ رُسومَها / قَضيمُ صَناعٍ في أَديمٍ مُنَمَّقُ
وَقَفتُ بِها وَالشَمسُ دونَ مَغيبِها / قَريباً وَهاجَ الشَوقُ مَن يَتَشَوَّقُ
قَليلاً فَلَما اِستَعجَمَت عَن جَوابِنا / تَعَزَّيتُ عَنها وَالدُموعُ تَرَقرَقُ
فَلا الدارُ تُدنيها لَنا غَيرَ فَينَةٍ / وَلا حُبُّها عَن شاحِطِ النَأيِ يُخلِقُ
تَأَوَّبَ مِن هِندٍ خَيالٌ مُؤَرِّقُ
تَأَوَّبَ مِن هِندٍ خَيالٌ مُؤَرِّقُ / إِذا اِستَيأَسَت مِن ذِكرِها النَفسُ يَطرُقُ
وَأَكوارُنا بِالجَوِّ جَوِّ جُواذَةٍ / بِحَيثُ يَصيدُ الآبِداتِ العَسَلَّقُ
وَحَلَّت مُبيناً أَو رَمادانَ دونَها / إِكامٌ وَقيعانٌ مِنَ السِرِّ سَعلَقُ
شَآمِيَّةٌ تُجزي الجَنوبَ بِقَرضِها / مِراراً فَوافٍ كَيلُها وَمُحَلَّقُ
هَل حَبلُ خَولَةَ بَعدَ الهَجرِ موصولُ
هَل حَبلُ خَولَةَ بَعدَ الهَجرِ موصولُ / أَم أَنتَ عَنها بَعيدُ الدارِ مَشغولُ
حَلَّت خُوَيلَةُ في دارٍ مُجاوِرَةً / أَهلَ المَدائِنِ فيها الديكُ وَالفيلُ
يُقارِعونَ رُؤوسَ العُجمِ ضاحِيَةً / مِنهُم فَوارِسُ لا عُزلٌ وَلا ميلُ
فَخامَرَ القَلبَ مِن تَرجيعِ ذِكرَتِها / رَسٌّ لَطيفٌ وَرَهنٌ مِنكَ مَكبولُ
رَسٌّ كَرَسِّ أَخي الحُمّى إِذا غَبَرَت / يَوماً تَأَوَّبَهُ مِنها عَقابيلُ
وَلِلأَحِبَّةِ أَيّامٌ تَذَكَّرُها / وَلِلنَوى قَبلَ يَومِ البَينِ تَأويلُ
إِنَّ الَّتي ضَرَبَت بَيتاً مُهاجِرَةً / بِكوفَةِ الجُندِ غالَت وُدَّها غولُ
فَعَدِّ عَنها وَلا تَشغَلكَ عَن عَمَلٍ / إِنَّ الصَبابَةَ بَعدَ الشَبِّ تَضليلُ
بِجَسرَةٍ كَعَلاةِ القَينِ دَوسَرَةٍ / فيها عَلى الأَينِ إِرقالٌ وَتَبغيلُ
عَنسٍ تُشيرُ بِقِنوانٍ إِذا زُحِرَت / مِن خَصبَةٍ بَقِيَت فيها شَعاليلُ
قَرواءَ مَقذوفَةٍ بِالنَحضِ يَشعَفُها / فَرطُ المِراحِ إِذا كَلَّ المَراسيلُ
وَما يَزالُ لَها شَأوٌ يُوَقِّرُهُ / مُحَرَّفٌ مِن سُيورِ الغَرفِ مَجدولُ
إِذا تَجاهَدَ سَيرُ القَومِ في شَرَكٍ / كَأَنَّهُ شَطَبٌ بِالسَروِ مَرمولُ
نَهجٍ تَرى حَولَهُ بَيضَ القَطا قُبَصاً / كَأَنَّهُ بِالأَفاحيصِ الحَواجيلُ
حَواجِلٌ مُلِئَت زَيتاً مُجَرَّدَةً / لَيسَت عَلَيهِنَّ مِن خوصٍ سَواجيلُ
وَقَلَّ ما في أَساقي القَومِ فَاِنجَرَدوا / وَفي الأَداوى بَقِيّاتٌ صَلاصيلُ
وَالعيسُ تُدلَكُ دَلكاً عَن ذَخائِرِها / يُنحَزنَ مِنهُنَّ مَحجونٌ وَمركولُ
وَمُزجَياتٍ بِأَكوارٍ مُحَمًّلَةٍ / شَوارُهُنَّ خِلالَ القَومِ مَحمولُ
تَهدي الرِكابَ سَلوفٌ غَيرُ غافِلَةٍ / إِذا تَوَقَّدَتِ الحِزّانُ وَالميلُ
رَعشاءُ تَنهَضُ بِالذِفرى مُواكِبَةٌ / في مِرفَقَيها عَن الدَفَّينِ تَفتيلُ
عَيهَمَةٌ يُنتَحى في الأَرضِ مَنسِمُها / كَما اِنتَحى في أَديمِ الصَرفِ إِزميلُ
تَخدي بِهِ قُدُماً طَوراً وَتَرجِعُهُ / فَحَدُّهُ مِن وِلافِ القَبضِ مَفلولُ
تَرى الحَصى مُشفَتِرّاً عَن مَناسِمِها / كَما تُجَلجِلُ بِالوَغلِ الغَرابيلُ
كَأَنَّها يَومَ وِردِ القَومِ خامِسَةً / مُسافِرٌ أَشعَبُ الرَوقَينِ مَكحولُ
مُجتابُ نِصعٍ جَديدٍ فَوقَ نُقبَتِهِ / وَلِلقَوائِمِ مِن خالٍ سَراويلُ
مُسَفَّعُ الوَجهِ في أَرساغِهِ خَدَمٌ / وَفَوقَ ذاكَ إِلى الكَعبَينِ تَحجيلُ
باكَرَهُ قانِصٌ يَسعى بِأَكلُبِهِ / كَأَنَّهُ مِن صِلاءِ الشَمسِ مَملولُ
يَأوي إِلى سَلفَعٍ شَعثاءَ عارِيَةٍ / في حِجرِها تَولَبٌ كَالقِردِ مَهزولُ
يُشلي ضَوارِيَ أَشباهاً مُجَوَّعَةً / فَلَيسَ مِنها إِذا أُمكِنَّ تَهليلُ
يَتبَعنَ أَشعَثَ كَالسِرحانِ مُنصَلِتاً / لَهُ عَلَيهِنَّ قَيدَ الرُمحِ تَمهيلُ
فَضَمَّهُنَّ قَليلاً ثُمَّ هاجَ بِها / سُفعٌ بِآذانِها شَينٌ وَتَنكيلُ
فَاِستَثبَتَ الرَوعُ في إِنسانِ صادِقَةٍ / لَم تَجرِ مِن رَمَدٍ فيها المَلاميلُ
فَاِنصاعَ وَاِنصَعنَ يَهفو كُلُّها سَدِكٌ / كَأَنَّهُنَّ مِنَ الضُمرِ المَزاجيلُ
فَاِهتَزَّ يَنقُضُ مَدرِيَّينِ قَد عَتُقا / مُخاوِضٌ غَمَراتِ المَوتِ مَخذولُ
شَرَوى شَبيهَينِ مَكروباً كُعوبُهُما / في الجَنبَتَينِ وَغى الأَطرافِ تَأسيلُ
كِلاهُما يَبتَغي نَهكَ القِتالِ بِهِ / إِنَّ السِلاحَ غَداةَ الرَوعِ مَحمولُ
يُخالِسُ الطَعنَ إيشاغاً عَلى دَهَشٍ / بِسَلهَبٍ سِنخُهُ في الشَأنِ مَمطولُ
حَتّى إِذا مَضَّ طَعناً في جَواشِنِها / وَروقُهُ مِن دَمِ الأَجوافِ مَعلولُ
وَلّى وَصُرِّعنَ في حَيثُ اِلتَبَسنَ بِهِ / مُضَرَّجاتٌ بِأَجراحٍ وَمَقتولُ
كَأَنَّهُ بَعدَ ما جَدَّ النَجاءُ بِهِ / سَيفٌ جَلا مَتنَهُ الأَصناعُ مَسلولُ
مُستَقبِلَ الريحِ يَهفو وَهوَ مُبتَرِكٌ / لِسانُهُ عَن شِمالِ الشِدقِ مَعدولُ
يَخفي التُرابَ بِأَظلافٍ ثَمانِيَةٍ / في أَربَعٍ مَسُّهُنَّ الأَرضَ تَحليلُ
مُرَدَّفاتٍ عَلى أَطرافِها زَمَعٌ / كَأَنَّها بِالعُجاياتِ الثَآليلُ
لَهُ جَنابانِ مِن نَقعٍ يُثَوِّرُهُ / فَفَرجُهُ مَن حَصى المَعزاءِ مَكلولُ
وَمَنهَلٍ آجِنٍ في جَمِّهِ بَعَرٌ / مِمّا تَسوقُ إِلَيهِ الريحُ مَجلولُ
كَأَنَّهُ في دِلاءِ القَومِ إِذ نَهَزوا / حَمٌّ عَلى وَدَكٍ في القِدرِ مَجمولُ
أَورَدتُهُ القَومَ قَد رانَ النُعاسُ بِهِم / فَقُلتُ إِذ نَهِلوا مِن جَمِّهِ قيلوا
حَدَّ الظَهيرَةِ حَتّى تَرحَلوا أُصُلاً / إِنَّ السِقاءَ لَهُ رَمٌّ وَتَبليلُ
لَمّا وَرَدنا رَفَعنا ظِلَّ أَردِيَةٍ / وَفارَ بِاللَحمِ لِلقَومِ المَراجيلُ
وَرداً وَأَشقَرَ لَم يُنهِئهُ طابِخُهُ / ما غَيَّرَ الغَليُ مِنهُ فَهوَ ماكولُ
ثُمِّتَ قُمنا إِلى جُردٍ مُسَوَّمَةٍ / أَعرافُهُنَّ لِأَيدينا مَناديلُ
ثُمَّ اِرتَحَلنا عَلى عيسٍ مُخَدَّمَةٍ / يُزجي رَواكِعَها مَرنٌ وَتَنعِيلُ
يَدلَحنَ بِالماءِ في وُفرٍ مُخَرِّبَةٍ / مِنها حَقائِبُ رُكبانٍ وَمعدولُ
نَرجو فَواضِلَ رَبٍّ سَيبُهُ حَسَنٌ / وَكُلُّ خَيرٍ لَدَيهِ فَهوَ مَقبولُ
رَبٌّ حَبانا بِأَموالٍ مُخَوَّلَةٍ / وَكُلُّ شَيءٍ حَباهُ اللَهُ تَخويلُ
وَالمَرءُ ساعٍ لِأَمرٍ لَيسَ يُدرِكُهُ / وَالعَيشُ شُحٌّ وَإِشفاقٌ وَتَأميلُ
وَعازِبٍ جادَهُ الوَسمِيُّ في صَفَرٍ / تَسري الذِهابُ عَلَيهِ فَهوَ مَوبولُ
وَلَم تَسَمَّع بِهِ صَوتاً فَيُفزِعَها / أَوابِدُ الرُبدِ وَالعينُ المَطافيلُ
كَأَنَّ أَطفالَ خيطانِ النَعامِ بِهِ / بَهمٌ مُخالِطُهُ الحَفّانُ وَالحولُ
أَفزَعتُ مِنهُ وُحوشاً وَهيَ ساكِنَةٌ / كَأَنَّها نَعَمٌ في الصُبحِ مَشلولُ
بِساهِمِ الوَجهِ كَالسِرحانِ مُنصَلِتٍ / طِرفٍ تَكامَلَ فيهِ الحُسنُ وَالطولُ
خاظي الطَريقَةِ عُريانٍ قَوائِمُهُ / قَد شَفَّهُ مِن رُكوبِ البَردِ تَذبيلُ
كَأَنَّ قُرحَتَهُ إِذ قامَ مُعتَدِلاً / شَيبٌ يُلَوَّحُ بِالحِنّاءِ مَغسولُ
إِذا أُبِسَّ بِهِ في الأَلفِ بَرَّزَهُ / عوجٌ مُرَكَّبَةٌ فيها بَراطيلُ
يَغلو بِهِنَّ وَيَثني وَهوَ مُقتَدِرٌ / في كَفتِهِنَّ إِذا اِستَرغَبنَ تَعجيلُ
وَقَد غَدَوتُ وَقَرنُ الشَمسِ مُنفَتِقٌ / وَدونَهُ مِن سَوادِ اللَيلِ تَجليلُ
إِذ أَشرَفَ الديكُ يَدعو بَعضَ أُسرَتِهِ / لَدى الصَباحِ وَهُم قَومٌ مَعازيلُ
إِلى التِجارِ فَأَعداني بِلِذَّتِهِ / رِخوُ الإِزارِ كَصَدرِ السَيفِ مَشمولُ
خِرقٌ يَجِدُّ إِذا ما الأَمرُ جَدَّ بِهِ / مُخالِطُ اللَهوِ وَاللَذّاتِ ضِلّيلُ
حَتّى اِتَّكَأنا عَلى فُرشٍ يُزَيِّنُها / مِن جَيِّدِ الرَقمِ أَزواجٌ تَهاويلُ
فيها الدَجاجُ وَفيها الأُسدُ مُخدِرَةً / مِن كُلِّ شَيءٍ يُرى فيها تَماثيلُ
في كَعبَةٍ شادَها بانٍ وَزَيَّنَها / فيها ذُبالٌ يُضيءُ اللَيلَ مَفتولُ
لَنا أَصيصٌ كَجِذمِ الحَوضِ هَدَّمَهُ / وَطءُ العِراكِ لَدَيهِ الزِقُّ مَغلولُ
وَالكوبُ أَزهَرُ مَعصوبٌ بِقُلَّتِهِ / فَوقَ السِياعِ مِنَ الرَيحانِ إِكليلُ
مُبَرَّدٌ بِمِزاجِ الماءِ بَينَهُما / حُبٌّ كَجَوزِ حِمارِ الوَحشِ مَبزولُ
وَالكوبُ مَلآنُ طافٍ فَوقَهُ زَبَدٌ / وَطابَقُ الكَبشِ في السَفّودِ مَخلولُ
يَسعى بِهِ مِنصَفٌ عَجلانُ مُنتَطِقٌ / فَوقَ الخِوانِ وَفي الصاعِ التَوابيلُ
ثُمَّ اِصطَبَحتُ كُمَيتاً قَرقَفاً أُنُفاً / مِن طَيِّبِ الراحِ وَاللَذّاتُ تَعليلُ
صِرفاً مِزاجاً وَأَحياناً يُعَلِّلُنا / شِعرٌ كَمُذهَبَةِ السَمّانِ مَحمولُ
تُذري حَواشِيَهُ جَيداءُ آنِسَةٌ / في صَوتِها لِسَماعِ الشَربِ تَرتيلُ
تَغدو عَلَينا تُلَهّينا وَنُصفِدُها / تُلقى البُرودُ عَلَيها وَالسَرابيلُ
عَيرانَةٌ كَأَتانِ الضَحلِ ناجِيَةٌ
عَيرانَةٌ كَأَتانِ الضَحلِ ناجِيَةٌ / إِذا تَرقَّصُ بِالقَوزِ العَساقيلُ
مِن دونِها لِعِتاقِ العيسِ إِن طَلَبَت / خَبتٌ بَعيدٌ نِياطُ الماءِ مَجهولُ
وَلَيسَ أَخوكَ الدائِمُ العَهدِ بِالَّذي
وَلَيسَ أَخوكَ الدائِمُ العَهدِ بِالَّذي / يَذُمُّكَ إِن وَلّى وَيُرضيكَ مُقبِلا
وَلَكِن أَخوكَ النائِي ما كُنتَ آمِناً / وَصاحِبُكَ الأَدنى إِذا الأَمرُ أَعضَلا
يا أُمَّ عَمرٍو لا تَجُدّي صُرمَنا
يا أُمَّ عَمرٍو لا تَجُدّي صُرمَنا / وَكَيفَ تَصرِمينَ حَبلَ مَن يَصِل
وَذاكَ جَهلٌ بِكِ إِلّا أَنَّنا / قاتِلُنا حُبُّكِ إِن حُبٌّ قَتَل
باكَرني بِسُخرَةٍ عَواذِلي / وَلَومُهُنَّ خَبَلٌ مِنَ الخَبَل
يَلُمنَني في حاجَةٍ ذَكَرتُها / في عَصرِ أَزمانٍ وَدَهرٍ قَد نَسَل
يَحمِلنَ أُترُجَّةً نَضحُ العَبيرِ بِها
يَحمِلنَ أُترُجَّةً نَضحُ العَبيرِ بِها / كَأَنَّ تِطيابَها في الأَنفِ مَشموم
عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ قَيسَ بنَ عاصِمٍ
عَلَيكَ سَلامُ اللَهِ قَيسَ بنَ عاصِمٍ / وَرَحمَتُهُ ما شاءَ أَن يَتَرَحَّما
تَحِيَّةَ مَن أَلبَستَهُ مِنكَ نِعمَةً / إِذا زارَ عَن شَحطٍ بِلادَكَ سَلَّما
فَما كانَ قَيسٌ هُلكُهُ هُلكُ واحِدٍ / وَلَكِنَّهُ بُنيانُ قَومٍ تَهَدَّما
خَليلَيَّ ما أَنصَفتُما إِذ وَجَدتُما
خَليلَيَّ ما أَنصَفتُما إِذ وَجَدتُما / بِذي الأَثلِ داراً ثُمَّ لا تَقِفانِ
وَلَو كُنتُما مِثلي إِذاً لَوَقَفتُما / عَلى الرَبعِ أَو وَجدي الَّذي تَجِدانِ
فَلا تَقبَلَنَّ الدَهرَ مِن ذي خَلاخِلٍ / حَديثاً وَلا تُؤمِن لَها بِأَمانِ
حَلَّت سُلَيمى بَطنَ وَجرَةَ فَالرَجا
حَلَّت سُلَيمى بَطنَ وَجرَةَ فَالرَجا / وَاِحتَلَّ أَهلُكَ بِالسِخالِ إِلى القُرى
صاحَبتُ قَيساً صُحبَةً فَوَمِقتُهُ
صاحَبتُ قَيساً صُحبَةً فَوَمِقتُهُ / بِتِعشارَ لَم أَسمَع لَهُ بَعدُ قالِيا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025