المجموع : 284
كَأَنَّما تَساقُطُ ال
كَأَنَّما تَساقُطُ ال / ثَلجِ بِعَينَي مَن رَأى
أَوراقُ وَردٍ أَبيَضٍ / وَالناسُ في شاذِكُلى
أَما يَردَعُ المَوتُ أَهلَ النُهى
أَما يَردَعُ المَوتُ أَهلَ النُهى / وَيَمنَعُ عَن غِيِّهِ مَن غَوى
أَما عالِمٌ عارِفٌ بِالزَمانِ / يَروحُ وَيَغدو قَصيرَ الخُطا
فَيا لاهِياً آمِناً وَالحِمامُ / إِلَيهِ سَريعٌ قَريبُ المَدى
يُسَرُّ بِشَيءٍ كَأَن قَد مَضى / وَيَأمَنُ شَيئاً كَأَن قَد أَتى
إِذا ما مَرَرتَ بِأَهلِ القُبورِ / تَيَقَّنتَ أَنَّكَ مِنهُم غَدا
وَأَنَّ العَزيزَ بَها وَالذَليلَ / سَواءٌ إِذا أُسلِما لِلبِلى
غَريبَينِ مالَهُما مُؤنِسٌ / وَحيدَينِ تَحتَ طِباقِ الثَرى
فَلا أَمَلٌ غَيرَ عَفوِ الإِلَهِ / وَلا عَمَلٌ غَيرُ ماقَد مَضى
فَإِن كانَ خَيراً فَخَيراً تَنالُ / وَإِن كانَ شَرّاً فَشَرّاً تَرى
صاحِبٌ لَمّا أَساءَ
صاحِبٌ لَمّا أَساءَ / أَتبَعَ الدَلوَ الرَشاءَ
رُبَّ داءٍ لا أَرى مِن / هُ سِوى الصَبرِ شِفاءَ
أَحمَدُ اللَهَ عَلى ما / سَرَّ مِن أَمري وَساءَ
كانَ قَضيباً لَهُ اِنثِناءُ
كانَ قَضيباً لَهُ اِنثِناءُ / وَكانَ بَدراً لَهُ ضِياءُ
فَزادَهُ رَبُّهُ عِذاراً / تَمَّ بِهِ الحُسنُ وَالبَهاءُ
كَذَلِكَ اللَهُ كُلَّ وَقتٍ / يَزيدُ في الخَلقِ مايَشاءُ
أَقَناعَةً مِن بَعدِ طولِ جَفاءِ
أَقَناعَةً مِن بَعدِ طولِ جَفاءِ / بِدُنُوِّ طَيفٍ مِن حَبيبٍ ناءِ
بِأَبي وَأُمّي شادِنٌ قُلنا لَهُ / نَفديكَ بِالأَمّاتِ وَالآباءِ
رَشَأٌ إِذا لَحَظَ العَفيفَ بِنَظرَةٍ / كانَت لَهُ سَبَباً إِلى الفَحشاءِ
وَجَناتُهُ تَجني عَلى عُشّاقِهِ / بِبَديعِ ما فيها مِنَ اللَألاءِ
بيضٌ عَلَتها حُمرَةٌ فَتَوَرَّدَت / مِثلَ المُدامِ خَلَطتَها بِالماءِ
فَكَأَنَّها بَرَزَت لَنا بِغَلالَةٍ / بَيضاءَ تَحتَ غِلالَةٍ حَمراءِ
كَيفَ اِتِّقاءُ لِحاظِهِ وَعُيونُنا / طُرُقٌ لِأَسهُمِها إِلى الأَحشاءِ
صَبَغَ الحَيا خَدَّيهِ لَونَ مَدامِعي / فَكَأَنَّهُ يَبكي بِمِثلِ بُكائي
كَيفَ اِتِّقاءُ جَآذِرٍ يَرمينَنا / بِظُبى الصَوارِمِ مِن عُيونِ ظِباءِ
يارَبَّ تِلكَ المُقلَةِ النَجلاءِ / حاشاكَ مِمّا ضُمِّنَت أَحشائي
جازَيتَني بُعداً بِقُربي في الهَوى / وَمَنَحتَني غَدراً بِحُسنِ وَفائي
جادَت عِراصَكِ يا شَآمُ سَحابَةٌ / عَرّاضَةٌ مِن أَصدَقِ الأَنواءِ
بَلَدُ المَجانَةِ وَالخَلاعَةِ وَالصِبا / وَمَحَلِّ كُلِّ فُتُوَّةٍ وَفَتاءِ
أَنواعُ زَهرٍ وَاِلتِفافُ حَدائِقٍ / وَصَفاءُ ماءٍ وَاِعتِدالُ هَواءِ
وَخَرائِدٌ مِثلُ الدُمى يَسقينَنا / كَأَسَينِ مِن لَحظٍ وَمِن صَهباءِ
وَإِذا أَدَرنَ عَلى النَدامى كَأسَها / غَنَّينَنا شِعرَ اِبنِ أَوسِ الطائي
فارَقتُ حينَ شَخَصتُ عَنها لِذَّتي / وَتَرَكتُ أَحوالَ السُرورِ وَرائي
وَنَزَلتُ مِن بَلَدِ الجَزيرَةِ مَنزِلاً / خِلواً مِنَ الخُلَطاءِ وَالنُدَماءِ
فَيُمِرُّ عِندي كُلُّ طَعمٍ طَيِّبٍ / مِن رِبقِها وَيَضيقُ كُلُّ فَضاءِ
الشامُ لابَلَدُ الجَزيرَةِ لَذَّتي / وَيَزيدُ لاماءُ الفُراتِ مُنائي
وَأَبيتُ مُرتَهَنَ الفُؤادِ بِمَنبِجَ ال / سَو داءِ لا بِالرَقَّةَ البَيضاءِ
مَن مُبلِغُ النَدماءَ أَنّي بَعدَهُم / أُمسي نَديمَ كَواكِبِ الجَوزاءِ
وَلَقَد رَعَيتُ فَلَيتَ شِعري مَن رَعى / مِنكُم عَلى بُعدِ الدِيارِ إِخائي
فَحمَ الغَبِيُّ وَقُلتُ غَيرَ مُلَجلِجٍ / إِنّي لَمُشتاقٌ إِلى العَلياءِ
وَصِناعَتي ضَربُ السُيوفِ وَإِنَّني / مُتَعَرِّضٌ في الشِعرِ بِالشُعَراءِ
وَاللَهُ يَجمَعُنا بِعِزٍّ دائِمٍ / وَسَلامَةٍ مَوصولَةٍ بِبَقاءِ
أَيا سَيِّداً عَمَّني جودُهُ
أَيا سَيِّداً عَمَّني جودُهُ / بِفَضلِكَ نِلتُ السَنى وَالسَناءَ
وَكَم قَد أَتَيتُكَ مِن لَيلَةٍ / فَنِلتُ الغِنى وَسَمِعتُ الغِناءَ
أَبَت عَبَراتُهُ إِلّا اِنسِكابا
أَبَت عَبَراتُهُ إِلّا اِنسِكابا / وَنارُ غَرامِهِ إِلّا اِلتِهابا
وَمِن حَقِّ الطُلولِ عَلَيَّ أَلّا / أُغِبَّ مِنَ الدُموعِ لَها سَحابا
وَما قَصَّرتُ في تَسآلِ رَبعٍ / وَلَكِنّي سَأَلتُ فَما أَجابا
رَأَيتُ الشَيبَ لاحَ فَقُلتُ أَهلاً / وَوَدَّعتُ الغَوايَةَ وَالشَبابا
وَما إِن شِبتُ مِن كِبَرٍ وَلَكِن / رَأَيتُ مِنَ الأَحِبَّةِ ما أَشابا
بَعَثنَ مِنَ الهُمومِ إِلَيَّ رَكباً / وَصَيَّرنَ الصُدودَ لَها رِكابا
أَلَم تَرَنا أَعَزَّ الناسِ جاراً / وَأَمرَعُهُم وَأَمنَعُهُم جَنابا
لَنا الجَبَلُ المُطِلُّ عَلى نِزارٍ / حَلَلنا النَجدَ مِنهُ وَالهِضابا
تُفَضِّلُنا الأَنامُ وَلا تُحاشي / وَنوصَفُ بِالجَميلِ وَلا نُحابى
وَقَد عَلِمَت رَبيعَةُ بَل نِزارٌ / بِأَنّا الرَأسُ وَالناسُ الذُنابى
وَلَمّا أَن طَغَت سُفَهاءُ كَعبٍ / فَتَحنا بَينَنا لِلحَربِ بابا
مَنَحناها الحَرائِبَ غَيرَ أَنّا / إِذا جارَت مَنَحناها الحِرابا
وَلَمّا ثارَ سَيفُ الدينِ ثُرنا / كَما هَيَّجتَ آساداً غِضابا
أَسِنَّتُهُ إِذا لاقى طِعاناً / صَوارِمُهُ إِذا لاقى ضِرابا
دَعانا وَالأَسِنَّةُ مُشرَعاتٌ / فَكُنّا عِندَ دَعوَتِهِ الجَوابا
صَنائِعُ فاقَ صانِعُها فَفاقَت / وَغَرسٌ طابَ غارِسُهُ فَطابا
وَكُنّا كَالسِهامِ إِذا أَصابَت / مَراميها فَراميها أَصابا
قَطَعنَ إِلى الجِبارِ بِنا مَعاناً / وَنَكَّبنَ الصُبَيرَةَ وَالقِبابا
وَجاوَزنَ البَدِيَّةَ صادِياتٍ / يُلاحِظنَ السَرابَ وَلا سَرابا
عَبَرنَ بِماسِحٍ وَاللَيلُ طِفلٌ / وَجِئنَ إِلى سَلَميَةَ حينَ شابا
وَقادَ نَدي بنُ جَعفَرَ مِن عُقَيلٍ / شُعوباً قَد أَسالَ بِها الشِعابا
فَما شَعَروا بِها إِلّا ثَباتاً / دُوَينَ الشَدَّ تَصطَخِبُ اِصطِخابا
تَناهَبنَ الثَناءَ بِصَبرِ يَومٍ / بِهِ الأَرواحُ تُنتَهَبُ اِنتِهابا
تَنادَوا فَاِنبَرَت مِن كُلِّ فَجٍّ / سَوابِقُ يُنتَجَبنَ لَنا اِنتِجابا
فَما كانوا لَنا إِلّا أَسارى / وَما كانَت لَنا إِلّا نِهابا
كَأَنَّ نَدي بنَ جَعفَرَ قادَ مِنهُم / هَدايا لَم يُرِغ عَنها ثَوابا
وَشَدّوا رَأيَهُم بِبَني قُرَيعٍ / فَخابوا لا أَبا لَهُم وَخابا
وَسُقناهُم إِلى الحيرانِ سَوقاً / كَما نَستاقُ آبالاً صِعابا
سَقَينا بِالرِماحِ بَني قُشَيرٍ / بِبَطنِ العُثيَرِ السُمَّ المُذابا
فَلَمّا اِشتَدَّتِ الهَيجاءُ كُنّا / أَشَدَّ مَخالِباً وَأَحَدَّ نابا
وَأَمنَعَ جانِباً وَأَعَزَّ جاراً / وَأَوفى ذِمَّةً وَأَقَلَّ عابا
وَنَكَّبنا الفُرُقلُسَ لَم نَرِدهُ / كَأَنَّ بِنا عَنِ الماءِ اِجتِنابا
وَأَمطَرنَ الجِباهَ بِمُرجَحِنَّ / وَلَكِن بِالطِعانِ المُرِّ صابا
وَجُزنَ الصَحصَحانِ يَخِدنَ وَخداً / وَيَجتَبنَ الفَلاةَ بِنا اِجتِنابا
وَمِلنَ عَنِ الغُوَيرِ وَسِرنَ حَتّى / وَرَدنَ عُيونَ تَدمُرَ وَالجِبابا
قَرَينا بِالسَماوَةِ مِن عُقَيلٍ / سِباعَ الأَرضِ وَالطَيرِ السِغابا
وَبِالصَبّاحِ وَالصَبّاحُ عَبدٌ / قَتَلنا مِن لُبابِهِمُ اللُبابا
تَرَكنا في بُيوتِ بَني المُهَنّا / نَوادِبَ يَنتَحِبنَ بِها اِنتِحابا
شَفَت فيها بَنو بَكرٍ حُقوداً / وَغادَرَتِ الضَبابَ بِها ضَبابا
وَأَبعَدنا لِسوءِ الفِعلِ كَعباً / وَأَدنَينا لِطاعَتِها كِلابا
وَشَرَّدنا إِلى الجَولانِ طَيئاً / وَجَنَّبنا سَماوَتَها جِنابا
سَحابٌ ما أَناخَ عَلى عُقَيلٍ / وَجَرَّ عَلى جِوارِهِمُ ذُبابا
وَمِلنا بِالخُيولِ إِلى نُمَيرٍ / تُجاذِبُنا أَعِنَّتَها جِذابا
بِكُلِّ مُشَيِّعٍ سَمحٍ بِنَفسٍ / يَعِزُّ عَلى العَشيرَةِ أَن يُصابا
وَما ضاقَت مَذاهِبُهُ وَلَكِن / يُهابُ مِنَ الحَمِيَّةِ أَن يُهابا
وَيَأمُرَنا فَنَكفيهِ الأَعادي / هُمامٌ لَو يَشاءُ كَفى وَنابا
فَلَمّا أَيقَنوا أَن لاغِياثٌ / دَعَوهُ لِلمَغوثَةِ فَاِستَجابا
وَعادَ إِلى الجَميلِ لَهُم فَعادوا / وَقَد مَدّوا لِصارِمِهِ الرِقابا
أَمَرَّ عَلَيهِمُ خَوفاً وَأَمناً / أَذاقَهُمُ بِهِ أَرياً وَصابا
أَحَلَّهُمُ الجَزيرَةَ بَعدَ يَأسٍ / أَخو حِلمٍ إِذا مَلَكَ العِقابا
دِيارُهُمُ اِنتَزَعناها اِنتِزاعاً / وَأَرضُهُمُ اِغتَصَبناها اِغتِصابا
وَلَو شِئنا حَمَيناها البَوادي / كَما تَحمي أُسودُ الغابِ غابا
إِذا ما أَنهَضَ الأُمراءُ جَيشاً / إِلى الأَعداءِ أَنفَذنا كِتابا
أَنا اِبنُ الضارِبينَ الهامَ قِدماً / إِذا كَرِهَ المُحامونَ الضِرابا
أَلَم تَعلَم وَمِثلُكَ قالَ حَقّاً / بِأَنّي كُنتُ أَثقَبَها شِهابا
رَدَدتُ عَلى بَني قَطَنٍ بِسَيفي
رَدَدتُ عَلى بَني قَطَنٍ بِسَيفي / أَسيراً غَيرَ مَرجُوِّ الإِيابِ
سَرَرتُ بِفَكِّهِ حَيِّي نُمَيرٍ / وَسُؤتُ بَني رَبيعَةَ وَالضِبابِ
وَما أَبغي سِوى شُكري ثَواباً / وَإِنَّ الشُكرَ مِن خَيرِ الثَوابِ
فَهَل مُثنٍ عَلَيَّ فَتى نُمَيرٍ / بِحَلِّيَ عَنهُ قِدَّ بَني كِلابِ
وَما أَنسَ لا أَنسَ يَومَ المَغارِ
وَما أَنسَ لا أَنسَ يَومَ المَغارِ / مُحَجَّبَةً لَفَظَتها الحُجُب
دَعاكَ ذَوُوها بِسوءِ الفِعالِ / لِما لاتَشاءُ وَما لاتُحِب
فَوافَتكَ تَعثُرُ في مَرطِها / وَقَد رَأَتِ المَوتَ مِن عَن كَثَب
وَقَد خَلَطَ الخَوفُ لَمّا طَلَع / تَ دَلَّ الجَمالِ بِذُلِّ الرُعُب
تُسارِعُ في الخَطوِ لاخِفَّةً / وَتَهتَزُّ في المَشيِ لامِن طَرَب
فَلَمّا بَدَت لَكَ دونَ البُيوتِ / بَدا لَكَ مِنهُنَّ جَيشٌ لَجِب
فَكُنتَ أَخاهُنَّ إِذ لا أَخٌ / وَكُنتَ أَباهُنَّ إِذ لَيسَ أَب
وَما زِلتَ مُذ كُنتَ تَأتي الجَميلَ / وَتَحمي الحَريمَ وَتَرعى النَسَب
وَتَغضَبُ حَتّى إِذا مامَلَكتَ / أَطَعتَ الرِضا وَعَصَيتَ الغَضَب
فَوَلَّينَ عَنكَ يُفَدَّينَها / وَيَرفَعنَ مِن ذَيلِها ما اِنسَحَب
يُنادينَ بَينَ خِلالِ البُيو / تِ لايَقطَعِ اللَهُ نَسلَ العَرَب
أَمَرتَ وَأَنتَ المُطاعُ الكَريمُ / بِبَذلِ الأَمانِ وَرَدِّ السَلَب
وَقَد رُحنَ مِن مُهَجاتِ القُلوبِ / بِأَوفَرِ غُنمٍ وَأَغلى نَشَب
فَإِن هُنَّ يا اِبنَ السَراةِ الكِرامِ / رَدَدنَ القُلوبَ رَدَدنا النَهَب
وَعِلَّةٍ لَم تَدَع قَلباً بِلا أَلَمٍ
وَعِلَّةٍ لَم تَدَع قَلباً بِلا أَلَمٍ / سَرَت إِلى طَلَبِ العَليا وَغارِبَها
هَل تُقبَلُ النَفسُ عَن نَفسٍ فَأَفدِيَهُ / اللَهُ يَعلَمُ ماتَغلو عَلَيَّ بِها
لَئِن وَهَبتُكَ نَفساً لا نَظيرَ لَها / فَما سَمَحتُ بِها إِلّا لِواهِبِها
تُقِرُّ دُموعي بِشَوقي إِلَيكَ
تُقِرُّ دُموعي بِشَوقي إِلَيكَ / وَيَشهَدُ قَلبي بِطولِ الكَرَب
وَإِنّي لَمُجتَهِدٌ في الجُحودِ / وَلَكِنَّ نَفسِيَ تَأبى الكَذِب
وَإِنّي عَلَيكَ لَجاري الدُموعِ / وَإِنّي عَلَيكَ لَصَبٌّ وَصِب
وَما كُنتُ أُبقي عَلى مُهجَتي / لَوَ إِنّي اِنتَهَيتُ إِلى مايَجِب
وَلَكِن سَمَحتُ لَها بِالبَقاءِ / رَجاءَ اللِقاءِ عَلى ما تُحِب
وَيُبقي اللَبيبُ لَهُ عُدَّةً / لِوَقتِ الرِضا في أَوانِ الغَضَب
الشِعرُ ديوانُ العَرَب
الشِعرُ ديوانُ العَرَب / أَبَداً وَعُنوانُ الأَدَب
لَم أَعدُ فيهِ مَفاخِري / وَمَديحَ آبائي النُجُب
وَمُقَطَّعاتٍ رُبَّما / حَلَّيتُ مِنهُنَّ الكُتُب
لا في المَديحِ وَلا الهِجا / ءِ وَلا المُجونِ وَلا اللَعِب
أَراني وَقَومي فَرَّقَتنا مَذاهِبُ
أَراني وَقَومي فَرَّقَتنا مَذاهِبُ / وَإِن جَمَعَتنا في الأُصولِ المَناسِبُ
فَأَقصاهُمُ أَقصاهُمُ مِن مَساءَتي / وَأَقرَبُهُم مِمّا كَرِهتُ الأَقارِبُ
غَريبٌ وَأَهلي حَيثُ ماكانَ ناظِري / وَحيدٌ وَحَولي مِن رِجالي عَصائِبُ
نَسيبُكَ مَن ناسَبتَ بِالوُدِّ قَلبَهُ / وَجارُكَ مَن صافَيتَهُ لا المُصاقِبُ
وَأَعظَمُ أَعداءِ الرِجالِ ثِقاتُها / وَأَهوَنُ مَن عادَيتَهُ مَن تُحارِبِ
وَشَرِّ عَدُوّيكَ الَّذي لاتُحارِبُ / وَخَيرُ خَليلَيكَ الَّذي لا تُناسِبُ
لَقَد زِدتُ بِالأَيّامِ وَالناسِ خِبرَةً / وَجَرَّبتُ حَتّى هَذَّبَتني التَجارِبُ
وَما الذَنبُ إِلّا العَجزُ يَركَبُهُ الفَتى / وَما ذَنبُهُ إِن حارَبَتهُ المَطالِبُ
وَمَن كانَ غَيرَ السَيفِ كافِلُ رِزقِهِ / فَلِلذِلِّ مِنهُ لامَحالَةَ جانِبُ
وَما أُنسُ دارٍ لَيسَ فيها مُؤانِسٌ / وَما قُربُ دارٍ لَيسَ فيها مُقارِبُ
أَما لِجَميلٍ عِندَكُنَّ ثَوابُ
أَما لِجَميلٍ عِندَكُنَّ ثَوابُ / وَلا لِمُسيءٍ عِندَكُنَّ مَتابُ
لَقَد ضَلَّ مَن تَحوي هَواهُ خَريدَةٌ / وَقَد ذَلَّ مَن تَقضي عَلَيهِ كَعابُ
وَلَكِنَّني وَالحَمدُ لِلَّهِ حازِمٌ / أَعِزُّ إِذا ذَلَّت لَهُنَّ رِقابُ
وَلا تَملِكُ الحَسناءُ قَلبِيَ كُلَّهُ / وَإِن شَمِلَتها رِقَّةٌ وَشَبابُ
وَأَجري فَلا أُعطي الهَوى فَضلَ مِقوَدي / وَأَهفو وَلا يَخفى عَلَيَّ صَوابُ
إِذا الخِلُّ لَم يَهجُركَ إِلّا مَلالَةً / فَلَيسَ لَهُ إِلّا الفِراقَ عِتابُ
إِذا لَم أَجِد مِن خُلَّةٍ ما أُريدُهُ / فَعِندي لِأُخرى عَزمَةٌ ورِكابُ
وَلَيسَ فِراقٌ ما اِستَطَعتُ فَإِن يَكُن / فِراقٌ عَلى حالٍ فَلَيسَ إِيابُ
صَبورٌ وَلو لَم تَبقَ مِنّي بَقِيَّةٌ / قَؤولٌ وَلَو أَنَّ السُيوفَ جَوابُ
وَقورٌ وَأَحداثُ الزَمانِ تَنوشُني / وَلِلمَوتِ حَولي جيئَةٌ وَذَهابُ
وَأَلحَظُ أَحوالَ الزَمانِ بِمُقلَةٍ / بِها الصُدقُ صِدقٌ وَالكِذابُ كِذابُ
بِمَن يَثِقُ الإِنسانُ فيما يَنوبُهُ / وَمِن أَينَ لِلحُرِّ الكَريمِ صِحابُ
وَقَد صارَ هَذا الناسُ إِلّا أَقَلَّهُم / ذِئاباً عَلى أَجسادِهِنَّ ثِيابُ
تَغابَيتُ عَن قَومي فَظَنّوا غَباوَتي / بِمَفرِقِ أَغبانا حَصىً وَتُرابُ
وَلَو عَرَفوني حَقَّ مَعرِفَتي بِهِم / إِذاً عَلِموا أَنّي شَهِدتُ وَغابوا
وَما كُلُّ فَعّالٍ يُجازى بِفِعلِهِ / وَلا كُلُّ قَوّالٍ لَدَيَّ يُجابُ
وَرُبَّ كَلامٍ مَرَّ فَوقَ مَسامِعي / كَما طَنَّ في لَوحِ الهَجيرِ ذُبابُ
إِلى اللَهِ أَشكو أَنَّنا بِمَنازِلٍ / تَحَكَّمُ في آسادِهِنَّ كِلابُ
تَمُرُّ اللَيالي لَيسَ لِلنَفعِ مَوضِعٌ / لَدَيَّ وَلا لِلمُعتَفينَ جَنابُ
وَلا شُدَّ لي سَرجٌ عَلى ظَهرِ سابِحٍ / وَلا ضُرِبَت لي بِالعَراءِ قِبابُ
وَلا بَرَقَت لي في اللِقاءِ قَواطِعٌ / وَلا لَمَعَت لي في الحُروبِ حِرابُ
سَتَذكُرُ أَيّامي نُمَيرٌ وَعامِرٌ / وَكَعبٌ عَلى عِلّاتِها وَكِلابُ
أَنا الجارُ لازادي بَطيءٌ عَلَيهُمُ / وَلا دونَ مالي لِلحَوادِثِ بابُ
وَلا أَطلُبُ العَوراءَ مِنهُم أُصيبُها / وَلا عَورَتي لِلطالِبينَ تُصابُ
وَأَسطو وَحُبّي ثابِتٌ في صُدورِهِم / وَأَحلَمُ عَن جُهّالِهِم وَأُهابُ
بَني عَمِّنا ما يَصنَعُ السَيفُ في الوَغى / إِذا فُلَّ مِنهُ مَضرِبٌ وَذُبابُ
بَني عَمِّنا لا تُنكِروا الحَقَّ إِنَّنا / شِدادٌ عَلى غَيرِ الهَوانِ صِلابُ
بَني عَمِّنا نَحنُ السَواعِدُ وَالظُبى / وَيوشِكُ يَوماً أَن يَكونَ ضِرابُ
وَإِنَّ رِجالاً ما اِبنَكُم كَاِبنِ أُختِهِم / حَرِيّونَ أَن يُقضى لَهُم وَيُهابوا
فَعَن أَيِّ عُذرٍ إِن دُعوا وَدُعيتُم / أَبَيتُم بَني أَعمامِنا وَأَجابوا
وَما أَدَّعي مايَعلَمُ اللَهُ غَيرَهُ / رِحابُ عَلِيٍّ لِلعُفاةِ رِحابُ
وَأَفعالُهُ لِلراغِبينَ كَريمَةٌ / وَأَموالُهُ لِلطالِبينَ نِهابُ
وَلَكِن نَبا مِنهُ بِكَفَّيَّ صارِمٌ / وَأَظلَمَ في عَينَيَّ مِنهُ شِهابُ
وَأَبطَأَ عَنّي وَالمَنايا سَريعَةٌ / وَلِلمَوتِ ظُفرٌ قَد أَطَلَّ وَنابُ
فَإِن لَم يَكُن وُدٌّ قَديمٌ نَعُدُّهُ / وَلا نَسَبٌ بَينَ الرِجالِ قُرابُ
فَأَحوَطُ لِلإِسلامِ أَن لا يُضيعَني / وَلي عَنكَ فيهِ حَوطَةٌ وَمَنابُ
وَلَكِنَّني راضٍ عَلى كُلِّ حالَةٍ / لِيُعلَمَ أَيُّ الحالَتَينِ سَرابُ
وَما زِلتُ أَرضى بِالقَليلِ مَحَبَّةً / لَدَيكَ وَما دونَ الكَثيرِ حِجابُ
وَأَطلُبُ إِبقاءً عَلى الوُدِّ أَرضَهُ / وَذِكري مُنىً في غَيرِها وَطِلابُ
كَذاكَ الوِدادُ المَحضُ لايُرتَجى لَهُ / ثَوابٌ وَلا يُخشى عَلَيهِ عِقابُ
وَقَد كُنتُ أَخشى الهَجرَ وَالشَملُ جامِعٌ / وَفي كُلِّ يَومٍ لَفتَةٌ وَخِطابُ
فَكَيفَ وَفيما بَينَنا مُلكُ قَيصَرٍ / وَلِلبَحرِ حَولي زَخرَةٌ وَعُبابُ
أَمِن بَعدِ بَذلِ النَفسِ فيما تُريدُهُ / أُثابُ بِمُرِّ العَتبِ حينَ أُثابُ
فَلَيتَكَ تَحلو وَالحَياةُ مَريرَةٌ / وَلَيتَكَ تَرضى وَالأَنامُ غِضابُ
وَلَيتَ الَّذي بَيني وَبَينَكَ عامِرٌ / وَبَيني وَبَينَ العالَمينَ خَرابُ
لِلَّهِ بَردٌ ما أَشَد
لِلَّهِ بَردٌ ما أَشَد / دَ وَمَنظَرٌ ما كانَ أَعجَب
جاءَ الغُلامُ بِنارِهِ / حَمراءَ في جَمرٍ تَلَهَّب
فَكَأَنَّما جُمِعَ الحُلِي / يَ فَمُحرَقٌ مِنها وَمُذهَب
ثُمَّ اِنطَفَت فَكَأَنَّها / مابَينَنا نَدٌّ مُشَعَّب
أَسَيفَ الهُدى وَقَريعَ العَرَب
أَسَيفَ الهُدى وَقَريعَ العَرَب / عَلامَ الجَفاءُ وَفيمَ الغَضَب
وَما بالُ كُتبِكَ قَد أَصبَحَت / تَنَكَّبُني مَعَ هَذا النَكَب
وَأَنتَ الكَريمُ وَأَنتَ الحَليمُ / وَأَنتَ العَطوفُ وَأَنتَ الحَدِب
وَما زِلتَ تَسبِقُني بِالجَميلِ / وَتُنزِلُني بِالجَنابِ الخَصِب
وَتَدفَعُ عَن حَوزَتَيَّ الخُطوبَ / وَتَكشِفُ عَن ناظِرَيَّ الكُرَب
وَإِنَّكَ لَلجَبَلُ المُشمَخِر / رُ لي بَل لِقَومِكَ بَل لِلعَرَب
عُلىً تُستَفادُ وَمالٌ يُفادُ / وَعِزٌّ يُشادُ وَنُعمى تُرَب
وَما غَضَّ مِنِّيَ هَذا الإِسارُ / وَلكِن خَلَصتُ خُلوصَ الذَهَب
فَفيمَ يُقَرِّعُني بِالخُمو / لِ مَولىً بِهِ نِلتُ أَعلى الرُتَب
وَكانَ عَتيداً لَدَيَّ الجَوابُ / وَلَكِن لِهَيبَتِهِ لَم أُجَب
أَتُنكِرُ أَنّي شَكَوتُ الزَمانَ / وَأَنّي عَتَبتُكَ فيمَن عَتَب
فَأَلّا رَجَعتَ فَأَعتَبتَني / وَصَيَّرتَ لي وَلِقَولي الغَلَب
فَلا تَنسِبَنَّ إِلَيَّ الخُمولَ / عَلَيكَ أَقَمتُ فَلَم أَغتَرِب
وَأَصبَحتُ مِنكَ فَإِن كانَ فَضلٌ / وَإِن كانَ نَقصٌ فَأَنتَ السَبَب
وَما شَكَّكَتنِيَ فيكَ الخُطوبُ / وَلا غَيَّرَتني عَلَيكَ النُوَب
فَأَشكَرُ ماكُنتُ في ضَجرَتي / وَأَحلَمُ ماكُنتُ عِندَ الغَضَب
وَإِنَّ خُراسانَ إِن أَنكَرَت / عُلايَ فَقَد عَرَفَتها حَلَب
وَمِن أَينَ يُنكِرُني الأَبعَدونَ / أَمِن نَقصِ جَدٍّ أَمِن نَقصِ أَب
أَلَستُ وَإِيّاكَ مِن أُسرَةٍ / وَبَيني وَبَينَكَ فَوقَ النَسَب
وَدادٌ تَناسَبُ فيهِ الكِرامُ / وَتَربِيَةٌ وَمَحَلٌّ أَشِب
وَنَفسٌ تَكَبَّرُ إِلّا عَلَيكَ / وَتَرغَبُ إِلّاكَ عَمَّن رَغِب
فَلا تَعدِلَنَّ فِداكَ اِبنُ عَمِّ / كَ لابَل غُلامُكَ عَمّا يَجِب
وَأَنصِف فَتاكَ فَإِنصافُهُ / مِنَ الفَضلِ وَالشَرَفِ المُكتَسَب
وَكُنتَ الحَبيبَ وَكُنتَ القَريبَ / لَيالِيَ أَدعوكَ مِن عَن كَثَب
فَلَمّا بَعُدتُ بَدَت جَفوَةٌ / وَلاحَ مِنَ الأَمرِ ما لا أُحِب
فَلَو لَم أَكُن بِكَ ذا خِبرَةٍ / لَقُلتُ صَديقُكَ مَن لَم يَغِب
إِنَّ في الأَسرِ لَصَبّاً
إِنَّ في الأَسرِ لَصَبّاً / دَمعُهُ في الخَدِّ صَبُّ
هُوَ في الرومِ مُقيمٌ / وَلَهُ في الشامِ قَلبُ
مُستَجِدّاً لَم يُصادِف / عِوَضاً مِمَّن يُحِبُّ
زَمانِيَ كُلَّهُ غَضَبٌ وَعَتبُ
زَمانِيَ كُلَّهُ غَضَبٌ وَعَتبُ / وَأَنتَ عَلَيَّ وَالأَيّامُ إِلبُ
وَعَيشُ العالَمينَ لَدَيكَ سَهلٌ / وَعَيشي وَحدَهُ بِفَناكَ صَعبُ
وَأَنتَ وَأَنتَ دافِعُ كُلِّ خَطبٍ / مَعَ الخَطبِ المُلِمِّ عَلَيَّ خَطبُ
إِلى كَم ذا العِقابُ وَلَيسَ جُرمٌ / وَكَم ذا الاِعتِذارُ وَلَيسَ ذَنبُ
فَلا بِالشامِ لَذَّ بَفِيِّ شُربٍ / وَلا في الأَسرِ رَقَّ عَلَيَّ قَلبُ
فَلا تَحمِل عَلى قَلبٍ جَريحٍ / بِهِ لِحَوادِثِ الأَيّامِ نَدبُ
أَمِثلي تُقبِلُ الأَقوالُ فيهِ / وَمِثلُكَ يَستَمِرُّ عَلَيهِ كِذبُ
جَنانِيَ ما عَلِمتَ وَلي لِسانٌ / يَقُدُّ الدَرعَ وَالإِنسانَ عَضبُ
وَزَندي وَهوَ زَندُكَ لَيسَ يَكبو / وَناري وَهيَ نارُكَ لَيسَ تَخبو
وَفَرعي فَرعُكَ السامي المُعَلّى / وَأَصلي أَصلُكَ الزاكي وَحَسبُ
لِإِسمَعيلَ بي وَبَنيهِ فَخرٌ / وَفي إِسحَقَ بي وَبَنيهِ عُجبُ
وَأَعمامي رَبيعَةُ وَهيَ رَصَيدٌ / وَأَخوالي بَلَصفَرَ وَهيَ غُلبُ
وَفَضلي تَعجِزُ الفُضَلاءُ عَنهُ / لِأَنَّكَ أَصلُهُ وَالمَجدُ تِربُ
فَدَت نَفسي الأَميرَ كَأَنَّ حَظّي / وَقُربي عِندَهُ مادامَ قُربُ
فَلَمّا حالَتِ الأَعداءُ دوني / وَأَصبَحَ بَينَنا بَحرٌ وَدَربُ
ظَلِلتَ تُبَدِّلُ الأَقوالَ بَعدي / وَيَبلُغُني اِغتِيابُكَ ما يُغِبُّ
فَقُل ماشِئتَ فِيَّ فَلي لِسانٌ / مَليءٌ بِالثَناءِ عَلَيكَ رَطبُ
وَعامِلني بِإِنصافٍ وَظُلمٍ / تَجِدني في الجَميعِ كَما تُحِبُّ
فَلا تَصِفَنَّ الحَربَ عِندي فَإِنَّها
فَلا تَصِفَنَّ الحَربَ عِندي فَإِنَّها / طَعامِيَ مُذ بِعتُ الصِبا وَشَرابي
وَقَد عَرَفَت وَقعَ المَساميرِ مُهجَتي / وَشُقَّقَ عَن رُزقِ النُصولِ إِهابي
وَلَجَّجتُ في حُلوِ الزَمانِ وَمُرِّهِ / وَأَنفَقتُ مِن عُمري بِغَيرِ حِسابِ
يا عيدُ ما عُدتَ بِمَحبوبٍ
يا عيدُ ما عُدتَ بِمَحبوبٍ / عَلى مُعَنّى القَلبِ مَكروبِ
ياعيدُ قَد عُدتَ عَلى ناظِرٍ / عَن كُلِّ حُسنٍ فيكَ مَحجوبِ
ياوَحشَةَ الدارِ الَّتي رَبُّها / أَصبَحَ في أَثوابِ مَربوبِ
قَد طَلَعَ العيدُ عَلى أَهلِهِ / بِوَجهِ لاحُسنٍ وَلا طيبِ
مالي وَلِلدَهرِ وَأَحداثِهِ / لَقَد رَماني بِالأَعاجيبِ