المجموع : 504
هُوَ مُلْتَقَى أَرَجِ النَّواسِمِ فانظُرَا
هُوَ مُلْتَقَى أَرَجِ النَّواسِمِ فانظُرَا / هَلْ تَعْرِفانِ به القَضِيبَ الأَنْضَرَا
عَلَّتْهُ واكِفةُ الغَمَائمِ أَيْكَةً / وعَلَتْهُ هاتفةُ الحمائمِ مِنْبَرَا
وتَتَوَّجَتْ بالزَّهْرِ هامُ هِضابِه / ذَهَباً فَقلَّدَها نَدَاهُ جَوْهَرَا
والجَوُّ قد نَحَرَ الصَّبَاحُ بِهِ الدُّجَى / فاسْتَنْفَدَ الكاَفورُ منه العَنْبَرَا
وكأَنما طَرِبَ الغَديرُ فمزَّقَتْ / عن صَدْرِهِ النَّكْبَاءُ بُرْداً أَخْضَرَا
حتى إذا سَحَبَ السَّحابُ ذُيولَهُ / فيهِ فدَرْهَمَ ما أَرادَ وَدَنَّرا
وسرى النسيمُ يَهُزُّ عِطْفاً أَهْيَفاً / منهُ ويُوقِظُ مِنْهُ طَرْفاً أَحْوَرَا
خادَعْتُ في غَيْمِ النِّقابِ هِلاَلَهُ / حتى جَلاَهُ عَنْ حَلاَهُ فَأَقْمَرا
وهَتَكْتُ جَيْبَ الدَّنِّ عن مَشْمُولَةٍ / تُلْقِي على السَّاقِي رِداءً أَحْمَرا
رِيعَتْ بسيفِ المَزْجِ فاتَّخَذَتْ لَهُ / دِرْعاً من الحَبَب المَحُوكِ ومِغْفرا
لو لَمْ يُصِبْهَا الماءُ حين تَوَقَّدَتْ / بِيَدِ المُديرِ لَخِفْتُ أَنْ يَتسَعَّرَا
وَبَنَيْتُهَا قَصْراً سَقَيْتُ بِرَاحَتِي / كِسْرَى أَنُوشِرْوانَ فيهِ وَقَيْصَرا
وَغَمَسْتُ ثَوْبَ الرِّيحِ في كاسَاتِها / حتَّى سَرَى أَرَجُ الشَّمائِل أَعْطَرا
فَكَأَنَّهُ ذِكْرَى أَبِي الحَسَنٍ الَّتِي / فَتَقَتْ بها الأَمْدَاحُ مِسْكاً أَذفَرا
وَلَو انَّهَا ارْتُشِفَتْ لَكُنْتُ أُدِيرُها / صِرْفاً عَلَيْهِ وَإنْ تَحَاشَى المُسْكِرَا
طابَتْ شَمائِلُهُ فَفاحَتْ مَنْدَلاً / لَمَّا أصابَتْ نارَ فِكْري مِجْمَرا
وَزَهَتْ خَلائِقُهُ فَرَفَّتْ جَنَّةَ / لمّا أسالَ بها نَداهُ كَوْثَرَا
إنْسَانُ عَيْنِ المَجْدِ عَنْ أَبْرادِهِ / يَرْنُو وَلاَ يَرْضَى سِوَاهُ مَحْجِرَا
وَفَوَاتِحُ العَلْيَاءِ وَصْفُ كَمَالِهِ / إنْ خُطَّ قُرآنُ العُلاَ أَوْ سُطِّرَا
وَعُقُودُ تاجِ المَجْدِ دُرُّ خِلاَلِهِ / لو كانَ رُوحُ الحَمْدِ عادَ مُصَوَّرا
زُفَّتْ إليكَ الشَّمْسُ يا بَدْرَ العُلاَ / في سُحْبِ صَوْنٍ بَالصَّوَارِمِ أَمْطَرا
سَفَرَتْ بِمَنْزِلِكَ المُمَنَّعِ جَارُهُ / فَاستَخْدَمَتْ فِيهِ الصَّبَاحَ المُسْفِرَا
شَمْسٌ تَوَدُّ الشَّمْسُ لَوْ لَمَحَتْ لَهَا / خِدْراً فَكَيْفَ بِمَنْ بِهِ قَدْ خُدِّرَا
فكأَنَّها السِّرُّ الذي أُودِعْتَهُ / للهِ في العَلْيَاءِ عِنْدَكَ مُضْمَرَا
فَانْعَمْ بها يَوْماً لَبسْتَ بَهَاءَهُ / بُرْداً عَلَيْكَ مُوَشَّعاً وَمْحَبَّرا
أَظْهَرْتَ فِيهِ مِنَ اللَّطائِفِ نُزْهَةً / كالرَّوْضِ يَحْسُنُ مَنْظَراً أَوْ مَخْبَرا
في مَجْلِسٍ ما اهْتَزَّ من جَنَبَاتِهِ / دَوْحُ الحَرِيرِ النَّضْرِ حتَّى أَثْمَرا
وَكَأَنَّ كَفَّكَ وَهْيَ غَيْثٌ هاطِلٌ / لَمَسَتْ حَوَافِي جانِبَيْهِ فَنَوَّرا
وتَفَجَّرَتْ فيهِ مِياهُ مَطَاعِمٍ / تَجْرِي فَتَمْنَعُ وارِداً أَنْ يَصْدُرَا
مِنْ كُلِّ مُعْتَدِلِ الْقَوامِ تَكَافَأَتْ / أَجْزَاؤُهُ بِيَدِ الصَّبَاحِ وَقَدَّرا
تَتَرَاكَضُ الأَمْوَاهُ فيه سَلاَسةً / وَتُشِيرُ الْحاظُ العُيُونِ تَخَتَّرا
ومُثَلَّثِ الأَضْلاَعِ أَعْيَى رَسمُهُ / مِنْ قَبْلُ رَسْطَالِيسَ وَالإِسْكَنْدَرَا
ذَاقُوا لَذِيذَ الْفُسْتُقِ الْعَذْبِ الْجَنَى / فِيهِ كَمَا انْتَقَدُوا لَدَيْهِ السُّكَّرا
وَمُعَطَّفَاتِ ما رَأَيْتُ هِلالَها / يِوْماً على غَيْرِ اللَّيَالِي مُقْمِرَا
كَالْمُؤْمِنِ المَيْمُونِ أَضْمَرَ قَلْبُهُ / في طاعَةِ الرَّحْمَنِ مَالاَ أَظْهَرَا
وغَرَائِبُ الأَثْمَارِ تَمْدَحُ نَفْسهَا / فَتَكَادُ تَمْلأُ مَسْمَعَي مَنْ أَبْصَرا
التِّينُ في فَصْلِ الرَّبيع مُكَتَّباً / والبُسْرُ في فَصْلِ المَصِيفِ مُعَصْفَرَا
مُلَحٌ عَمَمْتَ بِها الزَّمانَ وَأَهْلَهُ / وَلَقَدْ خُصِصْتَ مِنَ الثَّنَاءِ بِأَكْثَرا
أَبَنِي خُلَيْفٍ أَنْتُمُ خَلَفُ العُلاَ / وَكَفَى بِذَلِكَ نِسْبَةً أَوْ مَفْخَرَا
للهِ مَجْدُكُمُ الرَّفِيعُ فإنَّهُ / بَلَغَ السِّماكَ وَفَوْقَ ذَلِكَ مَظْهَرا
طَاوَلْتُمُ في المَكْرُمَاتِ بِرَاحَةٍ / شَرُفَتْ فَلَمْ أَعْتَدَّ فيها خِنْصَرا
بِأَبِي مُحَمَّدٍ الفَقِيهِ أَبِيكُمُ / أَحْرَزْتُمُ حَظَّ الكمالِ الأَوْفَرَا
وكذا الفروعُ يَدُلُّ طِيبُ ثِمَارِهَا / أَنَّ الالهَ أَطابَ مِنْهَا العُنْصُرا
لا زِلْتَمُ فِي المَجْدِ أَكْرَمَ أُسْرَةً / وأَجَلَّ أَقْوَاماً وأَشْرَفَ مَعْشَرا
كَوْكَبٌ لاحَ بَيْنَ بَدْرِ وشَمْسِ
كَوْكَبٌ لاحَ بَيْنَ بَدْرِ وشَمْسِ / فَسَرَى بالسّرورِ في كُلِّ نَفْسِ
سَفَرَتْ عَنْ جَبِينِهِ غُرَّةُ الْفَضْ / ل وأّبْدَى العُلاَ طَلاَقَةَ أُنْسِ
مُسْتَهِلٌّ تَقْضِي المَوَالِيدُ مِنْهُ / أَنَّهُ يُنْسِيءُ الكِرَامَ وَيُنْسِي
حَكَمَ المُشْتَرِي لِطَالعِهِ السَّعْ / دِ بِسَعْدٍ وَلِلْحَسُودِ بِنَحْسِ
وَإذَا ما الفُروعُ طابَ جَنَاهَا / دَلَّ منها على نَجَابَةِ غَرْسِ
صَدَحَتْ فيه بِالْبِشارَةِ وُرْقٌ / أَظْهَرَتْ في الْبُنَيِّ حِكْمَةَ قَسِّ
زارَ حَيْثُ الرَّبيعُ يَنْشُرُ في الرَّوْ / ضِ بِنُوَّارِهِ بُرُودِ الدِّمَقْسِ
وكَأَنَّ البِطاحَ مَجْلِسُ كِسْرَى / حِينَ يَجْلُوهُ في مُنَمَّقِ لُبْسِ
وكأَنَّ الطُّيورَ تُنْشِدُ شِعْراً / عَلَّقَتْهُ مِنَ الجَنَاحِ بِطِرْسِ
وكَأَنَّ الغُصونَ تَهْتَزُّ عُجْباً / كُلَّما رَجَّعَتْ فَصَاحَةُ خُرْسِ
وكَأَنَّ النَّسِيمَ يُرْقِصُ مِنْهَا / في خَفَاتِينِها مَلاَهِيَ عُرْسِ
وكَأَنَّ السُّرورَ طافَ بِكَأْسٍ / يَبْعَثُ اللَّهْوَ في مَعَاطِفِ قُدْسِ
وكَأَنَّ الخُطوبَ مُضْمَرُ سِرٍّ / كَتَمَتْهُ عَنَّا جَوَانِحُ رَمْسِ
خَلَفٌ مِنْ بَنِي خُلَيْفٍ عُلاَهُ / شُيِّدَتْ منهُمُ بِمُحْكَمِ أُسِّ
رابعٌ للثَّلاَثَةِ الرَّائِضِي المَجْ / دَ بمَسْعَاتِهِمْ رِيَاضَةَ شُمْسِ
وبنَفْسِي أًفْدِي أَبَا الحَسَنِ النَّدْ / بَ وَأَقْلَلْتُ فِي الفِدَاءِ بِنَفْسِي
واحِدٌ حازَهُمْ وَهُمْ خَيْرُ خَلْقٍ / صَوَّر اللُّه بَيْنَ جِنٍّ وَإنْسِ
عَدَلُوا قِسْمَةَ الزَّمانِ فَجَاءُوا / بِمَعَانِي غَدٍ وَيَوْمٍ وأَمْسِ
لَوْ عَدَدْنَاه فِيهُمُ لأَصَبْنَا / نِسْبَةً تَسْتَبِينُ جِنْساً بِجِنْسِ
هَلْ تَرَى الأَرْبَعَ الطَّبَائِعَ إلاَّ / عِلَّةً في حَيَاتِها كُلُّ نَفْسٍ
وَلَعَمْرِي لَيَعْدُوَنَّ سَرِيعاً / خَمْسةً يَرْتَوِي بِهِمْ كُلُّ خِمْسِ
فَيَدُ الفَضْلِ لَيْسَ تَحْسُنُ إلا / حِينَ تَزْهُو مِنَ الْبَنَانِ بِخَمْسِ
ذَاكَ حَدْسِي وًالسَّعْد يَحْكُمُ أَنِّي / صائِبٌ في رَمِيَّتي سَهْمُ حَدْسِي
يا ابْنَ عَبْدِ الْوَهَّابِ نِسْبَةَ فَخْرٍ / حَظُّها في الكَمَالِ لَيْسَ بِبَخْسِ
تِهْ بعرْنِينِكَ الأّشَمِّ عَلَى القَوْ / مِ فَلَمْ يَبْلُغُوا مَرَاتِبَ خُنْس
وَاعْتَضِدْ بِالنَّجِيب عَبْدِ الآله الْ / مُقْتَفِي فَلَمْ يَبْلُغُوا مَرَاتِبَ خُنس
وَاصْطَبِحْ مِنْ مَدَائِحٍ خَنْدَرِيساً / صُفِّقَتْ لِلسَّماعِ لا للتَّحَسِّي
سُقْتُ ما صُغْتُ فيكَ مِنْ جَدَدِ الفِكْ / رِ وَعَرَّجْتُ عَنْ خِبَارٍ وَوَعْسِ
فَأَتَى كَالْكَوَاعِبِ الْغِيدِ يُعْشِي / ضَوْؤُهُ وًهْوَ فِي حُبَيْرَةِ نِقْسِ
كُلَّمَا اسْتَضْحَكَتْ مَعَانِيهِ أَبْدَتْ / شَنَباً قي مَرَاشِفٍ مِنْهُ لُعْسِ
أَعَلِمْتَ أَنَّ مِنَ الصُّدودِ خُدورَا
أَعَلِمْتَ أَنَّ مِنَ الصُّدودِ خُدورَا / أَسَمِعْتَ أَنَّ مِنَ القُلُوبِ بُدُورا
وَرَأَيْتَ قَبْلَ وُجُوهِهِمْ وشُعُورِهِمْ / صُبْحاً يَمُدُّ بفَرْعِهِ دَيْجُورا
سَفَرُوا شُمُوساً في القِبابِ مُضِيئَةً / وَرَنَوْا ظِبَاءً في الهوادجِ حُورا
وكأنَّهُمْ إذ أَعْرَضُوا وَتَعَرَّضُوا / كانُوا لنا حَزَناً فَعَادَ سُرورا
صادُوا وَقَدْ نَفَرُوا فَقُلْتُ لِصَاحِبِي / هَلْ كُنْتَ تَعْتَرِفُ الصَّيود نَفُورا
سَكَنُوا الفُؤَادَ وَإنْ نَأَوا فَعَجَبْتُ مِنْ / قَلْبٍ أَقَامَ مُواصِلاً مَهْجُورا
نَزَلَ الفِراقُ بِهِمْ فَفَاجَأَ حَيَّهُمْ / لَيْلاً ففاتَ مُرَاقِباً وَغَيُورا
رَفَعُوا ذُيُولَ النَّومِ عَنْ أَجْفَانِهمْ / وَاسْتَنْشَطُوا لَحْظاً عَلَيْه عَثُورا
ومُعَطَّلِ لَوْلاَ عُقودُ مَدَامِعٍ / حُلَّتْ فَحلَّتْ في الجُمانِ نُحُورا
وَبِنَفْسِيَ القَمَرُ الَّذِي مَلَّكْتُهُ / قًلبِي فَأَصْبَحَ عِنْدَهُ مَقْمُورا
مَنَعَ التَّوَصُّلَ والتَّوَسّلَ لِلْمُنَى / بَيْنٌ بَنَى مِنْ دُونِ ذَلِكَ سُورا
فَفَكَكْتُ طَرْفِي مِنْ عِقَالِ جَمَالِه / وَتَرَكْتُ قَلْبِي عِنْدَهُ مَأْسُورا
وَلَقَدْ يَعُودُنِيَ الخيالُ فَيَنْثَنِي / دُونَ اللقاءِ مُذَمَّماً مَدْحُورا
لا طافَ بِي الطَّيْفُ المُلِمَّ فإنَّني / قد كُنْتُ لا أَهْوَى الزِّيارَةَ زُورا
ولَرُبَّ رَبَّةِ حانَةٍ حَنَّتْ إلى / أَدَبِي وَكانَ كما تَرَى مَشْهُورَا
بَعَثَتْ مِنَ الصَّهبَاءِ لِي يَاقُوتَةً / قَدْ كَلَّلَتْهَا لُؤْلُؤاً مَنْثُورا
فَقَبَسْتُها ناراً يُضِيءُ لَهيبٌها / بِيَدِ المِزاجِ عَلَى الزُّجَاجَةِ نُورا
بَلْ رُبَّ خِرْقٍ جُبْتُهُ بِأَجادِلٍ / يَحْمِلْنَ مِنْ أَكْوَارِهِنَّ وُكُورا
نائِي مَجَالِ الطَّرْفِ قَدْ أَنِسَتْ بِهِ / رِيحَانِ تنسفه صَباً وَدَبُورا
أَذْكَتْ عَلَيْهِ الشَّمْسُ جَمْرَةَ حَرِّها / لَمَّا هَفَا بِسَرَابِهِ مَقْرُورا
وَسَأَلْتُ فِيهِ الفَجْرَ عَنْ سِرْحانِه / جَهْلاً وكُنْتُ أَظُنُّهُ اليَعْفُورا
حَتَّى شَقَقْتُ اللَّيْلَ عَنْ إصْبَاحِهِ / وَطَوَيْتُ ذَيْلَ ظَلامِهِ المَجْرورا
نازَلْتُهُ بِسَنَا أَبي الْحَسَنِ الَّذِي / مَلأَ المَلاَ فَتَرَكْتُهُ مَقْهُورا
بِعَلِيٍّ السَّامِي عَلَوْتُ وَصَارَ لِي / قَدْرٌ يكادُ يُدَافِعُ المَقْدورا
خَلَفٌ يَمُدُّ إلى خُلَيْفٍ نِسْبَةً / بَدَرَتْ فكادَتْ أَنْ تَكُونَ بُدورا
مُتَنَاسِبُ الأَوْصَافِ جانِبُ باعِهِ / ودِفاعه قَصَرَا يَدِي مَقْصُورا
وافَى يَزِيدُ الشكرَ من أَشعارِنا / مثلاً بِنَشْرِ صفاتِهِ مَنْشورا
بِشَمَائِلٍ كادَتْ تَرِفُّ أَزاهِراً / وخلائِقٍ كادَتْ تُزَفُّ خُمُورا
شِعْرٌ لَوِ اسْتَمَعَ الغَوَانِي لَحْنَهُ / أَلْقَيْنَ منْ طَرَبٍ عَلَيْهِ شُعُورا
وَلَوَ انَّه فيما تَقَدَّمَ كائِنٌ / لغَدَا جَرِيرٌ خَلْفَهُ مَجْرورا
وكتَابَةٌ لا تَرْتَضِى نَهْرَ الصَّفَا / رَقًّا ولا زَهْرَ البِطاحِ سُطُورا
لو عايَنَتْهَا لاِبْنِ مُقْلَةَ مُقْلَةٌ / رَجَعَتْ تَرَى حُورَ الطَّرَائِق عُورا
وَتَوَقُّدٌ في المُشْكِلاَتِ بِفِطْنَةٍ / تُدْلِي وَرُبَّتَمَا تَفِيضُ بُحُورا
أَلْفَى أَبَاهُ على طرائِقِ سُؤْدُدٍ / فَجَرَى لَهُنَّ مُمَدَّحا مَشْكُورا
ذَاكَ الصُّعُودُ إلى السُّعُودِ مُبَلَّغاً / شَأْوَ العُلَى تَرَكَ الصُّعُودَ حُدُورا
يا ابْنَ الَّذِي تَتَضَوَّعُ الدُّنْيَا إذا / ذَكّرُوا عُلاَهَ وَلَمْ يَزَلْ مَذْكُورا
حتَّى كَأَنَّ الشُّكْرَ كانَ نَسِيمُهُ / يَهْوى عَلَى عُرْفِ العَبِيرِ عُبُورا
ولَقَدْ ظَنَنْتُ الشِّعْرَ أَصْبَحَ نِقْسُهُ / مِسْكاً وأَمْسَى طِرْسُه كافُورا
فانْظُرْ لاطرَائِي وإطْرَابِي تَجِدْ / دَاوُدَ يَتْلُو في عُلاَكَ زَبُورا
وَتَخَيَّلِ الأّبْيَاتَ دّوْحاً ناضِراً / تَجِدِ الْمَعَانِي قَدْ صَدَحْنَ طُيُورا
واهْنَأْ بِعِيدِ الفِطْرِ إنَّكَ عِيدُهُ / وَمُعِيدُهُ مُتَهَلِّلاً مَسْرورا
والتَفَّ في حِبَرِ المَدَائِحِ لاقِياً / ما عِشْتَ في ذاكَ الحَبيرِ حُبُورا
قامَتْ حُرُوبُ الْهَوَى على سَاقِ
قامَتْ حُرُوبُ الْهَوَى على سَاقِ / بَيْنَ قُلُوبٍ وَبَيْنَ أَحْدَاقِ
وانْفَسَخَتْ هُدْنَةُ السُّلُوِّ فَمَا / تُوثَقُ منها عُقُودُ مِيثَاقِ
وكانَ صَبْرِي بَيْضاً مُلَحَّمَةً / نَزَعْتُها مِنْ لِقَاءِ أَشْوَاقِ
فَلَيْتَ شِعْري وَقَدْ بَكَيْتُ دَماً / هَلْ ذُبِحَ النَّوْمُ بَيْنَ آماقي
لِيَهْنِكَ النَّصْرُ يا غَرَامُ فَكَمْ / لِوَاءِ قَلْبٍ عَلَيْكَ خَفَّاقِ
خُذْ مِنْ حَدِيثِ الْهَوَى مُطَالَعَةً / سارَ بها البَرْقُ لا ابْنُ بَرَّاقِ
يُعْرِبُ عَمَّا طَوَتْهُ أَسْطُرُهَا / لِسَانُ وَرْقَاءَ بَيْنَ أَوْرَاقِ
وما أُدَاجِيكَ في حَدِيثِ صَباً / أَخْلَقْتُ فيهِ بُرُودَ أَخْلاَقِي
أَصْبَحَ شَطْرُ الفُؤادِ في يَدِ مَنْ / لَسْتُ عَلَيْهِ أَضِنُّ بِالبَاقِي
أَيْنَ غَزَالُ الْكِنَاسِ مِنْ رَشَإِ / يَنْطَحُ من فاحمٍ بِأَرْوَاقِ
وأَيْنَ بَدْرُ السَّمَاءِ من قَمَرٍ / مَطْلَعُهُ في سَمَاءِ أَطْوَاقِ
هَاتِ مُدَاماً كَأَنَّ عاصِرَهَا / عَرَّضَ فِيها بِوَجْنّةِ السَّاقِي
يُمْسِكُ أَرْمَاقَنَا وَإنْ طَفِقَتْ / فِي الْكَأْسِ مَمْسُوكَةً بِأَرْمَاقِ
نارٌ وَلَيْسَ الخَلِيلُ شارِبَهَا / فَكَيْفَ ما أَتْلَفَتْ بِإحْرَاقِ
يَحْمِلُ أَنْفَاسَ رَوْضَةٍ سَرَقَتْ / رِقَّتَها مِنْ نُفُوسِ عُشَّاقِ
غَنَّتْ على دَوْحِهَا مُغَرِّدَةٌ / تُطْرِبُ هارُونَنَا بِإسْحَاقِ
رَاسَلْتُهَا مادِحاً أَبَا حَسَنٍ / فَغَبَّرَتْ في طَرِيق سَبَّاقِ
عليٌّ المُعْتَلِي بِسُؤْدُدِهِ / في شاهِِق الذِّرْوَتَيْنِ مِزْلاَقِ
فَرْعُ فَخَارٍ أُصُولُ نَبْعَتِهِ / كانَتْ فُرُوعاً لِخَيْرِ أَعْرَاقِ
يَطَّرِدُ المَجْدُ فِي مَنَاسِبِهِ / كَجَوْهَرٍ في فِرِنْدِ ذَلاَّقِ
غَرْسُ الأَمانِيِّ في أَنَامِلِهِ / يُثْمِرُ بِالْجُودِ قَبْلَ إيرَاقَ
لا تَدَّعي رِقِّيَ الخُطًوبُ فَقَدْ / أّخّذْتُ مِنْهُ كِتابَ إعْتَاقِ
صنائِعٌ أَصْبَحَتْ سَبَائِكُهَا / مناطِقاً في خُصُورِ أَعْنَاقِ
كانَتْ سُرُوبُ العُلاَ مُفَرَّقَةً / فَلَفَّها لَيْلَةً بِسَوَّاقِ
هَلِ الْقَوَافِي لَوْلاَ فَضَائِلُهُ / غَيْرُ مِدَادٍ وَغَيْرُ أَوْرَاقِ
يُثْنَى عَلَى مَدْحِهِ وكم مِدَحٍ / ما بَيْنَ كَشْطٍ وَبَيْنَ إلْحاقِ
سِهَامُ آرائِهِ مُسَدَّدَةُ / جَوْدَةَ نَزْعٍ وَحُسْنَ إغْرَاقِ
يَنْفُثُ صِلُّ اليَرَاعِ في يَدِهِ / سُمًّا غَدَا فيه كُلُّ دِرْيَاقِ
يُرَوِّضُ الطِّرْسَ من خَوَاطِرِهِ / بِمُسْتَهلِّ الشُّؤُونِ غَيْدَاقِ
يَلْعَبُ بِالْمُرْهَفِ الدَّلِِيقِ فَهَلْ / سَمِعْتَ عَنْ لاعِبٍ بِمِخْرَاقِ
وَيَنْثَنِي الرُّمْحُ ذُو الكُعُوبِ بِهِ / يَهْتَزُّ مِنْ خِيفَةٍ وَإشْفَاقِ
والعَامُ قَدْ عَامَ مِنْهُ في كَرَمٍ / أَغْرَقْتَهُ فِيهِ أَيَّ إغْرَاقِ
لا زالَ في عِزَّةٍّ مُجَدَّدَةٍ / ما قامَ ساقٌ فَنَاحَ في سَاقِ
تَنَفَّسَ الرَّوْضُ عَنْ نُوَّارِهِ الأَرِجِ
تَنَفَّسَ الرَّوْضُ عَنْ نُوَّارِهِ الأَرِجِ / وَأَسْفَرَ الصُّبْحُ عَنْ لأْلاَئِهِ البَهجِ
بُشْرى بِأَيْمَنِ مَوْلُودٍ لِغُرَّتِهِ / هَزَّتْ يَدُ الدَّهْرِ مِنَّا عِطْفَ مُبْتَهج
وافَتْ به لَيْلَةَ الاثْنَيْنِ مُخْبِرَةً / بِاثْنَيْنِ جاءَ كَرِيمٌ مِنْهُمَا وَيَجِي
لَمْ يَنْظُر المَجْدُ مِنْ عَلْيَاهُ عَنْ حَوَرٍ / حَتَّى تَبَسَّمَ مِنْ مَرْآهُ عَنْ فَلَج
هِلاَلٌ سَعْدٍ يُجَلِّي كُلَّ دَاجِيَةٍ / ظَلاَمُها لَيْسَ يُمْشَى فِيه بِالسُّرُج
ونُطْفَةٌ مِنْ صَمِيمِ الْفَخْرِ ما بَرَحَتْ / تَجُولُ مِنْ مَشَجٍ زَاكٍ إلَى مَشَجِ
تَفَرَّعَتْ بَيْنَ أَصْلَيْ سُؤْدُدٍ وَعُلاً / تَقَاسَمَا طَيِّبَ الأَثْمَارِ وَالأَرَج
أَبٌ وَخَالٌ أَبَانَا مِنْ رِئَاسَتِه / ما أَحْرَزا عَنْ خُلَيْفٍ أَوْ أَبِي الْفَرَجِ
مَنَاسِبٌ كَاطِّرَادِ الْمَاءِ ما انْبَعَثَتْ / إلاَّ رَأَيْتَ بِحَارَ الأَرْضِ كَالْخُلُج
تَرَفَّعَتْ بِبَنِي سَعْدٍ ذُرَى شَرَفٍ / كما سَمَتْ بِنَدِيٍّ غايَةَ الدَّرَجِ
مَفَاخِرٌ قَدْ خُصِصْتُمْ يا جُذَامُ بِِها / فَخَاصِمُوا وثِقُوا بِالفَلْجِ في الْحُجَجِ
ما زِلْتُمُ بِمَنَارِ اليُمْنِ مِنْ يَمَنٍ / حَتَّى تَقَوَّمَ من مَيْلٍ وَمِنْ عِوَجِ
كَمْ مَسْلَكٍ بِكُمُ قَدْ عادَ مُتَّسِعاً / وكانَ مِنْ قَبْلُ ذا ضِيقٍ وَذَا حَرَجِ
وقاصِدٍ قَدْ تَلَقَّى السَّيْرَ نَحْوَكُمُ / بِحَمْدِ مُبْتَكِرٍ مِنْهُ ومُدَّلِجِ
وَبَحْرِ حَرْبٍ قَطَعْتُمْ لُجَّ زاخِرِه / بأَنْصُلٍ لُجِّجَتْ في الخَوْضِ في اللُّجَجِ
بمَعْرَك لا تَرَى منه العيونُ سِوَى / شُهْبٍ مِنَ السَّيْرِ في ليلٍ منَ الرَّهَجِ
حيثُ الدِّماءُ عُقارٌ يُسْتَحَثُّ على / ما شِئْتَ من زَجَلٍ للخَيْلِ أَو هَزَجِ
والهامُ قد أَوْسَعَتْهَا البِيضُ عَرْبَدَةً / لمَّا أّدارَتْ عليها خَمْرَةَ المُهَج
من كُلِّ ذي جَوْهَرٍ ما زالَ مُنْتَظِماً / لِلْقِرْنِ في لَبَّةٍ منه وفي وَدَجِ
وكلِّ مُنْعَطِفٍ كالنَّهْرِ مُطَّرِداً / بَيْنَ الأَباطِحِ في أَثْنَاءِ مُنْعَرَج
في كَفِّ كُلِّ كَمِيٍّ ما بَصَرْتَ به / إلاَّ تَنَزَّهْتَ في عَقْلٍ وفي هَوَجَ
أَولئك الرّايةُ العَلْياءُ من يَمَنٍ / فاركنْ إلى ظِلِّها تَأْمَنْ مِنَ الوَهَجِ
وَرَدْتَ منها بِبَحْرٍ إنْ تَهُبَّ به / رِيحُ السؤالِ على عِلاَّتِها يَهجِ
جَمِّ العوارِفِ طامٍ غير مُحْتَبِسٍ / عَذْبِ المَشَارِبِ صافٍ غَيْرِ مُمْتَزِجِ
وساكنِ الجَأْشِ ما يَنْفَكُ عزمته / يلقي الخُطوبَ بلا طَيْشٍ ولا زَعَجِ
اِهْنَأْ أَبا الحَسَن السّامي بخير فَتًى / مُحَسَّنٍ لم يَدَعْ من مَنْظَرٍ بَهَجَ
يُكْنَى أَبا الفَضْلِ وَهْوَ الفَضْلُ أَجْمَعُهُ / وتِلْكَ بُشْرَى بها الأَيَّام في لَهَجِ
ما زلْتَ في المجدِ والعلياءِ منفَرِداً / حتى كُسيتَ به أَوصافَ مُزْدَوَجِ
فاسْحَبْ على النجمِ ذَيْلَ التِّيهِ مفتخراً / فَأَنتَ بالتِّيهِ والفخرِ القديمِ حَجِ
بَقِيتُما كوثَرَيْ عُرُفٍ ومَعْرِفَةٍ / وَجَنَّتَيْ فَرَحٍ للناس أَو فَرَجِ
تَغَيَّرَ عن مَوَدَّتِهِ وحالا
تَغَيَّرَ عن مَوَدَّتِهِ وحالا / وأَظْهَرَ بَعْدَ رغبتِهِ ملالا
فما يَنْفَكُ يَظلِمُني اعْتِدَاءً / وما أَنْفَكُّ أُنْصِفُهُ اعتدالا
وقد نُزِّهْتُ عن هَجْرٍ وهُجْرٍ / وإنْ أَبْدَى الخليلُ لِيَ اخْتِلالا
أُقيلُ ولا أَقُولُ وأَيُّ ذَنْبٍ / لِمَنْ مالَ الزمانُ به فمالا
ومن طَلَبَ الوفاءَ مِنَ الليالي / على عِلاَّتِها طَلَبَ المُحَالا
لذلك لم أَزَلْ طَلْقَ المُحَيَّا / وإنْ عَبَسَ الصديقُ وإن أَذَالا
وعندي والغرامُ له صُروفٌ / بَلَوْتُ صُنوفَها حالاً فحالا
ضلوعٌ لستُ آلوها اشتعالا / وقلبٌ لستُ آلوهُ اشتغالا
وكنتُ متى عَلِقْتُ حبالَ قومٍ / وصلتُ بها وإن صَرَمُوا حبالا
وتلك شمائلي راقَتْ وَرَقَّتْ وَرَقَّتْ / فما أَدرِي شَمولاً أو شمالا
بَقِيتَ وإنْ لَقِيتُ بك السَّقَاما / ودُمْتَ وإنْ أَدَمْتَ لِيَ انْتِقالا
فَمَنْ يخشاكَ لا يَخْشَى صُدوداً / ومن يرجوكَ لا يرجو وِصالا
إذا غَدِقَ الهوى يوماً لِمَعْنًى / أَزالَ الدهرُ معناهُ وزالا
وكم خَلُصَتْ سريرة من يُعادَى / وكم كدُرَتْ سريرةُ من يُوالَى
جَرَتْ بالجَوْرِ أَحكامُ الليالي / تَعالَى اللُّه عَنْ هذا تعالى
لَعَلَّكَ لاَئِمِي وَخَلاَكَ لَوْمٌ / فَمِثْلُكَ مَنْ تَخَيَّلَ ثُمَّ خَالا
أتُرْشِدُني ولستَ تَرَى سفاهاً / وتَهْدِينِي ولستَ ترَى ضلالا
دعِ الأيامَ تنقُلُني يداها / وتَلْعَبُ بي يميناً أو شِمالا
فكم صَرْفٍ صَرَفْتُ الفِكْرَ عنه / فما أدْرِي تَوَلَّى أَم توالَى
أَنا الماضي الشَّبَا والدَّهْرُ قَيْنٌ / أُريدُ على تَقَلُّبِهِ صِقالا
ولولا أَنْ يَشقَّ على عَلِيٍّ / لَجَرَّدَ غَيْرُهُ غَرْبِي وصالا
وكيف يكونُ بي أَبداً مَصُوناً / وَيَرْضَى أَنْ أَكونَ به مُذالا
أَيَأْنَفُ أَنْ يُقَلِّدَنِي جَميلاً / فَيَغْدو وقد تَقَلَّدَنِي جَمَالا
تراهُ يَظُنُّنِي أَنْ زِدتُ نقصاً / تزيد به معالِيهِ كمالا
عَذَرْتُكَ لَو منعتَ شفاءَ سُقْمِي / ولم تَمْنَحْنِيَ الداءَ العُضالا
دعِ التَّضْعيفَ لِلإضعاف عدلاً / فلستُ أطيقُ حَمْلاً واحتمالا
وعُدْ لقديمِ عادِكَ أَو فَصرِّحْ / وسُرَّ بها وإنْ ساءَتْ مقالا
فلَسْتُ بِفاقدٍ أَبداً منالا / يُمَلِّكُ راحَتي جاهاً ومالا
بحيثُ أَهزُّ أَسيافاً حِداداً / لأَعدائي وأَرْمَاحاً طِوالا
ويحميني هَجيرَ الذّلِّ قومٌ / يمد عَلَيَّ عزُّهُمُ ظِلالا
وأُرسلُها شوارِدَ مطلقاتٍ / تكونُ لعقلِ سامِعِها عِقالا
معانٍ للقريحِةِ فِكْرُ عانٍ / سَبَتْهُ فَرَجَّلَتْهُ لها ارتجالا
وقد أَرْشَفْتَ سَمْعَكَ من لَمَاها / بَرُودَ رُضَابِها العّذْبَ الزُّلالا
فهلْ أَبْصَرْتَ واستبصرَتَ إلاَّ الَّ / ذي تدعُونَه السِّحْرَ الحلالا
ومنكَ وفيك تنتظمُ القوافي / ومن وَجَدَ المقالَ الرَّحْبَ قالا
وظنَّي فيكَ إلاَّ عَنْ يقينِ / بأَنك مُوجِدِي وَطَنًا وآلا
نَعَمْ فانطِقْ بها واعدُدْ نوالاً / مقالكما يقلب ما نوالا
وطَرْفِي عن كَراهُ صام شهرا / فلُحْ كيما تُفَطِّرَهُ هلالا
وقَلِّدْ نَحْرَ عيدِ النَّحْرِ عِقْدًا / قَرَنْتَ به أَيادِيَكَ الثِّقالا
وعِدْ ظَمَأَى بِلالاً من وِدادٍ / تَجِدْ غَيْلانَ مُمْتَدِحاً بلالا
ودُمْ كالسُّحْبِ إِنْ بَعُدَتْ مَنَالاً / فقد قَرُبَتْ لِمُسْتَسْقٍ نَوالا
الحَيَا من غُيوثِكَ البارقاتِ
الحَيَا من غُيوثِكَ البارقاتِ / والجَنَى من أُصولِكَ الباسِقاتِ
لك طيبُ الهناءِ هَنَّأَكَ اللَّ / هُ وللحاسدينَ خُبْثُ الهَناتِ
أَبحَرَتْ عندكَ السّعودُ غَداةً / خلَّفَتْهَا النُّحوسُ عندَ عُداةِ
ولك الأَنْجُمُ السُّراةُ إِلى ما / يَقْتَضِيهِ السرورُ يا ابْنَ السَّراة
ظهرَ الجوهَرُ الشريفُ فأَغنَى / عن أَحاديثِنا غِنَا المُرْهَفَاتِ
وأَبانَتْ عن عِتْقِها الخيلُ فيما / أَعرضته على لِسانِ الشَّبَاةِ
كُلَّ يومٍ لكَ البشائرُ تَحْدُو / بالأَمانِي رَكائِبَ التَّهْنِئاتِ
بَرَكَاتٌ لديكَ وَفَّرَها اللَّ / هُ وأَبْقَى لها أَبَا البركات
طلَعَتْ في جبينِهِ آيةُ الشَّم / سِ وللشَّمسِ آيةُ الآياتِ
واستهلَّتْ به سحابُ الأَراجِي / ودفِينُ الحَيَا بها والحياةِ
فكأَنِّي به وقد مَلأَ الدَّسْ / تَ بِمُسْتَغْرَبِ اللُّهَى واللَّهاةِ
مُطْلِقُ المُسْتَمِيحِ من كُلِّ شَكْلٍ / بيسيرٍ ومُوضِحُ المُشْكِلاتِ
بقضاءٍ تَرْضَى به أَنفسُ الخَصْ / مَيْنِ عَدْلاً أَعْيَى جميعَ القُضاةِ
كلما صَرَّتِ اليراعَةُ سَرَّتْ / بدواءٍ مَحَلُّهُ في الدَّواةِ
يَصْرِفُ الحادِثاتِ من نُوَبِ الأَي / امِ قسراً بالأَنْعُمِ الحادِثاتِ
ويُوالِي الصِّلاتِ مِثْلَ أَبيهِ / فيظُنُّ الصِّلاتِ أُخْتَ الصَّلاةِ
أَيُّ أَثْرٍ في مَتْنِ أَيَّ حُسامِ / وسنانٍ في صَدْرِ أَيِّ قناةِ
كم عصَاةٍ شَقُّوا العَصَا فرماهُمْ / بعَصاً مُوسَوِيَّةٍ للعُصاةِ
ودُهاةٍ تَوَرَّطُوا مُقْفَلاَتٍ / فَتَحَتْهَا آرَاؤُه بهُداةِ
وعُفاةٍ أَغناهُمُ بمَعَانِي / هِ سريعاً فلا عَفَتْ من عُفاةِ
نَحْنُ في ظِلِّهِ نبيتُ فنُثْنِي / عن نَدَى سُحْبِهِ بلَفْظِ النَّباتِ
وعلى جُودِهِ نَحُطُ بما نَسْ / مع إلاَّ لفظَيْنِ هاكَ وهاتِ
كَرَمٌ حاتِمٌ على كُلِّ من يَرْ / جُوه أّوْ لاَ يرجوهُ من هَيْهَاتِ
وأَيادٍ ترى لنا المَكْرُماتِ ال / غُرّ مَهْمَا اقْتُضِينَ للمكرماتِ
عَرَفَتْ فَضْلَها العُفاةُ فما تَرْ / حَلُ عنها إِلا إلى عَرَفَاتِ
بنوالٍ يُعِينُ مَنْ سارَ لِلْم / يقَاتِ مَعْ أَنَّهُ بِلاَ مِيقاتِ
شِيَمٌ خَلَّفَتْ لآلِ خُلَيْفٍ / سِيَرًا تقرع الصَّفا بالصَّفات
وسجايا من إِخوةٍ سادَةٍ غُرٍّ / وَقَعْنَا منها على أَخوات
هُمْ فلا ضُعْضِعُوا كَأَرْبَعَةِ الأَرْ / كانِ شَدَّتْ بَنِيَّةَ الصَّلواتِ
فإذا قُلْتَ أَيُّ بَحْرٍ ونِيلٍ / فَلْيُقَلْ أَيُّ دِجْلَةٍ وفُرَاتِ
زُيِّنَتْ مِنْهُمُ سَمَاءُ المعالي / بمعانِي الكواكبِ النَّيَّراتِ
فعِليٌّ وصِنْوُه الفَذُّ إِسما / عيلُ بَدْرَانِ في دُجَى الظُّلُماتِ
أَشْرَقَا فاجْتَلَتْهُما أَعْيُنُ السَّعْ / دِ وجُوهاً على جًمِيع الجِهات
وتسامَى أَبُو المعالِي وَعَبْدُ اللَّ / هِ سَمْتَ العُلاَ بتلكَ السِّماتِ
بارتياحٍ وحِنْكَةٍ ووقارٍ / وسكونٍ ونَهْضَةٍ وثباتِ
إِن عَبْدَ الوَهَّابِ قد خَصَّهُ اللَّ / ه تعالَى فيهمْ بأَسمى الهباتِ
بالرِّفا والبنينَ رَدَّ الذي فا / تَ من الأَعْظُمِ البوالِي الرُّفاتِ
ورأَى ما رآهُ فيهِ أَبوهُ / من بَنيهِ لا رُوِّعوا بشَتاتِ
ورثوه حَيًّا فدامَ له العُمْ / رُ وأَحْلَى الميراثِ قَبْلَ المَمَاتِ
فاذا أَحْدَقُوا به حَّقَ النَّا / سُ إِلى قشعمٍ بِجًنْبِ الراتِ
فهناءً ففي أَبي البركاتِ الْ / مُرْتَضَى ما يشاءُ من بَرَكاتِ
واعتذاراً فخاطري ذو وَجيبٍ / عند تقصيرِهِ عن الواجباتِ
بَعْضُ إِنعامِكم على رَبَّةِ الدُّو / رِ فماذا يقولُ في الأبياتِ
أَقْبِلْ بوجهكَ إِنِّي عنكَ مُنْصَرِفُ
أَقْبِلْ بوجهكَ إِنِّي عنكَ مُنْصَرِفُ / فما أَقولُ لسُؤَّالي وما أَصِفُ
واسترْجِعِ الرشدَ من غيٍّ وَهَبْتَ لَهُ / فَضْلَ الدِّمامِ فَوَلَّى حيثُ لا يقِفُ
خُدِعْتَ فِيَّ وَغَرَّتْكَ الضَّراعةُ بي / ومالَ تِيهاً بك الإِعجابُ والصَّلَفُ
وكانَ مِنْ سَيِّئاتِي أَنني أَبداً / إِليك في سائِرِ الحالاتِ أَخْتَلِفُ
فهَلْ أَتيتُكَ إلاَّ قبلَ مَخْبرَتِي / بأَنَّني عنكَ بالأَشجانِ أَنْصَرِفُ
ولو عَلِمْتُ بهذَا ما عَلِمْتَ به / وكانَ لي دونَهُ في الأَرضِ مُصْطَرَفُ
لكنْ غُرِرْتُ بِبَرْقٍ باتَ خُلَّبُهُ / يَهْمِي لَهُ دُمُوعي عارِضٌ يَكِفُ
حَتَّى حَصَلْتُ وما حصَّلْتُ مِنْكَ سِوى / مَلْقَى عَبُوسٍ ولَفْظٍ دُونَهُ التَّلَفُ
فإِنْ عَتَبْتُ فَدَهْرٌ كُلُّهُ جَدَلٌ / وإِنْ غَفَلْتُ فَعَيْشٌ كُلُّهُ شَظَفُ
وإِنْ رَأَى حالَتِي غَيْرِي تَنَاشَدَها / مِنَ الخُسارَةِ سُوءُ الكَيْلِ والحَشَفُ
إِذا زَوَى عَنِّيَ الجُمَّارُ طَلْعَتَهُ / فلا يُصِبْني بِحَدَّيْ شَوْكِهِ السَّعَفُ
وكم صَبَرْتُ وقلتُ الحُرُّ يُرْجِعُهُ / لِينُ الكلامِ وإِنْ وَلَّى بِهِ الأَنَفُ
وبتُّ أَنْظِمُها عِقْدًا جواهِرُهُ / لولا العُقولُ لَغلَّتْ دُونَهَا الصَّدَفُ
مِنْ كُلِّ زاهرةِ الأَرجاءِ لو بَصَرَتْ / بها الغوادِي لقالَتْ رَوْضَةٌ أُنُفُ
فَكُنْتُ كالمُبْتَغِي شَرْخَ الشَّبابِ لِمَنْ / عَلاَ بهِ الشَّيْبُ واسْتَهْوَى به الخَرَفُ
يا عادلاً عن سبيلِ العَدْلِ عُدْ وَأَعِدْ / فالجَوْرُ يُتْلِفُ والمظلومُ يَنْتَصِفُ
أَنتَ الكريمُ وقد قالَ الأُلى مَثَلاً / إِنَّ الكِرَامَ إذا ما استُعْطِفُوا عَطَفوا
هل غَيْرُ صاحِبِِكَ المُوفِي إِذا غَدَروا / أَو غَيْرُ خَادِِمِكَ الباقِي إِذا انْحَرَفَوا
فإِنْ نَكِرْتَ فما الحالاتُ ناكِرَةٌ / كُلٌّ بتصدِيقِها لي فيك يَعْتَرِفُ
وهَبْكَ تنوي لإِخلاصِي مخالَفَةً / فالقولُ يَجمُلُ والنِّيَّاتُ تَخْتَلِفُ
أَجْحَفْتَ بي وبوُدِّي لو تُقَعْقُعُ لي / بالموتِ من دونِ هذا عِنْدَكَ الحَجَفُ
متى أَقولُ صباحٌ لاحَ شارِقُه / فضُمَّ رَحْلَكَ وارحَلْ أَيها السَّدَفُ
وأَجْتَلِي دَوْحَةً للوُدِّ ناضرةً / قد طالَ ما كنتُ منها قبلُ أَقتَطِفُ
وأُرْجِعُ الحاسدَ الباغِي وقد سَلَكَ الْ / أَضَلاَعَهُ والهَمُّ والأَسَفُ
أَحْسِنْ أَبا حَسَنٍ في الاسْتِماعِ فَقَدْ / طالَ العِتابُ فَهَلاَّ قَصَّرَ العُنُفُ
وقد مَضَيْتُ لِشَأْنِي فامْضِ في دَعَةٍ / اللُّه جارُكَ نِعْمَ الجارُ والكَنَفُ
أَرَى الإِقامَةَ أَضْحَتْ في يَدِ الظَّعَنِ
أَرَى الإِقامَةَ أَضْحَتْ في يَدِ الظَّعَنِ / أَبْدَيْتَ يا دَهْرُ ما تُخْفِي مِنَ الضَّعَن
هَبْهُمْ طوَوْا بينَ أَثناءِ الدُّنُوِّ نَوىً / أَلَمْ يَبِنْ لَكَ أَنَّ الودَّ لم يَبِنِ
وما يَضُرُّ ولِلأَرواحِ مُجْتَمَعٌ / تفريقُهُمْ بَدَناً في الحُبِّ عن بَدَنِ
أَشكو إِلى اللهِ شكوى تقتضي فَرَجاً / نَوًى تَرَدَّدُ بين العَيْن والأُذُنِ
سَكَّنْتُ فيه حِراكِي إِذ عَدِمْتُ قُوًى / وما سَكَنْتُ لأَنِّي فُزْتُ بالسَّكَنِ
في كلّ يومٍ يُرِيني صاحِبٌ مِحَناً / الحَمْدُ للِه لا أَخْلُو من المِحَنِ
هل عادَ قلبِيَ بِرْجاساً تُقَارِضُه / نَبْلُ النَّوائبِ عن إِنْبَاضَةِ الزَّمَنِ
أَمْ غَرَّ مِنَّي الليالِي أَنَّها جَذَبَتْ / بِمِقْوَدِي فَرَأَتْنِي طَيَّعَ الرَّسَنِ
هيهاتَ يمنعها عزمٌ تَعَوَّدَ أَنْ / يُمْطِي إِلى اللينِ ظهْرَ المَرْكَبِ الخَشِنِ
يهيمُ بالنَّجمِ لا السَّارِي على قَدَحٍ / ويَعْشَقُ البَدْرَ لا السَّارِي على غُصنِ
ويَجْتَنِي ثمراتِ العِزِّ يانِعَةً / في مَغْرِسِ الحَرْبِ من مُنْآدةِ اللُّدُنِ
طوراً تراهُ على هَوْجَاءَ ضارمَةٍ / طوراً وَيَعْدُو بأَعلَى سابِقٍ أَرِنِ
تحاولُ الحالُ منهُ ذُلُّ جانِبِهِ / والعِزُّ شَىْءٌ تَغَذَّاهُ مع اللَّبَنِ
إِنْ كانَ كالَّنبْعِ عُرْيَاناً بلا ثَمَرٍ / فمثلُهُ هُوَ طَلاَّعٌ عَلَى القُنَنِ
وقد أَساءَ إِلَيْهِ الدهرُ مجتهداً / حتى دَعَا فأَجِبْهُ يا أَبا الحَسَنِ
أَوْرِدْهُ عندَكَ عّذْبَ الماءِ سَلْسَلَهُ / واحْرُسْهُ بالوُدِّ عن تكديرِهِ الأَسنِ
وقد أَقامَكَ رَبًّا لا شريكَ لَهُ / وما أَظُنُّكَ تثنيهِ إِلى الوَثَنِ
يخونُه اللُّه في سَمْع وفي بَصَرٍ / إِنْ كانَ خانَكَ في سِرٍّ ولا عَلَنِ
يهواكَ للدِّينِ والدنيا فأَنْتَ له / نعم المُقَرِّبُ من عَدْنٍ ومن عَدَنِ
ملكْتَهُ بأَيادِيكَ التي سَلَفَتْ / فأَضْعَفَتْهُ بما أَضْعَفْتَ في الثَّمَنِ
فاجْذِبْ بكفِّكَ منه غير مُطَّرَحٍ / وانظُرْ بعينيكَ فيه غَيْرَ مُمْتَهَنِ
ولا تَظُنَّ به ما لَيْسَ يعرِفُه / فَظَنُّ رَبِّكَ مرفوعٌ عَنِ الظَّنَنِ
الناسُ في العَيْنِ أَشخاصٌ لها شَبَهٌ / والعَقْلُ يَفْرِقُ بين النَّفْخِ والسِّمَنِ
عُذْرِي لمجدِكَ أَني غَيْرُ مُتَّهَمٍ / فإِنْ شَكَكْتَ على الإِيمانِ فامْتَحِنِ
عاهَدْتُ فيكَ ضَمِيرِي عَهْدَ ذِي ثِقَةٍ / لو نازَعَتْهُ المَنَايَا فيهِ لم يَخُنِ
رَفَعْتُ كفِّيَ أَستجديكَ مغفرةً / فاسمَحْ بها يا شقيقَ العارِضِ الهَتنِ
وما هززتُكَ إلا بعد مخبرةٍ / بأَنَّ كفِّيَ هَزَّتْ نَبْعَةَ اليَمَنِ
وما أَظُنُّكَ تَنْسَى كّلَّ سائِرَةٍ / مُقِيمَةٍ غَرَّبَتْ لِلْحُسْنِ في الوطَنِ
حَبَّرْتُهَا فيكَ والأَلفَاظُ هاجِعَةٌ / فَنَابَ ذِكْرُكِ لِي فيها عن الْوَسَنِ
أَوْضَحْتَ مَنْهَجَها إِذْ كُنْتَ غايَتَهُ / فّضَلَّ مَنْ ضَلَّ واسْتَوْلَتْ عَلَى السُّنَنِ
وقارَنَتْ مِنْكَ معروفًا بمَعْرِفَةٍ / ولم تَزَلْ تقرِنُ الإِحْسانَ بالْحَسَنِ
من ماهر فاضلٍ علاَّمَةٍ لَسِنٍ / في ماهرٍ فاضلٍ علامةٍ لَسِنِ
يقولُ سامِعُهَا مِمَّا يُدَاخِلُهُ / مَنْ ذَا الَّذِي قالَها أَو حُبِّرَتْ لِمَنِ
يا عَلِيُّ الذي دَعَوْهُ عَلِيًّا
يا عَلِيُّ الذي دَعَوْهُ عَلِيًّا / سِمَةً أَخْبَرَتْ عَنِ العَلْيَاءِ
أَنتَ كالماءِ غَيْرَ أَنْ لَسْتَ تَصْفُو / وقبيحٌ بالماءِ تَرْكُ الصَّفَاءِ
أّيُّ فَضْلٍ للأَصدقاءِ إِذا كُنْ / تَ تراهم بحالةِ الأَعْداءِ
كُلّ يَوْمِ يأْتي بخَلْقٍ جديدٍ / غيرِ مستحسَن مِنَ الخُلَطَاءِ
قد تّلّوَّنْتَ أَيها الشمسُ حتَّى / قُلْتُ أُلْبِسْت جِلْدَةَ الحرباءِ
لولا أَبو الحَسَنِ المُهَذَّبُ لم يكُنْ
لولا أَبو الحَسَنِ المُهَذَّبُ لم يكُنْ / لي في البريِّةِ كُلِّها من ذاكِرِ
مَوْلًى توالَى فَخْرُهُ فَقَدِ اغْتَدَى / يروي الرئاسَةَ كابراً عن كابِر
ولقد وَدِدْتُ وما وَدِدْتُ فِرَاقَهُ / أَنى أَكونُ لديك يابا الطَّاهرِ
فكِلاكُمَا لي مَلْجَأٌ وافَيْتٌهٌ / فأَمِنْتُ فيهِ من الزَّمانِ الجائرِ
فاخصُصْ أَخاكَ أَبا المعالي كلّها / بتحيّةٍ من عَبْدِ وُدٍّ شاكرِ
واسلَمْ ودُمْ في نعمةٍ وسعادةٍ / موصولةٍ من أَوّلٍ في آخِرِ
أَبا حَسَنٍ أَحْسَنْتَ بَدْءًا وعَوْدَةً
أَبا حَسَنٍ أَحْسَنْتَ بَدْءًا وعَوْدَةً / وحَسَّنْتَ فعلاً جِيئةً وذَهَابا
وما أَنا إلاَّ خادِمٌ لَكَ رِقُّهُ / وإِنْ كنت حُرَّ الوالِدَيْنِ لُبابا
وقد غَيَّبَتْنِي عَنْ عُلاكَ عوارِضٌ / رَمَتْنِي بسهمٍ للخطوبِ أَصابا
وغيرُ عجيبٍ أَن أُوافِيكَ مجرماً / أَتيتُ وأَرْجُو في ذَرَاكَ مَتَابَا
فأَسْأَلُ رَدَّ العَفْوِ منك تَفَضُّلاً / فَحَسْبِيَ كَوْنِي غِبْتُ عنكَ عِقابا
ولو عَدَّدْتَ مالَكَ من أَيادٍ
ولو عَدَّدْتَ مالَكَ من أَيادٍ / لأَفنَيْتُ الطُّروسَ ولم أُوَفِّ
أَلَسْتَ مُحَكِّمِي في بحرِ جُودٍ / لَدَيْكَ جَعَلْتَهُ في بَطْنِ كَفِّي
وعندي كُلُّ يَوْمٍ منكَ عُرفٌ / يفوحُ له الثَّناءُ بِكُلِّ عَرْفِ
ضاءَ ليلُ الخطوبِ منكَ بفَجْرِهْ
ضاءَ ليلُ الخطوبِ منكَ بفَجْرِهْ / ووصالُ السّرورِ صاحَ بَهجْرهْ
فاحتكِمْ في النَّعيم فالبؤسُ قَدْ ما / تَ على رَغْمِ أَنْفِهِ تَحْتَ حِجْرِهْ
ودّ جسمِي لو كانَ حُمِّلَ منهُ / ثِقْلَ آلامِهِ وفُزْتُ بأَجْرهْ
إِنما السعدُ خادِمٌ لك يجري / بين إِغرَاءِ لفظِ فِيك وزَجْرهْ
والزمانُ المسيءُ عبدُكَ فاغفِرْ / وعلى رَسْمِهِ الجميلِ فأَجْرِهْ
فالسّقامُ الذي أَنالَكَ ظِلُّ / سُجِّرَتْ نارُهُ بجاحِمِ جَمْرِهْ
فاحَوِ طِيبَ القريضِ يا حافِظَ الدّي / نِ بمُقْذِعِ هُجْرهْ
إنَّ كَسْرَ الخليجِ صادَفَهُ اليَوْ
إنَّ كَسْرَ الخليجِ صادَفَهُ اليَوْ / مُ وفي عَظْمِهِ من الفَقْرِ كَسْرُ
ولهُ من نَدَى يَمِينِكَ يُمْنٌ / كُلَّ وَقْتٍ ومن يَسَارِكَ يُسْرُ
فتفضَّلْ عليه فالفَضْلُ أَوْلَى / بكَ يا مَنْ أَقَلُّ جَدْوَاهُ بَحْرُ
عَلَيْكُمُ جَانَبْتُ أَصْحَابِي
عَلَيْكُمُ جَانَبْتُ أَصْحَابِي / وفيكُمُ عادَيْتُ أَحْبَابِي
ولم أَزَلْ أُطْنِبُ في شُكْرِكُمْ / غايَةَ ما يَبْلُغُ إِطْنَابِي
وانْتَهَتِ الحالُ إِلى أَنَّني / جعلتُكُمْ قِبْلَةَ مِحْرابي
وكانَ لي رَبٌّ صَلاتِي لَهُ / فانْقَسَمَتْ فيكُمْ لأَرْبابِ
وكانَ ظَنِّي بكُمُ صادِقاً / فَغَرَّنِي مِنْهُ بِكَذَّاب
الحمدُ لِلَّهِ وإِنْ كُنْتُمُ / رُحْتُمْ عَنِ الشُّهْدِ إِلى الصَّابِ
لا أَدَّعِي السُّلوانَ عن حبِّكمْ / كلاًّ ولا أَكْتُمُ أَوْصَابي
كُنْتُمْ على كَثْرَةِ وَصْلِي لكمْ / تُبْدُونَ لِي أَوْجُهَ طُلاَّبِ
فأَنْثَنِي تِيهاً بلقياكُمُ / قد ضَاقَ بي أَوْسَعُ أَثوابي
فصِرْتُ إِنْ جئتُ إِلى دارِكُمْ / أَجيءُ في صورَةِ مُرْتَابِ
تظْهَرُ لِلْعَيْنِ ملالاتُكُمْ / وإِن رأَتْكُمْ بعدَ إِغبابِ
وإِنْ تحدَّثتُ على بابِكمْ / كَأَنَّنِي لستُ على البابِ
آذيتموني باستحالاتكمْ / حتى تَهَزَّأْتُ بآدابي
غيريَ قد أَصبحَ أَوْلَى بكُمْ / وغيركم أَصبحَ أَولَى بي
يا من تَكَفَّلَ في النَّقُوعِ تكلُّفاً
يا من تَكَفَّلَ في النَّقُوعِ تكلُّفاً / ليسَ النقوعُ لِعلَّةٍ بنَفُوع
ما كُنْتُ تفرَحُ حيثُ كَنْتُ مُحَلِّقاً / فَأَقُولَ أَحْزَنَهُ عَلَيَّ وقُوعي
أَلهاكَ صاحِبُكَ الجديدُ ورُبَّما / تُرِكَ القديمُ لِعِلَّةِ المَرْقُوع
أَنا عَبْدُ وُدِّكَ لا أُخِلُّ وإِنْ تَكُنْ
أَنا عَبْدُ وُدِّكَ لا أُخِلُّ وإِنْ تَكُنْ / حَلَّيْتَنِي في الشعرِ باسْمِ خليلِ
وعليكَ يا بَدْرَ الفضائِلِ نُظِّمَتْ / مِدَحِي فجاءَتْ وَهْيَ كالإكْلِيلِ
أَهلاً بشعر منكَ للشِّعْرَى به / شَرَفُ اشتراكِ الإِسْمِ لا التَّفْضيلِ
وثَلاَثَةٍ عَوَّذْتُها بثَلاَثَةِ ال / قرآنِ والتوارةِ والإِنجيلِ
ثُنِيَتْ فكادَتْ أَن تكونَ بُثَيْنَةً / وَعَلِقْتُها فغدوتُ مثلَ جَميل
كانَ لَكَ اللُّه يا أَبا الحَسَنِ
كانَ لَكَ اللُّه يا أَبا الحَسَنِ / مُنَجِّياً من طوارِقِ الفِتنِ
أَنتَ بآلائِكَ التي شَرُفَتْ / أَصْبَحْتَ عن سائر المديح غَنِي
أَبوكَ قد حازَ كّلَّ مَكْرُمَةٍ / وأَنتَ من بعدِهِ على السَّنَنِ
يا ابْنَ خُلَيْفٍ ويا أَجَلَّ فَتًى / مثالُه في الزمانِ لم يَكُنِ
إِني بصرفِ الزَّمانِ مُمْتَحَنٌ / كذلك الحُرُّ مَعْدِنُ المِحَنِ
وقد أَتاني الرسولُ يُخْبِرُنِي / أَنْكَ تبغِي الكتابَ غَيْرَ وَنِي
ولي أَمورٌ تعوقُنِي فإذا / أَنصفْتَ فاصْبِرْ فالوَقْتُ لم يَحِنِ
من وَرَقٍ راشِحٍ يلوحُ به / أَحْلَكْ حِبْرٍ يكونُ كَالقُطُنِ
وكُلَّ يَوْمٍ أَقُولُ أُنْجِزُهُ / ونائباتُ الزَّمانِ تَصْرِفُني
فاقْبَلْ معاذِيرَ خادِمٍ كَلِفٍ / في سِرِّه مادحٍ وفي العَلَنِ
واحكُمْ بما ترتضِيهِ فَهْوَ إِذا / رضيتَ عنه رِضاً عن الزمنِ
بَحْرُ القريضِ تلاطَمَتْ أَمْواجُهُ
بَحْرُ القريضِ تلاطَمَتْ أَمْواجُهُ / وطَمَتْ فَمَا لِخِضَمِّها عِبْران
وأَرى الفصاحَةَ جانَبَتْ أَعْرَابَنَا / حَدًّا فكيفَ تصِحُّ من عِبْراني