المجموع : 152
غيرت عهدك في الهوى فتغيرا
غيرت عهدك في الهوى فتغيرا / ملك الهوى قلبي وقلبك ما درى
كوني كما أنا في الغرام وفية / لا تهجريني ما خلقت لأهجرا
أصبحت فيك من الولوع بغاية / لو زدت حسناً لا أزيد تحيراً
بلغ المدى بي كل شيئ في الهوى / فإذا اردت زيادة لن أقدرا
يسمو بك الحسن المدل إلى السما / ويمت به الجد المذل إلى الثرى
ماذا التخالف في المحبة بيننا / نفس مكرمة ونفس تزدري
ينفك عمري في الهوى متقدماً / ويظل سبقي في الهوى متأخرا
وأكاد أحسب في غرامك شقوتي / لو كان يسعد عاشق بين الورى
عندي حديث إن أردت ذكرته / من لي بأن تصغي إلي وأذكرا
عصفت به ريح الملامة موهناً / فجرى على وجه العذول وغيرا
لا تنكري نظرات عيني خلسة / الله قد خلق العيون لتنظرا
وقفت عليك فما انثنت عن منظر / فتنت به إلا لتطلب منظرا
أرسلت طيفك في المنام يزورني / فدنا وولى وهو يعثر بالكرى
لم يبق من أثر سوى تبسامة / خطرت على نفس الهوى فتأثرا
أتبعته أملي فأقصر دونه / ولو استمد بلفتة ما أقصرا
لا يعذلوني في غرامك ضلة / من هام فيك فحقه أن يعذرا
رقت حواشي الروع فيك صبابة / ونهى النهى عنك الفؤاد فاعذرا
قلبي يحس وهذه عيني ترى / ما حيلتي فيما يحس وما يرى
إن تصبري عني فقلبك هكذا / أما أنا فأخاف أن لا أصبرا
تمسين ناسية وأمسى ذا كرا / عجباً أشاعرة تهاجر شاعرا
فهل الملائك كالحسان هواجر / أن الملائك لا تكون هواجرا
أن كنت لاأسعى لدارك زائراً / فلكم سعى فكري لدارك زائراً
وأخو الوفاء يصون منه غائباً / أضعاف ما قد صان منه حاضرا
يصيبك طير الروض في ترجيعه / يا ليتني في الروض أصبح طائرا
ويهز منك الدهر في زفراته / نفساً تظل لها النفوس زوافرا
قد عشت دهرك بالمحاسن صبة / قضيت دهري بالمحاسن حائرا
أنا إقتسمنا السحر فيما بيننا / لله ساحرة تساجل ساحرا
لابد في هذي الحياة من الهوى / إن الهوى يهب الحياة نواظرا
ولقد تهب عليه يوماً سلوة / فتنيم ساهرة وتترك ساهرا
يا ويح ذي قلب يناجي مثله / يدعوه مؤنسه فيبقى نافرا
قلبان ذة صبر يعاني هاجراً / أو هاجر ظلماً يعذب صابرا
متوافقان على الشكاية في الهوى / كم جائراً في الحب يشكو جائرا
إن كان قلبي في التصبر مذنباً / فليمس قلبك في التصبر عاذرا
سيعود ذاك الود أبيض ناصعاً / ويصير هذا العهد أخضر ناضر
في ليلة ليس بها كوكب
في ليلة ليس بها كوكب / كأنما مشرقها مغرب
يمسي سواداً كل ما بينها / ففوقها وتحتها غيهب
لا يدرك الفكر بها مطلباً / فكل ما يطلبه يهرب
جاؤا بمظلوم إلى ظالم / قالوا له هذا هو المذنب
بكى وفي الدار بكور مثله / فكل من في داره ينحب
وقد رأينا حوله صبية / تندب حين أمهم تندب
قال اجعلوه مثل أترابه / من كان من مذهبه يذهب
وأقبل الصبح على أيم / وصبية ليس لديهم أب
يا بحر لو تنطق أخبرتنا / ما قال من غيبت إذ غيبوا
الحسن مكانك معبده
الحسن مكانك معبده / واللحظ فؤادي مغمده
يا سيدتي هذا حر / لم يعرف قبلك سيده
الليل وطيفك يعرفه / إن كان فؤادك يجحده
كم يوحي طرفك لي غزلاً / وأنا في شعري أنشده
وتساجلني الأطيار هوى / في الدوح أبيت أردده
للصبح سناؤك أبيضه / لليل غرامي أسوده
أحببت قلاك فمطلقه / عندي عذب ومقيده
إن ضل حنانك عن قلبي / فلهيب ضلوعي ترشده
قد بات دلالك يخذله / وجمالك كان يؤيده
زيدي تيهاً أزدد كلفاً / كلفي إن رث أجدده
شوقي إن بنت يضاعفه / صبري إن جرت يؤكده
خلان هما شمسا فلك / طرفي مع طرفك يرصده
فصلي بالله ولو حلماً / مضناك جفاه مرقده
وعديه اليوم ولو كذباً / الصب بماطله غده
يبكي بنوك ويضحك الزمن
يبكي بنوك ويضحك الزمن / ماذا أصابك أيها الوطنُ
ما أوشكت أن تنتهي محنٌ / إلا وجاءت بعدها محنُ
أما الرسوم فإنها درست / أما الرجال فإنهم دفنوا
لو لا بقايا معشر سلفوا / لتنبهت من نومها الفتنُ
العصر راجت سوق باطله / فالحق فيه ماله ثمنُ
فطن البرايا للذي وقعوا / فيه وبعض الناس ما فطنوا
يا قوم هبوا من مضاجعكم / طال المدى حتى م ذا الوسنُ
يريد الناس في الدنيا هناء
يريد الناس في الدنيا هناء / ويأبى أن يجود به الزمانُ
حياة حاربتهم منذ كانت / وجد حاربوهُ منذ كانوا
وآمال تغرهم عجاف / وأحداث تكذبها سمانُ
وكم من مستنيل ليس يُعطى / وكم من مستعين لا يعانُ
تكاثرت الهموم فلا يراع / يوفيها الشكاة ولا لسانُ
أماناً أيها الخصم المعادي / إذا دان العدى وجب الأمانُ
إن رغبوا إليك رغبت عنهم / لقد هانت رغائبهم وهانوا
يمني الناس بعضهم بخير / ألا كذبوا على بعض ومانوا
فما للخير في الدنيا أوان / ولا للخير في الأخرى أوان
ولكن الشباب لهُ جماح / ليليَ ثم يعقبهُ الحرانُ
يشد عنانهُ رأي جميع / زماناً ثم يسترخي العنان
وداعٍ جاء يدعوني لنصح / وقد وهت النهى ووهى البنان
تعبت من الكلام فليس يجدي / لبث النصح نظم أو بيانُ
وكانت ضلة ونزعت عنها / فها أنا لا أدين ولا أدانُ
وما أسفي على عهد تقضي / ولكن صنت عهداً لا يصان
ظلمت أمينه دهراً طويلاً / وكنت أظن أني لا أخان
ودار لا يزول القتل عنها / كان الحرب فيها مهرجان
أهاب بها اليراع فلم تجبهُ / وناداها فجاوبت السنانُ
تظل بها السواعد عاملات / يصرفها ضراب أو طعانُ
بكت عيني الشباب وحين جفت / مدامعها غدا يبكي الجنانُ
لعمرك مالذي نُصح مكان / ولا للنصح في الدنيا مكان
فدعني إن آمالي استكفّت / فلي شأن وأهل النصح شان
لا الصبر ينفعه ولا الجزع
لا الصبر ينفعه ولا الجزع / قلب يكاد شجاه يطلع
يا ليل هذا ساهر قلق / يرعى النجوم وقومه هجعوا
هل فيك ذو شجن يشاركني / أشكو له ما بي فيستمع
سرت الهموم فقمت أدفعها / وإذا هموم ليس تندفع
من بات تدمع عنيه أسفاً / فأنا فؤادي بات يدمع
أشفقت من دهري على أملي / واليوم أنظر كيف ينقطع
ويلي عليه وهو يخدعني / أدري حقيقته وأنخدع
يا شرق لج بك العداة هوى / يا شرق أغراهم بك الطمع
وبنوك قد طبعوا على خلق / وعلى سواه الناس قد طبعوا
عاشوا يؤلف بينهم وطن / فتفرقوا فيه وهم شيع
يتفرقون على مذاهبهم / وعلى الأخاء الناس تجتمع
جهلوا فأخضعهم تعصبهم / والله لو علموا لما خضعوا
أنذرتهم يوماً صوادعه / لو مست الأفلاك تنصدع
وأريتهم زمناً ألم بهم / يبري السهام لهم وينتزع
هنأتهم بالأمس إذ نهضوا / واليوم أرثيهم وقد وقعوا
أهديتهم ردي فما قبلوا / أخلصتهم نصحي فما اتبعوا
والشيء يرخص حين تبذله / والشيء يغلو حين يمتنع
ماذا على الأقدار لو نزعت / عن حربها فعداتها نزعوا
واسترجعت عهد الصفاء لهم / وإذا غشاء فذاك يرتجع
قد أجهدتهم وهي عارمة / وأظنها يوماً سترتدع
أبني بلادي قد مضت أمم / هذا طريقهم الذي اشترعوا
أنا حللنا في منازلهم / وقد انتجعنا حيثما انتجعوا
وإذا بطرنا مثلما بطروا / فلسوف نصرع مثلما صرعوا
إن تصبروا فلطالما صبروا / أو تجزعوا فلشد ما جزعوا
لم تعدنا حال لهم عرضت / فحياتهم وحياتنا شرع
أبداً نعيش على مغالبة / الدهر يخفضنا ونرتفع
ونراه يبتدع الخطوب لنا / حتى تفانت عنده البدع
لم ننتفع بتجارب سلفت / وإحال لسنا بعد ننتفع
أشياخنا يمشي بهم كلف / وشبابنا يجري بهم ولع
يتحاربون على فؤادهم / والحرب تأخذ ضعف ما تدع
ماذا لهم لله درهمو / الناس قد عفوا وهم جشعوا
إن القصور بهن مقتعد / مثل القبور بهن مضطجع
أبني المسيح وأحمد انتبهوا / ودعوا رجالاً منكم هجعوا
جاؤا الورى والأمر ملتئم / ثم انثنوا والأمر منصدع
لم يرض أحمد والمسيح بما / صنعوا فلا ترضوا بما صنعوا
أرواحكم من بعضها قطع / وجسومكم من بعضها بضع
لا تحسبن خلافكم ورعا / إن ائتلافكم هو الورع
الملك تعليه مدارسه / تلك المساجد فيه والبيع
ويحب تموز لعاشره / لا تذكر الآحاد والجمع
لمن الطلول كأن عرصتها / للموت منحرث ومزدرع
آياتها ورسومها درست / وخلابها مشتى ومرتبع
سكانها عن محلها نزعوا / ولطالما في خصبها رتعوا
أسلافهم في غابها أمنوا / وبنوهم في سوحها فزعوا
شمخ الزمان بهم وقد شمخوا / واليوم يخشع إذ هم خشعوا
قد زال عنها الصفو أجمعه / وانتاب فيها الأزلم الجذع
كم عاش في آجامها بطل / كالليث لا وان ولا ظلع
ثبت تجرد من مدارعه / يلفي الدجى درعاً فيدرع
يلقى الردى والبيض مصلتة / وأسنة الخطي تشترع
والخيل غضبي في أغتها / والنقع منطبق ومنقشع
تمشي اللواحظ منه في ملك / يسمو الجلال له فيتضع
حتام هذا الجهل مطرد / والى م ذا الجهل متبع
تمضي الجدود بنا فيدركها / من خلفها عجز فترتجع
وكأن ريب الدهر في يده / سيف على الأعناق يلتمع
ما يرتجي الأحرار من زمن / يزداد تيهاً كلما ضرعوا
أوفى على المضمار مرتقباً / يتسابقون به ويقترع
إن بلغوا غاياتهم هنئوا / أو قصروا من دونها فجعوا
هل تحت هذا الأفق من أمم / جرعت كؤوسهم التي جرعوا
أحشاؤهم حرى فما ابتردوا / وكبودهم ظمأى فما انتقعوا
إ نا لأقوام لنا همم / للمجد تدفعنا فنندفع
العمر أهون أن يضيق بنا / والموت للأحرار متسع
وداعاً منك يا وطني وداعاً
وداعاً منك يا وطني وداعاً / أرى من بعده أن لا اجتماعا
زماع عنك ليس لفقد حظ / ولكن حكمة قضت الزماعا
فيا ويح العيون وفيك قرت / إذا ادّمعت لفرقتك ادّماعا
ويا لهفي على ليلات أنس / وايام مضت عني سراعا
سأبكي الأفق ما حيّيتُ أفقاً / وأبكي القاع ما استشرفت قاعا
لحا الله النوا كم راع قبلي / رجالاً ثم وافاني فراعا
نهزتُ له من المغنى ركابا / وجبت على سواهمه البقاعا
تصدع شعبنا بفروق دهراً / الأشعب قد انصدع انصداعا
فيا وطني نداء في رحيل / وإن لمن يناديك استماعا
ستجري في سبيلك سابقات / نسميها مسامحة رقاعا
فتخرس عنك أفواه الأعادي / وتُنطق في محاسنك اليراعا
ويخلد لليالي فيك حبي / وإخلاصي الذي في الناس شاعا
لا الصبر ينفعه ولا الجزع
لا الصبر ينفعه ولا الجزع / قلب يكاد شجاه يطلع
يا ليل هذا ساهر قلق / يرعى النجوم وقومه هجعوا
هل فيك ذو شجن يشاركني / أشكو له ما بي فيستمع
سرت الهموم فقمت أدفعها / وإذا هموم ليس تندفع
من بات تدمع عنيه أسفاً / فأنا فؤادي بات يدمع
أشفقت من دهري على أملي / واليوم أنظر كيف ينقطع
ويلي عليه وهو يخدعني / أدري حقيقته وأنخدع
يا شرق لج بك العداة هوى / يا شرق أغراهم بك الطمع
وبنوك قد طبعوا على خلق / وعلى سواه الناس قد طبعوا
عاشوا يؤلف بينهم وطن / فتفرقوا فيه وهم شيع
يتفرقون على مذاهبهم / وعلى الأخاء الناس تجتمع
جهلوا فأخضعهم تعصبهم / والله لو علموا لما خضعوا
أنذرتهم يوماً صوادعه / لو مست الأفلاك تنصدع
وأريتهم زمناً ألم بهم / يبري السهام لهم وينتزع
هنأتهم بالأمس إذ نهضوا / واليوم أرثيهم وقد وقعوا
أهديتهم ردي فما قبلوا / أخلصتهم نصحي فما اتبعوا
والشيء يرخص حين تبذله / والشيء يغلو حين يمتنع
ماذا على الأقدار لو نزعت / عن حربها فعداتها نزعوا
واسترجعت عهد الصفاء لهم / وإذا غشاء فذاك يرتجع
قد أجهدتهم وهي عارمة / وأظنها يوماً سترتدع
أبني بلادي قد مضت أمم / هذا طريقهم الذي اشترعوا
أنا حللنا في منازلهم / وقد انتجعنا حيثما انتجعوا
وإذا بطرنا مثلما بطروا / فلسوف نصرع مثلما صرعوا
إن تصبروا فلطالما صبروا / أو تجزعوا فلشد ما جزعوا
لم تعدنا حال لهم عرضت / فحياتهم وحياتنا شرع
أبداً نعيش على مغالبة / الدهر يخفضنا ونرتفع
ونراه يبتدع الخطوب لنا / حتى تفانت عنده البدع
لم ننتفع بتجارب سلفت / وإحال لسنا بعد ننتفع
أشياخنا يمشي بهم كلف / وشبابنا يجري بهم ولع
يتحاربون على فؤادهم / والحرب تأخذ ضعف ما تدع
ماذا لهم لله درهمو / الناس قد عفوا وهم جشعوا
إن القصور بهن مقتعد / مثل القبور بهن مضطجع
أبني المسيح وأحمد انتبهوا / ودعوا رجالاً منكم هجعوا
جاؤا الورى والأمر ملتئم / ثم انثنوا والأمر منصدع
لم يرض أحمد والمسيح بما / صنعوا فلا ترضوا بما صنعوا
أرواحكم من بعضها قطع / وجسومكم من بعضها بضع
لا تحسبن خلافكم ورعا / إن ائتلافكم هو الورع
الملك تعليه مدارسه / تلك المساجد فيه والبيع
ويحب تموز لعاشره / لا تذكر الآحاد والجمع
لمن الطلول كأن عرصتها / للموت منحرث ومزدرع
آياتها ورسومها درست / وخلابها مشتى ومرتبع
سكانها عن محلها نزعوا / ولطالما في خصبها رتعوا
أسلافهم في غابها أمنوا / وبنوهم في سوحها فزعوا
شمخ الزمان بهم وقد شمخوا / واليوم يخشع إذ هم خشعوا
قد زال عنها الصفو أجمعه / وانتاب فيها الأزلم الجذع
كم عاش في آجامها بطل / كالليث لا وان ولا ظلع
ثبت تجرد من مدارعه / يلفي الدجى درعاً فيدرع
يلقى الردى والبيض مصلتة / وأسنة الخطي تشترع
والخيل غضبي في أغتها / والنقع منطبق ومنقشع
تمشي اللواحظ منه في ملك / يسمو الجلال له فيتضع
حتام هذا الجهل مطرد / والى م ذا الجهل متبع
تمضي الجدود بنا فيدركها / من خلفها عجز فترتجع
وكأن ريب الدهر في يده / سيف على الأعناق يلتمع
ما يرتجي الأحرار من زمن / يزداد تيهاً كلما ضرعوا
أوفى على المضمار مرتقباً / يتسابقون به ويقترع
إن بلغوا غاياتهم هنئوا / أو قصروا من دونها فجعوا
هل تحت هذا الأفق من أمم / جرعت كؤوسهم التي جرعوا
أحشاؤهم حرى فما ابتردوا / وكبودهم ظمأى فما انتقعوا
إ نا لأقوام لنا همم / للمجد تدفعنا فنندفع
العمر أهون أن يضيق بنا / والموت للأحرار متسع
ليلٌ طويل كأنهُ الأبدُ
ليلٌ طويل كأنهُ الأبدُ / وناظرٌ ملء نوره سهدُ
هيهات نور الصباح انظره / هذا ظلام يظل يطّرد
من بعضه بعضهُ فأوّله / آخرهُ ما لجريه أمدُ
ما وجد الناس من لواعجهم / مثل الذي من لواعجي أجدُ
إني لبست الضنى وهم برئوا / وقد سهرت الدجى وهم رقدوا
يا ليتني مثلهم أخو جلد / فكل داءٍ دواؤهُ الجلد
من لي بقلب يحكي قلوبهم / إن هاجه الشوق ليس يرتعد
وإن رأى الناس في الهوى أتأدوا / يمشي على نهجهم فيتئدُ
مقلدٌ غير مثمرٍ طمعاً / يسعد في الناس إن همو سعدوا
بركانه فيه خامدٌ أبداً / من نظرة باللحاظ يتقد
نظرت إليها نظرة فتأثرت
نظرت إليها نظرة فتأثرت / وبان على الخدين من نظرتي أثر
ولما تراءى الوجد بيني وبينها / مددت له ستراً من الرأي فاستتر
وقد كدت أنسى كبرتي فادكرتها / وراجعت نفسي أن يراجعها الصغر
تضن بها النعمى وتبذلها المنى / وينهضني شوقي ويقعدني الكبر
ارى في ديارات الأحبة أوجها / فأطلب إغضاء فيسبقني النظر
يلم بها يشتار منها محاسناً / كذا النحل يشتار العسول من الزهر
وكم لي في الألحاظ سراً مكتماً / ينم عليه اثنان شعري والحور
مضى زمان اللهو الذي لست ساخطاً / على ما مضى منه وذا زمن العبر
فأسكتني ما أسكت الورق في الدجى / وأنطقني ما أنطق الورق في السحر
كلانا له إن ردد الدوح سامع / فتسمعني كتبي ويسمعها الشجر
تمنت قلوب أن أكون دخلتها / ولا غرو لكن آفة الورد في الصدر
حيا ربوعك قطر
حيا ربوعك قطر / يا مصر لله مصر
مالي إليك سبيل / هذا خلاء وبحر
غر الأعادي انكساري / والأنكسار يغر
وسرهم طول نفيي / ومثل نفيي يسر
وأنني سوف أقضي / هنا ومالي ذكر
لكن بعدي رجالاً / والفجر يتلوه فجر
عين بكت قبل هذا / وسوف يبتسم ثغر
إرتجعي يا أماني / بالوصل قد طال هجر
إنا عهدناك أوفى / عهداً إذا خان دهر
فبينما أنت زهر / إذا بك اليوم غبر
فليس يرفع جد / وليس يخفض هذر
مرت عذاب الليالي / وكل عذاب يمر
ألتزم الصبر كرهاً / وليس للحر صبر
وأسلك الحلم نفسي / ومسلك الحلم وعر
لبيك يا مجد قومي / لبى نداءك حر
دافعت دون فروق / قوماً رحلت وقروا
سادوا بها فلكل / نهي عليها وأمر
ما كنت أغلب لولا / قوم ثبت وفروا
ضاق المجال عليهم / ضيقاً ولم يغن كر
وفي العيون أزورار / وفي الجوانح ذعر
فبت تلقاء ليث / كأنما هو قصر
له شباة وظفر / ولي شباة وظفر
يعدو إلي وأعدو / إليه زار فزأر
فريع في البيد ذئب / وريع في الجو نسر
وظلت الحرب بيني / وبينه تستعر
فاضطر للصلح رغماً / ومن بغى يضطر
واغتالني بعد غدراً / وشيمة النذل غدر
لا يقصدوني بعذر / فما على الجبن غذر
بيني وبين الاعادي / يوم إذا طال عمر
إن عشت أدركت وتري / أو مت فالوتر وتر
حتام أخفض قدري / وما تعالاه قدر
إن أمس فيهم أسيراً / قد يعتري الحر أسر
رضيت سيواس دارا / وما بسيواس شر
جنوا عليها فأمست / قد أقفرت فهي قفر
فلا بها الروض خصب / ولا بها الزهر نضر
اندرسن مطرباتي / وأصبحت وهمي دثر
فليس لي ثم نظم / وليس لي ثم نثر
وكم بمصر أديب / يشدو فترقص مصر
لهفي على سانحات / كأنما هي سحر
يقولها قائلوها / فيعتري الناس سكر
إسأليني أجبك عن آلامي
إسأليني أجبك عن آلامي / علّ يجدي لديك شيئاً كلامي
لست اشكو لك السقام الذي بي / أنت تدرين قدر ذاك السقام
أنا والله صادق في ودادي / أبدي عهدي قوي ذمامي
لا يباهيك في الجمال مباهْ / لا يساميك في الكمال مسام
بك جنّ الأنام حبّاً ولكن / قد تغاضيت عن جنون الأنام
زوّدي الريح من أريجك بعضاً / إمنحيه للورد في الإكمال
إن يكن للرياض منك نصيب / فبكاء الطيور والأقلام
لم ينل منك وصلة ذو حياة / ليت شعري هل جدت للأرحام
ربما نالت النفوس مناها / منك لولا حوائل الأجسام
تجتليك الآمال لا بعيون / إنما تجتليك بالأفهام
قد تناءيت عن نُهى أقوامٍ / وتدانيت من نها أقوامِ
إن يحل بينك الزمان وبيني / فاطلبيني في مهبط الإلهام
أو دعيني أجدّ نحوك سعياً / أنا أولى بالجدّ والإقدام
أغتدي كل ذات حسن ورائي / فإذا شمتُ كنتِ أنت أمامي
خيّريني أني ارتضيت مقاماً / فعسى اهتدي لذاك المقامِ
هل كرهت العباد أخوان ودٍّ / فاصطفيت الليوث في الآجامِ
أم أنفتِ الذل الذي في الرعايا / أم تجنّبت قسوة الحكامِ
لم تصيبي ماذا تخافين منهم / أنت في منعةٍ من الأحكام
لم تريدي نعيق غربان أرضِ / فتمنّيت داعيات الحمامِ
أسأليها أي الأراك استطابت / واسأليها هل غيّرت أنغامي
أنا علّمتها الغناء فغنت / أنا ربيتها فهامت هيامي
أشبهتني في نغمتي وبكائي / واستمدت دموعها من غمامي
ودّعينا فيما الوداع كثير / في فراق يبقى إلى أعوامِ
إن تجودي على سوانا بسقيٍ / فاذكرينا إنّا إليك ظوامي
وإذا زرت من فروق ربوعاً / وتجلّيت فوق تلك الأكامِ
وكسوت الخليج منك شعاعاً / وأنرت البلاد بعد الظلامِ
فأقرأيها مني السلام عليها / ثم يأتيك بعد ذاك سلامي
لقد أنجزت وعدها
لقد أنجزت وعدها / فأحيت به عبدها
سأبذل ودي لها / كما بذلت ودها
نما الشوق عندي لها / كما قد نما عندها
وحرق كبدي بها / وحرق بي كبدها
وأسقمني سقمها / وأوجدني وجدها
ولما أستطال الهوى / على مهجة هدها
حظيت بها مرة / فما أرتجي بعدها
هاجتك خالية القصور
هاجتك خالية القصور / وشجتك آفلة البدور
وذكرت سكان الحمى / ونسيت سكان القبور
وبكيت بالدمع الغزي / ر لباعث الدمع الغزير
ولواهب المال الكثي / ر وناهب المال الكثير
حامي الثغور الباسما / ت مضيع آهلة الثغور
إن كان أخلى يلديزا / مخلي الخورنق والسدير
أو فاستسرت من سما / ها أنجم بعد الظهور
فلتأهلن من بعدها / آلاف أطلال ودور
بعد النجوم ثوابت / والبعض دائمة المسير
ضائت عقود الملك ما / بين الترائب والنحور
والشيخ بات فؤاده / في أسر ولدان وحور
ما زال معتصر الخدو / د هوى ومهتصر الخصور
وإذا انقضت ليلاته / وصلت بليلات الشعور
أهدى الفتور لقلبه / ما باللواحظ من فتور
واستنفرته عن الرعا / يا كل آنسة نفور
تختال من حلل الصبا / بة في الدمقس وفي الحرير
والجند عارية منا / كبها مقصمة الظهور
خمص البطون من الطوى / دقت فعادت كالسيور
إن الزمان يغر ثم / يذيق عاقبة الغرور
وعظتك واعظة الفتير / ورأيت منقلب الدهور
ومشى الزمان إليك بال / أحزان من بعد السرور
قد كنت ذا القصر الكب / ير فصرت ذا البيت الصغير
وربيت في مجد الأمير / ولم تمت موت الأمير
لما سلبت الحكم قل / ت الحكم لله القدير
هل كنت ترضى أولاً / ما قلت في الزمن الأخير
ورآك جندك ضارعاً / لهم ضراعات الأسير
لقد استجرت بمعشر / ما كنت فيهم بالمجير
أنذرت لكن لم تشأ / تصديق أقوال النذير
وأثرتها شعواء تد / لف تحت رايات المثير
ملمومة الأطراف تن / زو بالصدور إلى الصدور
تم التكافؤ تحتها / فسطا النظير على النظير
أسد هصور في الوغى / يسعى إلى أسد هصور
يا مسغب الأجناد قد / اشبعت ساغبة النسور
هي غارة لكنها / دارت على رأس المغير
من ذا استشرت لها ولم / تك في الزمان بمستشير
لقد استطرت بشر يو / مك كل شر مستطير
وخترت يا عبد الحمي / د وما استحيت من الختور
إن الخفور سجية / فاذهب فما لك من خفير
إن الثلاثين التي / مرت بنا مر العصور
وهبتك تجربة الأمو / ر فعشت في جهل الأمور
ورددت عارية الخلا / فة بعد ذلك للمعير
من كان يدعوك الخب / ير فلست عندي بالخبير
لله أجساد ثوت / بين الجنادل والصخور
باتت على خشن الثرى / من بعد مضجعها الوثير
كانت زهور شبيبة / لهفي على تلك الزهور
نضرت سنين ولم تذق / من لذة العيش النضير
سقيت مياه دمائها / والروض رقراق الغدير
كم خلفها من صبية / يتمت ومن شيخ كبير
يترقبون مآبها / إن المآب إلى النشور
وممنعات في الخدو / وتموت حزناً في الخدور
ترجو زيادة صبها / نبت الزيارة بالمزور
لم يُجدها نصح القبي / ل ولا تسلت بالعشير
أودى الردى بنصيرها / فغدت تعيش بلا نصير
فشكلتها بلسانها / والزن في طي الضمير
نوح الطيور يهجيها / فتنوح من نوح الطيور
لا بالعشي تفيق من / بث ولا عند البكور
لو أن للأيام ال / سنة لصاحت بالثبور
عجت رواحلها وقد / سئمت مواصلة الكرور
فترى شعوباً في أسى / وترى شعوباً في حبور
أبداً تدار كما يرا / د وأمرها بيد المدير
من عاش يستحلي الشرو / ر يموت من تلك الشرور
لما أديل عن السرير / بكاه عبّاد السرير
نذروا النذور لعوده / هيهات يرجع بالنذور
أسفوا عليه وإنما / أسفوا على المال الدرير
والبعض بات جريره / فسما يتيه على جرير
طلبوا له عفو الغفو / ر وشذ عن عفو الغفور
قلص ظلالك راحلاً / ودع البرية في الهجير
ويح الربوع الدائرا / ت إلى م تبقى في دثور
ماذا نرى إحدى العوا / صم أم نرى إحدى القفور
الأفق مغبر الصحي / فة والبرى خافي السطور
والملك بينهما يطل / على السباسب والبحور
كالشمس تبدو من وراء / السحب في اليوم المطير
وإذا تجلى وجهها / يزهو بنور فوق نور
حكت النواظر للنواظر
حكت النواظر للنواظر / برح الخفاء عن الضمائر
ما في الغرام سريرة / العاشقون بلا سرائر
حدّث بوجدك من ترى / لا تخفه فالأمر ظاهر
بان الرقيب ورُفّعت / عن وجه من أهوى الستائر
وبدت محاسنها التي / توحي الكلام لكل شاعر
يا من لقيتُ بهجرها / ما لا يطيب بقلب هاجر
من كان يصبر في هوا / ك فما أنا فيه بصابر
تُيّمت في هذي الخدو / د وهمت في تلك الغدائر
الله فيك وفي جما / لك وأمري هو فيك حائر
لي منك ما لا يستفا / ض بمثله فيض الخواطر
أنا من عرفت وفاءه / إن كان ساءك غدر غادر
لم ترض عثمانيتي / لي أن أخاتل أو أخاتر
قومي همُ القوم الألى / فاقوا الأوائل والأواخر
كسروا القيود وأطلقوا / أسراهم من كل آسر
اهتزت الدنيا بهم / واليوم تهتز المنابر
بالأمس كنا معشراً / تبكي لحالتنا المعاشر
تقتادنا الأيدي الأثيمة / للسجون أو المقابر
ويصول أنصار الملي / ك على الأكابر والأصاغر
تمشي الأيامى واليتا / مى والمدامع في المحاجر
كم بالمعاقل من فتى / متوقد الأحشاء زافر
لم يجن ذنباً إنما / سارت به القسم السوائر
لم يبق قصر عامراً / لكن قصر الظلم عامر
بتنا ننوح على الأحبْ / ة في منازلها الدوائر
أفروق حسنكِ ساحر / وأنا أهيم بكل ساحر
ما أنتِ إلا فتنة ال / أبصار موعظة البصائر
أنت التي أودى غرا / مك بالأكاسر والقياصر
يدعو الخليج قلوبهم / فتسير فيه كالمعابر
لله قصر شامخ / مدّ النواظر عنهُ قاصر
قصر بهِ يعلوا التسا / وي رأس مأمور وآمر
هو جحفل أو محفل / فيه المنازل والمناظر
ضاعت مفاتيح لهُ / واليوم تفتحهُ السماهر
جمعت مداره فيهِ عن / كل القبائل والعشائر
يتشاورون بأمرهم / والله في عون المشاور
الآن لما صار ما / خلناه دهراً غير صائر
واسترجع النائي الحمى / قول السعادة ويك بادر
وسعى الكريم إلى الكريم / مؤازراً نعم المؤازر
كادت بلاد الله تر / قص حين أقبلت البشائر
يا دهر شكرك واجب / يا دهر ما في الناس كافر
لم يبق ظلم يُتقى / دارت على الظلم الدوائر
أسجن مراد لو تكلم منزل
أسجن مراد لو تكلم منزل / لأخبرتنا عما جرى لمراد
ثلاثون عاماً قد توالته عانياً / بربعك في بث وطول سهاد
يطالع من خلف الستائر ملكه / يخاطبه شوقاً له وينادي
بلادي بلادي إن يحل بيننا النوى / فعندك روحي دائماً وفؤادي
لقد مات مجنياً عليه وما جنى / ولكن لأحرار الملوك أعادي
دعا باسمه داعي النوى فأجابا
دعا باسمه داعي النوى فأجابا / وودع أحباباً لهُ وصحابا
صريع الهوى لو أن للحظ معتباً / لصاغ لهُ زهر النجوم عتابا
لقد لمستهُ يوم شط برحله / أشعة الحاظ الحسان فذابا
سيبكي لمنآه رباب وزينبٌ / كذاك سيبكي زينباً وربابا
فلا تعجبوا من هلكه يوم بينه / فليس هلاك البائنين عجابا
إلا أنه دهر رمى فأصابه / وقدماً رمى من قبلهُ فأصابا
أراني وحيداً والحوادث جمة / ألاقي طعاناً جيشها وضرابا
أثبّت أقدامي وأبرز صفحتي / لديها ولا أرضى هناك حجابا
فأطعمها من لحم جسمي مطعماً / شهيّاً واسقيها الدماء شرابا
إذا ما تعدّاني طلاب أردتهُ / فلا كان لي ذاك الطلاب طلابا
ولي أمل أودى الزمان بنجحه / وخيّبه سوء الظنون فخابا
ولو شئت وفّيت الليالي حسابها / عليه ولكن لا اشاء حسابا
هواي هوى لم يذخر الناس مثله / به طبت ما بين الكرام وطابا
أحب الليالي لا للهوٍ وإنما / لأقرأ سفراً أو خط كتابا
تسيّر أقلامي ركاباً خواطري / فتدرك من ظعن الخيال ركابا
فتأني عصيّات المعاني مطيعة / تجرّر من سحر الكلام ثيابا
نواهز من حدّ البلاغة رتبة / إذا نالها الأدراك كان شهابا
صعاب على غيري إذا هو رامها / وإن رمتها ليست عليّ صعابا
أبى الله غلا أن أزيد تصابياً / لمجدي ومجدي أن يقال تصابى
فمن مبلغ عني الغضاب الألى جنوا / بأني امرؤ ما أن أخاف غضابا
أذم فلا أخشى عقاباً يصيبني / وامدح لا أرجو بذاك ثوابا
على م أحابي معشراً أنا خيرهم / ومثلي إذا حابى الرجال يحابى
وقائلة حتى م يُفني شبابهُ / فقلت إلى أن لا يصير شبابا
الى أن تزول الأرض عن نهج سيرها / وتصبح هذي الكائنات خرابا
ولما غدا قول الصواب مذمماً / عزمتُ على أن لا أقول صوابا
فجافيت أقلامي وعفت استقامتي / ورحت أرجّي للسلامة بابا
سينشد ميدان الصبا بعد عزلتي / إذا ناب عني ذو القصور منابا
لي الله أما منْ رضيت فقد مضى / برغمي وأما من أبيتُ فآبا
ردي يا جيادي البحر غير جوافل / وخوضي عباباً للردى وعبابا
فما العز إلا أن يدور بنا المدى / فنمسي حضوراً مرة وغيابا
وما بأس من شام الليوث فلم يهب / إذا شامه ليث العرين فهابا
أقول وقد مرت بي الريح موهناً / وحيت بيوتاً بالحمى وقبابا
الكني إلى الأحباب حيث لقيتهم / خطاب امرئ انشا الفؤاد خطابا
غداً تقطع الأسباب بيني وبينهم / ويحرم كل خلة وحبابا
وتجدب الأرض عادرتها خصيبة / سحاب مضت لم تبق بعد سحابا
أيا روح محمود عليك تحية
أيا روح محمود عليك تحية / متى ينقضي ما بيننا زمن البعد
تقدمتني نحو الذين تقدموا / وكنت أرجي أن تعيش المدى بعدي
سأبكي وأبكي غدرة الموت جاهداً / على أن جهد الموت أعظم من جهدي
وأملاً آفاق السماء شكاية / وإن كنت أدري أن ذلك لا يجدي
فؤاد دأبه الذكَرُ
فؤاد دأبه الذكَرُ / وعين ملؤها عبرُ
ونفس في شبيبتها / وجسم مسّهُ الكبرُ
وآمال مضيّعة / ووقت كلهُ هدرُ
وعيش عذبهُ مضض / وعمر صفوه كدرُ
أما يا ليل من صبح / لمن سهروا فينتظر
جفون الناس هاجعة / وجفني ضافه السهر
اذا سور تولت منك / عني أقبلت سور
أفانيها فتفنيني / وأطويها فتنتشر
وحيدا ًفيك ذا حذر / يكاد يخونني الحذر
فلا كتب أسامرها / أذا ما شاقني السمر
ولا نظم ولا نثر / وقد نظموا وقد نثروا
سأقضي العمر في أسر / ويسعد بعد من أسروا
أرى سيواس تغمدني / كأني صارم ذكر
صدأت بها وأحسبني / سأصدأ ما جرى العمر
أيخذلني وإخواني / وينصر خصمنا القدر
فوا لهفي على سرب / تولى رعيه النمر
غدا في أرض مسغبة / جفاها النبت والشجر
قضى راعيه من زمن / وضلت بعده العفر
بقول أحبتي صبراً / وهل في النار يصطبر
عداة الحق قد ربحوا / وأهل الحق قد خسروا
ونحن أمامنا وطن / نراه اليوم يحتضر
فمن يجزع فمعذور / ولكن قل من عذروا
فيا أفق ألتهب حزنا / وجد بالدمع يا مطر
علام نلوم اعداء / على شر إذا قدروا
بلوناهم لدن شبوا / اننساهم إذا كبروا
نصحناهم فما انتصحوا / زجرناهم فما ازدجروا
لقد صلدت قلوبهم / كأن قلوبهم حجر
إذا أتمروا على كيد / فإنا سوف نأتمر
فمن نخشى وفوق العر / ش مهما يغترر بشر
وفي الأيام متسع / وفي الأقدار مدخر
وفي الأجداث معتبر / لو أن الناس تعتبر
وهذا التاج منعفر / غداً والقصر مندثر
رويداً إنها دول / تدول وبعدها أخر
يظل الحق منهزماً / زماناً ثم ينتصر
سيوف الله إن سلت / فلا تبقي ولا تذر
أسيدتي هل تعرفين مرادي
أسيدتي هل تعرفين مرادي / فهذا فؤادي يا فداك فؤادي
خذيه وإن شئت أقرايه فإنني / كتبت بروحي في آي ودادي
أعيذك أن تجني بقتلي جناية / فيشكوك بعدي أمتي وبلادي
ترفعت عن هذا الهوى في شبيبتي / وهأنا أعطيه لديك قيادي