المجموع : 175
وأَحور يسبي بطرفٍ يكل
وأَحور يسبي بطرفٍ يكل / وتخجلُ منه الظُّبا والظباءْ
بخدَّيه من حسنهِ والشّباب / تجمّعَ ضدّان نار وماءْ
وفي مقلتيهِ وقد صَحّتا / كما صَحَا سقمٌ وانتشاءْ
عَفَفْتُ وعفتُ الحيا في هوا / هُ حتى استوى صدُّهُ واللقاءْ
وكلُّ حياءٍ يذودُ العفا / ف عن ودِّه فعليه العفاءْ
أَنتم لمحمودٍ كآلِ محمدٍ
أَنتم لمحمودٍ كآلِ محمدٍ / متصادفي الأفعالِ والأسماءِ
يتلو أَبا بكرٍ على حسناته / عمرُ الممدَّحُ في سناً وسناءِ
ويليهِ عثمانُ المُرجّى للعُلى / وعليٌّ المأمولُ في الأْواءِ
وتقبل الحسن الممجّد مجدهُم / فهمُ ذوو الإحسانِ والنّعماءِ
فرعتْ لمجد الدين إخوته الذُّرا / دون الورى في المجدِ والعلياءِ
مِن سابقٍ كرماً وشمسٍ ساده / شرفاً وبدرِ دُجنّةٍ وبهاءِ
سُرُجُ الهدى سحب لنّدى شهبُ النُّهى / أُسْدُ الحروبِ ضراغمُ الهيجاءِ
الشوقُ أَبرحُ ما يكو
الشوقُ أَبرحُ ما يكو / ن إذا دنا أَمدُ اللقاء
وتزيلُ أَيامُ التدا / ني جوْرَ أَيام التنائي
كم غلّة في القلب ليس / ت نارُها ذاتَ انطفاء
وشكاية للوجد يبدي / ها لدى برج الخفاء
قد كادَ يغلبُ عند تذ / كاري لكم يأسي رجائي
أَشتاقكم شوقَ المري / ض إلى معاودة الشّفاءِ
وأُحبكم حبُّ النُّفو / س لما تؤمِّلُ من بقاءِ
العبُد يخدمُ بالسلا / م وبالتحية والدُّعاءِ
للسيِّد الملك المُعظّ / م ذي الجلالة والعلاءِ
إن ودّي هو الدّواء وشربي
إن ودّي هو الدّواء وشربي / من ولاء يجري بماء الصفاءِ
بركات الإشفاق منكَ أَعاد / تنيَ بعد الإشفاء حلفَ الشفاءِ
وجديرٌ بمن يواليكَ أَن يصبحَ / بين الورى من السعداءِ
أَنتَ فألي في اليسر والشكر والصحّة / والوجد والغنى والثراءِ
ورجائي ما زال يعبق طيباً / أَرجُ النُّجح منه في الأرجاء
فتقبّلْ واقبل مديحي وعذري / قبلَ اللّه في علاكَ دعائي
قد أَضاءَ الزّمانُ بالمستضيء
قد أَضاءَ الزّمانُ بالمستضيء / وارث البُردِ وابن عمّ النّبْيْ
جاءَ بالحقَّ والشّريعة والعد / لِ فيا مرحباً بهذا المجيْ
رتعَ العالمونَ من عدله الشّا / ملِ في المرتعِ الهنيْ المريْ
ورعوا منه في مرادٍ خصيب / لا وخيم ولا وبيل وبيْ
رقدوا بعدَ طول خوف مقضٍ / في ذَرا الأمنِ والمهادِ الوطيْ
فهنيئاً لأهل بغدادَ فازوا / بعد بؤس بكلِّ عيش هنيْ
سأوافي فِناءهُ عن قريب / مسرعاً كي أَفوزَ غيرَ بطي
وأُحلِّي عيشي بجدٍ جديدٍ / وأُهني فضلي بحظّ طريْ
وتريني الأيامُ نقداً من الآ / مال ما كان َقبله في النّسيْ
وأَماني سوفَ يظهرُ منها / عند قصدي ذَراه كلُّ خبيْ
عادَ حظّي من النُّحوس بريئاً / وغدا السّعدِ منه غير بريْ
ولقيتُ الدَّهرَ العبوسَ وقد عا / دَ بوجهٍ طَلْقٍ إليَّ وضيْ
ومُضيْ إن كان في الزَّمنِ المظ / لمِ فالعَودُ في الزَّمانِ المُضيْ
لو كنتَ تعلمُ منتهى بُرَحائه
لو كنتَ تعلمُ منتهى بُرَحائه / حابَيْتَ إبقاءً على حَوْبائهِ
ولكنتَ تتركُ في الغرام ملامَهُ / كيلا يزيدَ اللّومُ في إغرائهِ
لا تنكرِنْ ضحكي أُريكَ تجلُّداً / ضحكُ الحيا بالبرقِ عينُ بكائهِ
ما كنتُ أَعلمُ دمعَ عيني مفشياً / سِرّاً لهم أَشفقتُ من إفشائهِ
حتى جرى في الخدِّ منّي أَسْطُراً / فعرفتُ أَنَّ الشوقَ من إملائهِ
ما كان أَعذبَ بالعذيْب لدى الصبا / عيشاً أَمنتُ فناءَهُ بفنائهِ
إذ كاسمهِ ماءُ العُذيبِ وأَهلُه / في العزِّ تحسدُهم نجومُ سمائهِ
والحيُّ شمسُ الأفقِ تخبأ وجهها / منه حياءً من شموسِ خبائهِ
أَيامَ لم أُبصرْ جميلاً فيهمُ / إلاّ وفاءَ إلى جميل وفائهِ
ومقرطقٍ أَلفيتُ قلبي آبقاً / منّي له فالقلبُ قلبُ قبائهِ
قلق الوشاحِ محبُّه قلقُ الحشا / فكلاهما ظامٍ إلى أَحشائهِ
ويشدُّ عَقْدَ نِطاقهِ في خصْره / حَذرَاً عليهِ لضعفهِ ووهائهِ
بدرٌ فؤادي في محبّةِ وجههِ / بدريُّةُ المَعدودُ مِنْ شهدائهِ
إشراقُ غُرَّةِ وجههِ في صدغهِ / يُبدي لكَ الإصباحَ في إمسائهِ
منشورُ إقطاعِ القلوبِ عِذارُه / فالحسنُ جندٌ وهو مِن أُمرائهِ
وله الشّبابُ الغضُّ أَبدعَ كاتبٌ / إذ خَطُّهُ المرقومُ مِن إنشائهِ
وشّى بخطِّ عِذارهِ وجناته / ما أَحسنَ الخضراءَ في حمرائهِ
دبَّ الدُّخانُ إلى حواشي خدِّه / إذ أَشعلتْ نارُ الصِّبا في مائهِ
في عارضيهِ سوادُ أَبصارِ الورى / قد شفَّ من ماءِ الصِّبا لصفائهِ
والصُّدغُ منه لعارضيهِ معارضٌ / وسوادُ ذاكَ الخطِّ من أَفيائهِ
ومن المحبِّ ولم يَدَعْ رمقاً له / هلا أَخذتَ زمامَهُ لذمائهِ
أَعدى سقامُ اللّحظِ منه محبّهُ / يا محنتي منه ومن أَعدائهِ
وسقامُ مقلته زيادةُ حسنها / وأَراهُ في جسمي زيادة دائهِ
يا صاحبيَّ الصّاحبين من الهوى / قد طالَ عهدُكما بكأس طلائهِ
لا تطمعا في أَن أُفيق فإنني / يا صاحبيَّ سكرتُ من صهبائهِ
لا تسمعاني فيه ما أَنا كاره / إنَّ المحبَّ يصدُّ عن نصحائهِ
ولقد أصمَّ عن الكلام تغافلاً / لأنزِّه الأسماعَ عن فحشائهِ
أَروي حديثَ الحادثات وخطبُها / لي يخطبُ الأهوالَ من أهوائهِ
يخفي الزَّمانُ سناي في إظلامه / إخفاءَ ألثغ سينه في ثائه
لما مضيتُ له براني صرْفهُ / مثلَ اليراعِ فبرْيُهُ لمضائهِ
حتّامَ أَرضى الضيّمَ من أَدوانه / وإلى متى أُغضي على إقذائهِ
إحفظْ لسانكَ أَنْ يطولَ فإنّما / قصرُ اللِّسان يكُفُّ من غلوائهِ
والشّمعُ قطعُ لسانه من طوله / وحياتهُ سببٌ إلى إدرائهِ
ومقاسمٌ في ثروتي لما رأى / عدمي غدا مستأثراً بثرائهِ
قوَّمتُ في زمن الشّدائد غصنَهُ / فاعوجَّ إذْ هبّتْ رخاءُ رُخائهِ
ونفعتُهُ لمّا تناهى ضرُّهُ / فأعضته السّراء من ضرائهِ
قلبي من الإشفاق محترقٌ له / كالشّمعِ وهو يعيشُ في أضوائهِ
متناومٌ عنّي إذا ناديتُهُ / ولطالما استيقظتُ عندَ ندائهِ
إنْ أستزِدْهُ يزدْ كراهُ وزائدٌ / تحريكُ مهدِ الطِّفلِ في إغفائهِ
ولئن جفاني الدَّهرُ في أحداثهِ / فلأَصبرنَّ على فظيعِ جفائهِ
فاللهُ يفعلُ ما يشاءُ بخلقهِ / وجميعُ ما يجري لنا بقضائهِ
فاستعدِ من ريبِ الزَّمانِ بصاحبٍ / تعدي فضائله على عدوائهِ
واشك الزَّمانَ إلى شهابِ الدِّين كي / يُبدي رياضَ الخصبِ في شهبائهِ
ونداهُ نادِ فإنَّ أنديةَ المنى / مخضرّةُ الأَكنافِ مِن أَندائهِ
وهو الشّهابُ حقيقةً فالفضلُ من / أَنوارِهِ والطولُ من أَنوائهِ
كالشّمسِ في آرائهِ كالغيثِ في / آلائه كالصُّبحِ في لألائهِ
للهِ راحتُهُ ففيها راحةٌ / لمؤمّليهِ ومرتجي نعمائهِ
فعداتُهُ يغنونَ مِن إعطابهِ / وعفاتُه يحيونَ من إعطائهِ
يُغضي حياءً والمهابةُ كلها / في أنفس الأَعداء مِن إغضائهِ
ويغضُّ عيناً للوقارِ ونورُهُ / لتغضُّ عينُ الشّمسِ دونَ لقائهِ
إنْ كان ما غَثّتْ معاني مدحه / منّي فما رَثّتْ حبالُ حِبائهِ
أَبني المظفرِ ما يزالُ مظفراً / راجيكمُ أبداً بنيلِ رجائهِ
وإذا عرا خطبٌ ملمٌّ مؤلمٌ / داويتمُ بالجودِ من أَعدائهِ
يا مَنْ علا يحكي أَباهُ وجده / زانَ العلاء بجدِّه وإبائهِ
يعني الزَّمانُ بمنْ عنيتُ بأمرِهِ / حاشاكَ تترك عانياً بعنائِهِ
فانصرْ أَبا نصرٍ على زَمَنٍ أَبى / نصري لفضلٍ أَنتَ من أبنائهِ
واشفعْ تشفّع وعده بنجازه / أَنّى يخيبُ وأَنتَ مِن شفعائهِ
ذكِّرْ بحالي الصاحبَ المولى الذي / يقوى أَميرُ المؤمنينَ برائهِ
وقل استجار كريمُ بيتٍ بي وذو ال / بيتِ الكريمِ يجدُّ في إحيائه
والمستجيرُ بنا مجارٌ لم يزلْ / ولو أَنَّ هذا الدَّهرَ من أعدائهِ
شافِهْ أميرَ المؤمنينَ بحالهِ / فأَرى شفاهكَ موجبٌ لشفائهِ
قلْ للإمامِ علامَ حبس وليّكم / أولوا جميلكمُ جميل ولائهِ
أو ليس إذْ حبسَ الغمامُ وليّه / خلّى أَبوكَ سبيلَهُ بدعائهِ
لولاكَ كان رويُّ شعري ظامئاً / لا يطمعُ الراوونَ في إروائهِ
والفضلُ بينَ بنيهِ أَوْكدُ نسبةً / فأغثْ كريماً أَنتَ من نسبائهِ
وأَفاضَ في شكر العوارف عارفاً / بقصور باعِ الشُّكرِ عن نعمائهِ
وتأَمّلَ الخطَّ الكريمَ فأَشرقَتْ / أَنوارُ حُسن العهدِ من أَثنائهِ
وجرى معينُ الجود من تيّارهِ / وسَرَى نَسيمُ المجد من تلقائهِ
أَضحى ظهيرُ الدين أفضلَ صاحبٍ / يستمسكُ الرَّاجي بصدق ولائهِ
والسّعدُ في آلائه والنجحُ في / آرابهِ والنّصرُ في آرائهِ
عبدُكَ شمسَ الدولة المرتجى
عبدُكَ شمسَ الدولة المرتجى / منتظرٌ تشريفكَ المذهبا
فاعتبْ صلاحَ الدِّين لي حالتي / عساهُ بالإصلاح أَنْ يعتبا
عَرِّفْهُ ماثمَّ فإنّي أَرى / من فضلهِ للفضلِ أن يغضبا
وكيف يَرْضَى ذاكَ بعضَ الرِّضا / ومجدُهُ يأباهُ كلَّ الإبا
وقُلْ له جاءَتْهُ ملبوسةٌ / تخلّفتْ من تُبَّعٍ في سبا
عمامةٌ رقّتْ ورثّتْ فما / نشرتُها إلا وطارتْ هَبَا
إنْ أَغبّتْ خَدَماتي
إنْ أَغبّتْ خَدَماتي / فدعائي ما أَغبّا
وأَخو الإغبابِ بالتخ / فيف قد يزدادُ حُبّا
فأَقلْ عثرةَ عبدٍ / تابَ إنْ قارفَ ذَنْبا
إنّه أَوَّلُ مَنْ نادَ / ى ندَى المولَى ولبّى
شابَ مِن عتبكَ للخو / ف وإنْ أَعتبَ شَبّا
ورثتُ من سَلَفي رقي لطاعته
ورثتُ من سَلَفي رقي لطاعته / وذلكَ الرقُ للأَسلاف أَحسابُ
ما كانَ لولا الرِّضا والسُّؤلُ منه لنا / خصبٌ ومحلٌ وإجداءٌ وإجدابُ
قد قلتُ لولا التُّقى ما غيرُ صارمه / للعُمر والرِّزق مَنّاعٌ ووهّابُ
مُعمّرٌ بعمود الصُّبح بيتُهم / له من الشُّهب أَوتادٌ وأَطنابُ
أَبشرْ بفتح أَمير المؤمنينَ أَتى / وصيته في جميع الأرض جوّابُ
ما كانَ يخطرُ في بالٍ تصوُّره / واستصعب الفتح لمّا أُغلقَ البابُ
وخامَ عنه الملوكُ الأقدمونَ وقد / مضتْ على النّاس من بلواهُ أَحقابُ
وجاءَ عصرُكَ والأيامُ مقبلةٌ / فكان فيه لفيض الكفر إنضابُ
نصرٌ أَعادَ صلاحُ الدين رونقَهُ / إيجازُه ببليغِ القولِ إسهابُ
قرعُ الظُّبى بالظُّبى في الحرب يُطربُهُ / لاقينةٌ صَنَعٌ باللّحن مطراب
أَحيا الهُدى وأَماتَ الشِّركَ صارمُه / لقد تجلّى الهُدى والشِّركُ منجابُ
بفتحه القدسَ للإسلام قد فتحتْ / في قمع طاغية الإشراك أبواب
ففي موافقة البيت المقدَّس لل / بيت الحرام لنا تيهٌ وإعجابُ
والصخرُ والحجرُ الملثومُ جانبهُ / كلاهما لاعتمار الخلق محرابُ
نفى من القدس صلباناً كما نُفيت / من بيت مكّة أَزلامٌ وأَنصابُ
الدهرُ ينصرني ما دام ينسبني / لخدمة الناصر المنصور نسّابُ
بطاعة النّاصر بن المستضيء أبي ال / عباس أحمد للأَيام أصحابُ
أقسمتُ سوى الجهاد ما لي أَرَبُ
أقسمتُ سوى الجهاد ما لي أَرَبُ / والرَّاحةُ في سواهُ عندي تَعَبُ
إلاّ بالجِدِّ لا يُنالُ الطّلَبُ / والعيشُ بلا جدِّ جهادٍ لَعِبُ
أصدوداً ولم يَصُدُّ التصابي
أصدوداً ولم يَصُدُّ التصابي / ونفاراً ولم يَرُعْكَ المشيبُ
وكتابُ الشّباب لم يطوه الشي / بُ ولا مَسَّ نقشَةُ التَشْريبُ
ما أَخجلني وقد أتتني الكتبُ
ما أَخجلني وقد أتتني الكتبُ / تشكو وتقولُ إنّهم قد عتبوا
هم أهلُ مودَّتي رضوا أم غضبوا / ما أَعظمَ زلّتي إذا لم يهبوا
للغزو نشاطي وإليه طرَبي
للغزو نشاطي وإليه طرَبي / ما لي في العيش غيرَهُ من أَرَب
بالجدِّ وبالجهاد نُجحُ الطلّب / والرَّاحةُ مستودعةُ في التّعَب
ساكني مصر هناكُمْ طيبُها
ساكني مصر هناكُمْ طيبُها / إنَّ عيشي بعدكمْ لم يطبِ
لا عدمتُم راحةً مِن قربها / فأَنا من بعدها في تعبِ
لا تركتُ الغمضَ يغشى ناظري / لا ولا طيبَ الكرى يأنسُ بي
لا وأَيام اجتماعي بكم / إنها كانت زمان الطَّربِ
أَنتمُ روحي وأَنتم منيتي / أَنتم سُؤلي وأَنتم أَربي
ليتني لما دعا داعي النَّوى / بيَ من بينكمُ لم أجِبِ
وأَنختُ العيسَ في أَبوابكم / ولأَجواز الفلا لم أَجُبِ
وتصبَّرتُ على عتبكمُ / وتلومتُ بتلكَ العَتَبِ
بَعُدَ العهدُ بأخباركمُ / فابعثوا أَخباركم في الكُتبِ
ليتَ مصراً عرفتْ أَنّي وإنْ / غبتُ عنها فالهوى لم يغبِ
فمتى أَظفرُ من قربكمُ / يا أَخلايَ بنجحِ الطَّلبِ
ومتى أَحصلُ بالوصلِ على ال / واصلِ المرتقبِ المقتربِ
ومتى أَطلعُ في أُفقكمُ / قمراً يجمعُ شملَ الشُّهُبِ
بالجدِّ أَدركتَ ما أَدركتَ لا اللّعب
بالجدِّ أَدركتَ ما أَدركتَ لا اللّعب / كم راحةٍ جُنيَتْ من دوحةِ التّعبِ
يا شيركوهُ بن شاذي الملكُ دعوةَ مَنْ / نادى فعرَّفَ خيرَ ابنٍ بخيرِ أَبِ
جرى الملوكُ وما حازوا بركضهمُ / من المدى في العُلى ما حُزْتَ بالخَبَب
تَمَلَّ من مُلْكِ مصرٍ رتبةً قصرتْ / عنها الملوكُ فطالتْ سائرَ الرُّتَبِ
افخرْ فإنَّ ملوكَ الأرضِ قاطبةً / أَفلاكُها منكَ قد دارتْ على قُطَبِ
فتحتَ مصرَ وأَرجو أَن تصير بها / مُيَسَّراً فتحَ بيت القدس عن كَثَبِ
قد أَمكنتْ أَسدَ الدِّين الفريسةُ من / فتحِ البلادِ فبادرْ نحوَها وَثبِ
أنتَ الذي هو فردٌ من بسالته / والدِّينُ من عزمه في جحفلِ لجبِ
في حَلْق ذي الشِّرك من عدوى سُطاك شَجاً / والقلبُ في شَجنٍ والنّفسُ في شَجَبِ
زارتْ بني الأَصفر البيضُ التي لقيتْ / حُمْرَ المنايا بها مرفوعَةَ الحُجُبِ
وإنها نَقَدٌ من خلفها أَسَدٌ / أرى سلامتها من أَعجب العَجَبِ
لقد رَفَعْنا إلى الرَّحمن أيديَنا / في شكرِنا ما بهِ الإسلامُ منكَ حُبي
شكا إليكَ بنو الإسلام يُتْمهمُ / فقمتَ فيهم مقامَ الوالدِ الحدبِ
في كلِّ دارٍ من الإفرنجِ نادبةٌ / بما دهاهم فقد بانوا على نَدَبِ
من شر شاور أَنقذتَ العبادَ فكم / وكم قضيتَ لحزبِ اللّهِ من أَرَبِ
هو الذي أطمعَ الإفرنجَ في بلد ال / إسلام حتى سَعوا للقَصد والطّلَبِ
وإنَّ ذلكَ عندَ اللّه محتسبٌ / في الحشر من أَفضل الطاعات والقُرَبِ
أَذلَّه الملكُ المنصورُ منتصراً / لما دعا الشِّركُ هذا قد تعزَّز بي
وما غضبتَ لدين اللّه منتقماً / إلاّ لنيلِ رضا الرَّحمنِ بالغَضَبِ
وأنتَ من وقعتْ في الكُفر هيبتُه / وفي ذويهِ وقوعَ النّار في الحَطَبِ
وحينَ سرت إلى الكُفّار فانهزموا / نُصرتَ نصرَ رسولِ اللّهِ بالرُّعبِ
يا محيي الأُمة الهادي بدعوته / للرُّشْد كلَّ غوي منهمُ وغبي
لما سعيتَ لوجه اللّه مُرتقباً / ثوابَهُ نلتَ عفواً كلَّ مُرتقبِ
أَعدتَ نقمةَ مصر نعمةً فغدتْ / تقولُ كم نكتٍ للّه في النكبِ
أركبتَ رأْسَ سنان رأسَ ظالمها / عَدْلاً وكنتَ لوزْر غيرَ مُرتكبِ
رُدَّ الخلافةَ عباسية ودع الدَّ / عيَّ فيها يصادفْ شرَّ مُنْقَلَبِ
لا تقطعَنْ ذنبَ الأفعى وترسلها / فالحزمُ عندي قطعُ الرأس كالذَّنبِ
سقى اللّهُ إنساناً لعيني دفنتُهُ
سقى اللّهُ إنساناً لعيني دفنتُهُ / على رَغْم أَنْفي جاعلاً قبرَه قلبي
فلا تَحْسَبوا أَنَّ التُّرابَ ضريحُهُ / فمنزلُهُ بين التّرائب لا الترْبِ
أنتم تحبونَ بالإعراض تَعْذيبي
أنتم تحبونَ بالإعراض تَعْذيبي / وتقصدونَ بخلق الَدِّ تَهْذيبي
ساروا فيا صِحّتي من مُهجتي ارتحلي / غابوا فيا سنتي عن مُقلتي غيبي
قد كان يهضمني دهري فأَدركني / محمدُ بنُ أَبي بكر بن أَيوبِ
الكاملُ المالكُ الأَملاكَ حيثُ له / رقُّ الأَعاجم منهم والأَعاريبِ
مُعَطّرٌ عرفُهُ عرفاً ومكرمة / مخمّرٌ طينُهُ بالطُّهر والطيبِ
دعتكَ مصر إلى سلطانها فأَجبْ / دعاءَها فهو حقٌّ غيرُ مكذوبِ
يومُ النّوى ليس من عُمري بمحسوب
يومُ النّوى ليس من عُمري بمحسوب / ولا الفراقُ إلى عَيْشي بمَنْسُوب
لم أَنسَ أُنسي بكم والشّملُ مجتمعٌ / وعيشتي ذاتُ تطريز وتذهيب
ما اخترتُ بُعْدَكَ لكنَّ الزمانَ أتَى / كَرْهاً بما ليس يا محبوبُ محبوبي
أرجو إيابي إليْكم ظافراً عَجِلاً / فقد ظفرتُ بنجم الدِّين أَيُّوبِ
موفَّقُ الرأْي ماضي العَزْم مُرتفعٌ / على الأَعاجم مَجْداً والأَعاريبِ
أحبّكَ اللّهُ إذْ لاَزمْتَ نَجْدَتَهُ / على جبين بتاج المُلْكِ مَعْصُوبِ
أخوكَ وابنُك صدقاً منهما اعتصما / باللّه والنَّصرُ وعدٌ غيرُ مكذوبِ
هما هُمامانِ في يومَيْ وغىً وقرىً / تعوَّدا ضربَ هام أَو عراقيبِ
غدا يشبّان في الكفّار نارَ وغىً / بلفحها يُصبحُ الشبّانُ كالشِّيبِ
بملك مصر ونصرُ المؤمنين غداً / تحظى النُّفوسُ بتأْنيس وتطيبِ
ويستقرُّ بمصر يوسفٌ وبه / تَقَرُ بعد التّنائي عينُ يعقوبِ
ويلتقي يوسفٌ فيها بإخوته / واللّهُ يجمعهم من غير تثريبِ
فارجو الإله فعن قُربٍ بنُصرته / سيكشفُ اللّهُ بلوى كلِّ مكروبِ
أما العمادُ فقد تضاعفَ شكرُه
أما العمادُ فقد تضاعفَ شكرُه / نعماكَ شكر الرَّوض نُعمى الصَيِّبِ
لعمامةٍ ذهبيةٍ كغمامةٍ / يبدو بها برقُ الطِّرازِ المغربي
ما كان أَحسنَ حاله لو أَنّه / شُفعت عمامته بثوب مُذهبِ
أيا ساكني مصر أَلم تتحتَّفوا
أيا ساكني مصر أَلم تتحتَّفوا / بأَنكم لم تبرحوا ساكني قلبي
حنانيكمُ زادَ الحنينُ إليكمُ / فأَضعفَ من صبري وضاعفَ من كربي
لقد أَشفقتْ من لوعة الحبِّ مُهجتي / وهل مهجةٌ تَبْقَى على لوعة الحبِّ
ولو أَنّني أَودعتُ شوقي كتبكم / لخفت لقلبي مُحرقاً وقده كتبي
بغير الرِّضا منّي ببعدِ مزاركم / رضيتُ بإهداءِ السّلامِ مع الرَّكبِ