القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ظافِر الحَدّاد الكل
المجموع : 318
يا بَنى الهالكين هل مِنْ وَقاءِ
يا بَنى الهالكين هل مِنْ وَقاءِ / لكمُ من مَصارعِ الآباءِ
وإذا ما الأصولُ جَفَّت فما يَط / مع فرعٌ من بعدِها بالبقاء
كلُّ داءٍ له دَواءٌ وقد أَعْ / جَز داءُ المَنونِ كلَّ دواء
سُلِّطت حيلةُ العقول على كُ / لّ خَفىٍّ من غامضِ الأشياء
وتَناهَتْ في الموتِ بَدْءا وعَوْدا / فأَقرَّتْ بالعجز والإعياء
كم ثَوَى تحتَ قبةِ الفَلَك الأع / لى منَ الْخَلْق بين ترْب وماء
هل ترى غادرَتْ يدُ الموت مخلو / قا من ألأقوياء والضعفاء
حيوان من كلِّ جنسٍ فما يُحْ / صَر منها الأَقلُّ بالإِحْصاء
فيقول الإنسانُ عَلَّى لذاك الش / خصِ دونَ الوَرَى من الأَكْفاء
ولَعَمْرى لو عاشتِ الْخَلْقُ طُرّا / ورمى الموتُ واحدا بالفناءِ
لاقتَضَى الحزم أن نخاف إذِ المم / كِنُ في العقلِ جائزُ الإمْضاءِ
كيف بالفاقدِ المُضيفِ إلى الآ / باء فَقْدَ الإخوانِ والأبناء
وحَمّامٍ إذا ما كنتَ فيه
وحَمّامٍ إذا ما كنتَ فيه / فبادِرْ بالمِذَبَّةِ والكِساءِ
فهَذِى للبعوضِ إذا تَغنَّى / وذاك يَقيكَ عادِيةَ الشِّتاء
وكنْ مستصحِبا حطبا وقِدْرا / لكي تهتم في تَسْخينِ ماء
ولا تَتَكشَّفنَّ بها حِذارا / من النَّزلاتِ عن بردِ الهواء
ولو أنِّى دعوتُ على عدوِّى / بأصْعبِ ما يكون من الدعاء
لَكانَت هذه الحَمَامُ أقصَى / نهايِة ما اقْترحتُ من البلاء
أَمرتَنى بركوبِ البحرِ مُرْتَئِيا
أَمرتَنى بركوبِ البحرِ مُرْتَئِيا / فغُرَّ غيريَ واخْصُصْه بذا الرَّاءِ
ما أنت نوح فتُنْجِينى سَفينتُه / ولا المسيحُ أنا أمشِى على الماء
تَأَمَّلْ هيئةَ الهَرَمَيْن وانظُرْ
تَأَمَّلْ هيئةَ الهَرَمَيْن وانظُرْ / وبينهما أبو الهولِ العجيبُ
كعُمّارَّيتَيْن على رحيلٍ / بمحبوبين بينهما رقيب
وماءُ النيلِ تحتَهما دموعٌ / وصوتُ الريحِ عندهما نَحيب
وظاهِرُ سجنِ يوسفَ مثلُ صَبٍّ / تَخلَّف فَهو محزونٌ كئيب
أَيا سَيِّدا نالَ أعلى الرُّتَبْ
أَيا سَيِّدا نالَ أعلى الرُّتَبْ / وحاز الكمالَ بأَوْفَى سَبَبْ
أَمالكَ في الراىِ رأىٌ فإنَّ / له صفةً أَوْجَبتْ أن يُحَبّْ
تَربَّى مع النيلِ حتى رَبا / وصار من الشَّحْم ضخما خِدَبّْ
ولا حِسَّ للعظمِ في جسمِه / فليس على الضِّرْس منه تَعَب
يذوب كما ذاب شحمُ الكُلَى / إذا الْجَمْرُ قارَبَه أو قَرُب
يَروقك نيئاً وفي قَلْيِه / فتُبصِرُ من حالتَيْه العَجَبْ
نُصولُ السكاكينِ مصقولةٌ / وفي القَلْى تَمْوِيهُها بالذهب
كأن اللُّجينَ الذي قد عَلا / وذاك النُّضارَ الذي في الذَّنَب
لَفائفُ قطْنٍ لِطافٌ وقد / تَبدَّى بأَطرافِهن اللَّهَب
فيا حُسْنَه وهْو بين الشِّباك / وقد ظلَّ مشتِبكا يضطربْ
كزُرْقِ الأَسَّنِة بين الدروعِ / تَميل بهنّ العوالى السُّلُب
فبادِرْ فنحنُ بشطِّ الخليِج / على روضةٍ رَقَّمَتْها السُّحُب
على حالةٍ نامَ عنها الهلالُ / فإنْ لم تكن حاضِرا لم تَطِب
انظُرْ إلى الفحم في الكانون حين بَدا
انظُرْ إلى الفحم في الكانون حين بَدا / سوادُه فوق مُحْمَرٍّ من اللَّهَبِ
تَخالُ ما لاحَ من حُسْنِ اجتماعِهما / لمْحامن البرقِ في جَوْنٍ من السُّحُب
أو عِمّةً من حِدادٍ لم تَعُمَّ ولم / تَسْتُر قَلَنْسُوةَ حَمْرا من الذَّهب
كأنّ الثُّرَيا تقدم الفجرَ والدُّجى
كأنّ الثُّرَيا تقدم الفجرَ والدُّجى / يضم حَواشِى سَجْفِه للمَغاربِ
مُقدَّمُ جيشِ الرّوم أَوْمَى بكفه / لتهديد جيشٍ من بنى الزنج هارب
هَلِّلْ فهذا هلالُ العيدِ عاد بما
هَلِّلْ فهذا هلالُ العيدِ عاد بما / قد كنتَ تَعْبدُ من لهوٍ ومن طَرَبِ
يلوح في الأفُق الغربي في شَفق / كالنون خُطَّتْ على لوحٍ من الذهب
أو ما يُجدِّد أصل الظفر حين بدا / نُصولُ حِنّائِه من كَفِّ مختضِب
أو حَلْقه من لُجَينٍ ذابَ أكثرُها / لما تَغافَل مُلْقيها على اللهب
جامٌ حَوَى في الظَّرْفِ كلَّ بابِ
جامٌ حَوَى في الظَّرْفِ كلَّ بابِ / مُستملَحٍ منه ومستطابِ
فالحسنُ فيه واضحُ الأسبابِ / منقِطع الأشكالِ والأَضْراب
يُعجِز في الوصفِ ذوى الأَلْباب / مع التَّغالي فيه والإطْناب
له غِشاءٌ صيغ من إهاب / حُرِّر بالأيدي وبالألباب
حتى أتى في غاية الصواب / ليس بذي مَيْل ولا اضطراب
مُزَعفَرٌ محبَّب الْجِلْباب / كظاهِرِ النارَنجُ والعُنّاب
أو مثلُ دينارٍ كِرا ضَرّابِ / ثم يُعرَّى منه باسْتِلاب
مثلُ حُسامٍ سُلَّ من قِراب / أو بدرُ تِمٍّ لاحَ من سَحاب
أو غادةٍ تُسْفِر من نِقاب / شَفٍّ كماءٍ راقَ في ثِعاب
كأنما صُوِّر من شَراب / صُفَّ على ساحاتِه الرِّحاب
قَطائفٌ لَطائفٌ رَوابِ / لم تُحْشَ بل صُفَّت على اصْطِحاب
في المسكِ والفُسْتقِ والْجُلاَّب / كأنها أَلسِنة الأحباب
في الشَّكْل والنَّكْهة والرُّضاب / مَلْمَسُهاَ كوَجْنَةِ الكَعاب
وطعمُها كلَذَّة العِتاب / من بعدِ صَدٍّ طالَ واجْتنابِ
تَنزل في الْحَلْق بلا حِجاب / فهْي طعامٌ وهْي كالشَّراب
فالنّابُ عنها الدهرَ غيرُ نابِ / والقلبُ في حرصٍ وفي طِلاب
واليدُ بين السَّيْرِ والإياب / في نَقْلِها للفم كالدُّولابِ
كأنها زيارةُ الإغْبابِ / والعُمرُ في الصحة والشَّباب
لو ذُقْتَ حين عَتَبتَ أَيْسرَ حُبِّه
لو ذُقْتَ حين عَتَبتَ أَيْسرَ حُبِّه / لَعلِمتَ حُلْوَ غرامِه من صابِه
ومن البليةِ أنْ يلومَ أخا الهوى / مَن ليس يعلمُ سهلَه من صَعْبِه
ما أنت منه إذا تَطاولَ ليلُه / قَلَقا ولَجَّتْ مُقْلَتاه بِشُهْبِه
وثمِلت من كأس الهوى ويدُ الهوى / تسقى جوارحَه بميَسم كَرْبِه
أنا بعضُ من سَبَتِ اللِّحاظُ فؤادَه / فسَرَى ولم يَحْفِل بلأمِة حَرْبه
يا ساكني مصرٍ أمَا من رحمةٍ / لمتيَّمٍ ذهبَ الغرامُ بلُبِّه
أمِن المروءةِ أن يزورَ بلادكم / مثلى ويرجعَ مُعْدِما من قلبه
بي منكمُ خَنِثُ الجفون يَشوبُها / خَفَرٌ أَقام قيامَة المُتَنبِّه
ماء يموجُ به النعيم لطافةً / لولا غِلالتُه لفُزْتُ بشُرْبه
يبدو فتستحلى العيونُ مَذاقَه / نَظَرا وتحترق القلوب بحبه
صَلِف تَوقَّفت المطامعُ دونَه / فالشمسُ أيسرُ مَطْلَبا من قُربْه
مَنْ راحِمٌ من عاصِمٌ من حاكِم / فيه فيُنصِفَ ذِلَّتي من عُجْبه
ولقد عزمتُ على السلوِّ مصمِّما / فإذا الجوانحُ كلها من حِزْبِه
وإذا هَواهُ أحاط بي فكأنني / فيه على التحريرِ نُقْطةُ قُطبِه
وروضةٍ زاهرةٍ
وروضةٍ زاهرةٍ / منَ اللُّجَيْنِ والذَّهبْ
لكنَّها ما نبتتْ / في الأصل إلا باللَّهبْ
انظر إلى صنعتها / فكلُّ ما فيها عَجَب
كأنما عُطارِدٌ / أَحْكَم فيها ما ضَرَب
كأنما ابنُ مُقْلةٍ / حَرَّر فيها ما كَتَبْ
أوْدَعها نَقّاشُها / لكلِّ عين ما تُحِبّ
فهْيَ كوجهٍ حَسَنٍ / إذا تَبَدَّى لُمحِبّ
من بعدِ صَدٍّ واجتنا / ب وافتراقٍ وغضبْ
منسوبةٌ للصينِ ل / كنْ نُتِجت بين العرب
أخْلَصها السَّبْكُ فما / فيها من الغش نَدَب
مثلُ غَديرٍ قد صَفا / وراق ما بين الكُثُب
جاءتْ بها سعادة ال / أفضلِ حَسْبَ ما طلب
لو لم يَصُغْها صائغ / تكَّونتْ بلا تَعَب
أنا مفتاحُ المَلاهِي والطربْ
أنا مفتاحُ المَلاهِي والطربْ / هيئتي ظَرْفٌ وأحوالي عَجَب
أنا في مجلس مَلْكٍ قد حَوى / شخصُه حُسْنا وجُودا وأدب
لِلَّهِ أيامي بقليوبِ
لِلَّهِ أيامي بقليوبِ / والعيشُ مُخضَرُّ الجَلابيبِ
والطيرُ في الأغصان فَتّانة / ما بين تَلْحين وتَطْريب
والشمس في المَغربِ مُصْفَرَّة / كعاشق من بعدِ محبوب
وجُلَّنار بين أغصانه / يُبدِي أفانينَ الأَعاجيب
كزَعْفرانِ لاحَ في لاذةٍ / حمراءَ في راحةِ مخضوب
لقد قَدَح الشيبُ في جانِبي
لقد قَدَح الشيبُ في جانِبي / وأَثَّر ما ليس بالواجِبِ
أتانيَ عندَ تولِّى الشباب / فُلقِّبت بالأَشْمَط الشائب
فلما تظلَّمتُ من فعله / وضِقتُ به قال لي صاحبي
لقد غَضَّ منك فهَلاّ لبستَ / علىرغمه حُلَّةَ الخاضِب
فقلت الشبابُ على صدقه / يَخون فما الظنُّ بالكاذب
وبيضاء العَوارِض قابلتْها
وبيضاء العَوارِض قابلتْها / شَبيهتُها السَّميةُ من مَشيِبي
فظَلَّت لا تَرُدّ الطَّرْفَ عنْها / تلاحظُها ملاحظةَ المُريب
وقالتْ لي أَشِبتَ فقلتُ كلا / ولكنْ هذِه زَبَدُ الخُطوب
وهَجْرُك آكَدُ الأسبابِ فيها / فمُوجِبها ذنُوبك لا ذنوبِي
فقالت لي هجرتُك لا لعيبٍ / فكيف على الكثير منَ العيوب
قُلْ للذي فارَق الشَّبابا
قُلْ للذي فارَق الشَّبابا / واسْتَبدل القَصَّ وَالخِضابا
وقَعتَ لا شكَّ في عيوبٍ / لما توهمتَ أن تُعابا
عَوَّضك الله من غرابٍ / بازا فلِمْ تؤْثِر الغُرابا
في أصلِ لون المشيب شك / كيف إذا زال واسْتَتابا
أَعْجِبْ بحاليه حين أَضْحَى / مُجانِبا فيهما الصوابا
طاوَع شيطانَه فَتيًّا / وحارَب اللهَ حين شابا
يا مَنْ يغطِّى شَيْبَه
يا مَنْ يغطِّى شَيْبَه / بُمحالِ تَزْويرِ الخِضابْ
ويظنُّ أن الناس عن / إدراكِ ذلك في حِجابْ
إن كان فِقْدانُ الشبا / ب من المُصيبات الصِّعاب
فزَوالُ عقِلك بالجنو / ن أشدُّ من عُدْم الشباب
وغاضبٍ غالَط عن شَيْبِهِ
وغاضبٍ غالَط عن شَيْبِهِ / كأنما دُلَّ على عَيْبِهِ
لو كان أَبْقاهُ على حالِه / ما أَلْجَأ الناس إلى رَيبْه
قد رامَ أَنْ يَخْفَى ومن خَلَفِه / أَدِلةٌ تُعْرِب عن غَيْبِه
والشيبُ كالسيل إذا ما طما / لم تَدْرِ ما يمنع من شَييْبِه
تَوَلَّوا فَأَفْنَى الهمُّ قلبي عليهمُ
تَوَلَّوا فَأَفْنَى الهمُّ قلبي عليهمُ / وصِرْتُ بلا قلبٍ كأنىَ قَلْبُهُ
وزادَ إلى أنْ كدتُ أَفْنَى من الضَّنى / وقال الأسى للهمِّ وَيْلَك حَسْبُه
ونَّفر صبحُ الشيبِ ليلَ شَيبتي / كذا عادتي في الصُّبِح معْ من أحبه
يا نفسُ ما عيشُك بالدائبِ
يا نفسُ ما عيشُك بالدائبِ / فقَصِّري من أملٍ خائبِ
وَيْكِ أَما يكفيك أن تُبِصري / جَنائزا تنقَل بالراتب
بالطفلِ والبالغِ والمُبتدى / شبابَه والكَهْلِ والشائب
من والدٍ أو ولد أو أخٍ / أو من غريبٍ عنكِ أو صاحِب
فهل تَبَقَّى لك من حُجّةٍ / إلا غرور الأمل الكاذب
أمَا عجيبٌ أنّ ذا كلَّه / موفر في شره الكاسب
لو لم يكن شيءٌ سوى الموتِ كا / ن الزهدُ في الدنيا من الواجب
أو لم يكن موتٌ لكانتْ هم / ومُ الدهرِ تَنْفِى رغبةَ الراغب
فكيفَ والإنسانُ من بعدِه / مُناقَشٌ من عالمٍ حاسِب
قد أَنْذَرَ الوعظُ وأَسْماعُنا / عن كلِّ ما يذكرُ في جانب

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025