القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : تَوْبة بنُ الحُمَيِّر الكل
المجموع : 16
نأتْكَ بليلى دارُها لا تَزورها
نأتْكَ بليلى دارُها لا تَزورها / وشطّت نواها واستمَّر مريرُها
وخفت نواها من جَنوب عُنيزةٍ / كما خفّ من نيلِ المرامي جفيرُها
وقال رجال لا يَضيرُكَ نأيُها / بلى كلَّ ما شفَّ النفوسَ يضيرها
أليس يضير العينَ أنْ تكثرَ البُكا / ويمنعَ منها نومُها وسُرورُها
أرى اليومَ يأتي دونَ ليلى كأنما / أتى دونَ ليلى حِجةٌ وشهورُها
لكلَّ لقاءٍ نلتقيهِ بشاشةٌ / وإنْ كانَ حولا كلُّ يومٍ أزورُها
خليليَّ روحا راشدينَ فقد أتتْ / ضَرّيةُ من دون الحبيبِ فِنيرُها
خليليَّ ما منْ ساعةٍ تَقفانِها / منِ الليلِ إلاّ مثلُ أخرى نَسيرُها
وقد تذهبُ الحاجاتُ يطلُبها الفتى / شَعاعا وتخشى النفسُ مالا يَضيرُها
وكنت إذا ما زُرتُ ليلى تبرقعتْ / فقد رابني منها الغَداةَ سُفورها
خليليَّ قد عمَّ الأسى وتقاسمتْ / فنون البِلى عُشّاق ليلى ودورها
وَقَدْ رابني منها صُدودٌ رأيتُهُ / وأعراضُها عن حاجتي وبُسورُها
ولو أنَّ ليلى في ذُرى مُتَمنّع / بنجرانَ لالتفتْ عليَّ قصورُها
يَقَرَّ بعيني أنْ أرى العِيسَ تعتلي / بنا نَحو ليلى وهيَ تجري ضفورُها
وما لحِقتْ حتى تقلقلَ غُرْضُها / وسامحَ من بعدِ المَراح عَسيرُها
وأُشرفُ بالأرضِ اليفاعِ لعلَّني / أرى نارَ ليلى أو يراني بَصيرُها
فناديتُ ليلى والحُمولُ كأنّها / مواقيرُ نخلٍ زعزعتها دَبورُها
فقالتْ أرى أنْ لا تُفيدكَ صُحبتي / لهيبةِ أعداءٍ تَلظّى صدورُها
فمدتْ ليَ الأسبابَ حتى بلغتُها / برِفقي وقد كادَ ارتقائي يَصورُها
فلما دخلتُ الخَدرَ أطَتْ نسوعُهُ / وأطرافُ عِيدانِ شديدٍ أسُورُها
فأرختْ لنضّاخ القَفا ذي مِنصةٍ / وذي سيرةٍ قد كان قِدماً يسيرُها
وإني ليُشفيني من الشَّوقِ أن أرى / على الشَرَفِ النائي المخوفِ أزورُها
وأنْ أتركَ العَنْسَ الحسيرَ بأرضِها / يطيفُ بها عُقبانُها ونُسورُها
إلاّ إنّ ليلى قد أجدَّ بكورها / وزُمتْ غداةَ السَّبت للبين عِيرُها
فما أمُّ سَوداءِ المحاجرِ مُطفِلٌ / بأحسنَ منها مقلتينِ تُديرُها
أرتنا حياضَ الموتِ ليلى وراقنا / عُيونٌ نقّياتُ الحواشي تُديرُها
ألا يا صفيَّ النَّفسِ كيفَ تنولها / لو أنَّ طريداً خائفاً يستجيرُها
تُجيرُ وإن شَطتْ بها غُربةُ النَّوى / ستُنعِم يوماً أو يُفادى أسيرُها
وقالتْ أراكَ اليومَ أسودَ شاحباً / وأيُّ بياضِ الوجهِ حرّتْ حُرورها
وإن كانَ يومٌ ذو سَمومٍ أسيرهُُ / وتقصرُ من دونِ السَمومِ سُتورُها
وغيّرني إنْ كنتِ لّما تغّيري / هواجرُ تكتنينّها وأسيرُها
حمامةَ بطنِ الواديينِ إلا انعمي / سَقاكَ من الغُر الغَوادي مَطيرهُا
أبيني لنا لا زالَ ريشُك ناعماً / ولا زلتِ في خضراءَ غَضٍّ نضيرُها
فإن سَجعتْ هاجتْ لعينيكَ عبرةً / وإنْ زفرتْ هاجَ الهوى قر قريرها
وقد زعمت ليلى بأنيَّ فاجرٌ / لنفسي تُقاها أو عليها فجورُها
فقل لعُقيلٍ ماحديثُ عِصابةٍ / تكنّفها الأعداءُ أني تَضيرها
فالاً تناَهوا تُركبُ الخيل بيننا / وركضٌ برَجْلٍ أو جناحٌ يُطيرها
لعلّك يا تيساً نزا في مريرةٍ / مُعاقبُ ليلى أنْ تراني أزورُها
عليَّ دْماءُ الُبدن إن كانَ زوجُها / يرى لَي ذَنباً غيرَ أنّي أزورُها
وإني إذا ما زرتها قلتُ يا اسلمي / فهل كانَ في قولي اسلمي ما يضيرُها
من النّاعباتِ المشيّ نَعباً كأنّما / يُناطُ بِجذعٍ من أوالٍ جريرِها
من العَرَكانياتِ حرفٌ كأنّها / مريرةُ ليفٍ شُدَّ شَزْراً مريرُها
قطعتُ بها أجوازَ كلَّ تَنوفةٍ / مَخوفٍ رداها حينَ يَستنَ مُورُها
ترى ضُعفاءَ القومِ فيها كأنّهم / دعاميصُ ماءٍ نشَّ عنها غديرُها
وقسورةَ الليلِ الذي بينَ نصفهِ / وبين العِشاء قد دأبتُ أسيرُها
أبتْ كثرةُ الأعداء أنْ يتجنّبوا / كلابيَ حتى يُستثارَ عَقورُها
وما يُشتكى جهلي ولكنَّ غِرّتي / تراها بأعدائي بطِيئاً طُروُها
أمتخرمي ريبَ المنونِ ولم أزرْ / عَذارايِ من هَمْدانَ بيضاً نُحورُها
ينؤنَ بأعجازٍ ثِقالٍ وأسوقٍ / خَدالٍ وأقدامٍ لطافٍ خُصورُها
تذكرتَ من ليلاكَ ما لستَ ناسياً
تذكرتَ من ليلاكَ ما لستَ ناسياً / يدَ الدهر إلاّ ريثَ ما أنت ذاكرهُ
وَلوعٌ أتيحتْ للفؤادِ ولم تكنْ / تُنالُ على عفوٍ كذاكَ سرائرهُ
ألمتْ بأصحابِ الرّحال فبينتْ / بنفحةِ مِسكٍ أرّقَ الركبَ تاجرهُ
أرى النّأي من ليلاكَ سُقماًوقرَبها / حياً كحيا الغيثِ الذي أنت ناصرهُ
ولو سألتْ للنّاسِ يوماً بوجهها / سحابَ الثريا لا ستهلّتْ مواطُره
بأبلجَ كالدّينارِ لم تطلّعْ لهُ / من العيشِ إلاّ نعمُهُ وسرائرهُ
ومَن يُبقِ مالاً عُدّةًوضنانةً / فلا الشُحُ مُبقيهِ ولا الدهرُ وافرهُ
ومَنْ يكُ ذا عُودٍ صَليبٍ رَجَابهِ / ليكسِرَ عُودَ الدَهرُفالدهرُ كاسرهُ
ألا هلْ فؤادي عن صِبا اليومِ صافحُ
ألا هلْ فؤادي عن صِبا اليومِ صافحُ / وهلْ ما وأتْ ليلى بهِ لكَ ناجحُ
وهلْ في غدٍ إنْ كانَ في اليومِ عِلّةٌ / سَراحٌ لما تلوي النفوسُ الشحائحُ
سَقتني بشُربِ المُستضافِ فصرّدتْ / كما صرّد اللّوحَ النّطافُ الضحاضحُ
ولو أنَّ ليلى الأخيليةَ سَلّمت / عليَّ ودوني جَنْدلٌ وصفائحُ
لسلمتُ تسليمَ البشاشةِ أوزقا / إليها صدىً من جانبِ القَبر صائحُ
ولو أنَّ ليلى في السماء لأصعدتُ / بطَرفي إلى ليلى العيونُ الكواشحُ
ولو ارسلتْ وحياً إليّ عرفتُهُ / معَ الرّيحِ في مَوارِها المتناوحِ
إذا النّاسُ قالوا كيفَ أنتَ وقد بدا / ضميرُ الذي بي قلتُ للناس صالحٌ
وأُغَبطُ من ليلى بما لا أنالُهُ / ألا كلُّ ما قرتْ به العينُ صالحُ
فهلْ تبكينْ ليلى لئنِ متُّ قبلَها / وقامَ على قبري النساءُ الصّوائحُ
كما لو أصابَ الموتُ ليلى بكيتُها / وجادَ لها جارٍ من الدمعِ سافحُ
وفتيانِ صدقِ قد وصلتُ جَناحهم / على ظهرِ مُغبرَ المفاوزِ نازِحُ
بمائرةِ الضبعَينِ معقودةِ النّسا / جنوف هواها السَّبسبُ المتطاوحُ
وما ذُكرهُ ليلى على نأيِ دارِها / بنجرانَ إلا التُرَّهاتُ الصحاصحُ
رماني وليلى الأخيليةَ قومُها
رماني وليلى الأخيليةَ قومُها / بأشياء لم تُخلقْ ولم أدرِ ما هيا
فليتَ الذي تلقى ويُحزنُ نفسَها / ويُلقونهُ بيني وبينَ ثِيابيا
فهل يبدرنَّ البابَ قومُكَ إنني / قد أصبحتُ فيهم قاصيَ الدارِ نائيا
تمسَّكْ بحبلِ الأخيليةِ واطَّرحْ / عدا النَّاسِ فيها والوشاةَ الأدانيا
فإنْ تمنعوا ليلى وحسنَ حديثها / فلن تمنعوا مني البُكا والقوافيا
ولا رَمَل العِيسِ النوافخ في البُرى / إذا نحنُ رّفعنا لهنَّ المثانيا
فهلاّ منعتمْ إذ منعتمْ كلامَها / خيالاً يُوافيني على النأي هاديا
ولو كنتُ مولى حَّقها لمنعتُها / ولكنَّ مِنْ دوني لليلى مواليا
يلومُكَ فيها اللائمونَ نصاحةً / فليتَ الهوى باللائمينَ مكانيا
ولو أنَّ الهوى عن حُبِّ ليلى أطاعني / أطعتُ ولكنَّ الهوى قد عصانيا
وكم مِن خليلٍ قد تجاوزتُ بذَلَهُ / إليكِ وصادٍ لو أتيتُ سَقانيا
لعمري لقد سهّدتِني يا حمامةَ / العَقيقِ وقد أبكيت مَنْ كانَ باكيا
وكنتُ وقورَ الحِلم ما يستهشُني / بكاءُ الصدى لو نُحتُ نوحاً يمانيا
ولو أنَّ ليلى في بلاد بعيدةٍ / بأقصى بلاد النّاس والجنِّ واديا
لكانتْ حديثَ الرَّكبِ أو لا نتحى بها / إذا أعلنَ الركبُ الحديثَ فؤاديا
تَربّع ليلى بالمُضيّح فالحِمى / وتقتاظُ من بطنِ العَقيقِ السَّواقيا
ذكرتُكَ بالغَورِ التِّهامي فأصعدتْ / شجونُ الهوى حتى بلغنَ التَّراقيا
فما زلتُ أُزجي العيسَ حتى كأنما / ترى بالحصى أخفافها الجمرَ حاميا
بثمدين لاحتْ نار ليلى وصُحبتي / بفرعِ الغَضا تُزجي قِلاصاً نواجيا
وبي من هوى ليلى هوىً لو أبثّهُ
وبي من هوى ليلى هوىً لو أبثّهُ / ولو كانَ أعدى النّاسِ لي كانَ ينصحُ
هوىً لَمْ تُغّيرهُ الحروبُ ولم يزلْ / على عهدٍ ليلى أو يزيدُ فيربحُ
دعا الخَوْصاءَ توبةُ والمنايا
دعا الخَوْصاءَ توبةُ والمنايا / تُساوِرهُ وقد حُظِر النَّجاءُ
إلاّ يَذذْ عنها أساقِ بسيفه
إلاّ يَذذْ عنها أساقِ بسيفه / يكنْ بلداً بالتْ عليه الثعالبُ
ألتسمْ أحقَّ النّاس أنْ لا نريبكم / بشيءٍ ولو دبتْ علينا العقاربُ
رأى رُطّباً غَضّاً فأنساهُ دينَهُ / وشجراءَ فيها يانعٌ مُتراكبُ
فقلتُ له إنَّ الثمارَ التي ترى / لقومٍ قَروْها العامَ إذ أنت غائبُ
وشى واشياً ليلى فقلت صدقتما
وشى واشياً ليلى فقلت صدقتما / وأقبلت في إعراضِ ليلى أعيبُها
ليغترَّ واشٍ أو ليحسبَ كاشحٌ / مُوِدٌّ لليلى قد تولىّ نشوبّها
عفت نوبةٌ من أهلها فستورها
عفت نوبةٌ من أهلها فستورها / فذات الّصفيح المنتضى فحَصيرُها
فُبرْقُ مرورى الدانياتُ فصائحٌ / إلى الأُدمى أقوتْ من الحيّ دُورُها
تنجو إذا قيل لها يَعاطِ
تنجو إذا قيل لها يَعاطِ / تنجو بهم من خلل الأمشاط
قالت مخافةَ بيننا وبكتْ بهِ
قالت مخافةَ بيننا وبكتْ بهِ / فالبَيْنُ مبعوثٌ على المتخوّفِ
لو ماتَ شيءٌ من مخافةِ فُرقةٍ / لأماتَني للبين طولُ تخوفي
ملأ الهوى قلبي فضِقتُ بحمله / حتى نطقتُ به بغيرِ تكلّفِ
عفا الله عنها هل أبتين ليلةً
عفا الله عنها هل أبتين ليلةً / من الدهر لا يسري إليّ خيالُها
إنْ يمكنِ الدهرُ فسوفَ أنتقمْ
إنْ يمكنِ الدهرُ فسوفَ أنتقمْ / أولاً فإنَّ العفوَ أدنى للكرمْ
كأنَّ القلب ليلةَ قيل يُغدى
كأنَّ القلب ليلةَ قيل يُغدى / بليلى العامريةِ أو يُراحُ
قطاةٌ عزّها شَرَكٌ فباتت / تُعالجهُ وقد عَلِقَ الجناحُ
لها فرخانِ قد علقا بوكرٍ / فعشّهما تصفقّه الرّياحُ
فلا بالليلِ نالتْ ما تَرجّى / ولا بالصّبح كان لها بَراحُ
علامَ تقول عاذلتي تلومُ
علامَ تقول عاذلتي تلومُ / تُؤرّقني إذا انجاب الصذَريمُ
أروحُ بتسليم عليكِ وأغتدي
أروحُ بتسليم عليكِ وأغتدي / وحسُبك بالتَسليم مني تقاضيا
كفى بِطلابِ المرء مل لا ينالهُ / عناءً وباليأس المبّرح شافيا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025