المجموع : 561
أعَذْلاً وَما عَذَلَتْنِي النُّهَى
أعَذْلاً وَما عَذَلَتْنِي النُّهَى / وَلا طرَد الحِلمَ عَنّي الصِّبا
وكيف تلومين صَعْبَ المَرامِ / وَتَلْحَيْنَ مثليَ كهلَ الحِجَا
بلوتُ الزمانَ وأحداثَه / على السِّلْم منهنّ لي والوَغَى
فما فَلّلتْ حربُها لي شَباً / ولا ازددتُ بالسِّلم عنها رِضا
إذا قلتُ لم أَعْدُ فصلَ الخطابِ / وإن صُلْتُ أيقظتُ عينَ الرَّدَى
أرَتني التَّجاربُ ما قد بَدَا / فقِسْتُ بِه كلَّ ما قد خَفا
ولم يبلُغِ العمرُ بي من سِنِيهِ / ثلاثين حتى بلغتُ المَدَى
وبرّزتُ عزماً على ثابتٍ / وأرْبيتُ فَتْكاً على الشَّنْفَرى
إذا الجَدُّ لم يَسْمُ بالمرء لم / يَنَلْ بالنّباهة أقصى المنَى
ولم يَمضِ بي الدهرُ صَفْحاً ولا / غدا ملءَ عينيَّ منه قَذَى
خَلِيلَيَّ بي ظَمَأٌ ما أُراه / يَبَرّدُه عَلَلٌ مِن حَيَا
فلا تَسْتشيما بُروقَ السَّحابِ / فَلَلِّريُّ في شَيْم بَرْق الظُّبا
أَعينَا أَخاً لكما لم يَبِتْ / على طول مَسْراه يشكو الوجَى
ولم يَسترِحْ قلبُه من أسىً / ولم تَخلُ أحشاؤه من جوى
على أنّ لي عَزَماتٍ إذا / تُنوهِضْن هِضْنَ طِوالَ القنا
ونفساً تئِنّ بها الحادثاتُ / وقلباً يَسُدّ عليّ الفَلا
ولم أرْمِ سَهْمِيَ إِلاّ أَصبتُ / ولم أَدعُ بالدّهر إلاّ احتذى
ولا أشرَبُ الماءَ إلاّ دماً / إذا عَرَصتْ لَي طُرْقُ الأذى
تهون عليّ صعابُ الأُمورِ / ويَغر عنّي جميع الورى
أنا ابن المُعِزِّ سليلِ العُلاَ / وصِنْوُ العزيز إمامِ الهُدَى
سما بِي مَعَدُّ إلى غايةٍ / من المجد ما فوقها مُرتَقَى
فَرُحتُ بهَا فاطميَّ النِّجارِ / حُسَينيَّة عَلَوِيَّ الجَنَى
وما احتجتُ قطُّ إلى ناصرٍ / ولا رُحتُ يوماً ضعيفَ القُوى
ولم أستشْر في مُلمٍّ يَنوبُ / مشيراً أَرى منه ما لا أَرى
ولستُ بوَانِ إذا ما أَمَر / زمانٌ ولا فَرِحٍ إن حلاَ
إذا أصبح الموتُ حتماً فلا / تَخَفْه دنا وقُتُه أو نأى
وإنّا لَقومٌ نَروع الزمانَ / ولسنا نراع إذا ما سَطا
ومنّا الإمامُ العزيزُ الذي / به عادَ سيف الهدى مَنْتَضَى
سعى للشآم وقد أصبحتْ / بها الحربُ نَزاّعةً للشَّوَى
فكشّف من ليلها ما سَجَا / وقوَّم من زَيْغها ما التوى
ولمّا تقابلت الجَحْفلان / وعاد كُجْنحِ الظّلامِ الضُّحى
ولم يَبْقَ في الصفِّ من قائلٍ / هَلُمّ ولا من مُجِيبٍ أنا
وقد ولَغتْ في الصُّدورِ الرِّماحُ / وصَلّتْ لبِيض السيوف الطُّلى
وغنّتْ على البَيْض بِيضُ الذّكوِرْ / غَناءً يُعيد الفُرَادى ثُنَا
كأنَّ الرِّماحَ سُكَارَى تجول / بها الخيلُ في النَّقْع قُبَّ الكُلَى
فلولا الإمامُ العزيز الذي / تَدَاركَها وهي لا تُصْطَلَى
فسكَّن عارِضَ شُؤْبُوبها / وأمسك مِن سَجْلهِ ما انهمى
بَدَا لهم دارعاً في العَجَاجِ / كصُبْحٍ بدا طالعاً في الدُّجَى
يَكُرّ ويَبْسِمُ في مَوْقِفٍ / عُبُوسُ الكُماة به قد بدا
ولم يَخْذُل السيفُ منه يداً / ولم يَسْكُنِ الرَّوْعُ منه حَشَا
يقود إلى الحرب من جُنْدِه / أُسودَ رجالٍ كأُسْد الشَّرَى
فلو فَدّتِ الحربُ قَرْماً إِذاً / لفدّتْك صارخةً بالعِدى
فلم تُصْدرِ الرُّمحَ حتى انثنى / ولم تُغْمِد السيف حتى انفرى
ولم يَحْمِل الموتُ حتى حملتَ / ولولاك ما خاض ذاك اللَّظى
فما انفرجتْ عنك إلاّ وأنت / بها الفارس المَلكِ المُتَّقَى
فجاءك منهمْ ملوكُ الرجالِ / وفدّتك منهم ذواتُ اللَّمَى
ولاذُوا بعَفْوِك مستأمِنِين / ولم يَجِدوا غيرَه مُلْتَجا
ولمّا رأى فَتْحها أَفْتكِين / عليه وَاخلَفه ما رَجا
تولّى ليَنجو فَخفَّتْ به / جيوشُك واستوقفته الرُّبَا
ولو طلب العفَو قبل الحروب / لكنتَ له غافراً ما مضى
ولكنّه اعتادَ فيه الإباقَ / وليس الفتى كلَّ يومٍ فَتَى
ورام الخلاصَ وكيف الخلاصُ / وقد بلغ الماءُ أعلى الزُّبَى
فعوّجتَ من أمره ما استوى / وكدّرت من عيشه ما صفا
إذا استعملَ الفكرَ في بَغْيه / تناول بالكفّ منه القفا
ولم يك كُفْئَكَ في حربه / وإن كان في بأسه المُنتهى
ولسنا نقَيس الهدى بالضِّلالِ / ولا نجعل الليثَ ضَبَّ الكُدَى
وبينكما في العُلاَ والوَغَى / كما بين شمس الضُّحَى والسُّهى
وقد هزَم الأُسْدَ حتى انتهاك / فلمّا رآك غدَا لا يَرَى
فراح وحَشْوَ حَشَاه أَسىً / وقد مُلِئتْ مُقْلتاه عَمى
أَريتَهمُ وقَعاتٍ تزيدُ / على وَقعات الدُّهور الأُلَى
ببغدادَ مِنْ ذكرها جولةٌ / تذود عن المارقين الكَرى
فأْنفُسُ دَيْلَمِها تَغْتدِي / وتَمسى على مثل جمر الغَضَى
إذا سمعوا بالإمام العزيزِ / أساءوا الظنونَ وحلُّوا الحُبا
يخَافون من بأسه وقعةً / تدور عليهم بقُطْب الرَّحَى
يُنادِي بُوَيْه بَنيه بها / ويندُبهم وهو رَهْنُ البِلَى
وقد قَرُبَ الوقتُ فَلْيَأْذَنوا / بوَشْكِ الزَّوال وسوءِ القضا
فيا بن الوصيّ ويا بن البَتُول / ويا بن نبِيّ الهُدَى المصطفى
ويَا بنَ المشَاعر والمَرْوَتْينِ / ويا بن الحَطِيم ويا بنَ الصَّفَا
لك الشرفُ الهاشميُّ الذي / يُقْصر عنه عُلاَ مَنْ علاَ
فِمنْ حَدّ سيفك تسطو المَنونُ / ومِنْ بطن كفِّك يُبْغَى النَّدَى
ولو فاخرتْك جميعُ الملوكِ / لكانوا الظلامَ وكنتَ السّنا
منحتُك من فِطْنتي مِدحةً / تُخَبِّر عن باطنٍ قد صفا
فُدونَكَها فيك شِيعيّةً / تميميّةً صَعبةَ المُرْتَقى
فيا ليتني كنتُ من كلّ ما / يسوءك من كلّ خَطْبٍ فِدا
سأصفِيك شكراً ومدحاً إذا / تُنوشِد صَغّر أهلَ العُلا
ومَهْمَه مُشتبِهِ الأَرْجاءِ
ومَهْمَه مُشتبِهِ الأَرْجاءِ / جَهْمِ الفَيافِي مُوحِشِ اليَهْماءِ
عارِي الرُّبَا إلاّ من النَّكْباء / صَلْدٍ عَزَازٍ شاسِع الفضاء
أجردَ مثلِ الصخرة الصمّاء / لو وسَمْته ثُغْرةُ السماء
بكلّ هَطّالٍ من الأَنْواءِ / كَنَهْوَرِ الغَيمْ سَحُوحِ الماء
ما قَدَرتْ فيه على خَضْراءِ / كأنّه مَنْخَرِس البَوْغاء
فَهْوَ كمثل الهامة الحَصَّاء / مشتبه الإصباح بالإمساء
يستُر فيه رَوْنَقَ الضَّحاء / ما ترفَع الرِّيحُ من الهَباء
كأَنَّما لُفّ بطِرْمِساء / قَفْرٍ يَبَابٍ بَلْقَعٍ خَلاء
إلاّ من الآجَال والأَلآء / تعزِف فيه الجِنّ بالعشاء
عَزْفَ قِيان الشَّرْبِ بالغِناء / غَبَقْتُه في ليلةٍ لَيْلاء
دَعْجاءَ كالزَّنْجيّة السوداءِ / على عَسِيرٍ فُنُقٍ فَرْقاء
حَرْفٍ هجانٍ لونُها قَوْداءِ / خَطّارةٍ زَيَّافةٍ وَجْناء
مَضْبورةٍ تَفْعَل بالبيداء / فعلَ قَراح الماء بالصَّهباء
قطعتُه مشيِّعَ الحَوْباء / بعَزْمةٍ صارمةٍ صَمَّاء
قطْعَ نجومِ الليل للظّلماء / حتَّى إذا قلتُ دنا التَّنائي
أصبح قُدَّامِيَ ما ورائي / والشمس قد حلّت ذُرَا الجَوْزاء
تُذِيب حرًّا هامةَ الحرْباء / وتقدَح النارَ من المَعْزاء
حتى ترى العِينَ لَدَى الرَّمْضَاء / جواثماً مَوْتَى على الأَطْلاء
والضبّ لا يبدو من الدَّامَاء / خوفاً من الإثْفَاء والإحماء
عقدتُ وجهي فيه بالأذْكاء / عَقْدَ اللَّمَى بالشَّفَة الَّلمياء
أسيرُ في دَيْمُومةٍ جرداءِ / ليست بمَشْتاة ولا شَجْراء
حتى وصلتُ الصبحَ بالعشاء / لا مُسْتدلاًّ بسوى ذَكائِي
وصاحبي أمْضَى من القضاء / في ظُلَم الأكباد والأحشاء
غَضْبٌ حُسَامٌ جائلُ الَّلأْلاء / كالبرق في دِيمته الوَطْفَاء
عَليَّ زغفُ لأْمةٍ خضراء / مسْرودةٍ محبوكةِ الأجزاء
سابغةٍ كالنِّهْيِ بالعَراء / فلم أزَلْ في صَهوة القَبّاء
أَرْكض بالدَّهْماء في الدَّهْماء / مُعْتقلاً بالصَّعْدَة السَّمراء
حتى طرَقتُ الحيّ بالخَلْصاء / من آل سعدٍ وبَني العَراء
همُ مُرَادِي وهمُ أعدائي / والصُّبْح قد ذاب على الهواء
كالثلج أو كالفِضّة البيضاء / يا ربّة الحمراءِ والصفراء
والناقة العَيْرانة الأَدْماءِ / والخالِ فوق الوجنة الحمراءِ
ماذا على مقلتك النَّجْلاَء / والشَّفَةِ الوَرْديّة اللَّعْساء
وقدِّك المائل في استواء / ورِدْفِك المالئ للمُلاءِ
وقلبِك المقلوب للجفاء / لو قُلِبَ الدّاءُ إلى الدواء
وروضة باكرة الأَنْداء / مُؤْنِقَةِ البيضاء والكَحْلاء
ظاهرِة الحمراء والصّفراء / كأنَّها المَوْشيُّ من صَنْعاء
مُعْلَمةِ الحُلّة والرِّداء / أبهَى من الحَلْى على النساء
باكرتُها في فِتْيةٍ وِضاء / بأكؤسٍ مُتْرَعَةٍ مِلاَء
يَسعَى بها منفرِجُ القَباء / أحوَرُ رَطْب اللَّفظ والأعضاء
يفهَم بالّلحظ وبالإيماء / فهو مُنَى مقلةِ كلّ رَاء
نَشربها كريمةَ الآباء / صفراءَ لا نقهَرُها بماء
كأنّها في البطش والصّفاء / عَزْمُ العزيز المَلِك الأَبَّاء
الفاتِق الراتقِ للأشياء / والحازِم العازِم في الهيجاء
القائل الفاعِل للعلياء / ووارثِ الحكمةِ والأنباء
يا بنَ الهُدَى والعتْرة الغَرّاء / فَلّ بك المُلْكُ شبَا الأعداء
وطالَ في عزّته القَعساء / حتى لقد جازَ مدى السماء
إمامةٌ مَهْدِيّة الّلواء / ودولةٌ دائمةُ البقاء
محفوفةٌ بالعزّ والبهاء / عَمَّمْتَ بالعدل بني حوّاء
وسُسْتَهم بمُحْكَم الآراء / سياسةَ الوالدِ للأبناء
سالمةً من فِتَنِ الأهواء / ولم تَزَلْ تسعَى على سِيسَاء
مُنْتَصباً للعَوْدِ والإبداء / والأخْذِ في الدولة والإعطاء
حتى غدا الظالمُ في اختفاء / وعاد مَيْلُ الدِّين لاِستواء
نهضتَ بالثِّقل من الأعباء / نهوضَ مَنْ زاد على الأكفاء
كأنك المقْدارُ في الإمضاء / وكلُّ مَنْ عاداك في ضَرّاء
وكلُّ مَنْ والاَك في سَرّاء / أنت عِمادي وبك اعتلائي
وجُنَّتي في السَّلْم واللّقاء / وأنت في كلّ دُجىً ضِيائي
وأنتَ ممّا أَتقِي وِقائي / كم مُضْمِرٍ لي عُقَدَ الشّحناء
يَنْسُبُني فيك إلى السَّواء / جَبَهْتَهُ بالردّ والإقصاء
ولم تُمَكِّنْه من الإصغاء / حفظاً لطَاعاتي وللإخاء
حتى انثنى محترِقَ الأحشاء / والعدلُ جَبْهُ الكاشح السَّعَّاء
لا والدّمِ الجاري بكَرْبِلاء / ومَنْ بها من دائم الثَّواء
بني عليٍّ وبني الزَّهْراء / ذوِي التَّناهِي وذوي العَلاء
ما حُلْتُ عن مُسْتَحْسَن الصفاء / فيك ولا عن خالص الوفاء
في ظاهرٍ مِنّى ولا خَفاء / فكيف أَنْسَى مِنَنَ الآلاَء
يا مُلْبِسِي من سابغِ النَّعماء / ما فاض عن حِفْظِي وعن إحصائي
أضعفتَني فيه عن الجزاء / فما أُكافِي بسوى الثّناء
والشكرِ في التقريظ والإطراء / وفَيْلَقٍ مُشْتَبِهِ الضّوضاء
تَضيق عنه ساحة الفضاء / مُجْتَمع الأحداث والأَرْزاء
حُطْتَ به الدّين من الطَّخْياء / والملكَ من كلِّ امرئٍ عَصّاء
والمُلكُ لا يظفَر بالسَّناء / ما لم يكن يُغْسَلُ بالدماء
وأشْعثٍ كالفرخ في الخرْشَاء / مِن اتّصال الجَهْد والإشْفاء
عادَ بإنعامِك في إثْراء / كم من نَوَالٍ ويدٍ بيضاء
والَيْتَها عَوْداً على ابتداء / من غير ما منٍّ ولا إكداء
والمجدُ للجود وللإعطاء / يا واهب الأَعْوَج العَوْجاء
والغادِة المَمْكورةِ العَيْناء / والبِدَرِ الموفورِة المِلاء
والعِيس قد أُثْقِلن بالحِباء / ما خاب يوماً منك ذو استحباء
ولا غدَا منقطِعَ الرّجاء / فالمال من بُشرِك في بُكاءِ
جَوداً كَجود الغيث والدَّأْماء / من أنملٍ باكرةِ الدَمْياء
ليست عن المعروف في البِطاءِ / عادَ عليك العيد باستعلاء
والعزِّ في ملكك والنَّماء / ونَيْلِ ما ترجو بلا إرجاء
ما أرَّقَ الصبَّ بُكَا وَرْقاءِ /
قد أغْتِدي والليلُ في دُجاهُ
قد أغْتِدي والليلُ في دُجاهُ / والصبح لم يَنْهَضْ به سَناهُ
على حِصَانٍ شَنِجٍ نَساهُ / أنْبَطَ نَهْدٍ عَبِلٍ شَواه
سامي التَّليلِ سالمٍ شَظَاهُ / ذي غُرّة أوّلُها أُذْناه
جاز بها مسيلُها مداه / حتى لقد كادت تُغَطِّي فاه
مُسْتكمِل التّحجِيلِ مُسْتَوْفَاه / أربَعُه وبطنُه أشباه
مُخالِفٌ أسفلُه أعلاه / بدُهْمةٍ قد ملأتْ قَراه
وانصبغت منه أليَّتاه / فهو دُجىً يَحْمِله ضُحاهُ
تَسْبِق أقصَى لحظِه خُطاه / لا يَطَأُ التُّرْبَ ولا تَلْقاه
رِجلاهُ في العَدْو ولا يَداهُ / كأنه يطير في مَجْرَاهُ
إذا دعا ليثُ الفَلاَ لبّاه / أسرعُ للشيء إذا ابتغاه
منْ مَبْلَغ السَّهْم لُمنتهاه / مُرْتَبِطُ الرِّجْلِ بما يَراه
كالّلفظ ملتفّاً به معناه / تحسُد منه يدَه رجلاه
حتى يكاد وهو في مَعْدَاه / تَسْبِق أُخْراه به أُولاه
لا يَشْتكي من تَعَبٍ وجَاه / ولا تَنَدّى عَرَقاً جَنْباه
كأنّه إذا جرى سواه / لو نام فوق مَتْنِه مولاه
وهو شديد العَدْوِ لاسْتَوطاه / ولم يَطِرْ عن جفنه كَراه
أشْوسُ في مِشْيته تيّاه / يُطاولِ الجوزاءَ مَن مَطَاه
وأشْهبٍ مِخْلَبُهُ شَبَاهُ / كلُّ ذوات الرِّيش مِن عِدَاه
بات يَهِيج جوعَه غَدَاه / كأنّ فَصَّيْ ذهبٍ عيناه
في هامةٍ قد بَرزتْ وَراه / هادِيَةٍ مَنْ ضَلّ عن سُراه
يكاد أن يَحْرِقه ذَكاه / لو طلب الكوكبَ لاَنتهاه
ما غاله يوماً ولا أعياه / ما رَمَقتْ في الجوّ مُقْلتَاه
بيناهُ يبغي جائعاً قِرَاه / إذ وقع الحُبْرُج في رُؤْياه
وحلّه القانصُ من يُسْراه / وطار يَهْوِي نَحْوَه يَغْشَاه
حتَّى إذا قارَبه عَلاَه / بَوَقْعةٍ بَزّ بها قُوَاه
كما وَهي من شَطَنٍ رِشَاهُ / ثم بَدَا وهْو على قَفَاه
وسلَّ من فؤاده حشاه / مُخَضَّباً من دمه ثَراه
يا شِقْوَة الحُبْرُج ما دَهاه / لم يَسُؤ البازِيَ ما جناه
إذ رَجَع الحبرجُ ما لاَقاه / ثم رأى من بعده أخاه
وبركةً تَتْبَعُه أُنْثاه / وكرّ لا يجبُن عن هَيْجاه
وكلُّ بازٍ معه فتاه / حتى سَقَاها المُرَّ من جَناه
فأَضحتِ الأَرْبَعُ من قَتْلاَه / فَلَحْمُنا الغَريضُ من صَرْعاه
وكلُّ خيرٍ عندنا نؤتاه / فبَعْضُ ما عاد به مَسْعاه
أعطى البُزاةَ اللهُ من معناه / ما لم يَحُزْ صَقْرٍ ولا رآه
يومُ البُزاة كلّه أُسَاه / أنا ابن مَنْ زينتْ به عُلاَه
وابنُ الذي عتم الورى نَدَاه / وشيّد المُلْكَ الذي حواه
وكان من كلّ أذىً حِمَاه / ذاك المُعِزُّ الماجد الأَوّاه
مَنْ لم يكَدّر مَنُّهُ جَدْوَاه / ولم يُمَحِّص إثْمُه تَقْواه
ولم تغير دينَه دنياه / صلى عليه الله واصطفاه
وشادنٍ شَرْطِ الصِّبا مُرْهَفٍ
وشادنٍ شَرْطِ الصِّبا مُرْهَفٍ / قُرَّةِ عينيْ من تمنّاهُ
كأنما الحسنُ رأى وجهَه / إِليه محتاجاً فأغناه
فانتثرت بالغُنْجِ ألفاظُه / وانكسرت باللّحظ جفناه
ولاح برقُ الثغر من مَبْسِمٍ / المسك والقهوةُ مَجْناه
وبتَّل الأردافَ فاستثقلت / وأَرْهف الخصر وأَضْناه
زُرْنا به منزلَ خَمّارةٍ / واللّيلُ في صِبْغ بريَّاهُ
وقد علا الأُفْقَ هلالٌ بدا / كعَطْفة الحاجب مَحْناه
حتى إذا الخمّارُ أصغت إلى / صِحابنا في المشي أُذْناه
قام إلينا عَجِلاً شاغلاً / بالرّاح يُمناه ويسراه
فاستلّ من إبريقه قهوةً / أشرق منها ليلُ مَغْناه
حتى إذا سُمْنَاه في بيعها / قَطَّب غيظاً حين سُمْناه
وقال ما استام بها ماجِدٌ / قَبلَكمُ فيما علِمناه
دَونَكُموها وزِنُوا مثلَها / دُرًّا وتِبْراً ووَزَنّاه
فغاب عن ألحاظنا ساعةً / ثُمَّتَ وافانا ودَنَّاه
فقام بالكأس هَضِيمُ الحشا / لولا قَبَاه لشَرِبناه
كأنّها في كفّه خدُّه / لكنّها في السّكر عيناه
إذا سقى نَدْمانَه كأسَه / أَلثَمَه فاه وغنّاه
ما استكمل اللَّذاتِ إلاّ فتىً / يشرَب والمُرْدُ نَداماه
ولم تَنِكُه غيرُ ألحاظنا / يا كاشحاً قد زاد معناه
فإن تُدَاخِلْكَ بنا ظِنّةٌ / فقد عَلى رغْمِك نِكْناه
ولم نَزَلْ في بيتِ خمّارها / نشرَبُها شهراً ومَثْنَاه
إذا أشاب الصبحُ رأْسَ الدُّجى / وهزّنا الساقي أجَبْناه
نحبو إذا نادى إليه كما / يَحْبو إلى الوالد أَبناهُ
وإنْ بَدَا من صاحبٍ بعضُ ما / يأتي به السُّكْرُ عَذَرْناه
تَعَاشُرٌ مُشْتَبِهٌ بيننا / أقصاه في البِرّ كَأدْناه
سَقْياً ورَعْياً لزمانٍ مَضَى / به مَعدٌّ فَعدِمْناه
ما كان أبْهَى حُسْنَ أيَّامِه / فينا وأحلاَه وأهناه
إذ لم يكن في عَيْن شمسٍ لنا / مُخَيَّمٌ نَكْرَهُ سُكْناه
ولم نكن ننزلُ فيه على / حُكْم من الأَيام نَشْناه
لكنّنا نغدو على ماجدٍ / تُمْطِرنُا بالجُود يُمْنَاه
للعِيدِ في كلِّ عامٍ
للعِيدِ في كلِّ عامٍ / يومٌ يُعيدُ سَنَاه
وأنتَ في كلّ يومٍ / عيدٌ يَلُوحُ عُلاه
ونعمةٌ وسُعودٌ / للمُعْتَفين وجَاه
يا مَنْ تُصَلِّي المعالي / إليه حين تراه
ومن يَبِرُّ اليتامى / من كلّ خَلْقٍ سواه
لو كان للفضل يوماً / مُنىً لكنتَ مُناه
لأنّ منك استعار الزْ / زَمانُ حُسْنَ حُلاَه
فأنتَ شمسُ ضُحَاه / وأنت بَدْرُ دُجَاه
كفَّاك في كل سِلْمٍ / سَحابُ صَوْبِ نَداه
وحُسْنُ رأيك في الحر / بِ سيفُه وقَناه
فأنت يُمْنَى يديه / وأنت أمضى ظُباه
فاسلَمْ لسعدك يا مَنْ / يُديم نَحْسَ عِدَاه
لا والمُضَرَّج ثَوْبُهُ
لا والمُضَرَّج ثَوْبُهُ / في كَرْبِلاَء من الدِّماء
لا والوَصِيِّ وَزوْجِهِ / وَبنيه أصحاب الكسَاء
أوْلاَ فإنِّي للعُصا / ة الغاصبين الأدعياء
ما حُلْتُ يا ذاتُ اللَّمَى / عمّا عَهِدْتِ من الوفاء
ها فانظُريني سابحاً / في الدَّمْع من طول البُكاء
وضَعِي يَدَيْكِ على فُؤا / دٍ قد تهيّأ للفَناءِ
قالت تَلَطّفُ شاعرٍ / لَسِنٍ وخُدْعةُ ذي ذكاء
أَمْسِكْ عليكَ فقد تقنْ / نعَ منك وجهي بالحياء
وأعْبَثْ بما في العِقْدِ منْ / ني لا بما تحت الرّداء
إنّ الرجال إذا شَكَوْا / لَعِبوا بأخلاق النساء
لستُ أدرى مَنِ المُعَلَّى المَهَنَّا
لستُ أدرى مَنِ المُعَلَّى المَهَنَّا / منكما بالشفاء والنَّعْماءِ
أأهنِّيك يا شقيقَ المعالي / أم أُهَنّي بك اتخاذَ الدواء
بشّرتْك السعودُ بالنصر والعزْ / زِ وجاءتك بالعُلا والبقاء
إنما أنتَ حُجَةُ الله لاحت / في البَراَيَا ووارثُ الأنبياء
فابْقَ ما شِئتَ في نُمُوٍّ من المُلْ / ك على رَغْم آنف الأعداء
لك عند الزمانِ عهدٌ جميلٌ / ولَدَى المَكْرُمات حسنُ بلاء
إذا كنتَ مُصْطِفياً مَرْبَعاً
إذا كنتَ مُصْطِفياً مَرْبَعاً / فخُصَّ القَرافَةَ بِالإِصْطفاء
منازلُ معمورةٌ بالعَفَا / فِ مخصوصةٌ بالتُّقَى والبَهَاء
كأنّ العَبير لها تُرْبَةٌ / تَضَوّع في صُبْحِها والمساء
ويُحيى النفوسَ بأرجائهنّ / رقيقُ النسيم وطِيبُ الهواء
ديارٌ أُدير بهنّ النعيمُ / ومَغْنىً كَمُلْتدّ رَجْعِ الغِناء
تَزيدُ الشُموسُ بها بهجةً / وتحسُن في مُقْلَتَيْ كلّ راءِ
وينبه فيها النيام الأذان / إذا مزّق الليلَ سيفُ الضِّياءِ
فمِنْ ذاكرٍ ربَّه خَشْيةً / ومِنْ مستهل بطول الدعاء
ولا خيرةٌ في حياة امرئٍ / إذا لم يَخَفْ فَصْلَ يوم القضاءِ
رجوتُك يا ربِّ لا أنّني / أَطعْتُك طَوْعَ أُولِي الانتهاءِ
ولكنّني مؤمِنٌ موفنٌ / بأنّك ربُّ الورى والسماءِ
وأنَّك أهلٌ لِحُسْنِ الظُّنونِ / وأنّك أهلٌ لحسن الرجاءِ
ومالِيَ يا ربّ من شافعٍ / إليك سوى خَاتَمِ الأْنبياءِ
وأنِّي حَنِيفٌ بريءٌ إليك / من الشكّ والشرك والإعتداءِ
فَصفْحَك عن زَلّتي مُنْعِماً / وعَفْوَك عن نَبْوَتي والتوائي
أنا من رِقّة الهوى والهواءِ
أنا من رِقّة الهوى والهواءِ / ومن النُّور أُلفِّتْ أجزائي
تَبْذُل الخُرَّدُ الحسانُ لِيَ الأَوْ / جُهَ دون الأُمَّات والآباء
وإذا غنّت القِيانُ فإنّي / سِتْرُ ألحاظها على النُّدَماء
فكأنِّي والشَّعْرَ والأوجُهَ البي / ضَ بدورٌ في ظُلْمةٍ في سماء
أَلْمِسُ الأَوْجُهَ الحِسانَ وأستم / تِعُ من كلِّ وَجْنةٍ حمراء
لا أخافُ الوُشاةَ إنْ رمَقُوني / لا ولا أتَّقى من الرُّقَباء
وإذا قُبّلتْ رءوسُ الغواني / قبّلتْني أكابِرُ الظُّرَفاء
جَلَّ قَدْرَِي عن الغلاَلةِ والتْ / كَة والقُمْصِ والقَبَا والرداء
رَضِيتُ بحكم سابقَةِ القضاءِ
رَضِيتُ بحكم سابقَةِ القضاءِ / وإن أَضحتْ تُكَدِّر صَفْوَ مائي
وهل يسطيع أهلُ الأرضِ حَلاَّ / لِعَقْدِ شُدَّ من فوق السماء
إلى كَمْ تهدِم الأحداثُ ركْنِي / وتَرْميني بجوْرٍ واعتداء
يُعاقِبُني الزمانُ بغير ذنبٍ / وتخذُلني يَدي وذوو اصطفائي
ويَسْعَى بي لمن لو جاء ساعٍ / به عندي لخُضِّبَ بالدماء
حياتي بين واشٍ أو حَسُودٍ / وساعٍ بي يُسَرُّ بطول دائي
فإنْ وشَّى عليّ الزُّورَ باغٍ / فَصبْراً للمَقادِرِ والقضاء
وما أنا يا أبا المنصور إلاّ / كما تُدْرِي على مَحْضِ الوفاء
أتعلَمُ كيف كان لك انعطافي / وكيف رأيتَ قِدْماً فيك رائي
أحين ملكتَني والناسَ طرَّاً / ورُحْتَ خليفة في ذا الفضاء
وحين رجوتُ نَصْرُك لي فإنِّي / بمُلْكِكَ بالغٌ أقصى رجائي
يجيئك مُبْغضٌ لي ساعياً بي / يرومُ لديك نَقْصِي في خَفاء
فيثِلبُني ويَرْجِعُ سالمِاً لم / تَهِجْك عليه أسبابُ الإخاء
وإن تَكُ ما قَبِلتَ له مقالاً / فحقُّك رَمْيُه بيد البلاء
وقد بلَّغتني أمَلي فتمِّمْ / تَتمَّ لك السلامةُ في البقاء
ولا تَشْغَلْ ضميري باستماعٍ / لواشٍ فيّ مهدوم البِناء
فقد طيّبتَ عيشي في سرورٍ / وقد أنعمتَ بالي في رخاء
وعيشي زائدٌ طِيباً إذا لم / يُكِّدْره لديك بنو الزِّناء
بذلتُ فيكم لنار الشّوق أحشائي
بذلتُ فيكم لنار الشّوق أحشائي / ولم تَفُزْ بعدكم بالنّوم عَيْنائي
أحببتُكم حُبَّ مطبوعٍ عليه وما / تَرْضى بفعلكُم بي فيّ أعدائي
لا تَحذَروا إن دنوتم في الهوى مَلَلي / ولا تَخافوا سُلُوِّي عند إقصائي
فإنّ قلبيَ لم أملِكْه دونَكُم / يوماً فأَحْمِلَه فيكم على رائي
لو كان حبّك عن أمري لحاجته / لَمَا غدتْ خُصَمائي فيك أهوائي
يا شاعراً جلّ عن أنْ
يا شاعراً جلّ عن أنْ / يُقَاسَ بالشعراءِ
ويا ظريفاً بليغاً / أَرْبَى على البُلَغاء
قد جاء شِعُرك يَشْفِي / قَارِيه من كلّ داء
كالقُرْبِ بعد بِعَادٍ / والوَصْل بعد جفاء
أو مثلَ لذَة راجٍ / بنَيْلِه للرجاء
من أين خفْتَ بأنّي / أُحصيك في الثُّقَلاء
وأنتَ للنفس أَشْهَى / من الغِنى والبقاء
وصلتْ هدّيتُك التي أرسلتَها
وصلتْ هدّيتُك التي أرسلتَها / يا سَيِّد الكُبَراء والأُمرَاءِ
فحكَتْ لنا طيباً خلائقَك التي / أُورِثْتَها من رابع الخلفاء
فاسْلَمْ وعِشْ فيما تحبّ فإنه / وقفٌ عليك الدّهَر دُرّ ثنائي
هي جوهرٌ في النّبْتِ إلاّ أنّها / تَفْنَى ويبقَى جوهر الشعراء
أمّا الرّياضُ فإنّها مسروقةٌ
أمّا الرّياضُ فإنّها مسروقةٌ / للنّبْت من ألفاظك الغَرّاءِ
إنِّي بعثتُ بها إليك وإنها / لَذَواتُ إطراقٍ وذاتُ حَياء
كالشّيء يَسْتهديه منّيَ ربُّه / أنتَ الأحقّ بها وبالإهداء
منك استعار الحُسْنَ كلُّ مُحَسَّنٍ / فلك انتسابُ محاسن الأشياء
وَظَرُفتَ حتى فُقْتَ كلَّ مُظَرًّفٍ / ولَطُفتَ حتى فُقْتَ لُطْف الماء
ديباجُ لفظك فوق كلّ منِّورٍ / لكنّ خيراً منه حسنُ صفاء
لا شيءَ أحسنُ من خليلَيْ غبطةٍ / يتَراضعان لِبانَ كلّ وفاء
هذا يُناجِي ذا هوىً وتحافَظَا / أبداً ولم يَسْتمتعا بلقاء
وإذا تَأمّلْتَ الوداع رأيتَه
وإذا تَأمّلْتَ الوداع رأيتَه / دمعاً يفيض على الخدود دماءَ
وَلَوَ أنّ قلبي فيك أُعطِيَ سُؤْلَه / يوم الفِراق لفارقَ الأحشاء
حارَب الناسُ قبلنا الأعداءَ
حارَب الناسُ قبلنا الأعداءَ / حين كانوا أعِزَّةً أكْفاءَ
أترانا أذِلّةً ومن اللُّؤْ / مِ بنا أن نُنازِلَ الجُبَناء
هل تَروم الثعالبُ الليثُ أم هل / تطمَع الأرضُ أن تطول السماء
لا ومَنْ صيَّر الأئمّةَ من نَسْ / لِ وصي النبيّ لِي آباء
ما تحمّلتُ ذِلّةً بل تحمَل / ت إلى أن يُتِمَّ ربِّي القضاءَ
فاصْرِفا الحربَ عن لئام الأعادِي / ودعاني أُنازِل الصهْباء
قهوةٌ تَهزِم الهمومَ إذا ما / نازلْتها وتُطْرب النُّدَماء
إن دعتْها الأُنوفُ فاحت عَبِيراً / أو رمتْها العيونُ لاحت ضياء
فهي كالورد حُمْرةً وذَكاء / وهي كالليث جُرأة ولِقاء
حَشَوْا بفراقهم ناراً حَشَاهُ
حَشَوْا بفراقهم ناراً حَشَاهُ / فأخلَوْا مُقْلَتَيْهِ من كَراهُ
لعلّ البينَ أن يُبْلَى ببينٍ / فما للعاشقين ضنىً سواه
حبيبٌ وصلُه للبين وقْفٌ / ولى فيضُ الدّموع على نَواه
براه الله من نُورٍ وماءٍ / فلولا ثوبُه انحلّت قُواهُ
تَعيب الوَرْدَ حمرةُ وجنتيْه / وتلعَب بالقرائح مُقلتاه
تَبَسَّم عن حَصَى بَرَدٍ ولكن / جنيتُ الجمر صرفاً من جَناه
يغيِّرني ويُبليني التّنائي / وليس يَحول عن قلبي هواه
ومن طول المَواعد ليس سُؤْلي / وحظّي منه إلاّ أن أراه
الحَمدُ لله شكراً
الحَمدُ لله شكراً / هذا الذي أتمنّى
قبّلْتُ مَنْ كنتُ صبًّا / به كئيباً معنّى
فكدتُ أفِنيه بالضَّ / ضمّ والعِناق وأَفنَى
جنَيْتُ باللَّثْمِ منه / ما كان باللّحظ يُجنَى
قل للعذول على ما / حَقّي به أن أُهنّا
لا نِلْتَ ما كان منه / يومَ الوصال ومِنّا
أُتْرُجَّةٌ مادَ بها غصنُها
أُتْرُجَّةٌ مادَ بها غصنُها / وجادها الطَّلّ فأبقاها
كأنّما زارتْ محبًّا لها / فالتفّ خوفَ الباه ساقاها
نحن من البستان في نُزْهةٍ
نحن من البستان في نُزْهةٍ / ولفظُنا مثل حُلاه سَوَا
تَذاكُرٌ يطفي غليلَ الجوى / كأدمُع المشتاقِ يوم النَّوَى