المجموع : 97
وَدَعوتُ رَبّي بِالسَلامَةِ جاهِداً
وَدَعوتُ رَبّي بِالسَلامَةِ جاهِداً / لِيُصِحَّني فَإِذا السَلامَةُ داءُ
يا كَعبُ هَل لَكَ في كِلا
يا كَعبُ هَل لَكَ في كِلا / بٍ إِنَّ أَصلَ العِزِّ ذاهِبْ
هَل تَعلَمونَ وَأَنتُمُ / قَومٌ تُقَصُّ لَكُم شَوارِبْ
وَبَنو فَزارَةَ إنَّها / لا تُلبِثُ الحَلبَ الحَلائِبْ
سَقَيناهُ بِأَهوى كَأسَ حَتْفٍ
سَقَيناهُ بِأَهوى كَأسَ حَتْفٍ / تَحَساها مَعَ العَلَقِ اللُعابا
فَما نُطفَةٌ كَانَت صَبِيَر غَمامَةٍ
فَما نُطفَةٌ كَانَت صَبِيَر غَمامَةٍ / عَلى مَتنِ صَفوانٍ تُزَعزِعُهُ الصَبا
عَلى مَجَّةٍ من صَفوِ أَريٍ أَتى بِها / حَرِيصٌ يَرى في الحَقِّ أَن يَتَكَسَّبا
بأَطيبَ مِن فيها وَلا طَعمِ ريقِها / إِذَا النَجمُ أَصغى للمَغِيبِ وَصَوَّبا
بِالأَرضِ أُستاهُمُ عَجزاً وَأَنفُهُمُ
بِالأَرضِ أُستاهُمُ عَجزاً وَأَنفُهُمُ / عِندَ الكَواكِبِ بَغياً يا لِذا عَجَبا
وَلَو أَصابُوا كُراعاً لاَ طَعامَ لَهُم / لَم يُنضِجُوها وَلَو أَعطَوا لَها حَطَبا
تَرَقُّشَ العَثِّ فِي بَطنِ الأَدِيمِ فَما / نَالُوا بِذلِكُمُ تَقوىً وَلا نَشَبا
فَما بُزِيَت مِن عُصبَةٍ عامِرِيَّة
فَما بُزِيَت مِن عُصبَةٍ عامِرِيَّة / شَهِدنا لَها حَتّى تَفُوزَ وَتَغلِبا
تَأَبّدَ مِن لَيلَى رُماحٌ فَعاذِبُ
تَأَبّدَ مِن لَيلَى رُماحٌ فَعاذِبُ / وَأَقفَرَ مِمَّن حَلَّهُنَّ التَناضِبُ
فَأَصبَحَ قارَاتُ الشُغُورِ بَسابِساً / تَجاوَبُ في آرامِهِنَّ الثَعالِبُ
وَلَم يُمسِ بِالسيدانِ نَبحٌ لِسامِعٍ / وَلاَ ضَوءُ نارٍ إِن تَنَوَّرَ راكِبُ
فَزَلَّ وَلَم يُدرِكنَ إِلاّ غُبارَهُ / كَما زَلَّ مِرّيخٌ عَلَيهِ مَناكِبُ
فأَعجَلَهُ عَن سَبعَةٍ فِي مَكَرِّهِ / قَضيَنَ كَما بَتَّ الأَنابِيشَ لاعِبُ
فَباتَ عَذُوباً لِلسَماءِ كأَنَّهُ / سُهَيلٌ إِذا مَا أَفرَدَتهُ الكَواكِبُ
كَطَاوٍ بِعَروى أَلجَأَتهُ عَشِيَّةٌ / لَها سَبَلٌ فيهِ قِطارٌ وَحاصِبُ
سَدِيسٌ لَدِيسٌ عَيطَمُوسٌ شِمِلَّةٌ / تُبارُ إِليها المُحصَناتُ النَجائِبُ
أَلَم تَعلَموا ما تَرزَأُ الحَربُ أَهلَها / وَعِندَ ذَوِي الأَحلامِ مِنها التَجارِبُ
لَها السادَةُ الأَشرافُ تَأتي عَلَيهِمُ / فَتُهلِكُهُم والسابِحَاتُ النّجائِبُ
وَتَستلِبُ الدُهمَ التّي كانَ رَبُّها / ضَنيناً بِها وَالحَربُ فيها الحَرائِبُ
إِذاً فَعَدِمتُ المالَ إِلّا مُقَيَّراً / بِأَقرَابِهِ نَسفٌ مِنَ العَرِّ جالِبُ
وَيَبتَزُّ فيهِ المَرءُ بَزَّ إِبنِ عَمِّهِ / رَهِيناً بِكَفَّي غَيرِهِ فَيُشاعِبُ
تَعاَلوا نُحالِف صامِتاً ومُزاحِماً / عَلَيهِم نِصاراً ما تَغَرَّدَ راكِبُ
تَلاَقى رَكيبٌ مِنكُمُ غَيرُ طائِلٍ / إِذا جَمَعَتهُم مِن عُكاظَ الجَباجِبُ
أَسِيرانِ مَكبُولانِ عِندَ اِبنِ جَعفرٍ / وَآخَرُ قَد وَحَّيتُمُوهُ مُشاغِبُ
وَكَيفَ أُرَجّي قُربَ مَن لاَ أَزورُهُ / وَقَد بَعُدَت عَنّي صِرارُ أَحارِبُ
يُثَبُّون أَرحاماً وَما يَجفِلُونها
يُثَبُّون أَرحاماً وَما يَجفِلُونها / وَأَخلاقَ وُدًّ ذَهَّبَتها المَذاهبُ
وَمَولىً جَفَت عَنهُ المَوالِي كَأَنَّما
وَمَولىً جَفَت عَنهُ المَوالِي كَأَنَّما / يُرى وَهُوَ مَطليُّ بِهِ القارُ أَجرَبُ
رَثِمتُ إِذا لَم تَرأَمِ البازِلُ إِبنَها / وَلَم يَكُ فيها لِلمُبِسِّينَ مَحلَبُ
وَصَهباءَ لا تُخفي القَذى وَهيَ دُونَهُ / تُصَفَّقُ في رَاوُوقِها ثُمَّ تُقطَبُ
شَرِبتُ بِها وَالديكُ يَدعو صَباحَهُ / إِذا ما بَنُو نَعشٍ دَنوا فَتَصَوَّبوا
وَبَيضاءَ مثلِ الرّئمِ لَو شِئتُ قَد صَبَت / إِليَّ وَفيها لِلمُحَاضِرِ مَلعَبُ
تجنَّبتُها إِنِّي اِمرؤٌ في شَبِيبتي / وَتِلعابَتي عَن رَيبَةِ الجارِ أَنكَبُ
وَخَرقِ مَرُوراةٍ يَحارُ بِها القَطا / تُرَدِّدُ فِيهِ هَمَّهُ أَينَ يَذهَبُ
قَطَعتُ بِهَوجاءِ النَجاءِ كَأَنَّها / مَهاةٌ يُراعِيهَا بِحَربَةِ رَبَربُ
تَحُلُّ بِأَطرافِ الوِحافِ وَدارُها / حَوِيلٌ فَرَيطاتٌ فَرَعمٌ فأَخرَبُ
فَساقانِ فَالحرّانِ فَالصِنِعُ فَالرَجا / فَجَنبَي حِمىً فَالخانِقانِ فَجَبجَبُ
وَداهِيَةٍ عَمياءَ صَمّاءَ مُذكِرٍ / تُدِرُّ بِسُمًّ مِن دَمٍ يَتَحلَّبُ
وَنُؤيٍ كأَخلاقِ النَضيحِ تَعاوَنَت / عَلَيهِ القِيانُ بِالسَاخِينِ يُضرَبُ
أَقامَت بِهِ ما كانَ في الدّارِ أَهلُها / وَكانُوا أُناساً مِن شَعُوبَ فَأَشعَبُوا
تَحَمَّلَ مَن أَمسى بِها فَتَفَرَّقُوا / فَرِيقَينِ مِنهُم مُصعِدٌ وَمُصَوِّبُ
فَمَن راكبٌ يأَتي إِبنَ هِندَ بِحاجَتي / عَلى النّأيِ وَالأَنباءُ تُنمي وَتُجلَبُ
وَيخبرُ عَنّي ما أَقُولُ إِبنَ عامرٍ / وَنِعمَ الفَتَى يأََوي إِِليهِ المُعَصَّبُ
فَإِن تَأخُذُوا أَهلي وَمالي بِظِنَّةٍ / فإِنِّي لَجرّابُ الرِجالِ مُجَرَّبُ
صَبورٌ عَلى ما يَكرَهُ المَرءُ كُلَّهُ / سِوَى الظُلمِ إِنّي إِن ظُلِمتُ سَأَغضَبُ
أُصيِبَ إِبنُ عَفّانَ الإِمامُ فَلَم يَكُن / لِذِي حَسَبٍ بَعدَ إِبنِ عَفّانَ مَغضَبُ
مَقامَ زيادٍ عِندَ بابِ إِبنِ هاشِمٍ / يُرِيدُ صِلاحاً بَينَكُم وَيُقَرِّبُ
ولَّما رَأَينا أَنَّكُم قَد كَثُرتُمُ / وَخَبَّ إِليكُم كُلُّ حَيًّ وَأَجلَبُوا
عَرانا حِفاظٌ وَالحِفاظُ مَهالِكٌ / إِذا لَم يَكُن مِن وِردِهِ مُتَنَكَّبُ
فَجِئنا إِلى الموتِ الصُهابيّ بَعدَما / تَجَرَّدَ عُريانٌ مِنَ الشَّرِّ أَخدَبُ
فلَمّا قَضَيتُم كُلَّ وِترٍ وَدِمنَةٍ / وَأَدرَكَكُم نَصرٌ مِن اللَهِ مُعجِبُ
وأَدرَكتُمُ مُلكاً خَلَعتُم عِذارَنا / كَما خَلَعَ الطِّرفُ الجَوادُ المُجرَّبُ
وَمالَ الوَلاءُ بِالبَلاءِ فَمِلتُمُ / عَلَينا وَكانَ الحَقُّ أَن تَتَقَرَّبُوا
وَلاَ تَأمَنُوا الدَهرَ الخَؤُونَ فإِنَّهُ / عَلى كُلِّ حالٍ بِالوَرى يَتَقَلَّبُ
وَهاجَت لَكَ الأَحزانَ دارٌ كأَنَّها / بِذي بَقَرٍ أَو بِالعَنانَةِ مَذهَبُ
بِأَخضَرَ كالقَهقَرِّ يَنفُضُ رَأسَهُ / أَمام رِعالِ الخَيلِ وَهي تُقَرِّبُ
فلَمّا جَرى الماءُ الحَمِيمُ وأُدرِكَت / هَزِيمَتُهُ الأُولى التّي كُنتُ أَطلُبُ
قُرَيشٌ جِهازُ الناسِ حَيّاً وَمَيّتاً / فَمَن قالَ كَلاَّ فالمُكَذِّبُ أَكذَبُ
وَأَعلمُ أَنَّ الخَيرَ لَيسَ بِدائمٍ / عَلَينا وَأَنَّ الشَّرَّ لا هُوَ يَرتُبُ
أَوارِيُّ خَيلٍ قَد عَفَت وَمَنازِلٌ / أَراحَ بِها حَيُّ كِرامٌ وَأَعزَبوا
كَأَنَّ قَطا العَينِ الذَّي خَلفَ ضارِحٍ
كَأَنَّ قَطا العَينِ الذَّي خَلفَ ضارِحٍ / جِلابُ لَغاً أَصواتُها حينَ تَقرَبُ
وَعادِيَةٍ سَومِ الجَرادِ شَهِدتُها
وَعادِيَةٍ سَومِ الجَرادِ شَهِدتُها / لَها قَيرَوانٌ خَلفَها مُتَنَكِّبُ
سَما لَكَ هَمُّ وَلَم تَطرَبِ
سَما لَكَ هَمُّ وَلَم تَطرَبِ / وَبِتَّ بِبَثٍّ وَلَم تَنصَبِ
وَقالت سُلَيمى أَرَى رأَسَهُ / كَناصِيَةِ الفَرَسِ الأَشهَبِ
وَذَلكَ مِن وَقَعاتِ المُنونِ / فَفِيئي إِليكِ وَلا تَعجَبى
أَتَينَ عَلى إِخوَتي سَبعَةً / وَعُدنَ عَلى رَبعِيَ الأَقرَبِ
وَسادَةِ رَهطيَ حَتّى بَقي / تُ فَرداً كصِيصِيَّةِ الأَغضَبِ
فَلَيتَ رَسُولاً لَهُ حاجَةٌ / إِلى الفَلَجِ العودِ فَالأَشعَبِ
وَدَسكَرةٍ صَوتُ أَبَوابِها / كَصوتِ المَواتِحِ بِالجَوأَبِ
سَبَقتُ صِياحَ فَرارِيجِها / وَصوتَ نَواقِيسَ لَم تُضرَبِ
برَنَّةِ ذي عَتَبٍ شارِفٍ / وَصَهباءَ كَالمِسكِ لَم تُقطَبِ
وَقَهوَةٍ صَهباءَ باكَرتُها / بِجُهمَةٍ وَالديكُ لَم يَنعَبِ
وَجُردٍ جَوانِحَ وِردَ القَطا / يوائِلنَ مِن عَنَقٍ مُطنِبِ
خَرَجنَ شَماطِيطَ مِن غارةٍ / بِأَلفٍ تَكَتَّبُ أَو مِقنَبِ
كأَنَّ الغُبارَ الَّذي غادَرَت / ضُحَيّاً دَواخِنُ مِن تَنضُبِ
تَلافَيتُهُنَّ بِلا مُقرِفٍ / بَطيءٍ وَلا جَذَعٍ جَأَنَبِ
بِعاري النَواهِق صَلتِ الجَبي / نِ أَجرَدَ كالقَدعِ الأَشعَبِ
يُقَطَّعُهُنَّ بِتَقرِيبِهِ / وَيَأوي إِلى حُضُرٍ مُلهِبِ
وَإِرخاءِ سِيدٍ إِلى هَضبَةٍ / يُوائِلُ مِن بَرَدِ مُهذِبِ
إِذا سِيقَتِ الخَيلُ وَسَطَ النها / رِ يُضرَبنَ ضَرباً وَلَم يُضرَبِ
غَدا مَرِحاً طَرِباً قَلبُهُ / لَغِبنَ وأَصبَحَ لَم يَلغَبِ
فَلِيقُ النَسا حَبِطُ الموقِفَي / نِ يَستَنُّ كالتيسِ في الحُلَّبِ
مُدِلٌّ عَلى سُلُطاتِ النُسو / رِ شُمِّ السَنابكِ لَم تُقلَبِ
صَحِيحُ الفُصوصِ أَمِينُ الشَظا / نِيامُ الأَباجِلِ لَم تُضرَبِ
كَأَنَّ تَماثِيلَ أَرساغِهِ / رِقابُ وُعُولٍ لَدى مَشرَبِ
كَأَنَّ حَوافِرَهُ مُدبِراً / خُضبِنَ وَإِن كانَ لَم يُخضَبِ
حِجارَةُ غَيلٍ بِرَضراضَةٍ / كُسِينَ طِلاءً منَ الطُحلُبِ
وَأَوظِفَةٌ أيِّدٌ جَدلُها / كَأَوظِفَةِ الفالِجِ المُصعَبِ
وَلَوحُ ذِراعَينِ في بِركَةٍ / إِلى جُؤجُؤ رَهِلِ المَنكِبِ
أُمِرَّ ونُحِّيَ مِن صُلبِهِ / كَتنَحِيَةِ القَتَبِ المُجلَبِ
عَلى أَنَّ حارِكَهُ مُشرِفٌ / وَظَهرَ القطاةِ وَلَمَ يَحدَبِ
كَأَنَّ مَقَطَّ شَراسِيفِهِ / إِلى طَرَفِ القُنبِ فالمَنقَبِ
لُطِمنَ بِتُرسٍ شَديدِ الصِفا / قِ مِن خَشَبِ الجَوزِ لَم يُثقَبِ
وَيَصهِلُ في مِثلِ جَوفِ الطَوِيّ / صَهيلاً يُبَيّنُ لِلمُعربِ
وَمِن دَونِ ذاكَ هَوِيٌّ لَهُ / هَوِيَّ القُطامِيّ لِلأَرنَبِ
كَأَنَّ تَواليَها بِالضُحى / نواعِمُ جَعلٍ مِن الأَثأَبِ
أَتاهُنَّ أَنَّ مِياهَ الذّها / بِ فَالأَوقِ فَالمِلحِ فَالمِيثَبِ
فَنَجدَي مَريعِ فَوادِي الرَجاءِ / إِلى الخانِقَينِ إِلى أَخرُبِ
تُجَرّي عَلَيهِ رَبابُ السَما / كِ شَهرَينِ مِن صَيِّفِ مُخصِبِ
عَليهنَّ مِن وَحشِ بَينُونَةٍ / نِعاجٌ مَطافِيلُ في رَبرَبِ
وَكانَ الخَلِيلُ إِذا رابَني / فَعاتَبتُهُ ثُمَّ لَم يُعتِبِ
هَوايَ لَهُ وَهَوَى قَلبِهِ / سِوايَ وَمَا ذاكَ بِالأَصوَبِ
فَإِنّي جَرِيءٌ عَلى هَجرِهِ / إِذا ما القَرينَةُ لَم تُصحِبِ
أَدُومُ عَلى العَهدِ ما دامَ لِي / فَإن خانَ خُنتُ وَلَم أَكذِبِ
وَبَعضُ الأَخِلاّءِ عِندَ البَلا / ءِ والرُزءِ أَروَغُ مِن ثَعلَبِ
وَكيفَ تُواصِلُ مَن أَصبَحَت / خِلالَتُهُ كَأَبي مَرحَبِ
رَآكَ بِبَثَّ فَلَم يَلتَفِت / إِلَيكَ وَقالَ كَذاكَ اِدأَبِ
وَما نَحَني كَمِنَاحِ العَلُو / قِ ما ترَ مِن غِرَّةٍ تَضرِبِ
أَبي لي البَلاَءُ وَإِنِّي اِمرؤٌ / إِذا ما تَبَيَّنتُ لَم أَرتَبِ
فَلا أُلفِيَن كاذباً آثماً / قَديمَ العَداوَةِ كَالنَيرَبِ
يُخَبِّرُكُم أَنَّه ناصِحٌ / وَفي نُصحِهِ حُمَةُ العَقرَبِ
إذَا ناءَ أَوَّلُكُم مُصعِداً / يَقُولُ لآخِرِكُم صَوِّبِ
لِيُوهِنَ عَظمَكُمُ لِلعِدى / وَعَمداً فَإن تُغلَبُوا يَغِلبِ
وَخَصمَي ضِرارٍ ذَوَي تُدرَإِ / مَتَى يَأتِ سِلمُهُما يَشغَبِ
وَمُستَأذِنٍ يَبتَغِي نائلاً / أَذِنتُ لَهُ ثُمَّ لَم يُحجَبِ
فَآبَ بِصالحِ ما يَبتَغِي / وقُلتُ لَهُ اِدخُل فَفِي المَرحَبِ
وَلَستُ بذي مَلَقٍ كَاذِبٍ / إِلاقٍ كَبَرقٍ مِنَ الخُلَّبِ
وَقَومٍِ يَهيِنُونَ أَعراضَهُم / كَوَيتُهُمُ كَيَّةَ المُكلِبِ
وَيَومٍ كَحاشِيَةِ الأَرجُوا / نِ مِن وَقعِ أَزرَقَ كَالكَوكَبِ
حَدَتهُ قَنَاةٌ رُدَينِيَّةٌ / مُثَقَّفَةٌ صَدقَةُ الأَكعُبِ
إِذَا شِئتَ أَبصَرتَ مِن عَقبِهِم / يَتامى يُعاجَونَ كَالأَذؤُبِ
فَإِن لَم يَكُن مِنهُمُ زاجِرٌ / وَلَم تُرعَ رِحمٌ وَلَم تُرقَبِ
وَحانَت مَنايا بأَيديكُمُ / وَمَن يَكُ ذا أَجَلِ يُجلَبِ
فَإِنَّ لَدى المَوتِ مَندُوحةً / وَإِنَّ العِقابَ عَلى المُذنِبِ
أَبَعدَ فَوارسَ يَومَ الشُرَي / فِ آسَى وَبعدَ بَني الأَشهَبِ
وَبَعدَ أَبيهِم وَبَعدَ الرُقا / دِ يَومَ تَرَكناهُ بِالأَكلُبِ
إِذا ما انتَشَيتُ طَرَحتُ اللِجا / مَ في شِدقِ مُنجَرِدٍ سَلهَبِ
يَبُذُّ الجِيادَ بِتَقرِيِبهِ / وَيَأوي إِلى حُضُرٍ مُلهَبِ
كُمَيتٌ كأَنَّ عَلى مَتِنِهِ / سَبائِكَ مِن قِطَعِ المُذهَبِ
كَأَنَّ القُرُنفُلَ والزَنجَبِيلَ / يُعَلُّ عَلى رِيقِها الأَطيَبِ
فَأَخرَجَهُم أَجدَلُ السَاعِدَي / نَ أَصهَبُ كَالأَسَدِ الأَغلَبِ
فَلَماَّ تَخَيَّمنَ تَحتَ الأَرا / كِ والأثلِ مِن بَلَدٍ طيّبِ
عَلى جانَبي حائِرٍ مُفرِطٍ / بِبَرثٍ تَبَوَّأنَهُ مُعشِبِ
وَقُلنَ لَحى اللَهُ رَبُّ العبادِ / جَنُوبَ السِخالِ إِلى يَترَبِ
لَقَد شَطَّ حيٌّ بِجِزعِ الأَغَرِّ / حَيّاً تَرَبَّعَ بِالشُربُبِ
كَطَودِ يُلاَذُ بِأَركانِهِ / عَزيزِ المُراغِمِ وَالمَهرَبِ
إِذا مَسَّهُ الشَرُّ لَم يَكتَئِب / وَإِن مَسَّهُ الخَيرُ لَم يُعجَبِ
فَأَدخَلَكَ اللَهُ بَردَ الجِنا / نِ جِذَلاَنَ في مُدخَلٍ طَيِّبِ
أَصابَهُمُ القَتلُ ثُمَّ الوَفاةُ / هَذَّ الإِشاءَةِ بِالمَخلَبِ
مَضَوا سَلَفاً ثُمَّ لَم يَرجِعُوا / إِلينا فَيا لَكَ مِن مَوكِبِ
غُيُوثاً تَنُوءُ عَلى المُقتِري / نَ إِن يَكذِبِ الغَيثُ لَم تَكذِبِ
كِراماً لَدى الضَيفِ عندَ الشِتا / ءِ والجَدبِ في الزَمَنِ الأَجدَبِ
إِذا عَزَبَ الناسُ أَحلامَهُم / أَراحُوا الحُلُومَ فَلَم تَعزُبِ
كَما اِنفَلَتَ الظَبيُ بَعدَ الجَري
كَما اِنفَلَتَ الظَبيُ بَعدَ الجَري / ضِ مِن جَبذِ أَخضَرَ مُستَأرِبِ
تَواعَدنا أُضاخَهُمُ صَباحاً
تَواعَدنا أُضاخَهُمُ صَباحاً / وَمَنعِجَهُم بِأَحياءٍ غِضابِ
أَلَم تَأتِ أَهلَ المشرِقَينِ رِسالتي
أَلَم تَأتِ أَهلَ المشرِقَينِ رِسالتي / وَأَيُّ نَصِيحٍ لا يَبِيتُ عَلى عَتبِ
مَلَكتُهم فَكانَ الشَرُّ آخِرَ عَهدِكُم / لَئِن لَم تُدارِكُكُم حُلُومُ بَني حَربِ
أَدرَكتُها تأَفِرُ دونَ العُنتُوت
أَدرَكتُها تأَفِرُ دونَ العُنتُوت /
تِلكَ الشَرُودُ وَالخليعُ السُّحلُوت /
أَلا يا لَيتَنِي وَالمرءُ مَيتُ
أَلا يا لَيتَنِي وَالمرءُ مَيتُ / وَما يُغنِي مِنَ الحِدثانِ لَيتُ
نَحنُ بَنُو جَعدَةَ أَربابُ الفَلَج
نَحنُ بَنُو جَعدَةَ أَربابُ الفَلَج /
نَحنُ مَنَعنا سَيلَهُ حَتّى اِعتَلَج /
نَضرِبُ بِالبِيضِ وَنَرجُو بِالفَرَج /
جَزَى اللَه عَنّا رَهطَ قُرَّةَ نُصرَةً
جَزَى اللَه عَنّا رَهطَ قُرَّةَ نُصرَةً / وَقُرَّةَ إِذ بَعضُ الفِعالِ مُزلَّجُ
جَلا الخِزيَ عَن جُلِّ الوُجُوهِ فأَسفَرَت / وَكانَت عَلَيها هَبوَةٌ ما تَبَلَّجُ
هُمُ اليومَ إِذ بادَ المُلُوكُ مُلُوكُنا / فَعالاً وَمَجداً غَيرَ أَن لَم يُتَوَّجوا
تَدارَكَ عِمرانَ بِنَ مُرَّةَ رَكَضُهُم / بِقارَةِ أَهوَى وَالخَوالجُ تَخِلجُ
بِأَرعَنَ مِثلِ الطَودِ تَحسَبُ أَنَّهُم / وُقوفٌ لِحاجٍ وَالرِكابُ تُهَمِلجُ
تَبِيتُ إِذا جاءَ الصَباحُ نِساؤُهُم / تُشَدِّدُ خَلاَّتِ الدُروعِ وَتُشرِجُ
عَلى نارِ حيًّ يَصطَلُونَ كأَنَّهُم / جِمالٌ طَلاها بِالعَنِيَّةِ مُهرِجُ
أَضحَت يُنَفِّرُها الوِلدانُ مِن سَبَإٍ
أَضحَت يُنَفِّرُها الوِلدانُ مِن سَبَإٍ / كأَنَّهُم تَحتَ دَفَّيها دَحارِيجُ