القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : النابِغة الجَعْدي الكل
المجموع : 97
وَدَعوتُ رَبّي بِالسَلامَةِ جاهِداً
وَدَعوتُ رَبّي بِالسَلامَةِ جاهِداً / لِيُصِحَّني فَإِذا السَلامَةُ داءُ
يا كَعبُ هَل لَكَ في كِلا
يا كَعبُ هَل لَكَ في كِلا / بٍ إِنَّ أَصلَ العِزِّ ذاهِبْ
هَل تَعلَمونَ وَأَنتُمُ / قَومٌ تُقَصُّ لَكُم شَوارِبْ
وَبَنو فَزارَةَ إنَّها / لا تُلبِثُ الحَلبَ الحَلائِبْ
سَقَيناهُ بِأَهوى كَأسَ حَتْفٍ
سَقَيناهُ بِأَهوى كَأسَ حَتْفٍ / تَحَساها مَعَ العَلَقِ اللُعابا
فَما نُطفَةٌ كَانَت صَبِيَر غَمامَةٍ
فَما نُطفَةٌ كَانَت صَبِيَر غَمامَةٍ / عَلى مَتنِ صَفوانٍ تُزَعزِعُهُ الصَبا
عَلى مَجَّةٍ من صَفوِ أَريٍ أَتى بِها / حَرِيصٌ يَرى في الحَقِّ أَن يَتَكَسَّبا
بأَطيبَ مِن فيها وَلا طَعمِ ريقِها / إِذَا النَجمُ أَصغى للمَغِيبِ وَصَوَّبا
بِالأَرضِ أُستاهُمُ عَجزاً وَأَنفُهُمُ
بِالأَرضِ أُستاهُمُ عَجزاً وَأَنفُهُمُ / عِندَ الكَواكِبِ بَغياً يا لِذا عَجَبا
وَلَو أَصابُوا كُراعاً لاَ طَعامَ لَهُم / لَم يُنضِجُوها وَلَو أَعطَوا لَها حَطَبا
تَرَقُّشَ العَثِّ فِي بَطنِ الأَدِيمِ فَما / نَالُوا بِذلِكُمُ تَقوىً وَلا نَشَبا
فَما بُزِيَت مِن عُصبَةٍ عامِرِيَّة
فَما بُزِيَت مِن عُصبَةٍ عامِرِيَّة / شَهِدنا لَها حَتّى تَفُوزَ وَتَغلِبا
تَأَبّدَ مِن لَيلَى رُماحٌ فَعاذِبُ
تَأَبّدَ مِن لَيلَى رُماحٌ فَعاذِبُ / وَأَقفَرَ مِمَّن حَلَّهُنَّ التَناضِبُ
فَأَصبَحَ قارَاتُ الشُغُورِ بَسابِساً / تَجاوَبُ في آرامِهِنَّ الثَعالِبُ
وَلَم يُمسِ بِالسيدانِ نَبحٌ لِسامِعٍ / وَلاَ ضَوءُ نارٍ إِن تَنَوَّرَ راكِبُ
فَزَلَّ وَلَم يُدرِكنَ إِلاّ غُبارَهُ / كَما زَلَّ مِرّيخٌ عَلَيهِ مَناكِبُ
فأَعجَلَهُ عَن سَبعَةٍ فِي مَكَرِّهِ / قَضيَنَ كَما بَتَّ الأَنابِيشَ لاعِبُ
فَباتَ عَذُوباً لِلسَماءِ كأَنَّهُ / سُهَيلٌ إِذا مَا أَفرَدَتهُ الكَواكِبُ
كَطَاوٍ بِعَروى أَلجَأَتهُ عَشِيَّةٌ / لَها سَبَلٌ فيهِ قِطارٌ وَحاصِبُ
سَدِيسٌ لَدِيسٌ عَيطَمُوسٌ شِمِلَّةٌ / تُبارُ إِليها المُحصَناتُ النَجائِبُ
أَلَم تَعلَموا ما تَرزَأُ الحَربُ أَهلَها / وَعِندَ ذَوِي الأَحلامِ مِنها التَجارِبُ
لَها السادَةُ الأَشرافُ تَأتي عَلَيهِمُ / فَتُهلِكُهُم والسابِحَاتُ النّجائِبُ
وَتَستلِبُ الدُهمَ التّي كانَ رَبُّها / ضَنيناً بِها وَالحَربُ فيها الحَرائِبُ
إِذاً فَعَدِمتُ المالَ إِلّا مُقَيَّراً / بِأَقرَابِهِ نَسفٌ مِنَ العَرِّ جالِبُ
وَيَبتَزُّ فيهِ المَرءُ بَزَّ إِبنِ عَمِّهِ / رَهِيناً بِكَفَّي غَيرِهِ فَيُشاعِبُ
تَعاَلوا نُحالِف صامِتاً ومُزاحِماً / عَلَيهِم نِصاراً ما تَغَرَّدَ راكِبُ
تَلاَقى رَكيبٌ مِنكُمُ غَيرُ طائِلٍ / إِذا جَمَعَتهُم مِن عُكاظَ الجَباجِبُ
أَسِيرانِ مَكبُولانِ عِندَ اِبنِ جَعفرٍ / وَآخَرُ قَد وَحَّيتُمُوهُ مُشاغِبُ
وَكَيفَ أُرَجّي قُربَ مَن لاَ أَزورُهُ / وَقَد بَعُدَت عَنّي صِرارُ أَحارِبُ
يُثَبُّون أَرحاماً وَما يَجفِلُونها
يُثَبُّون أَرحاماً وَما يَجفِلُونها / وَأَخلاقَ وُدًّ ذَهَّبَتها المَذاهبُ
وَمَولىً جَفَت عَنهُ المَوالِي كَأَنَّما
وَمَولىً جَفَت عَنهُ المَوالِي كَأَنَّما / يُرى وَهُوَ مَطليُّ بِهِ القارُ أَجرَبُ
رَثِمتُ إِذا لَم تَرأَمِ البازِلُ إِبنَها / وَلَم يَكُ فيها لِلمُبِسِّينَ مَحلَبُ
وَصَهباءَ لا تُخفي القَذى وَهيَ دُونَهُ / تُصَفَّقُ في رَاوُوقِها ثُمَّ تُقطَبُ
شَرِبتُ بِها وَالديكُ يَدعو صَباحَهُ / إِذا ما بَنُو نَعشٍ دَنوا فَتَصَوَّبوا
وَبَيضاءَ مثلِ الرّئمِ لَو شِئتُ قَد صَبَت / إِليَّ وَفيها لِلمُحَاضِرِ مَلعَبُ
تجنَّبتُها إِنِّي اِمرؤٌ في شَبِيبتي / وَتِلعابَتي عَن رَيبَةِ الجارِ أَنكَبُ
وَخَرقِ مَرُوراةٍ يَحارُ بِها القَطا / تُرَدِّدُ فِيهِ هَمَّهُ أَينَ يَذهَبُ
قَطَعتُ بِهَوجاءِ النَجاءِ كَأَنَّها / مَهاةٌ يُراعِيهَا بِحَربَةِ رَبَربُ
تَحُلُّ بِأَطرافِ الوِحافِ وَدارُها / حَوِيلٌ فَرَيطاتٌ فَرَعمٌ فأَخرَبُ
فَساقانِ فَالحرّانِ فَالصِنِعُ فَالرَجا / فَجَنبَي حِمىً فَالخانِقانِ فَجَبجَبُ
وَداهِيَةٍ عَمياءَ صَمّاءَ مُذكِرٍ / تُدِرُّ بِسُمًّ مِن دَمٍ يَتَحلَّبُ
وَنُؤيٍ كأَخلاقِ النَضيحِ تَعاوَنَت / عَلَيهِ القِيانُ بِالسَاخِينِ يُضرَبُ
أَقامَت بِهِ ما كانَ في الدّارِ أَهلُها / وَكانُوا أُناساً مِن شَعُوبَ فَأَشعَبُوا
تَحَمَّلَ مَن أَمسى بِها فَتَفَرَّقُوا / فَرِيقَينِ مِنهُم مُصعِدٌ وَمُصَوِّبُ
فَمَن راكبٌ يأَتي إِبنَ هِندَ بِحاجَتي / عَلى النّأيِ وَالأَنباءُ تُنمي وَتُجلَبُ
وَيخبرُ عَنّي ما أَقُولُ إِبنَ عامرٍ / وَنِعمَ الفَتَى يأََوي إِِليهِ المُعَصَّبُ
فَإِن تَأخُذُوا أَهلي وَمالي بِظِنَّةٍ / فإِنِّي لَجرّابُ الرِجالِ مُجَرَّبُ
صَبورٌ عَلى ما يَكرَهُ المَرءُ كُلَّهُ / سِوَى الظُلمِ إِنّي إِن ظُلِمتُ سَأَغضَبُ
أُصيِبَ إِبنُ عَفّانَ الإِمامُ فَلَم يَكُن / لِذِي حَسَبٍ بَعدَ إِبنِ عَفّانَ مَغضَبُ
مَقامَ زيادٍ عِندَ بابِ إِبنِ هاشِمٍ / يُرِيدُ صِلاحاً بَينَكُم وَيُقَرِّبُ
ولَّما رَأَينا أَنَّكُم قَد كَثُرتُمُ / وَخَبَّ إِليكُم كُلُّ حَيًّ وَأَجلَبُوا
عَرانا حِفاظٌ وَالحِفاظُ مَهالِكٌ / إِذا لَم يَكُن مِن وِردِهِ مُتَنَكَّبُ
فَجِئنا إِلى الموتِ الصُهابيّ بَعدَما / تَجَرَّدَ عُريانٌ مِنَ الشَّرِّ أَخدَبُ
فلَمّا قَضَيتُم كُلَّ وِترٍ وَدِمنَةٍ / وَأَدرَكَكُم نَصرٌ مِن اللَهِ مُعجِبُ
وأَدرَكتُمُ مُلكاً خَلَعتُم عِذارَنا / كَما خَلَعَ الطِّرفُ الجَوادُ المُجرَّبُ
وَمالَ الوَلاءُ بِالبَلاءِ فَمِلتُمُ / عَلَينا وَكانَ الحَقُّ أَن تَتَقَرَّبُوا
وَلاَ تَأمَنُوا الدَهرَ الخَؤُونَ فإِنَّهُ / عَلى كُلِّ حالٍ بِالوَرى يَتَقَلَّبُ
وَهاجَت لَكَ الأَحزانَ دارٌ كأَنَّها / بِذي بَقَرٍ أَو بِالعَنانَةِ مَذهَبُ
بِأَخضَرَ كالقَهقَرِّ يَنفُضُ رَأسَهُ / أَمام رِعالِ الخَيلِ وَهي تُقَرِّبُ
فلَمّا جَرى الماءُ الحَمِيمُ وأُدرِكَت / هَزِيمَتُهُ الأُولى التّي كُنتُ أَطلُبُ
قُرَيشٌ جِهازُ الناسِ حَيّاً وَمَيّتاً / فَمَن قالَ كَلاَّ فالمُكَذِّبُ أَكذَبُ
وَأَعلمُ أَنَّ الخَيرَ لَيسَ بِدائمٍ / عَلَينا وَأَنَّ الشَّرَّ لا هُوَ يَرتُبُ
أَوارِيُّ خَيلٍ قَد عَفَت وَمَنازِلٌ / أَراحَ بِها حَيُّ كِرامٌ وَأَعزَبوا
كَأَنَّ قَطا العَينِ الذَّي خَلفَ ضارِحٍ
كَأَنَّ قَطا العَينِ الذَّي خَلفَ ضارِحٍ / جِلابُ لَغاً أَصواتُها حينَ تَقرَبُ
وَعادِيَةٍ سَومِ الجَرادِ شَهِدتُها
وَعادِيَةٍ سَومِ الجَرادِ شَهِدتُها / لَها قَيرَوانٌ خَلفَها مُتَنَكِّبُ
سَما لَكَ هَمُّ وَلَم تَطرَبِ
سَما لَكَ هَمُّ وَلَم تَطرَبِ / وَبِتَّ بِبَثٍّ وَلَم تَنصَبِ
وَقالت سُلَيمى أَرَى رأَسَهُ / كَناصِيَةِ الفَرَسِ الأَشهَبِ
وَذَلكَ مِن وَقَعاتِ المُنونِ / فَفِيئي إِليكِ وَلا تَعجَبى
أَتَينَ عَلى إِخوَتي سَبعَةً / وَعُدنَ عَلى رَبعِيَ الأَقرَبِ
وَسادَةِ رَهطيَ حَتّى بَقي / تُ فَرداً كصِيصِيَّةِ الأَغضَبِ
فَلَيتَ رَسُولاً لَهُ حاجَةٌ / إِلى الفَلَجِ العودِ فَالأَشعَبِ
وَدَسكَرةٍ صَوتُ أَبَوابِها / كَصوتِ المَواتِحِ بِالجَوأَبِ
سَبَقتُ صِياحَ فَرارِيجِها / وَصوتَ نَواقِيسَ لَم تُضرَبِ
برَنَّةِ ذي عَتَبٍ شارِفٍ / وَصَهباءَ كَالمِسكِ لَم تُقطَبِ
وَقَهوَةٍ صَهباءَ باكَرتُها / بِجُهمَةٍ وَالديكُ لَم يَنعَبِ
وَجُردٍ جَوانِحَ وِردَ القَطا / يوائِلنَ مِن عَنَقٍ مُطنِبِ
خَرَجنَ شَماطِيطَ مِن غارةٍ / بِأَلفٍ تَكَتَّبُ أَو مِقنَبِ
كأَنَّ الغُبارَ الَّذي غادَرَت / ضُحَيّاً دَواخِنُ مِن تَنضُبِ
تَلافَيتُهُنَّ بِلا مُقرِفٍ / بَطيءٍ وَلا جَذَعٍ جَأَنَبِ
بِعاري النَواهِق صَلتِ الجَبي / نِ أَجرَدَ كالقَدعِ الأَشعَبِ
يُقَطَّعُهُنَّ بِتَقرِيبِهِ / وَيَأوي إِلى حُضُرٍ مُلهِبِ
وَإِرخاءِ سِيدٍ إِلى هَضبَةٍ / يُوائِلُ مِن بَرَدِ مُهذِبِ
إِذا سِيقَتِ الخَيلُ وَسَطَ النها / رِ يُضرَبنَ ضَرباً وَلَم يُضرَبِ
غَدا مَرِحاً طَرِباً قَلبُهُ / لَغِبنَ وأَصبَحَ لَم يَلغَبِ
فَلِيقُ النَسا حَبِطُ الموقِفَي / نِ يَستَنُّ كالتيسِ في الحُلَّبِ
مُدِلٌّ عَلى سُلُطاتِ النُسو / رِ شُمِّ السَنابكِ لَم تُقلَبِ
صَحِيحُ الفُصوصِ أَمِينُ الشَظا / نِيامُ الأَباجِلِ لَم تُضرَبِ
كَأَنَّ تَماثِيلَ أَرساغِهِ / رِقابُ وُعُولٍ لَدى مَشرَبِ
كَأَنَّ حَوافِرَهُ مُدبِراً / خُضبِنَ وَإِن كانَ لَم يُخضَبِ
حِجارَةُ غَيلٍ بِرَضراضَةٍ / كُسِينَ طِلاءً منَ الطُحلُبِ
وَأَوظِفَةٌ أيِّدٌ جَدلُها / كَأَوظِفَةِ الفالِجِ المُصعَبِ
وَلَوحُ ذِراعَينِ في بِركَةٍ / إِلى جُؤجُؤ رَهِلِ المَنكِبِ
أُمِرَّ ونُحِّيَ مِن صُلبِهِ / كَتنَحِيَةِ القَتَبِ المُجلَبِ
عَلى أَنَّ حارِكَهُ مُشرِفٌ / وَظَهرَ القطاةِ وَلَمَ يَحدَبِ
كَأَنَّ مَقَطَّ شَراسِيفِهِ / إِلى طَرَفِ القُنبِ فالمَنقَبِ
لُطِمنَ بِتُرسٍ شَديدِ الصِفا / قِ مِن خَشَبِ الجَوزِ لَم يُثقَبِ
وَيَصهِلُ في مِثلِ جَوفِ الطَوِيّ / صَهيلاً يُبَيّنُ لِلمُعربِ
وَمِن دَونِ ذاكَ هَوِيٌّ لَهُ / هَوِيَّ القُطامِيّ لِلأَرنَبِ
كَأَنَّ تَواليَها بِالضُحى / نواعِمُ جَعلٍ مِن الأَثأَبِ
أَتاهُنَّ أَنَّ مِياهَ الذّها / بِ فَالأَوقِ فَالمِلحِ فَالمِيثَبِ
فَنَجدَي مَريعِ فَوادِي الرَجاءِ / إِلى الخانِقَينِ إِلى أَخرُبِ
تُجَرّي عَلَيهِ رَبابُ السَما / كِ شَهرَينِ مِن صَيِّفِ مُخصِبِ
عَليهنَّ مِن وَحشِ بَينُونَةٍ / نِعاجٌ مَطافِيلُ في رَبرَبِ
وَكانَ الخَلِيلُ إِذا رابَني / فَعاتَبتُهُ ثُمَّ لَم يُعتِبِ
هَوايَ لَهُ وَهَوَى قَلبِهِ / سِوايَ وَمَا ذاكَ بِالأَصوَبِ
فَإِنّي جَرِيءٌ عَلى هَجرِهِ / إِذا ما القَرينَةُ لَم تُصحِبِ
أَدُومُ عَلى العَهدِ ما دامَ لِي / فَإن خانَ خُنتُ وَلَم أَكذِبِ
وَبَعضُ الأَخِلاّءِ عِندَ البَلا / ءِ والرُزءِ أَروَغُ مِن ثَعلَبِ
وَكيفَ تُواصِلُ مَن أَصبَحَت / خِلالَتُهُ كَأَبي مَرحَبِ
رَآكَ بِبَثَّ فَلَم يَلتَفِت / إِلَيكَ وَقالَ كَذاكَ اِدأَبِ
وَما نَحَني كَمِنَاحِ العَلُو / قِ ما ترَ مِن غِرَّةٍ تَضرِبِ
أَبي لي البَلاَءُ وَإِنِّي اِمرؤٌ / إِذا ما تَبَيَّنتُ لَم أَرتَبِ
فَلا أُلفِيَن كاذباً آثماً / قَديمَ العَداوَةِ كَالنَيرَبِ
يُخَبِّرُكُم أَنَّه ناصِحٌ / وَفي نُصحِهِ حُمَةُ العَقرَبِ
إذَا ناءَ أَوَّلُكُم مُصعِداً / يَقُولُ لآخِرِكُم صَوِّبِ
لِيُوهِنَ عَظمَكُمُ لِلعِدى / وَعَمداً فَإن تُغلَبُوا يَغِلبِ
وَخَصمَي ضِرارٍ ذَوَي تُدرَإِ / مَتَى يَأتِ سِلمُهُما يَشغَبِ
وَمُستَأذِنٍ يَبتَغِي نائلاً / أَذِنتُ لَهُ ثُمَّ لَم يُحجَبِ
فَآبَ بِصالحِ ما يَبتَغِي / وقُلتُ لَهُ اِدخُل فَفِي المَرحَبِ
وَلَستُ بذي مَلَقٍ كَاذِبٍ / إِلاقٍ كَبَرقٍ مِنَ الخُلَّبِ
وَقَومٍِ يَهيِنُونَ أَعراضَهُم / كَوَيتُهُمُ كَيَّةَ المُكلِبِ
وَيَومٍ كَحاشِيَةِ الأَرجُوا / نِ مِن وَقعِ أَزرَقَ كَالكَوكَبِ
حَدَتهُ قَنَاةٌ رُدَينِيَّةٌ / مُثَقَّفَةٌ صَدقَةُ الأَكعُبِ
إِذَا شِئتَ أَبصَرتَ مِن عَقبِهِم / يَتامى يُعاجَونَ كَالأَذؤُبِ
فَإِن لَم يَكُن مِنهُمُ زاجِرٌ / وَلَم تُرعَ رِحمٌ وَلَم تُرقَبِ
وَحانَت مَنايا بأَيديكُمُ / وَمَن يَكُ ذا أَجَلِ يُجلَبِ
فَإِنَّ لَدى المَوتِ مَندُوحةً / وَإِنَّ العِقابَ عَلى المُذنِبِ
أَبَعدَ فَوارسَ يَومَ الشُرَي / فِ آسَى وَبعدَ بَني الأَشهَبِ
وَبَعدَ أَبيهِم وَبَعدَ الرُقا / دِ يَومَ تَرَكناهُ بِالأَكلُبِ
إِذا ما انتَشَيتُ طَرَحتُ اللِجا / مَ في شِدقِ مُنجَرِدٍ سَلهَبِ
يَبُذُّ الجِيادَ بِتَقرِيِبهِ / وَيَأوي إِلى حُضُرٍ مُلهَبِ
كُمَيتٌ كأَنَّ عَلى مَتِنِهِ / سَبائِكَ مِن قِطَعِ المُذهَبِ
كَأَنَّ القُرُنفُلَ والزَنجَبِيلَ / يُعَلُّ عَلى رِيقِها الأَطيَبِ
فَأَخرَجَهُم أَجدَلُ السَاعِدَي / نَ أَصهَبُ كَالأَسَدِ الأَغلَبِ
فَلَماَّ تَخَيَّمنَ تَحتَ الأَرا / كِ والأثلِ مِن بَلَدٍ طيّبِ
عَلى جانَبي حائِرٍ مُفرِطٍ / بِبَرثٍ تَبَوَّأنَهُ مُعشِبِ
وَقُلنَ لَحى اللَهُ رَبُّ العبادِ / جَنُوبَ السِخالِ إِلى يَترَبِ
لَقَد شَطَّ حيٌّ بِجِزعِ الأَغَرِّ / حَيّاً تَرَبَّعَ بِالشُربُبِ
كَطَودِ يُلاَذُ بِأَركانِهِ / عَزيزِ المُراغِمِ وَالمَهرَبِ
إِذا مَسَّهُ الشَرُّ لَم يَكتَئِب / وَإِن مَسَّهُ الخَيرُ لَم يُعجَبِ
فَأَدخَلَكَ اللَهُ بَردَ الجِنا / نِ جِذَلاَنَ في مُدخَلٍ طَيِّبِ
أَصابَهُمُ القَتلُ ثُمَّ الوَفاةُ / هَذَّ الإِشاءَةِ بِالمَخلَبِ
مَضَوا سَلَفاً ثُمَّ لَم يَرجِعُوا / إِلينا فَيا لَكَ مِن مَوكِبِ
غُيُوثاً تَنُوءُ عَلى المُقتِري / نَ إِن يَكذِبِ الغَيثُ لَم تَكذِبِ
كِراماً لَدى الضَيفِ عندَ الشِتا / ءِ والجَدبِ في الزَمَنِ الأَجدَبِ
إِذا عَزَبَ الناسُ أَحلامَهُم / أَراحُوا الحُلُومَ فَلَم تَعزُبِ
كَما اِنفَلَتَ الظَبيُ بَعدَ الجَري
كَما اِنفَلَتَ الظَبيُ بَعدَ الجَري / ضِ مِن جَبذِ أَخضَرَ مُستَأرِبِ
تَواعَدنا أُضاخَهُمُ صَباحاً
تَواعَدنا أُضاخَهُمُ صَباحاً / وَمَنعِجَهُم بِأَحياءٍ غِضابِ
أَلَم تَأتِ أَهلَ المشرِقَينِ رِسالتي
أَلَم تَأتِ أَهلَ المشرِقَينِ رِسالتي / وَأَيُّ نَصِيحٍ لا يَبِيتُ عَلى عَتبِ
مَلَكتُهم فَكانَ الشَرُّ آخِرَ عَهدِكُم / لَئِن لَم تُدارِكُكُم حُلُومُ بَني حَربِ
أَدرَكتُها تأَفِرُ دونَ العُنتُوت
أَدرَكتُها تأَفِرُ دونَ العُنتُوت /
تِلكَ الشَرُودُ وَالخليعُ السُّحلُوت /
أَلا يا لَيتَنِي وَالمرءُ مَيتُ
أَلا يا لَيتَنِي وَالمرءُ مَيتُ / وَما يُغنِي مِنَ الحِدثانِ لَيتُ
نَحنُ بَنُو جَعدَةَ أَربابُ الفَلَج
نَحنُ بَنُو جَعدَةَ أَربابُ الفَلَج /
نَحنُ مَنَعنا سَيلَهُ حَتّى اِعتَلَج /
نَضرِبُ بِالبِيضِ وَنَرجُو بِالفَرَج /
جَزَى اللَه عَنّا رَهطَ قُرَّةَ نُصرَةً
جَزَى اللَه عَنّا رَهطَ قُرَّةَ نُصرَةً / وَقُرَّةَ إِذ بَعضُ الفِعالِ مُزلَّجُ
جَلا الخِزيَ عَن جُلِّ الوُجُوهِ فأَسفَرَت / وَكانَت عَلَيها هَبوَةٌ ما تَبَلَّجُ
هُمُ اليومَ إِذ بادَ المُلُوكُ مُلُوكُنا / فَعالاً وَمَجداً غَيرَ أَن لَم يُتَوَّجوا
تَدارَكَ عِمرانَ بِنَ مُرَّةَ رَكَضُهُم / بِقارَةِ أَهوَى وَالخَوالجُ تَخِلجُ
بِأَرعَنَ مِثلِ الطَودِ تَحسَبُ أَنَّهُم / وُقوفٌ لِحاجٍ وَالرِكابُ تُهَمِلجُ
تَبِيتُ إِذا جاءَ الصَباحُ نِساؤُهُم / تُشَدِّدُ خَلاَّتِ الدُروعِ وَتُشرِجُ
عَلى نارِ حيًّ يَصطَلُونَ كأَنَّهُم / جِمالٌ طَلاها بِالعَنِيَّةِ مُهرِجُ
أَضحَت يُنَفِّرُها الوِلدانُ مِن سَبَإٍ
أَضحَت يُنَفِّرُها الوِلدانُ مِن سَبَإٍ / كأَنَّهُم تَحتَ دَفَّيها دَحارِيجُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025