القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : الساعاتي الكل
المجموع : 181
رَقَّت لرقة حالتي الأَهواءُ
رَقَّت لرقة حالتي الأَهواءُ / وَحنت عليَّ البانة الهَيفاءُ
وَبَكى الغَمام عَليَّ مِن أَسَف وَقَد / كادَت تُمَزق طَوقَها الوَرقاءُ
ماذا تُريد الحادِثات مِن امرئ / مِن جُندِهِ الشعراء وَالأُمَراءُ
دَعها تَمُدّ كَما تَريد شِباكَها / فَلَرُبَما عَلَقت بِها العَنقاءُ
أَنا ذَلِكَ الصل الَّذي عَن نابِهِ / تَلوي المَنون وَتلتَوي الرَقطاءُ
وَفَمي هُوَ القَوس الأَرنّ وَمقولي / الوتر الشَديد وَأَسهُمي الانشاءُ
فكر ينظم في البَديع فَرائِداً / مِن دونِها ما يُلفظ الدأماء
لَو لَم يَكُن حَظي أَضاع فَضائلي / لتضوّعت بِأريجها الأَرجاءُ
وَلع الزَمان وَأهله بَعداوتي / ان الكرام لَها اللئام عداءُ
أَتحطّ قَدري الحادِثات وهمتي / مِن دونها المَريخ وَالجَوزاء
هَيهات تَهضم جانبي وَعَزائمي / مِثل البَواتر دَأبها الإِمضاءُ
صَبراً عَلى كَيد الزَمان فَإِنَّما / يَبدو الصَباح وَتَنجَلي الظَلماءُ
أَنا وَالمَعالي عاشِقان وَطالَما / وَعد الحَبيب فَعاقَهُ الرقباءُ
لَو كانَت الأَقدار يَوماً ساعَدَت / مثلي لَخافَت سَطوَتي الخَلفاءُ
وَأُرت بِالخَيل السَوابق عَثيرا / تَعمى إِذا اكتحَلَت بِهِ الزَرقاءُ
ثُم اِنتَضيت مِن البُروق صَوارِماً / فَرقاً تراها المُقلة العَمياءُ
وَهَززت لِلمَوت الزؤام عَوامِلاً / صَمّاً لِمَوقع طَعنِها إِصغاءُ
وَرَميت أَكباد المُلوك باسهم / مَثل الأَراقم ما لَهُنَّ رقاءُ
أَو كنت مِن أَهل الثَراء غَدَت يَدي / بِالجود وَهِيَ سَحابة وَطفاءُ
وَأَمال لي المال الذُرى فَسَموتَها / وَإِذا بخلت فَإِنَّني المِعطاءُ
وَإِذا جبنت فَأَنَّني لَيث الشَرى / أَو فهت قالوا هَكَذا البَلغاءُ
وَأَتى الزَمان مُسالِماً فَصُروفه / وَبَنوه عِندي وَالعَبيد سِواءُ
وَإِذا الآله أَرادَ خَيراً بِامرئ / أَلقَت أَزمتها لَهُ النَعماءُ
وَلَقَد بَلَوت العالمين فَلَم أَجِد / ذا ثَروة يَوماً وَفيهِ رَجاءُ
وَلَئن قَصَدت كَريمَهُم بِقَصيدة / يَوماً فَمدح المَدح منهُ عَطاءُ
أًفنيت عُمري في طلاب أَولى النَدى / متعللاً بِعِسى يجاب نِداءُ
وَأَضلَني داعي الشَبيبة وَالصبا / ان الشَبيبة فَتنة صَماءُ
غَضت عَن العَلياء طَرفي بُرهة / ثُم اِنجَلَت عَن ناظري الأَقذاءُ
فَعلمت أَن الأَكرَمين هُم الأُلى / شَرَفوا وَباقي العالمين هَباءُ
لَم يَبقَ غَير بَني النَبيّ مُحَمد / في الأَرض مَن يُعزي إِليهِ سَخاءُ
قَومٌ هَمَت جَدواهُم وَبِمَدحِهم / في كُلِ وادٍ هامَت الشُعراءُ
وَلَو اِقتَدَحَت زِناد فكرك فيهم / لأَراكَ وَصف علاهم الايراءُ
ان لم يجزك ابن النَبي لمانع / ان الشَفاعة مِن أَبيه جَزاءُ
وَلَقَد أَجَلُّ مَدائحي وَأَصونها / عَن غَيرِهم وَتَصونني العَلياءُ
فَهِيَ الكَواكب لا ترام وَمالَها / إِلّا ابن عَون في الوجود سَماءُ
ملك سَما سُلطانَهُ وَتَقاصَرَت / عَنهُ المُلوك لِأَنَّها أَسماءُ
وَلو اِرتَقوا يَوماً لأَخمصه اِنتَهوا / لِمَراتب ما فَوقَهنَّ عَلاءُ
وَصلتهُ أَبكار العَلاء كَواعِباً / مِن قَبل ما وَصلتهم الشَمطاءُ
ذكرى لَهُم عَبث أَذا ذَكر اسمَهُ / ما لِلنُجوم مَع الصَباح بَقاءُ
رذ بحر جَدواه يُنلك جَواهِراً / وَدَع السُيول فَاِنَهُنَّ غَثاءُ
ضربت سرادقها المَهابة فَوقَهُ / فَإِذا بَدا بادَت بِهِ الأَعداءُ
تَخشى الأُسود الغلب سَطوة بَأسَهُ / أَبَداً كَما تَخشى الأُسود الشاءُ
وَتَهابَهُ شمّ الأُنوف لِطول ما / شئت عَلَيها الغارة الشَعواءُ
عَزم كَما يَمضي القَضاء وَهمة / كَالدَهر لا أَمَدٌ وَلا اِستقصاءُ
يَخشى وَيرجى سَيفه وَنَواله / ما لاحَ بَرقٌ أَو هَمَت أَنواءُ
وَتَراه يَختَرط الحسام براحة / سالَ النضار بها وَقام الماءُ
فَإِذا حبا أَحيَ بِفَيض غَمامه / وَإِذا سَطا شَقيت بِهِ الأَحياءُ
يا أَيُّها الملك المُفدّى دَعوة / يا مَن لَديهِ لا يَخيبُ دُعاءُ
أَولَيتني الآلاء ثُمَ تَرَكتَني / مِثل الَّذي حَلّت بِهِ اللأواءُ
ما كانَ ذا أَملي الَّذي أَملتهُ / فيكُم وَأَنتُم سادة كُرماءُ
أَوَ لَستمُ أَدرى بِما كُنتُم بِهِ / تعدونني وَمَتى يَكون أَداءُ
إِن كانَ دائي سوء حَظي رُبَما / يَشقى الفَصيح وَتَنعم العَجماءُ
وَالشَمس تُشرق في السَماء وَطالَما / بالغيم قَد حجبت لَها أَضواءُ
وَالأَرض واحدة وَلَكن رُبَما / تَظما الرياض وَتَرتَوي الصَحراءُ
لَكن أَحكام الآله بِذا قَضَت / يَعطى الغَبيّ وَتحرم الفَصحاءُ
يا خَير مَن غرَرُ المَكارم تَنتَمي / لندى يَديه وَتَعتَزى الأَنداءُ
لا تَحسَبَنّي بِالوَضيع مَكانة / في القائِلين وَما أَقول هُذاءُ
لَئِن اِنتَمى لَكَ كُل فعل في اللقا / فَقَد اِنتَمى لي القَول وَالالقاءُ
وَسَليقَتي تلكَ الَّتي أَبَداً لَها / كَحسامك الماضي الحَديد مضاءُ
أَنتَ الَّذي شَهد السَحاب لِجوده / وَأَنا الَّذي شهدت لي الأُدَباءُ
لي في اِمتِداح علاك باع طائل / أَبَداً وَأَنتَ لَكَ اليَد البَيضاءُ
مني المَدائح وَالمَنائح مِنكُم / لا غبنَ ان كِلَيهما آلاءُ
تَعتاض مِن بَذل النضار جَواهِراً / هَذا بِذاك وَفي البَقاء نَماءُ
رفقاً وَرَعياً لِلحُقوق فَإِنَّما / بِالزَهر تَزهو الرَوضة الغَناءُ
ما زلت أَجلو وَصفكم حَتّى بَدا / كَالشَمس لا رَمزٌ وَلا إِيماءُ
وَحَبوتموني بَعدَها بِقَطيعةٍ / أَكَذا يَكون تَكرّمٌ وَحَباءُ
مِن لي بِحَظ الأَغبياء فعلتي / عزَّ الدَواءُ لَها وَجلَّ الداءُ
أَقسَمت بِالبَيت الحَرام وَزَمزم / وَالمشعرين وَما حَواه حَراءُ
اني أَراكُم خَيرَ مِن وطئ الثَرى / فيمَن أَراه وَما لَكُم نظراءُ
محضتكم صَفوَ الوِداد محبة / فيكم وَفي مثلي يَكون وَفاءُ
لا تَحسَبوا أَني نَسيت عهودَكُم / فوداد مثلي لَيسَ فيهِ جَفاء
وَأَرى المُلوك فَإِن أَرَدت مَديحَهُم / أَغدو كَأَنّي أَبكَمٌ فَأَفاء
وَتَطيعني الغرر الشَوارد فيكُم / فَكَأَنَّها مِن وَصفكم املاءُ
وَلَقَد بَعَثت اليكم بيتيمة / غَرّاءَ لَيسَ كمثلها غَرّاءُ
كَالشَمس تَمحو الشُهب طَلعَتها وَقَد / تلغى القباح وَتذكر الحَسناءُ
وَلَئن بَقيت مدحتكم بِقَلائد / تَعنو لِفَصل خطابها الخَطباءُ
وَلأُثنينَّ عَلَيكُمُ بِفَرائد / تَبقى وَإِن أَفنى يَدوم ثَناءُ
لسعدك مِن فَوق النُجوم سَماءُ
لسعدك مِن فَوق النُجوم سَماءُ / سَماها سَنا مِن نوره وَسَناءُ
عَلَيكَ لِواءُ الحَمد ظل مظللا / عَلاه مِن النَصر العَزيز لواءُ
لِأَنك أَولى الناس بِالمَجد وَالعُلا / كَما لَكَ بِالفَضل العَميم وَلاءُ
لَكَ الملك فاحكم كَيفَ شئت عَلى الثَرى / فَما الأَرض إِلّا مَصر وَهِيَ ثَراءُ
مُبَوأ صدق وَهِيَ أَنضَر رَبوة / مَقامٌ كَريمٌ حلهُ كُرَماءُ
وَذاتُ قَرار وَهِي خَير مَدينة / وَملك عَظيم أَهله عُظَماءُ
عَلى أَنَّها مِن جَنةَ الخُلد غَيضة / رياض بِها عين وَأَنتَ ضياءُ
تَجَلَت عَلى الدُنيا بِأَنوار طَلعة / وَخَير بِهِ عَمَ العُموم رضاءُ
فَأَمعنَت فكري في مَعاني صِفاتِها / لأغلم ما قَد قَرر العُلَماءُ
فَأَبصَرَت فَردوساً تَدانَت قُطوفها / وَللنيل فيها كَوثر وَشِفاءُ
وَأَورَثَها المَولى المَجيد أَئمة / لَهُم كُل أَملاك البِلاد فِداءُ
لَها اِبن إِبراهيم مَجد مؤثل / وَعَهد قَديم دامَ منهُ وَفاءُ
أَنارَت باسماعيل مِنها قُصورَها / فَنَجم الثُريا وَالثَرى قَرناءُ
بِها عَين شَمس مِنه ما الشَمس في الضُحى / باشرق منها وَالشُموس سواءُ
بِها ارم ذات العِماد يَزينها / بَهاءٌ وَنور وَالخلاف هَباءُ
وَمَصر هِيَ الدُنيا جَميعاً وَرَبُها / عَزيز وَأَهلوها هُمُ النُجَباءُ
لَقَد جَمَعت ما بَينَ شَرق وَمَغرب / كَذَلِكَ بِالفُرقان جاءَ ثَناءُ
خَزائن أَرض اللَه مَصر وَكَم أَتى / حَديث رَوته السادة القُدَماءُ
لَقَد صَير الباري ثَراها وَأَهلها / وَرَوّى رباها كَيفَ شاءَ وَشاءوا
إِذا فاضَ نَهر النيل فيها يمده / نَوال مليك وَفده وَزراءُ
تَسامَت باسماعيل قَدراً وَمَنصِباً / وَقد هَزَّ قَطريها بِهِ خَيلاءُ
تَعالى عَلى كُرسيها فَتَرَنَحَت / وَقَرَّت بِهِ عَيناً وَزالَ عَناءُ
وَأَسس فيها مُلكَهُ فَتَشَرَفَت / وَطاول مِنهَ الفرقدين بِناءُ
وَقَد قَضي الأَمر الَّذي كانَ يُرتَجى / فَلا خابَ للاسلام فيكَ رَجاءُ
وأَنتَ عِماد الدين لا زلتَ قائِماً / وَيَلقاكَ مَن عاداكَ وَهُوَ لفاءُ
وَدُمتَ وَدامَ الفرع وَالأَصل ثابت / دَوام الدراري ما اِستَهَل سَماءُ
فإِن سَرير الملك قَرَّ قَراره / وَعَمَّ الأَهالي بِالسُرور هَناءُ
وَأَشرَق تاج الفَخر وَاِنعَقَدَ اللوا / وَأَشرَق فَوقَ الأُفق مِنهُ عَلاءُ
فَلَيس الَّذي عاديت باقٍ وَإِنَّما / إِلى ملك مصر كَيفَ شئت بَقاءُ
بَقيت مَليك الأَرض بالعز ما سَما / لِسَعدك مِن فَوق النُجوم سَماءُ
بَدر تَسامي طالعاً بِسماءِ
بَدر تَسامي طالعاً بِسماءِ / وَسناً تبلج ساطِعاً بِسَناءِ
وَكَواكب كَمواكب بسعودها / قرنت دراريها بَدر ثَناءِ
جاري جَواريها نَظيم قَلائدي / وَجَلا ذُكاءَ بِها بَهاءُ ذَكائي
مِن بَعد ما عدل التَمني في السَرى / عَن مَنهج أَندى مِن الأَنداءِ
يممته ومذ اهتديت أَخذت في / حُسن الرَجاء بِأَحسن الأَرجاءِ
وافيت كَالصادي لِبَحر واسمه / مَنصور يحيى حَيث يَحيا الطائي
ذاكَ الَّذي طَلَعَت نُجوم سُعوده / بِصعوده لِمَنازل العَلياءِ
وَتَسابَقَت فيهِ المَعاني سَبقها / في مَدحِهِ وَالسَبق لِلنَعماءِ
أَسفي عَلى السَلف الألى لَو أَكرَموا / بِلِقائِهِ بَشَرتَهُمِ بِبَقاءِ
لَو أَنَّهُم بَصَروا بِهِ لَتَنافَسَت / في وَصفِهِ الأَحياءُ بِالأَحياءِ
وَلَخَلَدوا فيهِ الثَناءَ وَخَلَدوا / لِبَقائِهِ فيهِ لِيَوم لِقاءِ
دانَت لَهُ الدُنيا وَدانَ قَصيها / حَتّى أَحاطَ بِها في الدأماءِ
ورث الأَكارم في المَكارم وَاِقتَدى / بَعدَ السَحاب بِهِ أَولو الآلاءِ
فَهُوَ المُشير إِلى الغَوادي بِالنَدى / لاعانة العاني بَغَير نِداء
ارسلت مِن نَظمي إَلَيهِ تَشَكُراً / بِفَرائد تَزهو عَلى الزَهراءِ
يا لَيتَني مِن يمنه وَيَساره / في راحة تُرجى بِدون عَناءِ
كَم حَلَ في الميزان بَدر فَاِرتَقى / بِكَمالِهِ لِكَواكب الجَوزاءِ
أَرجو مِن المَولى الكَريم بِفَضلِهِ / نَقلي مِن الأَموات لِلأَحياءِ
وَأَريد مِن زَمَني تَنقل طالِعي / بِمَنازل السَراء لا الضَرّاءِ
أَجري وَأَجري لا يوازن راحَتي / إِن قَسَت كُل سَعادة بِشَقاءِ
فَأَنحت بِالباب الكَريم مَطيَتي / متفيئاً مِنهُ بظل وَفاءِ
فَإِذا العِناية صادَفتني أَسرَعت / بإِغاثتي مِن شَدة لرخاءِ
وَجَلَوت مِن غُرر البَديع أهلة / كَسوابق في حَلبة الغَلواءِ
لا زلت يا اِبنَ الأَكرَمين مُمتِعاً / وَبَني أَبيك السادة الكَرماءِ
ما دامَ لِلبَدر الكَمال تمده / شَمس النَهار بِباهر الأَضواءِ
جئنا عَلى ثقة بِكُل رَجاءِ
جئنا عَلى ثقة بِكُل رَجاءِ / لحمى الوفود وَأَطيب الأَرجاءِ
نَطوي المَنازل وَالبِلاد تَشَوقاً / لِلنازِلين بِتونس الخَضراءِ
المُكرَمين لِمَن أَتاهُم وافِداً / وَالمنعمين بأَوفر النَعماءِ
قَوم إِذا أَمّ الغَريب ديارهم / رَفَعوه فَوقَ مَناكب الجَوزاءِ
وَهُم الكِرام وَمِن بِحُسن صِفاتهم / تَطوي المطيّ سَباسبَ البَيداءِ
وَهُم الذينَ لَهم أَيادٍ في الوَرى / تَدني البَعيد لَها بذكر النائي
وَهُم النُجوم تحف بِالبَدر الَّذي / يَعلو سَناه فَوقَ كُل سَماءِ
بحر المَكارم مَورد الجَدوى وَمِن / فَضح الحيا بنداه في الأَحياءِ
أَضحى نَوال يمينه بَينَ الورى / مُتَفَرِقاً في جَمع كُل ثَناءِ
صارَت مَواهبه مَطايا ذكره / وَسَمَت عَطاياه عَطايا الطائي
ذكرٌ جَميل في البِلاد كَأَنَّهُ / يَدعو بَني الآمال بالايماءِ
فَأَتيت مُمتَدِحاً لِأَحمَد عَودَتي / بِنداه بَينَ الساكني البَطحاءِ
أَحسَنت ظَني فيهِ أَن سَيعيدني / أَزهو بِما يولي مِن الآلاءِ
لا زالَ في عزّ يَدوم ورفعة / تَسمو بَهمته لِكُل عَلاءِ
وَكَذاك لا برحت مَواهب كفه / بَينَ الوَرى تَشفي مِن البَرحاءِ
لَكَ في سَماءِ المُكرَمات وَلاءُ
لَكَ في سَماءِ المُكرَمات وَلاءُ / وَعَليكَ مِن حُسن الثَناء لِواءُ
سر في سُرور بَينَ أَعلام الهُدى / بِالعزّ يَرفعها سناً وَسَناءُ
لِنَرى الجَواري المُنشئات وفَوقها / بَحر النَوال وَدونَها الدَأماءُ
وَقِلاعها مَثل القِلاع شَواهق / تَحتَ البُنود وَمشيها خَيلاءُ
تَتَنفس الصَعداء مِن ظَمإٍ بِها / فتعلها مِن جودك الأَنداءُ
تجري عَلى عَجل يَكاد زَفيرها / يَرقى إِلى الأَفلاك لَولا الماءُ
تَرمي مَصابيح السَماء بِمثلها / شَرراً وَيمنعها الوصول هَواءُ
تَسري الكَواكب كَالمَواكب دونَها / فَتَجوز مَجرى تَحتَهُ الجَوزاءُ
تَنسابُ مثل الصَل فوقَ الماء قَد / تبعتهُ مِنهُ حَية رَقطاءُ
كَالنَجم ذي الذَنب الَّذي يَجري عَلى / نَهر المَجَرة لَو لَهُ ضَوضاءُ
كَالسُحب في الجَو المُحيط شواظها / جون وَمُضطَرم اللَهيب ذَكاءُ
تَلقى بِأَمثال الصَواعق صوتَها / كَالرَعد قَد قذَفَت بِها الأَنواءُ
وَكَأَنَك البَدر المُنير وَحَولَهُ / زَهر الدراري وَالسَفين سَماءُ
تَجري ببرّ فَوقَ بَحر خَضرم / كَنواله لَو كانَ فيهِ سَخاءُ
وَتؤمّ خَير المُرسلين محمدا / وَلهاً بِأَنوار السَعيد هداءُ
ملك تَتوَّج بِالوَقار عَلَيهِ مِن / حلل المَهابة وَالكَمال رِداءُ
يَسعى إِلى الحَرَم الشَريف مُسربلا / بِخُشوعه وَأَمامه الأَضواءُ
في طاعة الرَحمَن نَحوَ رَسوله / قَصد القُبول وَفي القُبول جَزاءُ
قَد أَمّ مهبط وَحيه مِن يَثرب / لِلهاشميّ تظله الآلاءُ
وَسحائب الغُفران تقطر فوقه / وَأَمامه الرُضوان حَيث يَشاءُ
وَلأَعظم القربات وَالطاعات قَد / بعثتَهُ تلك الهمة القَعساءُ
أَرضى ابن هاشم حينَ يمم أَرضه / وَثَواب مَن أَمَّ النبيّ رضاءُ
وَجبت شَفاعته لزائر قبره / وَكَذا الحَديث وَفي الحَديث شِفاءُ
يا أَيُّها الملك المهاب وَمن عنت / لجلاله الأُمراء وَالوزراءُ
سِر في سُرور نَحوَ مَن سارَت لَهُ / شمّ الأَنوف السادة الخُلفاءُ
وَلَديكَ أَعلام القُبول خَوافق / وَعَليكَ مِن تلكَ الديار ثَناءُ
شوقت أَرض المُصطفى فعيونها / كَقلوب أَهليها اليك ظماءُ
فَاِستجل أَنوار النَبي محمد / وَالعود أَحمَد وَالهموم جَلاءُ
لا زلت بِالملك الجليل مُتَوجاً / تَلقى اليك زمامها العَلياءُ
عَلَوت عَلى ما فَوقَ متن الكَواكب
عَلَوت عَلى ما فَوقَ متن الكَواكب / كَأَنك شَمس الأُفق بَينَ الكَواكب
وَسَيفك وَهُوَ البَرق في خَمس أَبحُرٍ / وَجَيشك وَهُوَ النَجم فَوقَ السَحائب
سَيَظهَر مِنكَ البَدر في بَدر مُشرِقاً / وَيَقطر مِن يُمناك غَيث المَواهب
وَتُشرق فَوقَ الأُفق شُهب ثَواقب / وَما هِيَ إِلّا من سهام ثَواقب
مَلأت قُلوب العرب رعباً فَما دَروا / بَعثت لَهُم بِالكُتب أَم بِالكَتائب
تَرَكتَهُم في أَمرِهم بَينَ صادق / وَآخر في تيه مِن الظَن كاذب
تَسير لَهُم في بَحر جَيش عَرمرم / يَفيض بِمَوج الحَتف مِن كُلِ جانب
إِذا هَتَفوا باسم العَزيز تَزلزَلَت / جِبال عَلَيها الذُل ضَربَةَ لازب
فَكَيفَ إِذا يَممت بِالشُهب أَرضهم / وَزاحَمَت ما في أَفقهم بِالنَجائب
وَجُردٍ عَلَيها الأسد في قَصب القَنا / تَرى الأَسد في الآجام مثل الثَعالب
تذكرهم بالرجفة اللاتي قَد مَضَت / وَتنسيهُم إقبال حسن العَواقب
تذلُّ لَكَ الأَعناق مَنهُم إِذا رَنوا / لبيض قَواض بِالقَضاء قَواضب
وَعَسكَرَك الجَرار في الأَرض بِالظبا / يَدب لَهُم لَيلاً دَبيب العَقارب
يَرون مسيل الخَير كَالخَيل خشية / وَجودك أَمثال الجُنود الشَواذب
تُراقب حَرب مِنهُ كَالبَحر فَيلَقاً / يَموج بِهم ما بَينَ تِلكَ السَباسب
تَريهم بِهِ طوفان نوح وَهَوله / وَما كانَ مِن أَمر السفين وَراكب
عَلى أَنَهم ما بَينَ يَأس وَمَطمَع / وَذُلّ وَعزّ مِن جذور وَراقب
إِذا جالَ فكر في السَعيد محمد / سَرى الرُعب في أَصلابَهُم وَالتَرائب
قَد اِنتَظَروا مِنهُ الغَمام وَحاذَروا / صَواعقه وَالخَوف حَشو الجَوانب
يَكادَ يَسير النيل خَلف ركابهِ / وَكَيفَ يُجاري سابِقات الرَكائب
وَجَيشان لَو يَرضاه ضمن جيوشِهِ / وَمَصر وَمَن ضمتهُ خَلف الجَنائب
تَرَكت حَنيناً في حَنين إِلى اللُقا / وَرَضوي عَلى شَوق لِجَدواك دائب
وَفي أُحد وَجد وَما حَولَ يَثرب / فَسَفح اللَوى نَحوَ اللوا كَالمُراقب
فَسر غَيرَ مَأمور إِلى خَير مُرسل / وَعُد في سُرور بَعد نيل المَطالب
فَلا ملك عالٍ يُساميك بَعد ما / عَلَوت عَلى ما فَوقَ مَتن الكَواكب
تَسامَت باسماعيل مَصر وَاشرَقَت
تَسامَت باسماعيل مَصر وَاشرَقَت / سُروراً بِهِ لَما بَدا في مَواكب
وَمُذ طَلَعَت زَهر المَصابيح أَرخَت / سَماء الخديوي زينت بِكواكبي
سَما سَعيَكُم في المَجد أَسنى المَراتب
سَما سَعيَكُم في المَجد أَسنى المَراتب / فَفَزتُم بِما فَوقَ المُنى وَالمَناصب
بِماذا نَهني كُل نَفس كَريمة / بِذُل الأَعادي أَم بعز الحَبائب
قَضيتُم مِن العَلياء يا آل مُحسن / مَناكم وَلَكن بِالقَواضي القَواضب
رَكبتم لَها الأَهوال شَرقاَ وَمَغرِباً / عَلى كُل ناج مِن كِرام النَجائب
قَدمتم عَلَيها بِالقَنابل وَالقَنا / فَدانَت وَفي الإِقدام نَيل الرَغائب
حَميتم حِماها يا ذَوي عَون فَاِغتَدَت / وَمِن دونَها الحَرب العوان لراغب
وَتَطلبها الأَعداء جَهلاً وَإِنَّها / لأَمنع مِن نَجم السُهى وَالكَواكب
إِذا اِزدَهت الأَيّام كُنتُم صباحها / وَكانَت أَعاديكم ظَلام الغَياهب
وَأَسيافَكُم مَثل الكَواكب فيهم / لَها طالع مِن سَعدَكُم غَير غارب
لعزكم تَعزى المَعالي وَتَنتَمي / العَوالي إِذا جالَت جياد السَلاهب
إِذا صَدَرَت أَرماحَكُم شكت الصَدى / وَإِن وردت شَكَّت صُدور الكَتائب
لَكُم قَصَبات السبق يا آل مُحسن / إِلى الغاية القُصوى وَأَقصى الكَتائب
بِجَرد عَلَيها مِنكُم كُل باسل / إِلى بسل تَفرى أَديم السَباسب
ظللتم عَلَيها بِالسَرى تَبعثونها / لماء عليٍّ وَهُوَ أَصفى المَشارب
إِلى أَن ضَرَبتُم في بِجيلة لللعلى / مَضارب عزّ مِن أَعَزّ المَضارب
أَدَرتُم عَلى دُور النَفيل دَوائِراً / هَوَت بِالأَعادي في مَهاوي المَصائب
هَزَزتم بِها أَرماحَكم فَمَلكتم / بَني مالك وَالطَعن ملء الجَوانب
فَلَما رَأى صَرف القَضا عمر مَضى / وَنار الفَضا في أَهله وَالأَقارب
وَسرتم تؤموا بِالسرى طرف العلى / عَلى كل طَرف زان صَدر المَواكب
وَبادرتُم بِالطَعن قَلب برحرح / وَدستم حمى دوس بِجَيش محارب
أَتوا لَكُم طَوعاً وَكُرهاً وَأَذعنوا / وَما هِيَ إِلّا نَظرة في العَواقب
رَأوا كُلَ قَوم قَد عَصوكم أَطاعكم / دماهم وَداموا تَحتَ ناب النَوائب
وَلَو خالَفوكم ما تَخلف مِنهُم / عَلى الأَرض إِلا صارِخات النَوادب
طَرَقتُم بِأَسد الحَرب قَرية ثروق / فَفرّت سَليم مِنكُم كَالثَعالب
دَخَلتُم إِلَيهُم أَرضَهُم فَنصرتم / عَلَيهُم بِضَرب مُخرج لِلضَرائب
رَقيتُم لَهُم تلك العِقاب عُقوبة / بِما قَد جَنوه مِن ثِمار المَعائب
وَأَضَرمتُم النيران فيهُم وَأَضرموا / لَهُم نار حَرب مثل نار الحَباحب
كَررتُم عَلى أَهل الجِبال بِمثلها / جِبال رِجال سيّرت بِالرَكائب
وَكانت عَليهم لا لَهُم فرقابهم / لِأَسيافكم ترنو بَعَيني مُراقب
وَما ثَبَتوا إِلّا قَليلاً وَزَلزلوا / وَأَبطالَكُم ما بَينَ ضار وَضارب
رَأوا باترات البيض تغمد فيهم / وَتَخرج مِن أَصلابهم وَالتَرائب
فَملوا وَمالوا لِلهَزيمة بَعدَها / وَملتم عَلى أَرواحَهم ميل ناهب
أَضلَهُم نَوم اللَيالي وَقَد نَسوا / صَباح الهَوادي وَالمَنا مِن مَناقب
وَما علموا أَن ابن عون بن محسن / عليهم يسدّ الطُرق مِن كُل جانب
فَيا قابض الأَرواح وَالنقع أَسود / بِأَبيض محمّر المَضارب قاضب
وَيا تارِكاً عرب المَشارق عبرة / وَيا مرعباً بِالأَخذ أَهل المَغارب
رَأتكَ الحجازيون ذا الرَأي وَالحجا / تنكس رايات العِدا بِالمَقانب
تَنال المَعالي بِالغَوالي وَتَنثَني / فَتَسحب ذيل النَصر فَوق السَحائب
تَعود عَلى الأَعداء فَوقَ نَجائِبٍ / مَناسمها تَتلو حوافي الجَنائب
فَلا زلت مَنصور اللواء مؤيداً / رَشيداً وَلا زالوا بصفقة خائب
وَدُمتم وَدامَ الملك يا آل محسن / دَوام الثُريا وَالنُجوم الثَواقب
وَدونَكُم بَكراً تَطوق جيدها / بلؤلؤ نطق في سلوك المَناقب
نخصّكم بالحمد وَالشُكر وَالثَنا / بِأَصدَق مَدح فيكم غير كاذب
إِذا حفها حسن القبول فقد قَضَت / مِن الرتب العَلياء كُل المآرب
يَهيكم فيها بعزّ وَنُصرة / غلام بكم يرجو أَجل المَطالب
يَقول مع الاخلاص فيها مؤرخاً / سما سعيكم في المَجد أَسنى المَراتب
بُشرى فآن بكم قد سادت الرُتب
بُشرى فآن بكم قد سادت الرُتب / إن العُلا ما لها في غيرَكم أرب
سودوا بسمر العوالي كل ذي شَرف / واسموا سماء المَعالي انكم عَرَب
ما صلتم بِالقَنا في يَوم مَكرمة / إِلّا وصلتم لها وَالحَرب تَلتَهب
يا آل مُحسن ان المَجد عَبدَكُم / برقه تَشهد الأَعواد وَالخطب
لَم يَضرب العز في حي سَرادقه / إِلّا وَمَدّ لَه مِن عَزمكم طَنَب
لا زلتم في مَعاليكم شُموس هُدى / لِلعالمين وَلا وارتكُم حجُبُ
في الأَرض أَنتُم مُلوك لا شَبيه لَكُم / وَفي سَماء المَعالي السَبعة الشُهب
حَي الآله ذَوي عَون فإنَّهُم / قَومٌ لَهم حَسَب مِن دونهِ السحب
حازوا المَعالي بِأَسياف مُجرَدة / تَجري عَلَيها المَنايا حينَ تقتضب
تَبري رِقاب الأَعادي كُلَما التهبت / كَأَنَّها النار وَالأَعدا لَها حَطَب
بيض إِذا ما شَدَت وَالسُمر راقصة / وَالخَيل في طَرب وَالأَرض تَضطَرب
ظَلَت إِلَيها رِقاب القَوم مائلة / كَأَنَّهُم مِن رَحيق الخَمر قَد شَرِبوا
لَهم أَيادي أَياد غَير خائفة / عَلى الوجود وجود ظَلَّ يَنسَكب
يا طالب الكَرَم الفَياض مُجتَهِداً / لذ بِالشَريف بِن عَون يَنجح الطَلَب
غَيث النَوال الَّذي سَحَت سَحائبه / غَوث الأَنام إِذا ما نابَت النوب
عَلا عَلى كل ذي مَجد بِسؤدده / مَع التَواضع لا عَجب وَلا عَجَب
عَزت بِهِ الدَولد الغَراء وَابتَهَجَت / بِهِ الممالك واستولى بِها الطَرَب
أَبرّ مُذ أَخلَصَ الباري سَريرته / سارَت بسيرته الوخادة النجب
يا أَيُّها الواثق المعتز جانبه / بِاللَه يا مَن لَطيب الذكر يَكتَسب
باشر بلاغة ألفاظ تهنئكم / بِما بلغتم وَهَذا بَعض ما يَجب
فَقَد تَجَلّت نُجوم المَجد مُشرِقَة / مِن نوركم بِضياء لَيسَ يَحتجب
بِكُم تتوّج هام الملك يا ملكاً / إِلَيهِ أَذعَنت الأَعجام وَالعَرَب
خُذها رَعاكَ الَّذي اِسترعتكَ قُدرته / أَمر العِباد عُروباً زانَها الأَدَب
هنت مَناصبكم يا ابن العلاء بِكُم / لِأَنَّها لَكُم في المَجد تَنتَسب
مَراتب في سواكم ما لَها أَرَب / تاريخها بِكم قَد سادَت الرُتَب
بَشائر صَفو أَشرَقَت أَم مَواكب
بَشائر صَفو أَشرَقَت أَم مَواكب / وَأَنجُم زَهو أَشرَقَت أَم كَواكب
أَم المَوسم الأَسمى تَزاهر نوره / وَزالَت بِأَنوار التَهاني الغَياهب
وَقَد أَنجَزَ الإِقبال وَاليَمن وَعدَه / فَقُم وَانتهب إِقبال ما الدَهر ناهب
هلّم التقط مِن كَنز صَفوك جَوهَراً / نَفيساً وَقُل للنفس هَذي المَطالب
لَقَد شابَ رَأس الراح حَتّى صَفَت لَنا / وَقَد شَبَّ صَفو ما لَهُ الدَهر شائب
فَبادر لَها واِنهب مِن الوَقت ما صَفا / وَهب سائِلاً إِن قالَ يَوماً لَنا هبوا
وَقُل لِبنات الدَهر وَهِيَ خُطوبه / تنجينَ ما فينا اليكنَّ خاطب
وَهم بابنة العنقود واعقد مَع الهَنا / عَلَيها فَقَد حَلَت وَلاحَت مَذاهب
وَبالكاسيات الراح بالراح حينّا / فمن وَكس الدينار بالكأس كاسب
وتلك المَلاهي لِلمَلاهي مغنم / يَفوزُ بِها مَن علمته التَجارُب
أَلا فَاجتلي بكراً عَجوزاً تَبَرَجَت / وَقَد فَضّ عَنها خَتمها وَهِيَ كاعب
إِذا مَزَجَت بابن السَحاب تَقَلَدَت / بَدرّ مَديح أَفردتهُ المَناقب
لآلئ أَلفاظ بسلك مآثر / لأَصعد مِن تَعزى إَلَيهِ المَراتب
وَمَن سَحَبَت عَلياه أَذيال سُؤدد / جَرَت دونَها مِن راحَتيهِ سَحائب
فَتى جَدّ نَحوَ المَجد حَتّى سَعى لَهُ / مُطيعاً وَفي الإِذعان فَرضٌ وَواجب
وَنادى المَعالي ان تَداني لرفعتي / فَدانَت أَقاصيها لَهُ وَالمَناصب
يَنالَ الَّذي يَرجوهُ مِنها كَأَنَّهُ / وَقَد هَمّ مَغناطيس ما هُوَ طالب
إِذا أَشرَقَت فيهِ المَدائح أَغرَبَت / عَطاياه وَاِنقادت إِلَيكَ المَواهب
بِبَحر بنان طابَ علّاً لِوارد / إِذ غاضَ بَحر فَهُوَ بِالجود ساكب
وَتَغرَق فيهِ الحاسِدون كَأَنَّما / يَنالُ النَدى مالا تَنال القَواضب
بِراح إِذا غابَت بِراح وَأن بَدَت / هُوَ الواضح الأَنوار وَهِيَ الحَباحب
لَنا كُلُ يَوم مَوسم بِلقائِهِ / وَأَيّام صَفو ما لَهُنَّ شَوائب
دِيار المَعالي أَشرَقَت عنَد ما اِرتَقى / لَها وَاِزدَهَت أَطرافها وَالجَوانب
إِذا ما الليالي بِالتَهاني تَبَسَمَت / فَأرخ بِها عيد السَعادة راتب
أَعَزّ أَغَرّ أَسَعَد الجَدّ أَصعَد
أَعَزّ أَغَرّ أَسَعَد الجَدّ أَصعَد / سَناه عَلى مَتن المَجَرّة راكب
أَلا أَيُّها السامي السماكين رفعة / وَلا رُتبة إِلّا لَها تَتَقارب
تَهنَأ بعيد أَنتَ غُرّة سَعدِهِ / بعزك صَفواً فيهِ راقَت مَشارب
وَهاكَ عَروساً قَد تَحَلَت بِوَصفِكُم / إِذا أَشرَقَت تاقت إِلَيها المَغارب
تَطوف بِكَأس خَتمها طيب مَدحكم / قبولك وَالاغضاء عَنها المآرب
بُشرى بِمَقدَم سَيد السادات
بُشرى بِمَقدَم سَيد السادات / بِاليَمنِ وَالإِقبال وَالبَرَكاتِ
أَهلاً وَسَهلاً بابن بنت محمد / نَجل الحُسين وَمَعدَن الحَسَنات
أَهلاً بِزَهرة فرع أَصلٍ طاهِرٍ / غَرَستَهُ أَيدي الوَحي وَالآيات
شَرف عَلى الشُهب المُنيرة مُشرف / مُترفع عَن عَرضة الشُبهات
نَسب قَد اِنتَظَمَت عُقود جمانه / بِيد التَعفف لا يَد الشَهوات
وأَورمة طابَت فُروع أُصولها / رَفَعَت بِأَسناد وَصدق رواة
تلكَ الَّتي غَرَسَ النَبي لِدَوحها / فَأَتت بِكُم مِن أَطيَب الثَمَرات
وَأَتت بِكُم كَالزَهر فَوقَ غُصونه / لَما اِرتَوَت بِسَحائب الرحمات
مِن كُلِ برّ أو رَؤف مِنكُم / بِالناس يَخشى بارئ النَسَمات
ما هَمَكُم إِلّا تَجَنُب شُبهة / أَو صَون عَرض وَاِبتِذال هَبات
منٌّ وَلا مَنٌّ يَشين وَلا أَذى / أَتبعتموه قَط بِالصَدَقات
أَنتُم بَنو الزَهراءِ أَنتُم أَنتُم / أَنتُم مِن اِستَبَقوا إِلى الخَيرات
الخاشعون الراكِعون الساجِدو / ن العاكِفون أَئمة الصَلوات
مِن كُلِ عَبد المهيمن طاعة / وَأَعان عانيه عَلى الطاعات
وَصغى لِداعي اللَه لا اللاهي وَلَم / يَسمَع بسمعته مِن اللَهوات
أَنتُم وَخَير المُرسَلين وَدينه / كَالنور وَالمِصباح وَالمشكاة
الآخذُو خَير المَناقب وَالعُلا / وَالتاركو سَفساف كُل صِفات
الرافعو عَلَم الهُدى وَالخافِضو / أَصواتَهُم وَالصادِقو الكَلِمات
مِن آل بيت طَهروا ما شانهم / رَجس وَلا اِتهموا بِفعل طغات
حَجروا النُفوس عَن المَناهي وَاِهتَدوا / طَوعاً لِأَمر مُنزل الحُجرات
لَولا وَجود بَني الحسين أَولي الهُدى / كُنا كَمَن ساروا بِغَير هداة
خَير البَرية نور أمة أَحمَد / وَسِراجها المُنجي مِن الظُلُمات
جادوا بِما وَجَدوا فَأَصبَح برّهم / في كُل قُطر واكف القطرات
يَنوون ما عَمِلوا بِهِ مِن صالح / لِلّه وَالأَعمال بِالنيات
وَهَبوا وَما أَسَفوا عَلى ما أَذهبوا / كَلا وَلا فَرِحوا بِما هُوَ آت
يا جار خَير المُرسلين وَسبطه / وَسميّه المُتَسم الدرَجات
شرّفت أَرضاً طالَ ما اِشتاقت لَكُم / لَولا الرِباط سَرَت مَعَ النَسَمات
حسرت نِقاب البَشَر عَن وَجه الهَنا / مِن بَعد ذاكَ الوَجد وَالحسرات
غَنّت حَمائمها وَصَفَق نيلها / وَغُصونها رَقَصت عَلى النَغمات
وَرِياضها بِالزَهر حينَ تَتوّجت / لعبت يَد النَسَمات بِالعذبات
فَأَتتكم مِن خَدر فكري غادة / تَمشي عَلى استحياء ذات أَناة
لَما أَتى بِكُم النَسيم مُبَشِراً / يَطوي الربا نَشَرَت شَذا النَفَحات
وَتَقَلَدَت بِصفاتَكُم وَتَوَشَحَت / بِمَديحَكُم وَبَدَت مِن الأَبيات
وَتَنقبت بِعَفافها مُذ أَقبَلَت / تَسعى لِخيرة سادة وُسراة
وَشَدَت سُروراً بِالقُدوم وَأَرخَت / بُشرى بِمَقدَم سَيد السادات
أَسنى مَبان عَلى نَجم السُعود عَلا
أَسنى مَبان عَلى نَجم السُعود عَلا / لَها اِرتفاع وَأَركان عَليّاتُ
مَكارم لِأَمير المُؤمنين بِها / مَناقب في عُلاه حاتميات
عَبد المَجيد الَّذي تَسمو بِدَولَتِهِ / أَفعاله وَمساعيه الحَميدات
أضجرى جوار ابن عباس الأَبّر بِها / خَيراً لِكُل مبار عَنهُ وَقفات
شِعارَهُ حُبّ آل المُصطَفى وَلَهُ / إِلى العُلى وَاِستِباق الخَير عادات
شادَ المَكان الَّذي تَجري بِهِ أَبَداً / عَلى الأَنام مِن الإِحسان خَيرات
ما زالَت الشَمس إِلّا وَهِيَ تَلحَظه / كَأَنَ بِينَهُما تَجري أَشارات
نادى البَشير مُشيراً حينَ شَيَّدَه / بِحُسن لَفظ مَعانيه دَقيقات
بِتاج أَحكامه الإِقبال أَرّخه / بَنى مَحَلاً بِهِ لِلوَقت ميقات
بُشرى بِأَكرَم وافد عَوّذته
بُشرى بِأَكرَم وافد عَوّذته / بِالمُرسلات وَما أَتى في هَل أَتى
وافى بِهِ داعي السُرور مُؤرِخاً / نَجلاً عَليّ النَجم بِالبُشرى أَتى
أَرى السَعد وَالإِقبال بِالعَزّ أَقبَلا
أَرى السَعد وَالإِقبال بِالعَزّ أَقبَلا / وَطافا بِبَيت المَجد مِن كُلِ وَجهة
وَجاءَت لَهُ العَلياء تَسعى وَأَرخَت / بِناء لَهُ جاه بِتَجديد رفعة
أَدر طلا الود وَاترك نَصح مِن نَصَحا
أَدر طلا الود وَاترك نَصح مِن نَصَحا / يا صاح وَاِنتَهب اللَذات مُصطَبِحا
وَطُف بِها بِنت كَرم طابَ مُشربها / عَلى كِرام أَسروا وَالهَوى فَضَحا
شَمس تَجَلَت إِلَينا في سَما قَدح / جَنح الدُجى وَزِناد الشُهب قَد قَدَحا
وَأَشرَقَت وَالجَواري الزُهر تَغرَق في / بَحر المَجَرة لَما حُوته سبحا
حَتّى اِنثَنى جَيش نَجم الأُفق مُنهَزِماً / وَالدَلو بَعداً عَن الأَوطان قَد نَزَحا
وَقَد غَدا صارم المَريخ يَلمَع في / كَف الثُريا وَلِلجَوزاء قَد ذُبِحا
كَم شَق مِن جَبهة صَفحاً وَجارَ وَعَن / قَطع الذِراع غَداة الضَرب ما صفحا
وَعاين الطَرف ان الفرقدين عَلى / عَزل السماك وَنَهب البَلدة اِصطَلَحا
وَالمُشتَري قَد غَدا بِاللَهِ مُحتَسِباً / في أَمرِهِ مُذ رَأى الميزان قَد رَجحا
وَما رَعى حَمل الأَفلاك سُنبلة / وَالثَور لِلحَرب مِن غَيظ يَدير رَحا
وَاللَيث يَسطو فَيَسمو كُل مَنزِلَة / بِبَأسِهِ فَرَماهُ القَوس فَاِنطَرَحا
ثُم اِنجَلى نَقع ذاكَ اللَيل حينَ بَدا / وَجه اِبن عَون وَنور الصُبح قَد وَضحا
بَدر الكَمال وَشَمس الحَمد مِن نظمت / أَوصافه الزهر في جيد العُلى سَبحا
أَكرَم بِهِ ملكاً أَنوار طلعته / تَريكه ملكاً بِالنور مُتَشِحا
ما زالَ يِرفَع رَب العَرش رُتبته / في المَجد حَتّى رَأينا صَدرَهُ اِنشَرَحا
إِذا تَأَلق بَرق السَيف في يَده / أَبصَرَت غَيث دَم الأَبطال مُنسَفِحا
مقوّم كُل معوجّ بِصارمه / فَكُل خَصم لِهَذا صارَ مُنطَرِحا
يَحكّم السَيف في الأَعدا فينصفهم / حَتّى إِذا رَجَعوا عَن ظُلمهم صفحا
يَرمي الكماة بِمَوج مِن عَزائمه / يَوم الهياج وَبَحر الحَرب قَد طَفحا
فَكُم أَتى ملغزاً كَيداً فَطاوله / مُحاوِلاً قَلبه بِالرُمح فَاِتَضَحا
بَأسٌ شَديد بِهِ لانَ الزَمان لَنا / وَذلل الصَعب مِنهُ بَعدَ ما جَمَحا
باعٌ طَويل وَكَف بحر نائلها / يَظَل جَوهر فكري فيهِ مُنسَرِحا
فحاتم خاتم يَزهو بخنصره / وَجود مَعن يَرى مَعنى لَما مَنَحا
كَريم أَصل ذكا فرعاً بِرَوض علا / طَير الجَلال عَلى أَفنانه صَدحا
يا كَوكَب المَجد يا بَدرَ الكَمال وَيا / شَمس الجَمال وَوَهاب الوَرى مَنَحا
باشر لآليء أَلفاظ لَو اِنتَظَمَت / في مَدح غَيرك قالوا الآن قَد مَزَحا
خود عَن المسك تَروي طيب مدحكم / ما كانَ قَبلك كافور بِها مَدحا
جاءَتكم تَتَهادى في مَحاسنها / وَطيب مَدحكم مِن طيبها نَفحا
هَذا وَفي مُنتهى آمالها بِكُم / إِدراك غايات ما تَحوي بِهِ ملحا
أَبشر بِهِ كَالبَدر عِندَ كَماله
أَبشر بِهِ كَالبَدر عِندَ كَماله / يَزهو بِأَشرَف طالع مَسعود
قَد جاءَ مَنصوراً وَيحيى فاله / وَسعود كَوكبه سَما بِصُعود
نادى بَشير عَلاه في تاريخه / رفقاً بِأَحمَد نصرت المَولود
دس هامة المَجد الرَفيع السُؤددِ
دس هامة المَجد الرَفيع السُؤددِ / وارقى بِسَعدك فوقَ فرق الفَرقَدِ
فَلَكَ المَعالي يا ابنَ عَون فَاِمتَطي / فَلَكَ السَعادة وَالمَحل الأَصعَدِ
وَسد المُلوك فَما اِرتفاعك عَن سُدى / إِذ أَنتَ مِن نسل النَبي مُحَمد
قَد قَلدوك بِسَيف نَصرٍ حَده / ماضٍ لِإِقبال البَقاء السرمد
يَدعو ابن عون نصله في غمده / أَني حسام عِناية فَتَقَلد
وَيَقول أَن زَرع العَدو عَداوة / لا خَيرَ في زَرع إِذا لَم يُحصَدِ
يا اِبن الَّذينَ سَموا وَسادوا في العُلا / وَتَوارَثوها أَمجَداً عَن أَمجَدِ
ما كُنتُ أَحسَب بَعدَ ماضي عَزمَكُم / في المَجد أَن تَتَقَلدوا بِمُنهد
صارَ اِبنُ عَون لِلعناية صاحِباً / إِن سارَ سارَت في سَبيل أَرشَدِ
طابَ المَديح بِهِ فَراوح عرفه / مسك الخِتام وَطابَ عَيش المُبتَدي
إِقبال عز وإِقبال وَتَأييد
إِقبال عز وإِقبال وَتَأييد / وَدَولة لِعلاها دامَ تَأييد
بَشائر جَبَرَت كسر القُلوب بِما / أَهدَت فَكانَ بِها لِلبَشَر تَجديد
لِلّه دَوحة مَجد مِن بَني حَسَن / نَنمو وَطائِرُها المَيمون غَرّيد
إِذا ذَوى لا ذَوى مِنها وَقَد كلئت / عود تَرَعرَع مِن أَفنائِها عود
سَماء ملك إِذا ما غابَ نَجم علا / مِنها بَدا لِلهُدى وَالعز فَرقود
آل الصَفا لَكُم البُشرى فَإِن لَكُم / مَلكاً عَلَيهِ لِواء العَدل مَعقود
قَد تَوَّج اللَهُ ملك الأَبطحين بِهِ / عِزاً عَلى أَنَّهُ لِلدين تَقليد
الآن أَحسن دَهر كانَ ساءَكُم / ما شاءَ فَهُوَ عَلى الإِحسان مَحمود
فَبشروا وَالخَيل ما اِختالَت بِقائدها / قَب البُطون عَلَيها القادة الصَيد
صَعب الشَكيمة لا يَنقاد مُعتَصم / بِاللَهِ فَهُوَ عَلى المربد مُريد
ماضي الصَريمة مَيمون وَصارمه / إِذا تَجَرَّد في الأَعداء جارود
ذاكَ الَّذي خَضَعَت غلب الأُسود لَهُ / عِندَ اللِقاء وَخافته الصَناديد
وَما اِشتَكَت في الوَغى أَسيافهُ ظَمأ / إِلّا سَقَتها التَراقي وَاللغاديد
وَأَورد السابِحات الربد خائضة / بَحر العَجاجة قَد غَصَت بِها البيد
وَقادَها مُرسَلات العُذر جافلة / مِن النَجائب تَتلوها القَياديد
ألعاديات عَلى الأَعداء واطئة / خُدودهم وَلِسَيل الدَم أُخدود
وَكُلَما رَصَدوا نَجماً لِطالعه / ضاقَت عَلَيهُم مِن الشُهب المَراصيد
فَويَحَهُم مِن جُنود العَبدلي إِذا ال / جُرد العَبابيد قادتها العَباديد
مِن كُلِ طلاع أَنجاد تَقاد لَهُم / القَوم المَناجيد وَالقود الجَلاعيد
يَهز يَم أَطراد الخَيل مُطرَداً / فَؤاد كُل كَميّ مِنهُ مَفؤد
تَجري الدِماء عَلى صَمصامه هَدراً / مِنهُم وَيَدرأ عَنهُ الحَد تَحديد
يا كَوكَباً في سَماء الملك قَد صَعَدَت / أَنواره وَقران السَعد مَشهود
اهنأ بِدَولة إِقبال دَعائمها / قَد شَيدتها المَواضي وَالأَماليد
أَلقَت مَقاليدها طَوعاً إِلَيكَ كَذا / لِآل محسن قَد تَلقى المَقاليد
مَنيعة النيل عَن غَير الخَليق بِها / وَالأَسَد عَن غابها قَد يَمنَع السَيد
تَوَجَت ملكاً جَليلاً مِنكَ شارفه / مَجد أَثيل وَتَبجيل وَتَمجيد
نعم الخَليفة أَنتُم بَعدَ مورثكم / عِزاً يَدوم لَهُ في الكَون تَخليد
قَد جَرَدَ اللَهُ سَيفاً مِن كِرام ذَوي / عَون لَهُ عَن خِلال الجور تَجريد
ماضي الشبا في يَمين العَدل قائمة / تَخشى التَليل سطاه وَالقَماحيد
فَليَأمَن الخيف لا خَوفَ لَدَيهِ وَلا / حيف فَإِن حُسام الظُلم مَغمود
لا زلتم حَرماً للأمن محترماً / تَسعى لَهُ العيس لا هاد وَلا هيد
ما قامَ لِلّه عَبد منك خَوله / بِالفَضل فَهُوَ عَلى النَعماء مَحسود
وَدُمتُم وَلِهَذا الملك دامَ بِكُم / إِقبال عزّ وَإِقبال وَتَأييد
أَيا من بِهِ صارَ الزَمان سَعيداً
أَيا من بِهِ صارَ الزَمان سَعيداً / وَمِن كُلِ مَن وافاه آنس عيدا
فَصارَ مَجيداً مَن أَطاعَ وَمَن عَصى / بِصارمه الهندي صارم جيدا
فَكَم جازَ بيداً بِالحِجاز وَذكره / الينا مَع الرُكبان جاءَ زبيدا
بِقود بِهِ تَطوي الفَيافي كَأَنَّها / بِقَدح الحَصى تَصلي العداة وقودا
إِذا وَعَد الهندي بالريّ مِن دَم / رَأتهُ نُفوس المَعتَدين وَعيدا
صَبا لِلظبا لا للظبي حيثُ أَنه / يَصيد بِها يَوم التَصادم صَيدا
أذا اِلتَقَت الأَعدا وَحيد عَن الوَغى / أَتاه لُهام العَبدليّ وَحيدا
وَلَو شاءَ قادَ الجُند مِن كُلِ مسبغ / حَديداً مغل في الخَميس حَديدا
أَذا وَرَدوا رَوض الوَغى بِرِماحَهُم / جَنوا كُلَما راموا الصُدور وَرودا
جَنوا دَرَجات المَجد بالملك الَّذي / تَصير لَهُ سَود الأُسود جُنودا
سعودهم وافى وفيصلهم مَضى / وَذَلِكَ أَعيى فيصلاً وَسعودا
فَكُم تَرَكوا جَيشاً كَثيراً عَديده / عَلَيهِ تَطيل الثاكِلات عَديدا
وَما ذاكَ إِلّا مِن قَنا العادل الَّذي / أَقامَ بِحَد المُرهَفات حُدودا
جَميع بَني الدُنيا فَدَتهُ مُؤيداً / وَمَولى بِما يَولي الوُفود مُفيدا
وَدونَكَها مِمَن يَكاد لِقَصدكم / يَصيّر بِالنظم النُجوم قَصيدا
يَجل عَن التَعقيد سلك جمانه / وَلَو كانَ في جيد الحِسان عُقودا
أذا جاءَهُ حاشاكَ في النَظم ناقد / يرَيك لَبيد الناقدين بَليدا
وَما كانتَ الدَعوى شِعاري وَأَنَّما / رَأيت لِشعري في العِداة عَتيدا
حَسوا درَن الأَحقاد بُغضَاً وَأَنَّني / لَأَكرَه فَضلاً لا يَغيظ حَسَودا
فَتَكَت بِهُم مِن قَبل ذاكَ لِكَي أَرى / مَريدي بِسوءٍ لا يَصير مَريدا
شَددت بِكُم بَعدَ الإِلَه عَزائمي / فَكُنتُ عَلَيهُم بِالعَذاب شَديدا
وَأَني أَعيذ النَفس بَعدَ بَعَفوِكُم / وَإِن جَلّ ذَنبي أَو مَكَثَت بَعيدا
فَكَم مِن وجود يَممّتكم أَفضتُم / عَلَيهُم نَوالاً كَالسَحاب وَجودا
وَقَد سَدَت سادات العِباد فَأَصبَحَت / لِفَضلك يا اِبن العَبَدليّ عَبيدا
سَموت أَسود العَرب فَضلاً وَأَنَّني / لَأَرجو بِأَن تُسدى بِهِ وَأُسودوا
وَعش وَاِبق ما دامَ الجَديدان سالِماً / لِيَغدو بِكَ العز القَديم جَديدا
فَما تلد العُربان مِثلَك حازِماً / يَحوز المَعالي طارِفاً وَتَليدا

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025