المجموع : 182
قَد أَتينا بِهِ عَواري ضُلوعٍ
قَد أَتينا بِهِ عَواري ضُلوعٍ / هِيَ في الوَصفِ وَالمَدارِ سواءُ
حارَ فهمي فَلَستُ أَدري أَمدراة / بَدَت أَم شَريحة أَم شُواءُ
وَلَيلة مِثل يَوم شَمسها قَمر
وَلَيلة مِثل يَوم شَمسها قَمر / بَدَت بَدوَّ الضُحى ظلاء قمراءا
يا حُسنَها لَيلةً عادَ النَهار بِها / إِنساً وَطيساً وَاِشراقاً وَلألاءا
كُنتُ اَستَمحتك في قَرابةٍ ماءَ
كُنتُ اَستَمحتك في قَرابةٍ ماءَ / أَبا الحُسين أَم اِستَهديت صَهباءَ
خطبت جارِيَةً سَمراءَ قَد جَليت / عَليَّ زُفت إِليَّ اليَوم بَيضاءَ
فَرطّت في خَتم بُرٍّ قَد سَمَحَت بِهِ / فَدبّر اللَصُّ فيهِ أَمسِ ما شاءَ
وَما طلت رَبي بِالصَلاة وَلَم يَزَل
وَما طلت رَبي بِالصَلاة وَلَم يَزَل / يُساهلني رَبي لِحُسنِ قَضائي
فَالمرد أَطول ملكهم في عمرنا
فَالمرد أَطول ملكهم في عمرنا / ما بَينَ مدة غَدوةٍ وَعَشاء
وَأَقذيت عَين شَمس فَحَكَت
وَأَقذيت عَين شَمس فَحَكَت / مِن خَلل الغَيم طَرف عَمشاءِ
غَلق الرَستمي باب حَديد
غَلق الرَستمي باب حَديد / حَلقة الباب مِن قَبيح اللِقاء
إِن دارَ الرِجال وَجهك يَكفيها / فَعلقه باب دار النِساء
لَهَوت فِيهِ بِصَوت راكِبه
لَهَوت فِيهِ بِصَوت راكِبه / نازِلَة وَقت كُل اِيماء
تُركية الوَجه حينَ تنعتها / روميةِ المُقلَتين كَحلاء
أَبرَزَها الحسن في مَشهرة / قَد فُوِّقت مِثل بُرد صَنعاء
يُضاحك الصُبح مِن ملمعها / داجية شُيبت بِقَمراء
كَأَنَّما شَبك الإِله بِها / ظُلمة لَيلٍ بِشَمس إِمساء
حَتى إِذا اِحتَشَت الظِباء بِها / أَوذن مِنها بِوَشك اِقناء
وَخاتلت عِندَ ذاكَ مردفها / سارِقة نَفسها بِاخفاء
تُراقب الوَحش في مَراتِعها / بِعَين واشٍ وَرَعي حِرباء
طالبة صَيدَها عَلى حنق / بَحَد شَدٍّ لَها وَتِعداء
شَفيقةً بَعدَ ذاكَ تَحفظه / مِن غَير كلم لَهُ وَاِنداء
كَأَنَّما الظَبي وَهُوَ في يَدها / أَعقَب مِن سُخطها بِارضاء
أُبنا بِها وَالظِباء مُوقرة / تَفوت عَدّى لَها وَاحصائي
أَسيرة في الوَثاق طالِبَة / بِغَير وَتَر لِغَير أَعداء
وَمَسجَن يَهوى القِتال مَمنع
وَمَسجَن يَهوى القِتال مَمنع / عَن قرنه ذي صَرخة وَدُعاء
بادي التململ خَلف حائط سجنه / حُب البُراز مُجيب كُل نِداء
في مَجلس ضَنك يَودُّ لَو أَنَّهُ / لاقى مُبارِزه بِجنب فَضاء
فَقَد السِلاح فَجال أَعزَل / جَولَةً وَمَضى إِلى الهَيجاء ذا خَيلاء
في حلة دَكناء قَد رفَعَت لَهُ / مِن جانبَيهِ بيمنة السَيراء
مُتشمراً متبختراً متكبرا / متطوّقاً بِعمامة سَوداء
يا حسن وادينا وَمَدَّ الماء
يا حسن وادينا وَمَدَّ الماء /
يَختال في حلته الدَكناء /
إِذ كانَ بَينَ الصَيف وَالشِتاء /
كَأَن صَوب الديمة الهَطلاء /
جَرى عَلى الأَرض مَع النَعماء /
أَكدَر يَمتَدُ عَلى غَبراء /
كَأَنَّما الشَمس لَذي الصحاء /
مَدَت بِهِ فيّاً مِن الأَفياء /
وَصبحه يَفّترُ عَن مَساء /
وَمَوجُهُ مِن ذاهب وَجائي /
في صَخَبٍ عالٍ وَفي ضَوضاء /
يَحكى رَغاء الناقة الكَوماء /
إَن صافحته راحَةُ الهَواء /
تَرى بِهِ تُناطح الظِباء /
جماء قَد شَدَت إِلى جماء /
فَاِنظر إِلى أَعجَب مَرأى الرائي /
مِن كَدرٍ يُنجاب عَن صَفاء /
تَقشع الغَيم عَن السَماء /
كَم لَيلة ساهَرَت أَنجُمُها لَدى
كَم لَيلة ساهَرَت أَنجُمُها لَدى / عَرصات أَرضٍ ماؤُها كَسَمائِها
قَد سَيرَت فيها النُجوم كَأَنَّما / فَلك السَماء يَدور في أَرجائِها
أَحسَن بِها لَججا إِذا اِلتَبَس الدُجى / كانَت نُجوم اللَيل مِن حَصبائِها
وَإِذا تَنَفَسَت الصِبا في مَتنِها / حَكَت الدُروع بِحُسن وَشي رِدائِها
وَإِذا اِستَمَن بِها الهُبوب تَطايَرت / زَهر الكَواكب في بَسيط هَوائِها
وَتَرَجحت فيها السَماء وَلَم تَزَل / خَضراؤها تَرتَج في خَضرائِها
تَرنو إِلى الجَوزاء وَهِيَ غَريقة / تَبغي النِجاء وَلات حينَ نَجائِها
تَطفو وَتَرسب في اِصِطفاق مِياهِها / لا مُستَعان لَها سِوى أَسمائها
وَالبَدر يَخفق وَسطها فَكَأَنَّهُ / قَلب لَها قَد ريع في أَحشائِها
وَوَلهت مُذ زَمَت ركابك لِلنَوى
وَوَلهت مُذ زَمَت ركابك لِلنَوى / فَكَأَنني مُذ غبت عَني غائب
ها إِنَّها الجَوزاء في غَربِها
ها إِنَّها الجَوزاء في غَربِها / ناعِسَة أَنجُمُها تُسحَبُ
نِطاقُها وَاهٍ لِتغريبها / يَنسَلُ مِنها كَوكَبٌ كَوكَبُ
كَأَنَّما الشعري سِنان لَهُ / نَيط بِهِ ديباجه الغَيهَبُ
كَأَنَّما لَمعُ سُهيل سَنا / نارٍ عَلى رابِيَةٍ يَثقبُ
لاحَ الهِلال فويق مَغرِبه
لاحَ الهِلال فويق مَغرِبه / وَالزَهرة الزَهراء لَم تَغب
تَهوي دوين مَغيبها فَهَوَت / تَبكي بِدَمع غَير مُنسَكب
فَكَأَنَّها أَسماء باكية / عِندَ اِنفِصام سوارها الذَهبي
كُل العُلوم تَزين المَرء بَهجَتِها
كُل العُلوم تَزين المَرء بَهجَتِها / إِلا العروض فَقَد شانَت ذَوي الأَدب
بي الدَوائر دارَت مِن دَوائرها / ما لِأمرئ ارب في ذاك مَن أَرب
فَاِستعمل الذَوق في شعر تُؤلفه / وَزن بِهِ ما بَنوا في سالف الحقب
سَفَرجَلة حَذفوا راءَها
سَفَرجَلة حَذفوا راءَها / تجم الفُؤاد لِقَول النَبي
رب لَيلٍ كَأَنَّهُ عَقب البَغي
رب لَيلٍ كَأَنَّهُ عَقب البَغي / طَويل المَدى مِن التَعقيب
لاحَت الزاهِرات فيهِ كَزَهرٍ / تَتَلألأ غُب السَحاب السَكوب
أَو كَزُرق الرِماح في النَقع تَبدو / أَن كَبيض القَطا بِرَوضٍ قَشيب
وَالثُريا كَأَنَّها فَلة الدرع / أَو العَقرب البَطيء الدَبيب
وَكَأَنَّ الجَوزاء خود تَبَدَت / في وِشاح مِن لُؤلُؤ مَثقوب
أَو كَمثل الغَريق يَسبح في زا / خر يَمٍّ أَو أَقطَع مَصلوب
وَكَأَنَّ المَريخ جذوة نارٍ / حينَ يَبدو وَضوؤهُ كَاللَهيب
وَسهيل كَأَنَّهُ قَلبٌ صَب / فَاجأته بِالخَوف عَين الرَقيب
وَكَأَنَّ الهِلال لَما تَبَدى / شَطر طوق المرآة ذي التَذهيب
أَو كَقوس قَد اِنحَنَت طَرفاه / أَو كَنون في مُهرَقِ مَكتوب
وَكَأَنَّ النُجوم لَما تَدانى ال / صبح أَجفان مُستَهام كَئيب
شاخِصات إِلى السَماء فَما / تَطرف أَجفانها مِن التَغديب
زاهِرات كَأَنَّها زَمَن / الجاهل في حندس كَدَهر الأَديب
ما لِلهلال ناحِلاً في المغرب
ما لِلهلال ناحِلاً في المغرب /
كَالننون قَد حَظت بِماء مُذهَب /
لَها جيد ظَبي وَاهتِزاز يَراعة
لَها جيد ظَبي وَاهتِزاز يَراعة / وَعَيناً مَهاةٍ وَاعِتِدال قَضيب
وَلَفظة مَناع وَلَحظة باذِلٍ / وَعَتب بَريءٍ وَاِغتِياب مُريب
وَايماضُ ذي جَد وِاعَراض هازِلٍ / وِسورة ذي طَيشٍ وَعَطفٌ لَبيب
لَم يَكفِ ما قَد سَامَني بِغيابه
لَم يَكفِ ما قَد سَامَني بِغيابه / حَتّى تَلقَاني بِسَيف عِتابه
نَفسي الفِداء لِغائب عَن ناظِري / وَمحله في القَلب دونَ حِجابه
لَولا تَمتع مُقلَتي بِلقائِهِ / لَوَهَبتها لمبشري بايابه
فَالحَمدُ لِلّه الَّذي قَمع العِدا / وَأَقر أَعيننا بِعود رِكابه