القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ عَبْدون الكل
المجموع : 45
سيوفي بَني عَبد العَزيزِ وَما أَنا
سيوفي بَني عَبد العَزيزِ وَما أَنا / بِنابٍ إِذا اِلتَفَّت عِداً وَنَوائِبُ
لعاً لِسُرورٍ لَم يَقُم مِنكُم بِهِ / مُحَييٍّ عَلى طولِ المَدى أَو مُخاطِبُ
وَلَم تَكتُبوا حَرفاً إِلَيَّ وَأَنتُم / ثَلاثَةُ كُتّابٍ وَما أَنا كاتِبُ
إِلَيكَها فَاِجتَلِها مُنيرَةً
إِلَيكَها فَاِجتَلِها مُنيرَةً / وَقَد خَبا حَتّى الشِهابُ الثاقِبُ
واقِفَةً بِالبابِ لَم يُؤذَن لَها / إِلّا وَقَد كادَ يَنامُ الحاجِبُ
فَبَعضُها مِنَ المَخافِ جامِدٌ / وَبَعضُها مِنَ الحَياءِ ذائِبُ
مَرَرتُ عَلى الأَيّامِ مِن كُلِّ جانِبٍ
مَرَرتُ عَلى الأَيّامِ مِن كُلِّ جانِبٍ / أُصَعِّدُ فيها تارَةً وَأصَوِّبُ
يَنمُّ بِيَ الثَغرانِ صُبحٌ وَصارِمٌ / وَيَكتُمني القَلبانِ نَقع وَغَيهَبِ
وَقَد لَفَظَتني الأَرضُ إِلّا تَنوفَةً / يُحدِّثني فيها العَيانُ فَيَكذِبُ
عَزيمٌ لا يُسَدُّ عَلَيهِ بابُ
عَزيمٌ لا يُسَدُّ عَلَيهِ بابُ / وَقَلبٌ لا يُفَلُّ لَهُ ذُبابُ
مَضى في نائِبات الدَهرِ صَلدا / فَلَم يُثلَم وَقَد طالَ الضِرابُ
وَقَد زَرّوا الضُلوعَ عَلى قُلوبٍ / لَو اِنتَضَيَت لقطّ بِها الرِقابُ
وَسِرتُ وَمِن كَواكِبِهِ حُلِيٌّ / عَلَيَّ وَمِن غَياهِبِهِ قرابُ
وَلَو بِسِوى الرَشيدِ جَعَلتُ هَديي / لضلّ الركبُ فيها وَالرِكابُ
مِنَ النَفَرِ الألى طَلَعوا نُجوماً / فَمِن أَنوائِهِم فينا اِنسِكابُ
إِذا هَزَّتهُم نَغَمُ العَوالي / فَلَيسَ سِوى النَجيعِ لَهُم شَرابُ
وَباءَ فَقُلتُ في الغَبراءِ بُرج / وَثارَ فَقُلتُ في الخَضراءِ غابُ
لَقَد عُقِدَت حُباهُ عَلى خلالٍ / ظُباهُ لا تَهابُ كَما تُهابُ
وَطَبَّقَ مفصلَ العَليا بِنَفسٍ / مَآثِرها تُراثٌ وَاِكتِسابُ
كَأَنَّ عداهُ في الهَيجا ذنوب / وَصارِمُهُ دُعاءٌ مُستَجابُ
إِلَيكَ أَبا الحُسَينِ رَكِبتُ عَزماً / يَضيقُ بِرَحبِ مَسعاهُ الطِلابُ
رَمَت في البَحرِ مِنكَ وَلَم تُعَرِّج / عَلى أَرضٍ بقيعتها سَرابُ
وقَد مَرَقَت إِلَيكَ مِنَ الدُجى بي / أَعاريب تَخبُّ بِها عرابُ
هَفَت بي وَالدُجى يَهفو حَشاهُ / كَما كَسَرَت عَلى خُززٍ عقابُ
قَمَرٌ وَأَثوابُ الظَلامِ تظِلُّهُ
قَمَرٌ وَأَثوابُ الظَلامِ تظِلُّهُ / وَيَخفى إِذا ما الصُبحُ أَحدَقَ حاجِبُه
ساروا وَمِسكُ الدياجي غَيرُ مَنهوبِ
ساروا وَمِسكُ الدياجي غَيرُ مَنهوبِ / وَطُرَّةُ الشَرقِ غُفلٌ دونَ تَذهيبُ
عَلى رُبىً لَم يَزَل شادي الذُبابِ بِها / يُلهي بِآنَقِ مَلفوظٍ وَمَضروبِ
كَالغيدِ في قُبَبِ الأَزهارِ أَذرُعُهُ / قامَت لَهُ بِالمَثاني وَالمَضاريبِ
وَالغَيمُ تَنثُرُ مِنهُ راحَةً خُضِبَت / بِالبَرقِ فَوقِيَ درّاً غَيرَ مَثقوبِ
فَرُحتُ أَستَخبِرُ الأَنفاسَ لا الطُسُمَ ال / أَدراسَ عَن مَوعِدٍ في الحَيِّ مَكذوبِ
وَأَشتَفي بِسُؤالِ الريحِ مُخبِرَة / عَنهُم وَلَو أَنَّها تَهفو بِتَأنيبي
هَيهاتَ لا أَبتَغي مِنكُم هَوىً بِهَوى / حَسبي أَكونُ مُحِبّاً غَيرَ مَحبوبِ
فَما أراح لِذكرى غَيرِ عالِيَةٍ / وَلا أَلَذَّ بِحُبٍّ دونَ تَعذيبِ
وَلا أُصالِحُ أَيّامي عَلى دَخَنٍ / لَيسَ النِفاقُ إِلى خُلقي بِمَنسوبِ
يا دَهرُ إِن توسِع الأَحرارَ مَظلَمَةً / فَاِستَثنني إِن غيلي غَيرُ مَقروبِ
مَهلاً فَدرعُ حُوَيلي غَيرُ مُحتَنَةٍ / عَجَباً وَسَيفُ عَزيمي غَيرُ مَقروبِ
وَلا تَخَل أَنَّني أَلقاكَ مُنفَرِداً / إِنَّ القَناعَةَ جَيشٌ غَيرُ مَغلوبُ
ما كُلُّ من سيمَ خَسفاً عافَ مَورِدَهُ / إِنَّ الإِباءَ لَظَهرٌ غَيرُ مَركوبِ
وَكَم تَأَزَّرَتِ الغيطانُ لي كَرَماً / وَاِستَنشَقَتنِيَ أَنفاسُ الشَناخيبِ
أَمشي البرازَ وَلا أَعفي بِهِ أَثري / حَسبُ المُريبِ رُكوبُ القاعِ ذي اللّوبِ
وَرُبَّ عاوٍ عَلى إِثري بُليتُ بِهِ / بَلاءَ لَيثِ الشَرى في اللَيلِ بِالذيبِ
أسكنتُ عَنهُ وَلو لَم يَزدَجِر غَضَبي / وَشِمتُ صارِمَ تَأنيبي وَتَثريبي
سَوَّيتُ أَشباحَ أَلفاظي وَقَدَّسَ أَر / واحَ المَعاني لَها نَقدي وَتَهذيبي
أوانِس أَذِنَت لي وَالنَوى قَذَفٌ / عَلى عُلا كُلِّ صَعبِ الإِذنِ مَحجوبُ
سَما بِذِكري إِلى أَسماعِهِم أَدَبي / مَسرى النَسيمِ إِلى الآنافِ بِالطيبِ
وَطارِبي أُذنه في أَفُقِ حِرصِهمُ / عَلى قَوادِمِ تَأهيلي وَتَرحيبي
لا يَنظُرونَ إِلى شَخصي كَما نَظَرَت / بيضُ الخُدورِ إِلى القَترا مِنَ الشيبِ
مِن كُلِّ مُطلِقِ قَيدِ الحَربِ عَن لَجَبٍ / قَيدِ الأسودِ عَلى طَيرِ السَراحيبِ
يَمُرُّ مَرَّ الغَمامِ الجونِ يتبعُ مِن / لَخمٍ أَباريقَ تَرغيبٍ وَتَرهيبِ
لَولا المُؤَيَّدُ مَدَّ اللَهُ مُدَّتَهُ
لَولا المُؤَيَّدُ مَدَّ اللَهُ مُدَّتَهُ / ما كانَ لي في سِوى بَغدادَ مِن أَربِ
فَلَم أَكُن وَسِوى بَغدادَ لي أَمَلٌ / فيها كَما كُنتُ في أَهلي بِمُغتَربِ
وَإِن نَبَت حِمصُ بي وَاللَهُ يَعصِمُها / رَكِبتُها عَزمَةً تَشأى الكَواكِب بي
وَللمُؤَيّد مَدَّ اللَّهُ مُدَّتَهُ / رَأيٌ يُغالِطُ شُهبَ اللَيلِ في القُطُبِ
لَم يَنتَقِب وَجهُهُ لِلسُمرِ مشرعةً / وَإِنَّهُ مِن حَياءِ الوَجهِ في نُقُبِ
يَشأى المُساجِل في بَأسٍ وَفي كَرَم / وَيَملَأُ الدَلوَ في العَليا إِلى الكَرَبِ
تَراهُ إِن تَدعُهُ يَومَي نَدى وَوَغىً / النار في عَرفَجٍ وَالماء في صَبَبِ
إِلَيكَ مِنّي أَعَزَّ اللَهُ نَصرَكَ ما / أَبقَتهُ أَيدي السّرى وَالبيدِ وَالنُوَبِ
جاءَتكَ ترقصُ أَردان الكَلامِ بِهِ / سَوابِح تَأكُلُ الغَبراءَ بِالخَبَبِ
عَذيري إِلى المَجدِ مِن كَونِ مِثلي
عَذيري إِلى المَجدِ مِن كَونِ مِثلي / بِآنَةَ أَو مِن مَبيتي بَلُبِّ
وَبَغدادُ لَو هَتَفَت بي هَلُمَّ / هلُمَّ لما كُنتُ مِمَّن يُلَبّي
قُل لِعَمرو بن مذحج
قُل لِعَمرو بن مذحج / خابَ ما كُنتُ أَرتَجي
شارِبٌ مِن زَبَرجَدٍ / وَلَمىً مِن بَنَفسَجِ
سَقاها الحَيا مِن مَغانٍ فساحِ
سَقاها الحَيا مِن مَغانٍ فساحِ / فَكَم لي بِها مِن مَعانٍ فصاحِ
وَحَلّى أَكاليلَ تِلكَ الرُبى / وَوَشّى مَعاطِفَ تِلكَ البِطاحِ
فَما أَنسَ لا أَنسَ عَهدي بِها / وَجَرِّيَ فيها ذُيولَ المِراحِ
فَكَم لِيَ في اللَهوِ مِن طَيرَةٍ / عَلَيها بِأَجنِحَةِ الإِرتِياحِ
وَيَومٍ عَلى حَبِراتِ الرِياض / تَجاذَب بُردي أَيدي الرِياحِ
بِحَيثُ لَم أعطِ النُهى طاعَةً / وَلَم ألقِ سَمعاً إِلى لَحيِ لاحِ
وَلَيلٍ كَرَجعَةِ لَحظِ المُري / بِ لَم أَدرِ لَهُ شَفَقاً مِن صَباحِ
كَعمر عُفاتِكَ يَومَ النَدى / وَعمر عداتِكَ يَومَ الكِفاحِ
إِلَيكَ رَمى أَمَلي بي وَلا / هويَّ مصفّقةٍ بِالجَناحِ
أَقولُ لِراجي الحَيا وَهوَ دان / مَداهُ وَجَدواهُ مِن كُلِّ راحِ
إِذا عمرٌ هَطَلَت كَفُّهُ / فَلا حَمَلَت سُحُب مِن رِياحِ
مِنَ النافِذي الطَعنِ تَحتَ العجاج / بَينَ الدِّلاصِ وَبَينَ الرِماحِ
مِنَ القَومِ يُنزِلُهُم خَضدُهُم / عَنِ المَوتِ شَوكَ القَنا في البَراحِ
وَعَنهُم تكوّن رَفعُ العُلا / سَماءً عَلى عَمدٍ مِن صفاحِ
وَقادوا الزَمانَ إِلى اليومِ وَهوَ / رَقيقُ الحَواشي صَقيلُ النَواحِ
إِن كُنتَ مِن أَصلي وَمِن عَصَبي
إِن كُنتَ مِن أَصلي وَمِن عَصَبي / أَو كُنتَ مِن فَرعٍ نَأى وَمَجُد
بَلِّغ سَلامَ فَمي يَدَي مَلِكٍ / غابَ المُلوكُ عَنِ العُلا وَشَهد
لَمِن أَينقٍ تَأكُلُ الأَرض وَخداً
لَمِن أَينقٍ تَأكُلُ الأَرض وَخداً / تُريني العَوالي إِلى الغَربِ تحدا
لَهُ طَعنَةٌ يَدخُلُ الفيلُ مِنها / إِذا الطَعنُ مَزَّقَت الزَغفَ نَقدا
إِنَّ المَمالِكَ وَالسُيوفُ شُهودُ
إِنَّ المَمالِكَ وَالسُيوفُ شُهودُ / لَكُم إِماءٌ وَالمُلوكُ عَبيدُ
شامَتكُمُ في المَكرُماتِ عَزائِمٌ / جارٍ عَلى أَحكامِها التَأييدُ
وَعلاً نَشَأنَ مَعَ النُجومِ وَقَبلَها / وَلَهُنَّ مِن بَعدِ النُجومِ خُلودُ
مِن مَعشَرٍ أَخَذوا بِأَطرافِ العُلا / وَالأُفقُ غُفلٌ وَاللَيالي سودُ
جادوا فَبانَت في البَسيطَةِ أَنجُمٌ / وَسَطَوا فَثارَت في السَماءِ أسودُ
يا رَوضَةً وَصف النَسيمُ أَريجَها / رِفّي عَلَيَّ فَإِنَّني غِرّيدُ
ما لي أُرَفرِفُ حَولَ دَوحِكَ ضاحِياً / أَصِفُ الأوارَ وَماؤُها مَورودُ
لا ذَنبَ لِلآمالِ إِلّا أَنَّها / شُهُبٌ لَها مِن أَن تَراك سعودُ
رَكِبَت إِلَيك جَناحَ كُلِّ عَزيمَةٍ / قربَ الرَدى مِن خَلفِها مَزؤودُ
أَكَلَت إِلَيك الأَرضَ وَهيَ بِحَسبِها / إِن لَم تُعِقها مِن ثَناك قُيودُ
خَصَمتُ الظُبا عَنكُم عَلى أَنَّها لدُّ
خَصَمتُ الظُبا عَنكُم عَلى أَنَّها لدُّ / بِقَرعٍ لَهُ في كُلِّ بارِقَةٍ رَعدُ
بِزُرقٍ بِما خَلفَ الضُلوعِ بَصيرَةٍ / عَلى أَنَّها مِمّا بَكَت حَدَقٌ رُمدُ
تَرَكتُ لِمَن هَزَّ الأَسِنَّةَ رَأيَهُ / وَقُلتُ لِغَيري الخَفضُ وَالعيشَةُ الرَغدُ
وَطارَ جَناحُ اللَيلِ مِنّي بِأَجدَلٍ / إِذا ما الظُبا فاضَت فَفيها لَهُ وِردُ
مُنيرُ أَساريرِ الرِئاسِ إِذا سَرى / وَشَت بِسُراهُ البيدُ وَاللَيلُ مسوَدُّ
أَفَالآنَ لَمّا مَلَّني وَمَللتُهُ / طِلابٌ لَوى عَن نيلِهِ الزَمَنُ الوَغدُ
وَباضَت عَلى رَأسي السُنون وَفَرَّخَت / وَما لي حَلّ في الأُمورِ وَلا عَقدُ
طَمِعتُ بِحِمصٍ أَن تَلينَ لِمَطلَبي / وَلا عَجَبٌ قَد يَرشحُ الحَجرُ الصَلدُ
وَلي فَأَسَأتُ الذَنبَ في ذاكَ لا لها / فَمُذ توجَدُ الجُعلان لَم ينفق الوردُ
ما مِنكَ يا مَوتُ لا واقٍ وَلا فادي
ما مِنكَ يا مَوتُ لا واقٍ وَلا فادي / الحُكمُ حُكمُكَ في القاري وَفي البادي
قَدّم أُناساً وَأَخّر آخَرينَ فَلا / عَلَيكَ يا مَورِدَ الحادي عَلى الهادي
يا نائِمَ الفِكرِ في لَيلِ الشَبابِ أَفِق / فَصُبحُ شَيبِكَ في أُفُقِ النّهى بادي
سَلني عَنِ الدَهرِ تَسأَل غَيرَ إِمَّعَةٍ / فَأَلقِ سَمعَكَ وَاِستَجمِع لِإيرادي
نَعَم هُوَ الدَهرُ ما أَبقَت غَوائِلُهُ / عَلى جديسٍ وَلا طسمٍ وَلا عادِ
أَلقَت عَصاها بِنادي مَأرِبٍ وَرَمَت / بِآلِ مامَةَ مِن بَيضاءَ سِندادِ
وَأَسلَمَت لِلمَنايا آلَ مَسلَمَةٍ / وَعَبَّدَت لِلرَزايا آلَ عَبّادِ
ما لِلَّيالي أَقالَ اللَهُ عَثرَتَنا / مِنها تُصَرِّعُ أَضداداً بِأَضدادِ
فَلَّت قَنا سَمهَرٍ شُلَّت أَنامِلُها / بِعودِ طَلحٍ وَأَسيافاً بِأَغمادِ
فَعَوَّضت مِن حُسَينِ الخَيرِ أَو حَسَنٍ / بِالأَرقَطِ اِبنِ أَبيهِ أَو بِعَبّادِ
بُعداً لِيَومِكَ يا نورَ العَلاءِ وَلا / شَجا بِمَوتٍ وَلا سَلّى بِميلادِ
لَهفي عَلَيكَ خَبا فيهِ سَناكَ وَما / خَبا وَلَكِنَّها شَكوى عَلى العادي
لا شَمس قَبلَكَ زادَت بِالغُروبِ سَنا / وَاِستَأنَفَت نَشرَ أَنوارٍ وَأَورادِ
أَطلَعت ذِكرَكَ لما غِبتَ وَاِبنكَ في / أُفقِ العُلا نَيِّرَي هَديٍ وَإِرشادِ
لَمّا مَلَأتَ دلاءَ المَأثراتِ إِلى / أَكرابِها وَاِحتَبى في حِلمِكَ النادي
وَطَبَّقَت بِكَ آفاقَ العُلا هِمَمٌ / زانَت مَطالِعَ آباءٍ وَأَجدادِ
غَضَّت عَنانَكَ أَيدي الدَهر ناسِخَةً / عِلماً بِجَهلٍ وَإِصلاحاً بِإِفسادِ
لا دَرَّ دَرُّ لَيالٍ غَوَّرَتكَ وَلا / سَقى صَداها غَريضُ الرائِحِ الغادي
فَما سَمِعنا بِبَحرٍ غاضَ في جَدَثٍ / وَكانَ مِلءَ الرُبى يَرمي بِأَزبادِ
وَلا بِطَودٍ رَسا تَحتَ الثَرى وَسَما / عَلى السُها حَمَلوهُ فَوقَ أعوادِ
أُعجوبَةٌ قَصَّرَت من خَطوِ كُلِّ حجىً / فَلَم يَكُن في قِوىً مِنها وَلا آدِ
لَقَد هَوَت مِنكَ خانَتها قَوادِمُها / بِكَوكَب في سماءِ المَجدِ وَقّادِ
وَمُقرَمٍ كانَ يَحمي شَولَ قُرطُبَةٍ / أَستَغفِرُ اللَهَ لا بَل شَولَ بَغدادِ
مَن لِلعُلومِ إِذا ما ضَلَّ ناشِدُها / في ظُلمَةِ الشَكِّ بَعدَ النَيِّرِ الهادي
مَن لِلحَديثِ إِذا ما ضاقَ حامِلُهُ / ذَرعاً بِمَتن وَإيضاحٍ وَإِسنادِ
مَن لِلتِلاوَةِ أَو مَن لِلرِوايَةِ أَو / مَن لِلبَلاغَةِ بَعدَ العادِ وَالبادي
شَقَّ العُلومَ نظاماً وَالعُلا زَهَراً / ثَبين ما بَينَ رُوّادٍ وَوُرّادِ
مَضى فَلِلَّهِ ما أَبقَت وَما أَخَذَت / أَيدي اللَيالي مِنَ المَفديِّ وَالفادي
أَلَمَّ أَبو يوسُف وَالمَطَر
أَلَمَّ أَبو يوسُف وَالمَطَر / فَيا لَيتَ شِعري ما يَنتَظِر
وَلَستَ بِآبٍ وَأَنتَ الشَهيد / حُضور نديّكَ فيمَن حَضَر
وَلا مطلعي وَسطَ تِلكَ السَما / ءِ بَينَ النُجومِ وَبَينَ القَمَر
وَرَكضي فيها جِياد المَدا / مِ محثوثَةً بِسِياطِ الوَتَر
نَصيبي مِنَ الدُنيا مَوَدَّةُ ماجِدٍ
نَصيبي مِنَ الدُنيا مَوَدَّةُ ماجِدٍ / أَهيمُ بِهِ سِرّاً وَأَخدِمُهُ جَهرا
لَهُ الخَيرُ إِن يَأذَن أَقل غَيرَ عاذِلٍ / وَإِن يَأبَ أسكُت عَنهُ لا طالِباً عذرا
خَطَبتُ إِلَيهِ مِن هَواهُ عَقيلَةً / وَأعطيتُ مِن شُكري وَأَغلِ بِهِ مَهرا
فَأَطرق لَم يَنبِس بِحَرفٍ وَلَم يُعِد / إِلَيَّ جَواباً مِنهُ نَظماً وَلا نَثرا
وما الصَمتُ في هَذا المَكانِ لِسُنَّةٍ / فَإِنّي لَم أَخطُب مَوَدَّتَهُ بكرا
فَإِن زَفَّها دوني إِلى كُلِّ خاطِبٍ / فَلَم يَرَ مِثلي لا وَفاءً وَلا بَرّا
وَإِن حَدَثَت مِنهُ إِلَيَّ إِجابَةٌ / عذرتُ عَنِ الأولى وَلَم أَكفرِ الأُخرى
يا أَيُّها المُتَنَبّي
يا أَيُّها المُتَنَبّي / مِن أَرضِ وادي الحِجارَه
وَعرضُهُ مِن زجاج / وَوَجهُهُ مِن حِجاره
دَعَتكَ وَمِن سجِيَّتِكَ البدارُ
دَعَتكَ وَمِن سجِيَّتِكَ البدارُ / رُؤوسٌ أَينَعَت مِنها ثِمارُ
فَيورِدُها ظِماء وَهيَ ماء / وَيُصدِرُها رِواء وَهي نارُ
وَيقرضها أَعادِيه لجينا / وَتَرجِعُ وَهيَ لَو سَلمَت نضارُ
سَلامٌ كَما هَبَّت مِنَ الحُزنِ نَفحَةٌ
سَلامٌ كَما هَبَّت مِنَ الحُزنِ نَفحَةٌ / تَنَفَّسَ قَبلَ الفَجرِ في وَجهِها الزَهرُ
مِنَ الوارِفِ الفينانِ وَشَّت برودهُ / ذِراعٌ مِنَ اللَيثِ الثُرَيّا لَهُ شِبرُ
وَإلّا يَدٌ حَزمِيَّةٌ مذحِجِيَّةٌ / تَقَشَّعَ عَنها مذحجٌ فَاِنهَمى عَمرُو
فَجادَ عَلى تِلكَ الأَجارِعِ وَالرُبى / رواعِدُهُ وَعدٌ وَبارِقُهُ بشرُ
أَبا حَكَمٍ أَبلِغ سَلامَ فَمي يَدَي / أَبي حَسَنٍ وَاِرفق فَكِلتاهُما بَحرُ
وَلا تَنسَ يُمناكَ الَّتي هِيَ وَالنَدى / رَضيعا لبانٍ لا اللُّجَينُ وَلا التِبرُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025