المجموع : 33
يَقولُ لَنا مُعاوِيَةُ بنُ حَربٍ
يَقولُ لَنا مُعاوِيَةُ بنُ حَربٍ / أَما فيكُم لِواتِرِكُم طَلوبُ
يَشُدُّ عَلى أَبي حَسَن عَلَيٍّ / بِأسمَرَ لا يُهَجِّنُهُ الكُعوبُ
فَيَهتُكُ مَجمَعَ اللُباتِ مِنهُ / وَنَقعُ المَوتِ مُطَّرِدٌ يَثوبُ
فَقُلتُ لَهُ أَتَلعَبُ يا اِبنَ حَربٍ / كَأَنَّكَ بَينَنا رَجُلٌ غَريبُ
أَتَأمُرُنا بِحَيَّةِ بَطنٍ وادٍ / إِذا نَهَشَت فَلَيسَ لَها طَبيبُ
وَما ضَبعٌ يَدُبُّ بِبَطنِ وادٍ / أُتيحَ لَهُ بِهِ أَسَدٌ مَهيبُ
بِأَضعَفَ حِيلَةٍ مِنّا إِذا ما / لَقيناهُ وَذا مِنّا عَجيبُ
دَعا في الحَربِ لِلهيجا رِجالاً / تَكادُ قُلوبُهُم مِنهُ تَذوبُ
كَأَنَّ القَومَ لَمَّا عايَنوهُ / خِلالَ النَقعِ لَيسَ لَهُم قُلوبُ
لَعَمرُ أَبي مُعاوِيَةَ بنِ صَخرٍ / وَما ظَنّي بِمُلحَقَهِ العُيوبُ
لَقَد ناداهُ في الهَيجا عَلِيُّ / فَأَسمَعَهُ وَلكِن لا يُجيبُ
سِوى عَمرٍو وَقتهُ خِصيَتاهُ / نَجا وَلِقَلبَهِ مِنها وَجيبُ
وَبِسرٌ مِثلُهُ لاقى جِهاراً / فَأَخطَأَ نَفسَهُ الأَجَلُ القَريبُ
مُعاويَ إِنَّ المُلكَ قَد آبَ غارِبُهْ
مُعاويَ إِنَّ المُلكَ قَد آبَ غارِبُهْ / وَأَنتَ بِها في كَفِّكَ اليَومَ صاحِبُهْ
أَتاكَ كِتابٌ مِن عَلِيٍّ بِخَطِّهِ / هِيَ الفَصلُ فَاِختَر سِلمَهُ أَو تُحارِبُهْ
وَلا تَرجُوَنْ مِنهُ الغَداةَ مَوَدَّةً / وَلا تَأمَنَنَّ الدَهرَ ما أَنتَ راهِبُهْ
وَحارِبهُ إِن حارَبتَ حَربَ اِبنِ حُرَّةٍ / وَإِلّا فَسِلماً لا تَدُبُّ عَقارِبُهْ
فَإِنَّ عَلِيّاً غَيرَ ساحِبٍ ذَيلَهُ / إِلى خُدعَةِ ما غَصَّ بِالماءِ شارِبُهْ
وَلا قابِلَ ما لا تُربِد وَهذَهُ / يَقومُ بِها لَوماً عَلَيكَ نَوادِبُهْ
وَلا تَدَعَنَّ المُلكَ وَالأَمرُ مُقبِلٌ / وَلا تَطلُبَنَّهُ حينَ تَهوى مَذاهِبُه
فَإِن كُنتَ تَنوي أَن تُجيبَ كِتابَهُ / وَأَنتَ لِأَمرٍ لا مَحالَةَ راكِبُهْ
فَأَلحِقْ إِلى الحَيِّ اليَمانينَ كَلِمَةً / تَنالُ بِها الأَمرَ الَّذي أَنتَ طالِبُهْ
يَقولُ أَميرُ المُؤمِنينَ أَصابَهُ / عَدُوُّ وَما لاهٍ عَلَيهِ أَقارِبُهْ
أَفانينَ مِنهُم قاتَلٌ وَمُحَضِّضٌ / بِلا بزَّةٍ مِنهُم وَآخَرَ سالِبُهْ
وَكُنتُ أَميراً قَبلَ ذاكَ عَلَيكُمُ / وَحَسبي وَإِيّاكُم مِنَ الحَقِّ واجِبُهْ
فَجَيبوا وَمَن أَرمي ثَبيراً مَكانَهُ / بِتَدفاعِ مَوجٍ لا مَرَدَّ غَوارِبُهْ
فَأَقلِلْ وَأَكثِرْ ما لَها اليَومَ صاحِبٌ / سِواكَ فَصَرِّح لَستُ مِمَّن تُوارُبُهْ
أَلا مَن لِلَيلٍ لا تَغورَ كَواكِبُهْ
أَلا مَن لِلَيلٍ لا تَغورَ كَواكِبُهْ / إِذا لاحَ نَجمٌ لاحَ نَجمٌ يُراقِبُهْ
بَني هاشِمٍ رُدّوا سِلاحَ اِبنِ اُختِكُم / وَلا تَنهَبوهُ لا تَحِلُّ مَناهِبُهْ
بَني هاشِمٍ لا تَعجَلوا بِإِقادَةٍ / سَواءٌ عَلَينا قاتَلوهُ وَسالَبَهْ
فَقَد يُجبَرُ العَظمَ الكَسيرِ وَيَنبَري / لِذي الحَقِّ يَوماً حَقُّهُ فَيُطالِبُهْ
وَإِنّا وَإِيّاكُم وَما كانَ مِنكُمُ / كَصَدْعِ الصَفا لا يَرأَبُ الصَدعَ شاعُبهْ
أَلَم تَرَ لِلأَنصارِ فُضَّت جُموعُها
أَلَم تَرَ لِلأَنصارِ فُضَّت جُموعُها / لِتَكشِفَ يَوماً لا تُوارى كَواكِبُهْ
وَإِنَّ قُرَيشاً وَزعّتها عِصابَةٌ / سَما لَهُم فيها الدَميمُ وَصاحِبُهْ
وَصاحِبُ عُثمانَ المُشيرُ بِقَتلِهِ / تَدِبُّ إِلَينا كُلَّ يَومٍ عَقارِبُهْ
وَإِنَّ دُليماً يُظهِرُ اليَومَ غَدرَهَ / وَفي نَفسِهِ الأَمرَ الَّذي هُوَ راكِبُهْ
هُمُ زَجَروا مَن عابَ عُثمانَ بَينَهُم / وَأَولى بَني العَلّاتِ بِالعَيبِ عائِبُهْ
وَقَد سَرَّني كَعبٌ وَزَيدُ بنُ ثابِتٍ / وَطَلحَةَ وَالنُعمانُ لا جُبَّ غارُبهْ
بَني هاشِمٍ كَيفَ التَعاقُدُ بَينَنا / وَعِندَ عَلِيٍّ سَيَُهُ وَحَرائِبُهْ
لَعَمرُكَ لا أَنسى اِبنَ أَروى وَقَتلِهِ / وَهَل ليَنسَين الماءَ ما عاشَ شارِبُهْ
هُمُ قَتَلوهُ كَي يَكونوا مَكانَهُ / كَما غَدَرَت يَوماً بِكِسرى مَرازِبُهْ
وَإِنّي لَمُجتابٌ إِلَيكُم بِجَحفَلٍ / يُصِمُّ السَميعَ جَرسَهُ وَجَلائِبُهْ
عَلِقَ القَلبُ الرَبابا
عَلِقَ القَلبُ الرَبابا / بَعدَما شابَت وَشابا
يا باعَدَ اللَهُ ما بَيني وَبَينَكُم
يا باعَدَ اللَهُ ما بَيني وَبَينَكُم / بَني أُمَيَّةَ مِن قُربى وَمِن نَسَبِ
مَن يَكسِبِ المالَ يَحفِز حَولَ زُبيَتِهِ / وَإِن يَكُن عائِلاً مَولاهُمُ يَخِبِ
فَإِذا سُئِلتَ تَقولُ لا
فَإِذا سُئِلتَ تَقولُ لا / وَإِذا سَأَلتَ تَقولُ هاتِ
تَأبى فِعالَ الخَيرِ لا / تَروى وَأَنتَ عَلى الفُراتِ
أَفَلا تَميلُ إِلى نَعَمْ / أَو تَركِ لا حَتّى المَماتِ
نَومي عَلَيَّ مُحَرَّمٌ إِن لَم أًَقُم
نَومي عَلَيَّ مُحَرَّمٌ إِن لَم أًَقُم / بِدَمِ اِبنِ أُمّي مِن بَني العَلّاتِ
قامَت عَلَيَّ إِذا قَعَدتُ وَلَم أَقُم / بِطِلابِ ذاكَ مَناحَةُ الأَمواتِ
عَذُبَت حِياضُ المَوتِ عِندي بَعَدما / كانَت كَريهَةَ مَورِدِ النَهَلاتِ
شَرِبتُ عَلى الجَوزاءِ كَأساً رَوِيَّةً
شَرِبتُ عَلى الجَوزاءِ كَأساً رَوِيَّةً / وَأُخرى عَلى الشِّعري إِذا ما اِستَقَلَّتِ
مُشَعشَعَةً كانَت قُرَيشٌ تُكنُها / فَلَمّا اِستَحَلّوا قَتلَ عُثمانَ حَلَّتِ
طالَ لَيلى وَمَلَّني عُوادي
طالَ لَيلى وَمَلَّني عُوادي / وَتَجافى عَنِ الضُلوعِ مِهادي
مِن حَديثٍ نُمِي إِلَيَّ فَما يَر / قَأُ دَمعي وَلا أَحَسَّ رُقادي
لَيتَ أَنّي هَلَكتُ قَبلَ حَديثٍ / سَلَّ جِسمي وَرِيعَ مِنهُ فُؤادي
يَومَ لاقَيتُ بِالبَلاطِ بِجاداً / لَيتَ أَنّي هَلَكتُ قَبلَ بِجادِ
وَبِنَفسي الَّتي أُحِبُّ وَأَهلي / وَبِمالي وَطارِفي وَتِلادي
قُلتُ لا تَغضَبي فَذلِكَ قَولي / بِلِساني وَما يُجِنُّ فُؤادي
وَاللَهِ ما هِندٌ بامك إِن مَضى الن
وَاللَهِ ما هِندٌ بامك إِن مَضى الن / نَهارُ وَلَم يَثأَر بِعُثمانَ ثائِرُ
أَيَقتُلُ عَبدُ القَومِ سيِّدَ أَهلِهِ / وَلَم يَقتُلوهُ لَيتَ أُمَّكَ عاقِرُ
وَأَنَّا مَتى نَقتُلْهُمُ لا يُقَدْ بِهِم / مَقيدٌ فَقَد دارَت عَلَيكَ الدَوائِرُ
خُذيني فَجُرّيني ضِباعَ وَإِنَّما
خُذيني فَجُرّيني ضِباعَ وَإِنَّما / بِلَحمِ اِمرىءٍ لَم يَشهَدِ اليَومَ ناشِرُهْ
تَباذَخَت الأَنصار في الناسِ بِاِسمِها
تَباذَخَت الأَنصار في الناسِ بِاِسمِها / وَنِسبَتها في الأَزدِ عَمرو بنُ عامِرِ
وَقالوا لَنا حَقٌّ عَظيمٍ وَمَنَّةٌ / عَلى كُلِّ بادٍ مِن مَعَدٍّ وَحاضِرِ
فَإِن يَكُ لِلأَنصارِ فَضلٌ فَلَم تَنَل / بِحُرمَتِهِ الأَنصارُ فَضلَ المُهاجِرِ
وَإِن تَكنِ الأَنصارُ آوَت وَقاسَمَت / مَعايِشَها مَن جاءَها قِسمَ جازَرِ
فَقَد أَفسَدَت ما كانَ فيها بَمَنَّها / وَما ذاكَ فِعلُ الأَكرَمينَ الأَكابِرِ
إِذا قالَ حسّانٌ وَكَعبٌ قَصيدَةً / بِشَتمِ قُرَيشٍ غُنِّيَتْ في المَعاشِرِ
وَسارَ بِها الرُكبانُ في كُلِّ وُجهَةٍ / وَأَعمَلَ فيها كُلَّ خُفٍّ وَحافِرِ
فَهذا لَنا مِن كُلِّ صاحِبِ خُطبَةٍ / يَقومُ بِها مِنكُم وَمِن كُلِّ شاعِرِ
وَأَهلٌ بِأَن يُهجَوا بِكُلِّ قَصيدَةٍ / وَأَهلٌ بأَن يُرمَوا بِنَبلٍ فَواقِرِ
تَبَدَّلتُ مِن عُثمانَ عُمراً وَفاتَني
تَبَدَّلتُ مِن عُثمانَ عُمراً وَفاتَني / فَلِلَّهِ مِن مَولى وَمِن ناصِرِ عَمرِو
أَلا إِنَّ خَيرَ الناسِ بَعدَ ثَلاثَةٍ / قَتيلُ التُجيبِيِّ الَّذي جاءَ مِن مِصرِ
وَماليَ لا أَبكي وَتَبكي قَرابَتي / وَقَد حَجَبَت عَنّا فُضولَ أَبي عَمرِو
فَإِن يَكُ ظَنّي يا اِبنَ أمِّيَ صادِقي / عُمارَةُ لا يُدرَكُ بِذَحلٍ وَلا وِترِ
تُضاحِكُ أَقتالَ اِبنِ عَفّانَ لاهِياً / كَأَنَّكَ لَم تَسمَع بِمَوتِ أَبي عَمرِو
يَظَلُّ وَأَوتارُ اِبنِ عَفّانَ عَندَهُ / مُخَيِّمَةٌ بَينَ الحَوَرنَقِ وَالجِسرِ
وَلَولا حُرَّةٌ مَهَدَت عَلَيكُم
وَلَولا حُرَّةٌ مَهَدَت عَلَيكُم / صَفِيَّةُ ما عَدَوتُم في النَفيرِ
وَلا عُرِفَ الزُبيرُ وَلا أَبوهُ / وَلا جَلَسَ الزُبيرُ عَلى السَريرِ
وَدَدنا أَنَّ أُمَّكَمُ غُرابٌ / فَكُنتُم شَرَّ طَيرٍ في الطُيورِ
أَلا جَعَلَ اللَهُ المُغيرَةَ وَاِبنَهُ
أَلا جَعَلَ اللَهُ المُغيرَةَ وَاِبنَهُ / وَمَروانَ بَعلَى ذِلَّةً لِاِبنِ عامِرِ
لِكَي يَقياهُ الحَرَّ وَالقَرَّ إِن مَشى / وَلَسعَ الأَفاعي وَاِحتِدامِ الهَواجِرِ
ما أَن خَشيتُ عَلى أَمرٍ خَلَوتُ بِهِ
ما أَن خَشيتُ عَلى أَمرٍ خَلَوتُ بِهِ / فَلَم أُخِفكَ عَلى أَمثالِها حارِ
أَتاني مِنَ الفَجِّ الَّذي كُنتُ آمِناً
أَتاني مِنَ الفَجِّ الَّذي كُنتُ آمِناً / بَقِيَّةُ شُذّاذٍ مِنَ الخَيلِ ظُلَّعِ
عَلَيها العَبيدُ يَضرِبونَ جُنوبَها / مَنازِلَ مِنّا كُلُّ خَرقٍ سَميدَعِ
فَإِنّي زَعيمُ أَن تَصيحَ نِساؤُهُم / صِياحَ دَجاجِ القَريَةِ المُتَوزعِ
قُلتُ لَها قِفي فَقالَت قافِ
قُلتُ لَها قِفي فَقالَت قافِ /
لا تَحسَبينا قَد نَسينا الإيجافِ /
وَالنَشَواتِ مَن عَتيقٍ صافِ /
وَعَزفِ قيناتٍ عَلَينا عُزّافِ /
تَقَدَّمتُ لَمّا لَم أَجِد ليَ مَقدَماً
تَقَدَّمتُ لَمّا لَم أَجِد ليَ مَقدَماً / أَمامي وَلا خَلفي مِنَ المَوتِ مَرحَلا