القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : ابنُ وَكِيع التَّنّيسي الكل
المجموع : 84
إِن كانَ قَد بَعُدَ اللِقاءُ فَوُدُّنا
إِن كانَ قَد بَعُدَ اللِقاءُ فَوُدُّنا / دانٍ وَنَحنُ عَلى النَوى أَحبابُ
كَم قاطِعٍ لِلوَصلِ يُؤمَن وُدُّهُ / وَمُواصِلٍ بِوِدادِهِ يُرتابُ
أُرَجّى دُنُوَّ الوَصلِ مِن بَعدِ بُعدِهِ
أُرَجّى دُنُوَّ الوَصلِ مِن بَعدِ بُعدِهِ / كَما قَد تُرَجّى في الجُدوبِ السَحائِبُ
وَأُكثِرُ في الهَجرِ العِتابَ كَأَنَّني / لِدَهرِيَ مِن ظُلمِ الكِرامِ أُعاتِبُ
وَأَهوى مَواعيدَ المُنى عَنكَ بِالرِضا / وَقَد تُمتِّعُ الآمالُ وَهيَ كَواذِبُ
قالوا عَشِقتَ كَثيرَ البُخلِ مُمتَنِعاً
قالوا عَشِقتَ كَثيرَ البُخلِ مُمتَنِعاً / فَقُلتُ هَيهاتَ عَنكُم غابَ أَطيَبُهُ
لَو جادَ هانَ وَقيلَ الجودُ عادَتُهُ / وَإِنَّما عَزَّ لِما عَزَّ مَطلَبُهُ
غَديرٌ يُجَعِّدُ أَمواهَهُ
غَديرٌ يُجَعِّدُ أَمواهَهُ / هُبوبُ الرِياحِ وَمَرُّ الصَبا
إِذا الشَمسُ مِن فَوقِهِ أَشرَقَت / تَوَهَّمتَهُ جَوشَناً مُذهَبا
إِن شِئتَ أَن تُصبِحَ بَينَ الوَرى
إِن شِئتَ أَن تُصبِحَ بَينَ الوَرى / ما بَينَ شَتّامٍ وَمُغتابِ
فَكُن عَبوساً حينَ تَلقاهُمُ / وَخاطِبِ الناسَ بِإِعرابِ
يَحسُنُ النَحوُ في الخَطابَةِ وَالشِع
يَحسُنُ النَحوُ في الخَطابَةِ وَالشِع / رِ وَفي لَفظِ سورَةٍ وَكِتابِ
فَإِذا ما تَجاوَزَ النَحوُ هذي / فَهوَ شَيءٌ مِنَ المَسامِعِ نابِ
مَتى وَعَدتُكَ في تَركِ الهَوى عِدَةً
مَتى وَعَدتُكَ في تَركِ الهَوى عِدَةً / فَاِشهَد عَلى عِدتي بِالزورِ وَالكَذِبِ
أَما تَرى اللَيلَ قَد وَلَّت عَساكِرُهُ / وَأَقبَلَ الصُبحُ في جَيشٍ لَهُ لَجِبِ
وَجَدَّ في أَثَرِ الجَوزاءِ يَطلُبُها / في الجَوِّ رَكضَ هِلالٍ دائِمِ الطَلَبِ
كَصَولَجانِ لُجَينٍ في يَدَي مَلِكٍ / أَدناهُ مِن كُرَةٍ صِيغَت مِنَ الذَهَبِ
فَقُم بِنا نَصطَبِح صَفراءَ صافِيَةً / كَالنارِ لكِنَّها نارٌ بَلا لَهَبِ
عَروسَ كَرمٍ أَتَت تَختالُ في حُلَلٍ / صُفرٍ عَلى رَأسِها تاجٌ مِنَ الحَبَبِ
أَما تَرى النَخلَ طارِحاً بَلَحاً
أَما تَرى النَخلَ طارِحاً بَلَحاً / جاءَ بَشيراً بِدَولَةِ الرُطَبِ
كَأَنَّهُ وَالعُيونُ تَنظُرُهُ / إِذا بَدا زَهرُهُ عَلى القُضُبِ
مَكاحِلٌ مِن زُمُرُّدٍ خُرِطَت / مُقَمَّعاتُ الرُؤوسِ بِالذَهَبِ
قُم فَاِسقِني وَالخَليجُ مُضطَّرِبٌ
قُم فَاِسقِني وَالخَليجُ مُضطَّرِبٌ / وَالريحُ تَثنى ذَوائِبَ القُضُبِ
كَأَنَّها وَالرِياحُ تَعطِفُها / صَفُّ قَناً سُندُسِيَّةِ العَذَبِ
وَالجَوُّ في حُلَّةٍ مُمَسَّكَةٍ / قَد طَرَّزَتها البُروقُ بِالذَهَبِ
لا وَوَعدِ الوَصلِ بِاللَح
لا وَوَعدِ الوَصلِ بِاللَح / ظِ عَلى رغمِ الرَقيبِ
وَاِختِلاسِ القُبلَةِ الحُل / وَةِ مِن خَدِّ الحَبيبِ
وَسَماعٍ مُستَطابٍ / جاءَ في لَفظٍ مُصيبِ
ما سِوى الراحِ لِداءِ ال / هَمِّ عِندي مِن طَبيبِ
حَبَّذا زَورٌ أَتاني
حَبَّذا زَورٌ أَتاني / طارِقاً بَعدَ اِجتِنابِهْ
شَقَّ جُنحَ اللَيلِ بَدرٌ / لاحَ مَن ثِنيِ نِقابِهْ
طَرَبَت نَفسي إِلَيهِ / وَإِلى طَيِبِ اِقتِرابِهْ
طَرِبَ الشَيخُ إِذا ذُكِّ / رَ أَيّامَ شَبابِهْ
يا مَن إِذا لاحَت مَحاسِنُ وَجهِهِ
يا مَن إِذا لاحَت مَحاسِنُ وَجهِهِ / غَفَرَت بَدائِعُها جَميعَ ذُنوبِهِ
النَجمُ يَعلَمُ أَنَّ عَينِيَ في الدُجى / مَعقودَةٌ بِطُلوعِهِ وَغُروبِهِ
إِن كانَ في تَعذيبِ قَلبِيَ راحَةٌ / لَكَ فَاِجتَهِد بِاللَهِ في تَعذيبِهِ
لَو كانَ سَفكُ دَمي إِلَيكَ مُحَبَّبا / لَرَأَيتَني مُتَضَرِّجا بِصَبيبِهِ
لا تُلفَيَنَّ مُقارِناً
لا تُلفَيَنَّ مُقارِناً / مَن لا يَزينُ مِنَ الصِحابْ
فَالثَوبُ يَنفُذُ صِبغُهُ / فيما يَليهِ مِنَ الثِيابْ
اُنظُر إِلى زَيتونِنا
اُنظُر إِلى زَيتونِنا / فيهِ شِفاءُ المُهجِ
بَدا لَنا كَأَعيُنٍ / شُهلٍ وَذاتِ دَعَجِ
مُخضَرُّهُ زَبرجدٌ / مُسوَدُّهُ مِن سَبَجِ
تَغَرَّب عَلى اِسمِ اللَهِ وَاِلتَمِسِ الغِنى
تَغَرَّب عَلى اِسمِ اللَهِ وَاِلتَمِسِ الغِنى / وَسافِر فَفي الأَسفارِ خَمسُ فَوائِدِ
تَفَرُّجُ نَفسٍ وَاِلتِماسُ مَعيشَةٍ / وَعِلمٌ وَآدابٌ وَرُفقَةُ ماجِدِ
فَإِن قيلَ في الأَسفارِ ذُلٌّ وَغُربَةٌ / وَتَشتيتُ شَملٍ وَاِرتِكابُ شَدائِدِ
فَلَلمَوتُ خَيرٌ لِلفَتى مِن مُقامِهِ / بِدارِ هَوانٍ بَينَ ضِدٍّ وَحاسِدِ
رِسالَةٌ مِن كَلِفٍ عَميدِ
رِسالَةٌ مِن كَلِفٍ عَميدِ / حَياتُهُ في قَبضَةِ الصُدودِ
بَلّغَهُ الشَوقُ مَدى المَجهودِ / ما فَوقَ ما يَلقاهُ مِن مَزيدِ
جارَ عَلَيهِ حاكِمُ الغَرامِ / فَدَقَّ أَن يُدرَكَ بِالأَوهامِ
فَلَو أَتاهُ طارِقُ الحِمامِ / لَم يَرَهُ مِن شِدَّةِ السَقامِ
لَهُ اِهتِزازٌ وَاِرتِياحٌ وَطَرَبْ / لِوَجهِ مَن أَورَثَهُ طولَ الكُرَبْ
فَهَل سَمِعتُم في أَحاديثِ العَجَبْ / بِمَن مُناهُ قُربُ مَن مِنهُ العَطَبْ
ما غابَ عَنهُ الحَزمُ في الأُمورِ / لكِنَّ مِقدارَ الهَوى ضَروري
صاحِبُهُ يَخبِطُ في دَيجورِ / مُنفَسِدَ التَقديرِ بِالمَقدورِ
إِذا اِلتَقى في مِسمَعَيهِ العَذلُ / وَقيلَ مِن دونِ المُرادِ القَتلُ
قالَ لَهُم لَومُ المُحِبِّ جَهلُ / إِنَّ الهَوى يُغلَبُ فيهِ العَقلُ
ما العُذرُ في السَلوَةِ عَن غَزالِ / مُنقَطِعِ الأَقرانِ وَالأَشكالِ
تَستَخلِفُ الشَمسُ لَدى الزَوالِ / ضَياءَ خَدَّيهِ عَلى اللَيالي
بِخِفَّةِ الروحِ اِحتَوى صَلاحي / فَصِرتُ لا أَرغَبُ في الفَلاحِ
وَالشَكلُ وَالخِفَّةُ في الأَرواحِ / أَملَحُ ما يُعشَقُ في المِلاحِ
مَن عَشِقَ الفَدمَ وَإِن راقَ البَصَرْ / فَليَقصِدِ البَيعَةَ وَليَهوَ الصُوَرْ
مَن كانَ يَهوى مَنظَراً بِلا خَبَرْ / فَما لَهُ أَوفَقُ مِن عِشقِ القَمَرْ
ظَبيٌ سُلُوّي عَنهُ مِثلُ جودِهِ / خَيالُهُ أَكذَبُ مِن مَوعودِهِ
أَجفانُهُ أَسقَمُ مِن عُهودِهِ / أُردافُهُ أَثقَلُ مِن صُدودِهِ
يا وَصلَهُ صِل مِثلَ وَصلِ صَدِّهِ / يا حُكمَهُ كُن في اِعتِدالِ قَدِّهِ
يا قَلبَهُ كُن رِقَّةً كَخَدِّهِ / يا خَصرَهُ كُن مِثلَ ضَعفِ عَهدِهِ
أَما وَخَصرٍ ضعفُهُ كَصَبري / لَهُ وَوَجهٍ حُسنُهُ كَشِعري
لَهُ عِذارٌ قامَ لي بِعُذري / لا تُبْتُ مِن شَوقي إِلَيهِ دَهري
أَضحى لِإِبليسَ بِهِ اِستِقدارُ / عَلى بَني آدَمَ وَاِستِبشارُ
وَقالَ في ذا تُستَطابُ النارُ / ما لَهُمُ عَن مِثلِ ذا اِصطِبارُ
تَمَّت لِيَ الحيلَةُ في العِبادِ / أَدرَكتُ مِن صالِحِهِم مُرادي
بِمِثلِ ذا أَمكَنَني إِفسادي / لِأَنفُسِ العِبّادِ وَالزُهّادِ
وَاِلهفَتي مِن خَدِّهِ الأَسيلِ / إِذا اِنجَلى عَن صَفحَتَي صَقيلِ
وَاحَرَبي مِن طَرفِهِ الكَحيلِ / مَن مُنصِفي مِنهُ وَمَن مُديلي
مِن مُقلَةٍ كَالصارِمِ البَتّارِ / أَلحاظُها أَمضى مِنَ المِقدارِ
تَحكُمُ في لُبّى وَفي اِصطِباري / نَظيرَ حُكمِ الدَهرِ في الأَحرارِ
حَلَّ قُوايَ العَقدُ مِن زُنّارِهِ / أَلهَبَ قَلبي خَدُّهُ بِنارِهِ
عَذَّرَ صَبري مُبتَدا عِذارِهِ / حَيَّرَني بِالطَرفِ وَاِحوِرارِهِ
جاءَ بِوَجهٍ حُسنُهُ مَحبوبُ / تَطيبُ في أَمثالِهِ الذُنوبُ
وَقامَةٍ ذَلَّ لَها القَضيبُ / وَالقَلبُ تَنقَدُّ بِهِ القُلوبُ
هَفا بِقَلبي مِنهُ إِفراطُ الهَيَفْ / فَقُلتُ لَمّا أَن تَثَنّى وَاِنعَطَفْ
يا سَيِّدي مِن دونِ ذا المَيلِ التَلَفْ / وَشَرطُ مَن كانَ ظَريفاً في القَطَفْ
ما قِصَرُ القامَةِ مِثلُ الطولِ / وَلا البَدينُ الجِسمِ كَالمَهزولِ
عِشقُ الرَشيقِ الأَهيَفِ المَجدولِ / شَأنُ ذَوي الأَفهامِ وَالعُقولِ
لا يَعشَقُ الضَخمَ الغَليظَ الجِسمِ / غَيرُ غَليظِ الطَبعِ جافٍ فَدمِ
مُكَدَّرِ الحِسِّ رَكودِ الفَهمِ / يَقولُ في الحُسنِ بِغَيرِ عِلم
قَد صِحتُ لَمّا خِفتُ مِنهُ القَتلا / وَكِدتُ مِن فَرطِ السَقامِ أَبلى
يا حاكِماً جانِبَ فِيَّ العَدلا / مِهلاً بِمَن يَهواكَ مَهلاً مَهلا
يا ظالِماً يَقتُلُني مُجاهَرَهْ / قَد مَنَعَ الوَجدُ مِنَ المُساتَرَهْ
هَلُمَّ إِن شِئتَ إِلى المُناظَرَهْ / وَاِستَعمِلِ الإِنصافَ لا المُكابَرَهْ
في أَيِّ دينٍ حَلَّ قتلُ الروحِ / وَهَل لِما تَفعَلُ مِن مُبيحِ
إِن قُلتَ ذا جاءَ عَنِ المَسيحِ / فَلَيسَ ما تَزعُمُ بِالصَحيحِ
مُرقُسُ ما أَخبَرَنا بِذا الخَبَر / عَنهُ وَلا لوقا حُكاهُ في الأَثَر
وَقَد نَهى عَن ذا يُحَنّا وَزَجَر / وَلا اِرتَضى مَتّى بِهِ وَلا أَمَر
أَربَعَةٌ لَيسَ لَهُم عَديلُ / وَلا لَهُم في أَمرِهِم كَفيلُ
ما فيهِمُ مَن قالَ ما تَقولُ / فَهَل سَوى إِنجيلِهِم إِنجيلُ
فَإِن زَعَمتَ أَن ذا مَوجودُ / في زُبُرٍ جاءَ بِها داودُ
فَما الزَبورُ بَينَنا مَفقودُ / فَكَيفَ لَم تَعلَم بِهِ اليَهودُ
وَلَم يُخَبِّرُ أَحَدٌ سِواكا / مِنَ النَصارى كُلَّهُم بِذاكا
لا تَتَقَوَّلْ غَيرَ ما أَتاكا / وَغَلَّبِ الحَقَّ عَلى هَواكا
سَفكُ دَمي يُحظَرُ في الأَديانِ / فَدَع حِجاباً ظاهِرَ البُطلانِ
لا تَجمَعِ الإِثمَ مَعَ البُهتانِ / وَكُن عَلى خَوفٍ مِنَ العُدوانِ
وَاِعلَم بِأَنّي إِن تَمادى بي الهَوى / وَخِفتُ أَن أَتلَفَ مِن فَرطِ الضَنى
وَدُمتُ في هَجرِكَ لي كَما أَرى / وَلَم أَجِد مِنكَ لِما بي مُشتَكى
شَكَوتُ ما تَلقاهُ نَفسي البائِسَهْ / مِن خَطَراتٍ لِلهُمومِ هاجِسَهْ
عَفَت رُسومُ الصَبرِ فَهيَ دارِسَهْ / إِلى جَميعِ عُصبَةِ الشَمامِسَهْ
فَإِن هُمُ لَم يَرحَموا أَنيني / وَخَيَّبوا في قَصدِهِم ظُنوني
وَلَم أَجِد في القَومِ مِن مُعينِ / يُنصِفُني مِنكَ وَلا يُعديني
شَكَوتُ ما يَلقى مِنَ الأَحزانِ / قَلبي إِلى مَشيخَةِ الرُهبانِ
عَساكَ تَستَحي مِنَ الشِّيخانِ / وَإِن تَهاوَنتَ بِهِم في شاني
فَلا أَراكَ مُغضَبا عَبوسا / إِذا أَتَيتَ أَسأَلُ القِسّيسا
مَعونَةً أَرجو لَها التَنفيسا / عَن مُهجَةٍ قارَبَت النَسيسا
وَاِعلَم بِأَنّي إِن رَدَدتَ شافِعي / هذا وَلَم يَرجِع بِأَمرٍ نافِعي
فَلَيسَ ذا بِحاسِمٍ مَطامِعي / كَم طالَبٍ جَدَّ بِجِدِّ المانِعِ
لَو كُنتَ مَبذولاً لَنا لَم تُطلَبِ / وَإِنَّما نَرغَبُ إِذ لَم تَرغَبِ
وَكَلَفُ النَفسِ بِتَركِ الأَقرَبِ / وَشِدَّةُ الحِرصِ عَلى المُستَصعَبِ
وَإِن تَمادَيتَ عَلى جَفائِكا / وَدُمتَ بِالقِلَّةِ مِن حِبائِكا
في هَجرِنا عَلى قَبيحِ رَأيِكا / وَاِستَيأَسَ الرُهبانُ مِن إِصفائِكا
فَلا تَلُمني إِن قَصَدتُ الأَسقُفا / مَن بَرَّحَ السُقمُ بِهِ رامَ الشِفا
فَلا تَقُل أَبدَيتَ مَكنونَ الخَفا / أَنتَ الَّذي أَحوَجتَني أَن أَكشِفا
سَوفَ إِلى المُطرانِ أُنهى قِصَّتي / إِن دامَ ما تُؤثِرُهُ مِن هِجرتِي
فَإِن رَثَي لي طالِباً مَعونَتي / وَلَم تُشَفِّعْهُ بِكَشفِ كُربَتي
شَكَوتُ ما يَلقاهُ مِن فَرطِ السَقَمْ / قَلبي إِلى البَطرَكِ وَالحَبرِ العَلَمْ
عَساكَ إِن خالَفتَهُ فيما حَكَمْ / يُدخِلُكَ الحِرْمَ فَوَيلُ مَن حَرَمْ
هُناكَ تَأتي مُستَقيلاً ظُلمي / تَسأَلُني عَطفَ الرِضا بِالرَغمِ
تَرضى بِما يُنفِذُ فيكَ حُكمي / إِذا بِكَ اِشتَدَّ عَذابُ الحِرمِ
دَع ذا فَهذا كُلُّهُ تَهديدُ / أَرجو بِهِ قُربَكَ يا بَعيدُ
هَيهاتَ سِرّي أَبَداً جَحودُ / فيكَ وَقَولي كُلُّ ما تُريدُ
مَولايَ قَد ضاقَت بيَ الأُمورُ / فَقُلتُ ما قُلتُ وَقَولي زورُ
قَلبِيَ إِلّا في الهَوى جَسورُ / فَلا تَلُم أَن يَنفُثَ المَصدورُ
مَولايَ بِالرَحمنِ أَحيِ مُغرَما / يَخافُ أَن تَغضَبَ إِن تَظَلَّما
إِلَيكَ أَشكو فَعَسى أَن تُنعِما / مَهلاً قَليلاً قَد قَتَلتَ المُسلِما
يا جَرجَسُ اِرفُق بِفُؤادٍ هائِمِ / يا سَيِّدي خَف سوءَ عُقبى الظالِمِ
وَقَد رَضينا بِكَ في التَحاكُمِ / وَالجَورُ لا يُشبِهُ فِعلَ الحاكِمِ
أَقصى رَجائي مِنكَ نَيلُ الوُدِّ / وَقُبلَةٌ تَشفي غَليلَ الوَجدِ
يا جائِراً أَفرَطَ في التَعَدّي / مِنكَ إِلَيكَ في الهَوى أَستَعدي
شَرِبتُ مُجاجَ الكَرمِ تَحتَ ظِلالِهِ
شَرِبتُ مُجاجَ الكَرمِ تَحتَ ظِلالِهِ / عَلى وَجهِ مَعشوقِ الشَمائِلِ أَغيَدِ
كَأَنَّ عَناقيدَ الكُرومِ وَظِلَّها / كَواكِبُ دُرٍّ في سَماءِ زَبَرجَدِ
بَدا مِشمِشُ الأَشجارِ يَذكو شِهابُهُ
بَدا مِشمِشُ الأَشجارِ يَذكو شِهابُهُ / عَلى حُسنِ أَغصانٍ مِنَ الدَوحِ مُيَّدِ
حَكى وَحَكَت أَغصانُهُ في اِخضِرارِها / جَلاجِلَ تِبرٍ في قِبابِ زَبَرجَدِ
ذَوائِبُ كَتّانٍ تَمايَلُ في الضُحى
ذَوائِبُ كَتّانٍ تَمايَلُ في الضُحى / عَلى خُضرِ أَغصانٍ مِنَ الرَيِّ مُيَّدِ
كَأَنَّ اِصفِرارَ الزَهرِ فَوقَ اِخضِرارِها / مَداهِنُ تَبرٍ رُكِّبَت في زَبَرجَدِ
وَجُلَّنارٍ بَهِيٍّ
وَجُلَّنارٍ بَهِيٍّ / ضِرامُهُ يَتَوَقَّدْ
بَدا لَنا في غُصونٍ / خُضرٍ مِنَ الرِيِّ مُيَّدْ
يَحكي فُصوصَ عَقيقٍ / في قُبَّةٍ مِن زَبَرجَدْ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025