المجموع : 390
لَم يَنَل ساكِنٌ إِلَيكَ سُكوناً
لَم يَنَل ساكِنٌ إِلَيكَ سُكوناً / حَرَّكَتهُ عَن نَهجِكَ الأَهواءُ
لا وَلا فازَ بِالوَلاءِ مَحِبُّ / فاتَهُ مِن عِدا وَلاكَ البَراءُ
لَم تَبدُ لي مَن بِها وَجدي وَبِلِوائي
لَم تَبدُ لي مَن بِها وَجدي وَبِلِوائي / بِغَيرِ نَعتي وَأَوصافي وَأَسمائي
صَفاؤُها في تَجَلّيها يُقابِلُ را / ئيها فَتَظهَرُ فيها صورَةُ الرائي
بِالسَمعِ مِن بَصَرِ الفُؤادِ
بِالسَمعِ مِن بَصَرِ الفُؤادِ / عَرَفتُ أَرضي مِن سَمائي
وَبِيُمنِ عِرفانِ اليَمينِ / سَرَت إِلى اليُسرى خُطائي
وَوَرا أَمامي غادَرَ الأَشياخَ / مِن قَومي وَرائي
رَفَضتُ سُنَّةَ أَهلِ الزُهدِ مُعتَمِداً
رَفَضتُ سُنَّةَ أَهلِ الزُهدِ مُعتَمِداً / لِيَرغَبَ الغَمرُ عَن ديني بِدُنيائي
وَرُحتُ في طَيِّ نَشرِ اللَهوِ مُستَتِراً / عَن ناظِرٍ أَكَمَهٍ عَن نورِ مَعنائي
وَفي خَفائي بَدا لي بِالتَنَعُّمِ في / دارَيَّ مِن غَيرِ إِثمٍ أَمرُ مَولائي
لي في خَلوَتي بِجَلوَةِ مَحبوبي
لي في خَلوَتي بِجَلوَةِ مَحبوبي / مَغيبٌ عَن مَشهَدِ الرُقباءِ
وَاِنقِطاعي بِهِ إِلَيهِ ثَناني / بِفِناءٍ أَطالَ فيهِ بَقائي
وَوَراهُ مِن حَيثُ أَضحى أَماماً / لِوَرائي أَمسى أَمامي وَرائي
وَبِإِيّاهٍ إِذ بَدا لي كَإِيّايَ / إِلَيهِ عَرفَتُ مِنهُ دُعائي
وَاِستَوَت نِسبَةُ الجِهاتِ إِلَيهِ / مَع تَعاليهِ عَن حُدودِ الفَضاءِ
قَد أَراني السَماءَ قِبلَةَ أَرضي / وَثَنى الأَرضَ قِبلَةً لِلسَماءِ
فَلِهَذا لَدَيهِ أَضحَت صَلاتي / بِرُكوعي وَسَجدَتي وَاِستِوائي
أَنا بِالمَوتِ عِشتُ في الأَحياءِ
أَنا بِالمَوتِ عِشتُ في الأَحياءِ / ناعِمَ العَيشِ في الهَوى بِشَقائي
وَلَهُ بِالبَراءِ مِن عُذَّلي فيهِ / لَدَيهِ قَد صَحَّ عَقدُ وَلائي
أَيُّ وَجدٍ بَينَ الوَرى مِثلُ وَجدي / بِفَنائي وَجَدتُ فيهِ بَقائي
وَبِذُلّي لَدَيهِ لاقَيتُ عِزّي / وَبِفَقري إِلَيهِ نِلتُ غَنائي
فَهوَ لي صاحِبٌ إِذا أَنا سافَرتُ / وَفي الأَهلِ أَرأَفُ الحُلَفاءِ
جامِعٌ لِلنَقيضِ فِيَّ عَلَيهِ / دونَ قَومي جَعَلتُ وَقفاً هَوائي
وَلَهُ ما بِهِ وَجَدتُ وُجودي / قَبلَ كَوني وَشِدَّتي وَرَخائي
أُقِلُّ بِمالي وَرَوحي الفِداءَ
أُقِلُّ بِمالي وَرَوحي الفِداءَ / لِبَدرٍ لَهُ الشَمسُ أَضَحتْ ضِياءَ
عَزيزٌ لَهُ الذُلُّ عِزُّ النُفوسِ / وَفيهِ الفَناءُ يُنيلُ البَقاءَ
وَمِنهُ القَبولُ يُديمُ النَعيمَ / وَعَنهُ الخِلافُ يَزيدُ الشَقاءَ
يَجِنُّ الظَلامُ إِذا ما تَوارى / وَيُجلى النَهارُ إِذا ما تَرآى
فَمِن كُلِّ طَرفٍ لِوَهمٍ تَدانى / وَعِن كُلِّ قَلبٍ بَفَهمٍ تَنآى
بِهِ الأَرضُ صارَت سَماءُ العُقولِ / وَفيها النُفوسُ تَؤُمُّ السَماءَ
وَلَيسَ عَلى قُربِهِ بِالمَكانِ / بُعدٌ وَمَن حَلَّ فيهِ ثَواءَ
وَلَو لَم يَكُن حاضِراً لِلعَيانِ / نَراهُ بِهِ لَم نَسُرَّ الدُعاءَ
أُغالِطُ عَنهُ الرِجالِ / وَأَقصِدُ بَدراً وَأَدعو ذُكاءَ
وَلَولا التَقِيَّةُ في مَذهَبي / رَفَضتُ التُقى وَكَشَفتُ الغِطاءَ
أَمَرَتْني بِسَترِ كَشفِ غِطائي
أَمَرَتْني بِسَترِ كَشفِ غِطائي / إِذ أَرَتني صَباحَها في مَسائي
وَدَعَتني وَأَودَعَتني سِرّاً / في سُراها عَدَت بِهِ أَعدائي
وَنَهَتني إِذ نَبَّهَتنيَ عَن بَثِّ / هَواها إِلى ذَوي الأَهواءِ
وَإِلى الفَجرِ أَوعَدتني وَفيهِ / وَعَدتني الإِبلالَ مِن بَلوائي
فَأَزاحَت خَوفَ الوَعيدِ بِوَعدٍ / قَبَضَ اليَأسَ مِنهُ بَسطُ رَجائي
وَعَلى المَوتُ بايَعَتني وَقالَت / مَن وَفى لي مَنَحتُهُ بِوَفائي
وَلِتَعليقِها المُنى بِالمَنايا / صِرتُ أَهوى مَنِيَّتي لِمُنائي
وَبِها إِذ قَضيتُ نَحبي قَضَت لي / بِمَقامِ الأَبرارِ وَالشُهَداءِ
وَمِنَ المَسجَدِ الحَرامِ إِلى / الأَقصى أَرَتني أَسِرَّةَ الإِسراءِ
وَأَقَرَّت بِنورِ نارِ قِراها / في قُراها بِناظِري أَحشائي
وَاِنثَنَت عِندَها اِنثَنَت لي إِماماً / سَدرَةُ المُنتَهى إِلَيها وَرائي
وَبِروباصِها تَهَيّا خَلاصي / مِن قَذى طينَتي فَراقَ صَفائي
وَوُرودُ السَرابِ مِنها ثَناني / مَورِداً لِلعِطاشِ بَعدَ ظَمائي
وَبِعَينِ الحَياةِ سِرتُ إِلى حَيٍّ / بِهِ المَوتُ مُنيَةَ الأَحياءِ
غَيَّبَتني مِن بَعدِما أَشهَدَتني / وَأَعادَت شَهادَتي بِنَداءِ
فَثَناني اِستِحياؤُها في اِنثِنائي / نَحوَها ماشِياً عَلى اِستِحياءِ
وَبِأَلطافِها إِلَيها دَعَتني / وَأَرَتني نُزولُها في سَمائي
بِكِتابٍ فيهِ شِفاءُ اِكتِئابي / مِن وَعيدِ القَلى بِوَعدِ اللِقاءِ
ناطِقٌ صامِتٌ مُبينٌ مُعمى / ساتِرٌ كاشِفٌ قَريبَ نائي
ظاهِرٌ باطِنٌ أَنيقٌ عَميقٌ / شاهِدٌ غائِبٌ عَنِ الأَغنياءِ
مُحكَمٌ ذو تَشابُهٍ وَاِئتِلافٍ / في اِختِلافِ الآياتِ وَالأَجزاءِ
فَعَلَيهِ جَعَلتُ وَقفاً فُؤادي / عِندَما جاءَ جامِعُ الأَشياءِ
وَإِلَيهِ عِندَ الخِصامِ اِحتِكامي / فَلِذا رُحتُ داحِضاً خُصَمائي
حَبَّذا ما بِهش حَبَّتني عَلى الهَجرِ / جَزاءً مِنها لِصِدقِ وَلائي
فَسَناها أَهدى لِعَيني ضِياها / وَهُداها أَسرى إِلَيَّ هُدائي
بِصَفاها مِمَنوعَةً أَن تَراها / عَينُ راءِ إِلّا بِوَصفِ الرائي
وَلِعجزي عَن أَن أَراها بِإِيّاها / بَدَت بِالصِفاتِ وَالأَسماءِ
فَعَلَيها ما دَلَّ قَلبي سِواها / وَإِلَيها لَم تَدَعُني بِسَوائي
وَلِهَذا شاهَدتُ آياتُ صَحبي / وَنَهاياتِ ما رَأَوا في اِبتِدائي
أَهلاً بِداعي إِلَهي
أَهلاً بِداعي إِلَهي / فَإِنَّهُ لَطَبيبي
وَإَنَّ مَوتي فيهِ / مُخَلِّصي مِن ذُنوبي
يا مَن هُم دَلّوا عَلى
يا مَن هُم دَلّوا عَلى / مَعنى الغَرامِ قَلبي
بِكُم عَرَفتُ الحُبَّ / ما عَرَفتُكُم بِالحُبِّ
مَتى كانَ لِلصَبِّ في مَذهَبِ الهَوى
مَتى كانَ لِلصَبِّ في مَذهَبِ الهَوى / حَظُّ نَفسٍ فَما ذاكَ صَبُّ
وَلَيسَ مِنَ الحُبِّ في عِدَّةِ المُحِبّينَ / قَلبٌ لَهُ فيهِ قَلبُ
إِنَّ الَّتي هامَ الأَنامُ بِحُسنِها
إِنَّ الَّتي هامَ الأَنامُ بِحُسنِها / وَلَها المَلاحَةُ وَالبَها وَجدي بِها
بِسُفورِها تُخفى وَفي أَستارِها / تَبدو فَمَشرِقُ شَمسِها في غَربِها
إِنَّ الَّذي تَيَّمَني قُربُهُ
إِنَّ الَّذي تَيَّمَني قُربُهُ / بُعدٌ وَفي البُعدِ لَهُ قُربُ
كَالشَمسِ في مَغرِبِها شُروقُها / كَما لَها في شَرقِها غَربُ
بِسُكرِيَ صَحوي في هَوى مَن أُحِبُّهُ
بِسُكرِيَ صَحوي في هَوى مَن أُحِبُّهُ / حَبيبٌ أَراني عَنهُ بُعدِيَ قُربُهُ
يُمَثِّلُهُ في المَنامِ خَيالُهُ / وَفي قِسمَتي قَد عَزَّ في المِثلِ ضَربُهُ
الراحَ كَالنارِ في زُجاجِ
الراحَ كَالنارِ في زُجاجِ / تُضيءَ في باطِنِ اللَبيبِ
وَهيَ إِذا الجاهِلُ اِحتَساها / تَبدو دُخاناً بِلا لَهيبِ
لَم يُحَرَّم ما كانَ حِلاً عَلى
لَم يُحَرَّم ما كانَ حِلاً عَلى / غَيرِ ظُلومٍ بِذا أَتانا الكِتابُ
مِثلَما يَمنَعُ الطَبيبُ لَذيذا / مِن مَريضٍ لَهُ الكَريهُ الشَرابُ
إِذا اِمتَنَعَ الإِمكانُ إِلّا بِموجَبِ
إِذا اِمتَنَعَ الإِمكانُ إِلّا بِموجَبِ / فَلا مُمكِنٌ في الكَونِ إِلّا لَواجِبُ
وَذا شاهِدٌ لِلحَقِّ في الخَلقِ حاضِرٌ / يَراهُ مَن لَيسَ عَنهُ بِغائِبُ
تَجَلَّت فَاِنجَلى نَجمي وَبَدري
تَجَلَّت فَاِنجَلى نَجمي وَبَدري / وَشَمسي حينَ صارَ لَها مَغيبُ
فَأَبعَدَها بِهِ عَنّي وَمِنها / أَراني أَنَّهُ مِنها قَريبُ
طَلَبُ الدَليلَ عَلى الضُحى رَأدَ الضُحى
طَلَبُ الدَليلَ عَلى الضُحى رَأدَ الضُحى / يَقضي بِفَقدِ ضِياءِ عَينَ الطالِبِ
وَكَذاكَ حالَةُ مُمكِنٍ في نَفسِهِ / بِسِواهُ إِذ يَبغي ثُبوتَ الواجِبِ
حَجَبَ العَمى أَهلَ الهَوى عَن رُشدِهِم
حَجَبَ العَمى أَهلَ الهَوى عَن رُشدِهِم / عِندَ القَضاءِ عَلى الشَهيدِ الغائِبِ
مَنَعوا اِمتِناعَ المُمكِناتِ بِأَسرِها / وَرَأوا جَوازَ الإِمتِناعِ لَواجِبِ