القوافي :
الكل ا ب ت ث ج ح خ د ذ ر ز س ش ص ط ع غ ف ق ك ل م ن و ه ء ي
الشاعر : مصطفى صادق الرافعي الكل
المجموع : 347
لا زينة المرءِ تعليهِ ولا المالُ
لا زينة المرءِ تعليهِ ولا المالُ / ولا يشرفهُ عمٌ ولا خالُ
وإنما يتسامى للعلا رجلٌ / ماضي العزيمةِ لا تثنيه أهوالُ
يريكَ من نفسهِ فيما يهمُّ بهِ / أن النفوسَ ظبى والناسُ أبطالُ
لا ينثني إن عداه سوى حالتهِ / وكل حالٍ توافي بعدها حالُ
ألم يكن عمرُ يرعى المخاضَ فهل / ترى العلا بطنَ وادٍ فيه آبالُ
وهل سوى نفسهِ قد سودتُهُ وهل / تنالُ إلا بشقِّ النفسِ آمالُ
رأى الهدى فجلاه للورى قمراً / ملءَ العيونِ وجلُ الناس ضُلاَّلُ
وجدَّ في نصرةِ الهادي ودعوتِهِ / ولا يخيبُ امرءٌ في الحق فعَّالُ
وأطلقَ النفسَ مما تبتغيهِ هوىً / وإنما شهواتُ النفسِ أغلالُ
ولم يكن أحدٌ يلهيه عن أحدٍ / كأنهُ والدٌ والناسُ أطفالُ
بذا تفزعت الدنيا لهيبتِهِ / حتى تداعتْ عروشُ الصيدِ تنهالُ
وأرهبتْ أسدَ الآفاقِ زأرتُهُ / وملءَ أفاقها أُسْد وأشبالُ
فثبَّتَ الأرضَ يلقي في جوانبها / كتائباً هنَّ فوقَ الأرضِ أجبالُ
ومدَّ آمالهُ في كلِّ ناحيةٍ / ولا سريرٌ ولا تاجٌ ولا مالُ
والمرءُ إن كانْ إنساناً بزينتهِ / فإنَّما هو بينَ الناسِ تمثَالُ
وفي الأنامِ رجالٌ كالنجومِ إذا / أتى الفتى ما أتوهُ نالَ ما نالوا
المجدُ ما بينَ موروثٍ ومكتسبِ
المجدُ ما بينَ موروثٍ ومكتسبِ / والقطرُ في الأرضِ لا كالقطر في السحُبِ
وما الفتى من رأى آباءَهُ نُجُباً / ولم يكن هو إنْ عدوهُ في النُّجُبِ
وإن أولى الورى بالمجدِ كلُّ فتىً / من نفسه ومِنَ الأمجادِ في نسبِ
فالشهبُ كثرٌ إذا أبصرتهنَّ ولا / يعددُ الناسُ غيرَ السبعةِ الشُهُبِ
وما رقى الملكُ المأمونُ يومَ سما / للمجدِ في درجاتِ العزِّ والحَسَبِ
ولا استجابت له الأملاكُ يومَ دعا / بفضلِ أم غذته الفضلَ أو بِأبِ
لكن رأى المجدَ مطلوباً فهبَّ له / ومن يكُن عارفاً بالقَصدِ لم يَخِبِ
وعزَّز العلمَ فاعتزَّ الأنامُ بهِ / وما إلى العزِّ غيرَ العلمِ من سَبَبِ
ودولةُ السيفِ لا تقوى دعامَتُها / ما لم تَكُنْ حالفَتْها دولةُ الكُتبِ
ومن يجدَّ يجد والنفسُ إن تعبتْ / فربما راحةٌ جاءت من التعبِ
ويلٌ لمن عاش في لهوٍ وفي لعبٍ / فميتةُ المجدِ بينَ اللهوِ واللعبِ
ألم ترَ الشمس في الميزانِ هابطةً / لما غدا برجُ نجمِ اللهوِ والطربِ
لكلِّ فتى من الدنيا كمالُ
لكلِّ فتى من الدنيا كمالُ / فما نقصَ الورى إلا الفعالُ
ومن لم يرشدوهُ في صباهُ / تحكَمَ في شِيبتهِ الضَّلالُ
فما قلب الصغيرِ سوى كتابٍ / تسطرُ في صحائفهِ الخِلالُ
ونفسُ المرء في جنبيهِ نصلٌ / ولسنَ بغير حاملها النِصالُ
فكم رجلٍ ترى فيهِ صبياً / وكم من صبْيةٍ وهمُ رجالُ
وإن هيَ لم تكنْ صُقلتْ طواها / على صدإ فما يُجدي الصِّقالُ
ومن لم يغذُهُ أبواهُ طفلاً / هوى العلياءِ أسقمهُ الهزالُ
المرءُ يمنى بالرجا والياسِ
المرءُ يمنى بالرجا والياسِ / ويضيعُ بينهما ضعيفُ الباسِ
فإذا عزمتَ فلا تكُن متردداً / فسدَ الهوى بتَردُدِ الأنْفاسِ
وإذا استعنتَ فبالتجاربِ إنها / للنفسِ كالأضراسِ للأضراسِ
وعلامَ ترجو الناسَ في الأمرِ الذي / يعنيكَ أنتَ وأنتَ بعضُ الناسِ
النفسُ قوسٌ والعزيمة سهمها / فارمِ الرجا من هذهِ الأقواسِ
وأضىءْ حياتكَ بالمعارفِ إنما / هي في ظلامِ العمرِ كالنبراسِ
واجعل أساسَ النفسِ حبَّ اللهِ إذ / لا خيرَ في بيتٍ بغيرِ أساسِ
زمن كالربيعِ حلَّ وزالا
زمن كالربيعِ حلَّ وزالا / ليتَ أيامهُ خُلِقْنَ طِوالا
يحسبُ الطفلُ أنه زمنُ الهمِّ / وما الهَمُّ يعرفُ الأطفالا
يا بني الدرسِ من تمنَّى الليالي / كلياليكم تمنَّى المُحالا
ليلةٌ بعد ليلةٍ بعد أخرى / وليالي الهنا تمرُّ عِجالا
قد خبرنا الأنامَ في كلِّ حالٍ / فإذا الطفلُ أحسنُ الناسِ حالا
وهو إنْ جدَّ لم يزَلْ في صعودٍ / وكذا البدرُ كانَ قبلُ هلالا
غيرَ أن الكسولَ في كلِّ يومٍ / يجد اليوم كلهُ أهوالا
ويرى الكتبَ والدفاترَ والأقلا / م وأوراقَ درسهِ أحمالا
وإذا ما مشى إلى قاعةِ الدر / س ذراعاً يظنه أميالا
من يقمْ في الأمورِ بالجد يهنأ / والشفا للذين قاموا كسالى
وزمانُ الدروسِ أضيقُ من أن / يجد الخاملونَ فيه مجالا
أيها الطفلُ لا تضيعْ زماناً / لستَ تلقى كمثلهِ أمثالا
ربما نلتَ ما يفوت وهيها / ت إن فاتكَ الصِّبا أن تنالا
ما لأيامِ ذا الصبا تتفانى
ما لأيامِ ذا الصبا تتفانى / وقديماً عهدتها تتوانى
ذهبت بالصبا سلامٌ عليها / من فؤادٍ بحبها ملآنا
كل ذي حالة سيمنى بأخرى / ويلاقي بعد الزمانِ زمانا
والفتى من إذا تغيرَ حالٌ / لم يقف في وجوهِهِ حيرانا
هذهِ ساعة الحصادِ فمن كا / نَ تعنى أراحهُ ما عانى
والذي يزرعُ التهاونَ في الأش / ياءِ لا يجتنيهِ إلا هوانا
ليس يجدي الإنسانَ أن يأملَ النا / سَ فلاناً من قومهِ وفلانا
فاسعَ في الأرضِ إن عقبانَ هذا / الجوِ لا يرتضينَ منه مكانا
واحذر الناسَ إنما يأمنُ النا / سَ صبيٌ يظنهم صبيانا
واركبِ الجدَ في الأمورِ ولا تجبنْ / إذا فاتَ بعضها أحيانا
إن هذا الوجودَ كالحربِ لا يُكْرَ / مُ في الحربِ من يكون جبانا
إن المعارفَ للمعالي سلمٌ
إن المعارفَ للمعالي سلمٌ / وألو المعارفِ يجهدونَ لينعموا
والعلمُ زينةُ اهلهِ بين الورى / سيانَ فيه أخو الغنى والمعدمُ
فالشمسُ تطلعُ في نهارٍ مشرقٍ / والبدرُ لا يخفيهِ ليل مظلمُ
لا فخرَ في نَسبٍ لمن لم يفتخرْ / بالعلمِ لولا النابُ ذلَّ الضيغمُ
وأخو العلا يَسعى فيدركُ ما ابتغى / وسواهُ من أيامهِ يتظلمُ
والخاملونَ إذا غدوتَ تلومهم / حسبوكَ في أسماعهم تترنمُ
في الناسِ أحياءٌ كأمواتِ الوغى / وخز الأسنةِ فيهم لا يؤلمُ
فاصدمْ جهالتهم بعلكَ إنما / صدمُ الجهالةِ بالمعارفِ أحزمُ
واخدم بلاداً أنتَ من أبنائها / إن البلادَ بأهلها تتفدمُ
واملأ فؤادكَ رحمةً لذوي الأسى / لا يرحم الرحمنُ من لا يرحمُ
لقد كذبَ الآمالَ من كان كسلانا
لقد كذبَ الآمالَ من كان كسلانا / وأجدرُ بالأحلامِ من باتَ وسنانا
ومن لم يعانِ الجدَّ في كل أمرهِ / رأى كل أمرٍ في العواقبِ خذلانا
وما المرءُ إلا جدهُ واجتهادُهُ / وليس سوى هذينِ للمرءِ أعوانا
كأن الورى يجرونَ طراً لغايةٍ / وقدْ دُحيتْ هذي البسيطة ميدانا
فمن كانَ مقداماً فَقَد فاز جَدُهُ / وباءَ بكلِّ الويلِ من ظلَ حيرانا
فلا تتقاعدْ إن تلحْ لك فرصةٌ / ولا تزدرِ الشيءَ الحقيرَ وإن هانا
ولا تعدُ أخلاق الكرام فإنما / بأخلاقه الإنسانُ قد صار إنسانا
آفةُ العالمِ أن لا يعملا
آفةُ العالمِ أن لا يعملا / وشقا الجاهلِ أن لا يسألا
إنما العلمُ كمثلِ المالِ لا / تنفع الأموال حتى تبذلا
ولكلِ الناسِ فقرٌ شاملٌ / والغنيُ فقرهُ أن يبخلا
وأخو العلمِ كرب المال لا / يستزيدُ المالَ حتى يعملا
والكسولُ يتقنى آخراً / بالذي قد علموهُ أولا
وإذا كان من العلمِ شقا / فنعيمُ المرء في أن يجهلا
حاملُ العلمِ ولم يعملْ بهِ / كالحمارِ حاملٌ ما حملا
وإذا لم يكُ إلا علمهُ / كانت الأوراقُ منه أفضلا
خابَ من قال ولم يفعلْ فما / يفلحُ القائل حتى يفعلا
بلادي هواها في لساني وفي دمي
بلادي هواها في لساني وفي دمي / يمجدُها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ / ولا في حليفِ الحب إن لم يتيم
ومن تؤوِهِ دارٌ فيجحدُ فضلها / يكن حيواناً فوقه كل أعجمِ
ألم ترَ أنَّ الطيرَ إن جاءَ عشهُ / فآواهُ في أكنافِهِ يترنم
وليسَ من الأوطانِ من لم يكن لها / فداء وإن أمسى إليهنَّ ينتمي
على أنها للناس كالشمس لم تزلْ / تضيءُ لهم طراً وكم فيهمُ عمي
ومن يظلمِ الأوطان أو ينسَ حقها / تجبه فنون الحادثات بأظلم
ولا خيرَ فيمنْ إن أحبَّ دياره / أقام ليبكي فوقَ ربعٍ مهدم
وقد طويتْ تلك الليالي بأهلها / فمن جهلَ الأيامَ فليتعلم
وما يرفع الأوطانَ إلا رجالها / وهل يترقى الناسُ إلا بسلم
ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضلهِ / على قومهِ يستغنَ عنه ويذمم
ومن يتقلبْ في النعيم شقيْ بهِ / إذا كان من آخاهُ غيرُ منعم
لكمُ سادتي أجلُّ احترامي
لكمُ سادتي أجلُّ احترامي / وعليكمْ تحيتي وسلامي
وإليكم أسوقُ عني حديثاً / حكماً جلَّ قدرها في الكلام
كنتُ في حجرِ والديَّ رضيعاً / همتي في البكاء أو في المنام
ثم أصبحتُ بعد ذلكَ طفلاً / لا أقاسي سوى عذاب الفِطام
ثم لما شببتُ أنطقني الله مف / يضُ الجميل والإنعام
واهِبُ السمعِ والبصائرِ والأَبصا / رِ معطي العقولِ والإفهام
ثم ميزتُ كل شيءٍ أراه / وعرفتُ الضيا ولونَ الظلام
ورأى الله أن يقدرَ لي الخيرَ / وأحظى بأوفرِ الأقسام
فأتى بي إلى المدارسِ أهلي / وجعلتُ العلومَ فيها مرامي
دفتري صاحبي ولوحي رفيقي / وكتابي في كلِ فنٍ أمامي
فتعلمتُ ما تعلمت مما / أتباهى بعلمه في الأنام
راجياً أن أكونَ بالعلمِ يوماً / في بلادي من الرجال العظام
فأَشيدُ المدارس الشمَّ فيها / لبني البائسينَ والأيتام
وأربي على محبتها القو / مَ لترقى بهم على الأقوام
سادتي انشروا العلوم لتشفي / ما بِجسم البلادِ من أسقام
إنها روحها وما بسوى الرو / حِ تكون الحياة بالأجسام
نحنُ في هذه المدارس نسعى
نحنُ في هذه المدارس نسعى / لنبرَّ الوالدات والوالدينا
وترانا أوطانُنا خير قومٍ / ففلاحُ الأوطانِ في أيدينا
عن قريبٍ نكونُ فيها رجالاً / ونربي بناتنا والبنينا
فادرأوا الجهلَ بالمعارفِ عنا / واتقوا اللهَ أيها الناسُ فينا
رب هذي يد الضراعةِ والذلِ / فوق عبادكَ المحسنينا
يا إلهي دعاك طفلٌ صغيرٌ / فتقبل يا أكرمَ الأكرمينا
تمايلَ دهرُكَ حتى اضطربْ
تمايلَ دهرُكَ حتى اضطربْ / وقد ينثني العطفُ لا من طربْ
ومرَّ زمانٌ وجاءَ زمان / وبينَ الزمانينِ كلُّ العجبْ
فقومٌ تدلوا لتحتِ الثرى / وقومٌ تعالوا لفوق الشُّهبْ
لقد وعظتنا خطوبُ الزمان / وبعضُ الخطوبِ كبعضِ الخطبْ
ولو عرف الناسُ لم تهدهمْ / سبيلَ المنافعِ إلا النوبْ
فيا ربَّ داء قد يكونُ دواءً / إذا عجز الطبُّ والمستطب
ومن نكد الدهر أن الذي / أزاح الكروب غدا في كُرَبْ
وإن امرءاً كان في السالبين / فأصبحَ بينهُمُ يستَلبْ
ألست ترى العربَ الماجدين / وكيفَ تهدمَ مجد العربْ
فأينَ الذي رفعتهُ الرماح / وأين الذي شيدتهُ القضبْ
وأين شواهق عزٍ لنا / تكادُ تمسُّ ذراها السحبْ
لقد أشرقَ العلم لما شرقنا / وما زال يضؤل حتى غَرَبْ
وكنا صعِدنا مراقي المعالي / فأصبحَ صاعدنا في صببْ
وكم كان منا ذَوو همةٍ / سمتْ بهم لمعالي الرُّتبْ
وكم من هزبرٍ تهزُ البرايا / بوادرهُ إن ونى أو وثبْ
وأقسمُ لولا اغترارُ العقول / لما كفَّ أربابها عن أربْ
ولولا الذي دبَّ ما بينهم / لما استصعبوا في العلا ما صعب
ومن يطعم النفس ما تشتهي / كمن يطعمُ النار جزلَ الحطبْ
الا رحمَ اللهُ دهراً مضى / وما كاد يبسمُ حتى انتحبْ
وحيى لياليَ كنا بها / رعاةً على من نأى واقترَب
فملكاً نقيل إذا ما كبا / وعرشاً تقيمُ إذا ما انقلب
سلوا ذلكَ الشرق ماذا دهاه / فأرسلهُ في طريق العطبْ
لو أن بنيه أجلوا بنيه / لأصبحَ خائبهم لم يخبْ
فقد كانَ منهمْ مقرُّ العلوم / كما كان فيهم مقرُّ الأدب
وهل تنبتُ الزهرُ أغصانهُ / إذا ماءُ كلِّ غديرٍ نضَب
وكم مرشدٍ بات ما بينهم / يُسامُ الهوانَ وسوء النصب
كأن لم يكن صدرهُ منبعاً / لما كانَ من صدرهِ ينسكبْ
ومن يستبقْ للعلا غايةً / فأولى به من سواه التعبْ
وليس بضائرِ ذي مطلبٍ / إذا كفهُ الناسُ عما طلبْ
فكم من مصابيحَ كانت تضيء / بين الرياحِ إذا لم تهبْ
وما عِيْبَ من صدفٍ لؤلؤٌ / ولا عابَ قدْرَ الترابِ الذهبْ
بني الشرقِ أينَ الذي بيننا / وبينَ رجالِ العلا من نسبْ
لقد غابتِ الشمسُ عن أرضكم / إلى حيثُ لو شئتُم لم تغبْ
إلى الغرب حيث أولاءِ الرجال / وتيكَ العلومِ وتلك الكتبْ
وإن كان مما أردتم فما / تنال العلا من وراءِ الحجبْ
فدوروا مع الناسِ كيف استداروا / فإن لحكم الزمان الغلبْ
ومن عاند الدهر فيما يحب / رأى من أذى الدهرِ ما لا يُحبْ
رويداً إنما الأيامُ سفرُ
رويداً إنما الأيامُ سفرُ / إذا وفدٌ تولى جاءَ وفدُ
كأنا في الجحيمِ من تفرى / له جلدٌ تبدل منه جلدُ
أرى قوماً أعدوا ما استطاعوا / لدهرهمُ وقوماً ما أعدوا
فلا يغررك من أحدٍ ودادٌ / فليس لواحدٍ في الناس ودُّ
رموا شبكاتهمْ في كل ماءٍ / فلو راموا السماءَ إذاً لجدوا
حملْ فؤادكَ ما يطيقُ ولا تكن
حملْ فؤادكَ ما يطيقُ ولا تكن / حزناً فإن الحزنَ ليس يطاقُ
كم مملقٍ أمسى الثراء ببابهِ / ولكم رماهُ على الثرى الإملاقُ
واقنع برزقكَ ما كفاكَ فإنما / زاد المسافرِ هذهِ الأرزاقُ
والناسُ كالركبِ الذين إذا سروا / ناموا ولكن المطيَ تساق
ربما دها حزنٌ
ربما دها حزنٌ / فيهِ راحة المهجِ
والذي يُقَدِّرهُ / قادرٌعلى الفرجِ
إذا صحتَ في شرقنا صيحةً
إذا صحتَ في شرقنا صيحةً / وقلت أرى الغربَ منا اقتربْ
فما أنت مسمعُ من في القبور / ولا أنتَ مفزعُ من في السحب
زرعنا فلم نحصدْ وكان جدودنا
زرعنا فلم نحصدْ وكان جدودنا / متى يبذروا في أرضنا الحبَّ يحصدوا
وما قتلَ المحلُ البلادَ وإنما / أصاب الصدا محراثنا فهو مبردُ
يا من يرى الفخرَ بأجدادِهِ
يا من يرى الفخرَ بأجدادِهِ / لستَ من الأجدادِ لو تدري
وما ارى أعجبَ من جدوَلٍ / ينضبُ والأمواهُ في النهرِ
فاترك عظامَ الناسِ في قبرها / ولا تقل زيدي ولا عمري
لا تسألِ الكذابَ عن نياتِهِ
لا تسألِ الكذابَ عن نياتِهِ / مادامَ كذاباً عليكَ لسانهُ
ينبيكَ ما في وجههِ عن قلبهِ / إن الكتابَ لسانهُ عنوانهُ

المعلومات المنشورة في هذا الموقع لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع إنما تعبر عن رأي قائلها أو كاتبها كما يحق لك الاستفادة من محتويات الموقع في الاستخدام الشخصي غير التجاري مع ذكر المصدر.
الحقوق في الموقع محفوظة حسب رخصة المشاع الابداعي بهذه الكيفية CC-BY-NC
شبكة المدارس الإسلامية 2010 - 2025