المجموع : 347
لا زينة المرءِ تعليهِ ولا المالُ
لا زينة المرءِ تعليهِ ولا المالُ / ولا يشرفهُ عمٌ ولا خالُ
وإنما يتسامى للعلا رجلٌ / ماضي العزيمةِ لا تثنيه أهوالُ
يريكَ من نفسهِ فيما يهمُّ بهِ / أن النفوسَ ظبى والناسُ أبطالُ
لا ينثني إن عداه سوى حالتهِ / وكل حالٍ توافي بعدها حالُ
ألم يكن عمرُ يرعى المخاضَ فهل / ترى العلا بطنَ وادٍ فيه آبالُ
وهل سوى نفسهِ قد سودتُهُ وهل / تنالُ إلا بشقِّ النفسِ آمالُ
رأى الهدى فجلاه للورى قمراً / ملءَ العيونِ وجلُ الناس ضُلاَّلُ
وجدَّ في نصرةِ الهادي ودعوتِهِ / ولا يخيبُ امرءٌ في الحق فعَّالُ
وأطلقَ النفسَ مما تبتغيهِ هوىً / وإنما شهواتُ النفسِ أغلالُ
ولم يكن أحدٌ يلهيه عن أحدٍ / كأنهُ والدٌ والناسُ أطفالُ
بذا تفزعت الدنيا لهيبتِهِ / حتى تداعتْ عروشُ الصيدِ تنهالُ
وأرهبتْ أسدَ الآفاقِ زأرتُهُ / وملءَ أفاقها أُسْد وأشبالُ
فثبَّتَ الأرضَ يلقي في جوانبها / كتائباً هنَّ فوقَ الأرضِ أجبالُ
ومدَّ آمالهُ في كلِّ ناحيةٍ / ولا سريرٌ ولا تاجٌ ولا مالُ
والمرءُ إن كانْ إنساناً بزينتهِ / فإنَّما هو بينَ الناسِ تمثَالُ
وفي الأنامِ رجالٌ كالنجومِ إذا / أتى الفتى ما أتوهُ نالَ ما نالوا
المجدُ ما بينَ موروثٍ ومكتسبِ
المجدُ ما بينَ موروثٍ ومكتسبِ / والقطرُ في الأرضِ لا كالقطر في السحُبِ
وما الفتى من رأى آباءَهُ نُجُباً / ولم يكن هو إنْ عدوهُ في النُّجُبِ
وإن أولى الورى بالمجدِ كلُّ فتىً / من نفسه ومِنَ الأمجادِ في نسبِ
فالشهبُ كثرٌ إذا أبصرتهنَّ ولا / يعددُ الناسُ غيرَ السبعةِ الشُهُبِ
وما رقى الملكُ المأمونُ يومَ سما / للمجدِ في درجاتِ العزِّ والحَسَبِ
ولا استجابت له الأملاكُ يومَ دعا / بفضلِ أم غذته الفضلَ أو بِأبِ
لكن رأى المجدَ مطلوباً فهبَّ له / ومن يكُن عارفاً بالقَصدِ لم يَخِبِ
وعزَّز العلمَ فاعتزَّ الأنامُ بهِ / وما إلى العزِّ غيرَ العلمِ من سَبَبِ
ودولةُ السيفِ لا تقوى دعامَتُها / ما لم تَكُنْ حالفَتْها دولةُ الكُتبِ
ومن يجدَّ يجد والنفسُ إن تعبتْ / فربما راحةٌ جاءت من التعبِ
ويلٌ لمن عاش في لهوٍ وفي لعبٍ / فميتةُ المجدِ بينَ اللهوِ واللعبِ
ألم ترَ الشمس في الميزانِ هابطةً / لما غدا برجُ نجمِ اللهوِ والطربِ
لكلِّ فتى من الدنيا كمالُ
لكلِّ فتى من الدنيا كمالُ / فما نقصَ الورى إلا الفعالُ
ومن لم يرشدوهُ في صباهُ / تحكَمَ في شِيبتهِ الضَّلالُ
فما قلب الصغيرِ سوى كتابٍ / تسطرُ في صحائفهِ الخِلالُ
ونفسُ المرء في جنبيهِ نصلٌ / ولسنَ بغير حاملها النِصالُ
فكم رجلٍ ترى فيهِ صبياً / وكم من صبْيةٍ وهمُ رجالُ
وإن هيَ لم تكنْ صُقلتْ طواها / على صدإ فما يُجدي الصِّقالُ
ومن لم يغذُهُ أبواهُ طفلاً / هوى العلياءِ أسقمهُ الهزالُ
المرءُ يمنى بالرجا والياسِ
المرءُ يمنى بالرجا والياسِ / ويضيعُ بينهما ضعيفُ الباسِ
فإذا عزمتَ فلا تكُن متردداً / فسدَ الهوى بتَردُدِ الأنْفاسِ
وإذا استعنتَ فبالتجاربِ إنها / للنفسِ كالأضراسِ للأضراسِ
وعلامَ ترجو الناسَ في الأمرِ الذي / يعنيكَ أنتَ وأنتَ بعضُ الناسِ
النفسُ قوسٌ والعزيمة سهمها / فارمِ الرجا من هذهِ الأقواسِ
وأضىءْ حياتكَ بالمعارفِ إنما / هي في ظلامِ العمرِ كالنبراسِ
واجعل أساسَ النفسِ حبَّ اللهِ إذ / لا خيرَ في بيتٍ بغيرِ أساسِ
زمن كالربيعِ حلَّ وزالا
زمن كالربيعِ حلَّ وزالا / ليتَ أيامهُ خُلِقْنَ طِوالا
يحسبُ الطفلُ أنه زمنُ الهمِّ / وما الهَمُّ يعرفُ الأطفالا
يا بني الدرسِ من تمنَّى الليالي / كلياليكم تمنَّى المُحالا
ليلةٌ بعد ليلةٍ بعد أخرى / وليالي الهنا تمرُّ عِجالا
قد خبرنا الأنامَ في كلِّ حالٍ / فإذا الطفلُ أحسنُ الناسِ حالا
وهو إنْ جدَّ لم يزَلْ في صعودٍ / وكذا البدرُ كانَ قبلُ هلالا
غيرَ أن الكسولَ في كلِّ يومٍ / يجد اليوم كلهُ أهوالا
ويرى الكتبَ والدفاترَ والأقلا / م وأوراقَ درسهِ أحمالا
وإذا ما مشى إلى قاعةِ الدر / س ذراعاً يظنه أميالا
من يقمْ في الأمورِ بالجد يهنأ / والشفا للذين قاموا كسالى
وزمانُ الدروسِ أضيقُ من أن / يجد الخاملونَ فيه مجالا
أيها الطفلُ لا تضيعْ زماناً / لستَ تلقى كمثلهِ أمثالا
ربما نلتَ ما يفوت وهيها / ت إن فاتكَ الصِّبا أن تنالا
ما لأيامِ ذا الصبا تتفانى
ما لأيامِ ذا الصبا تتفانى / وقديماً عهدتها تتوانى
ذهبت بالصبا سلامٌ عليها / من فؤادٍ بحبها ملآنا
كل ذي حالة سيمنى بأخرى / ويلاقي بعد الزمانِ زمانا
والفتى من إذا تغيرَ حالٌ / لم يقف في وجوهِهِ حيرانا
هذهِ ساعة الحصادِ فمن كا / نَ تعنى أراحهُ ما عانى
والذي يزرعُ التهاونَ في الأش / ياءِ لا يجتنيهِ إلا هوانا
ليس يجدي الإنسانَ أن يأملَ النا / سَ فلاناً من قومهِ وفلانا
فاسعَ في الأرضِ إن عقبانَ هذا / الجوِ لا يرتضينَ منه مكانا
واحذر الناسَ إنما يأمنُ النا / سَ صبيٌ يظنهم صبيانا
واركبِ الجدَ في الأمورِ ولا تجبنْ / إذا فاتَ بعضها أحيانا
إن هذا الوجودَ كالحربِ لا يُكْرَ / مُ في الحربِ من يكون جبانا
إن المعارفَ للمعالي سلمٌ
إن المعارفَ للمعالي سلمٌ / وألو المعارفِ يجهدونَ لينعموا
والعلمُ زينةُ اهلهِ بين الورى / سيانَ فيه أخو الغنى والمعدمُ
فالشمسُ تطلعُ في نهارٍ مشرقٍ / والبدرُ لا يخفيهِ ليل مظلمُ
لا فخرَ في نَسبٍ لمن لم يفتخرْ / بالعلمِ لولا النابُ ذلَّ الضيغمُ
وأخو العلا يَسعى فيدركُ ما ابتغى / وسواهُ من أيامهِ يتظلمُ
والخاملونَ إذا غدوتَ تلومهم / حسبوكَ في أسماعهم تترنمُ
في الناسِ أحياءٌ كأمواتِ الوغى / وخز الأسنةِ فيهم لا يؤلمُ
فاصدمْ جهالتهم بعلكَ إنما / صدمُ الجهالةِ بالمعارفِ أحزمُ
واخدم بلاداً أنتَ من أبنائها / إن البلادَ بأهلها تتفدمُ
واملأ فؤادكَ رحمةً لذوي الأسى / لا يرحم الرحمنُ من لا يرحمُ
لقد كذبَ الآمالَ من كان كسلانا
لقد كذبَ الآمالَ من كان كسلانا / وأجدرُ بالأحلامِ من باتَ وسنانا
ومن لم يعانِ الجدَّ في كل أمرهِ / رأى كل أمرٍ في العواقبِ خذلانا
وما المرءُ إلا جدهُ واجتهادُهُ / وليس سوى هذينِ للمرءِ أعوانا
كأن الورى يجرونَ طراً لغايةٍ / وقدْ دُحيتْ هذي البسيطة ميدانا
فمن كانَ مقداماً فَقَد فاز جَدُهُ / وباءَ بكلِّ الويلِ من ظلَ حيرانا
فلا تتقاعدْ إن تلحْ لك فرصةٌ / ولا تزدرِ الشيءَ الحقيرَ وإن هانا
ولا تعدُ أخلاق الكرام فإنما / بأخلاقه الإنسانُ قد صار إنسانا
آفةُ العالمِ أن لا يعملا
آفةُ العالمِ أن لا يعملا / وشقا الجاهلِ أن لا يسألا
إنما العلمُ كمثلِ المالِ لا / تنفع الأموال حتى تبذلا
ولكلِ الناسِ فقرٌ شاملٌ / والغنيُ فقرهُ أن يبخلا
وأخو العلمِ كرب المال لا / يستزيدُ المالَ حتى يعملا
والكسولُ يتقنى آخراً / بالذي قد علموهُ أولا
وإذا كان من العلمِ شقا / فنعيمُ المرء في أن يجهلا
حاملُ العلمِ ولم يعملْ بهِ / كالحمارِ حاملٌ ما حملا
وإذا لم يكُ إلا علمهُ / كانت الأوراقُ منه أفضلا
خابَ من قال ولم يفعلْ فما / يفلحُ القائل حتى يفعلا
بلادي هواها في لساني وفي دمي
بلادي هواها في لساني وفي دمي / يمجدُها قلبي ويدعو لها فمي
ولا خيرَ فيمن لا يحبُّ بلادَهُ / ولا في حليفِ الحب إن لم يتيم
ومن تؤوِهِ دارٌ فيجحدُ فضلها / يكن حيواناً فوقه كل أعجمِ
ألم ترَ أنَّ الطيرَ إن جاءَ عشهُ / فآواهُ في أكنافِهِ يترنم
وليسَ من الأوطانِ من لم يكن لها / فداء وإن أمسى إليهنَّ ينتمي
على أنها للناس كالشمس لم تزلْ / تضيءُ لهم طراً وكم فيهمُ عمي
ومن يظلمِ الأوطان أو ينسَ حقها / تجبه فنون الحادثات بأظلم
ولا خيرَ فيمنْ إن أحبَّ دياره / أقام ليبكي فوقَ ربعٍ مهدم
وقد طويتْ تلك الليالي بأهلها / فمن جهلَ الأيامَ فليتعلم
وما يرفع الأوطانَ إلا رجالها / وهل يترقى الناسُ إلا بسلم
ومن يكُ ذا فضلٍ فيبخل بفضلهِ / على قومهِ يستغنَ عنه ويذمم
ومن يتقلبْ في النعيم شقيْ بهِ / إذا كان من آخاهُ غيرُ منعم
لكمُ سادتي أجلُّ احترامي
لكمُ سادتي أجلُّ احترامي / وعليكمْ تحيتي وسلامي
وإليكم أسوقُ عني حديثاً / حكماً جلَّ قدرها في الكلام
كنتُ في حجرِ والديَّ رضيعاً / همتي في البكاء أو في المنام
ثم أصبحتُ بعد ذلكَ طفلاً / لا أقاسي سوى عذاب الفِطام
ثم لما شببتُ أنطقني الله مف / يضُ الجميل والإنعام
واهِبُ السمعِ والبصائرِ والأَبصا / رِ معطي العقولِ والإفهام
ثم ميزتُ كل شيءٍ أراه / وعرفتُ الضيا ولونَ الظلام
ورأى الله أن يقدرَ لي الخيرَ / وأحظى بأوفرِ الأقسام
فأتى بي إلى المدارسِ أهلي / وجعلتُ العلومَ فيها مرامي
دفتري صاحبي ولوحي رفيقي / وكتابي في كلِ فنٍ أمامي
فتعلمتُ ما تعلمت مما / أتباهى بعلمه في الأنام
راجياً أن أكونَ بالعلمِ يوماً / في بلادي من الرجال العظام
فأَشيدُ المدارس الشمَّ فيها / لبني البائسينَ والأيتام
وأربي على محبتها القو / مَ لترقى بهم على الأقوام
سادتي انشروا العلوم لتشفي / ما بِجسم البلادِ من أسقام
إنها روحها وما بسوى الرو / حِ تكون الحياة بالأجسام
نحنُ في هذه المدارس نسعى
نحنُ في هذه المدارس نسعى / لنبرَّ الوالدات والوالدينا
وترانا أوطانُنا خير قومٍ / ففلاحُ الأوطانِ في أيدينا
عن قريبٍ نكونُ فيها رجالاً / ونربي بناتنا والبنينا
فادرأوا الجهلَ بالمعارفِ عنا / واتقوا اللهَ أيها الناسُ فينا
رب هذي يد الضراعةِ والذلِ / فوق عبادكَ المحسنينا
يا إلهي دعاك طفلٌ صغيرٌ / فتقبل يا أكرمَ الأكرمينا
تمايلَ دهرُكَ حتى اضطربْ
تمايلَ دهرُكَ حتى اضطربْ / وقد ينثني العطفُ لا من طربْ
ومرَّ زمانٌ وجاءَ زمان / وبينَ الزمانينِ كلُّ العجبْ
فقومٌ تدلوا لتحتِ الثرى / وقومٌ تعالوا لفوق الشُّهبْ
لقد وعظتنا خطوبُ الزمان / وبعضُ الخطوبِ كبعضِ الخطبْ
ولو عرف الناسُ لم تهدهمْ / سبيلَ المنافعِ إلا النوبْ
فيا ربَّ داء قد يكونُ دواءً / إذا عجز الطبُّ والمستطب
ومن نكد الدهر أن الذي / أزاح الكروب غدا في كُرَبْ
وإن امرءاً كان في السالبين / فأصبحَ بينهُمُ يستَلبْ
ألست ترى العربَ الماجدين / وكيفَ تهدمَ مجد العربْ
فأينَ الذي رفعتهُ الرماح / وأين الذي شيدتهُ القضبْ
وأين شواهق عزٍ لنا / تكادُ تمسُّ ذراها السحبْ
لقد أشرقَ العلم لما شرقنا / وما زال يضؤل حتى غَرَبْ
وكنا صعِدنا مراقي المعالي / فأصبحَ صاعدنا في صببْ
وكم كان منا ذَوو همةٍ / سمتْ بهم لمعالي الرُّتبْ
وكم من هزبرٍ تهزُ البرايا / بوادرهُ إن ونى أو وثبْ
وأقسمُ لولا اغترارُ العقول / لما كفَّ أربابها عن أربْ
ولولا الذي دبَّ ما بينهم / لما استصعبوا في العلا ما صعب
ومن يطعم النفس ما تشتهي / كمن يطعمُ النار جزلَ الحطبْ
الا رحمَ اللهُ دهراً مضى / وما كاد يبسمُ حتى انتحبْ
وحيى لياليَ كنا بها / رعاةً على من نأى واقترَب
فملكاً نقيل إذا ما كبا / وعرشاً تقيمُ إذا ما انقلب
سلوا ذلكَ الشرق ماذا دهاه / فأرسلهُ في طريق العطبْ
لو أن بنيه أجلوا بنيه / لأصبحَ خائبهم لم يخبْ
فقد كانَ منهمْ مقرُّ العلوم / كما كان فيهم مقرُّ الأدب
وهل تنبتُ الزهرُ أغصانهُ / إذا ماءُ كلِّ غديرٍ نضَب
وكم مرشدٍ بات ما بينهم / يُسامُ الهوانَ وسوء النصب
كأن لم يكن صدرهُ منبعاً / لما كانَ من صدرهِ ينسكبْ
ومن يستبقْ للعلا غايةً / فأولى به من سواه التعبْ
وليس بضائرِ ذي مطلبٍ / إذا كفهُ الناسُ عما طلبْ
فكم من مصابيحَ كانت تضيء / بين الرياحِ إذا لم تهبْ
وما عِيْبَ من صدفٍ لؤلؤٌ / ولا عابَ قدْرَ الترابِ الذهبْ
بني الشرقِ أينَ الذي بيننا / وبينَ رجالِ العلا من نسبْ
لقد غابتِ الشمسُ عن أرضكم / إلى حيثُ لو شئتُم لم تغبْ
إلى الغرب حيث أولاءِ الرجال / وتيكَ العلومِ وتلك الكتبْ
وإن كان مما أردتم فما / تنال العلا من وراءِ الحجبْ
فدوروا مع الناسِ كيف استداروا / فإن لحكم الزمان الغلبْ
ومن عاند الدهر فيما يحب / رأى من أذى الدهرِ ما لا يُحبْ
رويداً إنما الأيامُ سفرُ
رويداً إنما الأيامُ سفرُ / إذا وفدٌ تولى جاءَ وفدُ
كأنا في الجحيمِ من تفرى / له جلدٌ تبدل منه جلدُ
أرى قوماً أعدوا ما استطاعوا / لدهرهمُ وقوماً ما أعدوا
فلا يغررك من أحدٍ ودادٌ / فليس لواحدٍ في الناس ودُّ
رموا شبكاتهمْ في كل ماءٍ / فلو راموا السماءَ إذاً لجدوا
حملْ فؤادكَ ما يطيقُ ولا تكن
حملْ فؤادكَ ما يطيقُ ولا تكن / حزناً فإن الحزنَ ليس يطاقُ
كم مملقٍ أمسى الثراء ببابهِ / ولكم رماهُ على الثرى الإملاقُ
واقنع برزقكَ ما كفاكَ فإنما / زاد المسافرِ هذهِ الأرزاقُ
والناسُ كالركبِ الذين إذا سروا / ناموا ولكن المطيَ تساق
ربما دها حزنٌ
ربما دها حزنٌ / فيهِ راحة المهجِ
والذي يُقَدِّرهُ / قادرٌعلى الفرجِ
إذا صحتَ في شرقنا صيحةً
إذا صحتَ في شرقنا صيحةً / وقلت أرى الغربَ منا اقتربْ
فما أنت مسمعُ من في القبور / ولا أنتَ مفزعُ من في السحب
زرعنا فلم نحصدْ وكان جدودنا
زرعنا فلم نحصدْ وكان جدودنا / متى يبذروا في أرضنا الحبَّ يحصدوا
وما قتلَ المحلُ البلادَ وإنما / أصاب الصدا محراثنا فهو مبردُ
يا من يرى الفخرَ بأجدادِهِ
يا من يرى الفخرَ بأجدادِهِ / لستَ من الأجدادِ لو تدري
وما ارى أعجبَ من جدوَلٍ / ينضبُ والأمواهُ في النهرِ
فاترك عظامَ الناسِ في قبرها / ولا تقل زيدي ولا عمري
لا تسألِ الكذابَ عن نياتِهِ
لا تسألِ الكذابَ عن نياتِهِ / مادامَ كذاباً عليكَ لسانهُ
ينبيكَ ما في وجههِ عن قلبهِ / إن الكتابَ لسانهُ عنوانهُ