المجموع : 1732
شجونٌ نحوَها العشاقُ فاؤا
شجونٌ نحوَها العشاقُ فاؤا / وصبّ ما لهُ في الصبرِ راء
وصحبٌ إن غروا بملام مثلي / فربَّ أصاحبٍ بالإثم باؤا
وعينٌ دمعها في الحبِّ طهرٌ / كأن دموع عيني بيرُ حاء
ولاحٍ ما لهُ هاء وميمٌ / له من صبوتي ميم وهاء
ومثلي ما لعشقتهِ هدوّ / يرامُ ولا لسلوتهِ اهتداء
كأن الحبَّ دائرةٌ بقلبي / فحيثُ الانتهاء الابتداء
بروحي جيرة رحلوا بقلبٍ / أحبَّ وأحسنوا فيما أساؤا
بهم أيامُ عيشي والليالي / هي الغلمانُ كانت والإماء
تولى من جمالهم ربيعٌ / فجاء بنوء أجفاني الشتاء
وبثَّ صبابتي إنسان عيني / فيا عجباً وفي الفم منه ماء
على خدي حميم من دموعي / صديق إن دنوا ونأوا سواء
فأبكي حسرةً حيثُ التَّنائي / وأبكي فرحةً حيثُ اللقاء
كأن بكايَ لي عبدٌ مجيبٌ / فما فرجي إذاً إلاَّ البكاء
بعين الله عينٌ قد جفاها / كرَاهَا والأحبةُ والهناء
لفكرته سرىً في كل وادٍ / كأنَّ حنينهُ فيها حداء
ذكتْ أشواقه فمتى تراها / قباب قبا كما لمعت ذُكاء
بحيثُ الأفقُ يشرِقُ مطلعاه / وحيث سنا النبوَّةِ والسناء
وبابُ محمدِ المرجوِّ يروَى / لقاصدِه نجاحٌ أو نجاء
تلوذ بجاهِه الفقراء مثلي / من العملِ الرديّ والاملياء
فأما واجدٌ فروَى رباحٌ / وإمَّا مقتر فروى عطاء
لنا سند من الرجوى لديه / غداة غد يعننه الوفاء
وترتقبُ العصاةُ ندَى شفيعٍ / مجابٍ قبل ما وقع النداء
سلام الله إصباحاً وممسى / على مثواه والسحب البطاء
كما كان الغمامُ عليه ظلاًّ / عليهِ الآنَ يسفحُ ما يشاء
ألا يا حبَّذا في الرسل شافي / قلوبٍ شفَّها للعشقِ داء
فمرسلة لها سحبُ العوافي / يعفى الداءُ بادره الدواء
ومن انتقبت مناقبُ أبطحيٍّ / وعنها الأرضُ تفصحُ والسماء
فيشهد نجمُ تلك ونجمُ هذي / ويجري من يديهِ ندىً وماء
على ساق سعتْ شجرةٌ وقامت / حروبُ النصرِ وازدَحمَ الظماء
ففي الدنيا لنا بجداه ساق / وفي الأخرى لنا الحوضُ الرواء
وفي نارِ المجوسِ لنا دليل / لأنفسهم بها ولها انطفاء
وفي الأسرَى وصحبته فخار / ينادي ما على صبح غطاء
فقلْ للملحدِين تنقلوها / جحيماً إننا منكم براء
وأن أبي ووالدَهُ وعرضي / لعرضِ محمدٍ منكم وقاء
وأن محمداً لحبيب أنس / وجنهمو لنعليه فداء
نبيّ تجمل الأنباء عنه / جمالَ الشمسِ يجلوها الضحاء
وأين الشمس منه سناً ولولا / سناه لما ألمَّ بها بهاء
كأنَّ البدرَ صفرهُ خشوعٌ / له والشمسَ ضرَّجها حياء
سريّ في حروف اللفظ سرّ / لمنطقه وللضادِ اختباء
ألمْ ترَ أنها جلست لفخر / وقامت خدمة للضاد ظاء
يولد فضل مولدِهِ سعوداً / بنو سعدٍ بها أبداً وضاء
لمبعثه على العادين نار / وللهادين نور يستضاء
فخيرٌ ينعم السعداء فيه / وبأسٌ تحتويهِ الأشقياء
يجرُّ على الثرى ذيل اتِّضاع / وينصب في مكارمه الثراء
ويكتب بالنصال غداة روع / سطوراً ما لأحرفها هجاء
ممدحة ثلاثتها لضرّ / ضرَابٌ أو طعانٌ أو رماء
فيا لك من أخي صول ونسكٍ / تقرّ له العدى والأولياء
سهام دعاً له وسهامُ رأيٍ / لها في كل معركةٍ مضاء
درى ذو الجيش ما صنعت ظباه / وما يدريه ما صنع الدعاء
وقال الجود بعد الحلم حسبي / حياءً إن شيمتك الحياء
فنعمَ الحصنُ إن طلعت خطوبٌ / ونعم القطبُ إن دارَ الثناء
ونعمَ الغوث إن دهياء دارت / ونعم العونُ إن دارَ الرجاء
ونعمَ المصطفى من معشر مّا / نجومُ النيراتِ لهمْ كفاء
تقدم سؤددٍ وقديم مجدٍ / على سعد السعودِ لهُ حباء
ضفت حلل الثنا وصفت لديه / وآدمُ بعدَها طينٌ وماء
فلولا معربُ الأمداحِ فيه / هوى بيتُ القريضِ ولا بناء
ولولاه لما حجَّت وعجَّت / وفودُ البيتِ ضاقَ بها الفضاء
فإن يتلىْ له في الحجّ حمدٌ / فقدماً قد تلته الأنبياء
أعدْ لي يا رجاءُ زمانَ قرب / بروضته أعد لي يا رجاء
ولثم حصىً لتربتِهِ ذكيّ / كأنَّ شذاه في نفسي كباء
وشكوى كربة فرِجتْ وكانتْ / من اللاّتي يمدّ بها العناء
ونفس ذنبها كالنيلِ مدّا / وما لوعود توبتها وفاء
مشوَّقة متى وُعدَتْ بخير / تقل سينٌ وواوٌ ثم فاء
ولكن حبها وشهادتاها / من النيرانِ نعمَ الأكفياء
صفيَّ الله يا أزكى البرايا / بحبك من عقائدنا الصفاء
ويعتقنا المشفّع من جحيم / فلا عجبٌ له منا الولاء
عليك من الملائك كلَّ وقتٍ / صلاة في الجنان لها أداء
وأمداح بألسنة الورى في / مطالعها ارتقاءٌ وانتقاء
إذا ختمت تعاد فكل تال / له وقفٌ عليها وابتداء
قام يرنو بمقلةٍ كحلاءِ
قام يرنو بمقلةٍ كحلاءِ / علمتْني الجنون بالسوداءِ
رشأٌ دبَّ في سوالفه النم / لُ فهامت خواطر الشعراء
روض حسن غنى لنا فوقهُ الحل / يُ فأهلاً بالرَّوضةِ الغناء
جائر الحكم قلبه ليَ صخرٌ / وبكائي له بكى الخنساء
عذلوني على هواهُ فأغرَوا / فهواه نصبٌ على الأغراء
من معيني على رشاً صرتُ من ما / ءِ دموعي عليه مثل الرشاء
من معيني على لواعج حبٍّ / تتلظَّى من أدمعي بالماء
وحبيبٍ إليَّ يفعلُ بالقل / بِ فعال الأعداء بالأعداء
ضيقِ العينِ إن رنا واسْتمحنا / وعناء تسمح البخلاء
ليتَ أعطافهُ ولو في منامٍ / وعدتْ باستراقةٍ للقاء
يتثنَّى كقامة الغصن اللد / ن ويعطو كالظبية الأدماء
يا شبيهَ الغصون رفقاً بصبٍّ / نائحٍ في الهوى مع الورقاء
يذكرُ العهدَ بالعقيقِ فيبكي / لهواهُ بدمعةٍ حمراء
يا لها دمعةٌ على الخدِّ حمرا / ء بدتْ من سوداء في صفراء
فكأنِّي حملتُ رنك بن أيو / ب على وجنتي لفرط ولاء
ملك حافظ المناقب تروي / راحتاه عن واصل عن عطاء
في معاليه للمديح اجتماعٌ / كأبي جاد في اجتماع الهجاء
خلِّ كعباً ورُم نداه فما كع / بُ العطايا ورأسها بالسواء
وارجُ وعدَ المنى لديه فإسما / عيلُ ما زال معدناً للوفاء
ما لكفيهِ في الثراء هدوّ / فهو فيه كسابحٍ في ماء
جمعتْ في فنائِه الخيل والإب / ل وفوداً أكرم بها من فناء
لو سكتْنا عن مدحِه مدحته / بصهيل من حوله ورُغاء
همةٌ جازت السماكَ فلم يع / بأ مداها بالحاسد العوّاء
وندًى يخجلُ السحابَ فيمشي / من ورا جودِهِ على استحياء
طالَ بيتُ الفخار منه على الشع / ر فماذا يقول بيتُ الثناء
أعربت ذكرَه مباني المعاني / فعجبْنا لمعرَبٍ ذي بناء
ورقى صاعداً فلم يبقَ للحا / سدِ إلا تنفسُ الصعداء
شرفٌ في تواضعٍ ونوالٌ / في اعتذارٍ وهيبةٍ في حياء
يا مليكاً علا على الشمسِ حتَّى / عمَّ إحسانهُ عمومَ الضياء
صنت كفي عن الأنامِ ولفظي / فحرامٌ نداهُم وثنائي
وسقتْني مياهُ جودِك سقياً / رفعتْني على ابن ماء السماء
فابقَ عالي المحل داني العطايا / قاهرَ البأس ظاهر الأنباء
يتمنى حسودُكَ العيشَ حتَّى / أتمنَّى له امتدادَ البقاء
أودت فعالكِ يا أسما بأحشائي
أودت فعالكِ يا أسما بأحشائي / وا حيرتي بين أفعال وأسماء
إن كان قلبك صخراً من قساوته / فإن طرفَ المعنى طرفُ خنساء
ويحَ المعنى الذي أضرمتِ باطنه / ماذا يكابد من أهوالِ أهواء
قامت قيامة قلبي في هواكِ فإن / أسكتْ فقد شهدتْ بالسقمِ أعضائي
وقد بكى ليَ حتَّى الروضُ فاعتبروا / كم مقلةٍ لشقيق الغصن رمداء
وأمرضتني جفون منكِ قد مرِضتْ / فكان أطيبَ من نجح الدوا دائي
يا صاحبيّ أقلاّ من ملامكما / ولا تزيدا بهذا اللوم إغرائي
هذي الرياضُ عن الأزهار باسمةٌ / كما تبسَّم عجباً ثغر لمياء
والأرض ناطقةٌ عن صنع بارِئها / إلى الورى وعجيبٌ نطقُ خرساء
فما يصدكما والحالُ داعيةٌ / عن شربِ فاقعةٍ للهمِّ صفراء
راحاً غريتُ بريَّاها ومشربها / حتَّى انتصبت إليها نصب إغراء
من الكميت التي تجري بصاحبها / جريَ الرهان إلى غايات سرَّاء
سكراً أحيطتْ أبارِيقُ المُدامِ بهِ / فرجعت صوتَ تمتامٍ وفأفاء
من كفِّ أغيد يحسوها مقهقهةَ / كما تأوَّد غصنٌ تحت ورقاء
حسبي من الله غفرٌ للذنوبِ ومن / جدوى المؤيد تجديدٌ لنعمائي
ملكٌ يطوّق بالإحسان وفد رجا / وبالظبا والعوالي وفد هيجاء
ذا بالنضارِ وهذا بالحديد فما / ينفكُّ آسرَ أحبابٍ وأعداء
داعٍ لجود يدٍ بيضاء ما برحتْ / تقضي على كلِّ صفراءٍ وبيضاء
يدافع النكباتِ الموعداتِ لنا / حتى الرياح فما تسري بنكباء
ويوقدُ الله نوراً من سعادتِه / فكيف يطمع حسادٌ بإطفاء
لو جاورتْ آل ذبيانٍ حماهُ لما / ذمُّوا العواقبَ من حالاتِ غبراء
ولو حمى حملَ الأبراجِ دَعْ حملاً / يومَ الهباءة لم يقصدْ بدهياء
ولو رجا المشتري إدراكَ غايتِه / لدافعته عصاً في كفِّ جوزاء
ما زال يرفع إسماعيلُ بيت علًى / حتَّى استوتْ غايتا نسل وآباء
مصرّف الفكر في حبِّ العلومِ فما / يشفى بسعدى ولا يروى بظمياء
له بدائع لفظ صاحبت كرماً / كأنَّهنَّ نجومٌ ذاتُ أنواء
وأنملٌ في الوغى والسلمِ كاتبةٌ / إما بأسمرَ نضوٍ أو بسمراء
تكفلت كل عامٍ سحبُ راحته / عن البرية إشباعي وإروائي
فما أبالي إذا استكثرت عائلةً / فقد كفى همّ إصباحي وإمسائي
نظمتُ ديوانَ شعرٍ فيه واتخذت / عليَّ كتابه ديوان إعطاء
وعادَ قولُ البرايا عبدُ دولتِه / أشهى وأشهرَ ألقابي وأسمائي
محرَّرُ اللفظ لكنْ غر أنعمهِ / قد صيرتنيَ من بعض الأرقاء
أعطي الزكاةَ وقدماً كنتُ آخذها / يا قرب ما بين إقتاري وإثرائي
شكراً لوجناء سارتْ بي إلى ملكٍ / لولاهُ لو يطو نظمي سمعةَ الطائي
عالٍ عن الوصفِ إلا أن أنعمهُ / لجبرِ قلبي تلقاني بإصغاء
يا جابرَ القلبِ خذها مدحة سلمتْ / فبيتُ حاسدِها أولى بإقواء
مشتْ على مستحب الهمز مصميةً / نبالها كلَّ هماز ومشاء
بيوت نظم هي الجناتُ معجبة / كأنَّ في كل بيتِ وجهَ حوراء
ليلُ وصل معطرُ الأرجاء
ليلُ وصل معطرُ الأرجاء / لاحَ فيه الصباحُ قبلَ المساء
زارني من هويته باسمَ الثغ / ر فجلى غياهبَ الظلماء
ألتقيه ويحسبُ الهجرَ قلبي / فكأنِّي ما نلتُ طيبَ اللقاء
ربَّ عيش طهرٍ على ذلك الس / فح غنمناهُ قبل يومِ التنائي
نقطعُ اليوم كالدجى في سكونٍ / ودجاهُ كاليومِ في الأضواء
فكأنِّي بالأمن في ظل إسما / عيلَ ربّ العلى وربّ الوفاء
ملكٌ أنشرَ الثنا في زمانٍ / نسي الناس فيه ذكر الثناء
هاجرٌ حرفَ لا إذا سئل الجو / دَ كهجران واصل للرَّاء
يسبقُ الوعدَ بالنوالِ فلا يح / وِجُ قصَّادهُ إلى الشفعاء
شاعَ بالكتمِ جودُ كفَّيه ذكراً / فهو كالمسكِ فاح بالإخفاء
جاد حتَّى كادتْ عفاة حماهُ / لا يذوقون لذَّةً للحباء
كلَّما ظنَّ جودَهُ في انتهاء / لائمٌ عادَ جودُهُ في ابتداء
عذَلوهُ على النوالِ فأغروا / فنداه نصبٌ على الإغراء
وحلا منّ بابه فسعت كالنَّ / ملِ فيه طوائفُ الشعراء
شرفٌ في تواضع واحتمالٌ / في اقتدارٍ وهيبةٌ في حياء
ربَّ وجناء ضامر تقطعُ البي / دَ على أثرِ ضامر وجناء
في قفارٍ يخافُ في أُفقها البر / قُ سرًى فهو خافق الأحشاء
رتعتْ في حماك ثم استراحت / من ألِيمَين الرحلِ والبيداء
وظلامٌ كأن كيوان أعمى / سائلٌ فيهِ عن عصا الجوزاء
ذَكرَ السائِلونَ ذكرَكَ فيهِ / فسرَوْا بالأفكارِ في الأضواء
وحروبٍ تجري السوابحُ منها / في بحارٍ مسفوحةٍ من دماء
من ضراب تشبّ من وقعةِ النا / رُ وتطفي حرارةُ الشحناء
يئس الناسُ إذ تجلى فجلَّ / يت دُجاها بالبأسِ والآراء
فاجل عني حالاً أرانيَ منها / كلَّ يومٍ في غارةٍ شعواء
فكفى من وضوحِ حاليَ أنِّي / في زماني هذا من الأدباء
ضاع فيه لفظي الجهير وفضلي / ضيعةَ السيفِ في يدٍ شلاَّء
غير أنِّي على عماد المعالي / قد بنيتُ الرجا أتمَّ بناء
ليتَ شعرِي من منك أولى بمثلِي / يا فريدَ الأجوادِ والكرماء
دمتَ سامي المقامِ هامي العطايا / قاهر البأس فارجَ الغماء
لمواليك ما ارْتجَى من بقاءٍ / ولشانيك ما اخْتشَى من فناء
ليلايَ كم ليلةٍ بالشعر ليلاء
ليلايَ كم ليلةٍ بالشعر ليلاء / وليلةٍ قبلها كالثغر غراء
وصلٌ وهجرٌ فمن ظلماء تخرجني / لنور عيش ومن نورٍ لظلماء
ما أنتِ إلا زمانُ العمرِ مذهبةٌ / بالثغر والشعر إصباحي وإمسائي
أفديكِ من زَهرةٍ بالحسن مشرقةٍ / بليتُ من عاذلي فيها بعوَّاء
ويح العذول يرى ليلي ويسمعُ من / لا يسمعُ العذلَ فيها قولَ فحشاء
يا ربَّ طرفٍ ضريرٍ عن محاسنها / وربَّ أذنٍ عن الفحشاء صمَّاء
وربَّ طيفٍ على عذرٍ يؤوبني / بشخص عذراء يجلو كأس عذراء
فبتُّ أرشفُ من فيهِ وقهوتهِ / حِلينِ قد أثملا بالنومِ أعضائي
زورٌ عفيفٌ على عينِ الشجيِّ مشى / فيا لَهُ صالحاً يمشي على الماء
ثم انتبهت وذاتُ الخالِ ساكنة / لم تدر سهدي ولم تشعر بإغفائي
رشيقةٌ ما كأني يومَ فرقتِها / إلا على آلةٍ في القوم حدباء
ميتٌ من الحبِّ إلا أنني بسرى / ذكرِ الصبابةِ حيٌّ بين أحياء
في كل حيّ حديثٌ لي يسلسله / تعديلُ دمعيَ أو تجريحُ أحشائي
قد لوَّع الحبّ قلبي في تلهبهِ / وصرَّحَ الدَّمعُ في ليلي بإشقائي
وزالَ ما زالَ من وصل شفيتُ به / من عارض اليأس لكن بعد إشفائي
أيامَ لي حيث وارتْ صدغها قبلٌ / كأنَّ سرعتها ترجيع فأفاء
تدير عيناً وكأساً لي فلا عجب / إذا جننت بسوداءٍ وصفراء
حتى إذا ضاء شيب الرأس بتّ على / بقية من نواهي النفس بيضاء
مديرةَ الكأس عني أن لي شغلا / عن صفو كأسك من شيبي بإقذاءِ
ما الشيب إلا قذى عين وسخنها / عندي وعند برود الظلم لمياء
عمري لقد قل صفو العيش من بشر / وكيف لا وهو من طين ومن ماء
وإنما لعليّ في الورى نعم / كادت تعيد لهم شرخ الصبى النائي
وراحةٌ حوَت العليا بما شملت / أبناء آدم بالنعمى وحوّاء
قاضي القضاة إذا أعيا الورى فطناً / حسيرة العين دون الباء والتاء
والمعتلي رتباً لم يفتخر بسوى / أقدامه الراءُ قبل التاء والباء
والثاقب الفكر في غرّاء ينصبها / لكل طالب نعمى نصبَ إغراء
لطالب الجود شغل من فتوّته / وطالبِ العلم أشغال بإفتاء
لو مس تهذيبهُ أو رِفقه حجراً / مسته في حالتيهِ ألفُ سرّاء
من بيت فضل صحيح الوزن قد رجحت / به مفاخرُ آباءٍ وأبناءِ
قامت لنصرة خير الأنبياء ظبا / أنصاره واستعاضوا خير أنباء
أهل الصريجين من نطق ومن كرمٍ / آل الريحين من نصرٍ وأنواء
المعربون بألفاظٍ ولحن ظبا / ناهيك من عربٍ في الخلق عرباء
مفرغين جفوناً في صباح وغى / ومالئين جفاناً عند إمساء
مضوا وضاءَت بنوهم بعدهم شهباً / تمحى بنور سناها كلّ ظلماء
فمن هلالٍ ومن نجمٍ ومن قمرٍ / في أفق عزٍّ وتمجيدٍ وعلياء
حتى تجلى تقيّ الدين صبح هدًى / يملي وإملاؤه من فكره الرَّائي
يجلو الدّياجيَ مستجلى سناه فلا / نعدم زمان جليّ الفضل جلاّء
أغرّ يسقي بيمناه وطلعته / صوب الحيا عام سرَّاء وضرَّاء
لو لم يجدنا برفدٍ جادنا بدُعاً / معدٍ على سنوات المحل دعاء
ذو العِلم كالعلم المنشور تتبعه / بنو قرًى تترجاه وإقراء
فالشافعيّ لو استجلى صحائفه / فدى بأمَّين فحواها وآباء
وبات منقبضاً ربّ البسيط بها / ومات في جلده من بعد إحياء
يقرّ بالرّقّ من ملك ومن صحفٍ / لمن يجلّ به قدر الأرقاء
لمن بكفيه إما طوق عارضةٍ / للأولياء وإما غلّ أعداء
لا عيبَ فيه سوى تعجيلِ أنعمهِ / فما يلذّ برجوى بعد إرجاء
يلقاك بالبشر تلوَ البرّ مبتسماً / كالبرق تلوَ هتونِ المزن وطفاء
أن أقطع الليل في مدحي له فلقد / حمدت عند صباح البشر إسرائي
لبست نعماهُ مثلَ الروض مزهرةً / بفائضاتِ يدٍ كالغيثِ زهراء
وكيف لا ألبس النعمى مشهرةً / والغيث في جانبيها أيّ وشاء
وكيف لا أورد الأمداحَ تحسبها / في الصحف غانية من بين غناء
يا جائداً رام أن تخفى له مننٌ / هيهات ما المسك مطويّ بإخفاء
ولا نسيم ثنائي بالخفيّ وقد / رويته بالعطايا أي إرواء
خذها إليك جديدات الثنا حللاً / صنع السريّ ولكن غير رفاء
وعش كما شئت مهما شئت ممتدحاً / تثنى بخير لآلٍ خير آلاء
منك استفدت بليغَ اللفظِ أنظمه / نظماً يهيم ألباب الألباء
أعدت منهُ شذوراً لست أحبسها / عن مسمعيك وليس الحبس من راء
جسمٌ سقيمٌ لا يرام شفاؤه
جسمٌ سقيمٌ لا يرام شفاؤه / سلبت سويدا مهجتي سوداؤه
عجباً له جفناً كما قسم الهوى / فيه الضنى وبمهجتي أدواؤه
يا معرضاً يهوى فنا روحي ولي / روح تمنى أن يطولَ بقاؤه
إن ينأ عني منك شخصٌ باخلٌ / روحي وما ملكت يديّ فداؤه
فلربَّ ليلٍ شقّ طيفك جنحه / والصبح لم ينشقّ عنه رداؤه
سمحاً يسابقني إلى القبل التي / قد كان يقنعني بها إيماؤه
ومضيق ضمّ لو دراهُ معذِّبي / ضاقت عليه أرضه وسماؤه
جسمان مرئيان جسماً واحدًا / كالنظم شدَّدَ حرَفهُ علماؤه
أفدي الذي هو في سناهُ وسطوهِ / بدرٌ وقتلى حسنهِ شهداؤه
قامت حلاهُ بوصفه حتى غدا / متغزلاً في خدِّه وأواؤه
حتام بين مذكرٍ ومؤنثٍ / قلبي الشجيّ طويلة برحاؤه
وعلى الغزالة والغزال لأدمعي / سيلٌ وأقوالُ الوشاةِ غثاؤه
سقياً لمصر حمى بسيطٌ بحرُهُ / للواصفين مديدةٌ أفياؤه
لو لم يكن بلداً يعالي بلدةً / بين النجوم لما ارتضاه علاؤه
أما عليّ المستماحُ فكلنا / متشيعٌ يسري إليه ولاؤه
المشتري سلعَ الثناء بجودِهِ / وبهاؤه لعطاردٍ وذكاؤه
دلَّت مناقبهُ على أنسابهِ / وحَماهُ عن تسآل مَن لألاؤه
ذو الفضل من نسبٍ ومن شيمٍ فيا / لله منبتُ عودِه ونماؤه
والعود صحَّ نجارهُ فإذا سرى / أرَجُ الثنا فالعود فاح كباؤه
والبيت حيث سنا الصباحِ عمودُه / وبحيث أخبية السعود خباؤه
واللفظُ نثرٌ من صفاتِ الحسنِ لا / بيضاء روضِ حمًى ولا صفراؤه
والجود ما لحيا الشآمِ عمومهُ / فينا ولا في نيل مصرَ فناؤه
والرأيُ نافذةٌ قضايا رسمهِ / من قبل ما نوت الإرادةَ راؤه
وسعادة الدَّارين جلَّ أساسها / بمعاقد التقوى فجلَّ بقاؤه
من أسرةٍ عمريةٍ عدويةٍ / شهدت بفضل مكانها أعداؤه
من كلِّ ذي نسبٍ سمت أعراقه / يوم العلا واستبطحت بطحاؤه
قوم همو غرَرُ الزمان إذا أضا / أمرَاؤه وُزراؤه شعراؤه
ملأوا الثرى جوداً يزِينُ ربيعه / والجوَّ ذكراً تنجلي أضواؤه
فالجوّ تصدح بالمحامد عجمهُ / والتربُ تنطقُ بالثنا خرساؤه
من حولِ منزلهِ الرَّجاءُ محلقٌ / ومقصرٌ حمدُ الفتى وثناؤه
وعدت بطيف خيالها هيفاءُ
وعدت بطيف خيالها هيفاءُ / إن كان يمكن مقلتي إغفاء
يا من يوفر طيفها سهري لقد / أمنَ ازديارَكِ في الدجى الرَّقباء
يا من يطيل أخو الهوى لقوامها / شكواه وهي الصعدة السمراءُ
أفديك شمسَ ضحًى دموعي نثرةٌ / لمَّا تغيبُ وعاذلي عوَّاء
وعزيزةٍ هي للنواظرِ جنَّةٌ / تجلى ولكن للقلوب شقاء
خضبت بأحمرَ كالنضار معاصماً / كالماءِ فيها رونقٌ وصفاء
واهاً لهنَّ معاصماً مخضوبةً / سال النضارُ بها وقام الماء
أصبو إلى البَرحاء أعلمُ أنَّه / يرضيكِ أن يعتادَني البرَحاء
ويبثُّ ما يلقاه من ألم الجوى / قلبي وأنتِ الصعدةُ الصمَّاء
كم من جمالٍ عندَهُ ضرَّ الفتى / ولكم جمالٍ عنده السراء
كجمالِ دين الله وابنِ شهابهِ / لا الظلمُ حيث يرى ولا الظلماء
الماجد الرَّاقي مراتبَ سؤددٍ / قد رصعت بجواره الجوزاء
ذاك الذي أمسى السها جاراً لهُ / لكنَّ حاسدَ مجدهِ العوَّاء
عمت مكارمهُ وسارَ حديثهُ / فبكلِّ أرض نعمةٌ وثناء
وسعت يراعتهُ بأرزاق الورى / فكأنها قُلُبٌ وتلك رِشاء
وحمى العواصمَ رأيهُ ولطالما / قعدَ الحسامُ وقامت الآراء
عجباً لنارِ ذكائهِ مشبوبةً / وبظلهِ تتفيأ الأفياء
وللفظه يزداد رأي مديره / وحجاه وهو القهوة الصهباء
غني اليراعُ به وأظهرَ طرسهُ / وكذا تكون الرَّوضةُ الغنَّاء
يا راكبَ العزماتِ غاياتُ المنى / مغنى شهابِ الدينِ والشهباء
ذي المجد لا في ساعديهِ عن العلا / قصرٌ ولا في عزمهِ إعياء
والعدلُ يردعُ قادراً عن عاجزٍ / فالذئب هاجعةٌ لديهِ الشاء
والحلم يروِي جابرٌ عن فضله / والفضلُ يروِي عن يديهِ عطاء
يا أكملَ الرؤساء لا مستثنياً / أحداً إذا ما عدَّت الرؤساء
يا من مللت من المعادِ لهُ وما / ملَّت لديَّ معادَها النعماء
إن لم تقمْ بحقوق ما أوليتني / مدحي فأرجو أن يقومَ دعاء
شهدت معاليك الرفيعةُ والندى / أنَّ الورى أرضٌ وأنت سماء
سهرَت عليكِ لواحظُ الرُّقباء
سهرَت عليكِ لواحظُ الرُّقباء / سهراً ألذُّ لها من الإغفاء
فمتى أحاولُ غفلةً ومرادُهم / بيعُ الرّقاد بلذَّة استحلاء
ومتى يقصر عاذلي ورجاؤه / في مرِّ ذكرِكِ دائماً ورجائي
قسماً بسورةِ عارضيكِ فإنها / كالنملِ عند بصائر الشعراء
وجفونكِ اللاتي تبرّحُ بالورى / وتقول لا حرَجٌ على الضعفاء
إنِّي ليعجبني بلفظ عواذِلي / مني ومنكِ تجمع الأسماء
وتلذُّ لي البرحاء أعلم أنه / يرضيكِ ما ألقى من البرحاء
ويشوقني مغنى الوصالِ فكلَّما / ذُكر العقيقُ بكيتهُ بدمائي
أيام لا أهوى لقاك بقدر ما / تهوي لإفراط الوداد لقائي
متمازجان من التعانق والوفا / في الحبِّ مزجَ الماءِ بالصهباء
لو رامت الأيَّامُ سلوةَ بعضنا / لم تدرِ من فينا أخو الأهواء
وصلٌ سهرتُ زمانه لتنعم / وسهرتُ بعد زمانه بشقاء
يا جفنُ لستُ أراكَ تعرفُ ما الكرَى / فعلامَ تشكو منه مرَّ جفاء
كانت لياليَ لذَّةٍ فتقلَّصت / بيدِ الفراق تقلصَ الأفياء
ومنازل بالسفح غُير رسمها / بمدامعِ العشاقِ والأنواء
لم يبقَ لي غيرُ انتشاقِ نسيمها / يا طولَ خيبةِ قانعٍ بهواء
كمؤمل يبغي براحةِ واهبٍ / كرماً ويتركُ أكرمَ الوزراء
الصاحب الشرفِ الرفيع على السها / قدراً برغم الحاسد العوَّاء
ندبٌ بدا كالشمس في أفق العلا / فتفرقت أهلُ العلا كهباء
عالي المكانة حيث حلَّ مقامهُ / كالنجمِ حيث بدا رفيعَ سناء
ما السحبُ خافقةٌ ذوائب برقها / بأبرّ من جدواه في اللأواء
لا والذي أعلا وأعلن مجدَهُ / حتى تجاوز هامةَ الجوزاء
لا عيبَ في نعماهُ إلا أنَّها / تسلي عن الأوطانِ والقرباء
مغرى على رغم العواذلِ والعدَى / بشتاتِ أموالٍ وجمعِ ثناء
لا تستقرُّ يداه في أمواله / فكأنَّما هو سابحٌ في ماء
جمعت شمائله المديحَ كمثل ما / جمعت أبي جادٍ حروفَ هجاء
وتفرَّدت كرماً وإن قال العدَى / إنَّ الغمامَ لها من النظراء
وتقدَّمت في كلِّ محفل سؤددٍ / تقديمَ بسمِ اللهِ في الأسماء
أكرِمْ بهنَّ شمائلاً معروفة / يومَ العلى بتحملِ الأعباء
يلوي بقولِ اللائمينَ نوالها / كالسيلِ يلوي جريهُ بغثاء
ومراتباً غاظَ السماءَ علوِّها / فتلقبت للغيظ بالجرباء
ومناقباً تمشي المدائحُ خلفها / لوفورِ سؤدَدِها على استحياء
وفضائلاً كالرَّوض غنى ذكرُها / يا حبَّذا من روضةٍ غناء
ويراعةً تسطو فيقرَعُ سنها / خجلاً قوامَ الصعدة السمراء
هرَقتْ دمَ المحلِي المروِّعِ والعدَى / حتى بدَتْ في أهبةٍ حمراء
عجباً لإبقاءِ المهارق تحتها / ونوالها كالدِّيمة الوطفاء
كم عمرتْ بحسابها من دولةٍ / وبلا حسابٍ كم سختْ بعطاء
ولكم جلا تدبيرُها عن موطن / دهماءَ واسأل ساحةَ الشهباء
لولاك في حلبٍ لأحدِر ضرعها / وقرى ضيوفَ جنابها بعناء
يا من به تكفي الخطوبُ وترتمي / بكرُ الثناء لسيدِ الأكفاء
أنت الذي أحيا القريضَ وطالما / أمسى رهينَ عناً طريدَ فناء
في معشر منعوا إجابة سائل / ولقد يجيبُ الصخرُ بالأصداء
أسفي على الشعراءِ أنهمو على / حال تثيرُ شماتةَ الأعداء
خاضوا بحورَ الشعرِ إلا أنَّها / مما تريق وجوههم من ماء
حتى إذا لجأوا إليك كفيتهم / شجناً وقلت أذلةُ العلياء
ظنُّوا السؤال خديعة وأنا الذي / خدعت يداه بصائرَ العلماء
أُعطوا أجورَهم وأعطيتَ اللهى / شتانَ بين فناً وبين بقاء
شكراً لفضلك فهو ناعشُ عيشتي / ونداك فهو مجيبُ صوتَ نِدائي
من بعد ما ولع الزمانُ بمهجتي / فردعتَهُ وحبوني حوبائي
وبلغتَ ما بلغ الحسابُ براحةٍ / عرِفتْ أصابعُ بحرها بوفاء
فانعم بما شادَتْ يداك ودُمْ على / مرِّ الزمان ممدَّحَ الآلاء
واحكِ الكواكبَ في البقاءِ كمثلِ ما / حاكيتها في بهجةٍ وعلاء
مزجتُ بتذكار العقيق بكائي
مزجتُ بتذكار العقيق بكائي / وطارحتُ معتلَّ النسيم بدائي
وإن حدَّثَ العذالُ عني بسلوةٍ / فإني وعذَّالي من الضعفاء
وليس دوائي غير تربة أحمدٍ / بطيبةَ عال فوقَ كلِّ سماء
تطوف بمسراهُ الملائكُ خشعاً / مساءَ صباحٍ أو صباحَ مساء
فهل لي إلى أبياتِ طيبةَ مطلعٌ / به مخلصٌ لي من إسار شقائي
أصوغ على الدُّرِّ اليتيم مدائحاً / أُعدُّ بها من صاغةِ الشعراء
ببيت زهير حيث كعب مبارك / وحسان مدحي ثابتٌ ورجائي
يا جفنُ أمزجْ أدمعي بدمائي
يا جفنُ أمزجْ أدمعي بدمائي / وأشهدْ بها لملوكنا الشهداء
لهفي على ملكينِ جادَ عليهما / في كلِّ أرض أفقُ كلّ سماء
لهفي لإسماعيل قبلَ محمدٍ / لم أُلق يوم دراهما لفداء
أما ذبيحا مقلتي ومدامعي / لهما فما وفيا بفيض دماء
بحرانِ أسندُ عن يزيدَ وواصلٍ / لهما وأروي عن رجا وعطاء
ذهبا فلا ذهبٌ أناديه سوى / ما صاغ خدِّي باحمرارِ بكائي
نم يا محمد مع أبيكَ فإنه / ما رثَّ لا وأبيكَ عهدُ رثائي
يا روضةَ الحسنِ إنَّ النفسَ خضراءُ
يا روضةَ الحسنِ إنَّ النفسَ خضراءُ / فهل يدٌ بيننا للوصلِ بيضاءُ
بصاد أقسمُ ما للعينِ إن عشقتْ / سواك نونٌ ولا ظاءٌ ولا راءُ
وإنَّ شعري إذا نظمتُ في غزل / ومدحِ سلطاننا للروض وشاءُ
سلطاننا حسن الأوصافِ أجمعها / يروي بها عن صحيح الملك أبناءُ
يا من له تعربُ الآفاقُ عن سير / عظمى وتنطقُ أرضٌ وهيَ خرساءُ
تشريفُ عبدك نادى بيتُ مدحتهِ / لقد تشرَّف بنيانٌ وبناءُ
أما العدى فلهم من خلطهم خلعٌ / في الصدرِ سوداء أو في الرأسِ صفراءُ
قسمتُ بين ظبا الملاح تغزّلي
قسمتُ بين ظبا الملاح تغزّلي / ولمدح إنشاءِ الملوكِ ثنائي
ولسيفِ دين الله يعملُ خيلهُ / غزوا من البلقاءِ للشهباء
بين العشائرِ والعشيرِ محاسنٌ / غزواتهُ بالرأي والآراء
بالرّعب طوراً والقواضبِ تارةً / تزْوَرُّ منه نواظرُ الزَّوراء
فكأنني بك فاتحاً شرقيها / للسدِّ يا مفتاحَ كلّ هناء
وكأنني يا سيفَ دولة فتنةُ / بك وهو مفتخرٌ على القدَماء
في الشعرِ والإنشاءِ بابنِ نباتةٍ / تزهو على الخطباء والشعراء
قسماً ما حلت عن عهدِ الوفاء
قسماً ما حلت عن عهدِ الوفاء / بعد مصرَ لا ولا نيلَ بكائي
حبها تحتي وفوقي ويميني / وشمالي وأمامي وورائي
فهي ستي من جهاتي ولديها / سيّدي من حيث ودِّي وولائي
ناصر الدين الذي ابيضَّ ثنا / تُضرَبُ الأمثال فيه بالثناء
شائد البيتِ الذي ما زال يمشي / حالُ مثلي من ذويه بضياء
سادة السادات من دين ودنيا / بلغاءٍ وزراءٍ أولياء
لا عدمنا قصصاً للمدح فيهم / داعياً كالنمل وفد الشعراء
صفاءُ وديَ مشهور لديك فما
صفاءُ وديَ مشهور لديك فما / للنفسِ أشياء أخفيها وأشياء
حاشا الدليل على البرهان يشهده / في محضرين أحباء وأعداء
يا ليت صحباً على ضعفي وقوَّتهم / ولي من الشكرِ أشواقٌ وإملاء
وحسبُ قلبي إن كان الصدود رضًى / فداوني بالتي كانت هي الداء
وهاكَ يا ساكناً قلبي كؤوس طلاً / لو مسَّها حجرٌ مسَّته سراء
وقل لمن قلبه أيضاً قسا حجراً / هلاَّ تفجَّر منه كالصفا ماء
آهاً لشرخِ شبابٍ كان لي ومضى / واعتضت شرخاً ولكن ماله خاء
يا واحدَ المدحِ والثناءِ
يا واحدَ المدحِ والثناءِ / وموجبَ الأجرِ والدُّعاءِ
تهنَّ بالعشرِ في سرورٍ / وفي حبورٍ وفي ارتقاءِ
فلثمُ يمناك فيه لثمٌ / بخمسها لازم الأداءِ
فأنت بالعشر في سرورٍ / ونحن بالخمس في ثناءِ
أهلاً بمنداك السعيدِ وحبَّذا
أهلاً بمنداك السعيدِ وحبَّذا / في مطلعِ العلياءِ منكَ بهاءُ
في الأرضِ من أثرِ السرَى قولٌ به / يملي الهنا ولشهرنا إصغاء
نهدي الذي بهباته وثنائه / سمعَ الأصمُّ وقالتِ الخرساء
غاب ذو الفضل في حمى مصرَ عنَّا
غاب ذو الفضل في حمى مصرَ عنَّا / فهنيئاً له حمى النعماء
تسقط الطيرُ حيث تلتقطُ الح / بَّ وتغشى منازلَ الكرماء
حجليّ إذا انتسبتَ ولكن / ألفُ عرفٍ له وألفُ ثناء
أيها الكامل قصراً
أيها الكامل قصراً / وولاءً وثناء
أحمدُ الله الذي قد / جعلَ الشمس ضياء
سيدٌ حلَّ من المج / دِ المعلى حيث شاء
ودَنَا وِردُ أيادي / هِ فقصرْت الرِّشاء
شكراً لنعماك يا من
شكراً لنعماك يا من / عليه سرُّ ثنائي
كم نعمةٍ لك مهما / نظرتُ كانت إزائي
يمنايَ يسرايَ فوقي / تحتي أمامي ورائي
وهائمٌ بالجواري الخودِ قلبيَ من
وهائمٌ بالجواري الخودِ قلبيَ من / سمرِ القدود فسمراءٌ ولمياء
من السراري التي من بعد موت أبٍ / لو مسَّها حجرٌ مسَّته سرَّاء